منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   الإسلام والشريعة (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=2)
-   -   أعظم الخلق غرورا من اغتر بالدنيا وعاجلها (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=538906)

جبارة 12-31-2010 03:33 PM

أعظم الخلق غرورا من اغتر بالدنيا وعاجلها
 

نقلا من كتاب الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي للإمام أبن القيم رحمه الله



وأعظم الخلق غرورا من اغتر بالدنيا وعاجلها، فآثرها على الآخرة ورضي بها من الآخرة



حتى يقول بعض هؤلاء


الدنيا نقد، والآخرة نسيئة، والنقد أحسن من النسيئة



ويقول آخر منهم


لذات الدنيا متيقنة، ولذات الآخرة مشكوك فيها، ولا أدع اليقين بالشك.



وهذا من أعظم تلبيس الشيطان وتسويله. والبهائم العجم أعقل من هؤلاء فإن البهيمة إذا خافت مضرة شيء لم تقدم عليه ولو ضربت، وهؤلاء يقدم أحدهم على عطبه وهو بين مصدق ومكذب فهذا الضرب إن آمن أحدهم بالله ورسوله ولقائه والجزاء فهو من أعظم الناس حسرة لأنه أقدم على علم وإن لم يؤمن بالله ورسوله فأبعد له.



وقول القائل النقد خير من النسيئة


جوابه إذا تساوى النقد والنسيئة فالنقد خير وإن تفاوتا وكانت النسيئة أكثر وأفضل فهي خير.
فكيف والدنيا كلها من أولها إلى آخرها كنفس واحد من أنفاس الآخرة؟



كما في مسند الإمام أحمد والترمذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم


(( ما الدنيا في الآخرة إلا كما يدخل أحدكم إصبعه في اليم، فلينظر بميرجع؟ ))



فإيثار هذا النقد على هذه النسيئة من أعظم الغبن وأقبح الجهل وإذا كان هذا نسبة الدنيا بمجموعها إلى الآخرة



فما مقدار عمر الإنسان بالنسبة إلى الآخرة ؟



فأيما أولى بالعاقل؟



إيثارالعاجل في هذه المدة اليسيرة، وحرمان الخير الدائم في الآخرة، أم ترك شيء صغير حقير منقطع عن قرب، ليأخذ ما لا قيمة له ولا خطر له ولا نهاية لعدده ولا غاية لأمده.



فأما قول الآخر


لا أترك متيقنا لمشكوك فيه فيقال له:إما أن تكون على شك من وعد الله ووعيده وصدق رسله، أو تكون على يقين من ذلك، فإن كنت على يقين من ذلك فما تركت إلا ذرة عاجلة منقطعة فانية عن قرب لأمر متيقن لا شك فيه ولا انقطاع له وإن كنت على شك فراجع آيات الرب تعالى الدالة على وجوده وقدرته ومشيئته ووحدانيته وصدق رسله فيما أخبروه به عن الله وتجرَّد وقُم لله ناظرا أو مناظرا حتى يتبين لك ان ما جاءت به الرسل عن الله فهو الحق الذي لا شك فيه وأن خالق هذا العالم ورب السموات والأرض يتعالى ويتقدس ويتنزه عن خلاف ما أخبرت به رسله عنه ومن نسبه إلى غير ذلك فقد شتمه وكذبه وأنكر ربوبيته وملكه إذ من المحال الممتنع عند كل ذي فطرة سليمة أن يكون الملك الحق عاجزا أو جاهلا لا يعلم شيئا ولا يسمع ولايبصر ولا يتكلم ولا يأمر ولا ينهى ولا يثيب ولا يعاقب ولا يعز من يشاء ولا يذل من يشاء ولا يرسل رسله إلى أطراف مملكته ونواحيها ولا يعتني بأحوال رعيته بل يتركهم سدى ويخليهم هملا وهذا يقدح في ملك آحاد ملوك البشر ولا يليق به فكيف يجوز نسبة الملك الحق المبين إليه ؟



وإذا تأمل الإنسان حاله



من مبدأ كونه نطفة إلى كماله واستوائه تبين له أن من عنى به هذه العناية ونقله في هذه الأحوال وصرَّفه في هذه الأطوار لا يليق به أن يهمله ويتركه سدًى لا يأمره ولا ينهاه ولا يعرّفه حقوقه عليه ولا يثيبه ولا يعاقبه ولو تأمل العبد حق التأمل لكان كل ما يبصره ومالا يبصره دليلا على التوحيد والنبوة والمعاد وأن القرآن كلامه وقد ذكرنا وجه الاستدلال بذاك في كتاب أيمان القرآن
عند قوله تعالى ( فَلا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ وَمَا لا تُبْصِرُونَ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ )



وذكرنا طرفا من ذلك عند قوله تعالى ( وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ )



وأن الإنسان دليل على وجود خالقه وتوحيده وصدق رسله وإثبات صفات كماله

فقد بان أن المضيع مغرور على التقديرين: تقدير تصديقه ويقينه وتقدير تكذيبه وشكه




والسؤال ؟؟؟




كيف يجتمع التصديق الجازم الذي لا شك فيه بالمعاد والجنة والنار ويتخلف العمل، وهل في الطباع البشرية أن يعلم العبد أنه مطلوب غداً إلى بين يدي بعض الملوك ليعاقبه أشد عقوبة، أو يكرمه أتم كرامة، ويبيت ساهيا غافلا لا يتذكر موقفه بين يدي الملك، ولا يستعد له ولا يأخذ له أهبة ؟!.




فأجاب ابن القيم رحمة الله عن هذا السؤال



قيل هذا لعمر الله سؤال صحيح وارد على أكثر هذا الخلق، واجتماع هذين الأمرين من أعجب الأشياء، وهذا التخلف له عدة أسباب:



أحدها: ضعف العلم ونقصان اليقين



ومن ظن أن العلم لا يتفاوت فقوله من أفسد الأقوال، وأبطلها، وقد سأل إبراهيم الخليل ربه أن يريه أحياء الموتى عيانا بعد علمه بقدرة الرب على ذلك ليزداد طمأنينة ويصير المعلوم غيبا شهادة



وقد روى أحمد في مسنده عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال


(( ليس الخبر كالمعاين ))





فإذا اجتمع إلى ضعف العلم



عدم استحضاره أو غيبته عن القلب كثيراً من أوقاته، أو أكثرها لاشتغاله بما يضاده.


وانضم إلى ذلك:



تقاضي الطبع



وغلبات الهوى



واستيلاء الشهوة



وتسويل النفس



وغرور الشيطان



واستبطاء الوعد



وطول الأمل



ورقدة الغفلة



وحب العاجلة



ورخص التأويل



وإلف العوائد



فهناك لا يمسك الإيمان في القلب إلا الذي يمسك السموات والأرض أن تزولا.


وبهذا السبب يتفاوت الناس في الإيمان والأعمال حتى ينتهي إلى أدني مثقال ذرة في القلب.



وجماع هذه الأسباب يرجع إلى



ضعف البصيرة والصبر ولهذا مدح الله سبحانه أهل الصبر واليقين وجعلهم أئمة في الدين

فقال تعالى




(( وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ))

و الحمد لله رب العالمين

Aljohara 01-02-2011 03:48 AM


السلآم عليكم ورحمة الله ،
نسسأل الله آن لانكون ممن غرتهم الحياة الدنيا ونسوآ آخرتهم ..
جزآك الله خير ع الطرح الموفق ،
وجعله في موآزين حسسنآتكِ ..
ربي يقويك ،



جبارة 01-02-2011 09:06 PM

الحمد لله و الصلاه و السلام على رسول الله




جزاك الله خير على المرور

♕ وليد الجسمي ♕ 01-03-2011 03:26 PM

http://alfrasha.maktoob.com/ups/u/13...504/225161.gif

بارك الله فيك اخوي
جبارة..

و مشكووووووووووووووور يالغالي على الموضوع رائع

و في ميزان حسناتك أن شاء الله

و لا تحرمنا من تواجدك و مواضيعك المميزه في القسم الإسلامي

وبإنتظار ان تزين هذه المساحات بالمزيد من سخاء

هذا القلم وألوانه الراقية .

http://www.bnmobarak.com/up/uploads/daeb0c2667.gif
http://alfrasha.maktoob.com/ups/u/13...504/225165.gif

خـوار تلي 01-03-2011 11:59 PM


وفعلا الغرور عادة سيئة يمتاز بها ضعاف الانفس



سلمت خيوو ع الطرح



في ميزان حسناتك ان شاءالله



يعطيك العافيه ع الطرح المميز



نرقب الزود منك



دمت بخير



الساعة الآن 12:52 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227