أثار سقوط كتلة خرسانية في جزء من قسم الولادة في الدور الأول من مستشفى صقر برأس الخيمة ظهر أمس شكاوى عدد من الأهالي، وطالب البعض بإحلال مبنى المستشفى بدلاً من الصيانة، فيما طالب البعض الآخر بالإسراع في عملية الصيانة الشاملة الجارية حاليا للمستشفى الجراحي الرئيسي في الإمارة، فيما لم تتسبب الكتلة بأي إصابات، ووجه مدير المنطقة الشمالية في وزارة الأشغال العامة بدوره أمس الفرق الهندسية المختصة بالشروع فورا في صيانة السقف المتضرر .



أشار علي بن حسن الحبسي إلى أنه “فوجئ خلال زيارته أمس لزوجة ابنه، التي ترقد في قسم الولادة، بعدد من الموظفين يعكفون على تسجيل ملاحظات ميدانية في الساعة الحادية عشرة والنصف ظهراً، ما دفعه إلى تحري الأمر، ليكتشف أن كتلة خرسانية تداعت من سقف مجاور لغرف الولادة، فيما بادر على الفور إلى تصوير الكتلة بواسطة هاتفه المتحرك، وإرسالها إلى “الخليج”، لتسليط الضوء على أوضاع المستشفى، وحاجته لتسريع الصيانة، أو إحلاله كاملا” .



وقدر حجم الكتلة التي سقطت بأنها “تعادل حجم وسادة نوم، ووزنها ليس بسيطا، بينما حالت العناية الإلهية دون وقوع أي إصابة، إلا أن ذلك يثير قلقنا على سلامة المرضى وأوضاع المستشفى، خاصة في قسم الولادة، إذ إن كل نزيلة تحمل معها روحين، ومن لطف الله أن الكتلة سقطت بعيدا عن أسرة النساء النزيلات ومواليدهن”، لافتا إلى “تعرض المستشفى لحريق سابقا، كما أن الأسقف المستعارة تخفي عيوب السقف عن العيان” .



وقال سيف أحمد نغموش إن “إحلال المستشفى بات ضروريا، بعد تكرار الحوادث فيه، من ضمنها حريق قسم الأطفال الخدج قبل أكثر من عام”، مضيفاً: “لا يصلح العطار ما أفسد الدهر” .



من جهتها أكدت مصادر في وزارة الصحة أن “الكتلة بسيطة ومحدودة الحجم، ولا تثير أي قلق، في حين أن المستشفى يخضع حاليا لصيانة شاملة، وتم التعامل مع الوضع بصورة سريعة، وتسجيل الملاحظات على سقف الحجرة، وتشمل الصيانة الجارية حاليا كل كبيرة وصغيرة، ومن ضمنها الأسقف” .



وأوضح المهندس عبد الله القرصي، مدير المنطقة الشمالية في وزارة الأشغال العامة أن “المهندسين التابعين للمنطقة، والمشرفين على مشروع الصيانة الجاري حاليا، تلقوا بلاغا حول سقوط الكتلة، وعاينوا السقف”، مشددا على أن “عملية الصيانة تحت السيطرة الكاملة، وهي لم تشمل حتى الآن القسم الذي شهد سقوط الكتلة الخرسانية الصغيرة، ويشمل في المقابل خلال المرحلة المقبلة جميع مرافق وأجزاء المستشفى، ولا يوجد ما يدعو للقلق إطلاقا، والحادث بسيط جدا، وحجم الكتلة صغير، وقد يرجع سقوطها إلى صدأ في الحديد المسلح في السقف” .



وأكد، رداً على مطالب أهالي بإحلال المستشفى، “إن مبنى المستشفى قابل للصيانة وصالح، وبإمكانه أن يخدم المرضى والمراجعين لسنوات عدة قادمة” .



وأشار إلى “أن عملية الصيانة تجري حاليا على قدم وساق، وتم إنجاز 25% منها تقريبا، وشملت حتى الآن الدورين الرابع والخامس، فضلا عن الانتهاء من العزل الحراري للأسقف، والعزل من مياه الأمطار، وتبلغ القيمة الإجمالية لمشروع الصيانة 5 ملايين درهم، ومن المتوقع إنجاز أعمال الصيانة في ابريل/ نيسان من العام القادم” . وأكد القرصي “الاهتمام الكبير الذي توليه وزارة الأشغال لمشاريع الصيانة للمستشفيات، وسواها من المرافق الحيوية” .



يذكر أن مستشفى صقر بدأ إنشاؤه في رأس الخيمة نهاية السبعينيات من القرن الماضي، وافتتح عام 1982م، في حين تعرض قسم الأطفال الخدج في الدور الخامس من المستشفى ذاته إلى حريق في مايو/ أيار من العام الماضي، لم يسفر عن إصابات .