![]() |
- [ تقارير وبحوث في مادة الدول ] - = = = العرب والدور الكبير للغرب كان العالم الإسلامي مفتوح الحدود, تجتازه قوافل التجارة وأفواج الرحالة والحجاج المسلمون القاصدون بيت الله الحرام, والحجاج المسيحيون القاصدون بيت المقدس ويجتازه طلاب العلم جيئة وذهابا, فترى طرق البر والبحر مشغولة بنقل طلاب العلم من الأندلس وإفريقية إلى مصر والشام وإلى بغداد والبصرة وإلى أصفهان وهمذان وبخارى وسمرقند وتراها مشغولة بنقل طلاب هذه المدن إلى (بلرم) و (سالرنو) و (ومازرة) في صقلية وإلى القيروان وفاس ومراكش في إفريقية وإلى قرطبة وإشبيلية وبلنسية ومرسية وغرناطة في الأندلس. ولما استولى النورمان على صقلية سنة 495 هـ \ 1102 م بزعامة روجيه الأول, وامتد الغزو الإسباني بعدئذ في الأندلس وتم الاستيلاء على طليطلة وإشبيلية وبلنسية وقرطبة, كانت شهرة هذه المدن بمدارسها وعلمائها قد ذاعت في أوروبا. وقد لقيت هذه المدارس رعاية من ملوك إسبانيا وكان أكثرهم رعاية لها وعناية بها ملك قشتالة ألفونسو العاشر. فقد كان محبا للحلم, وكان شاعرا ومؤرخا فلقب بالملك الحكيم. وقد أنشأ في مرسية مدرسة للترجمة وتولى الترجمة فيها من العربية إلى اللاتينية مترجمون, من مسلمين ونصارى ويهود. وفي صقلية أحاط روجيه الأول المسلمين برعايته واحتفظ بالنظام الإداري الذي أقامه المسلمون في دولتهم السابقة, وسار ابنه روجيه الثاني سيرته, وفي عهده استمرت الحركة العلمية في نشاطها, وكان أبرزها ما قام به الشريف الإدريسي من أبحاث في الفلك والجغرافية وتأليفه كتابا في الفلك الجغرافي أهداه إلى (روجيه) وعرف باسم (كتاب روجيه) أو (الروجيري). وفي سنة 601 هـ \ 1205م آلت جزيرة صقلية إلى الملك الألماني فردريك الثاني فازداد برعايته نشاط الحركة العلمية وولع بالعلماء العرب في مصر والشام فكان يتصل بهم ويستطلع منهم عما يشكل عليه, من ذلك أنه أرسل إلى صديقه الملك الكامل بعدة مسائل في الهندسة والرياضة فبعث بها إلى علم الدين قيصر بن أبي القاسم الأسفوني المعروف بقيصر تعاسيف (ت: 650هـ) فكتب جوابها, وكان قيصر أشهر من أنجبت مصر والشام من الرياضيين. وقد أنشأ فردريك معاهد للعلم في (بلرم) عاصمة الجزيرة وفي (سالرنو) و (نابولي) وكان يفد إليها كثير من طلاب العلم والمعرفة يتلقونها عن علماء عرب, وفيها كانت تترجم إلى اللغة اللاتينية كثير من كتب العرب. ولم يحمل بلاط ألفونسو العاشر وفردريك الثاني من الطابع المسيحي إلا الاسم, إذ غلب عليهما طابع الحضارة الإسلامية. وفي مستهل القرن الثالث عشر للميلاد (السابع الهجري) بدأ إنشاء الجامعات في أوروبا. ففي عام 1211م أنشئت جامعة باريس, وفي عام 1215م أنشئت جامعة أوكسفورد, وفي عام 1221م أنشئت جامعة مونبيلية بفرنسا وفي عام 1228م أنشئت جامعة (سلمنكا) بإسبانيا, وفي عام 1230م أنشئت بمساعي الملك فردريك الثاني جامعة في (بلرمو) و (بادوفا) وفي عام 1232م أنشئت جامحة كمبريدج, وتوالى بعد ذلك إنشاء الجامعات. ومن هذه الجامعات التي ورثت علم العرب المطبوع بالثقافة الهيلينية انبثق عصر النهضة. وكما كان سقراط وأفلاطون وأرسطو وأرخميدس وايبوقراط وجالينوس وبطليموس وغيرهم من عباقرة اليونان رواد العرب في العلم والفلسفة كذلك فإن الكندي والرازي والبتاني وابن سينا والفارابي وابن الهيثم والبيروني وابن النفيس والزهراوي وابن زهر وابن رشد وابن الطفيل وابن باجة وابن البيطار وغيرهم |
الصين لكثافة السكانية 1,222,017,000 مليار نسمة - إحصائيات 2002 الكثافة السكانية مقارنة بالعالم 21.1031 % بالمئة من تعداد سكان العالم الكثافة السكانية مقارنة بقارة آسيا 32.7951 % بالمئة من تعداد سكان القارة الصين أكثر دول العالم سكانا. وحتى نهاية عام 2001، بلغ عدد السكان الإجمالي في الصين 27ر1276 مليون نسمة (ما عدا سكان منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة ومنطقة ماكاو الإدارية الخاصة ومقاطعة تايوان)، وهذا العدد يمثل خمس سكان العالم تقريبا. إن الصين إحدى الدول العالية الكثافة السكانية في العالم، ويبلغ متوسط كثافة السكان 133 نسمة / كيلومتر مربع. ولكن توزيع السكان ليس متوازنا: الكثافة السكانية عالية في المناطق الساحلية الشرقية، إذ تتجاوز 400 نسمة / كيلومتر مربع. وفي مناطق وسط الصين تبلغ أكثر من 200 نسمة / كيلومتر مربع. وتعداد السكان في هضاب المناطق الغربية قليل للغاية - أقل من 10 أفراد / كيلومتر مربع. الصين أكثر دول العالم تعدادا في السكان، تحتل أكثر من خمس مجمل تعداد العالم. ومن الدول الكثيفة السكان في العالم أيضا. إن توزيع السكان في الصين ليس متوازنا. فالمناطق الساحلية الشرقية كثيفة السكان، والمناطق الغربية قليلة السكان. والأرياف كثيرة السكان والمدن قليلة السكان. كما أن سرعة زيادة السكان عالية. ولمواجهة المشكلة السكانية الخطيرة، طبقت الصين منذ سبعينات القرن العشرين سياسة تنظيم الأسرة، هادفة إلى السيطرة على زيادة السكان وخفض نسبة المواليد سنة بعد سنة. في عام 2001، استمرت نسبة الزيادة الطبيعية لسكان الصين في الانخفاض. في نهاية العام، بلغ مجمل السكان في البر الصيني 27ر1276 مليون نسمة. منهم 64ر480 مليون نسمة في المدن والبلدات، يحتل 7ر37% من مجمل السكان، و63ر795 مليون نسمة في الريف يحتل 3ر62%. منهم 72ر656 مليون ذكور، و55ر619 مليون إناث. وبلغت نسبة الأطفال من 0 إلى 14 سنة 5ر22% من مجمل السكان، ومن 15 ¨c 64 سنة 4ر70%، وفوق 65 سنة 1ر7%، وبذلك بلغ عدد الشيوخ 062ر9 مليون نسمة. وفي عام 2001، بلغ عدد المواليد الجدد في البلاد كلها 02ر17 مليون نسمة، ونسبة الولادة 38ر13 بالألف. وعدد الوفيات 18ر8 مليون نسمة، ونسبة الوفيات 43ر6 بالألف. والزيادة الصافية 84ر8 مليون نسمة، ونسبة الزيادة الطبيعية 95ر6 بالألف. ------------------------ الصين فى الصف الاول بين الدول النامية الكبرى كثرة السكان من حيث نسبة الطلاب الملتحقين بالمدارس الابتدائية والمتوسطة بكين 8 يونيو / شبكة الشعب / احرزت الصين انجازات تاريخية باهرة فى مجال التعليم الاساسى. وقد تم محو الامية من الشباب والكهول بصورة اساسية حتى الان . فحققت الصين على نحو اساسى التعليم الالزامى لتسع سنين. ووصلت الى الصف الاول من بين ال9 دول نامية كبرى كثيرة . السكان فى تعميم التعليم الالزامى بينما شهدت جودة المعليمين الكاملة ومستواهم المعيشى ارتفاعا وتحسنا على نحو تدريجى. وفى الصين قرابة 826 الف مدرسة مختلفة منها حوالى 800 الف مدرسة ابتدائية ومتوسطة وروضة اطفال بلغت 98 با لمائة . وعدد الطلاب فى تلك المدارس وروضات الاطفال 227 مليون محتلا 92 بالما ئة من مجمل اعداد الطلاب فى المدارس العامة المختلفة كما بلغت نسبة غطاء السكان بتعميم التعليم الالزامى ل9 سنين 85 بالمائة حتى نهاية عام 2000. ونسبة الالتحاق بالمدارس الابتدائية والمتوسطة فى طل البلاد 99.1 بالمائة ووصلت الى الصف الاول بين ال9 دول نامية كبيرة وكثيرة السكان ارتفاعا 2.8 نقطة مئوية عن العشر سنين السابقة. ويتلقى اكثر من 50 مليون طالب فى 70 الف مدرسة ابتدائية ومتوسطة التعليم المتعلق بالتقنيات المعلوماتية. كما تأسست اكثر من 5700 شبكة الكترونية مدرسية بزيادة 2700 عن العام السابق. ومن المتوقع ان تضع المدارس الثانوية فى كل البلاد والمدارس الاعدادية فى المدن الكبيرة والمتوسطة قبل نهاية العام الحالى مقررات الزامية للتقنيات المعلوماتية وسيتم تعميم ذلك فى اكثر من 90 بالمائة من المدارس الابتدائية والمتوسطة خلال ال ه سنوات المقبلة. وقد انخفضت نسبة الاميين من الشباب والكهول فى انحاء البلاد الى تحت 5 بالما ئة . وازداد عدد الطلاب المعاقين فى الدراسة من 71 الفا وتسعمائة عام 1990الى 377 الفا وستمائة عام 2000 |
البحرين اسم جامع لبلاد على ساحل بحر الهند بين البصرة وعمان) حيث قال ابن خلدون عنها: (البحرين بلاد واسعة على بحر فارس من غربيه، وتتصل باليمامة من شرقيها، والبصرة من شمالها وبعمان من جنوبها). اطلقت اسم البحرين على إقليم البصرة الممتد في جنوب العراق وحتى عمان. وقد ذكر ذلك ياقوت الحمري حيث قال: ( البحرين اسم جامع لبلاد على ساحل بحر الهند بين البصرة وعمان) كانت للبحرين تسميات كثيرة منها، أوال، دلمون، تايلس وأرادوس. -تتألف دولة البحرين من أرخبيل يضم 40 جزيرة، منها ست جزر رئيسية، وأكبرها هي جزيرة البحرين، ويبلغ طولها48 كيلومتر، وعرضها 16 كم، مساحتها 591كم مربع، كما أنها تمثل 85% من اجمالي مساحة الدولة.، ويربطها بالجزر الكبرى الأخرى كالمحرق وأم النعسان وسترة وجزيرة النبيه صالح جسور المياه الإقليمية لدولة البحرين مساحة وقدرها 9500 متر مربع. الإسم الرسمي: دولة البحرين. العاصمة: المنامة وهي المركز الاقتصادي للدولة، وتقع على الساحل الشمالي لجزيرة البحرين، وهي تبعد عن المطار بحوالي 6 كم. الموقع: تقع على خطي عرض 25 درجة و32 دقيقة، و26 درجة و20 دقيقة شمالاً، وبين خطي طول 50 درجةو 20 دقيقة، و50 درجة و50 دقيقة. وتوقيتها المحلي هو +3 Gtm . وهي تبعد عن السعودية ب22 كم، و25 كم عن قطر. المناخ: ثلاثة فصول مدى السنة ، وأفضل فترات السنة من ديسمبر إلى مارس من كل عام. مناخ البحرين حار بوجه عام، ويتسم بالبرطوبة. ومن مايو إلى اكتوبر تزيج الحرارة اليومية إلى 30 درجة مؤية. أما في الشتاء فدرجة الحرارة تصل إلى 20 د.م. أو أقل. ويتجاوز الحد الأقصى للرطوبة كل يوم 95% مع ثبات هذا المعدل في فصل الشتاء. أما شهور الصيف تستودع درجات حرارة قاسية مع قلة في درجة الرطوبة. المساحة: تبلغ مساحتها حوالي 568.550 كم2 عدد السكان: حوالي 568.000 في عام 1995م. اللغة: العربية. الدين: الدين الإسلامي. نظام الحكم: إمارة. الأمير السابق: سمو الأمير الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة. الأمير الحالي: حضرة صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة. رئيس الوزراء: صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة. ولي العهد: الشيه سلمان بن حمد بن عيسة آل خليفة. نوع العملة: الدينار = 1000 فلس. النشيد الوطني: السلام الأميري: بحريننا.. بلد الأمان.. وطن الكرام.. يحمي حماها أميرنا الهمام.. قامت على هدي الرسالة والعدالة والسلام.. عاشت دولة البحرين.. اليوم الوطني: 16 ديسمبر من كل عام. أهم المدن: جدحفص، الرفاع <الشرقي و الغربي>، عوالي، المحرق، مدينة عيسى، مدينة زايد، المنامة (العاصمة). أهم القرى: عالي، بوري، أبو إبهام، أبو العيش، أبو قوة، أبو صيبع، أم الحصم، باربار، البدعة، البديع، البسيتين، البلاد القديم، بني جمرة، بو عشيرة، بوري، توبلي، جبلة حبشي، الجبيلات، جد الحاج، جد علي، جرداب، الجسرة، الجفير، جمالة، الجنبية، جنوسان، جو، حالة أبو مهران، حالة السلطة، حالة النعيم، الحجر، الحد حلة عبد الصالح، الحورة، الخارجية، الخميس، دار كليب، الدراز، دمسنان، الدور، الدير، الديه، سماهيج، السنابس، سند، السهلة الجنوبية والشمالية، الشاخورة، شهركان، السصالحية، صدد، طشان، عالي، الاعدلية، عراد، عسكر، العكر الشرقي والغربي، العمر، عين الدار، الغريفة، القدم، القرية، القرية، القضيبية، القفول، قلالي، قلعة البحرين، كرانة، كرباباد، كرزكان، الكورة، الماحوز، الماكية، المرخ، مرقوبان، مروزان، المصلى، المعامير، مقابة، المقشع، الممطلة، مني، مهزة، الموبلغة، النبيه صالح، النعيم، النويدرات، الهملة، واديان. |
المدينة المنورة (دولة الاسلام الأولى) مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومثواه.. دار الاسلام الأولى التي ناصرت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقاتلت معه معارك تاريخية فاصلة كان لها اثرها في انتصار الاسلام وانتشاره فيما بعد .مدينة الانصار، واخوتهم المهاجرين ، الذين شكلوا القوة الاولى للاسلام، والذين دخلوا مكة المكرمة ظافرين بعد ثماني سنوات من الهجرة النبوية الشريفة . المدينة التي احبها رسول الله صلى الله عليه وسلم واحبته،فبنى على ارضها مسجده الشريف ودفن فيه بعد ان وافاه الاجل. مدينة الخلافة الراشدة، التي قامت على اكتاف رجالها مسؤولية الجهاد في سبيل الله، ومحاربة المتمردين ، والدعوة الى دين الله في شبه الجزيرة العربية، مقر الدولة الاسلامية الاولى التي شهدت كبار الصحابة وهم يسوسون امور المسلمين ، ويجمعون كتاب الله الكريم،ويوجهون الجيوش الى بلاد فارس والشام ومصر. مسجد قباء درة المساجد: مسجد قباء هو أول مسجد أسس على التقوى وأول مسجد بني في الإسلام، قال الله تعالى في سورة التوبة: "وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إنْ أَرَدْنَا إلاَّ الْحُسْنَى وَاللهُ يَشْهَدُ إنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالُ يُحِبُّونَ أنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللهُ يُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ". (التوبة: 107-108). هذه الآيات تشهد لهذا المسجد العظيم بالعظمة، والخير والبركات، والتفوق على غيره من المساجد. وقد جاء في الحديث: "من تطهر في بيته وأتى مسجد قباء فصلّى فيه صلاة فله أجر عمرة"، وفي حديث آخر: "من خرج حتى يأتي هذا المسجد -يعني مسجد قباء- فصلّى فيه كان كعدل عمرة". وعن عبد الله بن عمر (رضي الله عنهما) قال: كان النبي (صلى الله عليه وسلم) يأتي قباء يوم السبت راكبًا وماشيًا. كان النبي (صلى الله عليه وسلم) هو أول من وضع حجرا في قبلته؛ فكان يأتي بالحجر قد صهره إلى بطنه فيضعه فيأتي الرجل يريد أن يقله فلا يستطيع حتى يأمره أن يدعه ويأخذ غيره، ثم جاء أبو بكر بحجر فوضعه، ثم جاء عمر بحجر فوضعه إلى حجر أبي بكر. موقعه يقع هذا المسجد في الجنوب الغربي للمدينة المنورة، ويبعد عن المسجد النبوي حوالي 5/3 كيلومترات، وله محراب ومنارة، ومنبر رخامي، وفيه بئر تنسب لأبي أيوب الأنصاري، وفيه مُصلّى النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم)، وكان فيه مبرك الناقة. تاريخ إنشاء المسجد لما سمع المسلمون بالمدينة المنورة بخروج رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) من مكة المكرمة، كانوا يخرجون كل يوم إلى الحرة أول النهار، فينتظرونه فما يردهم إلا حر الشمس. ولما وصل رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) قرية قباء في شهر ربيع الأول نزل في بني عمرو بن عوف بقباء على كلثوم بن الهدم وكان له مربد، فأخذه منه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأسس مسجد قباء، وهو أول مسجد أسس على التقوى، وكان (صلّى الله عليه وآله وسلم) ينقل بنفسه الحجر والصخر والتراب مع صحابته. وفي قبال هذا المسجد قام المنافقون ببناء مسجد آخر، ودعوا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) ليصلي فيه، فنزل جبريل (عليه السلام) يحذر النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) منهم ومن كيدهم، ويقرأ عليه هذه الآيات: "لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى...". وعبّر القرآن عنه بأنه مسجد ضرار؛ فأمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بهدمه وإحراقه. اهتم المسلمون بمسجد قباء خلال العصور الماضية فجدده عثمان بن عفان، ثم عمر بن عبد العزيز الذي بالغ في تنميقه وجعل له رحبة وأروقة، ومئذنة وهي أول مئذنة تقام فيه، وفي سنة 435هـ جدده أبو يعلى الحسيني، وفي سنة 555هـ جدده جمال الدين الأصفهاني. وقد جدد مسجد قباء مرات عديدة، وسقطت منارته سنة 877 هـ، فجددها السلطان قايتباي سنة 881 هـ مع عمارة المسجد النبوي. وذُكر أن السلطان محمود خان العثماني جدده سنة 1240 هـ، وفي عهد الدولة العثمانية جدد عدة مرات آخرها في زمن السلطان عبد المجيد. وفي العهد السعودي لقي مسجد قباء عناية كبيرة فرمم وجددت جدرانه الخارجية، وزيد فيه من الجهة الشمالية سنة 1388هـ. وفي عام 1405هـ أمر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز بإعادة بنائه ومضاعفة مساحته عدة أضعاف مع المحافظة على معالمه التراثية بدقة، فهدم المبنى القديم وضمت قطع من الأراضي المجاورة من جهاته الأربع إلى المبنى الجديد، وامتدت التوسعة وأعيد بناؤه بالتصميم القديم نفسه، ولكن جعلت له أربع مآذن عوضًا عن مئذنته الوحيدة القديمة، كل مئذنة في جهة وبارتفاع 47 مترًا. وقد بني المسجد على شكل رواق جنوبي وآخر شمالي تفصل بينهما ساحة مكشوفة، ويتصل الرواقان شرقًا وغربًا برواقين طويلين، ويتألف سطحه من مجموعة من القباب المتصلة، منها 6 قباب كبيرة قطر كل منها 12 مترًا، و56 قبة صغيرة قطر كل منها 6 أمتار، وتستند القباب إلى أقواس تقف على أعمدة ضخمة داخل كل رواق، وكسيت أرض المسجد وساحته بالرخام العاكس للحرارة، وتظلل الساحة بمظلة آلية صنع قماشها من الألياف الزجاجية تطوى وتنشر حسب الحاجة. وقد بلغت مساحة المصلى وحده 5035 مترًا مربعًا، وبلغت المساحة التي يشغلها مبنى المسجد مع مرافق الخدمة التابعة له 13500 متر مربع، في حين كانت مساحته قبل هذه التوسعة 1600 متر مربع فقط، كما ألحق بالمسجد مكتبة ومنطقة تسويق لخدمة الزائرين. الهجرة.. حدث غيّر مجرى التاريخ: مكث النبي (صلى الله عليه وسلم) في مكة ثلاثة عشر عامًا يدعو الناس إلى الإسلام، ويبصرهم بشرائعه، ويرشدهم إلى أحكامه، دون أن يتطرق إليه ملل، أو يصيبه كلل أو ضجر، لا تصرفه عن دعوته الشواغل، ولا يثنيه عن التبليغ وعد أو وعيد، وإنما هو ماض في طريقه، تحوطه عناية الله وتكلؤه رحمته، لا يجد وسيلة تمكّنه من تبليغ دعوته إلا اتبعها، ولا طريقة تهيئ له النجاح إلا أخذ بأسبابها، طرق كل باب، ووقف عند كل جمع، وعرض دعوته على القبائل؛ لعل أحدًا يؤمن بها ويؤازرها. وآمن بالدعوة الجديدة بعض أهل مكة، ممن سمت نفوسهم، وصفت أفئدتهم، ونضجت عاطفتهم الدينية، فالتفوا حول نبيهم محمد (صلى الله عليه وسلم)، كما آمن عدد من الرقيق والموالي والمستضعفين في مكة، ولم تلق مكة بالاً لهذا الدين الجديد في بادئ الأمر، وعدّت محمدًا (صلى الله عليه وسلم) وصحبه مجموعة من الحنفاء الذين يظهرون ثم يختفون دون أن يلتفت إليهم أحد. لكنها استشعرت الخطر، حين رأت نفسها أمام رجل آخر، ودعوة مختلفة، وجماعة تتكون، وكتابًا يُتلى، وأن الرسالة تجد أنصارًا وإن كانت تشق طريقها ببطء، ثم هالها الأمر حين بدأ النبي (صلى الله عليه وسلم) يهاجم الوثنية ويعيب الأصنام، ويسفّه عبادتها، ورأت أن مكانتها الدينية وزعامتها الروحية في خطر، فلجأت إلى مواجهة الدين الوليد، ومحاصرته بكافة الوسائل التي تضمن إجهاضه والقضاء عليه، ولم تتحرج في استخدام التعذيب والقتل والسجن مع المؤمنين بمحمد (صلى الله عليه وسلم) ودعوته، ولم يسلم النبي (صلى الله عليه وسلم) نفسه من الأذى، وتعرضت حياته للخطر. مقدمات الهجرة الكبرى وإذا كانت الحبشة التي يحكمها ملك عادل تصلح أن تكون مأوى صالحًا ومكانًا للحماية، فإنها لم تكن تصلح أن تكون مركزًا للدعوة، ومعقلاً للدين، ولهذا لم يفكر النبي (صلى الله عليه وسلم) في الهجرة إليها، واستمر في عرض دعوته على القبائل العربية التي كانت تفد إلى مكة، أو بالذهاب إلى بعضها كما فعل مع قبيلة ثقيف في الطائف، ولم تكن قريش تتركه يدعو في هدوء، وإنما تتبّعت خطوه، تحذر القبائل من دعوته وتنفّرها منه. غير أن سعي النبي الدءوب، وحرصه على تبليغ دعوته كان لا بد أن يؤتي ثماره، فتفتّحت لدعوته قلوب ستة رجال من الخزرج، فأسلموا، ووعدوه بالدعوة للإسلام في يثرب، وبشروه بالفوز لو قُدّر له أن تجتمع عليه قبائل يثرب. ولم يكد ينصرم عام حتى وافى النبي (صلى الله عليه وسلم) في موسم الحج اثنا عشر رجلاً: تسعة من الخزرج وثلاثة من الأوس، وعقد معهم بيعة عرفت ببيعة العقبة الأولى، على "ألا يشركوا بالله شيئًا، ولا يسرقوا، ولا يزنوا، ولا يقتلوا أولادهم...". وأرسل معهم حين عادوا إلى بلادهم مصعب بن عمير، وكان داعية عظيمًا، فقيهًا في الدين، لبقًا فطنًا، حليمًا رفيقًا، ذا صبر وأناة، فنجح في مهمته أيما نجاح، وانتشر الإسلام في كل بيت هناك، وهيأ السبيل لتكون يثرب هي دار الهجرة، التي ينطلق إليها المسلمون، ومعقل الدين ومركز الدولة. وبعد عام عاد مصعب في موسم الحج، ومعه ثلاثة وسبعون رجلاً وامرأتان، التقوا بالنبي صلى الله عليه وسلم في إحدى الليالي سرًا وبايعوه بيعة العقبة الثانية، التي تضمنت التزامهم بحماية النبي (صلى الله عليه وسلم) عندما يهاجر إليهم والدفاع عنه، والمحافظة على حياته. ومن ثم حددت هذه البيعة الوضع القانوني للنبي (صلى الله عليه وسلم) بين أهل يثرب، فاعتبرته واحدًا منهم، دمه كدمهم، وحكمه كحكمهم، وقضت بخروجه ضمنًا من عداد أهل مكة، وانتقال تبعيته إلى أهل يثرب، ولهذا أخفى المتبايعون أمر هذه البيعة عن قريش؛ لأن الفترة بين إتمام هذه البيعة، ووصوله (صلى الله عليه وسلم) لا يلتزم أهل يثرب خلالها بحماية النبي الكريم إذا وقع له مكروه أو أذى من قريش. التجهيز للهجرة وبعد أن تمّت البيعة المباركة أمر النبي (صلى الله عليه وسلم) أصحابه بالهجرة إلى المدينة، فهاجروا أفرادًا وجماعات، يتخفّى بها من يخشى على نفسه، ويعلنها من يجد في نفسه القدرة على التحدي. ولم تقف قريش إزاء هذه الهجرة مكتوفة اليدين، فحاولت أن ترد من استطاعت رده، لتفتنه في دينه أو تعذبه أو تنكل به، ولكن دون جدوى، فقد هاجر معظم المسلمين، وبقى النبي (صلى الله عليه وسلم) في مكة، ووقعت قريش في حيرة: هل يظل في مكة كما فعل في الهجرة إلى الحبشة، أم يهاجر في هذه المرة مع أصحابه؟ وفي هذا خطر شديد عليهم؛ لأنه يستطيع في يثرب أن ينظم جماعته، ويقيم دولته، فتتهدد مكانة قريش بين القبائل، وتضيع زعامتها، وتتأثر تجارتها. حزمت قريش أمرها، واتخذت قرارها بقتل النبي (صلى الله عليه وسلم) قبل أن تفلت الفرصة من بين أيديها، ويتحقق ما تخشاه، فأعدوا مؤامرتهم لهذا الغرض الدنيء، وأشركوا جميع القبائل في قتله، باختيار شاب قوي من بين أبنائها، حتى يتفرق دمه في القبائل، ولا يقوى بنو هاشم على محاربة أهل مكة، وقد سجل القرآن الكريم نبأ هذه المؤامرة الخسيسة في قوله تعالى: "وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين" [الأنفال: الآية 30]. حادث الهجرة.. وأسباب النجاح اتخذ النبي (صلى الله عليه وسلم) كل الأسباب التي تضمن نجاح هجرته إلى المدينة التي ترتب عليها قيام دولة الإسلام، واتساع رقعتها، وسطوع حضارتها، ولعل أهم الأسباب هو نجاحه الباهر في إعداد المكان الذي سينزل به هو وأصحابه، مستخدمًا كل الوسائل الممكنة من توثيق عرى العلاقات مع أهل يثرب بعقد معاهدتين عظيمتين، وإرسال داعية عظيم الكفاءة، قوي الإيمان، شديد الإخلاص؛ لنشر الدين، وجذب الأتباع هناك. والسبب الثاني من أسباب النجاح هو اختيار الوقت المناسب للهجرة، فلم يعزم النبي (صلى الله عليه وسلم) على الهجرة إلا بعد أن استوثق من رسوخ إيمان أهل يثرب، وتعهدهم بحمايته والدفاع عنه، وذلك في بيعة العقبة الثانية، ومن ثم لم تعد هناك حاجة لبقائه في مكة بعد أن وجد النصرة والمنعة عند أهل يثرب. الرسول في المدينة وما إن وصل النبي المدينة في ضحى يوم الإثنين، الموافق (12 من ربيع الأول للسنة الأولى من الهجرة = 24 سبتمبر 622م) حتى بدأ العمل الجاد، والسعي الدءوب، حتى أكمل رسالته على نحو لا مثيل له في تاريخ الإنسانية. ولم تكن يثرب عندما نزلها النبي (صلى الله عليه وسلم) مدينة بالمعنى المعروف، وإنما كانت واحات متفرقة في سهل فسيح يسكنها قبائل الأوس والخزرج والجماعات اليهودية، فنظّم العمران بالمدينة، وشق بها طرقا معبّدة، وكان المسجد هو الأساس في هذا التنظيم، انتظم حوله عمران المدينة الجديدة، واتسقت شوارعها. وكان هذا المسجد هو مقر الرئاسة الذي تقام فيه الصلاة، وتُبرم فيه كل الأمور، وتُعقد به مجالس التشاور للحرب والسلم واستقبال الوفود، وبجوار المسجد اتخذ النبي مساكنه، وكانت متصلة بالمسجد، بحيث يخرج منها إلى صلاته مباشرة، وأصبح من السُنّة أن تُبْنى المساجد وبجوارها بيوت الولاة ودواوين الحكم. ثم أصلح النبي ما بين الأوس والخزرج وأزال ما بينهما من عداوة، وجمعهما في اسم واحد هو الأنصار، ثم آخى بينهم وبين المهاجرين على أساس أن المؤمنين إخوة، وكانت المرة الأولى التي يعرف فيها العرب شيئا يسمى الأخوة، دون قرابة أو صلة رحم، حيث جعل كل رجل من المهاجرين يؤاخي رجلا من الأنصار، فيصير الرجلان أخوين، بينهما من الروابط ما بين الأخوين من قرابة الدم. وبعد المؤاخاة كانت الصحيفة، وهي الدستور الذي وضعه النبي (صلى الله عليه وسلم) لتنظيم الحياة في المدينة، وتحديد العلاقات بينها وبين جيرانها، هذه الوثيقة لم يُمْلِها النبي (صلى الله عليه وسلم) إملاء، وإنما كانت ثمرة مناقشات ومشاورات بينه وبين أصحابه من المهاجرين والأنصار وغيرهم، وكلما استقروا على مبدأ قام الرسول بإملاء نصه على علي بن أبي طالب، وشيئا فشيئا اكتملت الوثيقة، وأصبحت دستورا للجماعة الجديدة، ولا يكاد يُعرف من قبل دولة قامت منذ إنشائها على أساس دستور مكتوب غير هذه الدولة الإسلامية الجديدة، فإنما تقام الدول أولا، ثم يتطور أمرها إلى وضع دستور. وأدت هذه السياسة الحكيمة إلى قيام جماعة متآلفة متحابة، وإلى ازدياد عدد سكان المدينة حتى زاد عدد سكانها عما كانوا عليه أكثر من خمس مرات، بعد أن أقبل الناس على سكناها؛ طلبا للأمن والعدل في ظل الإسلام، والتماسًا لبركة مجاورة النبي (صلى الله عليه وسلم)، واستجابة لما دعا إليه القرآن من الهجرة إلى الله وإلى رسوله. |
