بيان أمل: مهم جداً أن تنتفض أرواح الأمة وتغضب نفوسها لما ينال رسولنا
 

وقال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} سورة التوبة آية رقم 33.




ليست حملات التشهير والكذب والإفتراء بجديدة على ديننا الحنيف ورسولنا الأكرم صلى الله عليه وآله وإن كانت تتعاظم في مستوياتها، وليس مستوى ردود الأفعال وحجمها قليل وإن كان لا يعدل ثقل المسلمين بل لا يقاربه، وليس مستوى الفعل لدينا بالمستوى الذي يردع الآخرين ويثنيهم عما يقومون به من أفعال مشينة، وهي بالمناسبة تحاكي أفعال بعض المسلمين وليس رسولهم صلى الله عليه وآله، لأن الآخرون يرون رسولنا الأكرم صلى الله عليه وآله من خلال أتباعه، فإذا كان وجوه المسلمين المتمثلة في الكثير من حكامه هم رواد حانات الخمور في الغرب وأبطال أوكار الدعارة وفرسان صالات القمار والرولو والمزمار والطبل وما شابه، وإذا كان النموذج الصارخ للمسلم في الغرب هو ذلك القاتل الذابح المفجر الخاطف المكفر والخ، لا لشيء إلا اختلاف الرأي أو المعتقد، فهل نتوقع من عامة الناس في الغرب وغيرهم أن تتكون لديهم صورة أخرى للإسلام ورواده وعلى رأسهم رسول الله صلى الله عليه وآله غير هذه الصورة التي يتناقلونها في كتبهم وأفلامهم وما شابه؟!!


جيد بل ومهم جداً أن تنتفض أرواح الأمة وتغضب نفوسها لما ينال رموزنا وعلى رأسهم سيد الكائنات وخير الرسل وأكرم وأشرف مخلوق على وجه الأرض رسول الله صلى الله عليه وآله، وما ينال مقدساتنا من مثيري الفتن وأصحاب الأحقاد الدفينة من مشركين وكفار وبعض أتباع الديانات السماوية الجهلة لكن المهم جداً أن نبحث في الأسباب التي تؤدي لذلك، ألا نحتاج أن نراجع الصورة والنموذج الذي نقدمه للآخرين عنا وعن رموزنا ومقدساتنا لنرى إنعكاس هذه الصورة عندهم ثم نحكم على طريقتهم ونواياهم والخ، نحتاج أن نراجع أنفسنا ونقيم أداءنا حتى نتعرف على الثغرات بشكل واقعي ونعمل على سدها وحصر المشكلة للقيام بعلاجها..


علينا بكل صدق وإخلاص مراجعة أنفسنا في الجوانب التالية:


1/ كيفية تقديمنا لرسولنا الأكرم صلى الله عليه وآله والإنطباع الذي يتركه هذا التقديم لدى الآخرين.


وهذا يتطلب مراجعة صورة رموز الإسلام وبالذات سيد الكائنات خاتم النبيين وخيرة رب العالمين محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله، وحذف كل ما يسيء لهذه الصورة الناصعة من الأحاديث المكذوبة والموضوعة، على أن لا تناط هذه المهمة بموظفين لخدمة سلاطين الجور والطغيان وإنما لعلماء الأمة الاسلامية المشهود لهم بالورع والنزاهة والعلم والاعتدال والحيادية، لأن أي نظرة فاحصة لهذه المسألة كافية لكشف أن كثير من كتب المسلمين هي سبب ومصدر كثير من الإساءات للدين ورموزه التي ملأت بها بطون الكتب بواسطة حكام الجور (الأمويون والعباسيون وغيرهم) والحاقدون وطلاب الدنيا لتبرير أفعالهم وانحرافاتهم للناس.


2/ فكرنا الإسلامي وكيف نقدمه للآخرين.


هل هو دين الرحمة والمحبة والصلاح والألفة والبناء والإعمار والأخلاق والتسامح وغيرها من قيم الدين الخالدة التي جاءت بها رسالات السماء وختمها وأكملها ربنا عز وجل بخيرته وخاتم رسله محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله أم هي مختلفة عها وقد تصل أحياناً لحد التناقض؟!!


3/ سلوك المسلمين الذين يحكم عليهم من خلاله ما هو وكيف هو بنظر الآخرين؟!


هل يعطي المسلمون صورة ناصعة وصادقة عن الاسلام بتصرفاتهم أم عكس ذلك؟


هل يتعامل المسلمون بالقيم السماوية أم بالعصبيات والأهواء؟


وغير ذلك، من الأمور التي يجب علينا كمسلمين الالتزام بها والتحلي بها حتى نعكس الصورة الصحيحة للإسلام الذي لا يعرفه غير المسلمين إلا بهذه الطريقة.


4/ سلوك حكام المسلمين ومواقفهم مما يثار ضد الدين ورموزه.


هل جسد حكام المسلمين قيم الاسلام ومارسوها عملياً مع أنفسهم وشعوبهم ومن يختلطون بهم أم لا؟!


هل مارسوا الصلاح وقاموا بالاصلاح وحاربوا الفساد والرذيلة أم لا؟!


هل جسدوا الاستقامة والإنضباط والأخلاق الحسنة والالتزام بالدين أم كانوا مثال الفساد وقمته ومثال التحلل والانحراف وآفته؟!


هل سيتعامل الحكام مع أصحاب هذه الأفعال الشائنة والصارخة والمسيئة للدين والقيم بحزم أم أنها ستنتهي بأوامر الأسياد بالتراضي والتسوية النفعية الضيقة؟!


هل سيحددون مواقفهم وعلاقاتهم مع الدول من خلال احترامهم لمعتقدات المسلمين وقيمهم أم سيحاولون استيعاب المسألة والتستر عليها ريثما تنتهي كل أثارها وتداعياتها وانتهى كل شيء؟!


لا يمكن أن يقبل عاقل بالاساءة إلى عقائد الناس ورموزهم العادية فكيف بخاتم المرسلين وسيد الأولين والآخرين محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله، لكن لا يمكن أن تمر علينا مثل هذه الأمور دون البحث عن مواطن الخلل من أجل إصلاحها وعدم الاكتفاء بردات الفعل وحالات الهياج العاطفي الذي سرعان ما تنتهي وتهدأ ببعض المكتسبات الشكلية البسيطة هنا وهناك.


نسأل الله أن ينور قلوبنا بالحكمة والمعرفة والعلم والإيمان ويزين أنفسنا بالعمل الصالح والأخلاق العالية وأن يختم لنا بالخاتمة الحسنة ويسكننا في جنانه الواسعة إنه نعم المولى ونعم النصير وهو على كل شيء قدير، وحسبنا الله وكفى والصلاة والسلام على رسوله المصطفى محمد بن عبدالله وآله الطاهرين وصحبه المنتجبين ومن والهم وتبعهم بإحسان إلى يوم الدين.






جمعية العمل الاسلامي - أمل -


المنامة – البحرين


السبت 15 سبتمبر 2012م


الموافق 27 شوال 1433هـ