![]() |
تابع لداوود عليه السلام يروي لنا القرآن الكريم بعضا من القضايا التي وردت على داوود -عليه السلام. قال تعالى في سورة الأنبياء: وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ (78) فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا جلس داود كعادته يوما يحكم بين الناس في مشكلاتهم.. وجاءه رجل صاحب حقل ومعه رجل آخر.. وقال له صاحب الحقل: سيدي النبي.. إن غنم هذا الرجل نزلت حقلي أثناء الليل، وأكلت كل عناقيد العنب التي كانت فيه.. وقد جئت إليك لتحكم لي بالتعويض.. قال داود لصاحب الغنم: هل صحيح أن غنمك أكلت حقل هذا الرجل؟ قال صاحب الغنم: نعم يا سيدي.. قال داود: لقد حكمت بأن تعطيه غنمك بدلا من الحقل الذي أكلته. قال سليمان.. وكان الله قد علمه حكمة تضاف إلى ما ورث من والده: عندي حكم آخر يا أبي.. قال داود: قله يا سليمان.. قال سليمان: أحكم بأن يأخذ صاحب الغنم حقل هذا الرجل الذي أكلته الغنم.. ويصلحه له ويزرعه حتى تنمو أشجار العنب، وأحكم لصاحب الحقل أن يأخذ الغنم ليستفيد من صوفها ولبنها ويأكل منه، فإذا كبرت عناقيد الغنم وعاد الحقل سليما كما كان أخذ صاحب الحقل حقله وأعطى صاحب الغنم غنمه.. قال داود: هذا حكم عظيم يا سليمان.. الحمد لله الذي وهبك الحكمة.. أنت سليمان الحكيم حقا.. وكان داود رغم قربه من الله وحب الله له، يتعلم دائما من الله، وقد علمه الله يوما ألا يحكم أبدا إلا إذا استمع لأقوال الطرفين المتخاصمين.. فيذكر لنا المولى في كتابه الكريم قضية أخرى عرضت على داوود -عليه السلام- فيقول: وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ (21) إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاء الصِّرَاطِ (22) إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ (23) قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَاب (24) فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ جلس داود يوما في محرابه الذي يصلي لله ويتعبد فيه، وكان إذا دخل حجرته أمر حراسه ألا يسمحوا لأحد بالدخول عليه أو إزعاجه وهو يصلي.. ثم فوجئ يوما في محرابه بأنه أمام اثنين من الرجال.. وخاف منهما داود لأنهما دخلا رغم أنه أمر ألا يدخل عليه أحد. سألهما داود: من أنتما؟ قال أحد الرجلين: لا تخف يا سيدي.. بيني وبين هذا الرجل خصومة وقد جئناك لتحكم بيننا بالحق. سأل داود: ما هي القضية؟ قال الرجل الأول: (إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ). وقد أخذها مني. قال أعطها لي وأخذها مني.. وقال داود بغير أن يسمع رأي الطرف الآخر وحجته: (لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ).. وان كثيرا من الشركاء يظلم بعضهم بعضا إلا الذين آمنوا.. وفوجئ داود باختفاء الرجلين من أمامه.. اختفى الرجلان كما لو كانا سحابة تبخرت في الجو وأدرك داود أن الرجلين ملكان أرسلهما الله إليه ليعلماه درسا.. فلا يحكم بين المتخاصمين من الناس إلا إذا سمع أقوالهم جميعا، فربما كان صاحب التسع والتسعين نعجة معه الحق.. وخر داود راكعا، وسجد لله، واستغفر