منتدى استراحات زايد - لؤلؤة أوال | قيادي في "تيار الوفاء": "التّيار حاضرٌ في عمق الثّورة"

http://www.lulu-awal.com/images/logo1.jpg

قيادي في "تيار الوفاء": "التّيار حاضرٌ في عمق الثّورة" (1-3)http://www.lulu-awal.com/news/photos...1348488013.jpg

لؤلؤة أوال - خاص
برز تيّار الوفاء الإسلامي في ظلّ ظرفٍ سياسيّ معقّد، حيث اجتمع نخبة من الرّموز الدّينيّة والسيّاسيّة في مجلس عبد الوهاب حسين وأتمّت تشكيل هذا الإطار السياسي ذي الطّابع التحالفي. كانت البحرين تضجّ إثر القمعة الأمنيّة التي شنّتها السّلطات في أغسطس 2010م، وعمدت وقتها إلى ممارسة التّعذيب المنهجي والفظاعات بحقّ النشطاء المعتقلين، وهو ما خلق رأي عام احتجاجي، وأثمر عن سلسلة من الاحتجاجات الشّعبيّة. في ظلّ ذلك، تبلورت فكرة "التيار"، وأعلن عنه خليط من القيادات الدّينيّة والسياسية والحقوقيّة. وبعد اندلاع ثورة 14 فبراير، وما أعقبها من تطوّرات دراماتيكيّة بعد دخول قوات الاحتلال السّعودي، شُنّت قمعة أمنية واسعة طالت القيادات الأولى للتّيار، وهو ما انعكس على ظهور التيار وحجمه العام. في هذا الحوار، يكشف رئيس الهيئة السياسية بالتيار علي البحراني عن جملة من المسائل المتعلقة بواقع التيار ورؤيته للأحداث

في ظلّ الحراك السّياسي الدّاخلي، يبرز في الواجهة سؤال: أيـن تيار الوفاء؟ وما هو الدور الذي يمارسه الآن؟
تيار الوفاء الإسلامي موجود في الساحة بين الجماهير، وموجودٌ في قلب العمل الدّيني والسّياسي، ويمكن القول بأنه حيث تكون القضايا التي تعني الناس وتشغل همومهم وخواطرهم؛ تجد تيار الوفاء حاضراً يمارس دوره، ويؤدي التكليف الملقى على عاتقه. ودور تيار الوفاء الآن أكبر من دوره سابقا، واهتماماته اليوم أوسع، و يمكن أن أقول أنه كما كان لتيار الوفاء الإسلامي- بمعية حركة حق - دور مؤثر وأساس في نشر الوعي الثوري وانطلاق ثورة 14 فبراير؛ فإنّ دوره استمرّ بقوّة خلال فترة الطوارئ، وإلى يومنا هذا، وذلك على المستوى الاحتجاجي والسّياسي.

سيأتي اليوم لكشف دورنا

ولكن اسم "التّيار" لم يكن ظهر في الحراك الثّوري بوضوح في تلك الفترة؟
التيار موجود، وإنْ لم يكن اسمه قد ظهر في كلّ نشاطاته، والتي قد يكون كثير منها غير معلن، وهي فعلاً من أسرار هذه الثورة، وسوف يأتي اليوم المناسب ليتضح الدور المؤثر للتيار في هذه الثورة على المستوى العام، وعلى المستوى التنظيمي الخاص. وبما أنّ الوضع الذي تمرّ به البلاد يفرض الشأن السياسي فرضاً في قائمة الأولويات شديدة الأهمية؛ فلذلك ترى الجهود أغلبها منصبّة على العمل السّياسي بكل تعقيداته، والعمل السياسي بطبيعته في -الأحوال العادية- يستنزف طاقات كبيرة جدّاً، ويحتاج إلى تخصّص وتفرّغ ينتهي إلى عمل متكامل، فكيف الحال مع الظرف الذي نمرّ به، والذي يعدّ تاريخيّاً واستثنائيّاً. ولا شك أنك تحتاج إلى عمل مضاعف، ورغم ذلك فإننا نجتهد ألا نغفل الجوانب الأخرى المتصلة بعمل التيار، ومن ذلك الجانب الثقافي وغيره.

المعنيّون يعرفون ماذا يفعل التيار

البعض يقول إن تيار الوفاء الآن هو مجرد كيان إعلامي، يمارس أعمال إعلامية، مثل كتابة البيانات لا غير، ما تعليقكم؟
لو سلمنا بهذه المقولة لتحوّل التيار إلى كيان كارتوني أو مجرد ظاهرة صوتية لا تنفع. عزيزي، التيار كيان جماهيري قائم بالفعل، يمارس عملاً سياسيّاً متكاملا، ابتداءً من صياغة الرؤى والمواقف وانتهاءً بتحوليها إلى مادة ميدانية، كما أنه يُدير الكثير من الملفّات الدّينيّة والسّياسيّة والثقافية والإنسانية التي تحتاجها الساحة، وعلى الرغم من الظرف الأمني الصعب الذي تواجهه القوى السّياسية، وخاصة غير المسجلة رسميّاً، إلا أنّ التيار يعيش تمدّداً غير مسبوق منذ تاريخ تأسيسه، وذلك من حيث كمية ونوعية العمل. ما أؤكده أنّ التيار موجود في عمق العمل السّياسي والميداني، وموجود في الأرض، والأطراف المعنيّة، سواء الرّسميّة أو السّياسية تدرك ذلك.

نتواصل مع القادة المعتقلين

هل أثّر اعتقال قادة التيار على عملكم؟
إنّ اعتقال قادتنا الرموز الأعزاء - فرج الله عنهم- لم يؤثر على عمل التيار فقط، بل أثّر على عموم الوضع السّياسي في البحرين، فمستوى التأثير الذي يملكونه سواء على الحركة السّياسية أو على الجماهير؛ كان من الممكن أن يغيّر من ملامح الوضع الذي تعيشه البلد الآن، ونحن نُقدِّر أنّ كثيراً من الأمور التي حدثت منذ فترة اعتقالهم - حفظهم الله – وحتى يومنا هذا؛ كانت ستحدث بشكل مغاير فيما لو كانوا يباشرون العمل خارج السجن. لقد أدرك النظام قدرة الرموز على تشكيل الواقع السّياسي والشعبي بالطريقة التي لا ترضيه، ولذا عمِد إلى تغييبهم وإبعاد تأثيرهم عن الناس.

كيف تقيّمون وضعكم في ظلّ ذلك؟
بالنسبة لوضعنا الدّاخلي؛ فالتيار كما أراده الرموز - حفظهم الله - مؤسّسةً فكرية تقوم على مبدأ وفكر ومدرسة أصيلة، ولا تقوم على شخوصٍ بعينهم، بحيث يكون قادراً على العطاء ومواصلة العمل، مهما كانت ظروف قادته أو مؤسّسيه. وقد عمد التيار منذ أن كان الرموز بيننا؛ على تهيئة الصفوف البديلة للإمساك بلباب المسئولية والعمل، خاصةً وأن رموز التيار كانوا مستهدفين منذ اليوم الأول الذي نشأ فيه، لذا وبفضل إستراتيجية العمل هذه؛ ترون التيارِ قائماً ويزاول عمله الآن.

قيادة التيار في الخارج هي المسئولة

وهل لديكم تواصل مع الرموز داخل السجن؟
نعم بالتأكيد لدينا تواصل مع قادتنا في السجن، ونحن نمثّل امتداداً طبيعيّاً لهم. وهنا تجدر الإشارة إلى أن المشورة مستمرة بين الفينة والأخرى مع سماحة العلماء والرموز الأعلام في شؤون الساحة، ولكن بحكم وجودهم في السجن فلا يمكن لهم تشكيل رؤية تفصيلية واضحة حول التطوّرات السياسية والاحتجاجية وغيرها، ولذلك فهم غير قادرين على الإدارة المباشرة للسّاحة، وهم مدركون لذلك، ومقتنعون بهذا الفهم. وبما أن سماحة العلماء و الرموز القادة -أعزّهم الله وأيّدهم بتأييده - قد أعطوا مؤسّسة التيار خارج السجن التفويض بالعمل؛ فإنّ مسؤولية عمل البرنامج العام للتيار، وتطبيقه، تقع على عاتق مؤسّسة التّيار العاملة في خارج السجن، وعليها تقع المحاسبة والتمحيص أمام الله سبحانه وتعالى وأمام الجماهير، وليس على الرّموز القادة خلف القضبان، وهذا شيء طبيعي بحكم البيئة والظروف التي يعيشونها، فمن لا حرية له ولا قدرة له على الفهم الدّقيق للسّاحة، بحكم الظروف، لا يصحّ منه التصدّي لتفاصيل السّاحة، ولا تقع عليه المحاسبة والمسؤولية.

المصدر: http://www.lulu-awal.com/news.php?newsid=56