منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=183)
-   -   كلمات في الرد على الإساءة إلى النبي الأعظم(صلى الله عليه وآله) (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=1015960)

محروم.كوم 09-16-2012 12:40 AM

كلمات في الرد على الإساءة إلى النبي الأعظم(صلى الله عليه وآله)
 
بسم الله الرحمن الرحيم

س1: هناك رأي يقول بأن ردة الفعل على الفيلم المسيء إلى النبي(صلى الله عليه وآله) " لم تكن صحيحة، وأن الجهد إنما كان ينبغي أن يتوجه بالدرجة الأولى إلى تصحيح التراث السني الذي أعطى نوعاً من المسوّغ لمن أعد الفيلم؟
ويستطرد هذا الرأي بالقول: ماذا تريدون من الآخرين أن ينقلوا عن شخصية النبي(صلى الله عليه وآله) إذا كانت هذه صورته في الكتب التي تُعتبر من أهم مصادر المسلمين(أتباع مدرسة الخلفاء) كصحيح البخاري، ومسلم وغيرها؟!
الذنب ـ إذن ـ ذنبكم أنتم أيها المسلمون، وليس ذنب مَن نقل هذا التراث مرة بصورة رواية(الآيات الشيطانية) وأخرى بصورة فيلم (براءة المسلمين) وثالثة بصورة "كاريكاتير" فأنتم من هيّأ المادة التي من خلالها تمت الإساءة!

ج1: ويمكن بيانه عبر عدة نقاط: النقطة الأولى:
هذا الرأي ينطوي على تبسيط كبير جداً للقضية، وتخفيف من غضبٍ رسالي تفجّر بكل حرقة على انتهاك حرمة أعظم وأقدس إنسان على وجه هذه الأرض، الانتهاك الوضيع الذي يجب أن يواجه بحجمه، وحجم كل انتهاك إنما يقاس بلحاظ حجم الشخصية التي اُهينت ونوع الإهانة!
فـ "لا عجب أنْ تكون ردَّاتُ الفعل على الإساءة لأيِّ دينٍ من أهله غير محسوبةٍ ولا مُتوقَّعة وخارجةً عن الحدود أحياناً لأنَّه لا أعزَّ على نفس متديِّنٍ من دينه, ولا يُمَسُّ شعوره بالإهانة والجرح الحادِّ العميق كما يُمَسُّ عند الإهانة للدين. لا يحلُّ للشارع المسلم أمام الإساءة الفظيعة للرسول الكريم (صلَّى الله عليه وآله) التي لا يحتملها قلب مسلم إلّا أنْ يتفجَّر غضبه ولا يُرتقبُ منه غير ذلك لأنَّ سكوته يُعَدُّ اشتراكاً في الجريمة. كلُّ البلاد المسلمة يجب أن تدوِّي صرخاتُ الإنكار في أجوائها لهذه الجريمة وأينما وُجِدَ مسلمٌ في الأرض وجب عليه إنكارها ما استطاع, بل إنَّهُ لمن الصحيح جدَّاً أن يشارك الأخوة المسيحيُّونَ المسلمينَ في احتجاجهم الغاضب على مثل هذا التجنِّي السَّافل ولو لما يؤدِّي إليه السكوت من تقويض الأمن في الأرض وسقوط هيبة كلِّ الأديان. لا ندعو إلى أنْ يذهب ردُّ الفعل إلى العدوانيَّة وأخذ البريء بالجاني ولكن لا بدَّ من أنْ يأخذ الردُّ الفعليّ طابعاً جديَّاً وصورةً مؤثِّرة وحالةً عامَّةً واسعة تشمل الأمَّة المسلمة كُلَّها." سماحة الشيخ عيسى أحمد قاسم(حفظه الله).

النقطة الثانية: أما قضية المبادرة إلى تصحيح التراث لسحب الذريعة التي يمكن أن يحتج بها هذا أو ذاك عند الإساءة إلى مقدساتنا، فالقول فيها هو ما يلي:
أـ لم تتوقف الدعوات إلى تصحيح وتنقية التراث من هذه الشوائب الضارة والموضوعات في أي يوم من الأيام، إنْ من خلال الخطب والمحاضرات والندوات، أو من خلال الكتب والمقالات، أو حتى الأفلام والأعمال الفنية. فالدعوة قائمة ويعمل عليها المخلصون كل بحسب طاقته، وفي مجاله، ولا ينفي أحد وجود تقصير أو قصور فالقضية ضخمة وشائكة.

ب ـ طرح قضية ضرورة تنقية التراث والمرويات، وتوجيه اللوم في التسبب بالإساءة إلى النبي(صلى الله عليه وآله) أو المقدسات بشكل عام، إلى طائفة بعينها، إن القيام بذلك ـ وفي عز الهجمة والإساءة إلى مقام النبي(صلى الله عليه وآله) ـ لهو اختيار للزمان الخاطئ جداً في طرح القضايا، وتحويل لغضب الأمة العارم عن وجهته الصحيحة؛ مما قد يؤدي إلى إشعال نزاعات طائفية تزيد في رصيد مكاسب العدو وتشعره بالنصر والنشوة أكثر فأكثر!