ربه.. نسجت أساطير اليهود قصصا مريبة حول فتنة داود عليه السلام، وقيل أنه اشتهى امرأة أحد قواد جيشه فأرسله في معركة يعرف من البداية نهايتها، واستولى على امرأته.. وليس أبعد عن تصرفات داود من هذه القصة المختلقة.. إن إنسانا يتصل قلبه بالله، ويتصل تسبيحه بتسبيح الكائنات والجمادات، يستحيل عليه أن يرى أو يلاحظ جمالا بشريا محصورا في وجه امرأة أو جسدها.. عاد داود يعبد الله ويسبحه حتى مات… كان داود يصوم يوما ويفطر يوما.. قال رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم عن داود: "أفضل الصيام صيام داود. كان يصوم يوما ويفطر يوما. وكان يقرأ الزبور بسبعين صوتا، وكانت له ركعة من الليل يبكي فيها نفسه ويبكي ببكائه كل شيء ويشفي بصوته المهموم والمحموم".. جاء في الحديث الصحيح أن داود عليه السلام كان شديد الغيرة على نساءه، فكانت نساءه في قصر، وحول القصر أسوار، حتى لا يقترب أحد من نساءه. وفي أحد الأيام رأى النسوة رجلا في صحن القصر، فقالوا: من هذا والله لن رآه داود ليبطشنّ به. فبلغ الخبر داود -عليه السلام- فقال للرجل: من أنت؟ وكيف دخلت؟ قال: أنا من لا يقف أمامه حاجز. قال: أنت ملك الموت. فأذن له فأخذ ملك الموت روحه. مات داود عليه السلام وعمره مئة سنة. وشيع جنازته عشرات الآلاف، فكان محبوبا جدا بين الناس، حتى قيل لم يمت في بني إسرائيل بعد موسى وهارون أحد كان بنو إسرائيل أشد جزعا عليه.. منهم على داود.. وآذت الشمس الناس فدعا سليمان الطير قال: أظلي على داود. فأظلته حتى أظلمت عليه الأرض. وسكنت الريح. وقال سليمان للطير: أظلي الناس من ناحية الشمس وتنحي من ناحية الريح. وأطاعت الطير. فكان ذلك أول ما رآه الناس من ملك سليمان. ملخص قصة داوود عليه السلام آتاه الله العلم والحكمة وسخر له الجبال والطير يسبحن معه وألان له الحديد، كان عبدا خالصا لله شكورا يصوم يوما ويفطر يوما يقوم نصف الليل وينام ثلثه ويقوم سدسه وأنزل الله عليه الزبور وقد أوتي ملكا عظيما وأمره الله أن يحكم بالعدل. |
خليل جبران 1. مقدمة:- قليلون جدا من لم يسمعوا بـ "جبران" حول العالم، والأقل منهم من لم يسمعوا بكتاب "النبي". وهذا الكتاب يختصر بالفعل فلسفة جبران ونظرته إلى الكون والحياة. وقد ترجم إلى لغات العالم الحية كلها، وكانت آخرها اللغة الصينية ( هذا العام)، وقد حققت مبيعاته أرقاما قياسية بالنسبة إلى سواه من الكتب المترجمة إلى تلك اللغة. صحيح أن معظم كتب جبران وضعت بالإنكليزية، وهذا ما ساعد كثيرا على انتشارها، ولكن جبران كتب ورسم و "فلسف" الأمور بروح مشرقية أصيلة لا غبار عليها، سوى غبار المزج بين ثقافات متعددة وعجنها ثم رقها وخبزها على نار الطموح إلى مجتمع أفضل وحياة أرقى وعلاقات بين البشر تسودها السعادة المطلقة التي لم يتمتع بها جبران نفسه. وكأن قدر كل عظماء العالم من فلاسفة ومفكرين أن يعانوا الآلام النفسية والجسدية في سبيل بلوغ الغاية القصوى واكتشاف أسرار الحياة والمعرفة. 2. نشاته:- ولد هذا الفيلسوف والأديب والشاعر والرسام من أسرة صغيرة فقيرة في بلدة بشري بلبنان في 6 كانون الثاني 1883. كان والده خليل جبران الزوج الثالث لوالدته كميلة رحمة التي كان لها ابن اسمه بطرس من زواج سابق ثم أنجبت جبران وشقيقتيه مريانا وسلطانة ، كان والد جبران راعيا للماشية، ولكنه صرف معظم وقته في السكر ولم يهتم بأسرته التي كان على زوجته كميلة، وهي من عائلة محترمة وذات خلفية دينية ، أن تعتني بها ماديا ومعنويا وعاطفيا. ولذلك لم يرسل جبران إلى المدرسة، بل كان يذهب من حين إلى آخر إلى كاهن البلدة الذي سرعان ما أدرك جديته وذكاءه فانفق الساعات في تعليمه الأبجدية والقراءة والكتابة مما فتح أمامه مجال المطالعة والتعرف إلى التاريخ والعلوم والآداب. وفي العاشرة من عمره وقع جبران عن إحدى صخور وادي قاديشا وأصيب بكسر في كتفه اليسرى ، عانى منه طوال حياته ولم يكف العائلة ما كانت تعانيه من فقر وعدم مبالاة من الوالد، حتى جاء الجنود العثمانيون يوم (1890) والقوا اقبض عليه أودعوه السجن، وباعوا منزلهم الوحيد، فاضطرت العائلة إلى النزول عند بعض الأقرباء. ولكن الوالدة قررت أن الحل الوحيد لمشاكل العائلة هو الهجرة إلى الولايات المتحدة سعيا وراء حياة أفضل , عام 1894 خرج خليل جبران من السجن،وكان محتارا في شأن الهجرة ولكن الوالدة كانت قد حزمت أمرها، فسافرت العائلة تاركة الوالد وراءها. 3. الهجرة إلى أمريكا:- وصلوا إلى نيويورك في 25 حزيران 1895 ومنها انتقلوا إلى مدينة بوسطن حيث كانت تسكن اكبر جالية لبنانية في الولايات المتحدة. وبذلك لم تشعر الوالدة بالغربة، بل كانت تتكلم اللغة العربية مع جيرانها، وتقاسمهم عاداتهم اللبنانية التي احتفظوا بها . اهتمت الجمعيات الخيرية بإدخال جبران إلى المدرسة، في حين قضت التقاليد بأن تبقى شقيقتاه في المنزل، في حين بدأت الوالدة تعمل كبائعة متجولة في شوارع بوسطن على غرار الكثيرين من أبناء الجالية. وقد حصل خطأ في تسجيل اسم جبران في المدرسة وأعطي اسم والده، وبذلك عرف في الولايات المتحدة باسم "خليل جبران". وقد حاول جبران عدة مرات تصحيح هذا الخطأ فيما بعد إلا انه فشل. بدأت أحوال العائلة تتحسن ماديا، وعندما جمعت الأم مبلغا كافيا من المال أعطته لابنها بطرس الذي يكبر جبران بست سنوات وفتحت العائلة محلا تجاريا. وكان معلمو جبران في ذلك الوقت يكتشفون مواهبه الأصيلة في الرسم ويعجبون بها إلى حد أن مدير المدرسة استدعى الرسام الشهير هولاند داي لإعطاء دروس خاصة لجبران مما فتح أمامه أبواب المعرفة الفنية وزيارة المعارض والاختلاط مع بيئة اجتماعية مختلفة تماما عما عرفه في السابق . كان لداي فضل اطلاع جبران على الميثولوجيا اليونانية، الأدب العالمي وفنون الكتابة المعاصرة والتصوير الفوتوغرافي، ولكنه شدد دائما على أن جبران يجب ان يختبر كل تلك الفنون لكي يخلص إلى نهج وأسلوب خاصين به. وقد ساعده على بيع بعض إنتاجه من إحدى دور النشر كغلافات للكتب التي كانت تطبعها. وقد بدا واضحا انه قد اختط لنفسه أسلوبا وتقنية خاصين به، وبدأ يحظى بالشهرة في أوساط بوسطن الأدبية والفنية. ولكن العائلة قررت ان الشهرة المبكرة ستعود عليه بالضرر، وانه لا بد أن يعود إلى لبنان لمتابعة دراسته وخصوصا من أجل إتقان اللغة العربية. 