![]() |
نداء الرفاهية ومطرقة الحاجة http://www.albayan.ae/servlet/Satell...e%2FFullDetail [انتابها شعور بالانفعال بعدما انقادت لبريق العرض المغري الذي روجه أحد المخازن التجارية الكبرى لبيع المواد الاستهلاكية في التلفاز، ورغم عدم حاجتها للأجهزة الكهربائية ذات الماركة العالمية التي شملها العرض الترويجي، إلا أنها اندفعت بقوة نحو هاتف المنزل لتدعو شقيقتها إلى مرافقتها في مشوارها لشراء السلع «غير الضرورية». خلال تجوالهما بين ممرات المخزن التجاري وانشغالهما بتفحص المعروض ومقارنة أسعار السلع السابقة بالحالية، انخرطت كل واحدة منهما في دوامة الشراء وغلب عليهما الضعف أمام مغريات الأسعار فلم تباليان بحجم المشتريات، ويخال من يراهما أنهما على موعد للانتقال إلى منزل جديد بانتظار تجهيزه بالآلات والمعدات اللازمة. ولكن صفية أصابتها حمى التسوق فلم تستطع مقاومة سعر الغسالة وخلاط الكيك الكهربائي ومجفف الشعر وثلاجة صغيرة للماكياج والعطور إلى جانب الجهاز الالكتروني الحديث لحماية الكمبيوتر والتلفاز وغيره من عودة التيار المفاجئ بعد انقطاعه، بينما ركزت هند على شراء نظام المؤثرات الصوتية للسينما المنزلية وثلاجة جديدة للمنزل. وفي ظل هوس الشراء، التفتت هند لنداء صبي كان يرتدي قميصاً فقد لونه الأحمر وبنطالا يعلن عن اهترائه، فتقدم نحوها بخطى متثاقلة بعدما شعر بإحراج وخجل شديد في مخاطبتها، ولكنه آثر الحديث قبل أن تضيع منه الفرصة التي أتى من اجلها وقال: لو سمحتِ ممكن تشتري لي شنطة؟ لم تستوعب هند الموقف واستعانت بشقيقتها لتتدارك الأمر، فبادرت الأخرى بسؤال الصبي عن طلبه مبدية استغرابا مما يحصل أمامهما، وأجابها بأنه يرغب بشراء حقيبة جديدة للمدرسة التي ستشرع أبوابها لاستقبال الطلبة بعد أيام قليلة، ولكنه لا يملك المال لذلك!! صدمة أصابت الشقيقتان وهدت عزيمتهن في الشراء، وبقيت تفاصيل في ذهن صفية ودت الاستفسار عنها قبل أن تبادر بفعل الخير، فسألته عن والديه رغبة منها في التأكد من وجودهما معه وإمكانية استغلاله في عمليات الشحاتة بأساليب جديدة. ولم يملك إلا أن اخبرها بحقيقة أمره تاركا لها مطلق الحرية في تصديقه من عدمه، وحكى لها بأنه قدم مع أخيه الذي يكبره ببضع سنوات أملا في الحصول على حقيبة جديدة للمدرسة، فاتخذوا قرارهما بالمحاولة وجاؤوا مشيا الطريق كله، وسيسيرون على أقدامهم عند الرجعة فسكنهم يبعد كيلومترات عدة عن موقع المركز التجاري. أما بشأن أهلهم فهم لا يدرون بمكانهم ولم يشاؤوا إخبارهم بمحاولتهم الطفولية خشية معاقبتهم، فوضعهم لا يدري عنه إلا الله وجيرانهم الذين يتساوون معهم في نمط الحياة السائد في الأحياء الفقيرة. ذهول أصاب صفية وهند، وانخرطت هند في بكاء شديد بعد أن أصر الصغير على عدم قبول أية نقود منهن سوى حقيبة جديدة يحملها بثقة أمام زملائه في المدرسة، ولم تتمالك صفية نفسها وشاركت شقيقتها في موجة البكاء بعد أن عجزت عن تهدئتها وإخفاء ما كانت تكتمه في صدرها. موقف عابر قد يصادف أي شخص، ولكنه عنى الكثير للشقيقتين وغلبت العاطفة الحانية قلوبهما وتسابقتا لمساعدة الصبيين، عرض ترويجي أفقدهما السيطرة على إرادتهما بالرغم من عدم حاجتهما لما جاءتا من اجله، أموالهما تبدد على أمور تافهة غير مباليات بقيمة الثروة التي بين أيديهما، متناسيات وجود فئة تقتات من تبرعات أهل الخير، عائلهم الوحيد لا يستطيع تدبير الحد الأدنى من المتطلبات الأساسية، أطفال أبوا القبول بواقعهم المر والرضوخ لأوامر الأب المتعفف الذي منعهم من سؤال الآخرين، فالرغبة بالحصول على غرض جديد طغت على المفاهيم والأعراف التي تربوا عليها. :54: البيان |
|
الله يعين يسلموووو ع الطرح |
تسلمين على الخبر و اللهـ يعطيج العاآآفيهـ |
. الله يعين مشكوره اختي ع الخبر مآقصرتي ~ |
الساعة الآن 09:09 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir