منتدى استراحات زايد - و لو تحبني مثل ما أحبك..لغرمت و صابك عليَ جنون

صوتها الشجيّ قطع سكون الليل الذي أرهبه كما أرهقه وحدةً و ضجر..
من عساها تكون في هذا الليل..و في هذا المكان المقفر..
طوى الرمال سريعاً بعيداً عن ناقته التي لّفت عنقها في سباتٍ لذيذ بعد عناء رحلة يومٍ طويله..

هوووووه..
حبيتك محبةٍ تدعي الملح السكر..و تدعي عويدات الثمام قرون

توّقف..ليجدها تجلس و في أحضانها رضيع تهدهده برقه و حب
بحث بعيناه عن أحد..عن ناقه..عن آثار نار ..لا أحد..و لا شيء..
ماذا تفعل هذه المجنونه وحدها هنا!!

و لو تحبني مثل ما أحبك..لغرمت و صابك عليَ جنون
هوووووه..

لم يرد أن يرعبها ..فبرغم أنه قد هاله وجودها هنا في أكثر بقاع الصحراء وحشةً إلا أن غناءها قطع وحدة رحلته المضنيّه
كان بعيداً عن أنظارها..قريباً من جمال صوتها..و عذوبة كلماتها
افترش الأرض..و استلقى يستمع إليها..

أحبك محبةٍ تدعي الملح سكر..و تدعي عويدات الثمام قرون
هوووووه
و لو تحبني مثل ما أحبك..لغرمت و صابك عليَ جنون
هووووه
أحبك محبة الأهل و المال و الضنا..و محبة الضنا ما حال دونها دون

لم يدري كيف غلبّه النوم..كان الليل قد قارب على الرحيل و الفجر قد أرسل طيوره تبّشر بقدومه..
نهض ليبحث عن رفيقة وحشته..فلّم يجدها.. بحث عن آثارٍ لأقدامها علها توصله لها او لمرابع قومٍ يسكنون هذه الرمال..
فلم يجد شيئاً!!
ماذا عسى ذلك الذي رآه يكون..حلماً!!..أم أنها كانت جنيةً لاذت بقّفر هذه الكثبان!!
نفض ثيابه و عاد إلى ناقته..ليستعد لإكمال رحلته الطويله التي لم تنته بعد

قصّه من التراث الشعبي

ابيات جميله جدا وقصة اجمل بصراحه ..اتمنى ان تنال على اعجابكم