4. العودة إلى لبنان:- وصل جبران إلى بيروت عام 1898 وهو يتكلم لغة إنكليزية ضعيفة، ويكاد ينسى العربية أيضا . والتحق بمدرسة الحكمة التي كانت تعطي دروسا خاصة في اللغة العربية. ولكن المنهج الذي كانت تتبعه لم يعجب جبران فطلب من إدارة المدرسة ان تعدله ليتناسب مع حاجاته. وقد لفت ذلك نظر المسؤولين عن المدرسة، لما فيه من حجة وبعد نظر وجرأة لم يشهدوها لدى أي تلميذ آخر سابقا. وكان لجبران ما أراد، ولم يخيب أمل أساتذته إذ اعجبوا بسرعة تلقيه وثقته بنفسه وروحه المتمردة على كل قديم وضعيف وبال. سابقا. تعرف جبران على يوسف الحويك واصدرا معا مجلة "المنارة" وكانا يحررانها سوية فيما وضع جبران رسومها وحده. وبقيا يعملان معا بها حتى أنهى جبران دروسه بتفوق واضح في العربية والفرنسية والشعر (1902). 5. معاناته:- وصلته أخبار عن مرض أفراد عائلته، فيما كانت علاقته مع والده تنتقل من سيء إلى أسوأ فغادر لبنان عائدا إلى بوسطن، ولكنه لسوء حظه وصل بعد وفاة شقيقته سلطانة. وخلال بضعة اشهر كانت أمه تدخل المستشفى لإجراء عملية جراحية لاستئصال بعض الخلايا السرطانية. فيما قرر شقيقه بطرس ترك المحل التجاري والسفر إلى كوبا. وهكذا كان على جبران أن يهتم بشؤون العائلة المادية والصحية. ولكن المآسي تتابعت بأسرع مما يمكن احتماله. فما لبث بطرس أن عاد من كوبا مصابا بمرض قاتل وقضى نحبه بعد أيام قليلة (12 آذار 1903) فيما فشلت العملية الجراحية التي أجرتها الوالدة في استئصال المرض وقضت نحبها في 28 حزيران من السنة نفسها. إضافة إلى كل ذلك كان جبران يعيش أزمة من نوع آخر، فهو كان راغبا في إتقان الكتابة باللغة الإنكليزية، لأنها تفتح أمامه مجالا ارحب كثيرا من مجرد الكتابة في جريدة تصدر بالعربية في أميركا ( كالمهاجر ولا يقرأها سوى عدد قليل من الناس. ولكن انكليزيته كانت ضعيفة جدا. ولم يعرف ماذا يفعل، فكان يترك البيت ويهيم على وجهه هربا من صورة الموت والعذاب. وزاد من عذابه أن الفتاة الجميلة التي كانت تربطه بها صلة عاطفية، وكانا على وشك الزواج في ذلك الحين (جوزيفين بيبادي)، عجزت عن مساعدته عمليا، فقد كانت تكتفي بنقد كتاباته الإنكليزية ثم تتركه ليحاول إيجاد حل لوحده. في حين ان صديقه الآخر الرسام هولاند داي لم يكن قادرا على مساعدته في المجال الأدبي كما ساعده في المجال الفني ، وأخيرا قدمته جوزفين إلى امرأة من معارفها اسمها ماري هاسكل (1904)، فخطّت بذلك صفحات مرحلة جديدة من حياة جبران. |
6.ماري هاسكل ودورها في حياة جبران الأدبية:- كانت ماري هاسكل امرأة مستقلة في حياتها الشخصية وتكبر جبران بعشر سنوات، وقد لعبت دورا هاما في حياته منذ ان التقيا. فقد لاحظت ان جبران لا يحاول الكتابة بالإنكليزية، بل يكتب بالعربية أولا ثم يترجم ذلك. فنصحته وشجعته كثيرا على الكتابة بالإنكليزية مباشرة. وهكذا راح جبران ينشر كتاباته العربية في الصحف أولا ثم يجمعها ويصدرها بشكل كتب ، ويتدرب في الوقت نفسه على الكتابة مباشرة بالإنكليزية. عام 1908 غادر جبران إلى باريس لدراسة الفنون وهناك التقى مجددا بزميله في الدراسة في بيروت يوسف الحويك. ومكث في باريس ما يقارب السنتين ثم عاد إلى أميركا بعد زيارة قصيرة للندن برفقة الكاتب أمين الريحاني. وصل جبران إلى بوسطن في كانون الأول عام 1910، حيث اقترح على ماري هاسكل الزواج والانتقال إلى نيويورك هربا من محيط الجالية اللبنانية هناك والتماسا لمجال فكري وأدبي وفني أرحب. ولكن ماري رفضت الزواج منه بسبب فارق السن، وان كانت قد وعدت بالحفاظ على الصداقة بينهما ورعاية شقيقته مريانا العزباء وغير المثقفة. وهكذا انتقل جبران إلى نيويورك ولم يغادرها حتى وفاته . وهناك عرف نوعا من الاستقرار مكنه من الانصراف إلى أعماله الأدبية والفنية فقام برسم العديد من اللوحات لكبار المشاهير مثل رودان وساره برنار وغوستاف يانغ وسواهم. سنة 1923 نشر كتاب جبران باللغة الإنكليزية، وطبع ست مرات قبل نهاية ذلك العام ثم ترجم فورا إلى عدد من اللغات الأجنبية، ويحظى إلى اليوم بشهرة قل نظيرها بين الكتب. بقي جبران على علاقة وطيدة مع ماري هاسكال، فيما كان يراسل أيضا الأديبة مي زيادة التي أرسلت له عام 1912 رسالة معربة عن إعجابها بكتابه " الأجنحة المتكسرة". وقد دامت مراسلتهما حتى وفاته رغم انهما لم يلتقيا أبدا. 7. وفاته:- توفي جبران في 10 نيسان 1931 في إحدى مستشفيات نيويورك وهو في الثامنة والأربعين بعد أصابته بمرض السرطان. وقد نقلت شقيقته مريانا وماري هاسكل جثمانه إلى بلدته بشري في شهر تموز من العام نفسه حيث استقبله الأهالي. ثم عملت المرأتان على مفاوضة الراهبات الكرمليات واشترتا منهما دير مار سركيس الذي نقل إليه جثمان جبران، وما يزال إلى الآن متحفا ومقصدا للزائرين. 8. مؤلفات جبران خليل جبران:- هذه لائحة بأشهر كتب جبران وتاريخ نشر كل منها للمرة الأولى: أهم مؤلفاته باللغة العربية م اسم الكتاب سنة النشر 1 الأرواح المتمردة 1908 2 الأجنحة المتكسرة 1912 3 دمعة وابتسامة 1914 4 المواكب 1918 أهم مؤلفاته باللغة الإنجليزية 5 المجنون 1918 6 السابق 1920 7 النبي 1923 8 رمل وزيد 1926 9 يسوع ابن الإنسان 1928 10 آلهة الأرض 1931 11 التائه 1932 12 حديقة النبي 1933 9. الخاتمة:- أن من ينظر إلى أدب جبران يلاحظ انه لم يكن يجري على طريقة واحدة في الكتابة ، فهو حينا يكتب خيالا عاطفيا مجردا وحينا أحاسيس واقعية عميقة بأسلوب رائع وحكمة بالغة يخاطب الناس بالأمثال والرموز والحكم والمواعظ الروحية ، وتارة يكتب شعرا فلسفيا واقعيا ، وأخرى يكتب نثرا شعريا موسيقيا ، غير أن كل هذه الأساليب والطرق التعبيرية كانت تفيض عن شخصية عبقرية في تفكير وخيال روحي تمتزج بألفاظ شفافة رنانة عميقة التأثير . المراجع 1. الإنترنت 2. كتاب عمالقة الأدب العربي المعاصر لمحمد محمود الباوي الفهرس 1) مقدمة 2) نشاته 3) الهجرة إلى أمريكا 4) العودة إلى لبنان 5) معاناته 6) ماري هاسكل ودورها في حياة جبران الأدبية 7) وفاته 8) مؤلفات جبران خليل جبران 9) الخاتمة 10) المرجع |
إيليا ابو ماضي مقدمة هو إيليا بن ظاهر أبي ماضي من كبار شعراء المهجر في أمريكا الشمالية ، ولد في المحيدثة بلبنان عام 1889م وهاجر إلى مصر سنة 1900م وسكن الإسكندرية وأولع بالأدب والشعر حفظاً ومطالعة ونظماً ، وفي عام 1911م أصدر ديوانه الأول ( تذكار المضي ) وهاجر في نفس العام إلى أمريكا وأقام بمدينة سنسناتي واحترف التجارة وفي عام 1916م انتقل إلى نيويورك حيث انظم إلى نخبة الأدباء المهجريين الذين أسسوا الرابطة القلمية وفيها طبع ديوانه الثاني الذي قدم له الشاعر جبران خليل جبران وانصرف منذ ذلك الحين إلى الصحافة فعمل في جريدة مرآة الغرب ثم أصدر جريدة السمير أسبوعية ثم يومية عام 1929م في بروكلن إلى أن توفي بها . * * بعض من قصائدة : التينة الحمقاء وتـيـنة غـضة الأفـنان بـاسقةٍ ::: قـالت لأتـرابها والـصيف يحتضر بئس القضاء الذي في الأرض أوجدني ::: عـندي الجمال وغيري عنده النظر لأحـبسن عـلى نـفسي عوارفها ::: فـلا يـبين لـها فـي غـيرها أثر لـذي الجناح وذي الأظفار بي وطر ::: ولـيس في العيش لي فيما أرى وطر إنـي مـفصلة ظـلي على جسدي ::: فـلا يـكون بـه طـول ولا قصر ولـست مـثمرة إلا عـلى ثـقةٍ ::: أن لـيس يـطرقني طـير ولا بشر عـاد الـربيع إلـى الـدنيا بموكبه ::: فازينت واكتست بالسندس الشجر وظـلت الـتينة الـحمقاء عـاريةً ::: كـأنها وتـد فـي الأرض أو حجر ولـم يـطق صاحب البستان رؤيتها ::: فـاجتثها فـهوت فـي النار تستعر مـن ليس يسخو بما تسخو الحياة به ::: فـإنـه أحـمق بـالحرص يـنتحر العيون السود ليت الذي خلق العيون السودا خلق القلوب الخافقات حديدا لولا نواعسها ولولا سحرها ما ود مالك قلبه لو صيدا عَوذْ فؤادك من نبال لحاضها أو متْ كما شاء الغرام شهيدا إن أنت أبصرت الجمال ولم تهم كنت امرءاً خشن الطباع ، بليدا وإذا طلبت مع الصبابة لذةً فلقد طلبت الضائع الموجودا يا ويح قلبي إنه في جانبي وأضنه نائي المزار بعيدا مستوفزٌ شوقاً إلى أحبابه المرء يكره أن يعيش وحيدا برأ الإله له الضلوع وقايةً وأرته شقوته الضلوع قيودا فإذا هفا برق المنى وهفا له هاجت دفائنه عليه رعودا جشَّمتُهُ صبراً فلما لم يطقْ جشمته التصويب والتصعيدا لو أستطيع وقيته بطش الهوى ولو استطاع سلا الهوى محمودا هي نظرة عَرَضت فصارت في الحشا ناراً وصار لها الفؤاد وقودا والحبٌ صوتٌ ، فهو أنةُ نائحٍ طوراً وآونة يكون نشيدا يهب البواغم ألسناً صداحة فإذا تجنى أسكت الغريدا ما لي أكلف مهجتي كتم الأسى إن طال عهد الجرح صار صديدا ويلذُّ نفسي أن تكون شقيةً ويلذ قلبي أن يكون عميدا إن كنت تدري ما الغرام فداوني أو ، لا فخل العذل والتفنيدا يا ملاكى أي شيء في العيد أهدي إليكِ؟ ::: يا ملاكي وكل شيء لديكِ أسواراً؟ أم دملجاً من نضارٍ ::: لا أحب القيود في معصميكِ أم خموراً؟ وليس في الأرض خمر ::: كالذي تسكبين من عينيكِ أم ورداً؟ وليس أجمل عندي ::: كالذي قد نشقت من خديكِ أم عقيقاً كمهجتي يتلظى ::: والعقيق الثمين في شفتيك ليس عندي شيء أعز من الروح ::: وروحي مرهونة بين يديكِ |
تابع إيليا أبو ماضي خطب فلسطين ديار السلام وأرض الهنا يشف على الكل أن تحزنا فخطب فلسطين خطب العلى وما كان رزء العلى هينا سهرنا له فكأن السيوف تحز بأكبادنا ههنا وكيف يزور الكرى أعينا ترى حولها للردى أعينا وكيف تطيب الحياة لقوم تسد عليهم دروب المنى بلادهم عرضة للضياع وأمتهم عرضة للفنا يريد اليهود بأن يصلبوها وتأبى فلسطين أن تذعنا وتأبى المروءة في أهلها وتأبى السيوف وتأبى القنا أأرض الخيال وآياته وذات الجلال وذات السنا تصير لغوغائهم مسرحاً وتغدو لشذاذهم مكمنا بنفسي "أردنها" السلسبيل ومن جاوروا ذلك الأردنا لقد دافعوا أمس دون الحمى فكانت حروبهم حربنا وجادوا بكل الذي عندهم ونحن سنبذل ما عندنا فقل لليهود وأشياعهم لقد خدعتكم بروق المنى ألا ليت بلفور أعطاكم بلاداً له لا بلاداً لنا فلندن أرحب من "قدسنا" وأنتم أحب إلى "لندنا" أيسلب قومكم رشدهم ويدعوه قومكم محسنا ويدفع للموت بالأبرياء ويحسبه معشراً ديِّنا ويا عجباً لكم توغرون على العرب "التايمز والهدسنا" وترمونهم بقبيح الكلام وكانوا أحق بضافي التنا وكل خطيئاتهم أنهم يقولون لا تسرقوا بيتنا فليست فلسطين أرضاً مشاعاً فتعطى لمن شاء أن يسكنا فإن تطلبوها بسمر القنا نردكم بطوال القنا ففي العربي صفات الأنام سوى أن يخاف أو يجبنا وإن تهجروها فذلك أولى فإن فلسطين ملك لنا وكانت لأجدادنا قبلنا وتبقى لأحفادنا بعدنا وإن لكم بسواها غنى وليس لنا بسواها غنى فلا تحسبوها لكم موطناً فلم تك يوماً لكم موطنا نصحناكم فارعووا وانبذوا بليفور ذلك الأرعنا فإنّا سنجعل من أرضها لنا وطناً ولكم مدفنا كيف لا يبقى ويطغى آمر يتقي أشجعكم أن ينظره ما استحال الهر ليثاّ إنما أسد الآجام صارت هرره وإذا الليث وهت أظفاره أنشب السنور فيه ظفره مهبط الوحي مطلع الأنبياء كيف أمسيت مهبط الأرزاء ما كفتنا مظالم الترك حتى زحفوا كالجراد أو كالوباء طردوا من ربوعهم فأرادوا طردنا من ربوعنا الحسناء ضيم أحرارنا وريع حمانا وصمتنا والصمت للجبناء زعم الخائنون أنا بما نبغيه نبقى الوصول للعنقاء سوف يدرون إنما العرب قوم لا يبالون غير رب السماء يوم لا تنبت السهول سوى الجند وغير الأسنة السمراء يوم تمشي على جبال من الأشلاء تمشي في أبحر من دماء يوم يستشعر المراؤون منا إنما الخاسرون أهل الرياء الخاتمة أصدر الشاعر ايليا ابو ماضى ديوانه الثالث الذي قدم له الشاعر ميخائيل نعيمة عام 1925م . وفي عام 1940م أصدر ديوانه" الخمائل " وقد نظم بعد ذلك شعر كثير نشرها في الصحف والمجلات في الوطن وفي المهجر. أصدر جريدة السمير أسبوعية ثم يومية عام 1929م في بروكلن إلى أن توفي بها . ويعتبر بحق من رواد الشعر الحديث الذين اثروا الحركة الشعرية العربية واتحفوها بقصائده الرائعة . والله ولى التوفيق ،،،،،،،،، * * * * الفهـــــــرس م الموضــــــــــــــــــــوع رقم الصفحة 1 مقدمــــــــدمة 2 2 بعض من قصائده 3 3 التينة الحمقاء 3 4 العيون السود 4 5 يا ملاكى 6 6 خطب فلسطين 7 7 الخاتمة 12 8 الفهرس 13 المراجـــــع: • ادباء المهجر – بيروت لبنان 1998 |
الساعة الآن 08:20 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir