![]() |
22 . . لا جدوى من الاحتماء بمظلة الكلمات, فـ الصمت أمام المطـر آجمل ! مريم: رغم قسوة الأيام, وحرقة الشوق التي تأكلني صبرت, اخفيت تحت جفني دموع متلعثمة, ووضعت في فمي حجر كبير وسكـت! لم يكن بيدي فعل شيء, ولا امامي سوى الانتظار, الانتظار الطويل حتى النوافذ امتلأت بقطرات المطر الناعمة, تصحو من حجرها لتنقنا من قسوة الصيف, وتبعث في قلوبنا الامل الحي الميت, تأملت الشجر المتمايل, لو كان بيده النفس لتنفس, مع انه من الاشياء الحية وباعتباره حي فلا يملك صوت, ولا عين ولا نفس! اشياءٌ تستحق التأمل حقاً ! تنفست بعمق, تجاهلت كل من حولي واستفقت وحيدة, املك وسادة بالية بالدموع ورأس موجعٌ , يعاقب فيني الزلات, يحقنني بالألم كل لحظة! ها انتي وحيدة يا مريم, تقطنين بين اربعة جدران , تقلبين المذياع الصغير ولا تجدين الا غنوات فيروز المشوشة, تذكرين نفسك بين هذه الكلمات: ادّيـش كـآن فـي نـاس , ع المـفرق تنطـر نـآس وتشتّـي الـدنـي, و يـحملـو شمـسـيـة وآنـا بـأيام الـصحو ماحـدا نطـرني, ماحـدا نـطـرنـي ! طُرق الباب, وكالعادةِ لم افتح, منذ يومين اعيشُ انا الحبيسة وانا السجان, وكلما ينادي أحد سألت: ولدي هني؟ اذا كان الجواب: لا سكت, وكأني لا انتظر شيءٍ سوى كلمة نعم, استنشقت صوت المطر المتراكم على نافذتي, ومن الباب يأتيني الصوت بكاء تارة, وصوت الصراخ تارة أخرى, شيء يجعلني اضع يدي في اذني خوفاً..كنت اعلم ان امي توبخ عليا لما فعلته ولكنني فضلت عدم التدخل, والابتعاد عنهم وعن مشاكلهم لأن ما فيني كان يكفيني, لا اعرف ان كان الزمن يعيد نفسه او انها صدفة, بأنني وعلياء نقع في نفس الخطأ, لمت نفسي ولمت الظروف, رغم ذلك هذه ليست حجج, ولن تكون اعذار لأخطائنا, كما هو عذري لمحمد, الذي يظن الآن بأن عليا نسخة جديدة مني ومن أبي , الفرق بأنها من دون شريك! تسطحت على الفراش مرة اخرى, ظهري يؤلمني ورأسي سينفجر من الظلمة والنوم! طُرق الباب مرة اخرى, لم اجب , اغمضت عيني.. فاجأني صوتها: بتبطلين ولا اكسر الباب, انتي ايه اكلم منو انا؟ اشتقت لها بجنون, جلست بكسل لأخفف من حدة الدوخة, ثم وقفت بجانب الباب وهمست: حد وياج سمعت امي تهمس: قولي لا اغمضت عيني: اميه سمعتج امي: اففف هيه انا وياها يايه اتطمن عليج , هذا يزايه احين تفتحين حق بنت عمج ولا تبطليلي انا, وانا يا خلاف شو سويت فيكم؟ كل وحده معنطزة من صوب وانا اللي آكلها, اسندت رأسي : مالي نفس امايه يبتعد صوتها: كيفج لا قومو عني انا بحاتي منو ولا منو كل وحده تعرف اتدبرعمرها والله انا حق شو اعور راسي فاضتلكم خلكم جي مجابليني, والله ! شيخه: افتحي , احنا بأمان ابتسمت من وراء قلبي, فتحت الباب, عانقت عيناها قبل ان اعانقها, وصرخت من شدة المفاجأه: بسسسم الله قومي عني انتي منو بتعب: تمي عندي لا اتروحين دفعتني بخفة: انا اصلا اعرفج عشان ابات عندج لا حبيبتي انا ماسكن عند غرب, عقدت حاجبي , ضحكت: هههههه والله جد مريوم جفتي ويهج فالمنظره؟ لا جد يعني..ذكرتيني بشكلج يوم كنتي بتربين في عمور تسطحت مرة اخرى وانا اتوجع: يعني تبيني اتمكيجلج ولا شو جلست بجانبي بعدما فسخت عباءتها وقابلتني بابتسامه عريضة: انا مستانسه -ان شالله دوم -ما بتساليني ليش -ليش -مابقول, احسج مب متحمسة -قولي, متحمسة بس ما يبين خجلت: انا... شهقت, تذكرت كلام راشد, يالا غبائي كيف نسيت امراً كهذا خافت: بلاج حاولت الجلوس, سعلت بشدة وانا احاول نطق الحروف اللاصقة عند طرف لساني شيخة تربت على ظهري: بسسم الله عين ما صلت على النبي بلعت ريقي: اححححم, آه راسي والله يعورني -ياربي على هالعيوز شو اسوي فيها انتي مافيج شي صاحي مول -اسفه, شرقت انزين شو اسوي -لا تسوين شي ها من الحماس الزايد ماعليه عذرتج فتحت عيني : شيخو عندي لج خبر بمليوون كحكحح بس نسيت اخبرج اياه تعتدل: خبر؟ عن منو ؟ شو عقدت حاجبي: بس اول قوليلي حق شو مستانسه ! تبتسم: رقووووني -مبروك بس مب مهم, الياي احلى احللللللىىىى -هاااااا شووووو -انخطبتييييييي فتحت عينها كـ وسع فمها, نظرت إلي باندهاش اضحكتي , ظلت تضرب يدي غير مصدقة: را...راا,,,, هزيت رأسي بفرح: هي هوو راا صرخت وحضنتني: يااااااااااااااي, ماصدق ماباااا مب موافقه ضربتها: انتي خبله ؟ تقفز: ماعرف شقول مادري تلخبطت عندي المعاني, لا , انزين شو قال كيف قالج متى وين تنهدت: لا تسأليني, بس المهم انه يباج بأسرع وقت ومستعيل عليج جلست على الارض: مب مصدقه واااي فرحتين بيوم واحد بتيني جلطة -قومي احمدي ربج وعن حد يسمعج يالهبلة تجلس بجانبي بسرعه وتعدل ملابسها: هي صح, يعني كأنه ماستوى شي, اتنفس طبيعي وامثل اني مب مخطوبه, اقصد اني طبيعيه ضحكت على شكلها من قلبي: ههههههههه مينونه دخلت أمي لتنهي آخر ضحكاتي, وقفت بجانب الباب دون ان اشعر بوجودها: هاه, ماشالله شاقه الحلج! نظرت إلي شيخة وانزلت انظاري, لن يعجبها العجب مهما فعلت! امي: احين ما تخبريني ليش حابسه عمرج لا تاكلين ولا تشربين على شو؟ حتى ولدج ما تدرين وينوو انغبنت: عند ابوه تصرخ: شو يعني عند ابوه ليش انتي مب امه؟ ولا يبتيه من الشارع انتي شيخه تقف بعدما هلت دموعي: خلاص خالوه بروحها تعبانه امي بحدة: منو التعبان والشقيان غيري شيخه قوليلي! مادري آخذها من ريل ولا عيال.. شمو مضاربه ويا حمياتها وهاده البيت يالستلي هني تصيح وتنوح, ومنأرفه من الدنيا ومأرفتني فعيشتي وياها ولدها ماعنده حليب من امس ولا تدريبه, عليوه ام المصايب ما تخلص مشاكلها, بايته بيت الناس من شهر ولا جنه عندها اهل تتحسب كل شي بيمشي على كيفها, وهاي مستوتلي الطائر الحزين, صاكه على روحها الباب لا اكل ولا شرب تبا تموت علينا, هاده بيتها وريلها وولدها يايه مجابلتني هني تتحسبني مادري انها مضاربه وياه, والله ادري انج السبب لانج نحسه ولسانج طويل, ولا هو ريال والنعم فيه ما تطلع منه العيبه, والدليل هاذو مستوي حق ولدج الام والابو, وانتي تتحرين عمرج ياهل كل يومين يايتني هني تنوحين, انتي واختج مادري ليش يوزتكم عشان تبلشوني! بروحي مادري ابوج وين ارضه وين سماه هايت ويا هاييج الحرمه مايدري عن بيت ولا عيال, البيت يصفر مافيه اكل حتى ناكله وهو خبر خير, البشكاره تتشكى تبغي معاشها والدكان مايطيع اييب اغراض بدون بيزات, شو اسوي انا اطلب من الناس بيزات اتشحت قوليلي وين اسير؟ حسبي الله ونعم الوكيل على هالحاله, الله ياخذ عمري وافتك منكم ومن مشاكلكم! لم اسمع بعدها الا قوة الباب, الباب الذي هبت ريحه العاتيه وصفعتني, ادهشت بكاءً, كانت دموعي تفور على تنور خداي اللذان تجمعا بالدم, بكيت كالطفلة بين احضان شيخة التي كانت رغم فرحها تواسيني, وتدمع مع دمعي, شعرت بتأنيب الضمير لانني ادخلتها الى عالمي الحزين, وماذا يوجد ببيتنا غير الحزن والكآبة! بقيت على هذا الحال لساعات لم اعدها, حتى استيقظت على حنين مؤلم, قصة ليلٍ اخرى, قصة وحشةٍ اقسى, بقايا روح بالية, وصوت امي الجارح! لم يكن هناك شيخه, بل انا , لوحدي, حضنت وسادتي بشدة ,واغمضت عيناي الحالمتان, بنيت في قلبي دعوة صادقة, مترجيه, ذا, لعل هذا المساء اجمل, لعله احنّ! شعرت بهدوءٍ على غير العادة, في هذا الوقت اسمع صوت امي يملأ المكان وبكاء عليا المستمر, بعدما حبستها امي في غرفتها, واصبحت امي تنام مع شما, كان صوت عليا يكسر قلبي لأنها تون وتتاسف ولا يرد عليها سوى صراخ امي, صحيح هي تعذبت ولكنها تستحق العقاب, وجودها مع ذلك الشاب لم يغيب عن بالي ! تنهدت, جلست على السرير لوهلة استجمع قواي, جوع فقير, ابعدت شعري عن كتفي, حاولت الوقوف وأبت رجلاي, حاولت مرة اخرى واستندت على الحائط, ظهري سينقسم نصفين, لا اعلم ما سبب كل تلك الاوجاع, او انني اعلم واتجاهل! اتجاهل كل تلك الآلام التي سببتها لغيري والآن احاطت بي, كيف لا وانا الآن افني عمري بين هذه الجدران ,وحيدة ابكي على ما مضى! اشتقت لـ عمر كما اشتياق العطشان للنهر, لا استطيع البكاء , ربما يحس بي الآن لا اريد ازعاجه بأنيني, سأبتسم, ارسم ابتسامة كبيرة تريح قلبه ! الاكيد انه يبكي يريدني..وانا ايضاً اريدك , احتاجك كثيراً مسحت آخر دمعه عندما فتحت الباب ببطئ, اخرجت رأسي لألمح طيف احد, ولكن لا جواب, ولا صوت, استندت على الحائط ومشيت الى غرفة شما, وجدت امي وشما نائمات, وبجانبهم سرير خالد الصغير, حبيبي ما اجمله, حملته بين يدي وقبلته بلهفة, ولكن الدوار جعلني ارجعه الى مكانه بسرعه واتمسك بالسرير, تنفست وانا اعتدل لاخرج قبل ان تراني امي, توجهت الى غرفتها لاطمئن على علياء, لا تهون علي .. طرقت الباب عليها اكثر من مرة ولم تستجيب, اخافتني, طرقت مرة اخرى وناديت: عليوه متهجمه: شو تبين!! انفعلت: جذي تردين عليه يزايه بطمن عليج تبكي: مابا حد يطمن عليه فكووني منكم -وليش تصيحين هاي نتيجة فعايلج يالهياته -ما يخصج فيني لو اتجوفيني ارقص فالشارع انتي مالج شغللل -لا والله؟ اوكي مالي شغل..بس يوم بتنش اميه بقوللها وين جفتج امسات قبل لا ادش البيت..وبقوللها عن هالاسما وين تسير تسهر عشان تدفن قبرج في هالحجرة بالمرة! -انتي شو تبين مني روحي من هني!! بروحي مب ناقصتنج -على اساس انا اللي فاضيتلج.. بس الحق عليه قلت بدافع عنج وبكلم اميه اتطلعج من هني, احين مشي بوزج -مابا منج شي.. افففففف مشيت عنها وانا اتحسف لان سألت عنها, رأسها عنيد وستفعل ما يحلو لها دون ان تراعي مشاعر احد, ولا تهتم لامر احد!! شعرت بالجوع, لذلك سحبت رجلي نحو المطبخ لاشتم عشاءً يشبع جوعي..سألتهم نفسي ان لم آكل شيئاً..فتحت باب الصالة..ونزلت على رأسي القطرات المتقية من مطر الخريف, صوته وهو يطرق الارض شاعريّ, محبب للمسامع, قريب للقلب, رياحه هادئة, حينها , اغمضت عيناي لهفةً لتلك المشاعر, لذلك الرجل, لذلك الطفل! مشيت خطوات غير ثابته ,وتمسكت بالجدار المبلل خوفاً من السقوط..حتى, فقط وقتما, شممت رائحة ليست بغريبة, جميلة كما عرفتها, لم التفت حتى لا يخيب ظني..ولكن تحت طرق المطر الخفيف سمعت: مريم! اغمضت عيني شوقاً, هل انا احلم يا ترى؟! لفيت بوجهي نحوه, يقطن السواد عينه, وتملأ اللحى وجهه, وقفت انظر, واسرح بين تراكم المطر على كتفيه وشعره المبلل..اعتدلت, كأن التعب انزاح , وكأن لم يكن بي شيئاً ..همست: محمد! سأل بصوت مبحوح, وبين مسافة مترين:شحالج! انزلت رأسي, اخترت الصمت لي جواب..تقدم, ضغطت على ملابسي توتراً.. كأنها أبطأ لحظةٍ في حياتي, رفع رأسي باصبعين , يحمل مشاعرٌ مختلة, يتأمل وجهي, واتأمله بحب, شعرت بتراقص عينيه فرحاً ولكن التعب خبأهما, تقرب إليّ اكثر, انفاسنا تقترب, ولكنني استفقت: شو اللي يابك! نظر إلي, ثم همس: ماقدرت اخبي شوقي عنج اكثر! بحثت عن الصدق في عينيه : اي شوق, انت اللي تركتني مازال بنفس النظرات لم يهزه ذلك..بل ابتسم: وانتي اللي خنتيني ابتعدت عنه متكهربه, سحبت نفسي بعيداً بينما ظل هو واقفٌ بمكانه, افتربت من باب المطبخ ولكنني لم ادخله..لأنني اسندت يدي على جداره من الدوار المستمر..تشبثت به لأنه اخذني الى احضانه بسرعة ,استغربت من تصرفاته التي تخالف اقواله! شعرت به يحاول ان يلعب بمشاعري, ويستغل وضعي ليقترب مني لذلك ابعدته بعدما استجمعت قوتي: خلني فحالي, رد مكان ما ييت ما ابغي منك شي ابعد يديه, مسح على عينيه بتعب ونظر إلي: كيف تبيني اعتذر..انتي مب عاطتني فرصة -مابعطيك شي انت خذيت مني كل شي -ان آسف, قوليلي كيف ارضيج استغربت من لكنته , ولكنني لم اهتم, لأن جرحي اكبر: انت انسان مكسور وانا ما ألومك..بس انا بعد انظلمت منك وايد وكل يوم عشته وياك حاولت ابين لك ندمي بس انته ما تبا تعطيني فرصة..كل ما ابتعدت عنك رديت تبغيني , ويوم ارد لك تبدا ظنونك وتخانقني من اول ويديد بهدوء: ادري..انا اسف انزلت رأسي لانني فعلاً احسست بحسرته, وانكساره ادمعت عيناي عندما همس: عمر محتاج لج..كل يوم يصيح يباج مب عارف شو اقوله مسكت ذراعه باكية: هااته عندي, الله يخليك خلني اشوفه مسح دموعي: بييلج اياه لا تصيحين..بس ما يستوي جي نبهدل الولد مريم تنفست وانزلت رأسي: ماعرف شو اسوي..انا تعبانه حضنني بشدة, وقبّل جبيني بقبلة بطيئة, اخمدت الحرقة في قلبي: سلامتج من كل شي يجرحج, حتى مني انا ! بكيت لا اعرف لماذا, هل هو خوف من فقدانه, او انني افتقده بالفعل..كل ما احتجته هو وقوفه بجانبي لا اكثر, همس: خلاص , لا تعورين قلبي عليج لا استطع النطق, اكتفيت بصمت يريح قلبه, تمسكت به كالطفلة الضائعة, تائهة عن موطنها الحقيقي, تعلمت وقتها, كيف اتمسك بالأشياء الجميلة بداخلي, حتى اعرف كيف امسك بها بين يدي, ولا اجعل من السعادة شيءٌ تافه كما كنت اراه..وجودي مع عبدالله كان السسب في زيادة تلك المشاعر التي تاخذني الى الحب والهيام..لم اعلم انني احتاج ذلك الجسد فقط, وتلك اليدين, وهذه الرائحة! اخذني الى المطبخ حتى يدفأني ونحتمي من المطر.. جلست على الكرسي ملاصقة به, انظر الى كل شيء فيه بشوق.. ووضعت عيني بعينه: يعني انت مب زعلان مني! تنهد وهو يلعب بأناملي: ماعرف .. -شو اللي ما تعرفه! -.. -انت لين الحين تتحراني كنت وياه صح؟ قول ان بعدك تشك فيني ومب مصدقني -مب جي..خلينا نرد البيت نتفاهم اعتدلت: مابا.. ما برد مكان انطردت منه -انتي مينونه؟ هالبيت بيتج -مب بيتي, مب مرة عشان اسكت هاي ثاني مره اتطلعني منه وتتركني فالشارع في لحظة, مر أمامي موقفه وهو يرميني في الشارع, يصرخ على عزيز ليذهب, واصرخ انا اتوعد بأني لن ارجع إليه, وبقائي في تلك الغرفة مختنقة بسببه, وبعدي عن ابني بسببه, ووقوفي تحت حرقة الشمس بسببه, ابتعدت بسرعه, تلك السرعة التي ارجعت الدوار الى رأسي, خاف علي ومسك ذراعي: انتي بخير! ابعدته: بكون بخير يوم بتروح من هني!! استغرب: شو فيج واجهته بحدة: كل شي استوالي بسببك, عمري ما بنساه, عمري!!! تركته حائر بين بؤبؤي الذي يحوم حول ملامحه..ثم مشيت وتركته! بخوف من شوقي وضعفي إليه مرةَ اخرى, لن أيأس ثانيــة! هو الذي سلب مني الحياة لست انا التي سلبته منها! التفت اليه قبل انا ادخل: وهات لي ولدي, اليوم ابا اجوفه ولا بيي انا اخذه اقترب بسرعه واغلقت الباب..هرولت الى الغرفة ولكنني لم استطع المضي اكثر, تمسكت بالأريكة في الصالة..جلست تعبة, وبكيت بصمت يخنقني, سمعت الباب خلفي يفتح, وأرجله تتقدم نحوي, زحفت لاصل الى الغرفة ومسكني مرتعب: ليش تعاندين ! جوفي شو سويتي بنفسج دفعته: هدني, ارجع البيت وهات ولدي مابا شي ثاني منك حضن وجهي: لا تسوين جي .. والله بييبلج كل شي تبينه بس لا تعذبين روحج ماحب اجوفج جي ضميت شفاتي ألماً , سكت اشعر بلمساته و ألتهب.. يصوت مخنوق: ادري اني كنت اناني وياج..مافكرت فيج كل همي كان اني انتقم لكرامتي..بس عرفت عقب كل هالمده اني انتقم من نفسي مب منج..انا هنتج وايد سامحيني, فتحت عيني,وفمي , الدموع ما تزال عالقة, ولكن الدهشه تسيطر على مشاعري الآن, اول مرة اسمع منه كلام مثل هذا.. وبهذه النبرة ! كنت على شعرةٍ بأن اقول له ما قلت..ارجوك اريد سماع كل حرف منه مرةً أخرى! ولكن تلك الذكريات ما زالت تحطمني: انت عذبتني وايد, واايد ..وانا ما بسامحك بهالسهوله محمد فتح فمه لينطق, لكن كبريائه منعه..تركي امشي , اتكأت على يديه التي مدها لي لأقف سألني باهتمام: تبيني اوديج الدكتور؟ انتي وايد تعبانه! هزيت رأسي: مافيني شي اسندني إليه: خليني اوديج الحجره على الاقل, بس ما بخليج جي ترى حاولت دفعه ولكنه اقوى: انت لو حنون جان ما وصلتني لين هالحاله أتانا صوت علياء تنادي من الغرفة : طلعوني من هنيي..امايه ..شموووووووه نظر إلي بـِ حيرة وانزلت رأسي منحرجــة.. فهم ما حصل: معاقبتنها؟ أومأت بنعم.. طرقت الباب مرة اخرى بقوه: حد يفتح لي البااااااااااااااااااااب..مريوووم الله يخليج بطليلي!! قلت: توج ماتبيني اساعدج اشتد بكائها: والله انا اسفه ما بعيدها قولي ساعدييني , الله يخليج قولي حق امايه اتطلعني من هني بحدة: عشان تردين تهيتيين فالشوارع ويا هذاك الكلب... اسكتني محمد: بسس. تصرخ لتدافع عنه: لا تسبيينه مايخصج فيه.. بتهجم: جببب يا مسودة الويييه يا قليلة الادب, ولج عييين ! مسكني يهمس: تعاتبينها ليش ..نسيتي نفسج! خفت من نظراته , بلعت ريقي والتفت عنه! تقرب من الباب وتكلم بصوت خافت: عليا..اسمعيني انا محمد! سكتت مستغربة, مسكت ذراعه: شو تسوي اشر لي: اشش..امج وين -راقده -سيري جوفيها نشت ولا.. -ليش -انتي سيري دخلت غرفة شما ببطء لألاحظ الجو..كانو في نوم عميق رغم الصراخ.. خرجت بسرعه وقلت: ما نشت لصق بالباب وقال: عليا اسمعيني..لزقي بالباب عشان اسمعج تخصرت وانا انتظر ما سيقوله..نظر إلي ثم اكمل: انا كلمت الريال..وعرفت عنه كل شي واذا مب مصدقتني اسمه سالم الــ.. وعمره 19 وعايش عند ابوه لانه منفصل عن امه وهاد الدراسه وما يشتغل..صح كلامي ولا لا!! عقدت حاجبي من اين اتى بكل هذه المعلومات؟ عليا بعد صمت: صح وضع يديه على الباب فأصبح بواجهه: عيل اسمعيني عدل وتأكدي ان كل اللي بقولج اياه صدق.. وانا ابا مصلحتج لانج مثل هند اختي بلعت ريقي بخوف, عليا: انزين يكمل بثقة: هذا طلع لعاب, ابوه مدلعنه وعاطنه كل شي يقص على بنات خلق الله, يوم نزلتي ركبت وياه ورمسته زاغ مني وقال ان انتي اللي تتلصقين فيه, وهو ما يباج بس انتي تموتين فيه تصرخ : شوووو؟ جذااب..والله جذااب محمد: اهدي..ادري انه جذاب ويلعب عليج عشان جذي انا احذرج منه..تسمعيني؟ ولا تتقربين منه بعد مرة ثانيه من المفاجأه لم تصدق ما يقوله لها, بلكنة متردده: انا ..مستحيل لا ما بيسوي فيني جي هو يحبني..ما بصدقك حتى لو عرفت عنه كل شي , ما بيسوي فيني جييه!! التفت إلي يائس, صرخت عليها: ليش ما تصدقين؟ واحد حقير طالعه وياه وبايعه نفسج حق شو توثقين فيه هااا؟ قلت تلك الجملة, وعيناه علي..يا الله..كأنه يقول لي بتلك العينين قولي ذلك لنفسك, سكين تقطع خجلي .. ليتني لم انطق! اكملت: انتي اسكتيي..روحو من هني كلكم جذابين ..هو وعدني بالزواج بس عقب ما يحصل شغل كان يترياني اتخرج وانجح..وانا نجحت واتريااه اييني يخف صوته: عليا..ابوه خاطبله بنت عمه اي زواج؟ مثل ما وعدج وعد غيرج ..ومثل ما قص عليج قص على غيرج.. كأنها انهارت, تعالى صوت بكائها خلف الجدران, سحبته: ليش سويت جذي نظر الي: عشان ما تتعلق بأوهام مثل اختها! بلعت ريقي: حرام عليك كسرت قلبها..احين بتسوي بروحها شي هاي مينونه تنفس: مادري..بس خلوها تهدى الحين وضعت يداي على رأسي: والله خايفه عليها.. اخذ يدي من فوق جبيني وتقرب مني: انا مثل اخوها وخايف على مصلحتها مثلج..لا تخافين! نظرت إليه ,اشكره بعيناي على ما فعله, يبدو ان احدانا وجد هادياً يهديه ! وضعت يداي على اذني عندما صرخت : طلعوووووووونيي تجاوزته وقلت: ماشي طلعه من هني..قالج الريال خانج وطلع حيوان انتي ليش ما تفهمين تبكي: ما يخصكم انا بكلمه, اكيد بيفهمني كل شي وبتطلعون جذابيييين صرخت: محد اهبل عنج والله, فوق ها تعقين عمرج عليييه ؟ مب كافي اللي قالولج اياه انتي ما تعقليين! اصلا احسسن عشان تتأدبين ما تشرقين وتغربين بدون شور امايه! سحبني من يدي: خلاص..امشي حجرج ليتني وصلت غرفتي قبل ان تقع كلماتها على مسامع محمد: على اساس انا الوحيدة اللي اطلع بدون شور حد..نسيتي شو استوى فيج ولا اذكرج؟؟ انتو تحاسبوني ما تحاسبون عمااركم..انانيتكم وكماليتكم هاذي مب عليه انا..مسويه روحج ملاك! صرخت بسرعه تحت استفهامات محمد: اسكتييييي.. ردت بتهجم واضح: نسيتي هذاك اللي خطفج في نص الشارع ولا رمستي ولا صديتيه جنه عايبنج!! ترك يداي, دون ان ينظر إلي, لم يهمني بما اشعر تلك اللحظه, اكثر من اهتمامي بما بملامحه التي انقلبت رأساً على عقب..همست: محمد تنفس بسرعه عندما اكملت الغبية:اجوفج سكتي..حتى يوم يينا خذناج من عند بيته كنتي مضروبه وحلجج خايس دم..قلتلج خبري عليه قلتي انتي مايخصج سكري الموضوع ..كنت حاسه ان محد يدري عشان جذي سكتيني!! قولي كلامي صح ولا لاا صرخت من قلبي: لااااااااا لاااا بسرعة لم الاحظ قوتها, مسك ذراعي وسحبني حتى غرفتي..ترجيته بدموعي: خلني افهمك!! محمد هاي جذابه مب هذا اللي استوى دفعني على السرير واقفل الباب, بعصبية واضحة جلس فوقي وضغط على فكي: عيل شو اللي استوى..يلا ارمسي دارت فيني الدنيا, غصيت بقوة وصرخ: انطقي!!! هزيت راسي لأن كل مافيني تخدر تحت قبضته..لم الاحظ كيف سقطت من عيناه دمعة على جبيني: شو سوابج!! شال يديه ووضعهما بجانب رأسي: يلا شليت ايدي ارمسي..شو سوابج!! ضربج؟ هزيت رأسي: لا اغمض عينيه..ترجيته: لا تسوي شي محمد الله يخليك ..هو طلع من حياتنا خلاص نظر إلي..شال خصلاتي من وجهي بحب, اطمئننت قليلاً حتى خاب احساسي ووقف مسرعاً: بس لازم يتحاسب جلست بسرعه: محممد..عشان خاطري لا تسير, لم يسمعني, اتكأت على الباب من الوجع: لا تسيير..ماباه يأذيك والله خايفه عليك , عشاني ارجع..عشان عمر ! التفت إلي, يسترق النظر, ثم أكمل طريقه ! جلست مستندة ويائسة, نغزات تغرز قلبي, ودموع لا تتوقف!! دخلت عليّ شما : مريوم..الله يهداج بس مسكتني من كتفي: صوتكم وايد كان عالي وخفت امايه تنش والله..ما بغيتو ترمسون في هالسالفه الا الحين, روحها امايه مب ناقصه لو عرفت عن هذا الريال شو بيستويبها..الله يهداكم بس وقتكم كله غلط خبأت وجهي بيداي, لعلي اخفف من وطأتي هذا المساء, هذا المساء الذي تمنيته ان يكون اجمل! تحت قمع نيرانك حنيــن وبين اصابعك صرآخ يدمي قلبي, اعلم انك تعاتبني, ولكن عتابك يقتلني. . اعلم انك تحبني, حباً لم يرضي غرورك أبداً ! لا اعرف كم مضى من الوقت وانا انتظر .. عيناي لا ترمشان وجسدي لا يتوقف عن الارتجاف, شما ترغي في امور كثيرة وانا عيناي على الساعه, والنافذه! انتظر خبر..تنهدت واخذت من الهواء ما يلزمني, خفت حدة الالم الذي اشعر به بجسدي بسبب الرعب الذي احس به ! تمنيت لو اكسر الباب عليها وابرحها ضرباً, ابرد خاطري بها ولكن ما الفائدة الآن..من سيرجع, يا خوفي انه لن يرجع!! ربتت على كتفي مرة اخرى وقالت: بسير اجوف ولدي خلود, تبين شي! لم استجيب بأي طريقة, عقلي بمكان ابعد ! ردت وهي تتثاءب: يالله..اصلا انتي مب وياي انا ليش متعبه عمري ويالسه وياج..اذا بغيتي شي ازقريني....مريوم اكلمج....كيفج نظرت الى الفراغ المعتم , بنوع من الضياع المشتت! اعلم ان سيحدث شيء ولكن لا اعرف ما هو..اعرف احساسي لا يخيب ..حتى جسدي يستشعر المرض قبل ان امرض..! لا اعرف كيف اصف خوفي الآن..لا اتمنى لأي واحدة ان تعيش ما اعيشه ..لأنه شعور مخزي ومخيف, بعض الفتيات يتمنين وجود اثنان بحياتهن يتقاتلا عليهن وكلاهما يريد الاخرى لنفسه..ولكن الشعور مخيف..لأنني اعلم ان في النهاية احدهما سيخسر تلك المعركة, والخوف اذا كان من اردته انت..من احببته ..لا اتمنى شيء الان غير انا اراه امامي..دعوت بقلبي ان يرجع إلي ويعاقبني انا ..ولكن لا يذهب الى ذلك الذي لا يخاف من احد!! دخلت شما تحك رأسها: ها يباج برع التفت على الفور: منوو ارتدت: شو بلاج عوذ بالله, هذا اللي ودانا عزيز مادري شسمه شهقت: عزيز..! مسكت يدها وحاولت الوقوف : وديني لين الباب -وين اوديج مب لابسه شيله -الله يخليج مب رايمه امشي -سيري بروحج مافيج الا العافيه مريوم..خليني ارقد مارقدت من حشرتكم استندت على الجدار,لبست غطائي وخرجت من باب الصالة.. مجرد ان لمحني دخل على الفور, انزلت رأسي لم ألمحه جيداً.. لكن ذلك الصوت القريب.. افاقني من غيبوبة الحزن واخرجني من غيمة الكآبة , : مااااااامااااااا صرخت من فرحي: عممممر!! ابتسمت لعزيز الذي ابتسمت لي واعطاني اياه, ياااا الهي كم احبه , كم اعشق رائحة الطفولة في شعره وجسده..قبلته اشبع شوقي به..ضحك كثيراً من فرحته بي! لكن عزيز موطئ الرأس..بانت ملامح كثيرة في وجهه -اشحالك عزيز -الحمدلله ربي يعافيج, انتي شخبارج! سألته:تمام.. انت كنت يالس وياه؟ -هيه..كيف عرفتي -محمد كان هني..قلت اكيد حد تام ويا عمر -هي انا ..اصلا الشباب متيمعين عنده اليوم -عيل ليش طلع! -مادري.. -ووينه الحين -قال بيتاخر..عشان جي يبتلج عمر اومأت رغم عدم ارتياحي..عمر الهى مشاعري عن محمد هذه المرة.. سألني باهتمام: انتي مرتاحه! انزلت رأسي: الحمدلله سكت قليلاً..اكمل: اقصد انتي ومحمد الحين.. أريتـه بنظراتي ما يمكن ان يكون جواب.. و فهم: اها تنهدت: ادخل حيااك التفت خلفي: اشحالج خالوه! امي تمشي بنصف عين: الحمدلله ولدي..شو السالفه عسى ما شر عزيز: لا ما شر..يبت عمر حق... امي تهجم على عمر وتحمله: وااااايه فديته حبيب امه العوده انااااا..عموووري!! التفت له: ما بتدخل! ينظر للساعه: لا مستعيل..تحملي على عمرج ناديته: عزيز.. التفت: هلا مريم لا اعرف ماذا اقول..رديت: اذا..اذا كلمك محمد او استوى شي..خبرني ! عزيز: استوى شي؟ حتى لا يشك: اقصد اي شي لا سمح الله.. كان سيضع يداه على كتفي, وانزلها منحرجاً..ابتسم : ان شالله خير , مع السلامه! -مع السلامه التفيت لصوت امي بالداخل: فيك رقااد فديتك؟ اكيد لعوزوك وهم يدورون فيك من مكان لين مكان تنفست وجلست بجانب شمة النعسة.. ساسرتني: احين بتنغزج لين ما تقولين بس! وقفت: عطيني اياه امايه ما شبعت منه امي: قومي عند الولد.. لو مب شبعانه جان درتي بالج عليه..الا غاسلة ايدج بعد! شمه: امايه من جايفه ولدها من متى خليها اتشم نفسه شوي رجعت الى مكاني حين قالت: والله قلبي يعورني عليه جوفي كيف يغمض عيونه فيه رقااد (حضنته اكثر) وااااي يا الغالي بتعيش عند يدتك انته صح! حبييييبي شمه تخف صوتها: ما قلتلج امي: انتو بدال هالقرقره سيرو دورو ابوكم اللي ماله حس ولا خبر - هي صح ابويه وين؟ ليش مب مبين من مده!! شمه: يمكن ساير فندق من هالفنادق يونس المدام بعد..مايندرى -مب كل هالمده..وبعدين ماعنده فلوس عشان يسير فنادق امي: لا عنده حبيبتي حق ناهد دوران عنده بيعطيها شمه تضحك: ناهد دوران هههههههه امي: بس..انا ارمس جد وانتو تتطنزون -ليش ما سألتيه وين ساير شموه.زعلى الاقل بنعرف وين مكانهم, زين محد جرب يتصل فيه امي: والله شموه وشيخو نقعو التيلفون..محد يرد..ابوج وانتو صغار ما سأل عنكم بيسأل الحين..تتحرونه هذاك الابو الحنون يوم كنتو صغار لا حبيبتي..احين الديون ماكله اللي وراه ودونه شمه: اللي يبا الدح لا يقول اح -شمووه!! استحي عاد شمه: شو ماقلت الا الصدق..والله امي: آآه والله مب كاسر خاطري غير اختكم هاي اللي محبوسه جنها ديج شمه: جنها ديج ههههههههههه -اعتقيها اميه بتموت من اليوع شمه: لالالا عقب دوروها في بيت فلان وعلان..مافينا امي:اوديلها اكل بس عاد يوم ادخل الاكل شو تسوي..مصارعه, تنجلبلي هذا علي حميد مادري شسمه عشان تطلع شمه: اميه اسمه محمد علي امي: هذا هو..لا خلاص باجر بدش برمسها , توه دقيت عليها الباب وفتنت عليه ماعرف بلاها! انا الاقيها وين ولا وين الله يصبرني بس..احين احاتي باجر كيف بنطبخ وين الاغراض وين ندق براسنا حتى موز ماشي..وانتي يالمتفيزرة قومي قولي حق ريلج اييب بامبرز حق الولد!! شمه: انزين اميه.. امي: وانتي الثانيه, قومي جوفي ريلج وين..فقدتكم تنفست بعمق ..وتسطحت على الكنبة يغفى فيني التعب , كلما تذكرت ما حصل زاد توتري اكثر .. لو اجرب الاتصال به, ولكن اين الهاتف يا حسرتي! تذكرت عزيز عندما قال محمد سيتأخر, اريد سماع صوته..فقط صوته لأطمئن ناديت شمه: شميم..ابا تيلفونج ما عليج امر شمه: افف ماعندج تيلفون..بروحه رصيدي مخلص امي: فقدتج يالزطيه..على ريل خالتج مررره شمه: يعني كيف بطلع على ريل خالتي شو هالتشبيه امييه من دون نفس: بتعطيني ولا لا شمه: انزين لا ترمسين وايد..تسمعين! سحبته عنها, ضربت الارقام بسرعه..رن , و رن .. الى ان شبع رن واغلق ! اتصلت مرة اخرى, واخرى ..لم يجيب..شعرت بالمغص يجول تحت شوارع بطني! ماذا افعل ..ليتني قلت لعزيز سيتصرف! ذهب الكل الى مضجعه, اغلقت امي الاضواء وبقيت على الاريكة في الصالة متسطحة احمل نور القمر بين كفّاي, سمعت صوت عمر في غرفة شما, اخذته امي لينام بجانبها..كالعاده انا المهملة..ولكن عوار بطني منعني من فعل اي شيء! اخذت اتقلب كأنني على نار هادئة..لم يأتيني نوماً ولم يهدأ لي بال, ظل هاتف شما معي ,اتصل ولا من مجيب..ادمعت عيناي خوفاً عليه, تمر ببالي افكار اتعوذ من ابليس بسببها..يا الله احميه اينما كان..امسح دمعتي وادعي بكل صدق..ربي يحميك حبيبي! تحت العتمة, وبين هدوء السماء , سكون لم يكن مثله جمود! قفزت, شعرت بالهزاز تحت كتفي وجلست مسرعه, سقطت عيناي على رقمه فالثالثة فجراً ..ارتحت كثيراً ورديت بصوت مغبون: حبيبي نبرته تقتلني: انا عند الباب .. اخافني صوته..ظليت بمكاني افكر ماذا حصل ..نبهني: مريم..بتخليني برع بسرعه: لا لا .. يايه! حملت نفسي بحذر, تجنبت كل الاوجاع ومشيت الى الباب..فتحته , كان مستنداً بجانبه , يداه في جيبه, شعره منكوش, عيناه حمراوتان وصوته مزكوم, دخل واغلقت الباب , حضنت وجهه: انت مريض اومأ: لا, كحكحح عادي ارقد هني اليوم؟ بس احين والصبح بروح حضنته : انت مينون..اصلا ما بخليك ترد البيت وانت بهالحاله ابعدني: تعالي نرتاح! لم تعجبني ملامحه , مشيت معه الى الداخل..قال: جوفي في حد.. -لا تعال اخذته الى الغرفه..ساعدته في فسخ ملابسه, كنت انظر إليه بشوق, بلهفه, بحب , انظر وانا بحاجة الى عناق لا ينتهي..همست: احلفلي انك بخير سكت, وقبل ان اشلح عنه القميص أبى: لا خليه, جذي ادفى مسحت على شعره: بس مب برد وايد..عقه احسن اشر بتعب: تعالي عدالي.. ابتسمت واقتربت منه, تسطحت بجانبه وعيناي تعانقه..نظرنا الى بعض بعتب واضح..وحب خفي! سألته خوفا: شو سويت..الله يخليك طمني اغمض عينيه, فتحتها باصبعي: ما بتقول؟ بتخليني احاتيك حمل اصبعي وقبله بحنان: ماعليج, همست : زعلان مني صح ما زال مغمض: لانج ما خبرتيني هيه -خفت عليك..خفت يسوي فيك شي -هههه تزيغين عليه من هالياهل -..ماباك تتأذى بسببي -لان كفاني ما يا بسببج صح -... -يعني اختج لو ما رمست انتي ما بترمسين, انتي تدرين شو استوى فيني يوم قالت الدم يطلع من حلجج ! حسيت بالنار تضمي فصدري حلفت لاخذ روحه , بس اذا انتي رضيتي تسيرين وياه انا شو بيدي ادمعت: والله ما رضيت..كنت تعبانه من معاملتك لي وما قدرت اقاومه لا يقص عليييك..انت تدري كيف كنت احاول ارضيك هاذيج الفتره كيف بطيعه! اصلا من هذاك اليوم وانا اجز منه ومن فعايله -زين يوم اعترفتي حضنت رأسه حتى لا يهرب مني ثانية : انا اسفه, اوعدك اقولك كل شي , بس لا تزعل مني قبلني بشغف واحتياج, تلمست كل مكان فيه حتى اطمئن من قربه, شعرت بشيء غير طبيعي عند عضلاته,,لم يكن جلده تحت القميص..شيءٌ يلف يديه مثل الشاش, ابعدها عني: يلا ارقدي مسكتها: شو هذا ابتعد: ارقدي قلت نظرت اليه لوهله..زادت دقات قلبي..جلست بسرعه لاشلح عن يديه رغماً عنه وصرخ: آآآي حيـن سـأفقدك عزيـزي // . . كأننـي فقدت جميـع البشــر , |
آآآهلنن مرييومم ـآلبـآ{تت كششششششششخةةَ . آكشخ من آلكشوخَ . مريوممَ : حبيبتي آإنـآإ . الحمدالله رد لهـآ محمدَ حسيت حيتهـآ بتكون حلوةةَ . بس بعـآد عبدالله مـآبيوردهـآــآ فـ حـآلهـآإ . متأكدةة َ مع انه يحبهـآ بس مـآبيخليهـآإ .. بيستمر معـآهـآ آلمشآكل ليين مآتندممَ عقب . ومب من حقهـآ جيةة تسوي فـ ختهـآ عليوهه مع انه تستـآهل هالهبلةةَ . بس بعد مآجآفت عمرهـآ مريومم يوم خـآنتَ .. كلمةةَ قويةةَ آلألي مآدآنيهـآ ( كمـآ تدين تدآن ) .. محمد : مب مرتآحةة لهَ آحسس شي ورآهَ من سسآر لـ عبدالله آو حتـى قبلَ .. آكييد بيأخذ حقه من مريوممَ . خخـآيفةة منهه والله . هههه متأكدةة نـآوي ع ششي هالمحمدَ . بس آن شاء الله كلآإمي وآحسآسي غلططَ يكوون . آبآهم يعيشون بـرآحةةَ وبعيييد بعييد عن المشآكلَ . عزوز : آحس بيكون له دور فـآلروآيةةَ . يَ آنهه يححبَ مريوممَ يَ بيحب علويةةَِ . آو شموهه مع انها معرسةةَ . بس جيةة توقعتتَ .. بيحب حد من هالعايلةةَ . حنوؤن وآيدَ . حبيتهه بععدَ آكثر من محمد . لآإ لآإ محمد آكثر لآإنهه بطلنـآإ :::) علويهه : عورت قلبي يوم محمد قـآلهآ انهه سلوم يقصص عليججَ . خخـآطري آذبحهة المينووؤنَ صصج آتوقع آخخر شي بيحبهـإآ وبيترجآهآ ترد له بس لي فآت الفوتَ مآينفع الصوتَ < م يخصهه خخ آلمهم وجيةة يعني .. تسسلمين يـَ كآتبةة مبدعةةَ مريآآمَ .. ونترقبججَ حبوبةة |
وااايد حلووو البااارت مريووومتي وانشالله الاوضاع بين مريم ومحمد بتتحسن اكثر من جي اتريااج الباااارت الياي وما ننحرم انشالله من هالابداع بالتوفييج ... |
يآ ويلْ حآلي شو هالبـارتِ ، ، ! [ :blushing: ] لآلآ مـآقدر ألآقيهآ من وينْ ولآ من وين . . ؟ ؟ [ :fr7an_: ] > < > آولْ شيْ ، مرحبآنيْ كاتبتنـآ ؟ ؟ [ :ax: ] شو آلآخبآر ، آنشاءالله تمامَ آلتمــآمَ . . ! فديتِج ، فديت قلبج وروحج ع هالبـارتِ ، صدق صدق آبدددعتيْ فيه ، [ :smilies-113: ] . . . بسم الله نبدىآ بـ عليوه . . ! [ :glare: ] خير ختيه ؟ فيج شي ؟ ؟ يعني صصصدق قهههرتنيْ [ :522: ] ، ليشش ليششش ترمسين عن مريومَ جي ولآ جدامَ محمد ، آخ عليج [ :324r: ] آسميج إلآ هادمةِة آلملذاتْ ! ! لآ و آللـيْ قاهرني آككثر و آكككثر ، قوات عينهآ . . فوق شينهآ قوآت عينهآ ؟ آونه شوه ؟ يحبنيْ ، آنتتتتتتتتتيْ شفتي شككلج قبل ؟ [ :no_6: ] مآلتِ عليج إلآ ، آشكك هالـ سآلم عَمَيْ مايشوف ولآ حد يحب وحده شششرآتج ؟ ؟ آفييييييييه صصدق قهههرْ من آلخخخآطــرْ ، > آنزينْ ، شموه . . ! [ :21: ] هـآي آلإنسآنه آناه هب فاهمه عليهآ ؟ ؟ يعني ف آول آلبـارتات يعني صدق " آلآخت المثاليه " بس عقب ظهرت ع حقيقتهآ ؟ ؟ يعني مول مآيعيبهآ شيْ ؟ ؟ عوذذ بالله منهــآ [ :angry: ] يعني جد جد آنصصصصصدمتِ منهآ كيف جييه ؟ لآلآ آكيد آنتي ملخخبطه ف الشخصيات يعني والله جد مآككآنت جذه ، كانت هاديه ودومهآ آللي توآسيْ وتنصصح مريمْ . . ! آنصصصدمت منهآ بدرجه فظظيعه [ :no_6: ] ، ، الله يهديهــآ > وآلحينه حبيبتِ قلبيه هـآيْ ، شيخوه . . ! [ :ast7eee: ] فديتهآ فديتهآ تستآهل آلترقيه [ :1711: ] ، و تستآهلْ آككثر رآشد ؟ بس ضحكت بي من آلخـآطر يومَ آونهآ طبيعيه ومآتعرف ههههههههههههه يآبتهآ صصح والله [ :17::17: ] ، ، انشاءالله الله يتمم عليهم بآلخير ، يآرب . . وانشاءالله مايصيــر شي ويخخرب عليهمَ ، . . [ :0088: ] > عزيزْ ، [ :001_wub: ] صح مآككآن لـّه دور كبير ف هالبـارتِ بس يككفي آقرىآ آسمهِ علنيْ فداه يآربيه . . ! [ :GIF_13.gif: ] هالإنسآن اناه آعششقه ماعرف ليشْ ، بس جذه من اللهِ آحبه [ :blushing: ] غير غير غير عن محمد ورآشد وآلبـاجينْ ، يعني صصدق لـّه مككآنه ف قلبيه [ :kk_ed: ] ههههههههههههه آبآلغ صح ؟ ؟ ههه توكيه مآعندي شي آقوله ، بس سوىآ خير يومَ يآبْ عمور لبىآ قلبه لـ آمه ، حسيته حنون . . ! آديت روحهم والله آلحنونييييييييينْ . . ، ، [ :lolr43: ] متأثثثره مآعليكم ههههه > آهنيه آلصصآعقه ، مَرْيمَ و مْحمَد . . ! [ :9870::9870: ] ف آلبدآيـّه تحريت آنهم مآبيرجعون لـ بعض ؟ خفت آلصصصصرآحه آنهم مآييرجعون لـ بعض [ :0088: ] يعني آلروـآيه آذآ ممآكآنوـآ فيهآ حق بعضض مول هب ششششششيْ ، لآ بتخترب صصدقْ ، انزين ماعلينآ نرد ، ، ف البدايه مريومَ غمضضتنيْ حسيتهآ صدق تعععآنيْ من فرآق محمد و ولدهـآ [ :14: ] بس الحمدلله الحمدلله يومْ ظهرتْ وششافت محمد ، بس آقولج شي ؟ ؟ كبريائئهآ آخرْ شي قهر ببببيْ ؟ ؟ يعني ليش آلعنـآد مريومَ ، تبينه و تحبينه ليش تذكررين آلمآضي ؟ يآخخخيْ صصصدق قههرْ ، آوف لآإه لوعت ب جبديّ ، ، [ :glare::glare::glare: ] صح آحياناً تغمضضنيْ ، بس اناه مع محمد ع ككل شيْ يسويه ؟ ؟ اللــيْ سوته فيه هب شويّ ، يزآهآ وآقققل من يزآهآ ، [ :خ8: ] احس تفككيرهآ آو بالاصح مشاعرهآ متنآقضه ، ، [ :no_6: ] تبـآه بس تككآبرْ ، تحبه بس تعععآند . . يآمآ نآسس يآمآ نآس [ :خ9: ] ! ضيعهم هالكبريييييآءءَ و آلعننآد ؟ ؟ يعني مريومَ هب تتهورينْ . . هذا بالنسبه لـ أول شيْ ههه بس آخر شي ، غغغغغغغغغغغرآمَ يآ نآسسس غرآمم ، ، [ :ast7eee::ast7eee::ast7eee: ] مارومَ آصصبر للبـارتِ آليآي ، تحمست . . ! وهيه هيه ، قبل لآإ آنسىآ . . حمود ؟ يآ بعد جبديْ آنته شو صصصار لـّه ، آشك آنه راح لـ عبدالله و تضضاربوآ [ :21: ] ع آلشآش الليْ ملفوف لـّه ؟ ؟ يآ ربيه هذا الجنتل مآن ولآ بلاششْ خخخ علنيه فدآهم كلهم جنننننآتل ههههههه .. [ :mxinthgnwzmhqn0vrjy ] بس خلاصْ آيديْ عورتنننيْ والله . . ! [ :14::14: ] . . . تسلمينْ كككآتبتنـآ ع هالبـارتِ الليْ صدق آبدعتيْ فيـّه ، ، [ :smilies-113: ] ونترققبج ف بـارتِ "23" ، و نحنه متأكدددينْ انه بعاد ببآرت رآئئع بمعنيْ آلكلمهِ ، ، ف حبيبتيْ لآإ آطططولين علينآ ، بجد متحمسينْ ، دمتي بود . . ! [ :84: ] |
السلام عليكم ورحمة الله وبركآته.~ شحاللج مريوووومه .؟ عسآج الا طيببببه .؟ علومج ,اخبار الابتوب وحليله انرضخ رضخه.! يالله ما عليه بيتصلح :d-uae0(1): ., ابدعتتتتتتي يا مريووم اندمممجت فيه وآآآآيد.! ابد ولا كلمه ولا حركه من بديت فيه لين ما خلصته وانا اقرا ولا اتلفت هههههههههه شكلي عجيب الصراحه ..! تسللللم ايدج ويمناج ع الباارت الحلوو.! تفصيل الشخصيات.: مريــــــــم.~ وآآآيه وااايد رحممتها .,:1711: وحليها ما تستااهل الي يصيرلها .! محمد صوب وعلياء صوب ثاني .! انا متاكده انها مريضه,ولا حامل .! محمـــد.~ ما انصدمت يوم رد لها ,!توقعت هالشي لانه ندم من الي سواه لها !,وما عطاها فرصه امووووت انا في مخاوين شما ,!:oi-o: فزع لعبدالله يرد حق حرمته .! آآآخ والله انه برد نار تشب في فواديه .!:1711: اكيييد ينبه متروس كدمات من عبدالله .! عليـــآآء. كرهتتتها الخآآآيسسسه صح انها راعية مشاكل بس شكرا يا غبيه انج خليتيهم يجتمعون رباعه.! عزيـــز.~ توووقعت هالشييي هههههآآآي:oi-o: تحب مريوم آآآه.؟ شيييخه.~ مبروووووووووووووووك ع الخطبه والترقيه .! :2: ان شآْءالله ما نسيت حد .! تسلم ايدج ويعطيج الف عافيييه نتريا البآآآرت .!:wrd: نترياااج مريوووممه اختج عيييون مدآآآعييييج |
الساعة الآن 05:34 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir