أكثر الأمور وبالاً أن تتهم المبادرات الشبابية بأنها مخابراتية
 

بالأمس دعى مجموعة من الشباب الى اعتصام في دوار الخواجة تزامناً مع مسيرة الجمعيات

الدعوة في ظاهرها لا تدعو الى ما يشكك في اصحابها فهي دعوة الى اعتصام سلمي تلقى فيه خطابات من مؤيدين لاسقاط النظام

الا أن هذه الدعوة قوبلت بكم هائل من الرسائل الالكترونية التي تدعو لمقاطعته وعدم اقامته واتهمت الداعين له بأنهم مخابرات وتم استغلال تأجيل الائتلاف لاعتصامه في باربار واتهام كل من يدعو لفعالية اخرى غير مسيرة الجمعيات بأنه شخص مشكوك في امره لأنه في نظرهم تمرد على الائتلاف اللذي ادعو بأنه أجل فعاليته لتوحيد الجهود مع الجمعيات

الشارع ليس حكراً على احد ومن حق الجميع ان يدعو الى فعاليات يجمع الناس حولها ما دامت هذه الدعوات لا تثير الريبة في منطلقاتها

ولو طبقنا هذه الاتهامات على الدعوات لثورة 14 فبراير لما كان هناك ثورة
حيث بدأت الدعوات شبابية ومن ثم ايدها الجميع
مع العلم ان البعض طعن في مصداقية الدعوة لثورة 14 فبراير لأن الداعين لها مجهولين الا ان الناس تجاوزوا هذه التشكيكات فكان ما كان

وبالأمس لم ينجح الاعتصام في دوار الخواجة لأن التشكيكات التي حصرت العمل اما لدى الائتلاف او لدى الجمعيات انطلت على الناس بينما سبق وان اقام الائتلاف اعتصاماً في نفس المكان تزامناً مع اعتصام الجمعيات وكان يمكن ان تنسب له نفس التشكيكات التي نسبت للاعتصام اللذي كان مقرراً في الدوار امس

هناك من يحاولون حصر الحراك في جهات معينة معروفة ليضمنوا عدم تصعيد الحراك الثوري ويبدو انهم مرتاحين حالياً للمستوى المتواضع لحراك الائتلاف لذلك يخشون ان يخرج حراك اكثر تطوراً منه يهدد ما يعملون عليه
ولذلك لو لاحظتم حتى حرق الاطارات أصبحوا يصمتون عنه لأنهم يريدوننا ان نتعود على حرق الاطارات ولا نصعد لما هو اكثر منه

لست مع الادعاءات التي تطلق هنا وهناك بأن الائتلاف اداة في يد الجمعيات وهو هراء لا يستحق الرد عليه فالائتلاف نفسه يشكك فيه مؤيديو الجمعيات أحياناً اذا دعى لأمور لا تعجبهم

لكن هناك من استفادوا من وجود الائتلاف لحصر الداعين لاسقاط النظام فيه وتأييد بعض فعالياته وضرب اي أشخاص مستقلين يقومون بمبادرات خارج الصندوق من خلال التحدث بأسم الائتلاف كما حصل بالأمس حيث تم الطعن بأسم الائتلاف في اعتصام دوار الخواجة من اشخاص لا يؤيدون الائتلاف اصلاً وفجأة تحولوا الى ناطقين بأسمه وكل ذلك بأسم الوحدة