ج ـ صحيح أنه يجب علينا ـ قدر الإمكان ـ أن لا نوفر للآخرين ذرائع سهلة لتحقيق أهدافهم الشريرة المشؤومة، ولكن قضية " تنقية التراث" شأن داخلي / بيني لا يطرح ـ كما تقدم ـ والعدو يسجِّر نيران المعركة، ويصب جام حقده وإجرامه على أقدس مقدساتنا. إن العدو ـ هنا ـ لم يفرق بين سني وشيعي وإنما استهدف المقدسات العظيمة لكل المسلمين، والرد القوي الصارم يجب أن يأتي من كل مسلم غيور على مقدساته ورموزه الإسلامية المعظمة.

د ـ
إن كان صاحب هذا الطرح / الإشكال يرى بأنه يمكن تنقية التراث من تلك المرويات المسيئة الموضوعة ـ مع انقسام المسلمين إلى مذاهب وتمسك كل مذهب بآرائه وتراثه ـ إن كان يرى إمكانية ذلك فإلقاء نظرة سريعة على الواقع القائم لا يسعف طرحه بتاتاً! وهذا لا يلغي أصل الفكرة والحاجة إلى تفعيلها وما لا يدرك كله لا يترك كله.

هـ
على أننا نناقش أصل صحة الاعتذار بوجود روايات يصح للآخرين الاعتذار بها، وإخراج مثل هذه الأفلام القذرة التي استنكرها علماء المسيحية، ومن له أدنى ذوق سليم. هنا نستحضر كل كلمات التبجيل والإطراء والتعظيم لنبينا العظيم(صلى الله عليه وآله) من قبل المنصفين على اختلاف أديانهم وبلدانهم ومذاهبهم الفكرية وأزمانهم.. نستحضرها بمجملها لا بتفاصيلها ـ فهي مما يصعب إحصاؤه ـ؛ لنسأل عن مصدرها الذي استقى منه هؤلاء رؤيتهم المشعّة عن نبي الإسلام؛ لنقرر بأن الطريق إلى الحقيقة مفتوح دائماً لمن أراده، أما مَن أراد أن يمارس أهدافه المشبوهة فلن يعدم التبريرات، هذا إن احتاج ـ أصلاً ـ للتبرير ولم ينعم بالأمان بعيداً عن المساءلة والعقاب.

س2: يطرح بعض المحترمين بأن الرد على الإساءة يجب أن يكون عقائدياً، أو من خلال نشر سيرة النبي(صلى الله عليه وآله) وما شابه.
ج2ـ
الرد في مثل هذه المقامات له عدة أشكال وصور، ولا يصح أن تلغي بعض هذه الصور على حساب التمسك بالصور الأخرى؛ فهو ضيق لا ينسجم وأفق القضية وأبعادها المترامية، كذلك فإن تشجيع هذه الغضبة الجماهيرية وشكرها ـ مع محاولة توجيهها طبعاً ـ وعدم استكثارها، ينبغي أن يصدر ـ أول ما يصدر ـ ممن يسجل غياباً أو تقصيراً ما في الصبغة الدينية( لا أقل في التثقيف الخاص)، لا أن يفهم الجمهور بأننا استُثرنا لأمر يوجد ما هو أهم منه، وكأن هذا الأمر ليس بتلك الأهمية المحورية عند الذهن العام الذي يفهم ذلك ولو لم ترد!
وهنا بعض محاور ما يمكن أن يتحرك فيه الرد:

أ ـ الحكم الفقهي الثابت القطعي لمن سب النبي أو انتهك حرمته بما هو أعظم، وهو معروف عند الفريقين(سنة وشيعة)، وهو قتل من مارس ذلك العمل الشنيع.

ب ـ
الرد الإعلامي، والمتمثل ببيان حقيقة وشناعة الإساءة بحق أعظم إنسان(صلى الله عليه وآله).

ج ـ
نشر سيرة النبي(صلى الله عليه وآله) وعرضها بصورة سهلة نقية، والعمل على إيصالها إلى أقصى نقطة ممكنة ليتعرف الناس على شخصية النبي(صلى الله عليه وآله) بشكل أكبر.

د ـ ترجمة كتب السيرة الأكثر مصداقية إلى اللغات العالمية ونشرها بقدر الإمكان.

هـ ـ إقامة الندوات والملتقيات الدولية حول شخصية النبي(صلى الله عليه وآله) ومحاولة إزالة أي سوء فهم لدى الأديان أو المذاهب الفكرية الأخرى.

و ـ استحداث مراكز ومؤسسات متخصصة بعلم الأديان المقارن وحوار الحضارات والثقافات لإيصال صوت الحق إلى العالم.

هـ
الروايات المسيئة للمعصوم بشكل عام موجودة عند كافة المذاهب ـ وإن تفاوتت الكمية والكيفية ومدى اعتبار تلك الروايات ـ فعلى كل مذهب أن يعمل على تنقية مصادره من تلك المرويات.
في الختام، لا أستطيع إلا أن أقول:
حي الله كل نفس مؤمنة غضبت لهذه الجريمة الشنيعة وردت بما يمكنها الرد به مما يمليه عليها دينها وعقيدتها وضميرها، ووفق الله الجميع ـ كل حسب تكليفه ومكنته ـ لأداء مسؤولياتهم تجاه أبيهم الروحي العظيم وسيدهم ورسولهم الكريم صلى الله عليه وآله.


الساعة الآن 06:00 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227