![]() |
الجهاز الهضمي و التغذية الهضم : عملية كيميائية ميكانيكية حيوية يتم خلالها تحويل جزيئات الغذاء الكبيرة وغير القابلة عادةً للذوبان إلى جزيئات صغيرة يسهل ذوبانُها وإمتصاصها ودخولها في التفاعلات المختلفة من أجل استفادة الجسم منها. ويتم ذلك من خلال جهاز يسمى الجهازَ الهضميَّ يتكون الجهاز الهضمي من : أ - القناة الهضمية: وتتألف من الفم والبلعوم والمريء والمعدة والأمعاء الدقيقة والأمعاء الغليظة. ب - ملحقات القناة الهضمية: وهي عدة غدد ملحقة بالقناة الهضمية تفرز عصارات تساعد في إتمام عملية الهضم وهي: الغدد اللعابية والكبد والبنكرياس. وبرغم تزامن الهضم الميكانيكي والكيميائي ، ورغم أن عملية هضم الغذاء كذلك عملية متكاملة متداخلة تتم بصورة تدريجية متتابعة إلا أننا سنقوم بتقسيمها إلى أربع مراحل في محاولةٍ لفهمها وتسهيل دراستها. والآن تعال نتتبع رحلة الغذاء في القناة الهضمية ونتبين ماذا سيحدث للغذاء، وكيف يتأثر ويؤثر في كل جزء من الأجزاء التي يمر فيها. الغذاء من الفم إلى المعدة عند تناول الطعام ودخوله إلى الفم تقوم الأسنان بتقطيعه وطحنه ويقوم اللسان بتقليبه ومزجه باللعاب ، وهو محلول شفاف متعادل تقريبا, أكثره ماء وفيه مادة مخاطية وأنزيمات تؤثر في هضم الكربوهيدرات (أميليز اللعاب الذي يحطم جزيئات النشا إلى جزيئات المالتوز ثنائية التسكر)لات تُقدَّر كمية اللعاب التي يفرزها الشخص البالغ في اليوم عادة بحوالي لتراً ونصف اللتر من اللعاب. ما الوظائف الأخرى التي يقوم بها اللعاب؟ • إذابة بعض الأطعمة كالسكاكر . • تليين الطعام وجعل جزيئاته تلتصق ببعضها البعض . • ترطيب الفم وتسهيل الكلام. . تنظيف الفم والأسنان مما يعلق بهما من غذاء. وكذلك يوجد في الفم الأسنان التي تقوم بتقطيع الطعام إلى قطع صغيرة مما يزيد من المساحة السطحية لجزيئات الطعام ويُسَهِّل عملية الهضم الكيميائي. يتركب السن كما في الشكل التالي من ثلاثِ طبقات طبقة المينا: شديدة الصلابة. طبقة العاج: عظمية صلبة. طبقة اللب: وتتكون من نسيج ضام ليّن ومن أوعية دموية وأعصاب ويوجد للسن جذرٌ واحدٌ أو أكثرُ ينغرس في عظم الفك وتاجٌ يبرز فوق اللثة، كما يتصل الجذر بالفك بواسطة حلقة إسمنتية توصل السن باللثة والفك. عدد الأسنان في الإنسان البالغ اثنان وثلاثون سناً موزعة كالتالي : ثمانيةُ قواطعَ أماميةُ , وأربعةُ أنياب, وعشرون ضرسا أمامية وخلفية . القواطع لتقطيع الطعام وقضمه، الأنياب لتمزيق اللحوم والأضراس للطحن. الغذاء في المعدة لاحظ الشكل المجاور المعدة : كيسٌ عضليٌّ سميكُ الجدران – يقع في الجانب الأيسر من تجويف البطن تحت الأضلاع السفلى مباشرة ، تتميز جدرانه بمرونة تساعدها على التمدد لإستيعاب الغذاء الذي يتجمع فيها. للمعدة فتحتان : فتحة علوية تسمى فتحة الفؤاد لاتجاهها نحو القلب وتتحكم في غلقها عضلة عاصرة في نهاية المريء ، تمنع عودة الغذاء إلى المريء أثناء انقباض المعدة وفتحة سفلية تسمى فتحة البواب تحيط بها عضلات دائرية تتحكم في خروج الطعام من المعدة إلى الأمعاء الدقيقة على هيئة دفعات سائلة. يحتوي جدار المعدة على ثلاثِ طبقاتٍ من العضلات الملساء التي تتقلص باتجاهات مختلفة . مما يؤدي إلى عصر الطعام وتقطيعه ومزجه بالعصارات الهاضمة التي تفرزها وتحيل قوام الطعام إلى سائل. تقوم المعدة عند وصول الطعام إليها بإفراز عصارة المعدة التي تتكون من حمض الهيدروكلوريك الذي يجعل وسط الهضم في المعدة حامضيا . وله دور في تفتيت اللحوم تسهيلا لهضمها وكذلك تحتوي عصارة المعدة على أنزيم الببسين الخامل والذي يَنْشَط بوجود حمض الهيدروكلوريك . تُفرز عصارة المعدة من خلايا متنوعة موجودة في الطبقة المخاطية المبطنة لجدارها. نلاحظ هنا أن الهضم الكيميائي في المعدة محدد وأن عمل المعدة الرئيس هو تجميع الطعام وتخزينه فترة من الزمن يحيل قوامه خلالها إلى حالة أقرب إلى السيولة . تختلف المدة التي يخزن بها الطعام في المعدة بإختلاف نوع الطعام : الماء : دقائق معدودة الكربوهيدرات من 0.5 إلى ساعتين. البروتينات: 3 ساعات بروتينات ودهون : 4 -6 ساعات. في حالة الخوف أو الغضب أو التقزز : 12 ساعة. كيف يتولد الإحساس بالجوع ؟ يتولد الإحساس بالجوع نتيجة نقص السكر في الدم أساسا وقد يتولد هذا الإحساس من تقبض المعدة وهي خالية من الطعام. إن منظر الطعام أو رائحته أو وصوله للمعدة يحث خلايا خاصة فيها على إفراز هرمون الغاسترين الذي يحث الغدد المعدية على إفراز أنزيم الببسين وحمض الهيدروكلوريك. الغذاء في الأمعاء الدقيقة يبلغ طول الأمعاء الدقيقة حوالي سبعةَ أمتارٍ وقطرها 2.5 سم وفيها يحدث معظم الهضم الأنزيمي ، وكل الإمتصاص تقريبا. - يطلق على الجزء المتصل بالمعدة اسم : الإثنا عشر ويبلغ طوله 25سم وتصب فيه عصارات الكبد والبنكرياس تؤثر على الغذاء في الأمعاء الدقيقة ثلاث عصارات هضمية هي: العصارة الصفراوية ، والعصارةالبنكرياسية ، والعصارة المعوية. - العصارة الصفراوية هي سائل مائي قلوي لونه أخضر مصفر يفرزه الكبد وتحتوي العصارة الصفراء على ما يصنعه الكبد أو يفرزه من أملاح صفراء وأصباغ صفراء وكوليسترول. - يتجمع معظم ما يفرزه الكبد بين الوجبات في الحوصلة الصفراوية أو المرارة التي تمتص منه الماء وتأخذ في تركيزه إلى نحو 10 أضعاف. - تتسع الحوصلة الصفراوية لنحو ثلاثين سنتيمتراً مكعباً من العصارة الصفراء المركزة، التي تصب من خلال قناة خاصة في الإثني عشر وذلك إستجابة للحوافز الهرمونية ( هرمون الكوليسستوكاينين ) عند وصول الطعام إلى الإثني عشر. - تعمل العصارة الصفراوية على تحويل الدهون إلى مستحلب دهني يسهل هضمه بفعل العصارات الهاضمة للدهون التي تفرزها البنكرياس والأمعاء الدقيقة. لا توجد في العصارة الصفراء أنزيمات هاضمة إطلاقاً - تسهم العصارة الصفراء في تحويل الوسط في الأمعاء من حمضي إلى قلوي يناسب عمل إنزيمات البنكرياس والأمعاء. أ- العصارة البنكرياسية - البنكرياس غدة تقع أسفل المعدة وتفرز يوميا ما بين لتر الى لتر ونصف من العصارة التي تصب في الإثني عشر عبر فتحة مشتركة مع القناة الصفراوية . - يوجد في البنكرياس خلايا متخصصة تفرز هرمون الأنسولين والجلوكاجون وهما هرمونان ينظمّان مستوى السكر في الدم. فهرمون الأنسولين الذي تفرزه جزيرات لانجرهانس في البنكرياس من خلايا بيتا يعمل على خفض مستوى الجلوكوز في الدم بعدة طرق منها , . تخزين السكر الزائد على صورة غلايكوجين في الكبد والعضلات. بينما ـ يعمل هرمون الغلوكاجون والذي تفرزه خلايا ألفا على زيادة نسبة السكر في الدم عن طريق تحويل الغلايكوجين من الكبد إلى غلوكوز في الدم . - وكذلك تحتوي عصارة البنكرياس على عدد من الأنزيمات الهاضمة تؤثر على جميع أنواع المواد الغذائية. - يحث وصول الطعام الحمضي البطانة المخاطية للإثني عشر على إفراز هرمون السيكرتين إلى الدم ليؤثر في البنكرياس ويحثها على إفراز العصارة البنكرياسية الغنية بأيونات البايكربونات القاعدية التي تعادل حموضة الطعام. ج- العصارة المعوية وتفرزها جدران الأمعاء الدقيقة وهي تحتوي على عدد من الأنزيمات الهاضمة التي تُتَمِّم عمل الإنزيمات التي سبقتها وتستكمل بذلك عملية هضم الطعام وتحويله إلى مركبات بسيطة ذائبة يمكنها أن تَعبُرَ جدار الأمعاء إلى مجرى الدم الذي ينقلها ويوزعها على جميع أجزاء الجسم تركيب جدار الأمعاء يتكون جدار الأمعاء الدقيقة من طبقة داخلية مخاطية تقوم غددها بإفراز الماء والمخاط والأنزيمات الهاضمة التي تبقى معلقة بجدران خلايا الطبقة المخاطية. ويلي ذلك طبقة داخلية من العضلات الملساء الدائرية وأخرى خارجية طويلة ، ويغطى كل ذلك بطبقة من النسيج الضام المحتوي على الأوعية الدموية والليمفية والأعصاب. والطبقة الداخلية المخاطية تنثني نحو الداخل انثناءات عديدة تدعى الخملات تجمع كلمة خملة على صورة خمل كذلك . كما تغطى الحافات الخارجية للخلايا السطحية للثنيات بمئات من الزوائد الدقيقة ( الخميلات) . ونظرا لوجود الثنيات في جدار الأمعاء فإن المساحة السطحية تزداد بمقدار 600مرة فيما لو كان أملساً . تتراوح مساحة السطح الداخلي للأمعاء الدقيقة بين 200 - 300 مترٍ مربعا الغذاء في الأمعاء الغليظة - تمر المواد المتبقية بعد الهضم والإمتصاص من الأمعاء الدقيقة إلى الأمعاء الغليظة التي تسمى القولون , وهو أوسع من الأمعاء الدقيقة وأكثر سمكا. - تفتح الأمعاء الدقيقة في جانب الأمعاء الغليظة بالقرب من طرفها المقفل الذي يسمى الأعور وذلك من خلال فتحة يحكمها صمام ، ويوجد في نهاية الأعور امتداد جانبي صغيرُ بحجم الإصبع تقريبا ، يعرف بإسم الزائدة الدودية . - تشتمل محتويات الأمعاء الغليظة على بقايا الغذاء غير المهضوم – وتتألف هذه البقايا في معظمها من ألياف السليلوز بالإضافة إلى كمية كبيرة من الماء وأصباغ الصفراء ومشتقاتها ، ومن خلايا البكتيريا ، ومادة مخاطية ، وخلايا ميتة من جدران القناة الهضمية ويجب التخلص من هذه البقايا جميعا وطردها خارج الجسم عن طريق التبرز. - يقتصر دور الأمعاء الغليظة على إمتصاص كميةٍ كبيرةٍ من الماء بالإضافة إلى الأملاح والمعادن الثقيلة. - تقوم بعض أنواع البكتيريا الموجودة في الأمعاء الغليظة بتحطيم بعض المواد التي لم يجرِ هضمها وتنتج أنواعا من فيتامينات B,K كما تحطم مكونات العصارة الصفراوية. - يتحكم في نهاية الأمعاء الغليظة مجموعتان من العضلات العاصرة : الداخلية وهي ملساء لا إرادية و الخارجية وهي مخططة وإرادية المصدر:- http://www.schoolarabia.com/ahia2/le...z_alhadme6.htm |
