الوجبات السريعة مخاطر صحية في طعم مرغوب
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السلبي، وتوقفنا عند الأخير، فأول ما يتبادر إلى الذهن هو التدخين، والمشروبات الكحولية، والمخدرات، وتغيب الوجبات الغذائية - مع فارق التشبيه- والتي قد لا تقل أنواع منها خطورة على صحة الإنسان خصوصاً المدمن عليها أو العاشق لها- إن جاز لنا التعبير- وبمسمياتها المختلفة كالوجبات السريعة “فاست فود” أو “جنك فود”، وبأشكالها المختلفة بما تحمل في طياتها من أضرار صحية على المديين القريب والبعيد، لا سيما إذا وصل الأمر في تناولها حد المبالغة، سواء لدى الكبار أو الصغار. أسر بأكملها تجدها في أحايين عدة ترتاد مطاعم الوجبات السريعة أو تطلب وجباتها على وجه السرعة إلى البيت، نزولاً عند رغبة الأبناء، أو من باب التغيير في الروتين اليومي، متناسية أضرار تلك الوجبات وما تلحقه بصحتهم، حسب الكثير من الدراسات والبحوث الطبية التي أجريت مؤخراً وحذرت من تأثيرها في صحة الأطفال والكبار البدنية والعقلية وخطورتها الشديدة على تطور أدمغتهم، علماً ان استخدام معظم المطاعم الزيت لأكثر من مرة في قلي هذه الأطعمة بغية الاقتصاد يزيد من حجم الضرر.


شـــهية ولــذيــذة ومــــلاذ المشــغوليــن



وسيم اسماعيل “موظف أعزب”، واحد ممن أدمنوا الوجبات السريعة بشتى أشكالها لمدة طويلة وتنبه لأضرارها في وقت متأخر، وبعد ان قرأ عنها كثيراً، أكد ل “الخليج” انه كان مضطراً بل مجبراً على استخدامها في فترة من الفترات نظراً لطبيعة عمله الذي كان يقضي به معظم النهار، وبالتالي ضيق الوقت والاجهاد من جهة، وسكن العزاب المشترك من جهة أخرى حيث اعتماد جميع قاطنيه على الأكل الجاهز لدرجة ان السكن كان يفتقر إلى وجود غاز الطبخ، موضحاً ان الأمر اختلف وأقلع عن عادته بعد أن بدأ يشعر بالسمنة المتسارعة، ليغير مكان سكناه ونظامه الغذائي ويشترك بأحد الاندية الرياضية القريبة من مكان عمله.



درهم وقاية



وأوضح اسماعيل ان برنامج التدريب الذي حصل عليه يحوي ارشادات عن طبيعة ونوعية وكميات الأغذية التي يتوجب عليه تناولها يومياً، بعيداً عن مثل تلك الوجبات السريعة التي كان مولعاً بها وجرب كل أشكالها وأنواعها، ولا ينكر هنا أنها “لذيذة” وفيها الكثير من المغريات المتجددة لدرجة كان عندها يحتفظ بكم كبير من الاعلانات والنشرات الترويجية التي كانت توزعها المطاعم المختصة في سيارته، كجزء من “مذكراته الشخصية” على حد تعبيره، لتسهل عليه عملية الانتقاء، وبسؤاله عن عدد الوجبات التي كان يتناولها يومياً ضحك وقال: كانت لا تقل عن اثنتين ولكن الأدهى والأمر ان الأولى كانت في ساعات الصباح الباكر وانا في طريقي للعمل أي قرابة الساعة السادسة، وها انا الآن أهتم بصحتي جيداً فدرهم وقاية خير من قنطار علاج.



أدخلته المستشفى 4 مرات



أما عوض عطاطرة “ موظف أعزب” كان هو الآخر ضحية مثل هذا النوع من الوجبات، وبين أنه أدخل المستشفى أربع مرات خلال شهر واحد، منها ما كان في ساعة متأخرة من الليل؛ لمعاناته من إرباك في الجهاز الهضمي أو ما يسمى “التلبك المعوي”، بسبب ولعه بوجبات الدجاج المقلي والهمبرغر التي كان يتناولها يومياً إلى جانب كميات كبيرة من المشروبات الغازية والماء، حيث كان يؤكد له الأطباء في كل مرة ان السبب هو طبيعة الطعام والشراب، حيث تفعّل الغازات وتسبب الانتفاخ، لا سيما اذا تمت عملية تناول الطعام على عجل وتخللها تناول مشربات غازية، وبالتالي الشعور بالحاجة إلى المزيد من الماء.



النتيجية كانت مقاطعة الوجبات السريعة قبل خمسة أشهر تقريباً بالرغم من انها كانت تختصر الوقت وشهية ومتوفرة في كل حدب وصوب، وركز اكثر في نوعية الطعام الذي يتناوله وخصص وقتاً لاعداد الطعام في البيت الا ما ندر، وبتكلفة ربما تكون أقل مما كان يتم إنفاقه على المطاعم كل يوم.



وجبة حتى "الانبعاج"



أبو أحمد “موظف متزوج” انتقل بنا إلى شريط الذكريات أيام العزوبية، حيث كانت بعض مطاعم الوجبات السريعة تقدم وجبات حتى الاشباع بسعر مقطوع، ما كان يدفع الكثيرين إلى الاسراف والمبالغة في الأكل، ليصل الامر بهم حد “الانبعاج” لا الاشباع فحسب، وكل هذه الوجبات غالباً ما تترافق مع المشروبات الغازية التي تزيد الطين بلة، اذ تسبب المشكلات وتنعكس سلباً على صحة الانسان، وكان لا يكاد يمر يوم واحد دون تناول نوع من هذه الوجبات، نظراً لمحدودية البدائل وتشابهها في المكونات، إلى جانب اعتدال اسعار بعض الوجبات السريعة في حينه.



الدكتورة نفيسة خالد موسى، مسؤولة مركز بروفيسور نيوترشن بمجمع النجم الثاقب الطبي في الشارقة عرفت الوجبة السريعة بأنها الوجبة التي تحتوي على أطعمة سريعة التحضير، مثل شطائر الشاورما والبرجر والفلافل والفطائر والبيتزا، وقطع الدجاج المقلية، مع مشروب غازي أو كأس من العصير، وشرائح البطاطس المقلية، معيبة عليها قلة او انعدام احتوائها على الفاكهة والخضروات، وأنها تؤكل على عجل.



وعللت انتشار مطاعم هذه الانواع من الوجبات في الدولة بطول ساعات العمل خارج المنزل لمعظم أفراد الأسرة، وعوامل الجذب والمغريات التي أدت إلى إدمان الكثيرين عليها، حيث تشكل فرصة للتخلص من الروتين اليومي وتكرار الأغذية نفسها في المنزل، كما أن الخروج إلى المطاعم يساعد على فتح شهية الطفل وزيادة تقبله للطعام، ولا شك أن مطاعم الوجبات السريعة أوجدت ملاذًا لأولئك المشغولين حقا وخصوصًا الأفراد غير المتزوجين، لكن ذلك في المقابل أفرز نتائج سلبية تتضمن مشاهد متعددة من الأضرار.



وأشارت إلى أن أكثر الناس إقبالاً على هذه الوجبات هم الأطفال والمراهقون، والموظفون من العزاب، الذين صارت الوجبات السريعة جزءاً من عاداتهم اليومية، ويدفع مرتادو تلك المطاعم ضريبة السرعة؛ لأن تحضير الطعام بشكل سريع يستدعي استخدام مواد مضافة وكيماويات، وعدم وجود وقت كاف لمراقبة الجودة ومتابعة السلامة في المواد المستخدمة وطريقة الطهي.



كوليسترول وإرباك هضمي



كما أن أطعمة الوجبات السريعة غنية بالدهون غير المشبعة؛ وبالتالي فهي تسبب ارتفاعًا بشحوم الدم، والكوليسترول، فالوجبة الواحدة تحتوي على أكثر من 800 ملجم من الكوليسترول، أي أكثر مما قد يحتاج إليه الجسم خلال اليوم، وهذا يحتاج إلى جهد مقابل، والا فستكون النتيجة ارتفاعاً في نسب الكوليسترول وبالتالي تصلب الأوعية القلبية.



سعرات حرارية عالية



الوجبات السريعة تحتوي على سعرات حرارية عالية وغنية بالنشويات بسبب استعمال الخبز الأبيض والمعجنات، لذلك فهي تسبب بعد استعمالها على المدى الطويل، ارتفاع ضغط الدم، والتهاب مفاصل الركبتين، والعمود القطني، إضافة للعبء الكبير الذي تسببه على القلب والرئتين، بل هذه الأطعمة قوامها جاف وقليلة الخضار والألياف فتسبب إمساكًا وإرباكات بالجهاز الهضمي، إضافة إلى أنه في معظم الأحيان يضاف إليها كثير من الملح والمخللات، وهذه تسبب ارتفاعًا في ضغط الدم وخاصة عند الذين تجاوزوا العقد الرابع من العمر.



وكانت دراسة أوضحت أن ثمة علاقة مباشرة بين تناول الهامبورجر والبطاطس المقلية والحلويات بكمية كبيرة وبين زيادة نسبة الحركة والنشاط غير المعتاد وحالات الاكتئاب والغضب والعنف لدى الشباب والمراهقين، وتبين حديثاً ان الأطعمة السريعة ليست مسؤولة فقط عن زيادة الوزن والسمنة بل قد تؤذي البصر أيضاً، وان الافراط في استهلاك هذه الأطعمة الدسمة والغنية بالدهون يزيد من خطر الاصابة بما يسمى تلف (الماكيولا) العينية المرتبطة بالتقدم في السن.

الخليج

تسلم ع الـمرور