حول منع ناشطين حقوقيين وسياسيين من السفر
 

تعبر جمعية العمل الاسلامي عن استيائها البالغ لقيام سلطات الحدود والمنافذ بمنع بعض الناشطين الحقوقيين والسياسيين من حرية السفر والتحرك.

وترى جمعية العمل الاسلامي أن هذه السلوكيات الأمنية غير المبررة لا تساعد على تخفيف وإزالة الإحتقان وإعادة الثقة بين السلطة والمواطنين والتي لا تأتي إلا من خلال احترام حريات المواطنين والمحافظة عليها، ولا تأتي إلا من خلال نبذ أساليب التسلط الأمني والفرض والإرغام والعمل على وضع قوانين عادلة تحترم وتصون الحريات ويشارك المواطنون في وضعها كما يشاركون في المحافظة عليها من أجل إرساء المزيد من العدالة والأمن والديمقراطية التي يتطلعون إليها كما تفعل الكثير من الدول التي تحظى بأنظمة تعبر عن إرادتها الشعبية وتشاركها صياغة واقعها.

إن قيام السلطة بمنع الناشطين الأستاذ عبد الهادي الخواجة والأستاذ عبد الجليل السنقيس من السفر والتنقل بحرية يعد مؤشراً سيئا على مراوحة العقلية الأمنية والقمعية مكانها والتعامل مع الرأي الآخر من منطلقات الشك والريبة والعداء.

إن أفضل إسلوب للتعامل مع الرأي الآخر - المعارض بالذات - هو التحاور والإستماع والبحث عن المشتركات وتضييق الخلافات للوصول إلى حلها، وهو ما يعكس ثقة السلطة في نفسها وفي رؤيتها لطبيعة العلاقة مع المواطنين وانسجامها معهم وبيان الحرص على الوطن والمواطن، على العكس من أساليب القمع والمنع والمصادرة والقوة والبطش والتعالي التي لا تكشف إلا عن عزلة عميقة بين المواطنين والسلطة وانعدام حالة التواصل بينهما.

من هنا تدعو جمعية العمل الاسلامي السلطة للتخلي عن تلك الأساليب الإستعلائية والمهينة التي لا تليق بالأنظمة الديمقراطية، وأن لا تمنع مواطنيها عن ممارسة حريتهم وحقهم في التعبير عن الرأي والسفر والتنقل وممارسة كافة الحقوق الوطنية في المعارضة والاختلاف السلمي الذي لن يؤدي إلا إلى رفعة الوطن وعزته وترسيخ مباديء الحق والعدل والحرية وبناء أسس الشراكة المجتمعية الناجحة القائمة على أساس عقدي واضح حائز على ثقة المواطنين ورضاهم.

جمعية العمل الاسلامي
30 ابريل 2009م
الموافق 4 جمادى الأول 1430هـ