الجهاز العصبي ينظم الجهاز العصبي وينشط كل أجهزة الجسم الأخرى. ويمكِّن الجسم من التكيف للتغيرات التي تحدث بداخله وفي محيطه. ويتكون الجهاز العصبي من خلايا عصبية أو عصبونات كثيرة، تكوِّن شبكة اتصالات تمتد إلى كل جزء في الجسم. ويتكون الجهاز العصبي من ثـلاثـة أقسام أساسية. هي: 1- الجهاز العصبي المـركزي، 2- الجهاز العصبي المحيطي، ويضم العينين والأذنين والأنـف وأعضاء حسـية أخـرى. 3- الجهاز العصبي التلقائي. الجــهاز العصـبي المـركزي. ويتكون من الدماغ والحبل الشوكي. ويعمل مركز تحكم على الجهاز العـصـبي. ويستقبل الجهاز العـصبي المركزي المعلومات من الحواس. ويحلل هذه المـعـلومات ويقرر كيفية استجابة الجـسم لها. ثـم يرسل تعليمات تطلق التـفاعـلات المطلوبة. ويتخذ الجهاز العصبي المركزي بعض القرارات البسيطة عبر الحبل الشوكي، مثل توجيه الرأس للابتعاد عن جسم حار. وتسمى هذه القرارات البسيطة المنعكسات الشوكية. ومعظم القرارات تصدر من الدماغ. والدماغ مجموعة هائلة التعقيد من بلايين العصبونات المرتبطة معًا في أنماط دقيقة. وتمكن تلك الأنماط الدماغ من التفكير والتذكر. وكثير من نشاط الدماغ يحدث على مستوى الوعي. فنحن نعي القرارات المتخذة على هذا المستوى ونستطيع التحكم فيها إراديًا. وهناك أنشطة أخرى تحدث دون وعي. وهذه الأنشطة تنظم عمل العضلات الملساء ولكننا لا نتحكم فيها إراديًا. الجهاز العصبي المحيطي. يتكون من الأعصاب التي تصل الجهاز العصبي المركزي بكل جزء من الجسم. وتشمل هذه الأعصاب كلاً من العصبونات الحسية، التي تحمل المعلومات إلى الجهاز العصبي المركزي، والعصبونات الحركية، التي تنقل التعليمات من الجهاز العصبي المركزي. تربط العصبونات الحسية بين الأعضاء الحسية والجهاز العصبي المركزي. والأعضاء الحسية لها عصبونات حسية خاصة تسمى المستقبلات. وتترجم المستقبلات المعلومات عن البيئة الداخلية أو الخارجية إلى دفعات عصبية. وهذه الدفعات هي إشارات كهربائية تستطيع الأعصاب حملها. وللجسم أنواع كثيرة من مستقبلات الحس. فمستقبلات الرؤية في العينين تحوِّل موجات الضوء إلى دفعات عصبية. وبصورة مشابهة، تحول مستقبلات السمع في الأذنين موجات الصوت إلى دفعات عصبية. وتحول مستقبلات الرائحة في الأنف ومستقبلات الذوق في اللسان المعلومات إلى دفعات عصبية. وتستجيب المستقبلات في الجلد للحرارة والبرودة والضغط والألم. وترسل مستقبلات الحس العميقة داخل الجسم معلومات عن الأحوال الكيميائية والفيزيائية لأنسجة الجسم الداخلية. وتنتقل الدفعات العصبية من مستقبلات الحس على طول عصبونات حسية إلى الجهاز العصبي المركزي. ويحلل الجهاز العصبي المركزي المعلومات ويقرر أي التفاعلات ضرورية. فإن كان هناك حاجة للاستجابة، يبعث الجهاز المركزي بالتعليمات. وتحمل العصبونات الحركية للجهاز العصبي المحيطي التعليمات من الجهاز العصبي المركزي إلى الأنسجة المناسبة. الجهاز العصبي التلقائي. هو جزء خاص من الجهاز العصبي المحيطي، يحمل الرسائل من المستوى اللاواعي للدماغ إلى الأعضاء الداخلية. وينظم الجهاز العصبي التلقائي المهام المستقلة للجسم، مثل ضربات القلب وحركة الغذاء عبر الجهاز الهضمي. الخلايا العصبية ( العصبونات ) : النقاط الرئيسية تستقبل أعضاء الإحساس (العين، الأذن، اللسان، الأنف، الجلد) طاقة المنبه، بواسطة تراكيب خاصة تسمى المستقبلات الحسية، وتحولها إلى طاقة كهروكيميائية تنتقل على هيئة جهد فعل بواسطة الأعصاب إلى الجهاز العصبي المركزي ، حيث يتم استقبال المعلومة وإدراكها. مم يتكون الجهاز العصبي ؟ يتكون من خلايا تدعى العصبونات تختلف في أشكالها وحجومها ولكنها تتكون من أجزاء أساسية هي : 1- جسم الخلية 2- الزوائد الشجيرية 3- المحور العصبونات : خلايا منفردة يتكون منها الجهاز العصبي، تتعاون معاً لإنجاز وظائف تعددة. جسم الخلية (Cell Body) : ويحتوي على النواة والجزء الرئيس من مادتها الحية . الزوائد الشجيرية : بروزات دقيقة كثيرة التفرع ، تحمل النبضات العصبية إلى جسم الخلية وهذه الزوائد قصيرة نسبياً في معظم الأحوال . الغمد الميليني : يتكون من خلايا شُفان المحتوية على مادة بروتينية دهنية وتلتف لفات عديدة حول محور العصبون, وتعمل كمادة عازلة تمنع تسرب التيار المصاحب لجهد الفعل وهي ضرورية لتسريع نقل السيالات العصبية. المحور : زائدة طويلة من الخلية تحمل النبضات العصبية من جسمها ، وتنتهي بفريعات دقيقة ( نهايات عصبية ) تنتشر في عضلة أو غدة، أو قريباً من شجيرات خلية عصبية أخرى . الألياف الميلينية : محاور العصبونات المحاطة بغمد الميلين. الألياف اللاميلينية : محاور العصبونات غير المحاطة بغمد الميلين . الميلين : مادة بروتينية دهنية عازلة تغطي محور بعض الخلايا العصبية . ليفة عصبية : تعبير يطلق على محور العصبون ، وتتجمع الألياف العصبية في حزم وترتبط ببعضها بنسيج ضام لتشكل الأعصاب . يكون اتجاه السيال العصبي دوماً من الزوائد الشجرية إلى جسم الخلية وعن طريق المحور ينتقل بعيداً عن جسم الخلية . 1- الخلية العصبية هي الوحدة البنائية للجهاز العصبي ، ومن الطبيعي أن تكون هذه الخلايا على درجة عظيمة من التخصص الذي يلائم وظيفتها الأساسية ويظهر هذا في ناحيتين : أ- أنها فائقة الحساسية وجيدة التوصيل. ب- أن لها زوائد تمتد مسافات قصيرة أو طويلة وبذلك تستطيع هذه الخلايا ان يتصل بعضها ببعض ، وتقوم بوظيفتها في التوصيل والتنسيق. 2- تتكون الخلية العصبية من الزوائد الشجيرية والمحور الذي ينتهي بالنهايات العصبية ، وتسري الإشارة العصبية او السيال العصبي دائما من الزوائد الشجيرية الى جسم الخلية الى المحور مهما كان نوع الخلية العصبية( العصبون). الإدراك :عملية تحويل جهد الفعل القادم من المستقبل الحسي(العين ، الأذن،الأنف، اللسان ، الجلد ... الخ ) إلى معلومة مفهومة على هيئة صورة أو صوتٍ أو رائحةٍ ، وتتم في الدماغ . المحاور نوعان : نوع مغطى بمادة عازلة ميلينية وهي مادة بروتينية دهنية عازلة وتدعى الألياف الميلينية. ونوع غير مغطى بالمادة الميلينية تدعى الألياف اللاميلينية. والألياف الميلينية أسرع في انتقال السيال العصبي من الألياف اللاميلينية ( لماذا ) ؟ تتجمع المحاور لتكون أعصاباً وتحاط الأعصاب بغلاف من نسيج ضام لتشكل حزماً عصبية ثم يحيط بالحزمة العصبية ويربطها بالحزم الأخرى بنسيج ضام آخر يدعى غلاف الحزمة العصبية وتضم جميعها في نسيج ضام ثالث غني بالأوعية الدموية يدعى غلاف العصب. علل : الألياف الميلينية أسرع في نقل السيال العصبي من الألياف اللاميلينية . لأن مادة الميلين مادة عازلة تمنع تسرب التيار العصبي وتعمل على تسريع نقله أنواع العصبونات : تقسم حسب وظيفتها الى : أ- تشكل الخلايا الرابطة المتوسطة ) نحواً من 97% من الخلايا العصبية في الجهاز العصبي بأكمله. ب- تربط هذه الخلايا بين عدد كبير من الخلايا الحسية قد يبلغ الألف. ج- تستطيع ان توزع الرسالة الواحدة الى عدد كبير من الخلايا الحركية. د- تستطيع ان تقوم بوظيفة الإتصال والربط بين عصبون وآخر. العصب : مجموعة من الحُزم ، يختلف عددها وفقاً لِسُمك العصب ، ويشبه كابلاً كهربائياً غليظاً ، يتألف من حزم في كل حزمة عدد من الأسلاك المعزولة ، أي الألياف العصبية ، والسلك الدقيق الناقل للكهرباء هو المحور الذي ينشأ من خلية عصبية . علل : تختلف المحاور العصبية (الألياف) عن الأعصاب التي تشاهد اثناء التشريح . لأن العصب الواحد يضم العديد من المحاور العصبية التي ترتبط ببعضها بنسيج ضام لتشكل حزما عصبية ، كما يحيط بالحزمة العصبية ويربطها بالحزم الأخرى نسيج ضام آخر يدعى غلاف الحزمة العصبية ، ويضم الحزم العصبية جميعها نسيج ضام ثالث غني بالأوعية الدموية ، يدعى غلاف العصب. السيال العصبي يكون العصبون عند حالة الراحة في حالة استقطاب ويكون داخل العصبون سالباً بالمقارنة مع خارجه وذلك : لأن بروتينات وأيونات أخرى كبيرة الحجم، مشحونة بشحنة سالبة توجد داخل العصبون،ولا تستطيع النفاذ لكبر حجمها. أ) تضخ مضخة صوديوم- بوتاسيوم الموجودة في غشاء العصبون ثلاثة أيونات صوديوم موجبة نحو الخارج ، مقابل أيوني بوتاسيوم نحو الداخل ، جاعلة الداخل سالبا. ب) إن نفاذية غشاء العصبون لأيونات البوتاسيوم الموجبة والموجودة بوفرة في الداخل عالية ، وهذا يسبب خروج هذه الشحنات الموجبة ، جاعلاً الداخل سالباً. ج) عند التأثير في تلك المنطقة بمؤثر معين يحدث فيها إزالة استقطاب مما يؤدي إلى إنقاص فرق الجهد وإزالته. بعد ذلك يعود غشاء الخلية إلى حالة إعادة الاستقطاب ومعنى ذلك إن سيالاً عصبياً قد نشأ . المصدر : http://ww.mawsoah.net/gae/freearticl...ageID=095145_0 |
التطعيم عملية وصل الأجزاء السطحية المقطوعة من النباتات تحت ظروف تسمح باتحاد فسيولوجي بينها. ويسمى الجزء المطعم "طعم النبات". وقد يكون هذا الطعم غصنا صغيرا أو ساقا أو برعما أو جزءا آخر من النبات وعند استخدام البرعم كطعم في عملية التطعيم، فإنه يطلق عليها التبرعم. وتعتمد قدرة الجزء المقطوع على الالتئام على الاتصال المباشر بين طبقات القلب في الطعم وساق النبات المطعمة. وتقوم طبقة القلب بإنتاج نسيج يؤدي إلى التئام الساق والطعم وهذا النسيج يتكون من خلايا كبيرة غير متميزة. وفي حالة التطعيم الناجح، فإن أنسجة الالتئام تختلف بحيث تشكل أوعية لنقل الغذاء وأوعية لنقل الماء وطبقة قلب تقوم بربط الأنسجة بين كل من الطعم والساق المطعمة. وغالبا ما يستخدم التطعيم لدمج صفات متقدمة لكل من الطعم والنبات المطعم. فعلى سبيل المثال تطعم أفرع أو براعم الأشجار المشهورة بإنتاجها لفواكه جيدة بأشجار أقوى تنتج فاكهة ذات درجة جودة أقل بكثير. كما يستخدم التطعيم أيضا في إنتاج الفواكه التي لا توجد بها بذور مثل البرتقال والعنب بدون بذور. ومن المعتاد ألا تنجح عمليات التطعيم إلا إذا تم استخدام نباتات من نفس النوع أو من نوعيات متقاربة. وعادة ما يتم استخدام شجيرات أو أجزاء مقطوعة من الشجر لكي تكون بمثابة النباتات التي سيتم تطعيمها وهذه يتم اختيارها بناء على صلابتها أو مقاومتها للآفات والأمراض أو لسمات خاصة مثل إعاقة النمو أو ما شابه، وعندما تستخدم الشجيرة على هذا النحو، فإنها تترك أولا لتمد جذورها في الأرض ، ثم يتم إدخال الطعم في جذر الساق. وبمجرد حدوث اتحاد بين الطعم والنبات المطعم، يتم تقطيع أية أجزاء متبقية من براعم النبات المطعم بحيث تكون كل المواد التي يمتصها الجذر متاحة للطعم بحيث ينمو. وعند استخدام جزء مقطوع من الشجرة كطعم، يتم عمل الطعم أولا ثم يثبت هذا الجزء. ويتم حماية المنطقة المحيطة باتصال كل من الطعم والنبات المطعم باستخدام البارافين وشمع التطعيم والذي يتكون من مزيج من شمع العسل وشحم حيواني ومادة صمغية (الراتينج). وعادة ما يتم استخدام شريط تطعيم ليغطي المنطقة التي تم صمغها بحيث يمكن تجنب الرطوبة ولمنع الإصابة بالأمراض والآفات. وف ي القرن السابع الهجري / الثالث عشر الميلادي، توصل العلماء المسلمون إلى طرق متطورة من التطعيم في النبات أو تركيب الأشجار ذات الفصائل المختلفة، فيذكر ابن بصال في حديثه عن التركيب في كتابه الزراعة: "اعلم أن التركيب يحتاج إلى بحث ونظر وتدبير وكشف لعلله، لأن الأعراض الداخلة عليه كثيرة. والتركيب فيه صلاح الثمار، يعجل فائدتها وبركتها، ويقرب ما بعد منها، وينبغي لمستعمله أن يحسن النظر والفكرة حتى تعلم الثمار التي تقبل الغذاء قبولا جيدا أو التي لا تقبله قبولا جيدا، وتعلم الثمار المستغنية عن الغذاء. وتنظر إلى رقة ماء كل ثمرة وكثرته من قلته وتناسبها في ذلك وتقاربها، كذلك أيضا تنظر في المعمرة منها وغير المعمرة، وما وسط بين ذلك. وتبحث عن طبائعها وغرائزها لتعلم المتنافر منها والمساعد والمتقارب والمتناسب، ثم رصد الوقت، وارتقاب الهواء ومراعاة الزمن الموافق لكل نوع، فالعوارض الداخلة على التركيب وأسبابها دقيقة." ويذكر ابن حجاج الإشبيلي في كتابه المقنع تحت عنوان معرفة أنشاب الشجر: "وهو التطعيم، ويسمى التركيب أيضا. كل شجرة غليظة اللحاء ذات رطوبة، فتطعمها بين اللحا والساق. وذلك أن تتخذ وتدا صغيرا من خشبة صلبة وتوخده بها بين لحا الشجرة وعودها برفق لئلا يتشقق اللحا، ثم تسل الوتد وتنشب في موضعه القضيب. وما كان من الشجر رقيق اللحاء فإنك تشق العود وتضع فيه التطعيم لساعته، وتشقه لا تبطئ، واعجل قبل أن تدخل الريح و الشمس في العود. ولتكن قضبان التطعيم من شجرة فتية كغلظ الخضر، ولتنحت كما تنحت الأقلام ويتحفظ باللباب. ولتكن أطرافها المنحوتة بقدر ما تغلق الثقب، وضع على موضع التطعيم طينا أبيض مخلوطا بزبل مقطوع، واجعله عليه من خارجه خرقة كتان وتربطها عليه، وليكن ذلك في أيام الربيع". ولقد أشار ابن حجاج الإشبيلي عن أنواع التركيب فذكر تركيب التين في التفاح، وتركيب التفاح في الكمثري والسفرجل والرمان فيأتي تفاحه أحمر. وكذلك التفاح في الفستق واللوز والإجاص. وتركيب الجوز في الورد ويكون تطعيمه في وسطه بين السمور في الربيع. وتركيب الخوخ في الصفصاف فلا يكون له نواة. ولقد أفاض علماء الفلاحة المسلمون في قواعد التطعيم وطرقه وأنواعه، بل تحايلوا على الأنواع المتنافرة من الأشجار فركب وها في بعضها. ولقد أشار ابن بصال إلى أنواع الأشجار المختلفة فعرف منها ذوات المياه، وذوات الأصماغ، وذوات الألبان، وذوات الأدهان وبين أنها لا تتركب كل منها إلى من جنسها لتباعدها وتنافرها، إلا أنه أشار أنه قد يمكن بعض ذلك فيها بمعنى لطيف وعمل غريب. ومن ذلك تركيبه التين في الزيتون، وتركيب الورد في العنب، أو اللوز في التفاح. ولقد بلغ فن التركيب عندهم درجة عالية حتى أنهم توصلوا إلى أنواع من العنب من غير نوى. كما استطاعوا زراعة شجر التين في أي وقت في السنة، وزراعة اللوز من البذور ثم ينقل عنه صفة الأرض. وحديثا تم التوصل إلى طرق تطعيم متطورة وتعد أكثر الأنواع الشائعة من التطعيم هي تطعيم التزاوج وتطعيم اللصق وتطعيم التركيب والتطعيم المشقوق والتطعيم الجانبي. ففي تطعيم التزاوج، يتم قطع منطقة قطرية بسيطة في كل من الطعم والنبات المطعم. ثم يتم توصيل سطحي القطع ويغطيان بشمع تطعيم أو بارافين ويربط بشريط تطعيم. أما في تطعيم اللصق فيتم عمل خط قطري متعرج لتوفير مساحة أكبر. وبالنسبة لتطعيم التركيب، فإنه يتم بقطع أحد السيقان وعادة ما يكون ذلك الجزء الذي سيتم تطعيمه على أن يقطع على شكل وتد ثم يقطع الساق الآخر على شكل شق ضيق بحيث يناسب الوتد جيدا. أما في التطعيم المشقوق، فيتم تقطيع فروع النبات المطعم بطريقة مستقيمة وتقسيم أصل الفرع بحيث يقترب من عمق قطر النبات المطعم. ثم يتم إدخال وتد مؤقت في منتصف الشق على أن يكون هذا الوتد كافيا لفتح شق طولي. ثم يتم إدخال طعمين عند حواف الشق على أن يكون لكل من هذين الطعمين برعما منفصلا، ويتم ضبط هذين الطعمين بحيث يكون البرعم السفلي قريبا من الجزء العلوي من النبات المطعم ويواجهه من الخارج. ثم يتم إزالة الوتد بدون استبدال الطعمين، ثم يغطى الجزء المقطوع بصمغ التطعيم وعند الضرورة يربط باستخدام شريط تطعيم. وأحيانا يتم استخدام أكثر من طعمين بحيث يتم التخلص من كل الطعم الموسم التالي فيما عدا أقواها. أما التطعيم المشقوق فهو أكثر الطرق انتشارا لتطعيم طعم ينتج فاكهة عالية الجودة في أشجار ناضجة. كما أن التطعيم الجانبي مفيد لتطعيم فروع جديدة في مساحات خالية من جذوع الأشجار. وفي هذه الطريقة، يتم عمل شق طولي عبر طبقة اللحاء. ثم يتم إدخال الطعم الذي تكون قاعدته مقطوعة على شكل وتد أسفل اللحاء ثم يربط ويلصق فقط. السماد مادة طبيعية أو مادة كيميائية مركبة أو خليط منهما يستخدم في تغذية التربة بحيث تسهم في تنشيط نمو النبات. ولا تتطلب النباتات مركبات كيميائية معقدة تشبه الفيتامينات والأحماض الأمينية اللازمة للتغذية الآدمية لأن النباتات قادرة على عمل المركبات التي تحتاجها. وتحتاج النباتات أكثر من اثني عشر عنصرا مختلفا من العناصر الكيميائية، ولا بد أن تكون هذه العناصر متوافرة ليستخدمها النبات. وفي ضوء هذه المتطلبات، يمكن تزويد التربة بالنيتروجين - على سبيل المثال - في شكل يوريا أو نيترات أو مركبات الأمونيا أو الأمونيا فقط وسيكون له نفس الفعالية. وعادة ما تحتوي التربة البكر على كميات كافية من كل العناصر المطلوبة لتغذية النباتات تغذية مناسبة. ولكن عندما يزرع محصول معين على نفس قطعة الأرض عاما بعد آخر، فقد ينفد من التربة واحد أو أكثر من المواد المغذية الموجودة بها. وإذا حدث مثل هذا الاستنزاف، فلا بد من إضافة مواد مغذية إلى التربة في شكل أسمدة. كما تنمو النباتات بصورة أفضل عند استخدام الأسمدة المناسبة. إن كثيرا من الأسمدة التي تستخدم منذ أقدم العصور تحتوي على عنصر واحد أو أكثر من العناصر الضرورية للتربة. على سبيل المثال، فالسماد يحتوي على النيتروجين، كما أن العظام تحتوي على كميات صغيرة من النيتروجين وكميات أكبر من الفوسفور، وكذا يحتوي رماد الخشب على كميات مناسبة من البوتاسيوم ويعتمد هذا بدرجة كبيرة على نوع الخشب. وهناك نباتات خضراء مثل البرسيم والفصة وغيرهما حيث تزرع على أنها محاصيل موسمية ثم تحرث التربة وبالتالي تصبح غنية بالنيتروجين. وفي القرن الخامس الهجري / الحادي عشر الميلادي استطاع علماء الفلاحة المسلمين التفريق بين أنواع السماد المختلفة وصلاحية كل نوع لأرض معينة. ويشير أبن حجاج الإشبيلي في كتابه المقنع : "أفضل الزبول خرو الحمام، وكل سِرقين الطير جيد ما خلا طائر الماء كالبط والوز فإنها ردية تحرق الأرض وتهلك النبات. وأجود الأرواث روث الخيل والبغال والحمير، ثم زبل الضأن والمعز، ثم أرواث البقر. وإذا كان الزبل مخلوطا كان أحسن. وإياك وزبل الخنازير، فإنه يهلك كل ما دنا منه. ويذكر في موضع آخر: "وأعلم أن الأرض إذا لم تزبل بردت، وإن كثر زبلها فوق ما تح تاج إليه احترقت". وقد أورد ابن بصال في كتابه الزراعة الكبرى أن السماد على سبعة أنواع: "زبل الخيل والبغال والحمير، وزبل الحمام والسماد الصناعي وهو المتخذ من الأوراق الجافة والأعشاب اليابسة. وقد حذر ابن بصال من الأسمدة المأخوذة من زبل الخنازير والطيور المائية. وهو يشرح كل نوع من أنواع السماد من حيث رطوبته وجفافه وحرارته وبرودته وملوحته ولزوجته. ويركز على درجة نضج السماد وتفاعله مع كل نوع من أنواع الأراضي وكل نوع من أنواع المزروعات. ولقد نبه ابن حجاج على أهمية مراعاة درجة السماد، فقال: "واعلم أن الأرض إذا لم تزبل بردت، وإن كثر زبلها فوق ما تحتاج إليه احترقت". وعلى الرغم من أهمية الأسمدة في الزراعة الحديثة، إلا أن كثرة استخدامها له تأثيرات ضارة على النباتات والمحاصيل وكذا على جودة التربة. بالإضافة إلى ذلك، فإن كثرة وضع المواد المغذية في الماء وعدم ترشيحها يؤدي إلى مشاكل كثيرة تتعلق بتلوث الماء حيث يزداد بنسبة كبيرة مما يؤدي إلى النمو المتزايد للحياة النباتية. المراعي تمثل المراعي مساحة كبيرة من عالم الحياة على وجه الأرض ، وتتميز بوفرة العشب وبالمساحة المنبسطة التي تغطيها والاطراد الثابت الذي تبدو عليه الأرض التي تغطيها من الاستقامة إلى الانحدار. وتتناثر الأشجار والشجيرات في كتل فردية أو تتركز على جانبي الجداول المائية أو المناطق المنخفضة. ولابد للحياة البرية هناك من التكيف مع المواسم الجافة والممطرة ودرجات الحرارة المتفاوتة بين الارتفاع والانخفاض والرياح الجافة وفترات الجفاف الطويلة، وكذا طبيعة الحياة الصحراوية القليلة المطر وطبيعة حياة الغابات والسافانا بما فيها من أمطار سنوية غزيرة. وتوجد المراعي غالبا في المناطق الداخلية من القارات، وتشغل نسبة كبيرة من إجمالي مساحات الأرض المسطحة. ولعل أول تسجيل تم لدراسة المراعي بشكل علمي كان في عام 282هـ / 895 م عندما أفرد الدينوري في كتابه النبات بابا بعنوان الرعي والمراعي أورد فيه: "قد أتيت بما حضرني ذكره في وصف الرعي والمراعي وما يعرض لها من الآفات وحال السائمة فيها وما يعتريها من الأمراض على ما استحسنت وضعه في هذا الكتاب". وقد عرّف الدينوري المرعى بقوله: "أن المرعى كله خلة وحمض، فالحمض ما كانت فيه ملوحة، والخلة ما لا ملوحة فيه، حلوا كان أو مرا، والعرب تسمي الأرض إذا لم يكن بها حمض خلة، وإن لم يكن بها من النبات شيء". وقد صنّف الدينوري نباتات المراعي، استنادا إلى خبرة العرب الواسعة، على أساس الصفات المتعلقة بالطعم والملمس والشكل الظاهري وموسم النمو، وغير ذلك من الصفات، فتحدث عن "مجموعة الحمض" التي تتميز بالطعم الحامض أو المالح، وهي التابعة للفصيلة الرمرامية حسب التقسيم النباتي المعروف حاليا. وتحدث عن "مجموعة الخلة" التي لا ملوحة فيها، مثل السبط، و"مجموعة العضاة" التي تضم الأشجار الشائكة، مثل الطلح والعرفط، و"مجموعة العض" التي تضم ما صغر من شجر الشوك، مثل القتاد، و"مجموعة المرار"، ومجموعة البقول ومجموعة الحرف، وأخيرا مجموعة الرواث والدمن التي تضم النباتات السيئة في المرعى والمحبة للنتروجين، وهي من دلائل الرعي الجائر. كذلك أوضح الدينوري معرفة العرب لأنواع المراعي المختلفة وتحديد درجة جودتها، وتأثير ذلك عل ى الحيوانات الرعوية، فذكر "المرعى المرئ الناجع"، أي الجيد، و"المرعى الخبة"، أي متوسط الجودة، ليس بالخصب ولا بالجدب، و"المرعى الوبيل الموخم"، أي المتهور الخرب الذي تعرض عنه السائمة. وفطن العرب إلى العلاقة بين جودة المرعى وقربه من مصادر الماء أو بعده عنها، وطوروا اصطلاحات خاصة بذلك. كما أشار الدينوري إلى أهمية مواسم الرعي وخصائص الدورات الرعوية، فقال: "إذا كان الربيع أحلت الغنم، وإحلالها أن تنزل ألبانها من غير ولاد بعد أن كانت انقطعت ويبست". وفي الدراسات المعاصرة تؤكد طبيعة البيئة المتذبذبة أن المراعي تتفاوت من حيث الوفرة والتوزيع في الحياة البرية، حيث تسكن النباتات في مواسم الجفاف أو تُكوِّن جذورا ممتدة لامتصاص المياه من الأعماق العميقة. وفي فترات الجفاف، يقل الغطاء العشبي كما تقل عمليات التفتح وإنتاج البذور، بينما تنتشر النباتات ذات القدرة على تحمل الجفاف وتهاجر أغلب الحيوانات بحثا عن الطعام والماء. وبعودة هطول الأمطار تتخلى النباتات عن سكونها لتواصل النمو ويتوفر مزيد من الغذاء للحيوان. وتنتشر الحرائق بصورة دورية في المراعي حيث تلعب دورا هاما في الحفاظ على هذه الأنظمة البيئية وتشكيل أنماطها. ومعظم الأجزاء النامية من الأعشاب تكون تحت سطح الأرض وبذلك تتقي النيران، بينما تقضي النيران مؤقتا على الأشجار والشجيرات والحشائش، مما يضطر الحيوانات التي تعيش على الأعشاب إلى النزوح إلى أماكن أخرى بحثا عن الغذاء. ويؤدي تسرب عناصر الغذاء في التربة الذي يسببه اشتعال النيران إلى زيادة نمو العشب وإلى زيادة وتنوع الحيوانات التي تعتمد على العشب في الغذاء. وتعد الحياة في باطن التربة عاملا أساسيا لبقاء المراعي. فنسبة النصف أو ما يربو عليها من إجمالي مادة النبات العشبي تنمو في باطن التربة على شكل جذور مطمورة وجذور ليفية كثيفة. وهذا القدر من المواد النباتية علاوة على نشاط ملايين الميكروبات وآلاف الحيوانات اللافقارية ومئات من القوارض التي تعيش في الجحور جميعها يؤدي إلى وجود جزء حيوي من المراعي. وهي تؤكد توافر المياه والعناصر الغذائية لأنواع النباتات التي تنمو فوق سطح التربة. ويؤدي موت وتحلل هذه النباتات والحيوانات إلى تراكم كم كبير من مادة التربة العضوية وارتفاع خصوبة التربة. أما في المراعي القطبية والجبلية والت ي لا تنمو بها الأشجار بالنباتات والحيوانات ذات القدرة على الحياة في مواسم قليلة الإنبات ودرجات الحرارة المنخفضة والرياح الجافة. وفي عدة جهات من هذه المناطق، يكثر وجود الأعشاب ذات الأوراق العريضة والحشائش ومن بين آكلات العشب التي تعيش في مراعي التندرا توجد القوارض والرنة التي تعد فريسة للذئاب والثعالب والنسور. وفي المناطق الجبلية تمثل فصائل قطعان الأغنام والماعز والقوارض الغذاء للحيوانات المفترسة من فصيلة القطط والذئاب. التدخل البشري أدى استغلال الإنسان للمراعي في أغراض زراعة المحاصيل ورعي الماشية واتخاذها أماكن للسكنى إلى وضع حياة المراعي تحت وطأة ضغط كبير. فأصبح عدد غير قليل من السلالات النباتية والحيوانية مهددا بالانقراض حيث تنحدر البيئات الملاءمة لحياتها كما تستمر عمليات تجميع هذه السلالات بطريقة غير شرعية. ومن أمثلة ذلك الخيول البرية في آسيا والفهد الأرقط في أفريقيا. ويؤدي الرعي المفرط إلى نقصان الغطاء النباتي، وتحت وطأة فترات الجفاف الطويلة قد تنتشر حالات مناخية شبيهة بالمناخ الصحراوي. وقد يؤدي الرعي المفرط أيضا إلى انتشار سلالات النبات الغير صالحة للرعي وظهور أعشاب غريبة من غير موطن المرعى. ولأن الرعاة يتفادون مثل هذه الأعشاب، فسوف يؤدي ذلك إلى تزايد نموها وطغيانها على السلالات الأصلية، مما يؤثر على اضمحلال الرعي وعلى احتمالية استمرار الحياة البرية. ويؤدي التحول من الغطاء العشبي إلى المحاصيل إلى القضاء على الحياة البرية والتعجيل بتآكل التربة. وخلال فترات الجفاف، لا تنجح المحاصيل الموسمية كما تتعرض الأرض لعوامل النحت بفعل الرياح، مما يقلل من إنتاجية المراعي الري نظام ري من خلال آلة رفع ماء من كتاب الجزري هو ري الأرض صناعيا للمحافظة على نمو النباتات. ويمارس الري في كل أنحاء العالم حيث لا توفر الأمطار رطوبة كافية للأرض. وفي المناطق الشبه جافة لا بد من المحافظة على الري منذ زراعة النبات. أما في المناطق التي لا يسقط فيها المطر بصورة منتظمة، يستخدم الري أثناء نوبات الجفاف لضمان الحصول على المحصول ولزيادة إنتاجية المحاصيل. وقد أدى الري إلى زيادة الأراضي المزروعة وإنتاجية الغذاء في كافة أرجاء العالم. ففي عام 1800م كان يتم ري حوالي عشرين مليون فدان لكن ارتفع الرقم إلى 99 مليون فدان عام 1317هـ / 1900 م بينما ارتفع إلى 260 مليون فدان عام 1950م وإلى أكثر من 550 مليون فدان الآن. وتمثل الأرض المروية حوالي 15 في المائة من الأرض المزروعة ولكنها تنتج ضعف الأراضي الغير مروية. ومع هذا يسبب الري ملوحة التربة وتشبعها بالمياه بحيث يتعذر استخدامها فيما بعد وهذه المشاكل تعرض حوالي ثلاث الأراضي المروية في العالم للخطر. المصدر:- http://rowad.al-islam.com/rowad/?act...g=ar&from=tree الري في العصور القديمة ظهرت تقنية الري لأول مرة في مصر القديمة حوالي عام 5000 قبل الميلاد، حيث استخدم المصريون الري بواسطة الأحواض. فكانت تسوى قطع كبيرة من الأرض، مجاورة لنهر أو قناة، وكل قطعة منها تكون محاطة بحواجز. وعندما يبلغ ماء النهر مستوى معينا، يتم فتح ثغرة في الحواجز، فيغمر الماء القطعة. ويتم الإبقاء على الماء حتى تركد الرواسب المخصبة، بعد ذلك يتم تصريفه ويعود إلى النهر. وبحلول عام 2100 قبل الميلاد، استخدمت نظم ري متطورة مثل قناة يبلغ طولها (19) كم لتحويل مياه فيضان النيل إلى بحيرة موريس. كما اعتمد السومريون اعتمادا شديدا على الري في سقي الحقول في جنوب منطقة الجزيرة (جنوب العراق حاليا) وكان ذلك حوالي 2400 قبل الميلاد. واستخدمت السدود كوسيلة للري في المناطق الجافة التي تقل فيها الأمطار. فيتم حجز مياه السيل خلف سدود واستخدامها لري الريف المجاور بواسطة مجار مائية. ويعد سد مأرب في اليمن من أقدم السدود المستخدمة في هذا الغرض. وقد عرف الصينيون الري بحلول عام 2200 قبل الميلاد. أما في الصين والمناطق المجاورة التي تحتوي على هضاب فكان أسلوب الري بالمصطبات حيث كان الصينيون يعدون سلسلة مصطبات متدرجة على منحدر التلة. ويتم الري بتجميع مياه المطر في آبار أو ينابيع أو قنوات اصطناعية إذا ما وجدت. ولقد استخدم الرومان طريقة الري الدائم لسقاية المحاصيل الزراعية بطريقة منتظمة خلال فصل النمو، وذلك بإرسال الماء عبر جداول صغيرة تشكل صفوفا متعامدة على امتداد الأرض. فالماء الوارد من الشريان الرئيس يوزع بواسطة قنوات فرعية تغذي جداول صغيرة وصولا إلى الحقول. الري في العصور الإسلامية إن العديد من المدن الإسلامية، كبغداد و البصرة و شيراز ، قد بنيت بعد إبان العصور الإسلامية لذلك نستطيع التأكيد أن مهندسي هذه المدن بفضل جهودهم قد وسعوا إلى أقصى حد ممكن دائرة انتشار الأنظمة التي كانت موجودة، مع قيامهم باختراع تقنيات مستحدثة تماما. فقد كانت مدينة البصرة منذ القرن الأول للهجرة / السابع للميلاد مجهزة بنظام ري متطور يأخذ مياهه من شط العرب، كما تم توسيعه وفق احتياجات مدينة في خضم نموها. وفي خلال النصف الأول من القرن الرابع للهجرة / العاشر للميلاد، وصف الجغرافي الإصطخري في كتابه المسالك والممالك الشبكات الضخمة من القنوات المقامة حول البصرة من كل الجهات. مضخة ترددية من تصميم الجزري وفي عصر الدولة العباسية تم بشكل واسع تطوير نظام الري الساساني الذي كان موجودا في وسط العراق، بهدف تلبية حاجات المدينة الجديدة بغداد، التي بلغ عدد سكانها في ذروة نموها حوالي مليون ونصف نسمة. كما تم توسيع نطاق شبكة القنوات المبنية بين نهري دجلة والفرات، بالإضافة إلى توسيع القناة الكبيرة نهروان الواقعة إلى الغرب من نهر دجلة، وتمت أيضا إضافة نظامين جديدين على نهري العظيم وديالى. كما وجدت أنظمة عديدة أخرى للري في العالم الإسلامي، منذ إنشاء شبكات القنوات الكبرى في مصر والعراق، كانت توصل الماء من آبار المنطقة إلى أجزاء القرى. وقد كان أحد هذه الأنظمة الأكثر أهمية مركزا حول مدينة مرو في خراسان على نهر مرغب، الذي كان يوفر ماء الري لمنطقة شاسعة من الحقول المزروعة. وفي المغرب الإسلامي كانت هناك خزانات معدة للتجميع الاصطناعي للماء ما زالت رؤيتها ممكنة خارج مدينة القيروان . ويتصل بالخزانات قنوات رئيسية يتم من خلالها تحويل المياه داخل المدينة عبر مجار وقنوات مفتوحة تقوم بتغذية الحمامات، بالإضافة إلى النوافير وميضات المساجد، والأبنية الخاصة والعامة وللحدائق. ومن الخزانات القائمة حتى الآن حوضان ضخمان متصلان فيما بينهما كانا يستخدمان لاستقبال مياه وادي مرج الليل في فترة الفيضان، وقد تم بناؤهما إبان عام 248هـ / 862 -863م. وعلى الرغم من أنهما كانا يبدوان دائريين، إلا أنهما كانا متعددي الزوايا. وكان قطر الحوض الأكبر يربو قليلا على (130) مترا، أما الأصغر فقد كان قطره يساوي (37.4) مترا. وكان هذا الحوض الأخير يستقبل مياه الوادي ويعمل كخزان، وتحت قاعدته على مسافة عدة أمتار كانت توجد قناة تصله بالحوض الأكبر الذي يصل عمقه إلى حوالي ثمانية أمتار. وبعد خروجها من الحوض الأكبر، تصفى المياه مرة أخرى داخل حوضين مستطيلين ومغطيين. كما وجدت في أسبانيا أنظمة ري مشابهة لتلك الموجودة في غوطة دمشق . وقد شيدت المنشآت الكبيرة على امتداد نهر الوادي الكبير في مقاطعة بلنسية. وكانت حافات القنوات تدعم بواسطة حزمات من القصب. والمقطع المذكور يخبرنا حتى عن مدة العمل الضرورية لليد العاملة من أجل تجهيز ووضع الحزمات. أما فيما يتعلق بالحفر فقد كان يتم أولا حساب عدد العمال الضروريين للعمل، وإلى كل عامل من هؤلاء يتم بعد ذلك ضم بعض العمال الإضافيين من أجل نقل المواد، وعددهم يتعلق ببعد المكان الذي تلقى فيه البقايا. كما كان يتم تقدير تكاليف عامة لاستخدام هؤلاء العمال الإضافيين ولمراقبتهم. طرق الري الحديثة هناك أربعة طرق رئيسية تستخدم في ري الحقول الآن: الري بالغمر والري بالتخديد والري بالرش والري بالتنقيط أو التقطير. يستعمل الري بالغمر في ري المحاصيل التي تنمو بالقرب من بعضها الآخر مثل الأرز وفي الحقول المستوية حيث يكون المياه غزيرا. يحصل على المياه من القنوات ثم تظل في الحقل لمدة معينة ويعتمد هذا على نوع المحصول ومسامية التربة وتصريفها. ويستخدم الري بالغمر أيضا في البساتين حيث تصمم أحواض حول الأشجار وتملأ بالمياه. أما الري بالتخديد فيستخدم مع محاصيل مثل القطن والخضروات. حيث تستخدم أخاديد لنشر المياه في الحقول التي يصعب ريها بالغمر. ويتميز الري بالرش باستخدامه لمياه أقل وبأنه من الممكن التحكم فيه بصورة أفضل. حيث تتفرع رشاشات مياه من ماسورة وترش قطرات مياه في دائرة مستمرة حتى تصل الرطوبة إلى مستوى جذر المحصول. ويستخدم الري المحوري خطوطا طويلة من رشاشات المياه تتحرك حول حقل دائري الشكل مثل عقرب كبير للساعة. ويستخدم هذا النوع من الري خصيصا في المحاصيل التي تستخدم كعلف للماشية وعندما تروى هذه المحاصيل فإنها تقطع عدة مرات في العام. |
الالتهاب الكبدي الوبائي (ج) قاتل وهو يوصف غالبا بالوباء "الصامت" ، الالتهاب الكبدي الوبائي (ج) يبقى مجهول بشكل نسبي وعادة يتم تشخصيه في مراحله المزمنة عندما يتسبب بمرض كبدي شديد. الالتهاب الكبدي الوبائي (ج) أكثر عدوى وأكثر شيوعا من فيروس إتش آي في HIV (الفيروس الذي يسبب مرض الإيدز) ويمكن أن يكون مميت. فالالتهاب الكبدي الوبائي (ج) يصيب على الأقل 170 مليون إنسان على مستوى العالم بضمن ذلك 9 مليون أوربي و4 مليون أمريكي. فهو يعتبر أكثر من تهديد للصحة عامة، إذ بإمكانه أن يكون الوباء العالمي القادم. في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها يصاب 180,000 إنسان سنويا ويقدر عدد الذين يموتون سنويا بسبب الالتهاب الكبدي الوبائي (ج) بـ 10,000 إنسان. يتوقّع ارتفاع هذا العدد إلى ثلاثة أضعاف خلال العشرة سنوات القادمة. الحقيقة القاسية هي أننا إلى الآن نعرف فقط القليل جدا عن الالتهاب الكبدي الوبائي (ج). ما هو الالتهاب الكبدي الوبائي (ج) ، وماذا ينتج عنه؟ ينتقل بشكل أساسي من خلال الدم أو منتجات الدم المصابة بالفيروس. فهو واحد من عائلة من ستة فيروسات (أ ، ب ، ج ، د ، هـ ، و) أو (A, B, C, E, D, G) تسبب التهاب كبدي والسبب الرئيسي لأغلبية حالات التهاب الكبد الفيروسي. بعد الإصابة بالفيروس يستغرق تطور مرض الكبد الحقيقي حوالي 15 سنة. ربما تمر 30 سنة قبل أن يضعف الكبد بالكامل أو تظهر الندوب أو الخلايا السرطانية. "القاتل الصامت" ، الالتهاب الكبدي الوبائي (ج) ، لا يعطي إشارات سهلة التمييز أو أعراض. المرضى يمكن أن يشعروا ويظهروا بشكل صحي تام، لكنهم مصابون ويصيبون الآخرون. طبقا لمنظمة الصحة العالمية، 80% من المرضى المصابين يتطورون إلى التهاب الكبد المزمن. ومنهم حوالي 20 بالمائة يصابون بتليف كبدي ، ومن ثم 5 بالمائة منهم يصابون بسرطان الكبد خلال العشرة سنوات التالية. حاليا ، يعتبر الفشل الكبدي بسبب الالتهاب الكبدي (ج) المزمن السبب الرئيسي لزراعة الكبد في الولايات المتحدة. ويكلف ما يقدر بـ 600 مليون دولار سنويا في النفقات الطبية ووقت العمل المفقود. لقد تم التعرف على الفيروسات المسببة للالتهاب الكبدي (أ) و (ب) منذ زمن طويل إلا أن الفيروس المسبب للالتهاب الكبدي (ج) لم يتم التعرف عليه إلا في عام 1989 م. ولقد تم تطوير وتعميم استخدام اختبار للكشف عن الفيروس (ج) عام 1992. هذا الاختبار يعتمد على كشف الأجسام المضادة للفيروس ويعرف باسم (ANTI-HCV). كيفية انتقال العدوى بالفيروس (ج) يتم انتقال العدوى بهذا الفيروس بالطرق التالية: • نقل الدم ، منتجات الدم (المواد المخثرة للدم ، إدمان المخدرات عن طريق الحقن، الحقن). • زراعة الأعضاء (كلية، كبد، قلب) من متبرع مصاب. • مرضى الفشل الكلوي الذين يقومون بعملية الغسيل الكلوي معرضين لخطر العدوى بفيروس الالتهاب الكبدي (ج). • استخدام إبر أو أدوات جراحية ملوثة أثناء العمليات الجراحية أو العناية بالأسنان. • الإصابة بالإبر الملوثة عن طريق الخطأ. • المشاركة في استعمال الأدوات الحادة مثل أمواس الحلاقة أو أدوات الوشم. • العلاقات الجنسية المتعددة الشركاء. الفيروس لا ينتقل بسهولة بين المتزوجين أو من الأم إلى الطفل ولا ينصح باستخدام الواقي أو العازل الطبي للمتزوجين، ولكن ينصح باستخدامه لذوي العلاقات الجنسية المتعددة. أهم طريقتين لانتقال العدوى هما إدمان المخدرات عن طريق الحقن بسبب استعمال الإبر وتداولها بين المدمنين لحقن المخدرات، ونقل الدم ومنتجاته. لذلك كان مستقبلو الدم، حتى عام 1991، معرضين لخطر العدوى بفيروس الالتهاب الكبدي (ج). كذلك أصبح الالتهاب الكبدي من نوع (ج) واسع الانتشار بين مرضى الناعور أو الهيموفيليا Hemophilia (مرض عدم تجلط الدم) والذين يتم علاجهم بواسطة مواد تساعد على تخثر الدم والتي كانت تعد من دم آلاف المتبرعين قبل اكتشاف الفيروس. وتحدث العدوى أيضاً بين الأشخاص دون وجود العوامل التي تم ذكرها ولأسباب غير معروفة. على العكس من فيروس الالتهاب الكبدي (أ) ففيروس الالتهاب الكبدي (ج) لا يتم نقله عن طريق الطعام أو الماء أو البراز. كما أن فيروس الالتهاب الكبدي (ج) غير معد بصورة كبيرة بين أفراد الأسرة. يوجد بضعة عوامل مساعدة تلعب دور مهم في تطور التليف الكبدي: 1. العمر الوقت العدوى (في المعدل، المرضى الذين يصابون بالمرض في عمر أكبر يكونون عرضة لتتطور المرض بشكل سريع، بينما التطور يكون أبطأ في المرضى الأصغر). 2. إدمان الخمور (كل الدراسات تأكد على أن الكحول عامل مشارك مهم جدا في تطور إلإلتهاب الكبدي المزمن إلى تليف كبدي) 3. عدوى متزامنة مع إتش آي في HIV (الفيروس الذي يسبب مرض الإيدز) 4. عدوى متزامنة مع فيروس الالتهاب الكبدي (ب) ماذا يحدث بعد الإصابة بعدوى الالتهاب الكبدي (ج)؟ معظم المصابين بالفيروس لا تظهر عليهم أعراض في بادئ الأمر ولكن البعض ربما يعاني من أعراض الالتهاب الكبدي الحاد (يرقان أو ظهور الصغار). قد يستطيع الجسم التغلب على الفيروس والقضاء عليه، ونسبة حدوث ذلك تكون بحدود 15%. النسبة الباقية يتطور لديها المرض إلى الحالة المزمنة. ماذا يحدث في الالتهاب الكبدي (ج) المزمن؟ نسبة الحالات التي تتحول من التهاب حاد إلى مزمن تقدر بـ 85% - 70%. وأن نسبة 25% منها تتحول من التهاب مزمن إلى تليف في الكبد خلال 10 سنوات أو أكثر. الالتهاب المزمن مثل الحاد يكون بلا أعراض ولا يسبب أي ضيق، ماعدا في بعض الحالات التي يكون من أعراضها الإحساس بالتعب وظهور الصفار وبعض الأعراض الأخرى. عندما يصاب المريض بتليف الكبد تظهر أعراض الفشل الكبدي عند البعض ، وربما لا تظهر أعراض للتليف وربما يكون السبب الوحيد لاكتشافه تضخم الكبد والطحال أو غيره من الأعراض. التليف في الكبد من الممكن أن يعرضه لظهور سرطان الكبد. تطور الالتهاب الكبدي (ج) بطئ ويحتاج إلى عقود من الزمن، لذلك فأي قرار تنوي اتخاذه بخصوص العلاج ليس مستعجلا ولكن يجب أن لا تهمل العلاج. هل هناك احتمال لنقل العدوى من خلال الممارسات الجنسية؟ الفيروس لا ينتقل بسهولة بين المتزوجين ولا ينصح باستخدام الواقي أو العازل الطبي للمتزوجين، ولكن ينصح باستخدامه لذوي العلاقات الجنسية المتعددة الشركاء. نسبة الالتهاب الكبدي (ج) أعلى بين المجموعات التي تمارس علاقات جنسية مختلطة أو شاذة مثل محترفي الدعارة أو ممارسي اللواط. وهنا يصعب التفريق بين تأثير عوامل أخرى مثل إدمان المخدرات عن طريق الحقن. يوجد بضعة عوامل قد تلعب دور في نسبة الإصابة بالالتهاب الكبدي (ج) من خلال الممارسات الجنسية مثل مستوى الفيروس في الدم وطبيعة الممارسة الجنسية من ناحية التعرض للتلوث بالدم (أثناء الدورة الشهرية أو وجود تقرحات في الجهاز التناسلي) أو تزامن عدوى مع إتش آي في HIV (الفيروس الذي يسبب مرض الإيدز) أو أمراض جنسية أخرى أو الاتصال جنسيا عن طريق الشرج (اللواط). هل هناك احتمال لنقل العدوى إلى أفراد العائلة؟ فيروس الالتهاب الكبدي (ج) لا يتم نقله عن طريق الطعام أو الماء أو البراز ولذلك فهو غير معد بصورة كبيرة بين أفراد الأسرة. نسبة انتقال العدوى تزداد قليلا إذا تمت المشاركة في استعمال الأدوات الحادة مثل أمواس الحلاقة أو فرش الأسنان. لا يجب القلق من احتمال نقل العدوى عن طريق الطعام والشراب عن طريق الشخص الذي يقوم بتجهيزها. هل هناك إحتمال لنقل العدوى من الأم وليدها؟ لا يمنع الحمل بالنسبة للنساء المصابات بفيروس الالتهاب الكبدي (ج). ولا يوصى بإجراء فحص لفيروس الالتهاب الكبدي (ج) للنساء الحوامل. فنسبة الانتقال العمودي (من الأم إلى الطّفل) أقل من 6%. ولا يوجد أي طريقة لمنع ذلك. ومع ذلك فالأطفال المصابين بهذا الفيروس منذ الولادة لا يتعرضوا لمشاكل صحية في سنوات العمر الأولى. يلزم إجراء مزيد من الدراسات لمعرفة تأثير الفيروس عليهم مع تقدمهم في العمر. يبدو أن خطر الانتقال أكبر في النساء ذوات المستويات العالية من الفيروس في الدم أو مع وجود عدوى متزامنة مع إتش آي في HIV (الفيروس الذي يسبب مرض الإيدز). طريقة الولادة (قيصرية أو طبيعية) لا يبدو أنها تؤثر على نسبة انتقال فيروس الالتهاب الكبدي (ج) من الأم إلى الطفل. كما لا يوجد ارتباط بين الإرضاع عن طريق الثدي والعدوى من الأم إلى الطفل. ولكن ينصح بوقف الإرضاع عن طريق الثدي إذا تعرضت حلمات الثدي للتشقق أو إذا أصيب الثدي بعدوى جرثومية إلى أن يتم حل المشكلة. ما هي أعراض الالتهاب الكبدي؟ • يأتي المريض أحياناً بأعراض تشير إلى وجود تليف بالكبد مثل الصفار الذي يصاحب الاستسقاء ، أو تضخم الكبد والطحال أو نزيف الدوالي أو أي أعراض شائعة مثل التعب. • الأعراض عادة غير شائعة وإذا وجدت فإن هذا ربما يدل على وجود حالة مرضية حادة أو حالة مزمنة متقدمة. • يكتشف بعض الأشخاص وجود المرض لديهم بالمصادفة عند إجراء اختبار دم والذي يظهر وجود ارتفاع في بعض أنزيمات الكبد والمعروفة باسم ALT وAST والفحوصات الخاصة بفيروس (ج). ماذا إذا كنت لا تشعر بالمرض؟ العديد من الأشخاصِ المصابين بالالتهاب الكبدي (ج) المزمن لا يوجد لديهم أعراض ، لكن يجب مراجعة الطبيب لتلقي العلاج. بعض الأشخاصِ يشكون فقط من تعب شديد. كيف يتم تشخيص الالتهاب الكبدي (ج)؟ • عند احتمال إصابة شخص بالالتهاب الكبدي عن طريق وجود أعراض أو ارتفاع في أنزيمات الكبد فإن الالتهاب الكبدي (ج) يمكن التعرف عليه بواسطة اختبارات الدم والتي تكشف وجود أجسام مضادة للفيروس (ج) ANTI-HCV. • إذا كان فحص الدم بواسطة اختبار (إليزا ELISA) إيجابياً ، فهذا يعني أن الشخص قد تعرض للفيروس وأن مرض الكبد ربما قد سببه الفيروس (ج). ولكن أحياناً يكون الاختبار إيجابياً بالخطاء ، ولذا يجب أن نتأكد من النتيجة. عادة تكون هناك عدة أسابيع تأخير بين الإصابة الأولية بالفيروس وبين ارتفاع نسبة الأجسام المضادة في الدم. لذا فقد يكون الاختبار سلبياً في المراحل الأولى للعدوى بالفيروس ويجب أن يعاد الاختبار مرة أخرى بعد عدة شهور إذا كان مستوى أنزيم الكبد ALT مرتفعاً. • من المعروف أن حوالي %5 من المرضى المصابين بالالتهاب الكبدي (ج) لا يكونون أجساماً مضادة للفيروس (ج) ولكن تكون نتيجة اختبار الدم HCV-RNA إيجابية. • إذا كان الفحص السريري واختبارات الدم طبيعية فيجب أن يتكرر الاختبار لأن الالتهاب الكبدي (ج) يتميز بأن أنزيمات الكبد فيه ترتفع وتنخفض وأن الأنزيم الكبدي ALT من الممكن أن يبقى طبيعياً لمدة طويلة ، ولذا فإن الشخص الذي يكون إيجابياً لاختبار ANTI-HCV يعد حاملاً للفيروس إذا كانت أنزيمات الكبد طبيعية. • أما إذا كانت الأجسام المناعية المضادة للفيروس (ج) موجودة في الدم ANTI-HCV فهذا يمكن ترجمته على أنه دليل لوجود عدوى سابقة بالفيروس (ج) ، ونظراً لأن الاختبار التأكيدي HCV-RNA للفيروس إيجابي ، فيجب أن يتم تحويل هؤلاء الأشخاص إلى طبيب متخصص بأمراض الكبد لإجراء مزيد من الفحوصات وأخذ عينة من الكبد نظراً لأن نسبة كبيرة منهم مصابون بالتهاب كبدي مزمن. هل من الممكن تجنب الالتهاب الكبدي (ج)؟ لسوء الحظ لا يوجد حتى الآن تطعيم أو علاج وقائي ضد الالتهاب الكبدي (ج) ولكن توجد بعض الإرشادات التي يمكن اتباعها للحد من الإصابة به: • استعمال الأدوات والآلات الطبية ذات الاستعمال الواحد لمرة واحدة فقط مثل الإبر. • تعقيم الآلات الطبية بالحرارة (أوتوكلاف - الحرارة الجافة). • التعامل مع الأجهزة والنفايات الطبية بحرص. • تجنب الاستعمال المشترك للأدوات الحادة مثل (أمواس الحلاقة والإبر وفرش الأسنان ومقصات الأظافر). • تجنب المخدرات. • المرضى المصابون بالالتهاب الكبدي (ج) يجب أن لا يتبرعوا بالدم لأن الالتهاب الكبدي (ج) ينتقل عن طريق الدم ومنتجاته. هناك شبه إجماع في الوقت الحالي على أن الأشخاص المصابين بالفيروس (ج) يجب ألا يقلقوا من انتقال العدوى إلى ذويهم في البيت ، أو إلى الذين يعملون أو يتعاملون معهم إذا اتبعوا التعليمات السابقة. لأن الفيروس (ج) لا ينتقل عن طريق الأكل والشرب ، لذا فإن الأشخاص المصابين بالفيروس (ج) يمكن أن يشاركوا في إعداد الطعام للآخرين. الشخص المصاب بالالتهاب الكبدي (ج) معرض أيضا للإصابة بالالتهاب الكبدي (أ) و (ب). ويلزم استشارة طبيب بخصوص إمكانية التطعيم ضد الالتهاب الكبدي (أ) أو (ب). هل يوجد علاج للالتهاب الكبدي (ج)؟ إلى أواخر التسعينيات تم استخدام دواء إنترفيرون ألفا Alfa Interferon عن طريق الحقن 3 مرات أسبوعيا مع دواء ريبافيرين ribavirin عن طريق الفم لعلاج الالتهاب الكبدي المزمن (ج) لمدة 6 أو 12 شهرا وكانت نتائجه غير مشجعة وبالذات في العالم العربي. ولكن الآن وبعد أن تم تطوير دواء الإنترفيرون بشكل مختلف أدى إلى زيادة فاعليته بشكل كبير فإن الأطباء ينصحون باستخدام الإنترفيون المطور والمسمى بيج-إنترفيرون peginterferon alfa ويعطى مرة واحدة أسبوعيا بدلا من 3 مرات . والنتائج تعتبر فعلا مشجعة جدا إذ أصبح بإمكان الأطباء الآن القول بأنه يتوفر علاج للالتهاب الكبدي الوبائي ج . نتيجة لهذا التطور يتوفر الآن مستحضرين : بيج-انترفيرون الفا 2 ب peginterferon alfa-2b بيج-انترفيرون ألفا 2 أ peginterferon alfa-2a وبناء على نوع الفيروس فإنهما يستخدمان إما لوحدهما أو مع دواء ريبافيرين ribavirin عن طريق الفم لمدة 6 أو 12 شهرا . تحذير: دواء ريبافيرين ribavirin ضار بالجنين ويسبب تشوهات، لذلك يمنع الحمل أثناء تعاطيه سواء من قبل الأم أو الأب. ويجب اتخاذ جميع الاحتياطات لمنع حدوث الحمل عن طريق استخدام وسائل منع الحمل. المصدر:- الالتهاب الكبدي الفيروسي - ج |
التهاب مفاصل الأطفال التلقائي • ما هو هذا المرض؟ التهاب مفاصل الأطفال التلقائي مرض مزمن يمتاز بالتهاب المفصل المستمر. وعلامات التهاب المفصل هي ألم ، تورم و قصور الحركة. وهذا الالتهاب غير معروف السبب. ويوصف بالشبابي (الصبياني) وتكون بداية الأعراض قبل سن السادسة عشر من العمر. *ما المقصود بالمزمن؟ يطلق على المرض كلمة مزمن متى كان العلاج المناسب لا يؤدي إلى الشفاء العاجل ولكن تحسن في الأعراض والتحاليل. وهذا يعنى أنه حتى يتم التشخيص فإنه من المستحيل القول إلى متى سيبقي الطفل يعاني من هذا المرض. *ما مدى انتشار هذا المرض؟ إن هذا المرض نادر الحدوث ففي كل مائة ألف طفل يصاب 80- 90 طفل بهذا المرض. *ما هي أسباب هذا المرض؟ يمتاز الجهاز المناعي لدينا بقدرته على محاربة الالتهابات الخمجية (البكتيرية والفيروسية) ولكي يقوم بهذه المهمة فلابد من التمييز بين ما هو غريب وضار وما هو حميد وجزء الجسم. ومن المعتقد أن التهاب المفاصل المزمنة إنما هو نتاج لاستجابات غير طبيعية من الجهاز المناعي وذلك لأسباب غير معروفة فجزء منها يعود إلى عدم القدرة على التمييز بين الغريب والضار وما هو جزء من مكونات الجسم السليم . وبالتالي فإن هذه الاستجابات الغير منضبطة من الجهاز المناعي تهاجم مكونات المفاصل. لهذا السبب فإن أمراض مثل التهاب مفاصل الأطفال التلقائي يطلق عليه "مرض ذاتي المناعة" ويقصد بذلك أن الجهاز المناعي يهاجم أجراء الجسم الصحيح. *هل هذا المرض وراثي؟ لا يعد التهاب مفاصل الأطفال التلقائي مرضا وراثياً حيث أنه لا ينتقل مباشرة من الأبوين إلى أطفالهم ومع ذلك فإن هناك بعض العوامل الوراثية والتي يحتاج جزء كبير منها للدراسة والبحث وربما تزيد من فرص الإصابة بهذا المرض إلا أنه من المتفق عليه في المحيط العلمي أن هذا المرض متعدد العوامل وهذا يعنى أنه نتيجة اتحاد وتوافق الاستعداد الوراثي والتعرض لعوامل بيئية مثل الالتهابات الخمجية وحتى في حالة وجود الاستعداد الوراثي فإنه يندر وجود طفلين مصابين في نفس العائلة. *كيف يتم تشخيصه؟ يشخص الأطباء مرض التهاب مفاصل الأطفال التلقائي عندما تكون بداية المرض قبل سن السادسة عشرة من العمر وحينما يستمر التهاب المفصل أكثر من 6 أسابيع (ولذلك لاستبعاد التهابات المفاصل الوقتية والتي ربما تنتج من التهابات فيروسية) وتكون الأسباب غير معروفة (وهذا يعنى أن جميع الأمراض التي ربما تسبب التهاب المفاصل تكون قد استبعدت) وبمعنى آخر فإن التهاب مفاصل الأطفال التلقائي يشمل جميع أشكال التهابات المفاصل المستمرة مجهولة السبب وتحدث في مرحلة الطفولة. ولالتهاب مفاصل الأطفال التلقائي أشكال مختلفة تم تحديدها (سيأتي ذكرها). وعلى ذلك فإن تشخيص التهاب مفاصل الأطفال التلقائي يعتمد على وجود التهاب المفاصل المستمر وكذلك استبعاد أي مرض أخر عن طريق التاريخ الطبي والفحص والسريري والتحاليل المخبرية. في الحالة الطبيعية يكون المفصل مبطنا بغشاء رقيق ويحتوى على كمية من السوائل وعند حدوث الالتهاب يصبح هذا الغشاء ثخينا وممتلئا بالخلايا الالتهابية وكذلك فإن السوائل تزيد بقدر كبير مما يؤدي إلى تورم المفصل وألم بالإضافة إلى قصور في حركة المفصل. ومن العلامات البارزة لالتهاب المفصل ما يسمى بتيبس المفصل والذي يحدث بعد راحة طويلة وأكثر ما تحدث هذه الظاهرة في الصباح وتسمى (التيبس الصباحي). وغالباً ما يحاول الطفل تقليل الألم بجعل المفصل في وضع متوسط بين الثني والمد وهذا الوضع يدعي بالوضع المسكن والذي يقصد به المحافظة على تقليل الألم. وإذا لم يعالج التهاب المفصل بشكل مناسب فإن ذلك المفصل سيلحق به الضرر بإحدى صورتين: 1- الغشاء المبطن للفصل سيصبح ثخينا جدا ً( ويتكون ما يسمى باللحمة) وعن طريق إطلاق مواد مختلفة – يحدث تأكل في الغضاريف والعظم. 2- نتيجة لإبقاء المفصل في حالة الوضع المسكن فإن ذلك يحدث نوع من ضمور للعضلات و جذب للعضلات و الأنسجة الضامة مما يؤدي إلى تشوه في المفصل. *هل هناك أنواع مختلفة من هذا المرض؟ هناك عدة أنواع من التهاب مفاصل الأطفال التلقائي. ويمكن التمييز بينها اعتماداً على وجود الأعراض الشاملة كالحرارة والطفح والتهاب التأمور (الغشاء المحيط بالقلب) في التهاب مفاصل الأطفال التلقائي الشامل وأيضا اعتمادا على عدد المفاصل المتأثرة أما الالتهاب التلقائي كثير المفاصل أو قليل المفاصل. واصطلاحاً فإن هذه الأنواع المختلفة تحدد وفقاً للأعراض التي تظهر خلال الستة شهور الأولي من المرض. النوع الأول: التهاب المفاصل التلقائي الشامل: يميز هذا النوع بالإضافة إلى التهاب المفاصل وجود الأعراض الشاملة –ويقصد بذلك أن عدة أعضاء في الجسم تكون متأثرة. ومن أبرز الأعراض الشاملة ارتفاع درجة الحرارة والتي غالباً ما تتزامن مع طفح جلدي أحمر يظهر خلال نوبات الحرارة. ومن الأعراض الأخرى ألم العضلات وتضخم الكبد والطحال والغدد الليمفاوية والتهاب الغشاء المحيط بالقلب (التأمور) والرئتين. وفي هذا النوع عادة تتأثر عدة مفاصل (خمسة مفاصل فأكثر) وقد يظهر التهاب المفاصل مع بداية المرض أو بعد بدايته بقليل .هذا النوع ربما يصيب الأطفال في أي مرحلة عمرية. وفي حوالي نصف الأطفال المصابين تتحسن هذه الأعراض الشاملة بينما يبقي التهاب المفاصل هو الأهم وفي نسبة قليلة من الأطفال تستمر هذه الأعراض مع التهاب المفاصل .وهذا النوع يمثل حوالي 10% من التهاب مفاصل الأطفال التلقائي. النوع الثاني: التهاب المفاصل المتعدد التلقائي: يمتاز هذا النوع وفي خلال الستة أشهر الأولي من بداية المرض بتأثر خمسة مفاصل فأكثر وفي هذا النوع لا يعاني الطفل من الأعراض الشاملة السابقة الذكر. ووجود بعض الأجسام المضادة في الدم والتي تعرف بـ( عامل الرثياني ) يساعد في التميز بين نوعين من هذا الالتهاب: عامل الرثياني الإيجابي وعامل الرثياني السلبي. 1) التهاب المفاصل المتعدد التلقائي ذو العامل الرثياني الإيجابي: وهذا النوع نادر في الأطفال ويمثل أقل من 5% من التهاب مفاصل الأطفال التلقائي وهو يشابه التهاب المفاصل الرثياني لدي البالغين. وفي الغالب يسبب التهابات متناظرة في المفاصل يبدأ عادة بالمفاصل الصغيرة لليدين ثم يشمل المفاصل الأخرى. وأكثر ما يكون في الإناث بعد سن العاشرة من العمر وغالباً يكون التهابا شديدا. 2) التهاب المفاصل المتعدد التلقائي ذو العامل الرثياني السلبي: ويمثل ما يقارب من 15-20% من التهاب مفاصل الأطفال التلقائي وهذا النوع إلى حد ما مركب من عدة أمراض وقد يحدث في أي مرحلة عمرية. وبناء على تركيبة المرض المعقدة إلى حد ما فإن التكهن بعاقبة المرض تكون متفاوتة. النوع الثالث: التهاب مفاصل الأطفال التلقائي محدود العدد: يمتاز هذا النوع وفي خلال الستة أشهر الأولي من بداية المرض بتأثر أقل من خمسة مفاصل وبغياب أي من الأعراض الشاملة وهو يصيب المفاصل الكبيرة مثل الركبة والكاحل. وهو بطبيعته غير متناظر وفي بعض الأحيان يتأثر مفصل واحد فقط ويسمى هذا النوع الالتهاب أحادي المفصل. في بعض الحالات يلاحظ أن عدد المفاصل المتأثرة تزداد بعد الستة الأشهر الأولي للمرض إلى خمسة مفاصل أكثر ويدعى هذا النوع التهاب المفاصل محدود العدد الممتد. والتهاب مفاصل الأطفال التلقائي محدود العدد عادة ما يبدأ قبل السنة السادسة من العمر وأكثر ما يصيب الإناث. ومع العلاج المناسب فإن عاقبة هذا المرض جيدة ولكن في الأطفال الذين ربما يزيد عدد المفاصل المتأثرة مع مرور الوقت فإن التكهن بعاقبة المرض تكون متفاوتة. ونسبة من المصابين بهذا المرض قد تظهر عليهم مضاعفات خطيرة في العين وهي التهاب الجزء الأمامي من العنبية (التهاب العنبية ) وهي غشاء رقيق يغلف العين ويحتوي الأوعية الدموية. وحيث أن الجزء الأمامي من العنبية يتكون من القرص والجسم الهدبي فإن هذه المضاعفات تسمى بالتهاب العنبية المزمن أو التهاب القزحية والجسم الهدبي المزمن وفي حالة أن التهاب العنبية لم يكتشف ومن ثم لم يعالج فإنه قد يؤدى إلى ضرر جسيم جداً للعين. إن الكشف المبكر لهذا الالتهاب في غاية الأهمية وذلك لأن الأبوين والطبيب المعالج قد لا يلحظوا أي علامة للالتهاب فالعين لا تحمر والطفل لا يشتكي من اعتلال في الأبصار. ولذلك من الأهمية بمكان أن يتم فحص الأطفال بشكل دوري كل 3 أشهر من قبل أخصائي طب العيون وذلك باستخدام جهاز المصباح الثقبي . التهاب مفاصل الأطفال التلقائي محدد العدد هو من أكثر الأنواع شيوعاً (50% من جميع الحالات) وفي حالة وجود أجسام مضادة (ANA) و التهاب العنبية فإن هذا النوع لا يصيب إلا الأطفال دون البالغين. *التهاب المفاصل الصدفي: ويمتاز هذا النوع بوجود التهاب المفاصل والصدفية أو بعض من صفات مرض الصدفية والصدفية مرض جلدي يظهر بشكل لطخ قشرية وأكثر ما يكون على المرفقين والركبتين. وتأثر الجلد ربما يسبق أو يلحق التهاب المفاصل. إن هذا النوع من الالتهاب على درجة من التعقيد في أوصافه السريرية و كذلك التكهن بعاقبته. *التهاب المفاصل المتزامن مع التهاب الأوتار: وأكثر الأعراض انتشاراً هو التهاب المفاصل الأحادي والذي يصيب المفاصل الكبيرة للأطراف السفلية ويتزامن معه التهاب الأوتار ويقصد بذلك نقاط التقاء الأوتار بالعظم وأكثر ما يكون في القدم خلف وأسفل العقب. في بعض الأحيان يتزامن مع هذا الالتهاب التهاب أخر حاد في العين –العنبية- وهذا الالتهاب بخلاف الالتهاب المصاحب للالتهاب التلقائي المحدود العدد حيث أن العين قد تحمر وتدمع مع زيادة في الحساسية للضوء. وأحد التحاليل المخبرية المهمة يكون إيجابيا في كثير من هؤلاء المرضى ويسمي HLA-B27 تجدر الإشارة إن هذا المرض يصيب الذكور أكثر من الإناث و عادة تبدأ الأعراض بعد السن السابعة من العمر ونهج هذا المرض متفاوت ففي بعض المرضى تهدأ الأعراض بينما في الآخرين يستمر نشاط المرض مما يؤثر على المفاصل المحورية (العمود الفقري) وكذلك المفصل العجزي الحرقفي (مفصل في اسفل الظهر) . هذا النوع من الالتهابات أكثر ما تكون في البالغين حيث أنها تؤثر على العمود الفقري. • لكن ما هي أسباب التهاب القزحية والجسم الهدبي المزمن .وهل لها أي علاقة بالتهاب المفاصل؟ كما سبق الحديث عن التهاب المفاصل فإن التهاب العين يحدث بسبب ردة فعل الجهاز المناعي الغير منضبطة لأجزاء العين إلا أن آلية هذا الالتهاب غير معروفة حتى الآن. هذه الأعراض –المضاعفات- أكثر ما تشاهد لدى المصابين بالتهاب المفاصل التلقائي محدود العدد وعادة ما يكونوا صغار في السن والأجسام المضادة (ANA) إيجابية. وتبقي الأسباب التي تربط التهاب المفاصل بالتهاب العين غير معروفة ولكن من المهم تذكر أن التهاب المفاصل والتهاب القزحية والجسم الهدبي ربما يسلكان نهجا مستقلا – بمعنى أن التزامن الوقتي ليس ضرورياً وبناء على ذلك فإن الفحص الدوري للعين يجب أن يستمر حتى في حالة تحسن التهاب المفاصل ويجب التذكير بأن نهج التهاب القزحية والجسم الهدبي ينشط على فترات متكررة وليس له علاقة بنشاط التهاب المفاصل لكن عادة التهاب القزحية يتبع التهاب المفاصل أو ربما يكتشف في نفس الوقت ونادراً قد يسبق التهاب المفاصل. وحقيقة أن هذه الحالات يؤسف لها كثيرا حيث أن المرضى لا يشتكون من أي عرض ولا يكتشف هذا المرض في مراحله الأولي إلا حينما تظهر بعض المضاعفات كالغبش في الرؤية. *هل التهاب المفاصل لدي الأطفال يختلف عنه في البالغين؟ في الأغلب نعم، فالالتهاب المتعدد المفاصل المتزامن ذو العامل الريثاني الإيجابي يشكل 70% من التهاب المفاصل لدى البالغين بينما هو في الأطفال يمثل أقل 5% من الحالات. والتهاب المفاصل التلقائي محدد العدد يمثل حوالي 50% من الحالات لدى الأطفال بينما مثل هذا الالتهاب لا يشاهد عند البالغين أما التهاب المفاصل الشامل فهو يكاد يكون خاصا بالأطفال ونادراً ما يصيب البالغين. *ما أنواع الفحوصات التي يحتاج إليها المريض؟ عند تشخيص المرض فإن بعض الفحوصات تكون مفيدة وذلك للتعرف على نوع الالتهاب وكذلك للتعرف على المرضي الذين هم عرض للإصابة ببعض المضاعفات كالتهاب القزحية والجسم الهدبي. - العامل الريثاني Rheumatoid factor : هو عبارة عن جسم مضاد ذاتي ويكون إيجابيا ومرتفعا في حالات الالتهاب المتعدد المفاصل التلقائي الذي يكافئ التهاب المفاصل الرثياني عند البالغين . - الأجسام المضادة للنواة (ANA) وأكثر ما تكون لدى الأطفال الصغار المصابين بالتهاب المفاصل التلقائي المحدود العدد . وهذا الفحص يساعد على التعرف على الأطفال الذين هم عرضة للالتهاب القزحية والجسم الهدبي المزمن وبالتالي فهم يحتاجون لفحص العين الدوري. - عامل HLA-B27 هذا الفحص يكون إيجابياً فيما يقارب 80% من المرضى الذين يعانون من التهاب المفاصل المتزامن مع التهاب الأوتار وهو أقل من ذلك بكثيرة في الأصحاء حيث أن نسبة ما تقارب5-8% فقط. وهناك تحاليل و فحوصات أخري مفيدة في تقييم الالتهابات بشكل عام ومتابعة نشاط المرض ومن ذلك سرعة ترسيب كريات الدم الحمراء إلا أن التقييم والمتابعة تؤخذ من الأوصاف السريرية أكثر منها من الفحوصات المخبرية. وبناءً على الأدوية المستخدمة فإن المريض قد يحتاج إلى فحوصات دورية مثل تعداد كريات الدم ،وظائف الكبد والكلي وغيرها لتفادي الآثار الجانبية للأدوية. كذلك الأشعة الدورية فإنها مفيدة في تقييم تطور الحالة المرضية ومن ثم يعدل البرنامج الدوائي. *كيف يمكن علاج هذا الالتهاب؟ لا يوجد علاج معين للشفاء من هذا الالتهاب فالهدف من العلاج هو السماح للأطفال المصابين بمزاولة حياة طبيعة ومنع حدوث ضرر للمفاصل أو عضو أخر حالما يحدث الشفاء التلقائي من هذا المرض والذي يحدث في كثير من الحالات إلا أن وقت ذلك متفاوت ويصعب التكهن به. العلاج في الأساس يعتمد على أدوية تثبط الالتهاب الشامل وكذلك التهاب المفاصل وعلى برامج إعادة التأهيل للمحافظة على وظيفة المفاصل ومنع أي تشوهات لها. طريقة العلاج فيه شئ من التعقيد ولذلك تحتاج إلي التفاهم والتنسيق بين عدة تخصصات وتشمل أخصائي روماتيزم الأطفال ، جراحة العظام وأخصائي العلاج الطبيعي والمهني وأخصائي العيون |
الساعة الآن 05:06 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir