![]() |
تقرير عربي للثانوية العامة اسم الطالب: الصف : ايليا أبو ماضي المقدمة: " أمير شعراء المهجر" "رسول الشعر العربي الحديث" "... ولعل الشاعر نفسه آنس الضعف في لغته، ولعله حاول أن يصلحه فلفم يستطع، ولعله لما استيأس من هذا الإصلاح لم يجد بدا من أن يتخذ هذا الضعف مذهبا...!!" هل يخطر ببال القارئ إن مثل هذه الآراء صدرت في الشاعر نفسه، أجل هذا بعض ما قيل في شاعرنا الكبير، كبير بدون شك، ايليا أبو ماضي. وأعتقد بصدق أن أبا ماضي وأترابه من المهجريين شكلوا نقطة تحول مهمة في تاريخ مسارنا الشعري وعملوا على تغيير وجهة مصير الشعر العربي فهم رواد حركة الحداثة الشعرية وطلائعها المتقدمة. صحيح أن لغته لم تسعفه دائما ولكن لم تخنه إلى الحد الذي يسمح لعميد الأدب العربي طه حسين بالزعم أن أبا ماضي اتخذ من الضعف مذهبا!! فما أبعد شاعرنا عن أن يكون كذلك. ومهما يكن من أمر فقد حاولت هذه الدراسة التي اهتمت بايليا أبو ماضي إنسانا وشاعرا الجمع بين الشمول والتركيز والدقة من جهة والتوفيق بين البحث العلمي وما يتطلبه القارئ من جهة ثانية. وتسهيلا على القارئ أنهيت هذا البحث بمختارات من نتاج أبي ماضي تسهل لمن يشاء الربط بين ما قيل حول هذا النتاج وبين النتاج نفسه إكمالا للفائدة. مولده ووفاته: ولد ايليا أبو ماضي في بلدة المحيدثة القريبة من بكفيا في قضاء المتن الشمالي في جبل لبنان. وقد اختلف الباحثون في تحديد سنة ولادته. وربما لم يكن هو نفسه يرغب كثيرا في الحديث عن حياته خاصة في بداياتها الأولى لما عرفه من بؤس وشقاء وتشرد وهجرة وبحث عن لقمة العيش لذلك اختلف الرواة والباحثون في تحديد سنة ولادته فذكروا سنة 1883، 1889، 1890، 1891، 1892. فالزر كلي وداغر يجعلان ميلاده 1889 وخوري يجعلها سنة 1891، ومهما يكن من أمر وإذا كان من المرجع انه غادر لبنان إلى مصر في الحادية عشرة من عمره وأنه فعل ذلك إما عام 1890 أو عام 1891 ليتوفى بعد ذلك في بروكلن في الولايات المتحدة الأمريكية في 23/11/1957. حياته: يقول ايليا أبو ماضي في رسالة بعثها إلى عيسى الناعوري: أما سيرة حياتي فليس فيها ما يستحق النشر أو على الأقل هكذا أعتقد أنا إذ ليس فيها ما ينفع فضول أحد". والواقع أن سيرة حياته حافلة بالأحداث والتجارب وفيها ما يستحق النشر ويسلط أضواء هامة على نتاجه وتجاربه في الحياة. ويمكننا تقسيم مراحل حياته بحسب مكان إقامته إلى ثلاث مراحل: المرحلة الأولى في لبنان والثانية في مصر والثالثة في الولايات المتحدة الأمريكية. .1 في لبنان: ولد ايليا أبو ماضي في المحيدثة وعندما بلغ الخامسة من عمره، أرسله والده ضاهر الذي كان يتعاطى التجارة في المحيدثة ونظم القرادي والمعنى إلى مدرسة القرية. ولم يكد يمضي على وجوده فيها سنتين متتاليتين حتى لاحظ أن بمقدوره تصحيح أخطاء معلمه اللغوية. وحينما بلغ الثامنة من عمره أرسله والده برفقة شقيقه الأكبر مراد إلى مدرسة اليسوعية في بكفيا. ولما بلغ الحادية عشرة من عمره شق صدر البحر إلى الإسكندرية، إذ أرسل خاله قبلان اسكندر الذي كان مقيما هناك رسالة إلى والد الشاعر يطلب فيها منه أن يرسل ولده لمساعدته في إدارة في محله الذي كان يبيع فيه الدخان. عمل أبو ماضي في دكان خاله سنتين متتاليتين. وعندما فتح شقيقه الأكبر مراد دكانا خاصا به لبيع الدخان. انتقل على الفور لمساعدته. بقي أبو ماضي يعمل في دكان أخيه حوالي عام ونصف. وعندما أقفل أخوه الدكان قفل عائدا إلى لبنان عاد ليعمل من جديد في دكان خاله. 2.في مصر: ولما بلغ السابعة عشرة من عمره بدأ ينظم القصائد وينشرها في عدد من المجلات والجرائد المصرية مثل "الأكسبرس" و "الزهور" حيث نشر قصائد وطنية وسياسية بحيث طارت له بسببها شهرة واسعة وصلت أصداؤها إلى مسامع أبيه في المحيدثة الذي خشي على ولده مغبة تدخله بالسياسة، فأرسل إلى ابنه مراد_ الذي كان قد هاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية يطلب منه إقناع أخيه بمغادرة مصر واللحاق به إلى أمريكا. وهكذا قرر أبو ماضي مغادرة الإسكندرية نزولا عند رغبة والده ورغبة شقيقه مراد. وصل أبو ماضي المحيدثة وأخذ يحث الناس على تجنب بعض التقاليد والعادات الموروثة عند الآباء والأجداد. فسببت له آراؤه الجريئة الكثير من العداوة والبغضاء. كما راح يلقي القصائد الحماسية التي تهاجم رجال السلطة الحاكمة، وبعد إقامته حوالي ثلاثة أشهر في بلدته أدرك استحالة بقائه فيها دون تعرض للمتاعب بسبب مواقفه وآرائه فصمم على تقريب موعد سفره إلى أمريكا الشمالية وهكذا كان. .3 في الولايات المتحدة الأمريكية( 1912 )_(1975:( وصل ايليا أبو ماضي برفقة شقيقه الأصغر متري إلى نيويورك عام 1912. وما إن وقع نظره على تمثال الحرية المنتصب على مدخل ميناء نيويورك حتى هتف قائلا: نفسي اخلدي ودعي الحنين فإنما جهل بغيد اليوم أن نتشوقا أصبحت حيث النفس لاتخشى أذى أبدا وحيث الفكر يغدو مطلقا ثم انتقل من نيويورك قاصدا "سنسناتي أوهايو" التي كان شقيقه مراد يملك فيها متجرا صغيرا حيث التحق على الفور للعمل مع أخيه لمدة خمس سنوات متتالية تعرف خلالها على السيد نجيب دياب صاحب جريدة "مرآة الغرب" التي كانت تصدر في نيويورك والذي كان ينشر لأبي ماضي كل قصيدة يبعث إليها به. لاحظ أبو ماضي أن قصيدته "أمة تغني وانتم تلعبون" تحتل الصفحة الأولى من هذه الجريدة فأدرك أنه لم يخلق للعمل في التجارة. في العام 1916 غادر متجر أخيه قاصدا نيويورك حيث رأس تحرير "المجلة العربية" ثم تركها ليعمل محررا في جريدة الفتاة لصاحبها شكري البخاش. وبعد حوالي الشهرين تركها إلى مجلة "مرآة الطرب" بعد أن وعده صاحبها نجيب دياب بإطلاق يده في تحرير مجلته_ وقد تزوج فيما بعد ابنته. وقضى سنوات عشرا يكتب وينقح في هذه المجلة. في نيسان 1929 أسس مجلة " السمير" التي كانت تصدر مرتين في الشهر ثم حولها بجهده الكبير إلى جريدة يومية واستمر يصدرها دونما كلل حتى النفس الأخير من حياته. وفي هذه المرحلة راح أبو ماضي يجمع قصائده التي لم يجرؤ على نشرها في ديوانه المسمى "تذكار الماضي" التي قد كان نشره في الإسكندرية سنة 1912 والقصائد التي نظمها في سنسناتي أوهايو ونيويورك حيث قام بطبعها جميعا عام 1919 في ديوانه الذي أسماه "ديوان ايليا أبو ماضي الجزء الثاني" وقد كتب له مقدمته جبران خليل جبران. عام 1920 أصبح أبو ماضي عضوا في "الرابطة القلمية" التي أسسها في نيويورك جبران ونعيمة. وقد أتاح اغتراب أبي ماضي له فرصة الاطلاع على بعض الآداب الغربية إطلاعا واسعا. فقد تمكن من اللغة الإنكليزية بحيث استطاع تعريب بغض الروايات الأجنبية التي كان ينشرها تباعا في جريدة "السمير". كما ساعده ذلك على قراءة دواوين مشاهير الشعراء الغربيين. حيث أنتجت مطالعاته تلك إضافة إلى مطالعاته لدواوين كبار شعراء العربية وعلى رأسهم المتنبي الذي كان أبو ماضي يحفظ كل شعره تقريبا عن ظهر قلب مزيجا ثقافيا مميزا سمح لأبي ماضي إبداع قصائد كالطلاسم والعنقاء والأشباح الثلاثة وسواها من القصائد والمطولات الجياد. عام 1927 جمع أبو ماضي القصائد التي كتبها بعد نشره الجزء الثاني من ديوانه وأصدرها في ديوان أسماه "الجداول" وقد بلغ بواسطته قمة شهرته الشعرية في العالم العربي كله. وفي عام 1931 وصلته برقية من الشيخ إبراهيم المنذر يعلمه فيها بوفاة والده، فشعر بالألم والمرارة ونظم قصيدة بعنوان "أبي" يقول فيها: طوى بعض نفسي إذ طواك الثرى عني وذا بعضها الثاني يفيض به جفني فليس سوى طعم المنية في فمي وليس سوى صوت النوادب في أذني فواه لو أني كنت في القوم عندما نظرت إلى العواد تسألهم عني ويا ليتما الأرض انطوى لي بساطها فكنت مع الباكين في ساعة الدفن فأعظم مجدي كان أنك كنت لي أب وأكبر فخري كان قولك: ذا إبني أحتى وداع الأهل يحرمه الفتى أيا دهر، هذا منتهى الحيف والغبن وفجع أبو ماضي في السنة بنفسها بوفاة صديقه جبران خليل جبران. رزق أبو ماضي ثلاثة أبناء ذكور. صدمت إحدى العربات أوسطهم وهو في العاشرة من عمره فسببت له تلك الصدمة شللا دائما وتركته كسيحا مقعدا طيلة حياته في المنزل مما سبب للشاعر جرحا عميقا لازمه طوال عمره. في السادس عشر من أيلول تزوج ابنه البكر العالم الطبيعي الدكتور ريتشارد فتاة أمريكية تدعى ماري لويز، فألقى شاعرنا كلمة في المناسبة اللغة الإنكليزية جاء فيها: " إن أحد الحكماء قال: لكي يتمم الإنسان واجباته في هذه الحياة عليه أن يحقق أمورا ثلاثة: _ أن يؤلف كتابا. _أن يزرع شجرة. _أن ينجب ولدا. الكتاب لتظل معرفة مستمرة في الدنيا. والشجرة لتحقق جلال الحياة وجمالها. والولد لنمو البشرية واستمرارها. وأنا أعتقد أنني أتممت هذه الواجبات فأخرجت أربعة كتب علاوة على جريدة "السمير" وزرعت بعض شجيرات؟