أثينا عاصمة اليونان ومن أشهر المدن التاريخية في العالم. عدد سكانها 748,110 نسمة وعدد سكان أثينا الكبرى 3,096,775 نسمة. صارت عاصمةً لليونان عام 1834م بعد أن حرر الإغريق أنفسهم من الحكم التركي. ولكن شهرتها ترجع إلى القرن الخامس قبل الميلاد عندما كانت أقوى وأكثر المدن تحضرًا في العالم، واسمها بالإغريقية أثيناي . تقع أثينا على سهل قرب النهاية الجنوبية لشبه جزيرة أتيكا التي تمتد من الجنوب الشرقي لليونان إلى بحر إيجة، ويحد أثينا هلال من الجبال التي يبلغ ارتفاعها 1,400م من جهة الغرب والشمال والشرق، وتبعد نحو ثمانية كيلومترات عن بيرايوس (بيريه) أكبر موانئ اليونان. لم يكن في أثينا سوى عدة آلاف من السكان عندما استقلت اليونان. وبدأت أثينا الحديثة بحكم الملك الألماني البافاري أوتو الأول الذي كان أول ملك لمملكة اليونان الحديثة. وأثناء فترة حكمه التي امتدت من عام 1832 إلى 1862م، وبموجب توجيهاته بنى المعماريون الألمان أثينا الحديثة. أما أثينا القديمة فقد كانت المركز الثقافي الرائد في العالم الإغريقي، ففيها عاش معظم الكتاب الإغريق المبدعين الذين ألَّفوا في الفن المسرحي والتاريخ والشعر والفلسفة وقد ظل أثرها باقيًا على الآداب والعلوم حتى اليوم. فمن روائييهم المشهورين إيسخيلوس وسوفوكليس ويوربيدس، ومن كتاب الكوميديا أريسطوفانيس، ومن الفلاسفة سقراط وأفلاطون، ومن المؤرخين ثيوسيديدس ومن الخطباء ديموسثينيس، ومنها أيضًا المعماريون أمثال فيدياس وغيره من المعماريين الذين بنوا الروائع الفنية الكلاسيكية التي ظلت آثارها باقية حتى اليوم. كما أن ديمقراطية أثينا كانت مثالاً استقى منه صانعو القوانين الكثير، وظلت مصدر وحي لهم لعهود طويلة. ولعل كل هذا هو الذي جعل بيركليس، أحد ساسة أثينا المحنكين يسميها مدرسة اليونان . والواقع أن أثينا كانت أكثر من ذلك؛ فقد كانت، من أوجه كثيرة، المكان الذي وُلدت فيه الحضارة الغربية. ميدان سينتاجما المركز الإداري في مدينة أثينا العصرية. يظهر مبنى البرلمان في خلفية الصورة على اليمين، وهو يطل على جانب واحد من ميدان سينتاجما. كما يحد الميدان أيضًا مكاتب الدولة . أما أثينا القديمة فقد كانت المركز الثقافي الرائد في العالم الإغريقي، ففيها عاش معظم الكتاب الإغريق المبدعين الذين ألَّفوا في الفن المسرحي والتاريخ والشعر والفلسفة وقد ظل أثرها باقيًا على الآداب والعلوم حتى اليوم. فمن روائييهم المشهورين إيسخيلوس وسوفوكليس ويوربيدس، ومن كتاب الكوميديا أريسطوفانيس، ومن الفلاسفة سقراط وأفلاطون، ومن المؤرخين ثيوسيديدس ومن الخطباء ديموسثينيس، ومنها أيضًا المعماريون أمثال فيدياس وغيره من المعماريين الذين بنوا الروائع الفنية الكلاسيكية التي ظلت آثارها باقية حتى اليوم. كما أن ديمقراطية أثينا كانت مثالاً استقى منه صانعو القوانين الكثير، وظلت مصدر وحي لهم لعهود طويلة. ولعل كل هذا هو الذي جعل بيركليس، أحد ساسة أثينا المحنكين يسميها مدرسة اليونان . والواقع أن أثينا كانت أكثر من ذلك؛ فقد كانت، من أوجه كثيرة، المكان الذي وُلدت فيه الحضارة الغربية. أثينا الحديثة المعالم. تتمركز الحياة في مدينة أثينا الحديثة حول ثلاثة ميادين رئيسية هي ميدان سينتاجما وميدان أُمونويا، وميدان موناسترياكي. ويشكل ميدان سينتاجما ـ الذي يُعرف أيضًا باسم الميدان الدستوري ـ المركز الإداري للمدينة. وهو مواجه لمبنى البرلمان (القصر الملكي سابقًا)، والذي أعلن من شرفته دستور أثينا عام 1843م. ويحرس هذا المبنى، ونصب الجندي المجهول، مجموعة مخصوصة من الجند، تسمى إفزونز، يرتدون زيًا تقليديًا زاهي الألوان، وتقف مباني الفنادق والمكاتب في مواجهة الميدان أيضًا. أما ميدان أُمونويا ـ ويعرف أحيانًا بميدان الكونكورد ـ فيقع على بعد كيلو متر واحد شمال غربي ميدان سينتاجما، وتفصل بين الميدانين منطقة السوق والمحال التجارية والمطاعم. كما أن الشوارع الرئيسية وخطوط المركبات العامة تتفرع من ميدان أمونيا. وإلى الجنوب من هذا الميدان يقع ميدان مونا سترياكي ـ وهو قلب منطقة السوق القديم ـ ويحيط به عدد كبير من الحوانيت الصغيرة، وأماكن البيع المكشوفة ومحلات بيع الصحف، وإلى الشرق منه توجد منطقة بلاكا التي يرجع تاريخها إلى عهد حكم تركيا لليونان، حيث كانت أثينا آنذاك قرية صغيرة، ولازالت هذه المنطقة تحمل سمات ذلك العهد التركي، التي تبدو في شوارعها الحجرية المتعرجة، وحوانيتها الصغيرة ومقاهيها الكثيرة. يرتفع في الشمال الشرقي من أثينا جبل ليكابتس، وهو ذو شكل مخروطي، ويبلغ ارتفاعه نحو 280م، ويمكن رؤية كل المدينة من أعلاه، وإلى جنوبه توجد المنطقة السكنية الراقية المسماة كولوناكي. ويقع تل أكروبولس الكبير المنبسط في الجهة الجنوبية الغربية من المدينة، وقد كان المركز الأصلي للحياة في أثينا القديمة. وتوجد فيه عدة آثار تاريخية، مثل الأرخثيوم والبارثينون والبروبيليا ومعبد أثينا نايك، وآثار أخرى تذكر بماضٍ زاهر. السكان. أثينا مركز اليونان الثقافي، ويعيش فيها عدد كبير من الناس، كما يزورها كثير من الأجانب، الأمر الذي يضفي عليها جوًا من العالمية، ويجعل حياتها أكثر عصرية من أي مدينة يونانية أخرى. ويعمل معظم سكانها الأجانب إما في سفارات بلادهم، أو في شركات تجارية، أو مؤسسات تعليمية. ويتبع معظم أهل أثينا ـ مثلهم مثل 95% من سكان اليونان ـ الكنيسة الأرثوذكسية الإغريقية. وفي أثينا عدد كبير من الكنائس، أكبرها الكاتدرائية التي بُدئ في بنائها عام 1840م، وأُكمل عام 1855م. وهناك أيضًا كنيسة القديس نكوديمس التي يرجع تاريخها إلى القرن الحادي عشر الميلادي. يشبه طعام أهل أثينا أطعمة مناطق شرقي البحر الأبيض المتوسط. وهو يتكون عادة من لحم الضأن المطبوخ بطرق عدة، وكذلك أنواع كثيرة من السمك والمأكولات البحرية. ومن أطعمتهم المميزة الفيتا، وهي جبن مصنوع من لبن الأغنام أو الماعز، ومخلوط بشيء من الخمر الممزوج بمادة صمغية. ومعظم أهل أثينا يعيشون في شقق صغيرة، أو منازل رخيصة. ويملك الكثير منهم سيارات في حين أن البعض الآخر يستعمل وسائل المواصلات العامة، كالمركبات العامة وقطارات الأنفاق التي تربط أثينا بمنطقة بيرايوس. التعليم والحياة الثقافية. في أثينا عدد كبير من المدارس الحكومية، ومؤسسات التعليم العالي. فبجامعة أثينا التي أنشئت عام 1837م، كليات للقانون والطب والفلسفة واللاهوت والرياضيات والعلوم الطبيعية. وهناك جامعة أخرى، هي الجامعة التقنية التي يدرس طلابها الهندسة والعلوم الأخرى التي لا تدرس في جامعة أثينا. وإلى جوار الجامعة التقنية يقع المتحف الأثري الوطني وهو واحد من أكبر المتاحف في العالم. ويحوي روائع فنية من المجوهرات والخزف وفن النحت، ويمثل كل عصور اليونان، خاصة عصرها القديم. وهناك متاحف أخرى في أثينا، منها متحف بناكي، ويحوي أعمالاً فنية من عصور اليونان الوسطى والحديثة، وكذلك متحف أكروبولس والمتحف البيزنطي. وقد اكتسبت مدارس علم الآثار في أثينا شهرة عالمية، ومن أشهرها المدرسة الأمريكية للدراسات الكلاسيكية، والمدرسة البريطانية للآثار، وقد أنشئتا في الثمانينيات من القرن التاسع عشر الميلادي، وتقومان بالحفريات، وتدريب طلاب علم الآثار. الاقتصاد. أثينا هي المركز الاقتصادي والمالي لليونان، وبها عدة مصانع تقوم بإنتاج الإسمنت والكيميائيات والملابس والمنتجات الغذائية والبترولية والسفن والنسيج وغيرها. وهناك صناعات يدوية مثل فن نقش المجوهرات وأعمال النحاس الأصفر والأحمر، وصناعات أخرى مفضلة لدى السياح. فالسياحة تؤدي دورًا مهمًا في اقتصادها، إذ ينعم السياح والزوار بحوانيتها ومطاعمها ومقاهيها الكثيرة. متجر للأزهار في قلب أثينا يعرض في واجهته باقات من الأزهار الرائعة الألوان. تنتشر أسواق الهواء الطلق في أرجاء أثينا، مركز اليونان التجاري. تقع أكثر مناطق التسويق رواجًا في القطاع الشمالي الغربي من المدينة. المدينة القديمة أطلال أثينا القديمة تنتصب بين المباني العصرية في جنوب غربي المدينة. توجد بقايا من أطلال هيكل الإلاهة أثينا - في عقيدة اليونان - وهياكل أخرى فوق تل أكروبولس، (خلفية الصورة). وقد تبقى ستة عشر عمودًا من هيكل زيوس الأوليمبي، (مقدمة الصورة). الأكروبولس ومبانيه. بنى قدماء الإغريق أثينا على تل صخري ذي قمة منبسطة واسعة تزيد مساحته على الأربعة هكتارات بقليل، وهو التل المعروف باسم أكروبولس ـ ويعني المدينة العالية. وقد عاش حكام أثينا القدماء على هذا التل ربما لسهولة الدفاع عنه. وقد بنى أهل أثينا القدامى على هذا التل المعابد والمباني العامة، وهو الآن مهجور، لا يعيش فيه أحد. وهناك بقايا لسور قديم، وأسوار أكبر حوله، وكان أهل أثينا قد بنوها حول الأكروبولس ما بين القرنين الثالث عشر والخامس قبل الميلاد. وقد بنوا عليه أيضًا معبدًا وهبوه لأثينا، الإلاهة الراعية للمدينة، وظل هذا المعبد أكبر معابدها حتى وقت استيلاء الفرس عليها عام 480ق.م، وقيامهم بتحطيم معظم المباني القائمة على تل أكروبولس. وفي عام 447ق.م قام أهل أثينا تحت قيادة أحد ساستها المحنكين بيركليس، بإعادة بناء الأكروبولس، وإضافة مبان جديدة عليه مثل مبنى معبد البارثينون الفاخر المشاد من المرمر، والمُهدى إلى الإلاهة أثينا. كما بدأ بيركليس بناء اليروبيليا، وهو مدخل ضخم للأكروبولس ولكن بناءه الذي أعاقته الحرب البيلوبوينزية لم يكتمل أبدًا، وإلى يمين هذا البناء يقف معبد أثينا نايك. وعلى بعد 55م من البارثينون يقع معبد أرخثيوم، الذي أتم أهل أثينا بناءه عام 400ق.م تقريبًا، وأهدوه إلى معبودتهم أثينا، وإلى الإله بوسيدون، وإلى الملك أرخثيوس أحد ملوك أثينا الخرافيين القدامى. ويتميز هذا المعبد ببهوه الجنوبي الذي تقوم فيه ستة أعمدة مبنية على شكل عذارى يحملن سقفه. وقد حُولت هذه الأعمدة في الثمانينيات من القرن العشرين إلى متحف الأكروبولس، خوفًا عليها من عوامل تلوث الهواء، ووضعت مكانها أعمدة مشابهة لها مصنوعة من الإسمنت، على صورة تلك الأعمدة الأصلية، انظر: النحت. مبانٍ أخرى. إلى الجنوب الشرقي من الأكروبولس يقع مسرح ديونيسوس الذي كان الروائيون الإغريق القدامى يعرضون فيه رواياتهم. ويرجع تاريخه إلى القرن الرابع قبل الميلاد، ويسع 15,000 مشاهد. وقد أدخلت عليه تعديلات عديدة على مر الزمن. ويوجد في الجهة الجنوبية الغريية من الأكروبولس مسرح أوديون، المرمم، وسعته أكثر من 5,000 مشاهد. ولايزال هذا المسرح مستعملاً حتى اليوم؛ ففيه تعرض العروض المسرحية والموسيقية. ويرجع الفضل في بنائه إلى هيرودس أتيكوس أحد أثرياء أثينا، حيث أتم بناءه عام 160م. وتقع أجورا وهي سوق أثينا القديمة إلى الشمال الغربي من الأكروبولس، وقد كشف علماء الآثار عن الكثير من مباني أجورا العامة. ويوجد على طول ضلعه الشرقي صف طويل من الأعمدة المرمرية المسقوفة التي تحوي بين جنباتها العديد من الحوانيت، وتعرف باسم استوا أوف أطالس. وقد تم بناؤها بين عامي 159 و138ق.م، وأعيد بناؤها في الخمسينيات من القرن العشرين. وهي اليوم متحف، ومقر للحفريات الجارية في منطقة أجورا. انظر: الإغريق. أما معبد هفاستس ـ ويسمى أيضًا هفاستيوم، أو تيسيوم ـ فيقع خارج منطقة أجورا، وقد تم بناؤه عام 449ق.م ويعد من أكثر المعابد المعتنى بها في اليونان اليوم. وعلى بعد نحو 370م شرقي مسرح ديونيسوس، يوجد معبد زيوس الأوليمبي ، وهو أكبر المعابد المبنية في اليونان. وقد بدأ بناءه الطاغية الإغريقي بيزيستراتوس عام 530ق.م، ولم يكتمل بناؤه إلا في عهد الإمبراطور هادريان الذي حكم في الفترة ما بين 117 و 138م. وقد احتوى المبنى على 104 أعمدة، ارتفاع كل منها 17م، ولكن لم يبق منها الآن إلا 16 عمودًا فقط. نبذة تاريخية لايعرف المؤرخون الكثير عن تاريخ أثينا قبل عام 1900ق.م، العام الذي احتل فيه الإغريق أتيكا. وقد غزا قوم آخرون أثينا بعد الإغريق، واستوطنوها ولم يطردوا منها الإغريق بل سمحوا لهم بالبقاء فيها. كانت أثينا من أوائل ما أطلق عليه الدول ـ المدن . وكانت هذه الدول ـ المدن تشمل المدينة والمنطقة المحيطة بها، وكان لأثينا ملك، شأنها في ذلك شأن الدول الإغريقية الأخرى. وتقول الروايات التقليدية إن أول ملك هو سسروبس، وأن حكم الملوك لتلك الدول الإغريقية استمر حتى عام 682ق.م، حيث تولى آنذاك حكمها موظفون منتخبون يسمى أحدهم الأرخون، ينتخبهم كل سكان المدينة الذكور البالغون ولمدة عام واحد، وكانوا ثلاثة في البداية ثم زيد عددهم إلى تسعة فيما بعد. كان الأرخون ينضم بعد انتهاء خدمته، إلى مجلس مكون من سياسيين كبار في السن، يُطلق عليه اسم أريوباغوس وهو اسم المكان الذي كانوا يجتمعون فيه ليحكموا في قضايا القتل، وليعدوا الأمور السياسية التي سيجري عليها التصويت في مجلس المدينة العام. ازداد عدد سكان أثينا، ونتج عن ذلك عدة أمور، أهمها أن مزارعي أتيكا عجزوا عن تزويدهم بالطعام، كما أن طبقة الأرستقراطيين الحاكمة أخذت في امتلاك أراضي المزارع الجيدة تدريجيًا، وهذا الأمر أضعف طبقة الزراع الصغار، فبدأوا يستدينون على أمل أن يُوفوا دينهم من محصول العام التالي. ولم يكن باستطاعة بعضهم الإيفاء بالدَّيْن، فبدأوا يفقدون أراضيهم ويصيرون عبيدًا لدائنيهم، وظهرت في أثينا طبقتان، الطبقة الدنيا المعدمة وطبقة الأثرياء. وزاد التنازع بينهما، وبدأ شبح الحرب الأهلية بينهما يلوح في الأفق. أُدخل الأرخون سولون بعض الإصلاحات المهمة في مجتمع أثينا عام 594ق.م، فبدأ بإلغاء الديون محررًا بذلك من صاروا عبيدًا، ولكنه لم يستطع إرجاع أراضيهم لهم. كما قام بعد ذلك، بوضع بعض الأسس لتولي المناصب العامة، فجعل الثروة أساسًا لذلك التولي، فأصبح لكل مواطن مؤهل الحق في أن يصبح موظفًا عامًا دون أن يكون من أحد أُسر الحكم التقليدية. وقام سولون أيضًا بإعادة تنظيم قوانين أثينا، وأشاعها بين الناس. ولكن هذه الإصلاحات لم تحل مشكلات الفقر في أتيكا. وفي عام 560ق.م قام بيزيستراتوس ـ وهو أحد قادة الجيش المحترمين ـ بالاستيلاء على السلطة في أثينا، وحكمها حكم الطغاة. واستبعد من السلطة مرتين لكنه حكم بحزم منذ عام 545ق.م، وحتى موته عام 527ق.م. وقد ساندته الطبقات الدنيا، فكان يجازي مسانديه بإعطائهم الأراضي التي كان قد صادرها من معارضيه الأثرياء. وهكذا استمر في إكمال ما بدأه من تقليص قوة الحكام التقليديين. ولم يلغ بيزيستراتوس الحكومة والأرخون بل سيطر عليها تمامًا. وكسب لنفسه ولاءً شعبيًا. وبعد ذلك قام بعدة إصلاحات في المدينة، من ذلك شروعه في بناء المراحل الأولى من معبد زيوس، ولكنه مات وخلفه ابنه هبياس، وحكم أثينا حكم الطغاة. انظر: الاستبداد. الديمقراطية. أزيح هبياس عن الحكم عام 510ق.م، وخلفه على حكمها أحد أفراد الأسر البارزة، وهو كليسثينيز الذي تمكن عام 508ق.م من إقناع أهل أثينا بقبول الدستور الذي اقترحه عليهم، والذي جعل من أثينا دولة ديمقراطية. وبالرغم من أن هذا الدستور بقي غير مكتوب إلا أنه ظل معمولاً به مئات السنين، وقد احتفظ بمجمل إصلاحات الأرخون، وأضاف إليها بعض الأمور التي استجدت. كانت المواطنة حتى عهد كليسثينيز قائمة على رباط الدم والنسب إلى القبائل الأيونية الأربع التي استوطنت أتيكا، وكان على الرجل أن ينتمي إلى إخُوة ليصير مواطنًا. ولكن نظام كليسثينيز جعل من كل الذكور البالغين من العمر ثمانية عشر عامًا، مواطنين، وأعضاء في القرية أو المدينة التي يعيشون فيها. وقد أصبحت العضوية في القرية أو المدينة وراثية فيما بعد، حيث أصبح للرجل الحق في أن يكون عضوًا في قرية أو مدينة لا يعيش فيها. قسم كليسثينيز القرى والمدن إلى ثلاثين مجموعة صغيرة، عُرفت باسم ترتيس، وقسمت هذه بدورها إلى عشر قبائل جديدة، وتتكون كل قبيلة من هذه القبائل من ثلاث من المجموعات التابعة لمناطق مختلفة في أثينا. ونتج عن هذا التقسيم أن أصبح أعضاء كل قبيلة ينتمون إلى عوائل مختلفة ومناطق مختلفة من أثينا. كانت أهم إصلاحات كليسثينيز هي إنشاء مجلس مكون من 500 عضو، يختارون سنويًا عن طريق الاقتراع. ومهمة هذا المجلس هي تحضير الأجهزة لاجتماع الجمعية العمومية في أثينا. وقد مكن هذا النظام الجديد مواطني أثينا من ذوي الكفاءة من المشاركة في حكومة مدينتهم، إذ إن عضوية مجلس المدينة كانت مفتوحة للمواطنين، ما عدا الطبقات المعدمة، وكذلك كان الحال بالنسبة للوظائف العامة بالدولة. ورغم كل هذه الإصلاحات فإن حق المواطنة لم يكن مكفولاً للنساء، فقد كُنَّ محرومات من حق الاقتراع، ومن أن يصرن موظفات في الدولة. وبمرور الزمن أصبح اختيار كل الموظفين -ماعدا قادة الجيش- يتم سنويًا عن طريق الاقتراع، وكان اختيار قادة الجيش يتم عن طريق الانتخاب. والموظفون الذين يرتكبون مخالفات، ولا ينالون الرضا العام، يمكن نفيهم لمدة عشر سنوات، وعن طريق تصويت السكان. العصر الذهبي. أدت أثينا دورًا بارزًا في الانتصارات التي أحرزها الإغريق على الجيوش الفارسية في الحروب التي دارت بينهما في الفترتين (490ق.م - و 480 إلى 479ق.م). وصارت أثينا بفضل هذه الانتصارات، قائدة لحلف يضم مجموعة من الدول الإغريقية بغرض شن الحرب على دولة فارس، وقد تحول هذا الحلف ليصير فيما بعد إمبراطورية أثينا. وكانت الفترة من عام 477 إلى عام 431ق.م من أنصع فترات التاريخ في أثينا، وهي ما عرفت بفترة العصر الذهبي، وفيها أصبحت أثينا مركزًا أدبيًا وفنيًا مرموقًا في كل بلاد اليونان. الحرب والتدهور. أدخل بيركليس ـ قائد أثينا في عصرها الذهبي ـ المدينة في الحرب البيلوبونيزية، ضد مدينة أسبرطة وحلفائها، وذلك عام 431ق.م، واستمرت هذه الحرب التي انتهت بانتصار أسبرطة حتى عام 404ق.م فأصبحت أسبرطة من بعدها أقوى دولة إغريقية، واستمرت كذلك حتى تمت هزيمتها عام 371ق.م من قبل طيبة، أما أثينا فقد سقطت ـ مثل باقي اليونان ـ تحت سيطرة فيليب والإسكندر الأكبر المقدوني. لم تتمكن أثينا من استعادة قيادتها السياسية مرةً ثانية، ولكنها ظلت مركز اليونان الثقافي، واستمرت قبلة الناس الثقافية أيام الحكم المقدوني، وفيما بعد أيام الحكم الروماني، وكان يأتيها أبناء الأثرياء من كل مكان طلبًا للعلم، ولكنها فقدت هذه المكانة بحلول عام 529م، وذلك عندما أغلق الإمبراطور جستنيان مدارس الفلسفة فيها. العصور الوسطى. كانت أثينا في الفترة ما بين القرنين الثاني عشر والخامس عشر الميلاديين بلدًا فقيرا مهملاً. وقد حكمها في هذه الفترة حكام بيزنطيون وإيطاليون عدة، واستطاع العثمانيون في القرن الخامس عشر بسط حكمهم عليها، ولكنهم انشغلوا عن العناية بها، فلم يعيدوا بناءها، أو يصلحوا مبانيها المتصدعة. صارت أثينا عام 1834م ـ في أعقاب حرب الاستقلال اليونانية ـ عاصمةً لمملكة اليونان الجديدة، وبدأ أهلها يعيدون لها جمالها القديم. التاريخ الحديث. كانت أثينا أثناء الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945م) مدينة مفتوحة، بمعنى أن اليونانيين قبلوا ألا تكون محصنة، وألا يدافعوا عنها. وكان غرضهم من هذا هو حماية مبانيها التاريخية وآثارها الفنية من القصف والدمار. ورغمًا عن ذلك لم تسلم أثينا من الأذى، فقد احتلها الألمان عام 1941م، ولكنهم أخلوها عام 1944م. بدأ علماء الآثار بعد نهاية الحرب إعادة بناء مباني المدينة القديمة وترميمها. وقد بُدئ منذ عام 1960م في تشييد مبان جديدة في أماكن المباني القديمة التي كانت قائمة في أثينا منذ عهد ملكها أوتو الأول. وتقع مسؤولية إدارة شؤون المدينة على عاتق عمدتها ومجلسها. |
الاسكندرية ... وهي المدينة المشهورة بمصر على ساحل البحر. اختلف أهل السير في بانيها: فمنهم من ذهب إلى أن بانيها الإسكندر الأول وهو ذو القرنين اشك بن سلوكوس الرومي الذي جال الأرض وبلغ الظلمات ومغرب الشمس ومطلعها وسد على يأجوج ومأجوج كما أخبر الله تعالى عنه وكان إذا بلغ موضعاً لا ينفذ اتخذ هناك تمثالاً من النحاس ماداً يمناه مكتوباً ومنهم من قال بناها الإسكندر بن دارا ابن بنت الفيلسوف الرومي شبهوه بالإسكندر الأول لأنه ذهب إلى الصين والمغرب ومات وهو ابن اثنتين وثلاثين سنة والأول كان مؤمناً والثاني كان على مذهب أستاذه أرسطاطاليس وبين الأول والثاني دهر طويل. قيل: إن الإسكندر لما هم ببناء الإسكندرية وكانت قديماً من بناء شداد بن عاد كان بها آثار العمارة والأسطوانات الحجرية ذبح ذبائح كثيرة للقرابين ودخل هيكلاً كان لليونانيين وسأل ربه أن يبين له أمر هذه المدينة هل يتم أم لا فرأى في منامه قائلاً يقول له: إنك تبني هذه المدينة ويذهب صيتها في الآفاق ويسكنها من الناس ما لا يحصى عددهم وتختلط الرياح الطيبة بهوائها ويصرف عنها السموم ويطوى عنها شدة الحر والزمهرير ويكعم عنها الشرور حتى لا يصيبها من الشياطين خبل وان جلبت الملوك إليها جنودهم لا يدخلها ضرر. فأتى الإسكندر موضعها وشاهد طيب هوائها وآثار العمارة القديمة وعمداً كثيرة من الرخام فأمر بحث الصناع من البلاد وجمع الآلة واختيار الوقت لبنائها فاختاروا وقتاً وعلقوا جرساً حتى إذا حرك الجرس الصناع يضعون البناء من جميع أطرافها في وقت واحد فإذا هم مترقبون طار طير وقع على الجرس فحركه فوضعوا البناء. قيل ذلك للاسكندر فقال: أردت طول بقائها وأراد الله سرعة خرابها ولا يكون إلا ما أراد الله فلا تنقضوها. فلما ثبت أساسها وجن الليل خرجت من البحر دابة وخربت ما بنوا فلم يزل يحكمها كل يوم ويوكل بها من يحفظها فأصبحوا وقد خربت. فأمر الإسكندر باتخاذ عمد عليها طلسم لدفع الجن فاندفع عنها أذيتهم. قال المسعودي: الأعمدة التي للطلسم عليها صور وأشكال وكتابة باقية إلى زماننا كل عمود طوله ثمانون ذراعاً عليها صور وأشكال وكتابة فبناها الإسكندر طبقات تحتها قناطر بحيث يسير الفارس تحتها مع الرمح. وكان عليها سبعة أسوار وهي الآن مدينة كثيرة الخيرات قال المفسرون: كانت هي المراد من قوله تعالى: وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوآ لقومكما بمصر بيوتاً. وكان بها يوم الزينة واحتجاج موسى والسحرة. وكان موسى قبل الإسكندر بأكثر من ألف سنة. بها مجلس سليمان عليه السلام قال الغرناطي: إنه خارج الإسكندرية بنته الجن منحوتاً من الصخر بأعمدة الرخام لا مثل لها كل عمود على قاعدة من الرخام وعلى رأسه مثل ذلك والرخام أبيض منقط بحمرة وسواد مثل الجزع اليماني طول كل عمود ثلاثون ذراعاً ودورته ثمانية أذرع وله باب من الرخام وعتبته وعضادتاه أيضاً من الرخام الأحمر الذي هو أحسن من الجزع وفي هذا المجلس أكثر من ثلاثمائة عمود كلها من جنس واحد وقد واحد وفي وسط هذا المجلس عمود من الرخام على قاعدة رخامية طوله مائة وإحدى عشرة ذراعاً ودوره خمسة وأربعون شبراً إني شبرتها بشبري. ومن عجائبها عمود يعرف اليوم بعمود السواري قريب من باب الشجرة من أبواب الإسكندرية فإنه عظيم جداً كأنه منارة عظيمة وهو قطعة واحدة منتصب على قاعدة من حجر عظيم مربع وعلى رأسه حجر آخر مثل القاعدة كأنه بيت فإن تحت ذلك من مقطعه وانتصابه ورفع الحجر الفوقاني على رأسه يدل على أن فاعليه كانوا في قوة شديدة وكانوا بخلاف أهل زماننا. ومن عجائبها ما ذكر أبو الريحان في الآثار الباقية ان بالإسكندرية اسطوانة متحركة والناس يقولون إنها تتحرك بحركة الشمس وإنما قالوا ذلك لأنها إذا مالت يوضع تحتها شيء فإذا استوت لا يمكن أخذها وإن كان خزفاً أو زجاجاً يسمع تقريعه وكانت الإسكندرية مجمع الحكماء وبها كان معاريجهم مثل الدرج يجلس عليها الحكماء على طبقاتهم فكان أوضعهم علماً الذي يعمل الكيمياء فإن موضعه كان على الدرجة السفلى. ومن عجائبها المنارة أسفلها مربع من الصخر المنحوت وفوق ذلك منارة مثمنة وفوق المثمنة منارة لطيفة مدورة طول الأولى تسعون ذراعاً والمثمنة مثل ذلك وطول اللطيفة المدورة ثلاثون ذراعاً وعلى أعلى المنارة مرآة وعليها موكل ينظر إليها كل لحظة فإذا خرج العدو من بلاد الروم وركب البحر يراه الناظر في المرآة ويخبر القوم بالعدو فيستعدون لدفعه. وكانت المرآة باقية إلى زمن الوليد بن عبد الملك بن مروان فأنفذ ملك الروم شخصاً من خواصه ذا دهاء فجاء إلى بعض الثغور وأظهر أنه هارب من ملك الروم ورغب في الإسلام وأسلم على يد الوليد بن عبد الملك واستخرج له دفائن من أرض الشام. فلما صارت تلك الأموال إلى الوليد شرهت نفسه فقال له: يا أمير المؤمنين إن ههنا أموالاً ودفائن للملوك الماضية. فسأله الوليد عن مكانه فقال: تحت منارة الإسكندرية فإن الإسكندر احتوى على أموال شداد بن عاد وملوك مصر والشام فتركها في آزاج وبنى عليها المنارة. فبعث الوليد معه قوماً لاستخراجها فهم نقضوا نصف المنارة وأزيلت المرآة فضجت الناس من أهل الإسكندرية. فلما رأى العلج ذلك وعلم أن المرآة أبطلت هرب بالليل في مركب نحو الروم وتمت حيلته. والمنارة في زماننا حصن عال على نيق جبل مشرف على البحر في طرف جزيرة بينها وبين البر نحو شوط فرس ولا طريق إليها إلا في البحر المالح وهي مربعة ولها درج واسعة يصعدها الفارس بفرسه. وقد سقفت الدرج بحجارة طوال مركبة على الحائطين المكتنفين للدرجة فترتقي إلى طبقة عالية مشرفة على البحر بشرفات محيطة وفي وسطه حصن آخر يرتقى إليه بدرجة أخرى فيصعد إلى طبقة أخرى لها شرفات وفي وسطها قبة لطيفة كأنها موضع الديدبان. وحكي أن عبد العزيز بن مروان لما ولي مصر جمع مشايخها وقال: إني أريد أن أعيد بناء الإسكندرية إلى ما كانت. فقالوا: انظرنا حتى نتفكر. فقال: أعينوني بالرجال وأنا أعينكم بالمال. فذهبوا إلى ناووس وأخرجوا منه رأس آدمي وحملوه على عجلة ووزنوا سناً من أسنانه فوجودها عشرين رطلاً على ما بها من النخر والقدم فقالوا: جئنا بمثل هؤلاء الرجال حتى نعيدها إلى ما كانت.فسكت. بها عين مشهورة بعين الإسكندرية فيها نوع من الصدف يوجد في كل وقت لا يخلو منه في شيء من الأوقات يطبخ وتشرب مرقته تبريء من الجذام. والله الموفق. ......... المصدر:: آثار البلاد واخبار العباد,, للقزويني... |
مكة المكرمة مركز يابسة العالم مدخل تمهيدي للموضوع : (المساحة والهندسة) علم المساحة والخرائط من العلوم الأساسية التي تعنى بالإسقاط الفعلي للمشروع الهندسي على أرض الواقع كما تعنى بالخرائط الكنتورية التي تستخدم في إسقاط المشاريع الهندسية . وهنا يبدر سؤال مهم وهو ما السر الذي جعل مكة المكرمة المكان الذي يختاره الله تعالى ليكون مكان بيته الحرام ومبعث آخر أنبياءه محمد صلى الله عليه وسلم ، وهذا الأمر لا نعرف على وجه التحديد جوابه فهو من أمر الله وغيب الله ، إلا أننا قد نجد في بعض بحوثنا التي تجود بها قرائحنا وعقولنا القاصرة بعض الأجوبة التي قد تشبع فضولنا وشغفنا وعطشنا لعلم الله الذي لا نهاية له . ففي حقل الجيولوجيا الهندسية هنالك ما يعرف بعلم المساحة والخرائط ، وفي هذا العلم الجميل والواسع استطاع فريق علمي يرأسه الدكتور حسين كمال الدين أستاذ المساحة في إثبات أن مكة المكرمة هي مركز اليابسة في الكرة الأرضية ، وقد كان هدفه في البداية الوصول إلى وسيلة تساعد أي مسلم من تحديد مكان القبلة من أي مكان هو فيه في الأرض (قلنا في الأرض وليس على الأرض لأن الغلاف الجوي تابع لكوكب الأرض وعليه يكون الإنسان دائما داخل الأرض إلا إذا نفذ إلى الفضاء) إلا أنه توصل أثناء بحثه إلى ما يشبه النظرية الجغرافية بأن مكة المكرمة هي مركز لدائرة تمر بأطراف جميع القارات ، فقد اتجه إلى رسم خريطة الكرة الأرضية تحدد عليها اتجاهات القبلة فبعد أن قام برسم القارات حسب أبعاد كل الأماكن على القارات الستة وموقعها من مدينة مكة المكرمة ثم أوصل بين الخطوط المتساوية مع بعضها ليعرف كيف يكون إسقاط خطوط الطول وخطوط العرض عليها ، فتبين له أن مكة المكرمة هي بؤرة هذه الخطوط ، ثم رسم خطوط القارات وسائر التفاصيل على هذه الشبكة واستعان في بحثه بالعقل الإلكتروني لتحديد المسافات والانحرافات المطلوبة ، ولاحظ أنه يستطيع أن يرسم دائرة يكون مركزها مكة المكرمة وحدودها خارج القارات الأرضية ومحيطها يدور مع حدود القارات الخارجية ، وتوصل في نظريته إلى مغزى الحكمة الإلهية من اختيار مكة المكرمة مكانا لبيت الله الحرام (عن مجلة العربي العدد 237 أغسطس 1978) . وقد أكدت هذه النظرية التي وضعت في السبعينيات صور الأقمار الصناعية وتحليلاتها الطبوغرافية وطبقية وجغرافية الأرض التي أجريت في هذا العهد التسعيني للقرن العشرين الميلادي . وحول هذا الموضوع يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الأنعام : وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (الآية رقم 92) . فلماذا مكة أم القرى ؟ . ولماذا أطلق الله تعالى على بقية الأرض لفظ من حولها ؟ . وكان الأمر يتعلق بمركز ما والأفلاك التي تدور حوله ، لنرى ماذا يفصل برنامج المعجزة الخالدة هذا الموضوع . فضّل الله جلّ وعلا بعض الأماكن على بعض كتفضيل مكة على سائر بقاع العالم لتكون مركزا لظهور الدين الخاتم وانتشاره إلى باقي بقاع الأرض . ومعلوم أن عدد قارات العالم في الأرض سبع قارات منها خمس مأهولة بالسكان والقارتان القطبيتان خاليتان من الحياة البشرية وكذلك من المعروف أن الرقم (7) ذو أهمية كبيرة في الحقائق الكونية فهناك سبع قارات وسبعة ألوان طيف وسبع سموات (إذ أن آخر تقسيم علمي فلكي لطبقات السماء هو سبعة – من محاضرة الدكتور أنيس الراوي بعنوان الكيمياء الذرية) ، أما في القرآن فإن الرقم سبعة له دلالة وأهمية عظيمة. فضّل الله تبارك وتعالى مكة وكرمها حين جعلها مركز جذب الإشعاعات الروحية ، مركزا يحج إليه المسلمون من كل فج عميق ، وشاءت إرادة الله تبارك وتعالى أن يوضع أول بيت للناس لعبادته وحده لا شريك له في مكة ، فهي وجهة الناس ومتجههم في الحج والعمرة وهي ذات موقع متوسط في العالم إذ أنها تمثل المعنى والمفهوم الجغرافي لوسطية الأمة الإسلاميةكما قال تعالى : وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا (البقرة 143) . وهي وسطية في الإسلام شاملة المعاني ، وسطية في التمتع بطيبات الحياة دون إفراط أو تفريط ، وسطية في الأمور العامة والخاصة فلا تبذير ولا تقتير ، ثم أنها وسطية بالموقع والمكان ولذلك اختارها الله تبارك وتعالى لتكون مهبط خاتم رسالاته . ومكة كما هو معروف تحتل موقعا متميزا منذ أقدم العصور ، وهي حتى الآن منطقة عبور القوافل التجارية . مكة مركز التجمع الإشعاعي للتجاذب المغناطيسي بالكرة الأرضية نعود ونتكلم بعض الشيء عن الجغرافية وعلم المساحة والخرائط الذي سبق أن أشرنا إليه فنقول : تطور علم الخرائط تطورا كبيرا بعد اختراع الأقمار الصناعية وسفن الفضاء ، وهي التي قامت ولا تزال بتصوير وجه الكرة الأرضية من أبعاد واتجاهات مختلفة وظهرت حقائق علمية عديدة لم تكن معلومة للإنسان عن مساحات ، ومسافات ، وتضاريس لقارات ، وبحار ، وجزر ، ومحيطات . وتوضع على الخرائط الجغرافية خطوط ودوائر ، أما الخطوط فهي خطوط الطول وهي عبارة عن خطوط يتصورها العلماء على سطح الكرة الأرضية ، وتصل فيما بين القطبين ، وخط الطول الأساسي فيها يأخذ رقم الصفر ، وهو الخط المار بضاحية غرينتش بالقرب من لندن ، وعدد خطوط الطول هذه هو 360 خطا نصفها شرق غرينتش ، والنصف الآخر غربه ، تساعد هذه الخطوط على تحديد المكان على سطح الكرة الأرضية . وأما الدوائر فهي دوائر يتصورها العلماء على وجه الأرض ومنها دائرة أو خط الاستواء ، وتقع في منتصف المسافة بين القطبين ودرجتها الصفر ، ثم توجد دوائر موازية لخط الاستواء هذا عند 90 درجة شماله وكذلك 90 درجة جنوبه ، والمسافة بين دوائر العرض واحدة تقريبا على خرائط العالم ، أما فائدتها فهي معرفة بعد الموقع محددا بالدرجات عن خط الاستواء شمالا أو جنوبا . وحديثا استطاع العلماء أن يتحققوا من وسطية مكة المكرمة بواسطة الصور الحقيقية التي يصورها القمر الصناعي عندما يلتقط صورا للكرة الأرضية مبتعدا عن سطحها بما لا يقل عن مائة كيلومتر في الفضاء وهو البعد الذي تستطيع أجهزة التصوير بالقمر الصناعي أن تلتقط صورا للكرة الأرضية مشتملة على القطبين . وباستعمال أجهزة التكبير في فحص هذه الصور الحقيقية تتضح وسطية مكة بين أقصى يابسة في القطب الشمالي ، وأقصى يابسة في القطب الجنوبي. وفي النصف الثاني من القرن العشرين الميلادي ، قام أحد العلماء الأمريكان والمتخصص في علم الطبوغرافيا بإجراء بحوث استنتج منها أن مكة المكرمة هي المركز المغناطيسي للكرة الأرضية ، وقد قامت بحوث هذا العلم على أساس ظاهرة كونية موجودة منذ خلق الكون ، وهي ظاهرة التجاذب في ما بين الأجرام السماوية (التجاذب المتبادل فيما بينها) ، وتصدر فاعلية هذا التجاذب من مراكز هذه الأجرام أي الكواكب والنجوم ، والكرة الأرضية شأنها شأن أي كوكب آخر ، تصدر قوة جذبها للأشياء من مركزها في باطنها ، وهي النقطة أو المركز الذي درسه ذلك العالم الأمريكي وتحقق من وجوده وموقعه والمكان الذي يدل عليه على سطح الأرض ، وإذا به يجد أن موقع مكة هو الموقع الذي تتلاقى فيه الإشعاعات الكونية ، وأعلن بحوثه هذه دون أن يدفعه على إجرائها أو إعلانها أي وازع ديني ، وبعد ذلك نشرت جريدة الأهرام القاهرية في عددها الصادر بتاريخ 4/2/1977م. نبأ العالم المصري الدكتور حسين كمال الدين الذي كان يعمل آنذاك رئيسا لقسم المساحة التصويرية بجامعة الرياض في السعودية ، تذكر فيه أنه توصل لنفس النتيجة التي توصل إليها العالم الأمريكي ، وهي أن مكة مركز التجمع الإشعاعي للتجاذب المغناطيسي بالكرة الأرضية |
مدينة القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين فلسطين 1 ـ تعريف: هي أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين بعد مكة والمدينة ، مسرح النبوات وزهرة المدائن ، وموضع انظار البشر منذ اقدم العصور. 2 ـ الموقع : تقع مدينة القدس في وسط فلسطين تقريبا الى الشرق من البحر المتوسط على سلسلة جبال ذات سفوح تميل إلى الغرب والى الشرق. وترتفع عن سطح البحر المتوسط نحو 750 م وعن سطح البحرالميت نحو 1150 م ، وتقع على خط طول 35 درجة و13 دقيقة شرقاً ، وخط عرض 31 درجة و52 دقيقة شمالا. تبعد المدينة مسافة 52 كم عن البحر المتوسط في خط مستقيم و22 كم عن البحر الميت و250 كم عن البحرالأحمر ، وتبعد عن عمان 88 كم ، وعن بيروت 388 كم ، وعن دمشق 290 كم. 3 ـ التأسيس: ان أقدم جذر تأريخي في بناء القدس يعود الى اسم بانيها وهو ايلياء بن ارم بن سام بن نوح ( ع ) ـ ايلياء أحد أسماء القدس ـ وقيل ان ( مليك صادق ) احد ملوك اليبوسيين ـ وهم أشهر قبائل الكنعانيين ـ أول من اختط وبنى مدينة القدس وذلك سنة ( 3000 ق. م ) والتي سميت بـ ( يبوس ) وقد عرف ( مليك صادق ) بالتقوى وحب السلام حتى أُطلق عليه ( ملك السلام ) ، ومن هنا جاء اسم مدينة سالم أو شالم أو ( اور شالم ) بمعنى دع شالم يؤسس ، أو مدينة سالم وبالتالي فان اورشليم كان اسماً معروفاً وموجوداً قبل ان يغتصب الاسرائيليون هذه المدينة من ايدي اصحابها اليبوسيين وسماها الاسرائيليون ايضاً ( صهيون ) نسبة لجبل في فلسطين ، وقد غلب على المدينة اسم ( القدس ) الذي هو اسم من اسماء الله الحسنى ، وسميت كذلك بـ ( بيت المقدس ) الذي هو بيت الله. 4 ـ التوسعة والاعمار: ـ في عهد النبي سليمان ( ع ) اتسعت القدس فبنى فيها الدور وشيد القصور واصبحت عاصمة للدولة ، امتدت من الفرات إلى تخوم مصر. ويعتبر هيكل سليمان اهم واشهر بناء اثري ضخم ، شيده الكنعانيون فيها ليكون معبداً تابعا للقصر. ـ قام الخليفة الثاني عمر بن الخطاب بعدة اصلاحات فيها. ـ سنة 72 هـ بنى عبد الملك بن مروان قبة الصخرة والمسجد الاقصى ، وكان غرضه ان يحول اليها افواج الحجاج من مكة التي استقر فيها منافسه عبد الله بن الزبير الى القدس. ـ سنة 425 هـ شرع الخليفة الفاطمي السابع علي ابو الحسن في بناء سور لمدينة القدس بعد بناء سور الرملة ، وفي العصر الفاطمي بني اول مستشفى عظيم في القدس من الاوقاف الطائلة. ـ سنة 651 هـ / 1253 م وفي زمن المماليك غدت القدس مركزا من اهم المراكز العلمية في العالم الاسلامي. ـ سنة 1542 م جدد السلطان سليمان القانوني السور الحالي الذي يحيط بالمدينة القديمة والذي يبلغ طوله 4200 م وارتفاعه 40 قدماً. 5 ـ المعالم: كانت أرض مدينة القدس في قديم الزمان صحراء تحيط بها من جهاتها الثلاثة الشرقية والجنوبية الغربية الاودية ، اما جهاتها الشمالية والشمالية الغربية فكانت مكشوفة وتحيط بها كذلك الجبال التي اقيمت عليها المدينة ، وهي جبل موريا ( ومعناه المختار ) القائم عليه المسجد الاقصى وقبة الصخره ، ويرتفع نحو 770 م ، وجبل اُكر حيث توجد كنيسة القيامة وجبل نبريتا بالقرب من باب الساهرة ، وجبل صهيون الذي يعرف بجبل داود في الجنوب الغربي من القدس القديمة. وقد قدرت مساحة المدينة بـ 19331 كم2 ، وكان يحيط بها سور منيع على شكل مربع يبلغ ارتفاعه 40 قدماً وعليه 34 برج متنظم ولهذا السور سبعة أبواب وهي: 1 ـ باب الخليل ، 2ـ باب الجديد ، 3 ـ باب العامود ، 4 ـ باب الساهرة ، 5 ـ باب المغاربة ، 6ـ باب الاسباط ، 7 ـ باب النبي داود ( ع ). الأودية التي تحيط بالقدس: 1ـ وادي جهنم واسمه القديم ( قدرون ) ويسميه العرب ( وادي سلوان ) 2ـ وادي الربابة واسمه القديم ( هنوم ) 3ـ الوادي أ و(الواد ) وقديسمى ( تيروبيون ) معناه ( صانعو الجبن ) الجبال المطلة على القدس: 1 ـ جبل المكبر : يقع في جنوب القدس وتعلو قمتة 795 م عن سطح البحر ، وعلى جانب هذا الجبل يقوم قبر الشيخ ـ أحمد أبي العباس ـ الملقب بأبي ثور ، وهو من المجاهدين الذي اشتركوا في فتح القدس مع صلاح الدين الأيوبي 2 ـ جبل الطوراو جبل الزيتون : ويعلو 826 م عن سطح البحر ويقع شرقي البلدة المقدسة ، وهو : يكشف مدينة القدس ، ويعتقد أن المسيح صعد من هذا الجبل إلى السماء. 3 ـ جبل المشارف : ويقع إلى الشمال من مدينة القدس ، ويقال له أيضا ( جبل المشهد ) وهو الذي اطلق عليه الغربيون اسم ( جبل سكوبس ) نسبه إلى قائد روماني. 4 ـ جبل النبي صمويل : يقع في شمال غربي القدس ويرتفع 885 م عن سطح البحر. 5 ـ تل العاصور : تحريف ( بعل حاصور ) بمعنى قرية البعل ويرتفع 1016 م عن سطح البحر ، ويقع بين قريتي دير جرير وسلود ، وهو : الجبل الرابع في ارتفاعه في فلسطين. ويصف مجير الدين الحنبلي القدس في نهاية القرن التاسع سنة 900 هـ بقوله : ( مدينة عظيمة محكمة البناء بين جبال وأودية ، وبعض بناء المدينة مرتفع على علو ، وبعضه منخفض في واد واغلب الابنية التي في الأماكن العالية مشرفة على مادونها من الأماكن المنخفضة وشوارع المدينة بعضها سهل وبعضها وعر ، وفي أغلب الأماكن يوجد اسفلها أبنية قديمة ، وقد بني فوقها بناء مستجد على بناء قديم ، وهي كثيرة الآبار المعدة لخزن الماء ، لأن ماءَها يجمع من الأمطار ). الاماكن المحكمة البناء في القدس: اسواقها: ـ سوق القطانين المجاور لباب المسجد من جهة الغرب ، وهو سوق في غاية الارتفاع والاتقان لم يوجد مثله في كثير من البلاد ، الاسواق الثلاثة المجاورة بالقرب من باب المحراب المعروف بباب الخليل ، وهو من بناء الروم.واول هذه الاسواق سوق العطارين وهو الغربي في جهة الغرب وقد أوقفه صلاح الدين الايوبي على مدرسته الصلاحية. حاراتها: الحارات المشهورة في القدس هي حارة المغاربة ، وحارة الشرف ، حارة العلم ، حارة الحيادرة ، حارة الصلتين ، حارة الريشة ، حارة بني الحارث ، حارة الضوية. القلعة: وهي حصن عظيم البناء بظاهر بيت المقدس من جهة الغرب ، وكان قديما يعرف بمحراب داوود ( ع ) ، وفي هذا الحصن برج عظيم البناء يسمى برج داوود ، وهو من البناء القديم السليماني ، وكانت تدق فيه الطبلخانة في كل ليلة بين المغرب والعشاء على عادة القلاع بالبلاد. عين سلوان: وهي بظاهر القدس الشريف من جهة القبلة بالوادي ، يشرف عليها سور المسجد الجنوبي ، وقد ورد في بعض الاخبار اهمية هذه العين ووصفها ومكانتها ، وهي احدى العيون الجارية التي ورد ذكرها في الكتاب العزيز ( فيهما عينان تجريان ) سورة الرحمن / 50. آبارها: بئر أيوب ، وهي بالقرب من عين سلوان نسبة إلى سيدنا أيوب ( ع ) ، ويقال ان الله تعالى قال لنبيه أيوب ( ع ) (اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب ). مساجدها: 1ـ المسجد الاقصى الشريف. والتي تقع في وسطه الصخرة الشريفة. 2ـ جامع المغاربة : وهو يقع بظاهر المسجد الاقصى من جهة الغرب. 3ـ جامع النبي داود ( ع ) مقابرها: ـ قبر النبي موسى ( ع ) الواقع شرقي بيت المقدس. ـ مدفن النبي داود ( ع ) في الكنيسة المعروفة ( بالجيسمانية ) شرق بيت المقدس في الوادي. وكذلك قبر زكريا وقبر يحيى عليهما السلام. ـ قبر مريم ( عليها السلام ) وهو في كنيسة الجيسمانية ، في داخل جبل طور خارج باب الاسباط. ـ مقبرة الساهرة : وهي البقيع المعروف بالساهرة في ظاهر مدينة القدس من جهة الشمال وفيها يدفن موتى المسلمين ومعنى ( الساهرة ) ارض لا ينامون عليها ويسهرون. ـ مقبرة باب الرحمة : وهي بجوار سور المسجد الاقصى. مقبرة الشهداء ـ مقبرة ماملا : وهي اكبر مقابر البلد تقع بظاهر القدس من جهة الغرب. مدارسها: في المدينة مدارس ومعاهد علمية ودينية وخيرية عديدة منها: مدارس حكومية وهي : دارالمعلمين ، ودارالمعلمات ، والمدرسة الرشيدية ، والمأمونية ، والبكرية ، والعمرية ، والرصاصية ، ومدرسة البقعة..... الخ. وهنالك نحو 70 مدرسة قديمة اهمها المدرسة النحوية ، الناصرية ، التذكرية ، البلدية ، الخاتونية ، الارغونية.... الخ. مكتباتها: ـ هنالك 34 اسماً لمكتبات مختلفة نذكر أقدمها: ـ مكتبة القديس المخلص. تأسست عام 1558 م ـ مكتبة الخليلي تأسست عام 1725 م ـ ومكتبة البطريركية الاورثودوكسية تأسست عام 1865 م ـ مكتبة الجامعة العربية ـ المكتبه الخالدية تأسست عام 1900 م وهنالك مكتبات خاصه تعود لبعض الاسر القديمه منها المكتبة الفخرية ومكتبة آل البديري ، مكتبة آل قطينة ، ومكتبة آل الموقت. متاحفها: ـ المتحف الحكومي للآثار انشئ عام 1927 م. ـ المتحف الاسلامي : اسسه المجلس الاسلامي الأعلى عام 1341 هـ / 1923 م. اماكنها التاريخية الاخرى: كنيسة قمامة ، القيامة ، المارستان او الدباغة ، حبس المسيح ، الجتسيماني،طريق الآلام ، الصلاحية ، المتحف ، جبل الزيتون. قبابها: قبة الصخرة ، قبة السلسلة ، قبة جبريل ، قبة الرسول ، قبة الرصاص ، قبة المعراج. بيت المقدس في القرآن الكريم: ـ لقد خصها الله تعالى بالبركة بقوله ( ونجيناه ولوطاً الى الارض التي باركنا فيها للعالمين ) الانبياء 71. ـ ولقد نص القران الكريم صراحة على فضيلة الأرض المقدسة في قوله تعإلى ( واذ قال موسى لقومه يا قوم... اذكروا نعمة الله... ياقوم ادخلوا الارض المقدسة ) المائدة 21. 6 ـ من ذاكرة التاريخ: ـ سنة 3000 ق.م هاجر العموريون العرب الى فلسطين. ـ سنة 1900 ق. م هاجر ابراهيم الخليل ( ع ) من اور الى فلسطين. ـ سنة 1785 ق.م هجرة الهكسوس وفي هذه الفترة ، هاجر آل يعقوب الى مصر نحو سنة 1740 ق. م. ـ سنة 1290 ق. م خروج موسى ( ع ) وجماعته من مصر الى فلسطين. ـ سنة 1003 ق. م اتخذ داود ( ع ) اور شليم عاصمة له وخلفه ابنه سليمان ( ع ). ـ سنة 722 ق.م سقوط اسرائيل على يد سرجون الثاني الآشوري. ـ سنة 586 ق. م سقوط يهودا على يد نبوخذ نصر البابلي. ـ سنة 536 ق.م احتل كورش الاخميني بابل وسماحه لليهود بالنزوح الى فلسطين. ـ سنة 538 ق. م احتل الاخمينيون فلسطين ، وقام كورش بتجديد هيكل سليمان وبناء المدينة. ـ سنة 332 ق. م احتل الاسكندر المقدوني فلسطين ، وحلت الفوضى البلاد بعد وفاته عام 322 ق.م. ـ سنة 62 ق. احتل الرومان فلسطين. ـ سنة 37 ق. م نصب الرومان هيرو دوس الادومي ملكاً على الجليل والقدس ، وظل يحكمها حتى سنة 4 م وفي زمانه ولد النبي عيسى ( ع ) في بيت لحم. ـ سنة 70 م حدث شغب في مدينة القدس فحاصرها طيطوس الروماني واحدث في المدينة النهب والحرق والقتل واحرق المعبد الذي بناه هيرودوس. ـ سنة 135 م اثار اليهود الشغب مرة اخرى الا ان الامبراطور الروماني هديريان قام بالتنكيل بهم ودمر المدينة وحرث موقعها وحول القدس الى مدينة وثنية وسمح للمسيحيين ان يقيموا فيها على أن يكونوا من اصل اليهود وسمى المدينة ( الياكا بيتو لينا ) مشتقة من اسرة هدريان المدعوة اليا. ـ سنة 324 م اصبحت فلسطين تحت الاحتلال البيزنطي. ـ سنة 614 م أحتل كسرى ابرويز فلسطين. ـ في ليلة 17 / ربيع الاول من شهر رجب قبل الهجرة النبوية بسنة أَسرى الله برسوله ( ص ) من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى. ـ في شعبان سنة 2 هـ صلى الرسول ( ص ) أول صلاته باتجاه القدس ثم حولت القبلة إلى الكعبة المشرفة في هذا التاريخ. ـ سنة 7 هـ / 628 م استطاع الامبراطور البيزنطي هرقل ان يطرد الفرس من القدس. ـ سنة 8 هـ / 629 م وقعت معركة مؤتة. ـ سنة 9 هـ / 630 م وقعت معركة تبوك. ـ سنة 13 هـ / 634 م وقعت معركة اجنادين وانتصر المسلمون فيها على الروم. ـ سنة 15 هـ / 636 م وقعت معركة اليرموك وانتصر المسلمون فيها. ـ سنة 17 هـ / 638 م دخل عمر بن الخطاب القدس وصالح أهلها. ـ سنة 40 هـ / 661 م اخذ معاوية بن ابي سفيان البيعة في القدس ، واختار مدينة دمشق عاصمة لخلافته. ـ سنة 65 هـ / 684 م وقعت ثورة فلسطين بزعامة نائل الجذامي تأييداً لعبد الله بن الزبير. ـ سنة 72 هـ / 691 م أخذ سليمان بن عبد الملك البيعة في القدس ، وبنى في الرملة قصراً له. ـ في الفترة بين سنة ( 163 ـ 218 هـ ) زار فلسطين المهدي العباسي ومن بعده المأمون العباسي. ـ سنة 264 هـ ضم احمد بن طولون فلسطين الى دولته في مصر. ـ سنة 385 هـ / 968 م سيطر الفاطميون على فلسطين. ـ سنة 417 هـ وقعت معركة عسقلان وانتصار حلف الامراء العرب على الفاطميين. ـ سنة 492 هـ استيلاء الوزير الفاطمي الافضل بن بدر الجمالي على القدس. ـ سنة 493 هـ احتل الصليبيون القدس وارتكبوا مجاز دموية في ساحة المسجد الاقصى ورفعوا الصليب على الصخرة المقدسة. ـ سنة 583 هـ / 1187 م استرداد بيت المقدس من الصليبين على يد صلاح الدين الايوبي في اعقاب معركة حطين. ـ سنة 586 هـ / 1190 م وقعت حملة ريشارد قلب الاسد ملك انكلترا وفليب الثاني ملك فرنسا ( الحملة الصليبية الثالثة ) واستيلائه على فلسطين في معركة ( ارسوف ). ـ سنة 637 هـ / 1239 م استولى الايوبيون على القدس. ـ سنة 651 هـ / 1253 م استولى المماليك على فلسطين. ـ سنة 659 هـ / 1260 م وقعت معركة ( عين جالوت ) واندحار المغول. ـ سنة 690 هـ / 1291 م انهى السلطان ( الاشرف بن قلاوون ) مملكة بيت المقدس الصليبية. ـ سنة 922 هـ / استولى السلطان ( سليم العثماني ) على القدس. ـ سنة 1831 م سقطت القدس بايدي ( ابراهيم باشا العثماني ). ـ سنة 1854 م اقيم اول حي يهودي يدعى ( حي مونتفيوري ) في القدس نسبة الى رجل يهودي استطاع شراء ارض فلسطينية بمساعدة السلطان العثماني. ـ سنة 1920 م وضعت فلسطين تحت الانتداب البريطاني من اجل انشاء دولة اليهود فيها. ـ سنة 1948 م اغتصبت فلسطين من قبل اليهود وطرد العرب الفلسطينيون منها. ـ سنة 1967 م استكمل اليهود سيطرتهم على عموم فلسطين والقدس بعد نكسة حزيران ، وعادوا يطلقون عليها اسم ( اورشليم ). ـ سنة 1980 م تم اعلان ضم القدس سياسياً الى دولة الاحتلال البريطاني تحت شعار توحيد القدس. الشخصيات المهمة: تعتبر القدس من اقدم البقع المباركة التي قصدها الانبياء للعبادة أبتداءً بابراهيم ( ع ) حتى نبينا الاكرم محمد ( ص) وسكنها وزارها 20 صحابيا و80 تابعيا وعدد كبير من الملوك والعظماء والعلماء منهم: عبيد عامل الخليفة الثاني ، ابو الزبير المؤذن ، مالك بن دينار ، ورابعة العدوية.والاوزاعي عبد الرحمن بن عمر ، والفقيه ابو المعالي المقدسي والفقيه ابو الفضل عطاء وشمس الدين بن خلكان. 7 ـ المصادر: بيت المقدس والمسجد الاقصى دراسة تاريخية موثقة تصنيف : محمد حسن شراب / ط1 / سنة 1994 م بيروت. موسوعة العتبات المقدسة / قسم القدس / جعفر الخليلي / ط2 / سنة 1987 م بيروت. تاريخ سورية ولبنان وفلسطين / فيليب حتي / ج2 / ص35. الانس الجليل في تاريخ القدس والخليل / مجير الدين الحنبلي / ج1. مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة / طه باقر / ج1 / ص209 / ط2 / سنة 1955 بغداد. تاريخ فلسطين في العصور الاسلامية الوسطى / د. فاروق عمر ـ د. محسن محمد حسين / سنة 1987 م بغداد http://www.rafed.net/towns/palastain.html القدس |
حلف الناتو Gilbert ACHKAR اظهرت القمة الاخيرة لمنظمة حلف شمال الاطلسي، الناتو، مدى التغيرات الحاصلة في العالم منذ الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2001، والاجتماع المنعقد للمرة الاولى في احد بلدان حلف فرصوفيا السابق تميز بقرار غير مسبوق يقضي بضم جمهوريات سوفياتية سابقة الى صفوف الحلف. وكان أيضاً مناسبة لتعيد الولايات المتحدة تأكيد زعامتها على شركائها الاوروبيين بالرغم من التجاذبات التي حصلت بينها وبين كل من المانيا وفرنسا حول المسألة العراقية. كان التعارض لافتا بين قمة براغ في 21 و22 تشرين الثاني/نوفمبر 2002 وقمة العيد الخمسين لتأسيس حلف الناتو التي التأمت في واشنطن يومي 23 و24 نيسان/ابريل من العام 1999. فقمة واشنطن عقدت في وقت بدت فيه قوات الاطلسي تغرق حول كوسوفو في وحول اول حرب متوسطة الحجم يقودها الحلف منذ تأسيسه. وكان التوتر في اوجه بين الحلف وروسيا منذ انهيار الاتحاد السوفياتي مما اثار جدلا داخل الطبقة السياسية الاميركية في شأن سياسة الغرب حيال موسكو. وكان تفاقم الجدل بعد قرار قمة مدريد في تموز/يوليو 1997 الموافقة على مبدأ ضم بولونيا والمجر وتشيكيا الى الحلف، فبعد التصلب الروسي في قضية كوسوفو، تأكدت تحذيرات هؤلاء الذين نبهوا الى أخطار الاجراءات التي ارتابت منها موسكو واعتبرتها نوعا من الاقصاء الموجه ضدها. وانتهى الامر الى عدم اطلاق قمة واشنطن آلية لضم بلدان جديدة بعد الدول الثلاث الاعضاء في حلف فرصوفيا السابق وذلك بالرغم من المطالبة الملحة لشخصيات مناهضة لروسيا من امثال السيد زبيغنيو بريجنسكي. مدى تاثير حلف اعتداءات سبتمبر على مؤسسين حلف الناتو غيرت اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر المعطيات في جانبين جوهريين. فهي وفرت اولا لادارة بوش الجديدة شرعية ايديولوجية غير متوقعة من اجل تجديد سياسة التدخل المسلح غير المضبوط والذي كانت الولايات المتحدة قد توقفت عن ممارسته منذ حرب فيتنام. وقد وجد الفريق الحاكم في واشنطن في "الحرب ضد الارهاب" واجهة ايديولوجية تؤمّن االصدقية لحملته العسكرية الواسعة والطويلة المدى بعد انتهاء الحرب الباردة على غرار ما كانت عليه "الحرب ضد الشيوعية" بين 1945 والهزيمة في فيتنام. من جهة اخرى كان الحادي عشر من ايلول/سبتمبر مناسبة لانعطاف سياسي قام به السيد فلاديمير بوتين على خلفية تورط الجيش الروسي في الشيشان. تراجع حاكم الكرملين امام ضغوط واشنطن المتصاعدة بعد صدمة اعتداءات ايلول/سبتمبر واختار مرغما لا بطلا الاستفادة على الاقل من موقفه المتعاون وتخليه عن احتواء الموجة الهجومية الاميركية التي اطلقتها الاعتداءات (١). وكانت ابلغ نتائج هذين التطورين المتداخلين اجتياز الولايات المتحدة الخط الاحمر الذي رسمته روسيا في عهد السيد بوريس يلتسين في مواجهة التوسع الاميركي على حساب دائرة النفوذ الروسي. والخط الاحمر هذا يتطابق مع حدود الاتحاد السوفياتي السابق وكانت موسكو في التسعينات تنذر بأن اقامة اي وجود عسكري غربي داخل هذه الحدود هو بمثابة اعتداء عليها. ها هو الوجود العسكري قد حصل اليوم. انتهزت الولايات المتحدة فرصة الحرب في افغانستان لتقيم قواعد عسكرية من الواضح انها على المدى الطويل في اوزبكستان وقرغيزستان كما حصلت على تسهيلات عسكرية في طاجيكستان وقازاقستان كما مدت اذرعتها العسكرية حتى جورجيا. ان وجود القوات العسكرية الاميركية في قلب الاتحاد السوفياتي السابق نزع الاهمية عن القرار الذي اتخذه حلف الاطلسي في قمة براغ بضم جمهوريات البلطيق وثلاث دول اعضاء في حلف فرصوفيا البائد اي رومانيا وبلغاريا وسلوفاكيا اضافة الى سلوفينيا العضو السابق في الاتحاد اليوغوسلافي. بعدما كان مدار جدل في الامس لم يثر هذا القرار اي ردة فعل حقيقية اذا ما تجاوزنا خطب المناسبات (٢). فالكرة الارضية باتت ضمن شبكة من القواعد والاحلاف التي تسيطر عليها الولايات المتحدة. من جهة اخرى ان المصادفة غير البريئة في الانتسابات المبرمجة لبلدان "في وضع انتقالي" قبل دخولها الى الناتو والاتحاد الاوروبي، تزيد كثيرا من هيمنة الولايات المتحدة على المنظمة الاولى وتوسع تأثيرها على الثانية. في الواقع ان الدول السبع المذكورة سوف تصبح اعضاء في حلف شمال الاطلسي عام 2004 بعد انتهاء الدول الأعضاء من اجراءات المصادقات. وفي العام نفسه تصبح خمس من بينها اعضاء في الاتحاد الاوروبي اضافة الى ثلاث دول من اوروبا الوسطى سبقوها في الانتساب الى الاطلسي بينما تنضم كل من رومانيا وبلغاريا الى الاتحاد الاوروبي في العام 2007. هكذا لا يبقى سوى ست دول اعضاء في الاتحاد الاوروبي (النمسا وقبرص وفنلندا وايرلندا ومالطا وأسوج) غير منتسبة الى الناتو الا اذا اقدمت على خطوة الالتحاق بالدول الأخرى داخل الحلف. وكما اشارت صحيفة "واشنطن بوست"، فإن الدول المنتسبة الثلاث عام 1997 "اظهرت حماسة خصوصا لجهة ارضاء واشنطن التي دعمت عضويتها. كما ان الدول السبع الجديدة ستكون مناصرة متشددة للحلف وداعمة للولايات المتحدة بحسب بعض الرسميين في الناتو وممثلين لهذه الدول. ويقول احد المسؤولين الاميركيين ان التوازن داخل الحلف يمكن ان يتطور في اتجاه الخط الاكثر حزما و الملتصق اكثر بسياسة الولايات المتحدة (٣)". كذلك سيشهد الاتحاد الاوروبي تطورا مماثلا على الارجح ومن البديهي ان يتعزز هذا التوجه العام مع انتساب تركيا المدعومة بقوة من واشنطن (٤). وفي هذا المجال يبدو الاختلاف كبيرا مع العام 1999. ( كان يمكن تفسير القرارات الآيلة الى تشكيل قوة تدخل سريع تابعة للاتحاد الاوروبي (اتخذت في سياق حملة كوسوفو خلال قمتي الاتحاد في كولونيا، حزيران/يونيو 1999، وهلسنكي، كانون الاول/ديسمبر 1999) على انها اشارة الى رغبة في التحرر من التبعية الاميركية، وذلك بالرغم من النفي الحاسم في هذا الخصوص الذي اعلنته الحكومات الاوروبية مدعية على العكس ان هذه القوة وجدت لتؤمن التكامل مع حلف شمال الاطلسي. صحيح ان القوة الاوروبية المؤلفة من 60 الف جندي ليست معدة سوى للمهمات المعروفة باسم "بترسبرغ” ٥) ـ تفادي النزاعات وحفظ السلام والمهمات الانسانية ـ وهي تحديدا من النوع الذي يرغب البيت الابيض في تركه لحلفائه وعدم اشراك القوات الاميركية في تنفيذها(6). هذا هو الفارق الرئيسي بين قوة التدخل السريع الاوروبية وقوة الرد الاطلسية التي نجحت الولايات المتحدة في اقرار تشكيلها خلال قمة براغ الاخيرة: فإذا كانت القوة الاطلسية وهي في مجملها اوروبية لا تمثل سوى ثلث عديد قوة التدخل السريع الاوروبية فلأن تعريف مهماتها غير محدود. فيأتي تشكيل قوة الرد الاطلسية في صلب سياق التحول المزدوج الذي طرأ على الناتو منذ قمة روما عام 1991، فالحلف انتقل من كونه دفاعيا الى منظمة "أمنية" اي متمتعة بحق التدخل ولم يعد واردا احترام دائرة تدخلها الاساسية والتي تحددها حصرا المادة الرابعة من معاهدة 1949 باعتبار انها تشمل البلدان الاعضاء والاراضي الواقعة تحت ادارتها او سيطرة قواتها "من شمال الاطلسي الى شمال مدار السرطان”. فحلف الاطلسي ما عاد يلتزم حدودا جغرافية كما ظهر ذلك خلال تدخله في البلقان. مقابل دائرة التدخل المحدودة (أربعة آلاف كيلومتر حول بروكسل) التي تغطي بها قوة التدخل السريع اوروبا ومحيطها الجيوسياسي، لا تضع قوة الرد الاطلسية لنفسها حدودا لتدخلها. هذا ما شدد عليه الرئيس جورج والكر بوش الذي لم يتردد سلفا في اعتبار قرارات قمة براغ على "انها الاهم منذ تأسيس الحلف عام 1949”. "بما ان العديد من احتمالات التهديد على الدول الاعضاء في حلف شمال الاطلسي تأتي من خارج اوروبا، يجب اعداد قوات الحلف للعمل خارج اوروبا. عندما اضطر الامر لارسال قوات الى افغانستان على وجه السرعة، كانت خيارات الحلف محدودة(...). تقترح الولايات المتحدة انشاء قوة رد تابعة لحلف الاطلسي تضم قوات جوية وبرية وبحرية عالية التجهيز والجهوزية يؤمنها الحلفاء في الناتو من الاعضاء القدامى والجدد. وستكون هذه القوة جاهزة للانتشار في اسرع وقت حيث تبرز الحاجة اليها” (7). في الواقع شكلت حرب افغانستان إذلالا حقيقيا لـ"الحلفاء الاطلسيين" اذ بعدما عرضت الدول الأعضاء خدماتها الجماعية في 12 ايلول/سبتمبر 2001 عملا بالمادة الخامسة من معاهدة 1949 حول التضامن الدفاعي بين الدول الاعضاء، لم تلقَ من واشنطن سوى تجاهل لها مجتمعة ودعوة افرادية للانضمام الى الحملة الافعانية بحسب الحاجات التي تحددها القيادة الاميركية. ازاء الاذلال المضاعف بالانحراف "الاحادي الجانب" من السيد بوش وصقور البيت الابيض، خشيت الدول الاعضاء من ان تنظر واشنطن الى الحلف كصيغة عفا عليها الزمن. لقد استغلت ادارة بوش هذا الشعور في سعيها لانشاء قوة الرد الاطلسية (8). وهي تتناسب من حيث حجمها مع حاجة فعلية للبنتاغون خصوصا انها تقوم على مبدأ مجالات التخصص. تقوم الدول الاوروبية بمد القوات الاميركية بمساعدات محددة في المجالات التي تبرع فيها كل من هذه الدول. في هذا الاطار يمكن الاستفادة كثيرا من دول حلف فرصوفيا السابق امثال تشيكيا التي كانت متخصصة ابان الحرب الباردة بالهجمات النووية والبيولوجية او الكيميائية ويعتبر البنتاغون ان خبرتها في هذا المجال مفيدة (9). يمكن واشنطن ان تعطي الاتحاد الاوروبي من عملته وان تقول بدورها ان قوة الرد الاطلسية مكملة لقوة التدخل السريع الاوروبية. وبالفعل فإن قمة براغ شكلت مرحلة حاسمة على طريق تحويل الاعضاء الاوروبيين في حلف شمال الاطلسي وهم الاكثرية الساحقة في الاتحاد الاوروبي الى ملحقين بالقوات المسلحة الاميركية في مشروعها للتوسع الامبراطوري العالمي. |
تاريخ أوروبا نقب الدوتشي ( أي أغيم ) واخذ على نفسه عهدا بان يخلق من إيطاليا دولة قوية هجومية . وفي ألمانيا جاء إلى الحكم أدولف هتلر في عام 1933 . وكان زعيما لحزب النازي أو الحزب الاشتراكي الوطني وقد مزج بين فلسفة فاشية وسياسية عنصريه من عندياته . وكان هدفه القضاء عاى الاجناس بتوسيع حدود المانيا . وقد أطلق على هذا التوسع سياسة اللبنسروم أو " المجال الحيوي " وكان القصد منه أن يكون في إتجاه الشرق وبصفة اساسيه عاى حساب روسيا . وقد عبر هتلر عن هذه الاراء كلها في كتابه المسمى " كفاحي " ( 1924 ) . السنوات المفجعة " 1933 / 1939 " . أن مجيء هتلر إلى الحكم قد جلب إلى ميادين السياسيه ال واروبية جوا جديدا زاد فيه التوتر . فقد وطد لنفسه دعائم السلطان في ألمانيا باساليب دموية . واستأصل و الذي منحه السلطه مطلقة في ألمانيا . و في عام 1934 استولى على منصب رئيس الدولة الذي جمع بينه و بين منصب المستشار. عمل في الثلاثين من شهر يونيو على قتل مئات من أتباعه في الليلة التي عرفت باسم " ليلة المد الطويلة "وذلك لكي يرضي القياده الالمانيه العالميه التي كانت تسيء الظن بقطاع من الناز يين على اعتبار انهم كانوا يرغبون في فرض السيادة على الجيش الأ لماني عن طريق جيش لحزب النازي . ومنذ ذلك الحين و الى ما بعد نشوب حرب عالمية جديده ظل هتلر و الجيش الالماني يعملان معا بتنسيق تام وثيق وهو تنسيق كان شؤما على أوروبا . وفي عام 1935 أعلن هتلر سياسيه الخاصه باعلدة التسليح و التجنيد الالزامي وقد اعتبر هذا تحديا مباشرا المعاهدة فرساي و لكن لم يتخذ ازاءة أي عمل مباشر . وكان رد الفعل من جانب فرنسا هو تشكيل حلف دفاعي مع الاتحاد السوفييتي وهو ما شجببه هتلر باعتباره تهديدا لالمانيا . بل أنه اتخذ من هذا الشوفييتي وهو ما شجبه هتلر باعتباره تهديدا لالمانيا . بل انه اتخذ من هذا ذريعة وارسل جيشا قوامة 36,000 رجل الى اقليم الراين في مارس عام 1936 . أن هذا الاقليم كان قد جرد من السلاح بمقتضى معاهدة فرساي و هكذا كان هذا العمل تحديا مباشرا للدول الاوروبيه . وقد أهتاج الرأي العام الفرنسي و لكن هذا العمل تحديا مباشرا للدول الاوروبيه . وقد اهتاج الرأي العام الفرنسي ولكن الحكومة تقاعست عن العمل . ومن المحتمل انه لو كانت بريطانيا قد وافقت على القتال لفعلت هذا فرنسا ايضا و لكن بريطانيا لم تجد حاجةلمناصرة فرنسا أيضا و لكن بريطانيا لم تجد حاجة لمناضرة فرنسا القوية ضد مجرد قوة لا تزيد على 36,000 الماني . التافس بين الايديولوجيات كان من أهم الأسباب الرئسيه للتأزم العالمي في سنوات ما بين الحربين العالميتين ازدياد الايديولوجيات المتنافسه أو اقامت الثوره البلشيقيه النظام الشيوعي في حين أخذ لينين يدعو الى حرب الطبقات واسقاط انظمة الحكم اارأسماليون وعمد ستالين الذي استولى على الحكم في حوالي عام 1927 الى تعديل مها جمته للبلاد الرأسماليه . ومهامها يكن من امر فقد بقيت مع ذلك فجوة أيديولوجيه عميقه الجذور بين الشيوعيه و الديمقراطيه ولاسيما بين الشيوعيه وبين الفاشية و النازية . وعندما فام موسوليني بالزحف على روما في عام 1922 عين على اثر رئسيا للوزارء . وسرعان ما نصب نفسه كدكتاتور فاشستي واتخذ رأينا في مقال سابق التغيرات الكبرى التي احدثتها الحرب العالميه الاولى في أوروبا . فان الدول المهزومة قد نالت عقابا صارما و الزمت بدفع تعويضات ضخمة عن اضرار الحرب كما أنقصت حدودها و شكل عدد من الدول الجديدة انقطعت من الدول القويه السابقة : النمسا و المجر . وبانتهاء الحرب سرت في كيان اوروبا المضعضعة هزة الامل فان تدحل امريكا في الحرب كان معناه دخول قوة كبرى جديدة تعمل للسلام و الديمقاطية الى مضمار الساسية الدوليه فقد انتصرت الدول الديمقراطية وبدأ نجمها في الصعود في كل مكان دول مثل بريطانيا و فرنسا وايطاليا و امريكا . وفي كثير من الامم الجديدة قامت دساتير متحررة عصريه وحتى المانيا كانت تحكمها حكومة تطبق الدستور الديمقراطي الذي عرف باسم دستور فيمار . وقد تكونت عصبة الأمم لكي تشرف على أوروبا " الجديدة " و ترعاها . وقيل أن الحرب العظمي كانت حزبا " قامت لوضع نهاية لكل الحرب " وإن العالم قد " كفلت له اسباب الامن و الديمقراطية " . وحدث ايضا في عام 1935 ان موسوليني قام بغزو الحبشه . وقد أيده بحماس زميله هتلر الدكتوتور على الرغم من ادانه عصبة الامم لهذا العمل و لكن رأي عصبة الامم لم يكن له أي أثر . فمن قبل أصيت هيتها بالضرب في عام 1931 حينما ادانت غزو اليابان لمنشوريه مما كانت نتيجة الوحيده انسحاب اليابان من العصبة . وبنفس الاسلوب تحدى موسوليني عصبة الام وسرعان ما سحبت " عقوبات " ضد ايطاليا . وما ان حل عام 1936 حتى كان الصراع بين الدول الديمقراطيه وبين الدكتاتورين في أوج نشاطه واخذت الحملات الصحفيه تشن دعايات متزايده الكراهيه . وفي ذلك العام نشبت الحرب الاهليه الاسبانيه وكانت عصبة الامم مجرده من كل قوه لمنع حشود الطائرات والجنود الايطاليا و الامانيا من تقديم مؤ ازراتهم للحرب الفاشستي في اسبانيا . وقد هيأت هذه الحرب للدكتاتورين فرصة مرغوبه لتجربة اسلحتها الجديده وعلى الاخص السلاح الالماني . واخذت أوربا تتبلور بسرعة الى معسكرات مسلحة فقد شكلت المانيا و اليابان في عام 1936 ميثاق مناهضة الشيوعيه الذي انضمت الية ايطاليا على الاثر وفي عام 1937 قام موسوليني بزيارة مظفرة لالمانيا واعن عن قيام " المحور " الجديد بين برلين وروما بين الفرح و التهليل . وفي الحال اغتنم هتلر الفرصة بطريقتة الخاصة للافاردة من حليفة فقد كانت ايطاليا دائما هي المعاض الرئسي لقيام أي ارتباط بين المانيا و النمسا اما الان فان هتلر لم يجد سببا ما يصده ويدعوه الى الاحجام . ان الارض اصبحت ممهدة خير تمهيد وهكذا بدأت الحملات ضد الحكومة النمساوية ومستشارها شوشنج واخذت هتلر الزعيم المهيج للدهماء الجماعات النازيه في النمسا تتظاهر لصالح الانضمام الى المريخ الثالث بزعامة هتلر. وفي مارسعام 1938 زحف الجنود الالمان الى داخل النمسا وضمت البلاد الى المانيا وكانت الصدمة في بقية اوروبا شديده ولكن الاسوء من ذلك كان مقدرا ان يتوالى سريعا . ففي عام 1938 نشأت ارمة حول علاقات المانيا بتشيكوسلوفاكيا اذ كان يعيش في نطاق الاراضي التشيكية نحو 3 ملايين الماني كانوا يقيمون في اقيم السوديت وقد طالب هتلر بعودة هؤلاء الامان للاتحاد مع احوانهم الامان في الريخ وعلى اثر ذلك كانت " الحوادث " تفتعل افتعالا بين التشيك و الالمان وراحت |
الإرث الحضاري لبلاد ما بين النهرين واستمرارية تأثيره في الحضارات العالمية خمسة آلاف سنة من العطاء الحضاري لبلاد ما بين النهرين يصعب التكلم عنها في مدة محددة ب خمسين دقيقة ما لم نحدد كلامنا عن منظور محدد فقط. هذا المنظور سيكون العناصر الثقافية الباقية من هذه الحضارة العريقة، مهد الحضارات البشرية. بدأ تدوين حضارة النهرين منذ لحظة إختراع الكتابة الاولية في الالف الرابع قبل الميلاد— وما اختراع الكتابة إلا إحدى عطاءات هذه الحضارة. منذ ذلك الحين، عرفنا عن هذه الحضارة –حضارتنا—الكثير الكثير إلى بلوغها قمة العطاء الانساني في القرن السادس قبل الميلاد. أما بعد القرن السادس، فقد قضي على الوجود السياسي المتمثل بالامبراطورية الآشورية، ثم الامبراطورية البابلية الجديدة (أو الكلدانية) حيث انتقل الحكم إلى شعوبٍ متعددة مختلفة عن شعب النهرين اثنياً ولغوياً وحضارياً وثقافياُ: الفرس (6 ق م)، اليونان (4 ق م)، الرومانِ/ البيزنط (1 م/ ب م)، الساسانيين (3 ب م)، وكان آخرهم المغول وبني عثمان الذين حكموا البلاد إلى مطلع القرن العشرين. خلال هذه الحقبة الطويلة من الزمن، تغيرت معالم المنطقة سياسياً وديمغرافياً ودينياً وثقافياً، وبرغم هذا التغيّر الكبير فان عناصر وافرة من حضارة ما بين النهرين بقيت فعَّالة وبقوة في الحياة اليومية ليس فقط لشعوب المنطقة بل أيضاً لشعوب العالم الحضاري بأكمله. ومع بدء الكلام، أوضح بأن تعبير "حضارة بلاد النهرين" تفيد حضارة الحقب السومرية—الأكادية، الأكادية، البابلية، الآشورية، الكلدانية والآرامية (وكل هذه التسميات انتهت إلى التسمية السريانية فيما بعد) كل هؤلاء ساهموا في إبداع حضارة متكاملة راقية، سنلقي بعض الأضواء على بعض الجوانب الثقافية الخالدة والتي ما زالت تفعل فعلها في الحضارات العالمية كافة. سقوط الكيان السياسي واستمرارية ثقافة ما بين النهرين بعد سقوط بابل على أيدي الفرس في منتصف القرن السادس ق م، زال الكيان السياسي لشعب ما بين النهرين كلياً. ومعه تلاشت طموحات ملك آشور، تغلث فلصر (1100 ق م) وطرحه لنفسه بانه "ملك العالم، ملك آشور، ملك أربع أصقاع المعمورة." وما حدث إثر سقوط نينوى (612 ق م) كان حرق مدن هامة في البلاد وسلبها ونهبها بصورة ليست غريبة وبعيدة عمَّا شاهدناه على شاشة التلفيزيون قبل عام ونصف يوم سقوط بغداد على أيدي الجيش الامريكي. ولكن امبرطورية النهرين كانت واسعة شاسعة، هائلة ومأهولة؛ فبعد إنقشاع غبار المعركة، عاد أهلها إلى دورة حياتهم الثقافية والحضارية بشكل طبيعي مع بعض التحوّل التدريجي للتكيّف مع كل غازٍ جديد في حلّه وترحاله. استمرارية حضارة وثقافة الرافدين وتأثيرها على حضارة وثقافة الفرس بعد سقوط نينوى ثم بابل، قُسّمت اشور إلى مقاطعتين يفصل بينهما نهر دجلة: مقاطعة غربي دجلة سميت آثورا، ومقاطعة شرقي دجلة سميت مادالقد فُرِضَ على الآشوريين (التجمعات الآشورية) في كلا المقاطعتين دفع جزية سنوية وتأمين عمّال للفرس، الحكّام الجدد، بالمقابل يضمن الفرس للآشوريين آمان مدنهم وأعيانهم ومؤسساتهم وحرياتهم الدينية. ومرّت أجيال طويلة على حكم الفرس، لكن الثقافة الآشورية (ثقافة النهرين) بقيت الثقافة السائدة في حياة السكان وفي تعاملهم اليومي مع بعضهم ومع الحكام الجدد. وبواقع ذلك العصر، لم يرى مواطنو الإمبراطورية العاديين في تغيّر حكامهم الاشوريين بالفرس أكثر من تغيير في العائلة المالكة؛ بينما استمر الصرح الثقافي والديني والتشريعي الاشوري الاصيل بفاعليته كما كان في الأجيال السابقة. وهنا لا نخفي حقيقة تأثير ثقافة الحكام الفرس في شؤون الإمبراطورية الخاضعة لهم، ولكن بالمقارنة مع قوة تجذّر الثقافة الآشورية في المنطقة جعل تأثير ثقافة فارس على بلاد ما بين النهرين طفيفاً لا يذكر. فمثلاً، بعد أن دانت بلاد ما بين النهرين كلها إلى حكم الفرس، أستمرت اللغة الآرامية لغة سائدة في كافة مرافق الحياة في البلاد، بل أصبحت اللغة الآرامية اللغة الرسمية للامبراطورية الفارسية. إضافة إلى اللغة، استمر شعب النهرين بممارسة عقائدهِ الدينية وعبادة آلهته الخاصة، مع بعض التطور في مفاهيمه اللاهوتية؛ ليس هذا فحسب، بل ان مفاهيم آلهة الفرس تأثرت كثيراً بلاهوت آلهة بلاد النهرين. فالاله الأعظم عند الفرس، على سبيل المثال، إله أهرا مزدا، أصبح يتمثل بالقرص المجنح للإله آشور. كذلك الآلهه (الام) الفارسية، اناهيدا، تبنت لاهوت واشكال آلهة ما بين النهرين، عشتار. وهذا ما حدث أيضاً لإله مثرا، الذي تبنى لاهوت إله نابو ونينورتا، المتمثل ب "ابن الاله الأعظم والاله المخلص" عند الآشوريين. إن ثبات وحيوية ثقافة بلاد النهرين وتأثيرها الدائم في الثقافات الأخرى، جعل المؤرخ والجغرافي اليوناني سترابو (قرن 1 ق م) يكتب عن دور الثقافة الآشورية عندما تطرق إلى وصف ما بين النهرين. ورغم أن البلاد في القرن الاول كانت تحت الحكم البارثي (الفارسي)، أَكّدَ سترابو انه "ما زالت عادات سكان الإمبراطورية (البارثية) مثل عادات الآشوريين القدامى.أقدم من سترابو كان المؤرخ اليوناني هيرودوت (قرن 5 ق م) الذي زار بلاد النهرين بعد سقوط بابل بقرن من الزمن، ودوّن ما لاحظه عن مهارة العمّال الآشوريين في بناء الصروح وعن خبرتهم العسكرية وخدماتهم للحكام الفرس. إن استمرار ثقافة ما بين النهرين في أرجاء الإمبراطورية السابقة واستمرارية حيويتها وتأثيرها في ظل حكم الفرس يرجع إلى حقيقة ان الفرس والميديين كانوا لاجيال طويلة كيانات خاضعة وتابعة للامبرطورية الآشورية، وبالتالي كانوا خاضعين لقوانينها ومتأثرين وعاملين بأنظمتها منذ عهود خلت.وبالتالي كان العمل بالأنظمة الآشورية خيارهَم الوحيد. كان انتشار وسيادة ثقافة ما بين النهرين كنتيجة لسياسة مدروسة ومنظمة نفذتها الإمبراطورية الآشورية بهدف توحيد وتماسك أجزاء إمبرطوريتهم المترامية الأطراف. وكما كان للآكاديين قصب السبق في إحداث كيان سياسي متوحد ومتين لبلاد ما بين النهرين (على يد سركون الآكادي)، هكذا فعل الآشوريون بخلق وحدة ثقافية مترابطة في البلاد. ففي مطلع القرن الثاني عشر قبل الميلاد، امتدت سلطة الإمبراطورية السياسية إلى ما وراء منطقة الفرات لتشمل مناطق البحر المتوسط. وقتئذٍ، كان الملك الآشوري تغلث فلصر (1100 ق م) الذي لقب نفسه "بملك العالم" يدون طموحاته وانجازاته ويذكر بان حملاته قادته إلى اجتياز نهر الفرات ثمان وثلاثين مرة. ومن أجل تعزيز عناصر الوحدة ومتانة الإمبراطورية من الداخل، شجعت السلطات المركزية عملية التنقل وإعادة الاستيطان من وإلى المدن الرئيسة في البلاد. مثل هذه السياسة، سياسة التنقل وإعادة الاستيطان، فرضت بشكل قسري على "الممالك المتمردة." وهكذا، آلاف من السكان رُحِّلوا، وفي عملية إعادة استيطانهم، أعيد تنظيم مواقعهم الجديدة بحسب النظام المركزي الموحد. وكان من عناصر توحيد الثقافة: نظام موحد للضرائب، والخدمة العسكرية الإلزامية، ونظام موحد للمقاييس والاوزان، ومن ثم جعل اللغة الآرامية وكتابتها لغة البلاد الرسمية. ثقافة ما بين النهرين تستمر بحيويتها في فترة فرض الثقافة اليونانية بعد قرنين من زوال امبرطورية بلاد ما بين النهرين، احتل اليونانيون المقدونيون (312 ق م) معظم بلاد الشرق الاوسط حتى الهند، وجعلوا عاصمتهم الاولى في سلوقية عند نهر دجلة. (ودعيت بآشور الجديدة) ورغم أن اليونان فرضوا سياسة صارمة لِيَونَنة البلاد، إلا انهم لم يتمكنوا من تجنب التأثر ب والتفاعل مع حضارة وثقافة البلاد. أكثر من ذلك، في معظم المصادر اليونانية التاريخية، دعي حكام اليونان ب "حكام سوريا،" الاسم المشتق من آشوريا. وجدير بالملاحظة أن تعبير اسوريا وسوريا ظهر أولاً في الكتابات الآشورية مع نهاية الالف الثاني قبل الميلاد، كتطور لفظي لاشوريا. وأوضح من ذلك، أن إسم حكام اليونان (السلوقيين) ذكروا في مخطوطات البحر الميت والتلمود المكتوبة باللغة الآرامية، باسم "حكام آشور،"وباسم مملكة الاسوريين (الاشوريين: assurios ) في كتابات المؤرخ يوسيفوس في القرن الأول الميلادي. في آواخر القرن الثاني ق م، هَزم الفرثيون (الفرس) الدولة السلوقية واحتلوا القسم الشرقي منها، أي شرقي الفرات، وبينما ضم القسم الغربي أي غربي الفرات إلى روما، وبقيت تسمية سوريا على القسم الغربي فقط. أما في القسم الشرقي، فقد ظهرت فيه ممالك آشورية\ آرامية شبه مستقلة، تحت نفوذ الدولة الفرثية الفتيّة؛ هذه الممالك هي اسروعينا أي الرها، ومملكة حدياب، ومملكة حترا، ومملكة آشور. استمر الاستقلال النسبي لبعض هذه الممالك حتى القرن الثالث الميلادي، خلالها، انتعشت ثقافة الرافدين مجدداً، ونشطت العبادات الدينية والتراثية وآدابها اللاهوتية والفلسفية. في هذه الفترة أُعيدَ بناء هيكل الإله آشور وعدد من المسلات. كان أحد نتائج هذا الانتعاش الثقافي قبولهم وتفاعلهم السريع مع التعاليم المسيحية الباكرة. استمرارية الثقافة خلال قرون قبل وبعد الميلاد يمكن تعقب استمرارية ثقافة بلاد الرافدين وغلبتها على ثقافة الحكام الفرس وثم اليونانيين وبعدهم الفرثيين من زوايا متعددة أوضحها الإنتاج الأدبي الديني وأسماء الأعلام لشعبها من القرن الخامس قبل الميلاد إلى ما بعد القرن الخامس بعد الميلاد. في كثير من الوثائق المكتشفة خلال الفترة اليونانية وثم الساسانية (الفارسية) تم تحديد مئات أسماء الأعلام الآشورية (أو غير يونانية أو ساسانية) بسبب حملهم اسماء مركبة من آلهة بلاد النهرين مثل آشور، شيروا، عشتار، نانايا، بيل، نابو، نركال.. الخ. إلى هنا قد يكون الامر متوقعاً، ولكن دراسة اسماء أعلام السريان المسيحيين، سكان بلاد النهرين، تدهشنا لكثرتها ولكثرة أخذهم أسماء آلهتهم قبل المسيحية. هذه الدراسة اعتمدت المصادر المسيحية السريانية مثل قصص القديسين الاوائل والكتب التراثية والتواريخ الموجودة إلى القرن السادس الميلادي. [يشار إلى مقالة الاسماء ويقرأ منها بعضها] [أمثلة: الرسول آداي ، يفيد معناه "أداد الهي"، والاله اداد هو اله الرعود عند الآكاديين؛ برنابا يفيد ابن الإله نابو، وهو إله الادب والكتابه وابن الإله مردوخ؛ برآبا يفيد ابن الإله آبا، الإله الأب؛ شمشي يفيد الإله شمش هو إلهي؛ مارا يفيد الإله الرب؛ مارونالإله الرب الصغير؛ بابا يفيد الإله الباب؛ سراح - سراحي ويفيد الإله سر (آشور) هو أخي او حبيبي؛ شررا أو شررو ويفيد إله القمر، وهذا الاسم ما زال رائجاً في العائلات السريانية؛ ملكي يفيد الملك (الإله) هو ملكي أو الملك هو إلهي؛ سعدو يفيد إله الحظ عند الآكاديين؛ وسعدي يفيد إله الحظ هو إلهي. ..الخ] الاستمرارية في الحقبة المسيحية استمرارية ثقافة الرافدين عبر أسماء الأعلام المسيحية تنقلنا إلى نقطة تأثير هذه الثقافة في الادب المسيحي عامة وفي الادب السرياني خاصة. كان قبول الدين المسيحي من قبل شعب بلاد النهرين سهلا سلسا بسبب قرب معظم معتقداته من معتقداتهم القديمة. من جملة المعتقدات الدينية، على سبيل المثال، عبادة الالهة الأم، عبادة البتول المقدسة، عبادة الاله الأب، والأم المقدسة، والابن المقدس "المخلص" لاسيما الالهة ماران ومارتَن وبرمارين ، ثم ممارسة حياة التزهد،واحتفالات فصول السنة، والمهرجانات الاحتفالية الدينية وخصوصاً أعياد الميلاد والقيامة، ويوم القيامة في اللغات الأجنبية أُخذت من اسم إيشتار أو عشتار بسبب دورها في أسطورة القيامة للإله تموز ((Easter, Estrus, Eshtar. ثقافة بلاد ما بين النهرين أَثَّرت بفاعلية في صياغة كثير من المفاهيم الدينية والقواعد والشعائر في علوم المسيحية عامة والمسيحية السريانية خاصة. فالاعتقاد بالاله الواحد الاحد، الذي يعتبر اساس معتقدات الديانات اليهودية والمسيحية والاسلامية، كان قد أُعلن عنه وكرز به في بلاد النهرين قبل هذه الديانات الثلاثة بمئات من السنين. ظهر هذا المعتقد جلياُ في كتابات الأنبياء الآشوريين المتأخرين، حيث يصفون الأله آشور ب "الاله الواحد الوحيد،" "وإله العالم." وجدير بالملاحظة ان التحليل الايتمولوجي (التحليل اللغوي) لاسم آشور هو انه يتركب من اسمين آكاديين: "آش" ويعني الواحد أو الوحيد، و"شور" ويعني إنبثاقات، فيكون معناه "الاله الواحد بانبثاقاته المتعددة." نتجت فكرة الاله الواحد أو "التوحيد" عن المعتقد السالف (henotheism) أي "التوحيد المَشُوب" (أي عبادة إله واحد ولكن من غير إنكار لوجود آلهة أُخرى). وكان "التوحيد المَشُوب" (henotheism) ظاهراً وواضحاً فيما يسمى ب "المجلس الالهي"، أو "مجلس الآلهة"، والذي يشمل مُجمَل الآلهة الرسمية برئاسة الاله الاكبر أو من ينوب عنه. باستثناء المختصين بعلم الآكاديات والآشوريات، فان معظم المختصين في الاديان انكروا اعتماد فكرة التوحيد للاله آشور. مع ذلك، فمعظم هؤلاء المختصين أجمعوا على نَسب فكرة "التوحيد المَشُوب" (henotheism) المتَمثَل في مفهوم "مجلس الآلهة" للآشوريين. ولكن مفهوم "مجلس الآلهة" بالذات أخذ طريقه إلى أدبيات كتاب العهد القديم، والأدب الرُأَوي في العهد الجديد، وفي كثير من أدبيات المسيحية السريانية الاولى. وبالواقع فان كثير من القصص الدينية والفلكلورية ما زالت دائرة بين السريان والمندائيين/ الصابئين واليزيد ..الخ تشير إلى دور "مجلس الآلهة." ومثال على "مجلس الآلهة" في العهد القديم، إقرأوا النبي ميخا في الملوك الأول (22: 19-23) يقول: "إسمع كلام الرب (يهوي). رأيت الربَّ (يهوي) جالساً على عرشه وجميع جمهرة السماء وقوفٌُ لديه، على يمينه وشماله. فسألهم الربُ (يهوي) مَن يغوي أخاب بالصعود للحرب فيموت في راموث جلعاد؟ فأجاب هذا بشيْ، وذاك بشيء آخر. وأخيراً خرج روحٌ ووقف أمام الربِّ (يهوي) وقال: أنا أغويه. فسأله الربُّ (يهوي): بماذا؟ فأجاب: أجعل جميع أنبيائه ينطقون الكذب. فقال له الربُّ (يهوي): أنت تقدر أن تُغويه، فافعل هكذا." من الواضح أن المعنى اللاهوتي هو ان "مجلس الآلهة" في هذا السفر يشير إلى شمولية الله في كافة المظاهر الإلهية؛ وان تحليل كلمة الله بالعبرية هي " אלהים " (الوهيم) أي مجموع الالهة. في تحليل لاهوتي مماثل يمكننا استنتاج فكرة الوحدانية في لاهوت ما بين النهرين. وفي واقع حياة المسيحيين المشرقيين بشكل عام، فان فكرة "مجلس الالهة" ما زالت مستمرة في كثير من القصص الدينية والفلكلورية، حيث يشمل هذا المجلس جمهرة من القديسين والملائكة، كلاً بدوره يتشفّع عن ابناء كنيسته، أو جماعته أو مدينته. ان تأثير أدب بلاد الرافدين في الأدب الكتابي (الكتاب المقدس) كبير جداً --- طبعاً ليس الوحي هو المقصود بالتأثير الأدبي.. فيكفي ما أجمع عليه معظم علماء الكتاب، لاسيما العهد القديم، قولهم: "لولا أدب بلاد ما بين النهرين، لكان البناء الادبي لكتاب العهد القديم مختلفاً جداً عما صار عليه." فعلى سبيل المثال وليس الحصر، قصة ولادة موسى ما هي إلا إعادة صياغة لقصة ولادة سركون الآكادي (الألف الثالث ق م) [يمكنكم الاطلاع على القصة الاصلية لسركون الاكادي باللغة الاصلية مع الترجمة]. وكذلك قصة استلام حمورابي الشريعة من الاله شمش، تماثل استلام موسى الشريعة من الله، (يهوي)، الذي ظهر له بمظهر النار (الشمس) المحترقة. وبالمثل قصص أدبية كثيرة كالبناء الادبي لقصة الخليقة، والطوفان وعبور البحر .. وتقديس يوم السبت .. الخ. استمرارية التأثير الحضاري في الحضارات العالمية المعاصرة أن مناقشة التأثير في أدب الكتاب المقدس والادب الديني له أيضاً محوره العالمي. فالملايين من الناس في الشرق والغرب ما زالوا متأثرين ومتفاعلين مع هذا الادب. ومن المعتقدات الدينية المنتشرة على نطاق العالم هي فكرة الثالوث والواحد، أو التثليث والتوحيد. ولأن الثقافة السريانية قبل المسيحية كانت مشبعة بالافكار الخصبة عن هذا اللاهوت، فقد نجح السريان في تفسير التثليث والتوحيد المسيحي. فالثالوث الالهي في بلاد النهرين كان لاهوتاً ممارساً في حقبات طويلة، وفي الاحقاب المتقدمة ظهر أيضاً التوحيد مع التثليث في مفهوم الاله آشور (الاب)، وعشتار (الام)، ونابو الابن، عُرفوا باسماء ماران ومرتان وبرمارين |
يسلموووووووو على التقارير |
|
الساعة الآن 06:58 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir