رجب البحرين - مقال ممنوع للكاتب أحمد الصراف!!
 

مقال ممنوع للكاتب أحمد الصراف

رجب البحرين

قد يختلف البعض معنا في الموقف من المناضل البحريني "عبدالهادي الخواجة"، والذي أنهى قبل فترة إضرابا طويلا عن الطعام، كاد أن يودي بحياته ويعرض البحرين لفضيحة سياسية كبيرة، والشكر لأسرته أولا وربما لموقف أطراف حكومية معينة في اقناعه بالتخلي عن إضراب الذي استمر لأكثر من شهرين، مع استمرار مقاومته السلمية في معتقله! ولكن أعتقد أن قلة فقط تخالفني الرأي في الموقف من المناضل الحر الآخر "نبيل رجب"، والذي اعتبرت منظمة العفو الدولية الحكم عليه يوم الخميس 16/8، بالسجن لثلاث سنوات يوما اسود للعدالة في تاريخ البحرين، وهو الأمر الذي لم نكن نريده للشقيقة البحرين، فنبيل رجب ليس بالشخصية العادية أو المعروفة فقط على النطاق المحلي، بل هو معروف عالميا بجهوده السلمية في المطالبة بحقوق شعبه السياسية، ولم يحمل يوما سلاحا أو يعتدي على أحد، وبالتالي من الظلم حقا وضعه خلف القضبان لأكثر من ألف يوم لأنه شارك في تجمع غير قانوني، أو أنه كان يوما ضمن مسيرة احتجاج! فالتعبير عن الرأي هو حق إنساني في بلد طالما عرف أهله الحرية وتنسموا عبيرها وشجعوا غيرهم عليها، وكنا في الكويت من هؤلاء، فقد كان لمناضلو البحرين قصب السبق في المطالبة بالحرية في دول الخليج. إن نبيل رجب، مثل الكثيرين في البحرين، هو سجين رأي، واعتُقل لمجرد ممارسته السلمية لحقه في التعبير عن رأيه بالكتابة أو بالتجمع، ويتعين على السلطات البحرينية الافراج عنه فوراً وإبطال حكم السجن الصادر بحقه والعمل أيضاً على ضمان قيام جميع المدافعين عن حقوق الإنسان بعملهم دون خوف من الاعتقال!وهذا ليس مطلبنا فقط بل مطلب منظمات دولية عدة وهو ما صرحت به ممثلة منظمة العفو السيدة "صحراوي"، والتي ذكرت كذلك بأن هذا الحكم يشير إلى نهاية المظهر المخادع للاصلاح في البحرين، ولا يمكن للمجتمع الدولي بعد الآن أن يكون تحت وهم أن المنامة على طريق الاصلاح. كما دعت السيدة صحراوي دول الخليج للتعبير عن معارضتها لإجراءات الاعتقال والسجن. وافاد محامو رجب، ممن حضروا محاكمته، وبحضور عائلته، أنه كان يتمتع بروح معنوية عالية، بالرغم من منع الشرطة لمسؤول مركز البحرين لحقوق الانسان"يوسف المحافظة" من دخول القاعة، وطرده خارجها. ويذكر أن السيد رجب كان منذ عدة أشهر رهن الاعتقال، وسبق أن ذكر في أكثر من مقابلة مع قناة البي بي سي، أنه تعرض للاعتداء الجسدي والجنسي في المعتقل! ولا أعتقد أن هذا أمر يرضي أي صاحب ضمير حي، فهذا ما لا يجب أن يتعرض حتى رؤساء العصابات وتجار المخدرات فكيف بمدافع عن حقوق مواطنيه ورئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان، وعضو المجلس الاستشاري لقسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة هيومن رايتس ووتش، والذي يشغل منذ سنوات منصب نائب الأمين العام للفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان، ورئيس مركز الخليج لحقوق الإنسان!

وللعلم، فأن قصة اعتقال رجب جعلت منه واحدا من اشهر النشطاء العرب، ويتابع موقعه على التوتر عشرات الآلاف. وهنا نتمنى مرة أخرى على جلالة ملك البحرين التدخل لفعل شيء، فالبحرين تستحق سمعة أفضل، ونبيل رجب وصحبه، يا صاحب الجلالة، هم ابناءك أولا وتاليا!

أحمد الصراف

16/8/2012