، ورزقني الله ثلاثة أولاد. العوامل المؤثرة في شاعرية أبي ماضي : أول هذه العوامل ولادة شاعرنا في بيئة قروية خلابة الجمال حيث سلخ شطرا من صباه فرأى الدوالي تتعرش والعناقيد تتدلى والثمار تتكور ، والياسمين يتعرج ، والولد يفوح ، والطيور تنتقل من فنن إلى فنن ، والجمال يختلي بالطبيعة ويزاملها ويخادنها . _ وثاني هذه العوامل هجرة تطول وتمتد حتى تكتنف العمر وتلتف على أعناق السنين في وقت ما انفك القلب مشدودا إلى الوطن. _ وثالث هذه العوامل ثقافة عميقة واسعة متعددة المصادر متنوعة المظاهر، فقد اكب أبو ماضي منذ نعومة أظافره على المطالعة بشغف فكان يلتهم كل كتاب يقع بين يديه. نتاجه: أولا: النثر النقد الأدبي: من أبرز مقالاته في هذا الميدان مقالة له بعنوان "المرأة في الشعر العربي". وقد أشار أبو ماضي في مقالته هذه إلى دور المرأة في المجتمع العربي القديم. من طريف مقالاته في هذا المجال مقالة بعنوان "سمعت" يتعرض فيها كاتبنا لصنف من البشر لا هم له سوى نقل الكلام وتلفيق الأخبار وابتداع الأكاذيب داعيا إلى الحذر منهم والابتعاد عنهم. ويؤكد أبو ماضي أنه"خير للمرء و أجدى أن يكتشف ما فيه من عيوب فيصلحها و تقصير فيتداركه من أن يصرف الوقت في عد هفوات الغير أو توجيه الأنظار إلى عيوبهم و نقائصهم. ثانيا: الشعر تذكار الماضي: يشتمل هذا الديوان على خمس و خمسين قصيدة تتناول موضوعات مختلفة أبرزها الظلم الذي قاربه شاعرنا مقاربة لا تبتعد عن دائرة الوعي الرومانطيقي الذي يحدد الصراع العام بين الحاكم و المحكوم على أساس الظلم الذي يمارسه الأول على الثاني ويؤلمه أشد الألم غياب حرية التفكير و التعبير في هذا العالم الخاضع للسيطرة العثمانية. و يرتبط موضوع الظلم عند أبي ماضي بقضية الوطن فيصور لنا ما تعانيه مصر و بلاد الشام من استبداد وظلم و كبت للحريات. ديوان ايليا أبو ماضي: هو أول ديوان أصدره أبو ماضي في الولايات المتحدة الأمريكية صدر عام 1919، يشتمل على 79 قصيدة وقد قدم له جبران قائلا: "الشاعر طائر غريب يفلت من الحقول العلوية ولكنه لا يبلغ الأرض حتى يحن إلى وطنه الأول فيغرد حتى في سكوته، ويسبح في فضاء لا حد له ولا مدى مع انه في قفص... في ديوانه سلالم بين المنظور وغير المنظور، و حبال تربط مظاهر الحياة بخفاياها". تعددت موضوعات هذا الديوان وتنوعت، ففيه حب، وفيه تأمل وفلسفة، وموضوعات اجتماعية وقضايا وطنية كل ذلك في إطار رومانسي حالم أحيانا وثائر عنيف أحيانا أخرى، يتغنى شاعرنا بجمال الطبيعة ويخص الذات بالتفاتات عميقة. الجداول: صدر هذا الديوان في طبعته الأولى عن مطبعة "مرآة الغرب" عام 1927 مع مقدمة لميخائيل نعيمة نوه فيها بموهبة الشاعر وبنزعته الفلسفية الإنسانية. وقد كان لهذا الديوان صداه البعيد غي العالم العربي. ويقول نعيمة معبرا عن إعجابه بأبي ماضي: "ترى أتغير أبو ماضي إلى هذا الحد في السنوات الثماني الأخيرة؟!" الخمائل: ظهر هذا الديوان أول مرة عام 1940 في نيويورك عن مطبعة جريدة السمير وهو يشتمل على 63 قصيدة ومقطوعة. ولم تكن الحفاوة بـ"الخمائل" أقل منها بـ"الجداول" في العالم العربي لاسيما أن الشاعر خطى خطوة نوعية في مجال التجديد أسلوبا ومعنى، وأصبح معروفا باسم كبير شعراء الهجر. وقد نجح أبو ماضي أن يجمع في ديوانه هذا بين عنصري الفكر والعاطفة، والروح والجسد، والواقع والخيال. نظريته في الشعر والشاعر: ربما كانت قصيدة أبي ماضي "الشاعر" التي أهداها إلى "روح خليل مطران" خير ما يعبر عن نظرة شاعرنا إلى الشاعر ووظيفته في هذا الوجه، فمهمة الشاعر في رأيه البحث عن الجمال ومساعدة الآخرين على رأيته والتمتع به، أن يكشف عن مواطن الحسن ويظهرها للبشر فيدفعهم إلى الارتقاء والتطهر، الشاعر باختصار مهمته الكشف فهو قادر على رؤية ما لا يراه سواه، والإحساس بما لا يحس به الآخرون. مواضيع شعره: الغربة والحنين: موضوع الغربة والحنين الذي تثيره يكاد يطغى على شعر أبي ماضي وقد عبر عن تجلياته في صور شتى: حنين مادي إلى لبنان الطبيعة الفتانة والجمال العلوي، حنين معنوي إلى مرابع الطفولة وذكرياتها والأهل والخلان، وحنين روحي ما ورائي إلى لبنان كبديل حسي عن العالم اللامنظور. لبنان عند أبي ماضي عروس من عرائس الشعر، هو توأم الخلود ومحط الآمال: اثنان أعيا الدهر أن يبليهما "لبنان" والأمل الذي لذويه الوطنية: تسأله جارته: أمالك أهل وإخوان، فيجيبها بحزن شديد: يا جارتي كان لي أهل وإخوان فبتت الحرب ما بيني وبينهم كما تقطع أمراس وخيطان فاليوم كل الذي فيه مهجتي ألم وكل ما حولهم بؤس وأحزان وكان لي أمل إذا كان لي وطن ... الاجتماع: يقول عيسى الناعوري: لقد رمى أبو ماضي إلى: "نشر المبادئ السامية والمثل العاليا بين الناس بالدعوة إلى الإخاء الإنساني العام، ومحاربة النظم التي تباعد بين الإنسان وأخيه الإنسان، والعمل على خلق مجتمع إنساني أمثل يسوده العدل والرحمة والمحبة والأخوة الصادقة". وربما كانت قصيدته "الطين" خير ما يمثل موقفه من غرور المغترين بجاه أو مال أول سلطة. أيها الطين لست أنقى أسمى من تراب تدوس أو تتوسد سدت أول لم تسد فما أنت إلا حيوان مسير مستعبد إنا قصرا سمكته سوف بندك وثوبا حبكته سوف ينقد لا يكن للخصام قلبك مأوى إن قلبي للحب أصبح معبد أنا أولى بالحب منك وأحرى من كساء يبلي ومال ينفد... وفي قصيدة الفقير "معالجة لموضوع الفقر والفقراء حيث يؤكد أن الفقير والغني يتساويان كونهما من تراب وغليه يعودان، ويبدو الشاعر شديد التأثر بحال الفقراء يذرف الدموع ويشفق ما يشاء له الإشفاق". الطبيعة: للطبيعة الأم في شعر أبي ماضي دور المثل الصالح في إرشاد البشر وتوجيههم، المطر يهطل بدون حساب، الأشجار تثمر ولا تبخل بثمارها على الغير، البلبل يغني فيطرب، النهر يسير رقراقا يغذي الحقول... فلماذا لا يقتدي الإنسان بالطبيعة وهو منها، بل يفترض أن يكون هو القدوة والمثال: كن غديرا يسير في الأرض رقراقا فيسقي من جانبيه الحقولا كن مع الفجر نسمة توسع الأزهار شما وتارة تقبيلا أبو ماضي "الحكيم الفيلسوف": من يقرأ شعر أبي ماضي لابد وان يتذكر المعري في تراثنا وقد يجنح به التفكير ليتذكر الفرد دي فينيي من شعراء فرنسا. وإذا كان أبو شبكة في كثير من شعره أقرب إلى "وجدانية" الفرد دي موسيه، فإن أبا ماضي أقرب إلى "عقلانية" فينيي، فأنى التفت في شعر أبي ماضي تجد نزعه حكيمة فلسفية واضحة المعالم. حر المذهب، متجاوز عن الإساءة، بعيد عن التعصب، لا يؤخذ بالمظاهر الخادعة، ينصر الضعيف. يقول في قصيدة "أنا"! حر ومذهب كل حر مذهبي ما كنت بالغاوي ولا المتعصب إني لأغضب للكريم ينوشه من دونه، وألوم من ألم يغضب وأحب كل مهذب ولو أنه خصمي وأرحم كل غير مهذب يأبى فؤادي أن يميل إلى الأذى حب الأذية من طباع العقرب أنا لا تغشني الطيالس والحلى كم في الطيالس من سقيم أجرب... أنا من ضميري ساكن في معقل أنا من خلالي ساكن في موكب... الخاتمة: اختلفت آراء النقاد اختلافا ملحوظا في أبي ماضي ، ولكن هذا لايضيره في شئ بل يدل على نبوغه وعبقريته ، فهو ككل شاعر كبير يشد إليه الأنظار ويلفت إليه النقاد . يقول الدكتور جبور عبدالنور : " يبدو بين المجموعات الشعرية تفاوت عظيم من حيث الأسلوب والمعاني والفنون والألوان والأخيلة . ويتجلى الاختلاف بأوضح صورة بين الأولى والرابعة ، فكأنهما من صنع أديبين ينتميان إلى عنصرين متباعدين . ولاشك أن الشاعرية أبي ماضي بدأت تبرز بجلاء في " الجداول" لتكتمل وتتألق في "الخمائل" . كتبت هذا التقرير لأعرفكم على حياة الشاعر إيليا أبو ماضي ومواقفه العامة وما قيل عنه من قبل النقاد ... وفي الختام أضع جهدي المتواضع هذا بين أيدي المدرسين ، وآمل أن أكون قد قدمت جميع المعلومات الأساسية لهذا الموضوع ، وأتمنى أن أكون قد وفقت في تقديم هذا التقرير المفيد وتحقيق الهدف الذي أسعى من خلاله إيصال المعلومات المهمة إلى جميع القراء. واسأل الله أن تعم عليكم الفائدة جميعا في هذا التقرير . المصادر: المؤلف الطبعة السنة الناشر د . جبر جميل الأولى 1992م دار المشرق ، بيروت د . حاطوم عفيف الأولى 1994م دار الثقافة ، بيروت د . حمود محمد الثانية 1996 الشركة العالمية للكتاب ، بيروت د . الناعوري عيسى الثانية 1977 منشورات عويدات Study4uae ان شاءالله ينفعكم التقرير |
تسلم تسلم والله ^^ مشكـوور أخويه لتقرير وربي يعطيك ألف عافيـه بس عندك عن محمود درويش ؟؟؟ مال العربي |
ابا مال مانع سعيد بن العتييه اذا ممكن عندك؟؟ |
مرحبا شحالكم أعضاء منتدى استراحة زايد لوسمحتوا ابغي معلومات عن الوزن والكتلة |
مشكور أخوي حروبي عالتقرير |
تســـلم أخـــوي ماتقــــصــر .^^. |
وزارة التربية و التعليم المنطقة العين التعليمية مدرسةام غافه للتعليم الثانوي مادة اللغة العربية "تقرير لمادة الغة العربية" الطالب: الصف: الثاني عشر () باشراف المعلم: ايليا أبو ماضي" تتناول هذه الدراسة ادب المهاجَر و القصة الشعرية في هذا الادب عامةً و القصة الشعريةعند اَبي ماضي خاصةً. إبسمي كالورد في فجر الصباء و ابسمي كالنجم إن خن المساء و إذا مــا كفــن الــثــلج الثـــرى و اذا مــا الــغيــــــــــم الســمــاء وتعــــرى الـــروض من ازهــاره و توارى النور في كهف الشــــتاء فاحلمي بالصيف ثم ابتسمــي تخلقـــي حولك زهــرا و شــــذاء و اذا ســــر نفــــوســـا انــــــها تحســـن الاخذ فسري بالعــــطاء واذا اعيـــاك ان تعطـــي الغنى فافرحــــي انك تعطيـــن الرجــاء المقدمة: ما شدني إلى هذه الشخصية الأدبية هو أنه كان شاعر كلماته تخرج من قلب إلى قلب وتطرق على الصميم ربما كان لهجرته إلى الولايات المتحدة عليه أثر كبير في قصائده لكن حروبه الطاحنة على الغرور وروائعه في وصف جور المجتمع على بعض فئاته المستضعفه .. ويعتبر ايليا أبو ماضي من أهم شعراء المهجر في أمريكا الشمالية. ومن المميزات في أسلوبه الشعري هي وحدة الموضوع وشدة الارتباط بين أجزائها وعناصرها بالإضافة إلى الفكرة الموحدة، لذلك وضع عناوين لقصائده تناسب ما تناولته القصيدة. أحدث تجديداً في الكلمة الشعرية، وجعلها تتسع لمضامين الحياة الاجتماعية والفكرية والنفسية من غير أن تخرج من إطار البساطة والوضوح. فلننطلق مع بعض أوراق أشجاره .. نشأته و هجرته الى مصر: ولد ابو ماضي في قرية "المحيدثة" من قرى لبنان سنة 1891 وفي احدى مدارسها الصغيرة درس .. هبط الشاعر مصر سنة 1900م و له من العمر أحد عشر عاما و تزيد قليلا و تعاورت عليه حاجات الحياة اليومية من طعام و شراب، و حاجات الحياة العقلية من علم و درس اذا به ينصرف لهما معا فيعمل ،و يدرس و يستغرق ذلك منه قرابة ثماني سنوات كان يقرض خلالها بعض الشعر ،جمعه في شبه ديوان أسماه ((تذكار الماضي و طبعه في الاسكندرية؛و كيفما دار الأمر -كما يقول الاستاذ جاحظ- فاننا نجد الشاعر و قد انفق من عمره تسعة عشر عاما قبل ان يشد رحاله الى امريكا:و يبدو انه لقي بعض التعب ايام اقامته في مصر،بل بعض الضيم الذي كاد ان يلامسه،و في ذلك يقول: نأى عـن أرض مصـر حــذار ضـيم فــفر من العــذاب إلى العــذب على انه عندما يذكر مصر انما يذكر فيها صحبا طيبا وفيا محضه الود خالصا. ويذكر الاستاذ نجدة صفوة ان ايليا أبو ماضي رحل الى مصر "ليتعاطى التجارة، و قد اتخذ لنفسه محلا يبيع فيه السجائر و الدخان و أخذ يستغل أوقات فراغه في المطالعة و الدراسة و نظم الشعر الذي اظهر فيه منذ صغره قابلية تنبئ بمستقبله.ووقع عليه الاستاذ انطون الجميل فرآه يكتب شعرا في الكان،فقرأه و أعجب به و نشره في مجلة "الزهور"التي كان يصدرها... و يذكر لنا الشاعر بإسهاب،في قصيدته "الميمية" شيئا هاما عن اقامته في مصر،فيتوضح لنا منها ذاك الحنين الصامت لايام جميلة قضاها هناك،و يتوضح الى جانب ذلك ذاك اليأس من الناس،مما يدلنا على حالة التناقض التي كان عليها ابان اقامته في مصر؛فلنستمع اليه متحثا عن ذكرياته في مصر و عن اخلاق الناس في مصر ايضا... ليس الوقوف على الاطلال لخلقي و لا البكاء على ما فات من شيمي لكن(مصـــرا)و ما نفــسي بناسـية ملكية الشرق،ذات النيـل و الهــرم صرفت شطرالصبـا فيها فماخشيت نفسي العثارولانفسي من الوصم في فتـية كالنجوم الــزهر أوجـههم ما فيهم غير مطبــوع على الكــرم لا يقــبضــون مــع الــلأواء أيــديـهـم و قلــمـا جــاد ذو وفـــر مــع الازم فمن هنا يتبين لنا بعض حال الشاعر أيام اقامته في مصر،فهو اذ يذكرها يجدها "ملكية الشرق"،و هو بالتالي قضى فيها شطر الصبا،و كان مستريحا الى الفترة الثانية التي قضاها هناك،فهو يقول:"ما خشيت نفسي العثار"،حتى اذا ذكر صحبه و اخدانه لمع فيها المديح،"فما فيهم غير مطبوع على الكرم"... و لعل هذه القصيدة خير وثيقة عن حياة الشاعر في مصر،لانه لا يكتفي بهذا الذي قاله،و انما يستمر في مدح مصر طوال خمسة عشر بيتا يصور مصر خلالها بأنها درة تاج الشرق،و حاملة علم الشرق،اما اهلوها : هيهات تطرف فيها عين زائـرها بغيــر ذي أدب او غيــر ذي شــمم و هم الى جانب أدبهم و شممهم: أحتى على الحر من ام على ولد فالحر في مصر كالورقاء في الحرم هجرته إالى أمريكا: على انه رغم هذا الذي لقيه فيمصر فقد نزح عنها الى امريكا سنة 1911م ،و لم يعرف ما كان عليه من نعيم مقيم حتى وصل مهجره،و هناك ادرك الخطيئة التي ارتكبها بالرحيل عن مصر،و يصف هذه الخطيئة بأنها "ضلة" فيقول: مازلت و الدهر تنبو عن يدي يده حتى نبت ضلة عن أرضها قدمي!! مما يدلنا من انه كان "مرتاحا" خلال اقامته في مصر،و يؤكد ذلك ما أوردناه من احتفاء الاستاذ انطون الجميل به واهتمامه بشعره و نشره قصيدة له في مجلة "الزهور". و فجاة،و على غير انتظار،نجده و قد اخذ سمته شطر "امريكا"،و لعلها كانت مطمح أنظاره يوم اتجه من لبنان،و اذا احبنا ان نتقصى سبب هجرته الى مصر و منها الى امريكا امكننا ان نجد سببين،فاما الاول فهو ان الهجرة من لبنان الى مصر كانت سهلة ميسورة،في حين ان المهاجرة عن لبنان الى امريكا لم تكن ميسورة.و يرى الاستاذ فيليب حتي في كتابه"السوريون في الولايات المتحدة"ان الحكومة العثمانية آنذاك منعت الهجرة الى امريكا و رفضت اعطاء جوازات السفر لمهاجرين السوريين اليها،فكان لابد لهم من الحصول على الجوازات للمرور بها الى مصر،و مصر هي التي كانت مركز انطلاق المهاجرين الى امريكا.اذن يمكن ان نرد سبب هجرته الى امريكا الى انها هي التي كانت هدفه و سلك اليها سبيل مصر كمرحلة اولى.و اما السبب الثاني فهو ما ورد في قصيدته الآنفة الذكر من يأس من خلق الناس،فلعله كان يقصد مصر،فلما توهم انها ضاقت به و ضاق بها،و فشلت تجارته،وجد ان الرحيل أولى به،فاتجه الى الولايات المتحدة الامريكية ليستقر في مدينة"سنسناتي"بضعة اعوام،عمل فيها بالتجارة،حتى اذا اطلت سنة 1916م انتقل الى "نيويورك" حيث اجتمع الى جبران خليل جبران و ميخائيل نعيمة و نسيب عريضة و رشيد ايوب و وليم كاتسفليس و عبدالمسيح حداد و ندره حداد و أضرابهم ليؤلفوا جميعا فيما بعد هذه الرابطة التي أطلقوا عليها اسم"الرابطة القلمية"،و التي كان لها فضل نشر مذهب المهاجرين في الادب و الاعلام عن مدرسة أدبية لها خطرها و التي يقول فيها الدكتورمحمد حسين هيكل :"يجب ان يتعاون المجدد ،والمقلد منا،و الا بقي الفوز في جانب السوريين المتأمركين و امحت الثقافة الاسلامية" . آثاره الأدبية: أصدر أبو ماضي ثلاثة دواوين في نيويورك هي:« ديوان إيليا أبو ماضي» الذي كتب مقدمته جبران خليل جبران، وأثنى فيها على أبي ماضي كل الثناء، وذلك عام 1918، وقد وضع في هذا الديوان قدمه في أول الطريق من الشاعرية المتفوقة والمبدعة، حيث تخلص من قيود التقليد، وأطلق خياله حراً يرود آفاق الوجود والطبيعة بلا تهيب ولا حذر، ومن أشهر قصائده فيه «فلسفة الحياة» التي طارت شهرتها في الخافقين وقال فيها: أيهذا الشاكي وما بك داء كيف تغدو اذا غدوت عليلا إن شرّ الجناة في الأرض نفس تتوقى قبل الرحيل رحيلا والذي نفسه بغير جمال لا يرى في الوجود شيئاً جميلاً ليس أشقى ممن يرى العيش مراً ويظن اللذات فيه فضولا فتمتع بالصبح ما دمت فيه لا تخف أن يزول حتى يزولا في عام 1927 أصدر ديوانه الثالث «الجداول» الذي كتب مقدمته ميخائيل نعيمه، فبارك شاعريته وأثنى على روحه ثناء جميلاً، وفي هذا الديوان بلغ أبو ماضي قيمة مجده الشعري، إذ ضمّنه قصائد ملأى بالغنى والفن والجمال، فكان ثروة للرابطة القلمية خاصة، وللشعر المهجري والعربي عامة. وفي عام 1940 أصدر ديوانه الرابع «الخمائل»، ثم نظم بعده عدة قصائد لم يتح له جمعها في ديوان فقامت أسرته بجمع قصائده الأخيرة المنشورة في «السمير» وغيرها من صحف ومجلات المهجر والوطن، ونشرها في ديوان صدر عن دار العلم للملايين في بيروت تحت عنوان «تبر وتراب» فكان الديوان الخامس والأخير له. أبو ماضي الصحفي: مارس أبو ماضي العمل الصحفي في «السمير» بعد ان حرر في عدد من الصحف، فكان يكتب افتتاحياتها غالباً، ويعالج فيها مختلف شؤون المجتمع والسياسة العربية والعالمية، وكان لقضايا الوطن نصيب وافر من عنايته، يعالجها ويدافع عنها في كل مناسبة، وكان يعالج فيها أحياناً شؤوناً أدبية، أو قضايا انسانية واجتماعية عامة. لم يكن قوي العبارة في نثره، كما هو صافي العبارة في شعره، ولكنه في عمله الصحفي كان مجبراً على كتابة النثر باستمرار، وإن لم يعرف ناثراً بليغاً متفنناً..والحق أنه كان يوفّق في مقالاته النثرية غالباً، فيكتبها بروحه ومشاعره ولو جمع نثره في كتاب، لوقفنا على كثير من المعالجات القيمة، وان لم نقع على آيات في البلاغ والمقدرة اللغوية. زيارته الوطن: أتيح لأبي ماضي ان يزور لبنان أواخر عام 1948، فجاء هو والأستاذ حبيب مسعود رئيس تحرير مجلة «العصبة الأندلسية» في البرازيل، ليمثلا صحافة المهجر في مؤتمر اليونسكو الذي عقد آنذاك في بيروت، فقوبل بالحفاوة والتكريم في الأوساط الرسمية والأدبية في لبنان وسورية، ومنحته الحكومة اللبنانية وسامي الاستحقاق والأرز، ولما زار دمشق أقيمت له حفلة تكريمية كبيرة في السادس من شباط عام 1949 تحت رعاية السيد شكري القوتلي رئيس الجمهورية الذي علق على صدره وسام الاستحقاق من الدرجة الممتازة، فألقى في هذه المناسبة قصيدته الوطنية الرائعة التي بدأها بقوله: حي الشآم مهنداً وكتابا والغوطة الخضراء والمحرابا ليست قباباً ما رأيت وإنما عزم تمرد فاستطال قبابا مرضه ووفاته: مرض أبو ماضي قبيل وفاته، وكان يود ان يزور لبنان مرة ثانية بعد زوال الخطر عنه، ويحجب «السمير» مخلداً الى الراحة، لينقذ نفسه من رائحة الحبر والرصاص، ولكن القدر لم يمهله فمات وهو في الثامنة والستين من عمره. لم يسخّر أبو ماضي قلمه لخدمة الحكام بقصد الارتزاق، ولم يثنه التهديد عن الالتزام بمبادئه التحررية، وعن حملته على الأثرياء الذين يتنكرون لدعوة الأديان الى المحبة والرحمة. يكاد يكون موضوع الغربة والحنين الى الوطن يطغى على شعر أبي ماضي، فقد ولّدت الغربة في نفسه ثلاثة ألوان من الحنين: الحنين المادي إلى لبنان الطبيعة الجميلة، والحنين المعنوي الى ذكريات الطفولة وأجواء الأهل والخلان، والحنين الروحي والماورائي الى لبنان: فقلت يا رب فصل صيف في أرض لبنان أو شتاء فإنني هاهنا غريب وليس في غربة هناء تحن نفسي الى السواقي الى الأقاح الى الشذاء الى الروابي تعرى وتكسى إلى العصافير والغناء الى العناقيد والدوالي والماء والنور والهواء فإن لبنان ليس طوداً ولا بلاداً ولكن سماء الخاتمة: شاعرنا مشهورٌ لدينا ولديكم شاعر المهجر الأكبر ورائد الرابطة القلمية وصاحب الجداول والخمائل شاعر الأمل والتفاؤل "ايليا ضاهر أبو ماضي" التوصيات و النصائح: يريد أبو ماضي منا ان نبتسم حتى لو أصابتنا المصائب، وجرعتنا العلم ليقتدي بنا الآخرون ويقلدونا، وان نضحك ملء أشداقنا، لأن النجوم تضحك حتى ولو كان الليل مدلهماً والظلمة كالحة، وان يعلو الاشراق وجوهنا حتى ولو كنا قاب قوسين أو أدنى من الموت، ومن منا لا يحفظ ويردد قوله المشهور: قال: السماء كئيبة وتجهمّا قلت ابتسم يكفي التجهم في السما وقوله: أيهذا الشاكي وما بك داء كيف تغدو اذا غدوت عليلا؟ والذي نفسه بغير جمال لا يرى في الوجود شيئاً جميلا فتمتع بالصبح ما دمت فيه لا تخف ان يزول حتى يزولا أيهذا الشاكي وما بك داء كن جميلاً تر الوجود جميلا المراجع: اَبوماضي، إيليا: ديوان إيليا أبوماضي، دارالعودة، بيروت، د. تا. اَبو ماضي، إيليا: الجداول، دارالعلم للملايين، بيروت، 1986 م. http://www.suae.net/vb/showthread.php?t=19515&page=21 ايليا أبو ماضي - منتديات زيدل ط§ظ„ط´ط¹ط± ط§ظ„ظ‚طµطµظٹ ظپظٹ ط¯ظٹظˆط§ظ† ط§ظٹظ„ظٹط§ ط§ط¨ظٹ ظ…ط§ط¶ظٹ ط´ط§ط¹ط± ط§ظ„ظ…ظژظ‡ط§ط¬ظژط± ط§ظ„ط§ظƒط¨ط± - ط¯ظٹظˆط§ظ† ط§ظ„ط¹ط±ط¨ |
][`~*¤!||!¤*~`][مشكوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووور ][`~*¤!||!¤*~`][ تسلم الله يخليك حق اهلك وانشالله الله يدخلك الجنه وكل شي لحظه بصييييح ما اصدق تسلم والله ;) |
يسلمو ع المجهود الرايع |
الف شكر للجميع |
محمود درويش مقدمة :- "لم يكن محمود درويش يعبث لحظة واحدة بأدوات رسالته لفرط حساسية هذه الأدوات. فأداة الشاعر الفلسطيني واحدة بطبيعته الاستثنائية، هذه الأداة هي الوطن المفقود الذي يصبح في الغياب فردوسا مفقودا"، هكذا صدر الحكم - قدريا – على محمود درويش الشاعر أن يولد فلسطينيا ليصبح لسانا لهذه الأرض التي أُفقدت عن عمد الكثير من ألسنتها. والمتتبع لحياة محمود درويش يجدها قد مثّلت - بصورة نموذجية – أبعاد قضية شعبه على مدار ستين عاما هي مدتها، وعبر توصيفات صدقت في كل وقت على كل أفراد هذا الشعب. من هو درويش:- ولد عام 1941 في قرية البروة في الجليل، ونزح مع عائلته إلى لبنان في نكبة 1948. وعاد إلى فلسطين متخفيا ليجد قريته قد دمرت، فاستقر في قرية الجديدة شمالي غربي قريته البروة. وأتم تعليمه الابتدائي في قرية دير الأسد بالجليل، وتلقى تعليمه الثانوي في قرية كفر ياسيف. انضم درويش إلى الحزب الشيوعي الإسرائيلي في فلسطين، وعمل محررا ومترجما في صحيفة الاتحاد ومجلة الجديد التابعتين للحزب، وأصبح فيما بعد مشرفا على تحرير المجلة كما اشترك في تحرير جريدة الفجر. اعتقل أكثر من مرة من قبل السلطات الإسرائيلية منذ عام 1961 بسبب نشاطاته وأقواله السياسية، وفي عام 1972 توجه إلى موسكو ومنها إلى القاهرة وانتقل بعدها إلى لبنان حيث ترأس مركز الأبحاث الفلسطينية وشغل منصب رئيس تحرير مجلة شؤون فلسطينية، ورئيس رابطة الكتاب والصحفيين الفلسطينيين، وأسس مجلة الكرمل الثقافية في بيروت عام 1981 ومازال رئيسا لتحريرها حتى الآن. انتخب درويش كعضو في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عام 1988، ثم مستشارا للرئيس الراحل ياسر عرفات، وفي عام 1993 استقال من اللجنة التنفيذية احتجاجا على توقيع اتفاق أوسلو. عاد عام 1994 إلى فلسطين ليقيم في رام الله، بعد أن تنقل في عدة أماكن كبيروت والقاهرة وتونس وباريس. بدأ كتابة الشعر في المرحلة الابتدائية وعرف كأحد أدباء المقاومة، ولدرويش ما يزيد على ثلاثين ديوانا من الشعر والنثر بالإضافة إلى ثمانية كتب. وترجم شعره إلى عدة لغات، وقد أثارت قصيدته عابرون في كلام عابر جدلا داخل الكنيست. نشر درويش آخر قصائده بعنوان "أنت منذ الآن غيرك" يوم 17 يونيو/حزيران 2007، وقد انتقد فيها التقاتل الفلسطيني. ومن دواوينه عصافير بلا أجنحة، أوراق الزيتون، أصدقائي لا تموتوا، عاشق من فلسطين، العصافير تموت في الجليل، مديح الظل العالي، حالة حصار، وغيرها. كما حصل على عدة جوائز منها جائزة لوتس عام 1969، جائزة البحر المتوسط عام 1980، دروع الثورة الفلسطينية عام 1981، لوحة أوروبا للشعر عام 1981، جائزة ابن سينا في الاتحاد السوفياتي عام 1982، جائزة لينين في الاتحاد السوفياتي عام 1983، جائزة الأمير كلاوس (هولندا) عام 2004، جائزة العويس الثقافية مناصفة مع الشاعر السوري أدونيس عام 2004. مع الميلاد: عندما كنت صغيرا.. كانت الوردة داري.. والعصافير إزاري في عام 1942 وُلد محمود درويش في قرية "البروة" بالقرب من عكا، وهي القرية التي لا يذكر منها الكثير، حيث بترت ذكرياته فجأة وهو في السادسة من عمره. في إحدى الليالي حالكة السواد استيقظ فجأة على أصوات انفجارات بعيدة تقترب، وعلى هرج في المنزل، وخروج فجائي، وعدوٍ استمر لأكثر من ست وثلاثين ساعة تخلله اختباء في المزارع من أولئك الذين يقتلون ويحرقون ويدمرون كل ما يجدونه أمامهم "عصابات الهاجاناة". ويستيقظ الطفل محمود درويش ليجد نفسه في مكان جديد اسمه "لبنان"، وهنا يبدأ وعيه بالقضية يتشكل من وعيه ببعض الكلمات، مثل: فلسطين، وكالات الغوث، الصليب الأحمر، المخيم، واللاجئين… وهي الكلمات التي شكّلت مع ذلك إحساسه بهذه الأرض، حين كان لاجئا فلسطينيا، وسُرقت منه طفولته وأرضه. وفي عامه السابع عشر تسلل إلى فلسطين عبر الحدود اللبنانية، وعن هذه التجربة يقول: "قيل لي في مساء ذات يوم.. الليلة نعود إلى فلسطين، وفي الليل وعلى امتداد عشرات الكيلومترات في الجبال والوديان الوعرة كنا نسير أنا وأحد أعمامي ورجل آخر هو الدليل، في الصباح وجدت نفسي أصطدم بجدار فولاذي من خيبة الأمل: أنا الآن في فلسطين الموعودة؟! ولكن أين هي؟ فلم أعد إلى بيتي، فقد أدركت بصعوبة بالغة أن القرية هدمت وحرقت". هكذا عاد الشاب محمود درويش إلى قريته فوجدها قد صارت أرضا خلاء، فصار يحمل اسما جديدا هو: "لاجئ فلسطيني في فلسطين"، وهو الاسم الذي جعله مطاردًا دائما من الشرطة الإسرائيلية، فهو لا يحمل بطاقة هوية إسرائيلية؛ لأنه "متسلل".. وبالكاد وتنسيقًا مع وكالات الغوث بدأ الشاب اليافع في العمل السياسي داخل المجتمع الإسرائيلي، محاولا خلق مناخ معادٍ للممارسات الإرهابية الصهيونية، وكان من نتيجة ذلك أن صار محررا ومترجما في الصحيفة التي يصدرها الحزب الشيوعي الإسرائيلي (راكاح)، وهو الحزب الذي رفع في تلك الفترة المبكرة من الستينيات شعارا يقول: "مع الشعوب العربية.. ضد الاستعمار"، وهي الفترة ذاتها التي بدأ يقول فيها الشعر، واشتُهر داخل المجتمع العربي في فلسطين بوصفه شاعرا للمقاومة لدرجة أنه كان قادرا بقصيدته على إرباك حمَلة السلاح الصهاينة، فحينئذ كانت الشرطة الإسرائيلية تحاصر أي قرية تقيم أمسية شعرية لمحمود درويش. وبعد سلسلة من المحاصرات، اضطر الحاكم العسكري إلى تحديد إقامته في الحي الذي يعيش فيه، فصار محظورا عليه مغادرة هذا الحي منذ غروب الشمس إلى شروقها في اليوم التالي، ظانا أنه سيكتم صوت الشاعر عبر منعه من إقامة أمسياته. إلى المنفى: وطني على كتفي.. بقايا الأرض في جسد العروبة وهنا بدأ محمود درويش الشاعر الشاب مرحلة جديدة في حياته بعد أن سُجن في معتقلات الصهيونية ثلاث مرات: 1961 – 1965 – 1967. ففي مطلع السبعينيات وصل محمود درويش إلى بيروت مسبوقا بشهرته كشاعر، وعبر أعوام طويلة من التنقل كان شعره صوتا قويا يخترق أصوات انفجارات الحرب الأهلية في لبنان. وفي عام 1977 وصلت شهرته إلى أوجها، حيث وُزع من كتبه أكثر من مليون نسخة في الوقت الذي امتلكت فيه قصائده مساحة قوية من التأثير على كل الأوساط، حتى إن إحدى قصائده (عابرون في كلام عابر) قد أثارت نقاشا حادا داخل الكنيست الإسرائيلي. هذا التأثير الكبير أهَّله بجدارة لأن يكون عضوا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية على الرغم من عدم انتمائه لأية جماعة أو حزب سياسي منذ مطلع السبعينيات، وقد تطورت علاقته بمنظمة التحرير حتى اختاره "عرفات" مستشارا له فيما بعد ولفترة طويلة، وقد كان وجوده عاملا مهما في توحيد صفوف المقاومة حينما كان يشتد الاختلاف، وما أكثر ما كان يشتد!. يذكر "زياد عبد الفتاح" أحد أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واقعة تؤكد هذا المعنى فيقول: "قرأ محمود درويش على المجلس الوطني الفلسطيني بكامل أعضائه ومراقبيه ومرافقيه وضيوفه وحرسه قصيدة: "مديح الظل العالي " فأثملهم وشغلهم عن النطاح السياسي الذي شب بينهم في تلك الجلسة. وهذا ما جعل ياسر عرفات يحاول إقناع محمود درويش بُعيد إعلان قيام الدولة الفلسطينية في المنفى بتولي وزارة الثقافة الفلسطينية، ولكن الرد كان بالرفض، معللا هذا الرفض بأن أمله الوحيد هو العودة إلى الوطن ثم التفرغ لكتابة الشعر. وقد عاش محمود درويش كثيرا من مآسي هذه المقاومة، وشاهد بنفسه كثيرين من أصدقائه ورفقاء كفاحه وهم يسقطون بأيدي القتلة الصهاينة، وكانت أكثر حوادث السقوط تأثيرا في نفسه حادث اغتيال "ماجد أبو شرار" في روما عام 1981، حين كانا يشاركان في مؤتمر عالمي لدعم الكتاب والصحفيين الفلسطينيين نظَّمه اتحاد الصحفيين العرب بالتعاون مع إحدى الجهات الثقافية الإيطالية.. وضع الموساد المتفجرات تحت سرير ماجد أبو شرار.. وبعد موته كتب محمود درويش في إحدى قصائده: "أصدقائي.. لا تموتوا". كان محمود درويش مقيما في بيروت منذ مطلع السبعينيات، وعلى الرغم من تجواله المستمر إلا أنه قد اعتبرها محطة ارتكازه، كما كانت حياته في بيروت زاخرة بالنشاط الأدبي والثقافي، فقد أصدر منها في أواخر السبعينيات مجلة الكرمل التي رأس تحريرها والتي اعتبرت صوت اتحاد الكتاب الفلسطينيين. تحت القصف: (بيروت.. لا) أثناء قصف بيروت الوحشي، كان محمود درويش يعيش حياته الطبيعية، يخرج ويتنقل بين الناس تحت القصف، لم يكن يقاتل بنفسه، فهو لم يعرف يوما كيف يطلق رصاصة، لكن وجوده - وهو الشاعر المعروف - بين المقاتلين كان يرفع من معنوياتهم، وقد أثر قصف بيروت في درويش تأثيرا كبيرا على مستويات عديدة. فعلى المستوى النفسي كانت المرة الأولى التي يحس فيها بالحنق الشديد، على الرغم من إحباطاته السابقة، وعلى المستوى الشعري أسهم هذا القصف في تخليه عن بعض غموض شعره لينزل إلى مستوى أي قارئ، فأنتج قصيدته الطويلة الرائعة "مديح الظل العالي"، معتبرا إياها قصيدة تسجيلية ترسم الواقع الأليم، وتدين العالم العربي، بل الإنسانية كلها. وأسفر القصف عن خروج المقاومة الفلسطينية من بيروت، بينما فضّل محمود درويش البقاء في بيروت، معولا على عدم أهميته بالنسبة للصهاينة، لكنه وبعد عشرين يوما من بقائه علم أنه مطلوب للتصفية، فاستطاع أن يتسلل هاربا من بيروت إلى باريس ليعود مرة أخرى إلى حقيبته وطنا متنقلا ومنفى إجباريا. وبين القاهرة وتونس وباريس عاش محمود درويش حبيس العالم المفتوح معزولا عن جنته الموعودة.. فلسطين. لقد كان الأمل في العودة هو ما يدفعه دائما للمقاومة، والنضال والدفع إلى النضال. كان محمود درويش دائما يحلُم بالعودة إلى أرضه يشرب منها تاريخها، وينشر رحيق شعره على العالم بعد أن تختفي رائحة البارود، لكنه حلم لم يتحقق حتى الآن!. اتفاقات التسوية "لماذا تطيل التفاوض يا ملك الاحتضار"؟ في عام 1993 وأثناء تواجده في تونس مع المجلس الوطني الفلسطيني، أُتيح لمحمود درويش أن يقرأ اتفاق أوسلو، واختلف مع ياسر عرفات لأول مرة حول هذا الاتفاق، فكان رفضه مدويا، وعندما تم التوقيع عليه بالأحرف الأولى قدم استقالته من المجلس الوطني الفلسطيني، وشرح بعد ذلك أسباب استقالته قائلا: "إن هذا الاتفاق ليس عادلا؛ لأنه لا يوفر الحد "لم يكن محمود درويش يعبث لحظة واحدة بأدوات رسالته لفرط حساسية هذه الأدوات. فأداة الشاعر الفلسطيني واحدة بطبيعته الاستثنائية، هذه الأداة هي الوطن المفقود الذي يصبح في الغياب فردوسا مفقودا"، هكذا صدر الحكم - قدريا – على محمود درويش الشاعر أن يولد فلسطينيا ليصبح لسانا لهذه الأرض التي أُفقدت عن عمد الكثير من ألسنتها. والمتتبع لحياة محمود درويش يجدها قد مثّلت - بصورة نموذجية – أبعاد قضية شعبه على مدار ستين عاما هي مدتها، وعبر توصيفات صدقت في كل وقت على كل أفراد هذا الشعب. ولد عام 1941 في قرية البروة في الجليل، ونزح مع عائلته إلى لبنان في نكبة 1948. وعاد إلى فلسطين متخفيا ليجد قريته قد دمرت، فاستقر في قرية الجديدة شمالي غربي قريته البروة. وأتم تعليمه الابتدائي في قرية دير الأسد بالجليل، وتلقى تعليمه الثانوي في قرية كفر ياسيف. انضم درويش إلى الحزب الشيوعي الإسرائيلي في فلسطين، وعمل محررا ومترجما في صحيفة الاتحاد ومجلة الجديد التابعتين للحزب، وأصبح فيما بعد مشرفا على تحرير المجلة كما اشترك في تحرير جريدة الفجر. اعتقل أكثر من مرة من قبل السلطات الإسرائيلية منذ عام 1961 بسبب نشاطاته وأقواله السياسية، وفي عام 1972 توجه إلى موسكو ومنها إلى القاهرة وانتقل بعدها إلى لبنان حيث ترأس مركز الأبحاث الفلسطينية وشغل منصب رئيس تحرير مجلة شؤون فلسطينية، ورئيس رابطة الكتاب والصحفيين الفلسطينيين، وأسس مجلة الكرمل الثقافية في بيروت عام 1981 ومازال رئيسا لتحريرها حتى الآن. انتخب درويش كعضو في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عام 1988، ثم مستشارا للرئيس الراحل ياسر عرفات، وفي عام 1993 استقال من اللجنة التنفيذية احتجاجا على توقيع اتفاق أوسلو. عاد عام 1994 إلى فلسطين ليقيم في رام الله، بعد أن تنقل في عدة أماكن كبيروت والقاهرة وتونس وباريس. بدأ كتابة الشعر في المرحلة الابتدائية وعرف كأحد أدباء المقاومة، ولدرويش ما يزيد على ثلاثين ديوانا من الشعر والنثر بالإضافة إلى ثمانية كتب. وترجم شعره إلى عدة لغات، وقد أثارت قصيدته عابرون في كلام عابر جدلا داخل الكنيست. نشر درويش آخر قصائده بعنوان "أنت منذ الآن غيرك" يوم 17 يونيو/حزيران 2007، وقد انتقد فيها التقاتل الفلسطيني. ومن دواوينه عصافير بلا أجنحة، أوراق الزيتون، أصدقائي لا تموتوا، عاشق من فلسطين، العصافير تموت في الجليل، مديح الظل العالي، حالة حصار، وغيرها. كما حصل على عدة جوائز منها جائزة لوتس عام 1969، جائزة البحر المتوسط عام 1980، دروع الثورة الفلسطينية عام 1981، لوحة أوروبا للشعر عام 1981، جائزة ابن سينا في الاتحاد السوفياتي عام 1982، جائزة لينين في الاتحاد السوفياتي عام 1983، جائزة الأمير كلاوس (هولندا) عام 2004، جائزة العويس الثقافية مناصفة مع الشاعر السوري أدونيس عام 2004. في عام 1942 وُلد محمود درويش في قرية "البروة" بالقرب من عكا، وهي القرية التي لا يذكر منها الكثير، حيث بترت ذكرياته فجأة وهو في السادسة من عمره. في إحدى الليالي حالكة السواد استيقظ فجأة على أصوات انفجارات بعيدة تقترب، وعلى هرج في المنزل، وخروج فجائي، وعدوٍ استمر لأكثر من ست وثلاثين ساعة تخلله اختباء في المزارع من أولئك الذين يقتلون ويحرقون ويدمرون كل ما يجدونه أمامهم "عصابات الهاجاناة". ويستيقظ الطفل محمود درويش ليجد نفسه في مكان جديد اسمه "لبنان"، وهنا يبدأ وعيه بالقضية يتشكل من وعيه ببعض الكلمات، مثل: فلسطين، وكالات الغوث، الصليب الأحمر، المخيم، واللاجئين… وهي الكلمات التي شكّلت مع ذلك إحساسه بهذه الأرض، حين كان لاجئا فلسطينيا، وسُرقت منه طفولته وأرضه. وفي عامه السابع عشر تسلل إلى فلسطين عبر الحدود اللبنانية، وعن هذه التجربة يقول: "قيل لي في مساء ذات يوم.. الليلة نعود إلى فلسطين، وفي الليل وعلى امتداد عشرات الكيلومترات في الجبال والوديان الوعرة كنا نسير أنا وأحد أعمامي ورجل آخر هو الدليل، في الصباح وجدت نفسي أصطدم بجدار فولاذي من خيبة الأمل: أنا الآن في فلسطين الموعودة؟! ولكن أين هي؟ فلم أعد إلى بيتي، فقد أدركت بصعوبة بالغة أن القرية هدمت وحرقت". هكذا عاد الشاب محمود درويش إلى قريته فوجدها قد صارت أرضا خلاء، فصار يحمل اسما جديدا هو: "لاجئ فلسطيني في فلسطين"، وهو الاسم الذي جعله مطاردًا دائما من الشرطة الإسرائيلية، فهو لا يحمل بطاقة هوية إسرائيلية؛ لأنه "متسلل".. وبالكاد وتنسيقًا مع وكالات الغوث بدأ الشاب اليافع في العمل السياسي داخل المجتمع الإسرائيلي، محاولا خلق مناخ معادٍ للممارسات الإرهابية الصهيونية، وكان من نتيجة ذلك أن صار محررا ومترجما في الصحيفة التي يصدرها الحزب الشيوعي الإسرائيلي (راكاح)، وهو الحزب الذي رفع في تلك الفترة المبكرة من الستينيات شعارا يقول: "مع الشعوب العربية.. ضد الاستعمار"، وهي الفترة ذاتها التي بدأ يقول فيها الشعر، واشتُهر داخل المجتمع العربي في فلسطين بوصفه شاعرا للمقاومة لدرجة أنه كان قادرا بقصيدته على إرباك حمَلة السلاح الصهاينة، فحينئذ كانت الشرطة الإسرائيلية تحاصر أي قرية تقيم أمسية شعرية لمحمود درويش. وبعد سلسلة من المحاصرات، اضطر الحاكم العسكري إلى تحديد إقامته في الحي الذي يعيش فيه، فصار محظورا عليه مغادرة هذا الحي منذ غروب الشمس إلى شروقها في اليوم التالي، ظانا أنه سيكتم صوت الشاعر عبر منعه من إقامة أمسياته. وهنا بدأ محمود درويش الشاعر الشاب مرحلة جديدة في حياته بعد أن سُجن في معتقلات الصهيونية ثلاث مرات: 1961 – 1965 – 1967. ففي مطلع السبعينيات وصل محمود درويش إلى بيروت مسبوقا بشهرته كشاعر، وعبر أعوام طويلة من التنقل كان شعره صوتا قويا يخترق أصوات انفجارات الحرب الأهلية في لبنان. وفي عام 1977 وصلت شهرته إلى أوجها، حيث وُزع من كتبه أكثر من مليون نسخة في الوقت الذي امتلكت فيه قصائده مساحة قوية من التأثير على كل الأوساط، حتى إن إحدى قصائده (عابرون في كلام عابر) قد أثارت نقاشا حادا داخل الكنيست الإسرائيلي. هذا التأثير الكبير أهَّله بجدارة لأن يكون عضوا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية على الرغم من عدم انتمائه لأية جماعة أو حزب سياسي منذ مطلع السبعينيات، وقد تطورت علاقته بمنظمة التحرير حتى اختاره "عرفات" مستشارا له فيما بعد ولفترة طويلة، وقد كان وجوده عاملا مهما في توحيد صفوف المقاومة حينما كان يشتد الاختلاف، وما أكثر ما كان يشتد!. يذكر "زياد عبد الفتاح" أحد أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واقعة تؤكد هذا المعنى فيقول: "قرأ محمود درويش على المجلس الوطني الفلسطيني بكامل أعضائه ومراقبيه ومرافقيه وضيوفه وحرسه قصيدة: "مديح الظل العالي " فأثملهم وشغلهم عن النطاح السياسي الذي شب بينهم في تلك الجلسة. وهذا ما جعل ياسر عرفات يحاول إقناع محمود درويش بُعيد إعلان قيام الدولة الفلسطينية في المنفى بتولي وزارة الثقافة الفلسطينية، ولكن الرد كان بالرفض، معللا هذا الرفض بأن أمله الوحيد هو العودة إلى الوطن ثم التفرغ لكتابة الشعر. وقد عاش محمود درويش كثيرا من مآسي هذه المقاومة، وشاهد بنفسه كثيرين من أصدقائه ورفقاء كفاحه وهم يسقطون بأيدي القتلة الصهاينة، وكانت أكثر حوادث السقوط تأثيرا في نفسه حادث اغتيال "ماجد أبو شرار" في روما عام 1981، حين كانا يشاركان في مؤتمر عالمي لدعم الكتاب والصحفيين الفلسطينيين نظَّمه اتحاد الصحفيين العرب بالتعاون مع إحدى الجهات الثقافية الإيطالية.. وضع الموساد المتفجرات تحت سرير ماجد أبو شرار.. وبعد موته كتب محمود درويش في إحدى قصائده: "أصدقائي.. لا تموتوا". كان محمود درويش مقيما في بيروت منذ مطلع السبعينيات، وعلى الرغم من تجواله المستمر إلا أنه قد اعتبرها محطة ارتكازه، كما كانت حياته في بيروت زاخرة بالنشاط الأدبي والثقافي، فقد أصدر منها في أواخر السبعينيات مجلة الكرمل التي رأس تحريرها والتي اعتبرت صوت اتحاد الكتاب الفلسطينيين. أثناء قصف بيروت الوحشي، كان محمود درويش يعيش حياته الطبيعية، يخرج ويتنقل بين الناس تحت القصف، لم يكن يقاتل بنفسه، فهو لم يعرف يوما كيف يطلق رصاصة، لكن وجوده - وهو الشاعر المعروف - بين المقاتلين كان يرفع من معنوياتهم، وقد أثر قصف بيروت في درويش تأثيرا كبيرا على مستويات عديدة. فعلى المستوى النفسي كانت المرة الأولى التي يحس فيها بالحنق الشديد، على الرغم من إحباطاته السابقة، وعلى المستوى الشعري أسهم هذا القصف في تخليه عن بعض غموض شعره لينزل إلى مستوى أي قارئ، فأنتج قصيدته الطويلة الرائعة "مديح الظل العالي"، معتبرا إياها قصيدة تسجيلية ترسم الواقع الأليم، وتدين العالم العربي، بل الإنسانية كلها. وأسفر القصف عن خروج المقاومة الفلسطينية من بيروت، بينما فضّل محمود درويش البقاء في بيروت، معولا على عدم أهميته بالنسبة للصهاينة، لكنه وبعد عشرين يوما من بقائه علم أنه مطلوب للتصفية، فاستطاع أن يتسلل هاربا من بيروت إلى باريس ليعود مرة أخرى إلى حقيبته وطنا متنقلا ومنفى إجباريا. وبين القاهرة وتونس وباريس عاش محمود درويش حبيس العالم المفتوح معزولا عن جنته الموعودة.. فلسطين. لقد كان الأمل في العودة هو ما يدفعه دائما للمقاومة، والنضال والدفع إلى النضال. كان محمود درويش دائما يحلُم بالعودة إلى أرضه يشرب منها تاريخها، وينشر رحيق شعره على العالم بعد أن تختفي رائحة البارود، لكنه حلم لم يتحقق حتى الآن!. رفضه مدويا، وعندما تم التوقيع عليه بالأحرف الأولى قدم استقالته من المجلس الوطني الفلسطيني، وشرح بعد ذلك أسباب استقالته قائلا: "إن هذا الاتفاق ليس عادلا؛ لأنه لا يوفر الحد الأدنى من إحساس الفلسطيني بامتلاك هويته الفلسطينية، ولا جغرافية هذه الهوية إنما يجعل الشعب الفلسطيني مطروحا أمام مرحلة تجريب انتقالي.. وقد أسفر الواقع والتجريب بعد ثلاث سنوات في عام 1993 وأثناء تواجده في تونس مع المجلس الوطني الفلسطيني، أُتيح لمحمود درويش أن يقرأ اتفاق أوسلو، واختلف مع ياسر عرفات لأول مرة حول هذا الاتفاق، فكان الأدنى من إحساس الفلسطيني بامتلاك هويته الفلسطينية، ولا جغرافية هذه الهوية إنما يجعل الشعب الفلسطيني مطروحا أمام مرحلة تجريب انتقالي.. وقد أسفر الواقع والتجريب بعد ثلاث سنوات عن شيء أكثر مأساوية وأكثر سخرية، وهو أن نص أوسلو أفضل من الواقع الذي أنتجه هذا النص". وعاد درويش في يونيو 1994 إلى فلسطين، واختار الإقامة في رام الله، وعانى مذلة الوجود في أرض تنتمي له، ويحكمها -ولا يحكمه- فيها شرطي إسرائيلي.. واستمر يقول الشعر تحت حصار الدبابات الإسرائيلية، إلى أن تم اجتياحها أخيرا، ولم يسلم هو شخصيا من هذا الاجتياح، حيث داهمت الشرطة الإسرائيلية منزله، وعبثت بأسلحته: أوراقه وأقلامه. رحلة الإبداع "مع الشعر مجيئي … مع الشعر رحيلي" "إذا كنا هامشيين إلى هذا الحد فكريا وسياسيا فكيف نكون جوهريين إبداعيا؟" هكذا أجاب درويش، وهكذا يرى نفسه وسط عالم من الإبداع الجيد والمبدعين "الجوهريين"، رغم التقدير الذي يلقاه داخل وطننا العربي وخارجه الذي بلغ ذروته حين قام وفد من البرلمان العالمي للكتاب يضم وول سوينكا وخوسيه ساراماغو وفينثنثو كونسولو وبرايتن برايتنباك وخوان غويتيسولو إلى جانب كريستيان سالمون سكرتير البرلمان 24 مارس 2002 بزيارة درويش المحاصر في رام الله مثل ثلاثة ملايين من مواطنيه، وهذه الخطوة –زيارة وفد الأدباء لفلسطين- التي لم تستغل جيدا رغم أنها حدث في منتهى الأهمية – تنم عن المكانة التي يحتلها درويش على خريطة الإبداع العالمي. وعلى هامش الزيارة كتب الكاتب الأسباني خوان غويتسولو مقالا نشره في عدد من الصحف الفرنسية والأسبانية اعتبر فيه محمود درويش أحد أفضل الشعراء العرب في القرن الحالي ويرمز تاريخه الشخصي إلى تاريخ قومه، وقال عن درويش إنه استطاع: تطوير هموم شعرية جميلة ومؤثرة احتلت فيها فلسطين موقعا مركزيا، فكان شعره التزاما بالكلمة الجوهرية الدقيقة، وليس شعرا نضاليا أو دعويا، هكذا تمكن درويش، شأنه في ذلك شأن الشعراء الحقيقيين، من ابتكار واقع لفظي يرسخ في ذهن القارئ باستقلال تام عن الموضوع أو الباعث الذي أحدثه. وكان درويش قد شارك في الانتفاضة الأخيرة بكلماته التي لا يملك غيرها بديوان كتبه في أقل من شهر عندما كان محاصرا في رام الله، وأعلن درويش أنه كتب هذا الديوان – الذي أهدى ريعه لصالح الانتفاضة – حين كان يرى من بيته الدبابات والجنود, ويقول: "لم تكن لدي طريقة مقاومة إلا أن أكتب, وكلما كتبت أكثر كنت أشعر أن الحصار يبتعد, وكانت اللغة وكأنها تبعد الجنود لأن قوتي الوحيدة هي قوة لغوية". وتابع قائلا "كتبت عن قوة الحياة واستمرارها وأبدية العلاقة بالأشياء والطبيعة. الطائرات تمر في السماء لدقائق ولكن الحمام دائم.. كنت أتشبث بقوة الحياة في الطبيعة للرد على الحصار الذي أعتبره زائلا؛ لأن وجود الدبابة في الطبيعة وجود ناشز وليس جزءا من المشهد الطبيعي". اللافت أن درويش لم يخاطب رئيس الوزراء الإسرائيلي إريل شارون في أي قصيدة من قصائد الديوان. وقال درويش بشأن ذلك: إن شارون "لا يستحق قصيدة فهو يفسد اللغة.. هو متعطش للدماء ولديه حقد كبير, ولكن المشكلة في الدعم الأميركي الذي يمنحه بعد كل مجزرة وساما بأنه رجل سلام". وما زال الشاعر ابن الستين ربيعا متفجرا يعيش تحت سماء من دخان البارود الإسرائيلي وخلف حوائط منزل صغير مهدد في كل وقت بالقصف أو الهدم، وبجسد مهدد في كل وقت بالتحول إلى غربال.. ورغم ذلك فإن كل هذا يقوي من قلمه، ويجعله أشد مقاومة. محمود درويش يحن لفلسطين ببيروت محمود درويش يحلق بخيال زوار معرض الكتاب ببيروت (الجزيرة نت-أرشيف) كان الحنين والموت والمرأة والحب والأرض والمنفى ودائما فلسطين أهم المواضيع الحاضرة في الأمسية التي أحياها الشاعر الفلسطيني محمود درويش في بيروت ضمن فعاليات معرض الكتاب العربي والدولي. وفي تلك الأمسية التي حضرها المئات من محبي شعره، ارتأى درويش أن يخفف من وطأة الشعر والإيقاعات وبعض القوافي فقرأ نصا نثريا يحمل عنوان "الحنين" من كتابه الأخير "في حضرة الغياب". ووصف الحنين بأنه "مسامرة الغائب للغائب والتفات البعيد إلى البعيد الحنين وعطش النبع إلى حاملات الجرار والعكس أيضا صحيح.. الحنين هو صوت الريح الحنين، أنين البيوت المدفونة تحت المستعمرات يورثه الغائب للغائب والحاضر للغائب مع قطرة الحليب الأولى في المنافي والمخيمات". كما قرأ الشاعر الفلسطيني قصائد من ديوانه "كزهر اللوز أو أبعد" حيث تفاعل الحضور تصفيقا مع قصيدة تقول: "وأنت تعد فطورك فكر بغيرك لا تنس قوت الحمام وأنت تخوض حروبك فكر بغيرك لا تنس من يطلبون السلام وأنت تسدد فاتورة الماء فكر بغيرك من يرضعون الغمام وأنت تعود إلى البيت بيتك فكر بغيرك لا تنس شعب الخيام وأنت تنام وتحصي الكواكب فكر بغيرك ثمة من لم يجد حيزا للمنام وأنت تحرر نفسك بالاستعارات فكر بغيرك من فقدوا حقهم في الكلام وأنت تفكر في الآخرين البعيدين فكر بنفسك قل ليتني شمعة في الظلام" وخاطب درويش الحياة قائلا سيري ببطء يا حياة لكي أراك بكامل النقصان حولي كم نسيتك في خضمك باحثا عني وعنك وكلما أدركت سرا منك قلت بقسوة ما أجهلك قل للغياب نقصتني وأنا حضرت لأكملك وفي نفس الأمسية استعاد الشاعر حنينه إلى بيته في فلسطين قائلا للعدو الذي يشرب الشاي في كوخنا فرس في الدخان وبنت لها حاجبان كثيفان عينان بنيتان وشعر طويل كليل الأغاني على الكتفين وصورتها لا تفارقه كلّما جاءنا يطلب الشاي لكنه لا يحدثنا عن مشاغلها في المساء وعن فرس تركته الأغاني على قمة التل وأضاف سلم على بيتنا يا غريب فناجين قهوتنا لا تزال على حالها هل تشم أصابعنا فوقها هل تقول لبنتك ذات الجديلة والحاجبين الكثيفين إن لها صاحبا غائبا يتمنى زيارتها لا لشيء ولكن ليدخل مرآتها ويرى سره كيف كانت تتابع من بعده عمره بدلا منه سلم عليها إذا اتسع الوقت وتابع الجمهور بشغف علاقة درويش مع الموت في قصيدة "بقية حياة" التي يقول فيها إذا قيل لي ستموت هنا في المساء فماذا ستفعل في ما تبقى من الوقت أنظر في ساعة اليد أشرب كأس عصير وأَقضم تفاحة وأطيل التأمل في نملة وجدت رزقها ثم يختم القصيدة قائلا أمشط شعري وأرمي القصيدة هذي القصيدة في سلة المهملات وألبس أحدث قمصان إيطاليا وأشيع نفسي بحاشية من كمنجات إسبانيا ثم أمشي إلى المقبرة محمود درويش: صرخة ضدَّ الرداءة لا أعتقد ان العواصم العربية تشابهت ثقافياً كما تتشابه اليوم في رداءة ما يصدر عنها من شعر. ولعل "التعريف" الذي يمكن أن يعتمده "مؤرخو الأدب" لكثير من شعر اليوم (أو ما يكتب باسم الشعر) هو انه "كلام خالٍ من المعنى، يُطلق على عواهنه، ولا علاقة لكثير ممن يكتبونه بالنحو واللغة، ولا صلة للجملة فيه مع جارتها (فضلاً عن انها في عديد الحالات: جملة غير مفيدة)، ولا قانون له من "شكل" أو "وزن موسيقي" يضبط حدود القول. وربما يضيف بعض هؤلاء "المؤرخين" من باب الافاضة في تشخيص الحالة: "وقد مارسه كثيرون ممن لا يعلمون في الشعر شيئاً من "أسرار عمله"، فسقط الفن من بين أيديهم، واضروا بتاريخ الشعر وسمعته من حيث يعلمون أو لا يعلمون". ولكن، والحال هذه، هل كان علينا أن ننتظر صرخة الشاعر محمود درويش في وجه هذا "الشعر الرديء" لتمنحنا الشجاعة على التصريح بذلك، وان نعيد تركيب عباراته فنـقـول: "أنـقـذونا من طـوفان هذا "الشعر" الذي أصبـح يـغـطي "أرض الثقـافة" لكثرته، ويسدّ "منافذ الرؤية" أمام القراء لفرط انتشاره؟ بل نزيد، وقد يزيــد درويش معنا قائلاً: أبعدوا عنا واستبعدوا هذا الذي يكتب اليوم باسم الشعر، وهو مما لا يحمل إلى قرائه سوى ما يساعد على افساد الأذواق، وتخريب الشعر، والاجتراء على الثقافة. وهنا سؤال آخر كيف انتشر هذا "الشعر الرديء" ليعم واقعنا الثقافي على هذا النحو المثير لمزيد من "الارباك الثقافي"؟ ومن أين خرجت هذه الآلاف من "الأصوات" التي وجدت من يروّج لها، ومن يرعى ما تكتب، ومن يحرص على اشاعة مثل هذه "الأنماط الغريبة" من القول الذي لا صلة لكثير منه بما ندعوه "كلاماً"؟ في أوائل تسعينات القرن الماضي اقامت "مجموعة التجمع الثقافي" في العراق "مهرجاناً شعرياً"، لشعراء الثمانينات (الذين اعتمد "التجمع" في تشكيله أساساً عليهم).. ويومها أجريت المفاضلة بين "الشعراء" المتقدمين للمشاركة في هذا المهرجان (وكانوا بالمئات عدداً وقصائد)، إلا ان الرأي استقر- نظراً لضيق فسحة الوقت! – على نحو مئتي "شاعر" ومعهم تمّ الطلب إلى بعض "النقاد" التعقيب على ما سيسمعون في هذا المهرجان. وإذا كان بعضهم قد اعتذر (نظراً الى جسامة المهمة – كما قال أحدهم ساخراً) فان بعضاً آخر منهم وجد في "المناسبة" فرصة لـ "تعزيز دوره النقدي في أوساط الشباب"، فمضى وعلى "سنان قلمه" آخر ما وصله - أو توصل اليه - من "نظريات حديثة" في النقد، بدءاً من "النقد البنيوي" إلى ما اكتشف من بعده من "نقود". ومن بعد سنوات على ذلك، وبعد حلّ "التجمع الثقافي" وانفراط "عقد" من تم جمعهم فيه، كانت المفاجأة: فما أن صعدت بنا (وبهم) السنوات حتى وجدنا أنفسنا أمام شعراء لا يتجاوز عددهم العشرة (من كل هذا الفريق...) هم الذين يكتبون هذا "الشعر" الذي أنطقتنا بالكلام عنه صرخة محمود درويش الاحتجاجية ضدّه! وهي صرخة تدعونا إلى مراجعة "شعر اليوم"، حتى ذلك الذي يكتبه "الكبار"، أو من حسبناهم كذلك... ففي عملية المراجعة هذه يمكن أن نعيد للشعر مكانته في حاضر الفنون... واعتباره لدى القراء. وآمل بأن لا تذهب صرخة محمود درويش في وادٍ... حرصاً على مستقبل الشعر. بيليوجرافيا دواوين محمود درويش: 1 – عصافير بلا أجنحة (1961). 2 – أوراق الزيتون (1964). 3 – عاشق من فلسطين (1966). 4 – آخر الليل (1967). 5 – العصافير تموت في الجليل (1969). 6 – حبيبتي تنهض من نومها (1970). 7 – أحبك أو لا أحبك (1972). 8 – محاولة رقم 7 (1973). 9 – تلك صورتها وهذا انتحار العاشق (1975). 10 – أعراس (1977). 11 – حصار لمدائح البحر (1983). 12 – مديح الظل العالي (1987). 13 – هي أغنية.. هي أغنية (1986). 14 – ورد أقل (1987). 15 – مأساة النجس وملهاة الفضة (1989). الفهرس : 1. مقدمة 2. من هو درويش 3. مع الميلاد: عندما كنت صغيرا.. كانت الوردة داري.. والعصافير إزاري 4. إلى المنفى: وطني على كتفي.. بقايا الأرض في جسد العروبة 5. تحت القصف: (بيروت.. لا) 6. اتفاقات التسوية "لماذا تطيل التفاوض يا ملك الاحتضار"؟ 7. رحلة الإبداع "مع الشعر مجيئي … مع الشعر رحيلي" 8. محمود درويش يحن لفلسطين ببيروت 9. محمود درويش: صرخة ضدَّ الرداءة المراجع: 1. 1 – د. محمد فكري الجزار – الخطاب الشعري عند محمود درويش – دراسة جامعية. 2. 2 – محمود درويش المختلف الحقيقي – دراسات وشهادات. 3. (شهادات كل من: د. إدوارد سعيد، يحيى خلف، زياد عبد الفتاح) 4. 3 – لقاء صحفي مع محمود درويش – مجلة الهلال – القاهرة – مايو 1971. 5. 4 – ملف خاص عن محمود درويش – مجلة القاهرة – الهيئة المصرية العام للكتاب - العدد 151 يونيه (1995) بعنوان: محمود درويش عصفور الجنة أم طائر النار؟. 6. 5 – لقاء لمحمود درويش مع الجمهور الفرنسي على مسرح (بارك دولافيليت) باريس بتاريخ 5 مايو 1997. 7. 6 – برنامج إذاعي خاص عن محمود درويش بعنوان (وطني حقيبة) إخراج: عصام العراقي – البرنامج الثقافي – القاهرة. 8. ماجد السامرائي الحياة - 25/08/05// |
الساعة الآن 04:56 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir