منتدى استراحات زايد - جعفر مفجوع بالموت و«الدية»

أحمد المزاحمي - العين
http://www.gulfup.com/up/pfiles/cgS86228.jpg
جعفر يبدو حزيناً والهموم تحاصره على سرير الشفاء

لم يكن جعفر نجاح (33 عاماً) أردني الجنسية، والمقيم في عمّان، يتصور أن زيارته الصيفية إلى مدينة العين ـ حيث تقيم والدته ـ ستكلّفه وفاة ولده، والتسبب بوفاة شخص، وإصابة آخر، وأن الأمر، سينتهي به راقداً في مستشفى «توام» مصاباً بكسر في رجله، ومطالباً بالدية الشرعية، ومهدداً بالسجن، وكل ذلك في يوم واحد. قصة جعفر، التي يصفها شقيقه بالمأساوية، بدأت حين تعرّض نجله البالغ من العمر 10 سنوات لحادث دهس أمام عيني والده. إذ كان يلهو بدراجته النارية في شارع فرعي قبل أن تباغته حافلة كبيرة، وتلحق به إصابة جسيمة.

يقول جعفر لـ«الإمارات اليوم»: «كان زايد يلعب في الشارع الفرعي بالقرب من منزل والدتي في منطقة النيادات القديمة بدراجة هوائية، وكنت أنا في الخارج أنظر إليه وهو يلعب، وفجأة دهمته حافلة مسرعة في الطريق ودهسته».

وتابع الأب: «ركضت باتجاه ابني غير مصدق لما حدث، وصدمت أكثر حين شاهدته تحت إطارات الحافلة، فتجمّع الناس محاولين رفع الحافلة لإخراج زايد، وحين تمكنوا من ذلك أخذته بسرعة إلى السيارة لأنقله إلى أقرب مستشفى، ولم أكن متأكداً وقتها إن كان زايد حياً أم ميتاً، ورافقني رجل وسيدة لمساعدتي، وكانت حالتي النفسية وقتها صعبة للغاية، فتابعت سيري إلى أن وصلت بالقرب من إشارات منفذ المضيف في طريقي إلى مستشفى الجيمي، وعند الإشارة الضوئية فوجئت بسيارة تدخل الشارع فلم أتمكن من تفاديها، فاصطدمت بها».

وأضاف جعفر: «نتيجة الحادث كانت مأساوية؛ إذ توفي ابني المصاب، وسائق السيارة الثانية أيضا، وهو عُماني كان يتسوّق لأسرته، وكسرت قدم الرجل الذي رافقني لمساعدتي، وأُصبت أنا إصابات متفرقة منها، كسر في رجلي».

ويسّلم جعفر أمره إلى الله ويقول: «إنه القضاء والقدر»، لكنه في الوقت نفسه يشعر بحزن وكآبة شديدين، فبالإضافة إلى ما حدث له، أصبح حالياً مطالباً بالدية الشرعية، وبدفع تكاليف العلاج في المستشفى، وهو مصاب لن يقدر على العودة إلى عمله في الأردن، والذي يتقاضى عليه أجراً لا يزيد على ما يعادل 3500 درهم شهرياً.

ووفقاً لمدير فرع تحقيق الحوادث الجسيمة وإيداع القضايا في مرور العين، النقيب محسن المنصوري، فإن الشرطة لا تمانع في نقل الأشخاص المصابين. وأوضح أن «ما حدث مع الرجل هو أنه لم يستطع تمالك نفسه فنقل ابنه إلى المستشفى، ونسي الاستعانة بسيارة الإسعاف». مشيراً إلى أن المسافة بين مكان الحادث ومركز الإسعاف لا تزيد على خمس دقائق.

وشدّد المنصوري على ضرورة أن يكون من ينقل أي مريض أو مصاب في حالة نفسية مستقرة، وإلا فإنه سيعرّض نفسه والآخرين ومن ينقله للخطر.

وأشار في الوقت نفسه إلى أن بعض الإصابات والكسور قد تتفاقم وتزيد من خطورتها إذا لم تعامل بدراية من قبل فريق الإسعاف المتخصص، الأمر الذي يجعل من الأهمية بمكان الاستعانة بالشرطة، وفرق الإسعاف في حالات الحوادث.

امارات اليوم