منتدى استراحات زايد - العين تشيع "غريق صلالة" وتصلي "الغائب" على روح شقيقه

العين تشيع "غريق صلالة" وتصلي "الغائب" على روح شقيقه

العين - راشد النعيمي: شيعت مدينة العين، بعد صلاة ظهر أمس، (غريق صلالة) يوسف سعيد سليمان البادي (23 عاماً) إلى مثواه الأخير في مقبرة أم غافة، بعد وصول جثمانه على متن طائرة خاصة إلى مطار العين من صلالة، فيما أدى آلاف المصلين صلاة الجنازة عليه، والغائب على شقيقه أحمد (19 عاماً) الذي لم يتم العثور عليه منذ أن ابتلعه بحر المغسيل مساء الأحد الماضي .

http://www.alkhaleej.ae/uploads/phot...09/06/12-2.jpg

وللمرة الثانية يتكرر مشهد الحزن في مسجد المعترض الذي امتلأ بالمصلين من مختلف أنحاء الدولة الذين جاءوا مشاركين عائلة البادي في مأساتهم بعد أن شهد المشهد نفسه تشيع 7 من أفراد عائلة سيف الكعبي رحمهم الله الذين قضوا في حادث سير على بعد أمتار قليلة من الشاطئ الذي اختفى فيه أحمد، وخرج يوسف منه في حال حرجة ما لبث أن لفظ انفاسه الأخيرة بعدها، ونجا شقيقهم الثالث إبراهيم وزميلاه عمر مبارك وعمر شاهين .

أما القصة ووقائع الموت فلم تخرج عن الصدفة غير المتوقعة، كما رواها الناجون من الحادث وهي أنه خلال وجود الخمسة في صلالة للتنزه توجهوا إلى منطقة المغسيل للتمتع بشواطئها وفي لحظة من لحظات القدر قرروا السباحة في بحر هائج متلاطم الأمواج، ابتلع أحمد أولاً فهب يوسف لإنقاذه ولم يعد، هكذا حتى تدخل المتواجدون وأبلغوا رجال الإنقاذ ليخرج يوسف في حال حرجة، ويتوفى وينجو الثلاثة الآخرون وقلوبهم محطمة على فقد الشقيقين يوسف وأحمد في لحظات لم تكن في الحسبان، لم يتوقعها أحد، وكانت صدمة لهم قبل أسرتهم التي فجعت بالحادث الأليم .

في منطقة الظاهر بالعين حيث خيمة العزاء، تقاطر الناس من كل حدب وصوب معزين مواسين أسرة البادي في مصابهم الجلل، لا يجدون ما يقولون سوى أنها إرادة الله وقضاؤه وقدره، بينما الوالد سعيد البادي في عالم آخر، يعيش حزناً عميقاً على فقد اثنين من أبنائه في لمح البصر، ولا تكاد أمهم المفجوعة تصدق ما حدث وتعيش حال صحية سيئة .

سلطان اليحيائي خال أبناء سعيد البادي قال: نحمد الله على كل حال ونشكر قيادتنا على اهتمامها بالمواطن، وتسخير طائرة لنقل جثمان يوسف من صلالة، وقد أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أن المواطن أولوية أولى بالنسبة لها، داعين الله أن تتكلل جهود البحث عن أحمد بالنجاح حتى تقر عين والديه .

من ناحية أخرى، لم تسفر عمليات البحث وتمشيط بحر صلالة، أمس، عن أي جديد بحثاً عن المواطن المفقود أحمد سعيد سليمان البادي (19 عاماً) من مدينة العين، فيما بدأت الأسرة الترتيبات لنقل جثة شقيقه يوسف الذي قضى غرقاً في شاطئ المغسيل مساء الأحد، وجرى إنقاذ ثلاثة من رفاقهما .

وقال مصدر في إدارة الدفاع المدني في محافظة ظفار بسلطنة عمان، إن عمليات البحث استمرت الأحد من الساعات المبكرة حتى المساء من خلال 3 فرق لتمشيط الشواطئ، حيث قام الفريق الأول بتمشيط المنطقة من الدهاريز إلى الحافة، فيما تولى فريق ثان المنطقة من صلالة الغربية وصولاً إلى ريسوت، فيما تولى فريق ثالث تمشيط منطقة افتلقوت وصولاً إلى شاطئ المغسيل من خلال الدوريات الآلية والراجلة .

وأضاف أن ظروف الطقس لعبت دوراً أمس في صعوبة البحث بسبب ارتفاع موج البحر وهيجانه الذي وصل إلى 7 أمتار إلى جانب الضباب الذي يبدأ طوال النهار والليل في المنطقة التي تشتهر بهذا الطقس خلال فصل الخريف، مؤكداً أن فرق خفر السواحل تتابع تمشيط المنطقة أيضاً بحثاً عن المفقود أحمد البادي، حيث إن الدفاع المدني يمتلك أحدث الإمكانات والكوادر البشرية إلا أن الظروف المتعلقة بالطقس وهيجان البحر تحد من تلك الإمكانات .

من جانب آخر عبر سعيد سليمان البادي والد الشابين المتوفى يوسف والمفقود حتى الآن أحمد عن حزنه العميق للمأساة التي تعرضت لها أسرته، التي لم تكن في الحسبان، خاصة أنها تابعت وبحزن عميق حادث وفاة 7 من أسرة سيف الكعبي، ولم يكن أي منها يتصور أن يكون أفرادها ضحية بعد أيام من هذه المأساة التي هزت الإمارات .

وأضاف البادي أنه يؤمن بإرادة الله وبالقضاء والقدر رغم شدة الخسارة وأثرها في والدة الشابين التي تعيش ظروفاً صعبة، لكنه يتمنى أن تبذل جهود أكبر في سبيل العثور على أحمد حياً أو ميتاً من خلال تكثيف عمليات البحث، لأنها أمنية الأسرة التي تنتظرها من خلال عودته إليهم مؤمنين بقضاء الله وقدره .

أما سلطان اليحيائي خال ضحايا حادث الغرق فأشار إلى متابعة الأسرة للتطورات في صلالة أولاً بأول من خلال الشباب الموجود هناك الناجين من حادث الغرق، مؤكداً أن طائرة إماراتية ستنقل جثة يوسف اليوم إلى مدينة العين، تمهيداً لدفنها في مقبرة أم غافة، مشيداً بالجهود التي تبذلها سلطات الدولة في متابعة الحادث، وتوفير كافة الإمكانات وتذليل الصعوبات والعوائق .

وقال إن الأسرة بدأت بتلقي العزاء حيث تشهد الخيمة المقامة لهذا الغرض حضوراً كبيراً من أبناء الدولة ممن يعرفون العائلة أو لا يعرفونها، ولكن هزتهم مأساة غرق الأخوين، ونجاة ثلاثة من بينهم الشقيق الثالث وأقاربهم .

وكانت حادثة الغرق وقعت عصر الأحد حيث كان 5 شباب مواطنين وقريبهم العماني يقضون وقتهم في التنزه في منطقة الغسيل، التي تتميز بشواطئها البحرية الصخرية وبحرها الهائج التي تمنع فيها السباحة خلال فصل الخريف، نظراً لخطورتها، وفي تمام الخامسة مساء، قرروا ممارسة السباحة وبعد لحظات اختفى المواطن أحمد سعيد سليمان البادي (19 عاماً)، بعد أن جرفته التيارات البحرية إلى داخل البحر، حيث هب شقيقه يوسف البادي (23 عاماً) لإنقاذه واختفى هو الآخر، وحينها اتجه الشباب الثلاثة الآخرون لتقديم يد العون فيما تم الاتصال بفرق الدفاع المدني لطلب المساعدة التي أسفرت عن إنقاذ الثلاثة وإخراج يوسف بحالة حرجة ووفاته لاحقاً، فيما يجري البحث عن أحمد حتى الساعة .

................. الخليج ...............