منتدى استراحات زايد - الآلاف من فلسطينيي 48 يتظاهرون تضامناً مع غزة

استشهد فتى فلسطيني، أمس، في مدينة الخليل التي شهدت مواجهات عنيفة بين المئات من المواطنين وجنود الاحتلال، في حين أصيب 37 آخرين بجراح بعد أن فتح جنود الاحتلال النار وأطلقوا قنابل الغاز المسيل للدموع على المواطنين الغاضبين الذين خرجوا في مسيرة جماهيرية شملت مدن الخليل وبيت لحم ورام الله في إطار فعاليات يوم الغضب الذي دعت إليه فصائل المقاومة الفلسطينية، حيث انطلقت المظاهرات والمسيرات الجماهيرية أغلبية مدن الضفة الغربية للتضامن مع أهالي قطاع غزة، وذلك بالتزامن مع تظاهر الآلاف من فلسطينيي 48.

http://www.gulfup.com/upload/12321805260.jpg

وحسب المصادر الطبية في مدينة الخليل ل “الخليج”، فإن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص الحي على المواطنين بينهم الفتى مصعب بدوان دعنا (17 عاما) ما أدى إلى استشهاده بعد إصابته بعيار ناري في الرأس في مواجهات مع قوات الاحتلال بالخليل، كما أصيب 15 آخرون بجراح، في حين أعلنت اللجنة الشعبية لمواجهة الجدار في قرية نعلين عن إصابة 11 مواطنا في مواجهات وصفت بأنها الأعنف بين المواطنين وجنود الاحتلال، فيما أصيبت امرأتان من قرية المعصرة جنوب بيت لحم، بعد أن اعتدى جنود الاحتلال عليهما أثناء المسيرة التضامنية التي نظمت في القرية بدعوة من لجنة التنسيق الفصائلي أمام المدخل الرئيسي باتجاه جدار الفصل العنصري المقام على أراضي مواطني القرية.

وعلى الصعيد ذاته أصيب 6 مواطنين في مواجهات اشتبك خلالها العشرات من الشبان مع جنود الاحتلال بالقرب من حاجز قلنديا العسكري شمال القدس المحتلة، حيث أكدت مصادر فلسطينية أن احد المصابين وصفت جراحه بالخطيرة بعدان أطلق جنود الاحتلال النار عليه، في حين أصيب العشرات من الفلسطينيين بحالات اختناق في مسيرة جماهيرية نظمت في مدينة قلقيلية شمال الضفة الغربية بعد أن أطلق جنود الاحتلال قنابل الغاز المسيلة للدموع باتجاه المواطنين.

وأصيب 3 مواطنين في قرية بلعين غرب رام الله، بعد قيام جنود الاحتلال بإطلاق الرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والرصاص الحي على المواطنين الذين خرجوا في مسيرة سلمية في القرية حيث أكدت اللجنة الشعبية في القرية إصابة كل من عبد الله أحمد ياسين، ياسين محمد ياسين، ومحمد شوكت الخطيب، حيث نقلوا إلى مستشفى الشيخ زايد في رام الله لتلقي العلاج في حين أصيب العشرات بحالات الاختناق بعد استنشاقهم الغاز المسيل للدموع.

إلى ذلك أعلنت سلطات الاحتلال حالة التأهب القصوى في مدينة القدس المحتلة، أمس، حيث نشرت إعداداً كبيرة من قواتها في وسط المدينة وعلى مداخلها بشكل ترافق مع تشديد الإجراءات على الحواجز العسكرية، ومنعت خلالها المواطنين من الوصول إلى المسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة، حيث حددت أعمار المواطنين المسموح لهم بأداء الصلاة ب 45 فما فوق.

وجاء ذلك في إطار قرار حكومة الاحتلال بفرض حصار شامل على الضفة الغربية اعتبارا من منتصف ليلة أمس الأول حتى منتصف الليلة المقبلة، تحسبا من تنفيذ عمليات فدائية داخل الكيان.

وفي إطار الإجراءات الأمنية المشددة التي فرضتها عمدت قوات الاحتلال على الاستعانة بمروحية عسكرية ومنطاد راداري استخباري حلقا في سماء القدس والمسجد الأقصى لمراقبة المواطنين على الحواجز العسكرية، وإدارة تسيير الدوريات العسكرية والشرطية المشتركة والتي توزعت بين قوات راجلة ومحمولة والخيالة وسط.

ودفعت هذه الإجراءات المواطنين إلى أداء الصلاة في الشوارع بعد أن حاصرتهم تلك القوات ومنعت من مواصلة سيرهم نحو المسجد الأقصى.

وعلى الصعيد ذاته خرج المئات من الفلسطينيين في مسيرات جماهيرية انطلقت من أكثر من شارع في مدينة رام الله، والتقوا وسط المدينة في صورة عكست إلى حد كبير حالة الانقسام والتخبط الشعبي في ظل تعدد مواقف القيادات والفصائل الفلسطينية.

ورغم أن أغلبية الهتافات التي كانت تطلق من أكثر من مكبر للصوت وتدعو للوحدة الوطنية في مواجهة العدوان على الشعب الفلسطيني، إلا أن المواطنين المشاركين انقسموا في ترديد الهتافات بين هتافات داعمة لقمة قطر وأخرى معارضة لها، وهتافات ضد من يسمونهم “سماسرة العدوان”، وهتافات ضد ما يصفونه ب “سماسرة الحرب والدم”.

وسادت أجواء من السخط بين المواطنين إزاء استمرار هذا الحالة التي حسب مشاركين في المسيرة ستقود إلى إفراغ تنظيم مثل هذه المسيرات من مضمونها الشعبي الموحد خلف قطاع غزة الذي يواجه فيه الفلسطينيون مصيرا مجهولا في ظل استمرار الجرائم والعدوان على القطاع.

وكانت قوات الشرطة الفلسطينية انتشرت في أغلبية المحاور الرئيسية في مدينة رام الله، إضافة إلى نشر قوات في وسط المدينة دون أن تسجل أية مشاحنات بين المتظاهرين وقوات الأمن.

من ناحية أخرى طالبت اللجنة الوطنية العليا للدفاع عن حق العودة - فلسطين، في اجتماع عقد أمس في رام الله مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الإسراع في إرسال لجنة التحقيق الدولية للتحقيق في جرائم الحرب التي يرتكبها قادة “إسرائيل” في غزة، كما دعت الفلسطينيين لمقاطعة “إسرائيل” اقتصاديا وأكاديميا وثقافيا، ودعت كل الشركات المستثمرة في دولة الاحتلال إلى سحب استثماراتها من شركات ومؤسسات “إسرائيل”، كما طالبت اللجنة الاتحاد الأوروبي بتجميد اتفاقيات التعاون بينه وبين “إسرائيل” تنفيذا لقوانين الاتحاد وقواعده الأخلاقية، وتشكيل لجنة خاصة للتنسيق بين الهيئات القانونية الفلسطينية والعربية والدولية من اجل تقديم قادة الاحتلال السياسيين والعسكريين لمحاكم دولية خاصة بمجرمي الحرب.

في السياق، تظاهر الآلاف من فلسطينيي 48 أمس في بلدة عرعرة، جنوب “إسرائيل”، تضامنا مع قطاع غزة، حيث رفع المتظاهرون، الذين تراوحت أعدادهم بين ثلاثة وأربعة آلاف، الإعلام الفلسطينية ورايات حركة حماس الخضراء وأخرى سوداء وغطى كثيرون منهم وجوههم بالكوفيات ورددوا شعارات مناهضة ل “إسرائيل”. وقال عضو “الكنيست” النائب العربي طلب الصانع الذي شارك في التظاهرة “ما يحدث عمليا هو جرائم حرب بشكل متعمد”، مشيرا إلى أن “قادة “إسرائيل” فقدوا أخلاقهم ويستحقون بكل ثقة وجدارة أن يمثلوا أمام محكمة العدل الدولية كمجرمي حرب”.

المصدر : الخليج