منتدى استراحات زايد - ثورة المصطلحات

http://www8.0zz0.com/2012/08/27/08/855402129.jpg

ميّز الله الإنسان بالعقل عن كافة المخلوقات الحية، ونستطيع القول أن العقل والجهاز العصبي هو من لدية القدرة على الاتصال بالرموز لتوصيل أفكاره وتجسيدها لإيصالها للطرف الآخر، وتختلف الرموز المستخدمة في عملية الاتصال بين البشر، فمنها الإشارة والرسم والكلمة, فما هي عملية الاتصال؟

عملية الاتصال هي عملية تفاعل مشتركة بين طرفين لتبادل فكرة أو خبرة معينة عن طريق وسيلة.

وينقسم الاتصال إلى نوعين:

1- الاتصال غير اللفظي:
وهذا النوع من الاتصال الذي تُستَخدم فيه الإشارات وتعابير الوجه، ويسمى أيضا بـ"لغة الجسد", وهو النوع الأكثر صدقاً، لأنها إشارات لا يستطيع الإنسان السيطرة عليها وإخفاءها، فهو قد يستطيع الكذب بالألفاظ، ولكنه لا يستطيع جعل عينيه مثلاً أن تكذب، وكلما كانت علاقتك مع من تتحدث أقوى فنستطيع فهم لغة جسده وتحليلها، لذلك أُعتُبِرَ التعبير الأصدق.

2- الاتصال اللفظي:
وهو النوع الذي يُستَخدم فيه اللفظ والكلمة، ويعتبر التعبير اللفظي (اللغوي) من أرقى أنواع التواصل بين البشر، وبما أنه كذلك فيجب على الإنسان الالتفات إلى الكلمات التي تصدر منه، فالكلمة تحمل في طيّاتها الكثير من المفاهيم والمعاني عن شخصية الفرد وردّة فعل المستقبل للرسالة، فهي تعتمد على فهمه لهذه الرسالة (الكلمات)، فإن كنا نريد أن نوصل رسالتنا صحيحة للطرف الآخر يجب أن نفكر فيها قبل أن ننطقها ونأخذ في الحسبان نبرة الصوت والبيئة المحيطة (قناة الاتصال)، كلها عوامل مؤثرة في عملية الاتصال وفهم الرسالة المراد إيصالها.

ومن كل ما سبق يتضح لنا أهمية الكلمات في توصيل المعاني، ولا يخفى على الجميع بأن ثورتنا (ثورة اللؤلؤة) تنوّعت فيها المصطلحات، وكل هذه المصلحات تحمل في طيّاتها الكثير من المعاني والمشاعر.

سنستعرض بعض هذه الكلمات ونرى ما تحمله من رسائل:

1- مصطلح (يسقط حمد):
المصطلح الأكثر شهرة في ثورتنا, استخدمناه بنوعين: الاتصال اللفظي والغير لفظي, فعبّرنا عنه بأبواق السيارات، والصفارات، بل ونطرق الباب للاستئذان برمز(تن تن تتن), وبكل وسيلة ممكنة.

فما هي الرسالة من هذا المصطلح !؟

الرسالة : إننا شعب نريد أن نسقط نظام حمد، قررنا ذلك بعقلنا وبعاطفتنا بعد أن فقدنا الأمل بإصلاحه، بعد كل الانتهاكات التي فعلها بشعبنا رسالة واضحة لا تخفي وراءها غير هدف واحد هو إسقاط الطاغية حمد، وعبّرنا عنها بكل أنواع الاتصال، اتهمَنا البعض بأننا "استوردنا المصطلح" في محاولة لتشويه المطلب الأساسي للشعب، ولكننا نكرّره ونعي الرسالة من ورائه، كما نهوا الشعب عن استخدام المصطلح في محاولة يائسة لجعل الشعب يتنازل عن الرسالة التي يحملها، ولكن هيهات، فشعب قد اتخذ قراره وهو ماضٍ لتحقيق هدفه من المصطلح.

2- (سلمية):
يأتي في المرتبة الثانية، استخدم أول الثورة لإيضاح أن ثورتنا سلمية.

الرسالة: انتشر المصطلح بدون أن يفهم الناس معناه، فكان ضبابيا بعض الشيء، الرسالة التي وصلت للشعب من مصطلح "سلمية" أنه "اجعل النظام ومرتزقته يفعلون بك ما يريدون ولا تحرك ساكنا"، فكانت ردة الفعل من الشعب مصيبة نزلت عليه بشتى أنواع الانتهاكات دون أن يحرك ساكنا، فلم يدافع عن عرضه ولا ماله ولا ولده, مصطلح قتَل الطبيعة الإنسانية في الإنسان، قتَل الغيرة والشجاعة، وما زلنا نعاني منه، رسالته الخاطئة مع إصرار الجمعيات عليه، وعانينا الكثير من الألم والآهات من ورائه، وسنعاني المزيد إن استمرينا في بث رسالته.

3- (عاطفيين):
مصطلح استخدم كثيراً ضد من يطالبون بالإسقاط.
الرسالة: إن من يطالبون بالإسقاط تتحكم بهم العاطفة، وقراراتهم تُبنَى على أساس عاطفي لا عقلي، لذلك هي مستحيلة التحقيق.

4- (شق الصف):
نُعِتَ بهذه الصفة كل من ينتقد مواقف جمعية الوفاق.
الرسالة: تكميم الأفواه وإسكات كل من ينتقد مواقف الجمعية، والهدف هو تبرير كل المواقف للجمعية من غير معارضة .

5- (إبهار العالم):
انتشر كثيرا إبهار العالم في ثورتنا.

الرسالة: التمسك بمصطلح السلمية أكثر وأكثر وكأنها شي عظيم مبهر، فيبتعد الناس عن الدفاع عن حقوقها وتنخدع برأي العالم الذي لم يحرك ساكناً ونحن نقتل في أكثر من عام ونصف، فنبهر العالم باستسلامنا لانتهاكات النظام.

6- (أزمة):
مصطلح استخدمه الإصلاحيون واستبدلوه عن مصطلح "ثورة".

الرسالة: إننا نعيش مجرد أزمة مع النظام، والتي ستنتهي بتحقيق مطالب الإصلاحيين، مجرد "أزمة" وليست بـ"ثورة"، والمصطلح يضرب كل معاناة الشعب بالحائط.

7- (استجواب):
مصطلح جديد استخدمه الاصلاحيون في الفترة الأخيرة في هاش تاق على موقع تويتر لحوار مفتوح لهم مع الشعب.

الرسالة: إننا مظلومون ومساكين, مصطلح يحاكي العاطفة، وكأن من أطلقه على نفسه مظلوم وبريء.

8- (حوار):
مصطلح لازَم الثورة من بدايتها.

وفي الحقيقة يحمل هذا المصطلح في طياته الكثير من الرسائل:
أ‌- معاهدة الساقط حمد من جديد.
ب‌- إخماد الثورة.
ج- خيانة دماء الشهداء.
د- خيانة الشعب والتآمر عليه.
هـ‌- ضياع الحقوق.
و‌- ضياع جيل آخر من أبناء هذا الوطن.
ز‌- استمرار معاناة الشعب.
ح‌- الرجوع إلى نقطة البداية، بل الرجوع إلى العدم.

إنها بعض كلمات في ثورة المصطلحات ثورة اللؤلؤة، وهناك الكثير من المصطلحات الأخرى التي يجب علينا التركيز على الرسائل التى تحملها، فبعضها يحمل رسائل تحرف المسار الصحيح للثورة وتنقل رسائل مغايرة للعالم الخارجي عن المطلب الأساسي للثورة وهو إسقاط النظام.

التلاعب بالألفاظ فن يستخدمه السياسيون كثيرا للتلاعب في الأهداف، ولكنهم نسوا أن ثورتنا ثورة وعي قبل أن تكون ثورة مطالب, نعم، ثورتنا جعلتنا واعيين لكل شيء، ولن تستطيعوا التلاعب بأهدافنا بتغيير المصطلحات، فإطلاق "خفافيش الظلام" لن تغير حقيقة أنهم "مرتزقة", و"إسقاط السلطة" لن يغير مطلبنا بـ"إسقاط حمد", و"أزمة" لن يغير حقيقة أننا في "ثورة", و"حياة كريمة" لن تغرينا وتنسينا "الشهداء", و"ديمقراطية" لن تنسينا "ديننا ومنهجنا", وإطلاق لقب "محتجين" لن يغير حقيقة أننا "ثوار" حق ضد النظام الخليفي الباطل، خرجنا مضحّين بأنفسنا لإسقاطه.

بحرينية الهوية وحسينية البقاء

@umhussain1