منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   قصص و روايات (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=26)
-   -   ..:: قليل من الحب::.. (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=104834)

S._.alsuwaidi 05-10-2009 09:33 PM

الحلقة الثانية عشر
- الجزء الأول
الممزر- 1991

في لحظة، كانت هند موجودة وياهم.. واختفت فجأة.. وصلها أبوها البحرين ورد على نفس الطيارة.. وتفاجئ الكل بخبر سفرها اللي محد توقعه..
أول ما سمعت شما الخبر من أمها، راحت بيت عمها حمدان وسألت خالوتها سعاد عن السالفة.. كانت شما خايفة وايد على هند وشكل سعاد مول ما كان يطمن.. سعاد كانت تعبانة وعيونها حمر.. وقالت لشما انه هند راحت تدرس برى لأنه نسبتها ما تدخلها جامعة العين ولا أي جامعة ثانية في البلاد..
شما: خالوه أنا كنت ابا ادرس في جامعة العين وما خليتوني .. معقولة تخلونها هي تسافر برى؟؟
سعاد: هاذي رغبة هند وما رمنا نردها..
شما: بس هنادي عمرها ما حبت الدراسة وكانت مستانسة انها بتقعد في البيت..
سعاد: والله عاد هي غيرت رايها وابوها وافق..
شما (وهي لين الحين مب مقتنعة): انزين خالوه هي وين راحت تدرس؟
سعاد: ما اعرف..
استغربت شما..: معقولة خالوه ما تعرفين؟
تنهدت سعاد، كانت صج تعبانة نفسيا ومالها خلق ترمس أي حد: شما قلت لج ما اعرف وخلاص..
شما: انزين عندج رقمها.. ابا اكلمها..
سعاد: اقول لج ما اعرف وين راحت تدرس وتقولين لي عطيني رقمها..؟؟ صج ما عندج سالفة ..
وقامت سعاد وراحت حجرتها.. وتمت شما يالسة في الصالة فترة تصيح وهي تحس بفراغ كبير في داخلها.. هند كانت اكثر من مجرد اخت بالنسبة لها .. ليش سافرت من دون ما تخبرها أو حتى تودعها..؟

وعقب يومين تأكدت شما انه في شي جايد استوى لأن أمها قامت ما تروح بيت عمها حمدان ولا تتصل بهم.. بس شو هالشي اللي قطع كل العلاقات بينهم وبين اقرب الناس لهم.؟؟؟ فديتج يا هند.. وين ديارج الحين .. انتي اللي ما تطيقين اتمين لحظة بروحج ومن دون اهلج.. كيف بتستحملين الغربة وشقاها؟

أول ما عرف مانع انه هند سافرت حس بذنب فظيع.. وكأنه دمر حياة بنته.. كانت صدمة كبيرة بالنسبة له.. كان متوقع انه حمدان يرد يرمسه في سالفة سلطان وهند .. وحتى لو ما رمسه كان مانع بروحه بيسير له وبيخبره انه سلطان بيخطب هند وبيستر عليها.. بس انه الأمور توصل لها المرحلة..؟؟ هذا اللي ما كان متوقعنه..

وفي الشركة.. راح مانع لمكتب حمدان وهو حاس بإحراج وخجل من موقفه السلبي وياه.. ما كان له ويه يجابل اخوه العود.. بس كان يعرف انه اذا ما راح واعتذر له الحين.. عمر العلاقات اللي بينهم ما بترد شرات قبل..
أول ما شاف حمدان مانع داش عليه المكتب.. حس بظيج كبير.. بس في نفس الوقت ما بغى يبين له انه غير مرغوب فيه وابتسم له وهو يسلم عليه.. ويلس مانع وعيونه في الأرض..
مانع: ليش يا بوراشد..؟ ليش سفرت هند؟؟
حمدان: أحسن لها تبتعد يا بوهزاع.. أنا جذي مرتاح..
مانع: بس يا اخوي البنية ما تهون .. خليتها في الغربة بروحها ورديت عنها..
حمدان: هند مب بروحها هناك.. أنا مستحيل أهد بنتي الا وانا متأكد انها بتكون بين ناسها واهلها..
مانع: ليش انت وين وديتها..؟
تنهد حمدان.. وتذكر انه مرته ما تباه يخبر أي احد.. ورغم هذا قال: وديتها البحرين عند ثريا بنت خالة سعاد..
مانع: زين سويت يا خوي
حمدان: يا مانع ما ابا أي حد يعرف مكان هند.. وخصوصا سلطان..
مانع (اللي بدت عيونه تدمع): سامحني يا اخوي.. انا اللي المفروض اتحمل المسئولية كلها.. ولدي هو اللي غلط وهند ياهل وينقص عليها بسرعة..
حمدان (بنبرة حادة): مانع!! أنا قلتها قبل وبرد اقولها الحين.. هزاع جذاب.. وبنتي هند وسلطان ما غلطوا.. واذا عندك أي شك في هالموضوع .. ما بيني وبينك كلام عقب اليوم..
استحى مانع بس غصبن عنه كان مب مصدق الا كلام هزاع.. شو مصلحة ولده انه يتبلى على أخوه؟ .. وبعدين هو شافهم بعيونه وفي بيته..بس عشان ما يخسر اخوه العود قال: خلاص يا اخوي.. اللي تشوفه.. وما راح افتح هالموضوع وياك مرة ثانية..
حمدان (بتردد): مانع.. أبا منك خدمة..
مانع: تفضل يا خوي..
حمدان: أباك تغير أرقام تيلفوناتكم .. كلها.. ما ابا هند تتصل بسلطان.. أباها تنساه..
مانع: ان شالله.. ألحين اسير اغيرهم..
حمدان: تسلم يا خوي..
مانع: أفا عليك يا بوراشد.. انته تامر أمر..
وطلع مانع وراح الاتصالات على طول عشان يغير ارقام بيتهم.. ويلس حمدان في مكتبه .. مب عارف يركز في شغله ولا عارف يتخذ أي قرار.. حتى توقيعه نساه.. كانت هند شاغلة كل تفكيره.. ودعى ربه من كل قلبه انها تكون مستانسة وتعودت على الوضع هناك...

موزة من يوم صارت السالفة وهي تعبانة .. بس من سمعت انه هند سافرت وهي مب رايمة تسكت.. أربعة وعشرين ساعة صياح .. كأن اللي راحت بنتها هي.. حست بخسارة كبيرة.. خسرت العلاقة الطيبة اللي بينهم وبين بيت بوراشد.. خسرت ثقتها بولدها اللي تحبه أكثر من أي واحد ثاني من عيالها.. وخسرت هند..
كانت تشفق على سلطان اللي من هذاك اليوم المشئوم وهو حالته حالة ولا يقعد وياهم بالمرة.. كله في حجرته وما ياكل ولا يرضى يبطل الباب لأي احد.. وراحت له موزة يوم عرفت انه هند سافرت عشان تطمن عليه.. ودقت الباب أكثر من مرة بس ما بطل لها.. سلطان كان قاعد ويسمع امه وهي تدق الباب بس ما قام يبطل لأنه ما يبا يشوف أي احد.. بس يوم سمعها تصيح وتترجاه .. تنهد وقام وبطل لها الباب.. وأول ما شافته موزة صاحت من خاطرها وحظنته..
تعاطفت وياه على طول.. ولدها تغير وايد.. شكله تعبان ومريض.. سلطان القوي اللي الضحكة ما كانت تفارق ويهه .. يتغير شكله بهالسرعة ؟؟
ابتعد سلطان عن حظن امه بحزن ويلس على الشبرية وعيونه في عيونها .. في نظرته كانت هموم وصدق كبير.. وللحظة.. حست موزة بقلب الأم اللي عمره ما غلط في احساسه .. انه سلطان صادق في اللي قاله.. بس ابعدت هالفكرة عن بالها على طول.. هزاع بعد ولدها .. ومستحيل يتبلى على اخوه.. مستحيل أي انسان يوصل لهالمستوى من الانحطاط..

موزة: سلطان يا غناتي بس حرام عليك اللي تسويه في روحك.. البنية خلاص راحت والسالفة محد درى عنها..
سلطان: ما يهمني لو الكل درى عنها لأنها جذب...
موزة: خلاص يا سلطان اللي صار صار..
سلطان: اللي مب راضية تصدقينه يا ام هزاع انه ما صار ولا شي.. كل اللي استوى كان في خيالكم وبس..

يلست موزة جدامه وحطت راسها على ريوله وهي تصيح.. كان ودها تصدقه.. هذا ولدها وهي اللي ربته وتعرفه أكثر عن أي شخص ثاني في هالدنيا.. بس هند كانت من يومها شيطانة وهزاع ماله مصلحة يكذب.. كان ودها كل شي يرد شرات قبل.. بس هالشي صار حلم بعيد.. وصعب انه يتحقق..
مسح سلطان على شعرها وسألها برجاء أخير وكله أمل انها تصدق وياه: أمايه .. وين راحت هند؟
كان سلطان يتريى اتصالها لين الحين بس للأسف.. مع انها سافرت من أمس لين الحين ما دقت له..
موزة: ما اعرف يا ولدي..
سلطان: امايه الله يخليج خبريني انا متأكد انج تعرفين..
اعتدلت موزة في يلستها وحطت عينها في عينه وقالت: ما اقدر اخبرك يا سلطان.. أبوك مشدد عليه ما اخبرك..
سلطان: أمايه هاذي هند.. بنتج.. هند اللي تحبج اكثر عن امها.. هند اللي عمرها ما قصرت وياكم.. ترضين لها كل اللي صار؟؟
موزة (بحزن كبير): لا يا سلطان .. الله شاهد عليه اني اتقطع من داخلي بس مب بإيدي شي.. والله مب بإيدي شي اسويه..
سلطان: خبريني بمكانها..
موزة: ما أقدر يا سلطان..
سلطان (والدموع في عينه): زين طمنيني عليها .. الله يخليج امايه بموت ابا اعرف عنها أي شي..طمنيني عليها .. ما اتصلت بيت عمي حمدان؟
قامت موزة وطلعت عنه.. كانت مب قادرة تتحمل تشوف سلطان يصيح.. ويترجاها وهي مب قادرة تساعده.. أما سلطان.. فقعد يتريى التيلفون.. حياته كلها متوقفة على هالاتصال.. وما راح يطلع من حجرته قبل ما تتصل به هند.. مهما تأخرت بيترياها.. مستحيل هند ما تدق له.. مستحيل تنساه.. وتتخلى عنه عقب كل اللي مروا به ويا بعض..

---------------------------

في بيت حمدان بن ظاحي.. كانت سعاد ما تطلع من حجرتها بالمرة وأم جمال هي اللي صارت تهتم بالبيت وبالعيال.. كانت سعاد حاسة انها تخلت عن بنتها.. وبدل لا تصدقها وتدافع عنها.. لصقت بها التهمة أكثر ويابت لها الشبهات.. كان قرارها متسرع واحساسها بالذنب يذبحها.. وفوق كل هذا حمدان ما رمسها من يوم رد من البحرين.. كأنها هي السبب في كل اللي صار.. مب جنه سلطان هو اللي جنى على بنتها وعليهم كلهم..
قامت سعاد وشلت سماعة التيلفون واتصلت بثريا في البحرين.. وعقب ما رن التيلفون فترة.. ردت ثريا..
ثريا: ألو؟؟؟
سعاد: هلا ثريا.. شحالج.؟
ثريا: من.. سعاد؟؟ هلا والله حبيبتي .. أنا بخير الله يعافيج.. انتي شحالج؟
سعاد: الحمدلله يا ثريا.. هند شحالها؟
ثريا : أيّ عليها (فديتها بالبحريني).. تجنن بنتج.. والله حبيتها أكثر من بناتي..
حست سعاد بنغزة في قلبها.. احساس كبير بالغيرة غمرها..وقالت: وهي مرتاحة وياكم..؟
ثريا: إيه اليوم رحنا شارع بوكوارة واشترينا جلابيات وشغلات وايده.. استانست وايد هند والحين نايمة..
سعاد: يعني ما اقدر ارمسها؟
ثريا: لا ما تهون عليه أقعدها من نومتها.. دقي عليها باجر.. وبتكلمج..
سعاد: خلاص ثريا.. بخليج الحين .. وديري بالج عليها.. تراها غالية..
ثريا: أفا عليج يا سعاد.. لا توصيني على بنتي..
وبندت سعاد واحساسها بالتعاسة والذنب يزيد.. هاذي ثالث مرة تتصل بثريا عشان تكلم هند.. وما تحصلها.. كانت متأكدة انه هند تتجنبها وما تبا تكلمها.. بس لى متى؟؟ لى متى بتم زعلانة عليها؟؟ سعاد تولهت عليها ومحتاجة انها تكلمها..

وفي هاللحظة رن التيلفون مرة ثانية.. وكان الرقم غريب.. فردت.. واتفاجأت يوم شافت انه المتصلة موزة مرة مانع..
موزة: ألو؟
سعاد: موزة؟؟
موزة: هى انا موزة.. سعاد نحن لازم نتفاهم..
سعاد: انتي من وين متصلة؟ أول مرة أشوف هالرقم..
موزة: مانع غير كل أرقام بيتنا.. حمدان طلب منه يغيرهم..
سعاد( ارتاحت لأنها تأكدت انه هند ما بترمس سلطان): وشو تبين الحين؟
موزة: تولهت عليج يا ام راشد..
سعاد (بجفاء): تولهت عليج العافية.. اسمحيلي انا مشغولة الحين..
وبندت في ويه موزة اللي يأست خلاص انه العلاقة بينها وبين سعاد ترد شرات قبل..

حتى راشد وناصر ما كانوا يعرفون سبب سفر أختهم المفاجئ.. وكل اللي سمعوه هو التفسير اللي محد صدقه.. انها راحت تدرس برى لأنه نسبتها منخفضة وايد.. كان راشد محتار وايد واخته غامظتنه.. حاس انها انظلمت وهو بعده ما يعرف أي شي.. وناصر كان يحاول ينكر في داخله انه اشتاق لها.. اشتاق لحشرتها ولسانها الطويل.. وكان بيموت ويعرف السبب اللي خلاهم ينفونها .. وكل اللي يسمعه من أهله تفسيرات واهية حتى اليهال ما يصدقونها.. وأخيرا ..السبب الحقيقي سمعوه من هزاع..

هزاع كان هاليومين يشع من الفرح.. نشوة الانتصار خلته يحس بفخر باللي انجزه وبالفكرة العبقرية اللي محد يروم يطعن فيها.. أخيرا تحقق مراده وطاح سلطان من عيون اهله.. الصورة المثالية اللي كانت لسلطان في عيونهم تحطمت بشكل غير قابل للترميم.. هذا سلطان اللي كانوا يحطونه في عيونهم ومهما سوى يتم حبيب الكل.. هذا هو اليوم وحيد.. وكئيب.. عالمه غرفته ودموعه وبس..
وفي نفس الوقت تخلص هزاع من هند اللي كانت صج قاهرتنه بغرورها ودلعها الخايس.. يستاهلون اللي ياهم.. اثنيناتهم كانوا متكبرين.. يطالعون العالم من برجهم العاجي بكل تكبر وغرور.. خل يتكبرون الحين وهم في نظر الكل حثالة.. ومجرمين..
ولأول مرة من شهور.. نزل هزاع من الطابق الثامن في الشركة للطابق السادس ويلس ويا عيال عمه حمدان .. يخبر راشد وناصر بالسبب الحقيقي اللي خلا هند تسافر..
هزاع: أنا قلت لازم تعرفون.. انتوا اخوانها واقرب الناس لها.. حرام يخشون عنكم كل اللي صار..
ناصر كان ساكت من الصدمة والخجل.. وطلع من مكتبه ما يدري وين يروح.. بس راشد هو اللي كان يغلي في داخله ويرتجف من القهر..

وطلع من الشركة والغيظ مب مخلنه يشوف الدرب جدامه.. راح بيت عمه مانع ودش البيت من دون ما يسلم على موزة وشما اللي كانوا يالسين في الصالة.. وركب الدري وبطل باب حجرة سلطان بكل قوته..
سلطان في هاللحظة كان راقد، وأول ما تبطل الباب التفت بسرعة عشان يشوف منو اللي تجرأ ودش عليه الحجرة بهالطريقة الهمجية.. بس قبل لا يحدد ملامح هالشخص حس بلكمة عنيفة على ويهه.. وبكل صعوبه بطل عينه وشاف انه اللي واقف جدامه راشد..

كان راشد يصيح من القهر.. وقال وهو يأشر بإيده على ولد عمه اللي كان متجمد في مكانه من الصدمة: انته من اليوم مب ولد عمي ولا اعرفك يا سلطان.. ما أبا أشوفك في بيتنا ..ولا أباك تكلمني في الشركة.. ويوم بترد اختي من السفر .. ما أباك حتى تطالع في ويهها.. انت فاهم؟؟
خلص راشد رمسته وطلع من الحجرة.. واصطدم وهو طالع بموزة اللي كانت ياية تركض عشان تلحق على ولدها.. بس قبل لا تقدر تطمن عليه.. صكر سلطان الباب وقفله بالمفتاح..

حاول سلطان يخبي التعاسة اللي في قلبه عشان لا يزيد من هموم أمه..بس مهما حاول كانت ملامحه تفشي سر معاناته.. كان ويهه لوحة من الألم.. خطوطها دموعه اللي يذرفها كل ليله بروحه وهو يفكر بهند والأحداث اللي غيرت مجرى حياتهم هم الاثنين.. صار سلطان يعري بشكل واضح جدا.. عقب ما كانت اعاقته ما تبين بالمرة.. كان محتاج انه يسمع صوتها.. يطمن عليها.. ليش محد راضي يخبره بمكانها..؟؟ وهي ليش ما اتصلت لين الحين؟؟ كان يبا يطمن انها بعدها تحبه.. ولين الحين تترياه.. آاااااااااااه يا هند.. وينج؟؟ ريحيني من حيرتي اللي عايشنها.. ليش ما اتصلتي للحين؟؟ ليش؟؟

S._.alsuwaidi 05-10-2009 09:35 PM

الحلقة الثانية
الجزء الثاني
-----------------------

البحرين:

وصلت هند البحرين يوم 26-7-1991 ، كانت هاذي أول مرة تسافر فيها في حياتها كلها..وبدل لا تحس بالسعادة والإثارة، كانت حاسة بغصة وكبت كبير.. طول الرحلة اللي استمرت 45 دقيقة.. وهي ساكتة.. حاول حمدان يرمسها أكثر عن مرة بس هند كانت مصرة انها ما ترد عليه.. وفي النهاية يأس وسكت عنها..
أول ما نزلت الطيارة.. حست هند وهي تمشي في الممر الأبيض اللي يربط الطيارة بالمطار انها تعبر الجسر اللي يفصل بين ماضيها ومستقبلها.. حزن كبير غلف قلبها وخوف من المجهول واللي ممكن تواجهه هني مع ناس -رغم انهم أهلها- بس عمرها ما شافتهم وما يربطها بهم أي شي.. ولا إراديا حطت إيدها في إيد أبوها ومشت وياه .. وخلصوا إجراءاتهم بصمت.. كل واحد فيهم همومه أكبر من انها تخليه يرمس بشكل طبيعي.. ويوم وصلها عند المواقف وشاف ثريا وريلها أحمد واقفين يتريونهم.. راح حمدان وسلم عليهم..وعقب ما رمس وياهم شوي ..
حمدان: يا ثريا هند بنتج.. ما اوصيج عليها..
ابتسمت ثريا وقالت: ما يحتاي توصيني على بنتي يا حمدان.. هند في عيوننا..

وهني حظن حمدان هند وقال لها: هند.. تحملي على عمرج حبيبتي.. وهاذي بطاقة البنك.. متى ما تحتاجين بيزات اسحبي منها..
اطالعت هند البطاقة اللي في إيد أبوها .. وتنهدت ومشت عن أبوها من دون ما تاخذها.. ووقفت حذال السيارة تتريى ثريا وأحمد عشان يروحون.. مب البيزات هي اللي هند تدور عليهم في هاللحظة.. كل اللي تحتاجه هو ان ابوها يغير رايه ويردها البيت.. بس.. لا بيزات ولا أي شي ثاني ممكن يرد لها اللي راح واللي بتفقده وهي بعيد عن الناس اللي تحبهم ويحبونها..
انصدم حمدان من تصرفها.. وعطى البطاقة لثريا.. اللي وعدته انها تكلم هند وتقنعها تاخذ البطاقة.. ورد حمدان المطار لأنه رحلته بتكون الساعة 10 .. يعني عقب نص ساعة..

ما نزلت ولا دمعة من عيون هند وهي تودع أبوها اللي رد البلاد على نفس الرحلة.. وركبت سيارة ثريا وريلها أحمد.. وسلمت عليهم بخجل وتجاهلتهم طول الدرب من المحرق لمنطقة الرفاع الشرقي.. اللي ساكنة فيها ثريا وريلها.. وسرحت في عالمها الخاص وهي تراقب الشوارع اليديده عليها .. كانت البحرين مختلفة تماما عن دبي.. وعلى طول ، حست هند انها مخنوقة.. وغمضت عيونها عشان ما تفضح الدموع اللي بدت تتيمع فيهم..

طبعا ثريا كانت حاسة بالظيج اللي هند حاسة به.. ومع انها ما تعرف شو اللي خلا اهلها يطرشونها تدرس هني.. بس في داخلها كانت متأكدة انه السبب جايد.. وسكتت عنها وما رمستها الا يوم وصلوا البيت..
كان بيتهم .. قصر صغير.. تصميمه رائع وأثاثه من أجمل ما يكون.. اللي جذب هند للبيت .. أنه في دري خارجي يوصل للصالة اللي فوق.. وتلهفت رغم حزنها عشان تشوف ديكوره من داخل.. ثريا لاحظت اعجاب هند بالبيت وابتسمت لها وقالت: تصميم البيت هذا يبناه من بلجيكا.. وتلعوزنا وايد لين لقينا مهندس يعرف ينفذ التصاميم..
هند (بخجل): هى ماشالله وايد حلو..
ثريا (وهي تضحك): هنادي.. ممكن أناديج هنادي؟
هند: هى أكيد ممكن خالوه..
ثريا: لا تناديني خالوه .. أحس اني عيوز.. هههههه .. ناديني ثريا.. تراني مب وايد عودة..
ابتسمت هند: ان شالله ثريا..
ثريا: هنادي انا ما ابيج تحسين انج غريبة.. اعتبري نفسج في بيتكم.. صدقيني ما بتحسين بفترة الدراسة هني وبتستانسين وايد..
في هاللحظة ياهم أحمد وقال وهو يضحك: انتوا عيبتكم الوقفة هني. ؟ مب ناوين ادشون داخل؟
ثريا: خلاص بندش.. ياللا هنادي..
ودشوا كلهم البيت وهند بدت تحس بارتياح خفيف لأنه ثريا حاولت تتقرب منها وباين عليها طيوبة وايد..

كانت هاي أول مرة تشوف فيها هند ثريا وأحمد، رغم انه امها ترمس ثريا في التيلفون دوم.. بس هند ما فكرت ولا مرة انها تشيل السماعة وتسلم عليها.. اللي ريح هند انه ثريا تختلف عن امها اختلاف كلي.. كانت ثريا حبوبة وايد وتحب تضحك وتسولف.. وأول ما شافت هند، حبتها على طول..

عقب مرور ساعتين.. ما تعودت هند على ثريا وريلها.. وحبتهم هي بعد.. أحمد كان دبدوب وسوالفه حلوة وثريا نفسه بالضبط.. اثنيناتهم من الوزن الثقيل.. وعندهم توأم.. نادية وندى..وقدر أحمد انه يخليها تضحك مع انها كانت مكتئبة في داخلها..
ومع انه هند كانت تعبانة من السفر.. بس يلست تسولف وياهم للساعة 12.. ونست همومها لفترة..بس طول الوقت كان سلطان في بالها وتفكر متى بتقدر تدق له.. وتخبره بمكانها.. أكيد الحين يحاتيها .. وفي هاللحظة حست بكآبة وتعب واستأذنت منهم عشان تروح ترقد..
ويوم سارت بترقد.. دشت ثريا الحجرة وياها.. ويلست على الشبرية..
ثريا: هند؟
هند: ها ثريا..
ثريا: ان شالله مرتاحة ومستانسة ويانا؟
هند( تبتسم بتعب): الحمدلله .. والله ما قصرتوا ويايه..
ثريا: أفا عليج يا هند.. ما تعرفين شكثر انا مستانسة انج بتمين ويانا.. تعرفين بناتي صغار وانا محتاجة لوجود شخص كبير ويايه هني.. شخص اقدر اسولف له واحس به فاهمني.. وان شالله نقدر نكون ربع وخوات..
تأثرت هند بكلام ثريا.. وهي بصراحة وثقت فيها من اللحظة اللي شافتها فيها..
كملت ثريا كلامها وقالت: هند.. ممكن نكون صريحين ويا بعض؟
هند: صريحين؟
ثريا: أنا ادري انه ييتج هني لها أسباب.. ومع اني ما احب اتدخل او ارز بويهي على قولتكم في الامارات.. بس الله يعلم انج دشيتي قلبي يا هند.. أحس بج صج قريبة مني .. وما اباج تعانين بروحج وانتي في هالعمر..
هند: لا .. لا تحاتين.. ثريا انا ييت هني بناء على رغبتي الخاصة.. محد جبرني..
ثريا: وعشان جي كنتي زعلانة من ابوج ولا حتى ودعتيه؟؟
انحرجت هند.. وما عرفت شو تقول..
ثريا: عموما انا ما بجبرج تخبريني أي شي وانتي الحين اكيد تعبانة من السفر.. بس اتمنى تفتحين لي قلبج يا هند.. اعتبريني اختج العودة.. وانا اوعدج انج ما راح تندمين..

باستها ثريا على خدها وطلعت عشان تخليها ترقد.. بس وين بييها النوم وافكارها عند سلطان.. ؟ وفي اللحظة اللي واجهت فيها هند وحدتها.. حست بزلزال من الألم والغضب بداخلها.. وتفجرت الدموع من عينها .. تغسل فيهم كل شوقها واحساسها بالظلم والقهر.. ما كانت تعرف انه الفراق بيكون مؤلم لهالدرجة.. وحست بوحدة فظيعة.. اشتاقت لشما.. وأم جمال.. اشتاقت لهم كلهم.. حتى اسحاق الدريول يا في بالها هاللحظة..
وسلطان.. يا ترى شو يسوي الحين؟؟ ومتى بتقدر تسمع صوته.. ؟ وتطمن عليه.. وهي تفكر بهالافكار.. رقدت هند .. على أمل انها تدق لسلطان يوم بتنش من الرقاد..

نشت هند الساعة 12 الظهر.. على صوت دقات على باب غرفتها.. وبتكاسل شديد.. وقفت وراحت تبطل الباب.. كانت ندى بنت ثريا.. عمرها 12 سنة.. ابتسمت هند أول ما شافتها.. من أمس وهي متخبلة عليها.. مع انه نادية اختها التوأم.. بس ندى فيها شي يميزها عن توأمها.. ندى لونها برونزي غامج.. وفي عيونها لمعة شطانة ما حستها هند في اختها اللي طول نادية الرقيقة الخجولة..
ابتسمت ندى اول ما فتحت لها هند الباب وقالت: صح النوم..
هند: ههههه... أدري رقدت وايد..
ندى: خلاص بسج نوم تولهنا عليج..
هند: خلاص عطيني دقايق أغسل ويهي وأسناني وأبدل ثيابي..
ندى: لا.. انتي روحي اغسلي ويهج وانا بقعد ارتب اغراضج..
ابتسمت هند وقالت: لا حبيبتي ما بتعبج ويايه.. انا برتبهم بروحي بعدين..
ندى: لا لا لا .. لا تناقشيني .. أنا برتبهم لج.. لا تخافين اعرف ارتب..
هند: هههههههه.. انا ما قلت انج ما تعرفين بس والله ما ابا اتعبج..
ندى: ياللا عاد خليني ارتبهم لج.. ويوم بحتاجح في شي انتي بعد لا تقصرين..
ضحكت هند من خاطرها وحظنت ندى .. وقالت لها: فديت روحج والله انج عسل.. خلاص رتبي اغراضي .. بس على شرط..
ندى: شو؟؟
هند: تخبريني من وين لج هاللون اللي يجنن.. أمج وابوج واختج ماشالله يشعون من البياض.. انتي شقايل صرتي برونزية جي؟
ندى: ههههههه.. أنا يا مدام هند .. أموت في البحر.. واهلي للأسف ما يحبونه.. عشان جذي اروح ويا رفجاتي .. وهذا هو السبب..
هند: حتى انا احب البحر.. الا اعشقه مب بس اموت فيه.. خذيني وياج يوم بتروحين..
ندى: ممممم... خلاص باجر بوديج.. بوديج أحلى مكان رحتي له في حياتج..
هند: والله؟ خلاص .. وعد؟
ندى (تبتسم): وعد..
ابتسمت هند وهي تشوف ندى تبطل شنطتها وتطلع ثيابها عشان ترتبهم.. وراحت الحمام عشان تغسل ويهها وهي تحمد ربها اللي خفف عليها مصيبتها ورزقها بهالناس الطيبين..

وهم يتغدون ، جتلهم أحمد من الضحك بسوالفه اللي ما تخلص وكانت هند مبهورة بلهجتهم البحرينية الحلوة .. وتبا تتعلمها بسرعة..
هند: أحس لهجتكم وايد مايعة..
ثريا: هههههههه .. مايعة؟
هند: هى نفس اللهجة اللبنانية..
أحمد: والله احسن من لهجتكم اللي ما نفهم عليها الا بطلوع الروح..
هند: لا والله؟ الحين شو اللي ما تفهمه في رمستنا.. ؟؟
أحمد: ههههه .. هاذي انتي قلتيها.. شو رمسة بعد.. الناس يقولون كلام مب رمسة..
ندى: ابوي تذكر يوم رحنا دبي الصيف اللي طاف وسألنا هذاك الريال عن مكان البرادة؟
أحمد: إي أذكر.. هههه يحليله كان يحسب انه البرادة ثلاجة وودلنا على محل الكترونيات
ضحكوا كلهم وهند شرات الأطرش في الزفة.. وسألت باستغراب: ليش البرادة مب هي نفسها الثلاجة؟
ندى: لا يا ذكية.. البرادة يعني البقالة.. الدكان على قولتكم..
انصدمت هند: بقالة؟؟؟ ألحين البرادة معناتها بقالة؟؟ يوم اقول لكم رمستكم مايعة..
وجذي كانت قعدتهم .. كلها سوالف وضحك.. واندمجت هند وياهم ولقت عمرها عقب الغدا تلعب ورقة ويا نادية وندى وثريا.. وأحمد راح يرقد.. واستانست لأبعد الحدود وهي تنافس ندى ف شطانتها..

العصر .. كانت هند وثريا وندى ونادية يالسين في الصالة يطالعون التلفزيون.. وفجأة قالت نادية: امي شو رايج نطلع؟
ثريا: وين تبين تروحين عيوني؟
نادية: انتي وعدتيني توديني بوكوارة..
ندى (بحماس): إيييييي إيييييي امي بنروح بوكوارة الله يخليج..
ثريا: زين زين شوي شوي على روحج بينط لج عرج.. أصلا انا كنت ناويه اروح هناك اليوم عشان اخذ لي جلابيات..
هند: شو هذا بوكوارة؟؟ مول؟
ثريا: لا.. وييه أحلى من المولات.. ما بتحسين بحلاته الا ساعة ما تكونين هناك.. بس مب الحين.. عقب صلاة المغرب بيكون أحلى..
ابتسمت هند وهي تحس بالإثارة وقالت: خلاص .. عقب صلاة المغرب بنسير له ..
في هاللحظة رن التيلفون.. وقامت ثريا ترد عليه.. كانت سعاد المتصلة.. تبا تطمن على هند.. هاذي ثاني مرة تتصل.. الصبح اتصلت بس هند كانت راقدة..
ثريا: ألو؟
سعاد: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
ثريا: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. هلا والله بنت خالتي.. شحالج؟
سعاد: الحمدلله الغالية انتي شحالج؟
ثريا: الحمدل لله بخير.. حمدان شحاله.. ؟
سعاد: الحمدلله .. يسلم عليج..
ثريا: الله يسلمه..
سعاد : هند وينها.. بغيت اكلمها..
ثريا: إي لحظة خل اناديها..
وراحت ثريا صوب البنات ونادت على هند: هند.. أمج على التيلفون.. تبي تكلمج..
تظايجت هند وبين على ويهها .. واشرت على ثريا انها ما تبا تكلمها.. فاقتربت منها ثريا وهي مستغربة وقالت لها بصوت واطي عشان ما تسمع بناتها: ليش حبيبتي.. أمج تبي تطمن عليج.. روحي كلميها..
هند: ثريا الله يخليج قوليلها اني راقدة.. ما اريد ارمسها..
ثريا: وتقولين بعد انه مب صاير شي وانج يايه هني برغبتج.. مبين وايد هالشي..
هند: ثريا عشاني الله يخليج مب وقته الحين..
ثريا: ما بي.. أول تقولين لي شو سالفتج وياها.
هند: والله بخبرج.. بس مب الحين عقب..
تنهدت ثريا وردت للتيلفون : ألو سعاد؟
سعاد: هلا ثريا..
ثريا: اسمحيلي حبيبتي هند بعدها راقدة..
سعاد: معقولة راقدة للحين؟
ثريا: إي تدرين امس يحليلها كانت قاعدة للساعة 1 وبعدين تعبانة من السفر..
سعاد: خلاص.. أنا بدق لها عقب..
ثريا: اوكى.. وانا بعد بكلمها عشان تتصل بج..
سعاد: مشكورة ثريا ما تقصرين..
ثريا: العفو الغالية انا ما سويت شي..
وبندت ثريا التيلفون .. وقررت ما تناقش هند في هالموضوع الا يوم يردون من طلعتهم اليوم.. ما تبا تخرب مزاجها وهي ما صدقت انها اندمجت وياهم..

عقب صلاة المغرب.. تلبسوا كلهم وطلعوا في سيارة ثريا..وأحمد راح المقهى عند ربعه.. كانت هند متلهفة انها تشوف هالمكان اللي كل حد متخبل عليه.. وانصدمت يوم وصلوا.. كان سوق جديم.. شارع باتجاهين .. رصيفه متكسر.. وعلى الجانبين محلات ومطاعم مبانيها جديمة وايد.. تقريبا سوق شعبي.. بس الشي المميز فيه كان الزحمة الفظيعة.. والجو اللي تضيفه على المكان.. أحدث السيارات واحلاها كانت رايحة رادة من دون هدف في هالشارع.. كل واحد يستعرض سيارته بغرور.. وابتسمت هند غصب وهي تشوف لوحات السيارات.. اللي من قطر واللي من السعودية واللي من الكويت.. وقالت لثريا: شو عندهم الشباب .. مسيرة؟
ثريا: ههههههه .. لا حبيبتي .. هاذي حالتهم كل يوم عقب المغرب.. يتجمعون ويستعرضون سياراتهم.. خلاص تعودنا على هالشي كل يوم..
هند: بس جذي من دون سبب؟
ثريا: إي.. ناس فاظية..
ندى: امي وقفي سيارتج بنمشي..
نادية: لا لا امي لا توقفين والله استحي..
ثريا: لا ما بنمشي.. ما يصدقون الشباب يشوفون بنات.. وبعدين هاذيلا مب أي شباب .. والله لا يقطعونا بتعليقاتهم..

ومشت ثريا بسيارتها ببطء شديد بسبب الزحمة ووقفت عند المحلات اللي تبا تسير لهم.. هند استانست وايد وياهم.. وخذت لها جلابيات من السعفة.. ومن الغريب.. وقبل لا يروحون خذولهم بيتزا للعشا وردوا البيت.. وطول الوقت في السيارة وهم مرتبشين.. ومزاجهم رايق ع الآخر..

عقب ما رقدوا ندى ونادية .. طلعت ثريا من غرفتها وراحت غرفة هند .. ودقت الباب وهي تتمنى ما تكون رقدت.. هند كانت قاعدة تكتب في مذكرتها ويوم دشت ثريا.. حطت المذكرة على صوب وابتسمت..
ثريا: أخاف ازعجتج ؟
هند: لا فديتج .. لا أزعجتيني ولا شي.. تعالي ايلسي حذايه..
يلست ثريا وقالت وهي تبتسم لهند: ندى وناديه صاروا يحبونج اكثر عني
هند: ههههههه.. وانا بعد صرت اموت فيهم..
ثريا: لا أنا اغار منهم..
هند: فديت اللي يغارون .. لا تحاتين.. انتي مكانتج محفوظة
سكتت ثريا وقالت عقب صمت: بعدج مصرة ما تخبريني؟
هند: شو اللي تبين تعرفينه؟
ثريا: كل شي.. أبا اعرف من هي هند.. عشان اقدر افهمها..
هند: مب لازم تفهميني يا ثريا..
ثريا: بالنسبة لي مهم هالشي وايد.. انتي صرتي وحدة منا وفينا..ولا بعدج تعتبرين نفسج غريبة؟
هند: ثريا انتي شو اللي تقولينه..؟ والله اني اعتبرج شرات اختي بالظبط.. وندى وناديه اموت فيهم.. حتى احمد ما قصر ويايه.. ..
ثريا: عيل ليش مب راضية تفتحين لي قلبج؟
تنهدت هند وقالت: زين.. بخبرج.. انتي اللي طلبتي هالشي وانا ما يخصني لو رقدتي وانا بعدني اهذرب..
ثريا: ههههههه.. جربيني وبتشوفين..

وخبرتها هند بكل اللي صار لها هي وسلطان.. من اليوم اللي رد فيه سلطان من أمريكا لين وداعهم في منتصف الليل.. وضاعت هند في ذكرياتها.. تحكي وهي تعيش كل اللي استوى لحظة بلحظة.. وثريا يالسة جدامها متكية على المخدة.. تسمع قصتها بكل حزن وتعاطف.. وحظنت هند اللي بدت تصيح وحاولت تهديها..
ثريا: يا بعد عمري يا هند.. واله ما تستاهلين اللي ياج..
هند: ثريا محد صدقني.. معقوله الثقة تنعدم في لحظة؟؟
ثريا: ما توقعت ابد انه حمدان العاقل يتصرف جذي.. سعاد.. ممكن اتوقع منها بس حمدان .. لا.. تدرين يا هند .. لو انا مكان امج.. كنت بروح بيت مانع وبمسح فيهم الأرض.. يخسون يرمسون عن بناتي ويشككون في تربيتي لهم..
هند: هذا اللي صار يا ثريا.. كلهم تخلوا عني..
ثريا (بحنان): هنادي.. انا واقفة وياج من الحين.. واقول لج مرة ثانية اعتبريني امج.. وصدقيني ما راح تندمين..
هند: أدري فديتج.. والله ادري اني مستحيل اندم..
فجأة .. ابتسمت ثريا وقالت: ياللا نروح الصالة نتصل بسلطان..
تفاجأت هند.. ومن الفرح حست عمرها تطير للصالة.. وشلت التيلفون واصابعها تدق الارقام بكل حذر عشان ما تغلط.. وتمت تتريى النغمة بكل توتر.. بس للي فاجأها انه رقم غرفته مقطوع.. ردت تتصل مرة ثانية وثالثة..
هند: ثريا.. الرقم مقطوع.. مستحيل يكون مقطوع..
ثريا: لا حاولي مرة ثانية.. الشبكة دوم تكون مشغولة في هالوقت..
حاولت هند مرة ثانية بس ماشي فايدة..
هند: بدق على رقم الصالة..
ثريا: ياللا
دقت هند بس للأسف كان نفس الشي.. مقطوع..
تنرفزت هند ع الآخر ودقت بيتهم عشان تتأكد انه الشبكة مب مشغولة وانقهرت يوم رن التيلفون..
بندت هند بسرعة وردت تتصل برقم سلطان.. بس ماشي فايدة..
هند: غيروا ارقام بيتهم.. انا متأكدة انهم غيروها..!!
ثريا: لهالدرجة ما يبون أي اتصال بينج وبينه.؟؟
هند: لهالدرجة واكثر.. انا متأكدة انه هاذي فكرة امايه..
ثريا: بعدج يا سعاد حقودة وغيارة..؟؟ من يوم كنا يهال وهي جذي..
هند: شو أسوي الحين يا ثريا؟؟
ثريا: لا تحاتين.. بنلاقي حل.. الحين روحي نامي وباجر بنفكر في هالموضوع.. خلاص حبوبة؟
هند: خلاص..

راحت ثريا ترقد ويلست هند في الصالة.. وقالت وهي تتنهد: آاااه يا سلطان.. والله اشتقت لك.. محتاجة اسمع صوتك.. أحس انك بعدك موجود في حياتي.. أحس بعمري بعيده وايد .. بيني وبينك بحور ومجرات.. فديت قلبك أكيد يحاتيني.. يالله تحفظه وتجمعني به يا رب..

بعيد عن البحرين.. وفي دبي.. كانت الساعة 2 فليل.. والكل في بيت مانع راقد.. الا العيون..اللي تعودت على السهر.. ترقب رنين الهاتف.. وتنظر بحزن.. لكلمات انكتبت قبل كم يوم على الجدار.. هي كل اللي تبقى له من اغلى انسانة على قلبه..

نهاية الحلقة الثانية عشر

S._.alsuwaidi 05-10-2009 09:37 PM

الحلقة الثالثة عشر
الممزر- بعد أسبوع:

مر اسبوع وموزة بعدها تحاول تكلم سعاد.. كل يوم تتصل بها وأمس سارت لها البيت ويلست تترياها في الصالة ساعتين بس سعاد كانت تتهرب وتعاند .. وما رضت ترمس موزة الا يوم طلب منها حمدان هالشي..
حمدان: خلاص عاد يا سعاد.. مهما كان نحن أهل..
سعاد: أهل ؟؟ أهل يا حمدان؟؟ وليش ما تقول لهم هالكلام.. الظاهر نسوا هالشي يوم فظحوا بنتي..
حمدان: سعاد .. موزة باجر الصبح بتسير عليج .. واياني واياج تردينها خايبة..
سعاد: ومتى شافتك موزة عشان تخبرك؟
حمدان: أنا كنت عندهم اليوم المغرب..
اتقهرت سعاد: سرت عندهم؟؟؟ وليش؟؟ ما سدنا اللي يانا منهم؟؟
حمدان (بظيج): سعاد مانع اخويه.. واستسمح مني.. واللي استوى مب بإيده..
سكتت سعاد.. وكانت تعرف انها لازم تيلس ويا موزة باجر.. ما فيها على حشرة حمدان..

اليوم اللي عقبه، الساعة 10 ونص الصبح .. كانت موزة يالسة في الصالة.. تتريى سعاد تطلع لها.. وعقب دقايق، يت سعاد وسلمت عليها ببرود وقبل لا تيلس نادت على تينا عشان تييب لهم القهوة..
اثنيناتهم كانن متوترات.. موزة خايفة من عصبية سعاد وسعاد مستعدة تنفجر في ويهها في أي لحظة.. وعقب مجهود كبير تكلمت موزة: شما تسلم عليج..
سعاد: الله يسلمها.. ليش ما يت وياج؟
موزة: انشغلت في البيت ويالسة تلاعب سعيد..
سعاد: زين والله..
كانت سعاد تطالع موزة بنظرات ثلجية وما تحملت موزة وبدت تصيح..
موزة: سامحيني يا سعاد.. اللي صار كله بسبتي انا..
حست سعاد بدموعها تنزل غصبن عنها وقالت: انتي مالج ذنب.. الغلطة غلطة هند وسلطان..
كان في خاطرها تعق اللوم والمسئولية كلها على سلطان.. بس موزة ما تهون عليها تظايج اكثر عن جذي.. وفي داخلها كانت سعاد تعرف انه هند بعد غلطانة..
موزة: والله انه هنادي غامظتني.. وتولهت عليها وايد يا سعاد..
سعاد: كلنا تولهنا عليها.. بس أحسن لها تبتعد شوي.. على الاقل يوم بترد بتكون هالسالفة انتهت..
موزة: ان شالله..
تنهدت سعاد: المفروض كنا نعرف انه سلطان بيتغير عقب السنتين اللي عاشهن في أمريكا..
موزة: سلطان بيتحمل مسئولية اللي سواه.. لاتحاتين يا سعاد.. أول ما ترد هند ان شالله بيخطبها..
سعاد (بنظرة احتقار): ومنو قال لج انا نباه يخطبها؟ الله يعلم كيف بيربي عياله.. انا مب طايقة اشوف ويهه.. ما اعتقد اتحمل انه ياخذ بنتي..
ارتجفت موزة من الغيظ وضغطت على عمرها عشان ما تصرخ على سعاد وتدافع عن ولدها.. يلست تذكر عمرها انها ياية هني تصالح سعاد .. مب تزيد المشاكل..
وعقب ربع ساعة وقفت موزة وتحججت انها بترد البيت عشان تطبخ الغدا.. وروحت ..

يوم وصلت موزة البيت ، كانت شما يالسة في الصالة تصيح.. زاغت موزة وسارت صوبها بسرعة ولوت عليها..
موزة: شماني فديتج شو بلاج؟ ليش تصيحين حبيبتي؟
ابتعدت شما عن امها ووقفت وهي تصرخ: ليش قصيتوا عليه؟؟ ليش محد خبرني عن سالفة سلطان وهند؟؟
تفاجئت موزة.. لأنها موصية كل اللي يعرفون السالفة انهم ما اييبون طاري جدام شما
موزة: انتي منو خبرج؟؟؟
شما: منو خبرني؟؟؟ سمعت السالفة من كوماري .. من الخدامة!!! الخدامة تعرف وانا ما اعرف..
موزة: شماني فديتج هاذي كلها اشاعات لا تصدقين.. وكوماري هاذي انا بأدبها..
شما: ليش تأدبينها ؟كوماري ما سوت شي.. انتوا اللي خشيتو عليه.. ليش ما خبرتوني؟؟ انا مب ياهل عشان تخشون علي..
وقفت موزة عشان تهدي بنتها بس شما ما عطتها مجال وركضت حجرتها وقفلت على عمرها الباب وهي تصيح.. كانت مقهورة من كل حد.. وحلفت ما تسير بيت عمها حمدان مرة ثانية.. وقالت في خاطرها: كله منك يا سلطان.. كله منك.. انته اللي ورطت هنادي.. انته!!

فجأة .. كل شي بدا يتفسر لشما.. يوم درت شما انه أرقام بيتهم تغيرت ، راحت عند سعاد وترجتها أكثر من مرة تعطيها رقم هند عشان تدق لها وتعطيها رقمهم اليديد بس سعاد ما رضت حتى تخبرها بمكان هند.. والحين عرفت شما السبب..
واستغربت من عمرها.. كيف ما حست بحبهم؟؟ كيف ما حست بالمصيبة اللي استوت.. وبحالة سلطان عقب ما راحت هند؟؟ وبحزن .. تذكرت انه من يوم رد سلطان من أمريكا وشما مبتعدة عنه وعن هند.. كانت طول الوقت ويا سعيد وتساعد امها في البيت.. سلطان وهند استغنوا عنها.. حتى آخر مرة يوم راحوا العزبة ، ما خذوا شما وياهم.. من البداية كانت شما خايفة انه اخوها ياخذ هند منها.. ونجح فعلا في هالشي.. وحست شما بغيرة كبيرة وحقد عليهم هم الاثنين..

ردت شما تصيح وهي تفكر انه هند صح شيطانة بس مب لدرجة انها تنحط لهالمستوى.. وفجأة تذكرت شما يوم زعلت من هند قبل سنتين.. عشان هند اعترفت لها انها تحب سلطان.. يمكن لو كانت سمعتها هذاك اليوم وحاولت تفهمها بدل لا تصرخ في ويهها وتزعل.. يمكن كانت هند بتوثق فيها وبيتجنبون كل اللي استوى.. واعترفت شما غصبن عنها انها مسئولة ولو بجزء بسيط عن اللي استوى.. كل اللي كانت هند محتاجتنه هو شوية حب.. وشوية تفهم من اللي حواليها.. بس محد قدر يفهمها غير سلطان.. أو هذا اللي كانت تعتقده.. ورغم كل هذا كانت بعدها حاسة بالغيرة والحقد على هند وسلطان..

طلعت شما من حجرتها ووقفت في الممر تجفف دموعها.. ومشت لآخر غرفة في الممر .. غرفة سلطان.. وبدون تردد دقت الباب.. كان اخوها يالس يطالع التلفزيون.. واتفاجئ يوم تبطل الباب ودشت شما..
وقفت شما عند الباب تطالع اخوها.. لا مستحيل سلطان يطلع منه كل هذا.. جذابين.. لكهم جذابين.. واقتربت منه بخطوات مترددة وهو يطالعها بصمت,, وفجأة بدت تصيح ورمت عمرها في حظنه.. حظنها سلطان بقوة وهو حاس انها اخيرا عرفت بكل اللي صار.. شما الرقيقة الحساسة ما تحملت اللي يصير في أخوها وهند اللي اغلى من الاخت بالنسبة لها.. ورغم كل شي كانت تحب اخوها.. وودها تساعده وتطلعه من هالازمة اللي عايش فيها..
سلطان: ما اقدر اثبت لج اني مظلوم .. ما عندي أي اثبات..
شما (بقناعة تامة): خبرني انك ما سويت شي يا سلطان.. ومستحيل أكذبك.. انته اخويه.. واخاويه ما يكذب..
سلطان: وهزاع؟
شما: هزاع من يومه وغد وحقود.. ما ادري ليش امي وابويه ما لاحظوا هالشي لين الحين..
سلطان (وهو يحظنها بقوة أكثر): فديت قلبج يا شما والله انه اطيب قلب عرفته في هالدنيا كلها..
رفعت شما راسها وقالت وهي حاطة عيونها بعيون اخوها: سلطان.. خبرني باللي صار بالتفصيل..
تنهد سلطان وهو حاس انه خلاص تعب من هالسالفة ومن كثر ما يعيدها بينه وبين نفسه.. ومع هذا خبرها.. بكل شي.. من يوم اتصلت فيه هند وقالت له انها بتترياه عند الباب.. لين الظرابة ويا اخوه..
ويوم خلص سلطان.. قالت شما: هنادي.. كله منها.. هي اللي يابت لك الرمسة..
سلطان: لا يا شما لا تلومين هند..
شما: وليش ما الومها..؟؟ حد قال لها تطلع من بيتهم الساعة 2 فليل؟؟
سلطان: لو ادري انج بتلومينها جان ما خبرتج..
شما (بتردد): تحبها؟
نزل سلطان عيونه.. وقال: أهواها يا شما.. وكل ليله أسامر طيفها.. وذكراها.. حرموني منها .. هزاع جنى على الكل ومدري شو اللي بيستفيده..
شما: انزين ممكن اطلب منك طلب؟
سلطان: انتي تامرين امر يا بعد عمري..
شما (تبتسم): فديت روحك والله.. أباك تلبس وتنزل تتغدى ويانا..
سكت سلطان ولاحظت شما انه تظايج.. وقالت: لا تحاتي.. أبويه وهزاع معزومين عند عمي محمد.. تعرف عاد هزاع يبا يتقرب منهم عشان يخطب بنتهم أسما..
ابتسم سلطان وقال: خلاص.. ربع ساعة وبنزل اتغدى وياكم..
باسته شما على خده وطلعت وهي مرتاحة في داخلها وعاهدت نفسها تطلع اخوها من كآبته وتخليه ينسى هند..

سلطان كان في حجرته.. توه متسبح ولابس.. بينزل يتغدى ويا امه.. مر اسبوع على سفر هند وهو لين الحين ما يعرف عنها شي.. اسبوع وهو حبيس هالغرفة اللي حفظ كل ركن من أركانها..
يت عينه على الاهداء المكتوب على اليدار وابتسم .. يمكن هند عندها ظروف منعتها انها تتصل.. وسلطان ما بيتم قاعد يترياها.. لازم يواصل حياته ويحاول بنفسه يعرف وين مكانها.. وكيف يقدر يوصل لها..

بطل سلطان باب حجرته وطلع عقب ما قرر انه يواجه العالم.. لأنه واثق من عمره وما يهمه كلام غيره.. بيظهر من هالعزلة اللي فرضها على نفسه بإرادته.. وبيثبت للكل انه قوي وما يهزه ريح..طلع سلطان من حجرته وتنفس بقوة ومشى في الممر.. وشاءت الأقدار انه في نفس هاللحظة يطلع هزاع من غرفته عشان يلحق يسير يتغدى بيت عمه..
وانصدم هزاع يوم شاف سلطان لابس وكاشخ .. هو اصلا انصدم لأنه من يوم استوت السالفة هاذي هي المرة الأولى اللي يشوف فيها سلطان..
سلطان كانت ردة فعله باردة.. اطالع اخوه ببرود فظيع وجبروت الدنيا وقوتها كلها في عيونه.. وتم مكانه واقف يطالعه من دون خوف أو احراج.. كأنه يتحداه يقول أي شي أو يعترض... وهزاع متجمد عند الباب لين ردت له حاسيته ونزل عيونه .. ضحك سلطان باستخفاف ونزل الصالة وهزاع رد دش الحجرة وقلبه يدق بقوة.. هذا شو طلعه الحين؟؟ وشو تفسير هالنظرات؟؟ أففف مالي نفس أسير بيت عمي.. !!
اللي ما قدر هزاع يعترف فيه لنفسه هو انه كان خايف ينزل الصالة ويشوف سلطان.. خايف من عيونه.. كانت نظرته مخيفة.. خلته يحس باحساس فظيع.. وكريه.. ورغم موعده ويا عمه.. بدل هزاع ثيابه ولبس بيجامته وتلحف وهو حاس ببرد شديد..

نزل سلطان الصالة وشاف امه يالسة وراح وحظنها من ورا وباسها على خدها وهو يبتسم.. موزة تفاجأت والتفتت على ورا وانصدمت يوم شافت سلطان .. ما توقعت ابدا انها تشوفه.. وعلى طول وقفت وحظنته ويلست تبوسه على خده وخشمه..
موزة: فديت هالويه يا ربي وفديت هالضحكة يعلني ما خلا منها يا رب..
سلطان: ههههههه كل هذا عشان طلعت من الحجرة.. عيل لو قلت لج اني بتغدى وياكم شو بتسوين؟؟
موزة: يا بعد عمري يا سلطان.. والله صج نازل تتغجى ويانا؟
سلطان: فديت روحج يا امايه هى بتغدى وياج .. وحشتيني موت..
ويلس سلطان يسولف ويا امه وهي مب مصدقة انه ولدها الغالي طلع من عزلته.. واشرق ويهها بالأمل .. انه الايام ممكن ترد لها اللي راح..

-----------------

البحرين:

كانت هند في غرفتها.. حاسة انه قلبها يعورها بزياده اليوم.. من اسبوع وهي مب سامعة صوت امها وابوها.. ورغم عذابها كانت مب ناويه تكلمهم.. لازم تحسسهم بجيمتها وانها مب ضعيفة.. شوقها لهم ولسلطان كان جارف.. تمنت تكلم اي احد وتشكي له.. بس ما عندها غير ثريا وثريا الحين يالسة ويا ريلها في الصالة..

طلعت هند مذكرتها وكتبت..

"غناة الروح.. سلطان..
كل يوم.. انتظر الليل بفارغ الصبر.. عسى ان يأتي لي بطيفك.. وأبكيك بعنف.. وانا استرد ذكرياتي معك.. واعيش نظراتك وابتسامتك الرائعة من جديد.. كلما تذكرت كلماتك الأخيرة.. وأملك الكبير بأننا سنلتقي.. أحس بخوف من القدر الذي سخر مني ومنك.. وأدفن وجهي في المخدة لأبكيك ما استطعت..
لماذا تخلى الفرح عني فجأة ورماني في غياهب الحزن المرير الذي أعيشه بصمت؟ لماذا أحسك حلما استكثرته علي الأيام؟؟ ورمت به بعيدا عن عيوني..؟؟ أنا لا أطلب المستحيل.. كل ما اتمناه هو أن اراك.. ولو في الحلم.. علني اطفي نيران الشوق التي تحرقني كل ليلة بلهيبها..

سلطان.. أحتاجك.. واشتاق إليك.. فمتى تعود؟؟"

-----------------------
الأيام تمر بلمح البصر.. وقبل لا نحس فيها تجرفنا معاها في دوامتها بدون رحمة.. من يصدق انه شهر كامل مر على سفر هند وغيابهاعن حياتهم؟ الأيام كانت تمر ببطء وكآبة من دون هند وشطانتها المعتادة.. وكل اللي بجى يربط العايلتين.. مجرد رباط واهي .. هو الزيارات الباردة بين مانع وحمدان.. وموزة وسعاد.. بس عيالهم انقسموا حزبين.. هزاع وراشد في حزب.. وشما وسلطان في الحزب الثاني.. وناصر يحليله ما يخصه في حد وطول الوقت طالع ويا ربعه أو في الذيد.. كل عايلة انعزلت بروحها وانطوت على نفسها.. وانشغلت بحياتها الخاصة.. حتى يمعتهم الحلوة يوم الجمعة خلاص راحت.. وولت أيامها.. محمد ومرته ناعمة كان الفضول بيذبحهم وبيموتون عشان يعرفون اللي صار.. بس حتى هزاع ما تجرأ يخبرهم.. وخلاهم ينسجون حكايات في خيالهم عن اللي صار واللي خلا هند تسافر..

يوم السبت..سلطان كان في مكتبه بالشركة.. رد يداوم من اسبوعين .. معنوياته ارتفعت.. وثقته بنفسه ردت احسن عن قبل.. خصوصا انه امه وشما مصدقينه وواقفين وياه.. ومع انه لين الحين يتجاهل ابوه وابوه يتجاهله.. بس حس انه ابوه صار يطالعه بنظرات عطف وهو يشوفه رايح يصلي الفير في المسيد كل يوم.. وهالشي خلاه يحس براحة نفسية كبيرة ويتريا الفير بفارغ الصبر عشان يلتقي بأبوه في دربه للمسيد ..

رن التيلفون في المكتب وتجاهله سلطان في البدايه.. كان لازم يخلص الأوراق اللي ف إيده عشان يطرشهم فوق لعمه حمدان.. بس التيلفون كان يرن بإصرار وتأفف سلطان وهو يرد عليه..
سلطان: ألو!!
........: ألو ..سلطان؟
تفاجئ سلطان.. الصوت صوت ناصر.. ولد عمه حمدان.. معقولة؟؟
سلطان: ناصر؟
ناصر (بتردد): سلطان. .ابا أكلمك.. تعال لي الكافتيريا اللي في الطابق الأرضي..
استغرب سلطان.. وحس بتوتر.. شو اللي ناوي عليه يا ناصر؟؟
سلطان: ان شالله .. دقيقتين وبكون في الكافتيريا..
ناصر: أترياك..
بند سلطان التيلفون ويلس يطالعه باستغراب.. معقولة هذا ناصر اللي كان متصل من شوي؟ وتنهد وقام وطلع من المكتب..

ناصر كان يالس في الكافتيريا وهو مب عارف هل اللي سواه صح ولا لأ.. وقبل لا يقدر يفكر او يغير رايه.. شاف ولد عمه يدش من باب الكافتيريا.. وابتسم له ووقف يسلم عليه.. ولاحظ ناصر انه سلطان متوتر..
يلسوا اثنيناتهم وطلبوا لهم كابتشينو.. ويوم راح عنهم الجرسون..
ناصر: سلطان انا من زمان خاطريه ارمسك..
سلطان: ترمسني عن شو؟
ناصر: سلطان انته ولد عمي واغلى عندي حتى من اخويه راشد..وانا من يوم خبرني هزاع بالسالفة وانا كاره الدنيا وما فيها..
سلطان: ناصر اذا يايبني هني عشان تعاتبني او تلومني من الحين اقول لك خلني ارد المكتب احسن لي
ناصر: لا يا سلطان.. انا ما يبتك هني الا عشان اخبرك اني مصدقنك..
تفاجئ سلطان: والله يا ناصر.؟ من صجك؟
ناصر: هى نعم يا سلطان.. أصلا هالسالفة مب داشة مخي من يوم سمعتها لين الحين وانا مستغرب منها.. صحيح اني انصدمت في البداية بس عقب ما فكرت فيها عدل.. شفت انه هالشي مستحيل يستوي..
اطالعه سلطان بإعجاب.. معقولة ناصر اللي كان يقول عنه ياهل.. يطلع اعقل واحد فيهم ويفكر بهالطريقة المنطقية؟
سلطان: توقعت ردة فعلك تكون مثل ردة فعل راشد.. وتتبرى مني انته الثاني..
ناصر: راشد ما يعرف شي..وطول عمره مشاعره هي اللي تتحكم فيه.. أنا احساسي عمره ما خاب.. وانا حاس انه هزاع هو ورى اللي صار كله..
سلطان: غريبة.. ما سألت عمرك شو كانت هند تسوي عندي الساعة 2 فليل..؟
ناصر: سألت عمري هالسؤال وسألت شما بعد.. وهي خبرتني بالسالفة كلها .. يا سلطان أنا واثق في اختي وفي تربيتها وهند من يومها مندفعة ومتهورة.. بس مستحيل تغلط..
سلطان: والله فرحتني يا ناصر مدري شقول لك..اتمنى لو الكل يفكرون شراتك..
ناصر: لا تقول شي انا اللي بقول لك كل شي..وتراني ما اسوي هالشي عشانك انت بس.. أسويه عشان هند..
سلطان (وهو عاقد حياته): ناصر انته ناوي على شي؟
ناصر: نحن لازم نكشف لعبة هزاع.. لازم أرد السنة الناس عن اختي وعنك.. ونوهق هالخسيس النذل..
سلطان: اتمنى والله بس كيف..؟؟
ناصر: أنا اخبرك..
وابتسم ناصر ابتسامة خبيثة وهو يخبر سلطان بكل تفاصيل خطته..

-----------------------

في البحرين.. كانت هند تذبل .. وأملها بالاتصال بسلطان يقل يوم عن يوم.. صارت حبيسة غرفتها وحاولت ثريا وندى انهم يطلعونها من عزلتها بس ما قدروا.. حتى الأكل ما كانت تاكله..
ثريا: وبعدين يعني.. بطلي دلع ترى ما بقى عن الجامعة الا اسبوع.. ما ابيج تداومين وانتي صايرة هيكل عظمي..
هند: مالي نفس يا ثريا والله مالي نفس..
ثريا: وليش هالكآبة.. احنا قصرنا وياج في شي؟
هند: ثريا ..انتي تعرفين شو فيني.. انا ابا اكلم سلطان..
ثريا: انزين ما تعرفين أي احد يقدر يساعدج.. صديقة.. بنت عمج شما مثلا..
هند: وانا قادرة اوصل لشما.. رقم بيتهم تغير..
ثريا: انزين اطلبيه من امج.. كلمي امج ولو لمرة واطلبيه منها
هند ( بغرور): مستحيل.. الا امايه.. مستحيل اكلمها..
ثريا: انزين وحدة من صديقاتج؟
هند: صديقاتي؟ مممم...
وفجآة شهقت هند وقالت: مناية!!! بخلي منايه تتصل بيتنا وتاخذ رقم سلطان..
ثريا: من هي منايه هاذي..؟
ابتسمت هند وقالت: منى هاذي بنت عموتي المرحومة فاطمة.. ههههه .. كنت أكرهها يوم كنا يهال.. بس الحين والله تولهت عليها..
ثريا: ممكن تساعدج؟
هند: هى أكيد بتساعدني.. شو رايج ادق لها الحين؟
ثريا: أكيد .. روحي دقي لها..
اشرق ويه هند على طول وشلت السماعة ودقت على منى.. وبعد انتظار بسيط..
منايه: ألو ؟
هند: مرحبا
منايه: مرحبتين .. منو ويايه؟
هند: منايه انا هنادي..
شهقت منايه من الفرحة وقالت: هنادي فديت روحج.. وينج يالقاطعة من يوم العيد ما سمعت صوتج..
هند: هههههههه.. أحسن عشان تتولهين عليه..
منايه: هندوه الله ياخذ ابليسج من وين متصلة؟؟؟ هذا رقم وين؟
هند: انا في البحرين
منايه: سافرتي؟؟؟؟؟ متى؟؟ وليش ما خبرتيني.؟؟
هند: غناتي .. وايد اشيا استوت.. السالفة طويلة وانا متصلة اباج تساعديني..
منايه: عيوني لج هنادي انتي تامرين امر..
هند: تسلم لي عيونج حبيبتي..
منايه: شو صاير وشو اللي وداج البحرين؟
هند: بخبرج بكل شي.. والله ما راح تصدقين اللي استوى..
سمعت منايه بهدوء قصة هند واللي استوى وياها.. وما حست بأي نوع من الغيرة لما قالت لها انه سلطان يحبها.. كان حبها لسلطان حب مراهقة انتهى من سنوات.. ولو انها لين الحين ما لقت الانسان اللي يتفوق على سلطان بس في نفس الوقت بردت مشاعر الاعجاب اللي كانت تحملها له..وما بجى غير احساس مر لأنه هو اللي مل منها وتخلى عنها.. احساس خلاها تتجنب تتصل بيت خالها مانع عشان ما يشل سلطان التيلفون بالصدفة وتسمع صوته..

وعقب ما خلصت هند من حكايتها..

منايه: يا حبيبتي يا هند والله ما تستاهلين اللي استوالج.. تعذبتي وايد..
هند كانت تصيح: منايه ارجوج ساعديني .. انا محتاجة حد يوقف وياي في هالوقت..
منايه: انا وعدتج اني اساعدج هنادي ..وانا عند وعدي.. شو المطلوب مني؟
هند (بحماس): أباج تدقين حق سلطان وتعطينه رقميه.. بس
منايه (بارتباك): بس يا هند انتي تعرفين اني ما ارمس سلطان.. استحي ادق له..
هند: منايه عشاني الله يخليج..والله ما راح انسى لج وقفتج ويايه طول عمري..
منايه كانت بين نارين.. ودها تساعد بنت خالها وفي نفس الوقت ما تبا تكون هي اللي تبدا بالاتصال في سلطان.. من زمان ما سمعت صوته وتخاف اذا ردت تسمعه تكتئب او تحن لشي تعتقد في داخلها انها تخلصت منه.. وفي النهاية.. قررت تدوس على كرامتها ومشاعرها عشان هند وقالت: خلاص بس انتي تقولين انه الرقم تغير..
هند: هى بس ترومين تتصلين بيتنا وتاخذين الرقم..
منايه: أوكى .. باخذ الرقم وبعطيج اياه وانتي اتصلي به..
هند: لا لا .. انا اخاف اتصل على تيلفون الصالة.. الا اذا بتييبين لي رقم غرفته
منايه: لا هنادي اسمحيلي مستحيل اطلب رقم غرفته.. ما فيه يصدق سلطان عمره
في خاطرها قالت هند (والله انج متفيجة ) : اوكى غناتي عيل ما شي حل غير انج تتصلين على رقم الصالة وتجربين حظج.. يمكن يرد عليج هو
منايه: واذا ردت عليه أمه أو شما..
هند: ما اعرف .. ارمسي عادي بس اياني واياج تخبرينهم اني اتصلت واني انا اللي مطرشتنج..
منايه: خلاص غناتي..لا تحاتين.. انا الحين بتصل... وبرد عليج اوكى؟
هند (بارتياح): أوكى..

بندت منايه التيلفون وهي متظايجة.. للي استوى في هند مب شويه.. يحليلها ما تستاهل.. وليش هزاع بالقسوة والحقارة؟؟
وتنهدت وقالت: مع انه الكل واقف ضدها بس بعد الله ما ينسى عباده..
وشلت منايه السماعة واتصلت بيت خالها حمدان..
أم جمال كانت تنظف الصالة وسمعت التيلفون يرن.. وشلته
أم جمال: ألو؟
منايه: مرحبا.. انتي أكيد أم جمال
أم جمال: أيه صح أنا إم جمال.. مين معي؟
منايه: أفااااااااا.. بهالسرعة نسيتي صوتي؟
أم جمال: ما بعرف والله مش غريب علي الصوت بس ما بتذكر..
منايه: ههههههه.. أم جمال أنا منى..
أم جمال: منى مين؟
منايه: منى.. بنت سالم بن مطر..
أم جمال (بعد تفكير): ما بعرفك يا بنتي.. طب مش مهم.. مين بدك؟
انقهرت منها منايه.. وقالت: ما بدى حدا.. بدي رقم بيت خالي مانع..
شهقت أم جمال: منايه!!.. ولك تأبريني وينك.؟؟ ليه ما بتيجي لعندنا..
منايه (في خاطرها تقول أخيرا عرفتيني؟): ههههه.. مشغولة بالجامعة .. أم جمال.. عندج رقم بيت خالي مانع اليديد..
أم جمال: آه عندي.. سجلي عندك..
عطتها أم جمال الرقم وبندت منايه على طول.. وخذت نفس عميق قبل لا تتصل بيت خالها مانع اللي ما دقت لهم من زمان
رن التيلفون مرة.. مرتين .. ثلاث مرات.. وفكرت منايه (خلاص ماشي نصيب ببند).. بس قبل لا تبند.. ردت شما..
شما: ألو؟
منايه: السلام عليكم
شما: وعليكم السلام والرحمة.. معقولة؟؟ منايه صح؟
منايه:هههههه هي منايه..
وعقب السلام والسؤال عن الاخبار.. قالت منايه: شماني.. اريد اقول لج شي بس يتم بيني وبينج
شما: اكيد غناتي
منايه: وعديني
شما: من غير وعود .. تأكدي محد بيعرف..
منايه: مممممم...انا اعرف عن العفسة اللي مستويه عندكم في البيت..
شما (باستغراب): أي عفسة
منايه: اللي صار بين هند وسلطان
شما (قلبها انقبض): عرفتي؟
منايه: هى.. ما بتسأليني كيف عرفت؟
شما: كيف؟
منايه: هنادي دقت لي اليوم
انصدمت شما (وردت مشاعر الغيرة تطفو.. وقالت في داخلها.. اتصلت بمنايه؟؟وانا؟؟ ليش ما دقت لي؟): دقت لج؟؟
منايه: هنادي طلبت مني اتصل هني واكلم سلطان واعطيه رقمها في البحرين
شما: هند في البحرين؟
منايه: هى .. ليش انتي ما تعرفين؟
شما: (بارتباك) لا شو ما اعرف .. أكيد اعرف. .اصلا هنادي ما تخبي عني شي..
منايه: زين .. شما انا بطلب منج هالخدمة.. مع انه هند وصتني ما ارمس حد غير سلطان بس والله ما اروم .. سلطان كان شي مميز في حياتي وانتهى.. ما اروم ارد اسمع صوته وارمسه طبيعي.. انتي فاهمتني صح؟
شما: انا فاهمتنج يا منايه .. أكيد هالشي صعب عليج..
منايه: أنا بعطيج الرقم وانتي وصليه لسلطان..
شما: خلاص ما طلبتي..
عطها منايه الرقم وبندت وهي حاسة بارتياح..
واتصلت في هند اللي كانت ماسكة التيلفون بقوة في حظنهاو تترياه في أي لحظة يرن..وأول ما رن ردت عليه
منايه: ههههه بسم الله.. انزين خليه يرن ع الاقل..
هند: دخيلج خبريني شو سويتي..
منايه: لا تحاتين الرقم وصله..
هند: رمستيه..
سكتت منايه.. وخافت اذا قالت لها انها عطت الرقم لشما .. تزعل منها وقالت: هى رمسته.. وعطيته الرقم.. واستانس وايد يحليله..
هند: فدييييييييييييييته يا ربي.. والله وحشني موووووت
منايه (قبل لا تحس بالذنب وتعترف): انا ببند أكيد هو الحين يدق لج..
دمعت عيون هند من الوناسة وقالت: أوكى.. خلاص باي منايه وتسلمين والله ما قصرتي..
منايه: باي غناتي..
يلست هند تصيح من الفرحة .. أخيرا قدرت توصل لسلطان.. أخيرا!! .. وطالعت التيلفون وهي تقول: ليش ما ترن حرام عليك.. ترييته وايد واااااااايد.. ياللا رن والله ما فيه صبر..

في بيت مانع.. كانت شما يالسة وسماعة التيلفون بعدها في إيدها.. مشاعرها متظاربه في داخلها.. كانت مستانسة انها أخيرا اطمنت على هند.. بس هالاحساس كان ضئيل جدا الى جانب احساسها بالقهر من هند لأنها وثقت في منايه وحملتها مسئولية انها توصل رقمها لسلطان.. ليش ما طلبت منها تعطيه لشما.. ؟؟ ليش منايه بالذات عقب ما كانت عدوتها في الماضي .. صارت الحين توثق فيها أكثر عن شما؟؟
وبعدين شما ما صدقت انه سلطان بدا ينسى هند وطلع من عزلته.. مستحيل تخليه يرد يعاني مرة ثانية..
وشهقت شما وهي تفكر..: وشو بسوي اذا اقنعته هند يسير لها البحرين..؟؟ بتكبر السالفة وبتزيد المشاكل!! لا لا.. هالرقم لازم ما يوصل لسلطان.. هند بترد في يوم من الأيام.. مب لازم يتصل بها سلطان الحين..

وقفت شما وقصت الرقم اللي في إيدها.. وفرته في الزبالة.. وراحت المطبخ عشان تساعد امها وهي تحاول تتجاهل احساس الذنب اللي بدا يتصاعد في صدرها..

نهاية الحلقة الثالثة عشر

S._.alsuwaidi 05-10-2009 09:39 PM

الحلقة الرابعة عشر
الساعة 3 ونص فليل.. تقريبا كل حد راقد في بيت مانع بن ظاحي.. وشما من الساعة 12 تتجلب في فراشها.. تحاول ترقد بس مب قادرة.. الأفكار تاخذها وتوديها.. والصداع بيذبحها..
احساسها بالذنب كبير بس قد ما تقدر كانت تحاول تقنع نفسها انه اللي سوته كان لصالح الكل..
نزلت دمعة على خدها وهي تفكر بهند.. مع انها مقهورة منها بس بعد وااااااايد تولهت عليها.. اشتاقت لمزاجيتها ولسانها الطويل.. اشتاقت لضحكتها.. وصوتها.. بس في نفس الوقت كانت حاسة انه هند خانتها..
شما وهند كبروا ويا بعض مثل الخوات.. ليش ابتعدت عنها هند واستكثرت عليها تكون وياها في الوقت اللي كانت محتاجتنها فيه أكثر من أي شخص ثاني.. مع انه هند كانت أنانية أحيانا بس عمرها ما حاولت تبعد شما عنها.. كانت دايما تشاركها في كل صغيرة وكبيرة ف حياتها..
قامت شما تتيدد ويلست تقرى قرآن لين ما يأذن الفير عشان تصلي..

أذن الفير عقب نص ساعة وطلع سلطان عشان يروح يصلي في المسيد.. وهو نازل من الدري لمح أبوه يطلع من الباب.. وتريى شوي لين ما تأكد انه ابوه ابتعد وعقب طلع هو.. رغم انه داوم في الشركة وصار يقعد وياهم في الصالة .. بس لين الحين ما تصالح ويا أبوه.. وتنهد وهو يفكر انه فترة طويلة بتمر قبل لا يرد ابوه يوثق فيه مرة ثانية..

وصل سلطان المسيد وصلى وعقب ما خلصت الصلاة.. طلع.. وتفاجئ انه مانع كان واقف يترياه.. ويطالعه وعلى ويهه ابتسامة ..
تردد سلطان وتم واقف مكانه.. شو المفروض انه يسوي الحين؟ وابوه كان يبتسم له هو ولا سلطان يتهيئ له؟؟ .. وعقب تفكير.. تجدم سلطان واقترب من ابوه وباسه على خشمه وراسه.. ونزل عيونه وهو مب متأكد من ردة فعل ابوه.. أكيد بيطنشه وبيسير عنه.. بس انصدم من ردة فعل ابوه.. مانع ابتسم وحظن سلطان وقال له: بارك الله فيك يا ولدي..
ابتسم سلطان وحس بقلبه يدق بقوة.. ومشى ويا ابوه للبيت.. وابوه يحاول يسولف وياه عن أي شي عشان يكسر حاجز الصمت والتوتر اللي بينهم..
مانع: كل يوم قبل لا اظهر اصلي الفير أمر على هزاعوه الهرم عشان يطلع يصلي ويايه.. ومول ما اسمع له حس...
سلطان: تعرفه هزاع ابويه رقاده ثجيل..
ابتسم مانع وهو يطالع ولده.. ما يدري ليش حاس انه ظلمه .. ويوم وصلوا البيت يلسوا في الصالة يسولفون عن الشركة والشغل..

طلعت موزة من غرفتها عقب ما صلت الفير ووقفت مكانها من الصدمة وهي تشوف سلطان يسولف ويا ابوه ويضحك.. غمضت عيونها وردت بطلتها.. معقولة؟؟ وعلى طول ردت غرفتها وصكت الباب وراها ويلست تصيح من الفرحة وهي تحمد ربها وتدعيه انه يوفق سلطان ويحفظه.. ويرد الفرحة والضحكة لبيتها وبيت حمدان مثل ما كانوا قبل ..

-------------------

في الشركة، طلع هزاع من مكتبه بسرعة ونزل الطابق السادس عند راشد..
راشد كان يرمس في التيلفون ويوم شاف هزاع ابتسم وأشر له يترياه شوي .. وعقب ما بند..
راشد: هلا والله.. نور المكتب ولد عمي..
هزاع: منور باصحابه حبيب قلبي..
راشد: انزين هزاع دش في الموضوع..
هزاع (باستغراب): أي موضوع؟
راشد: هههه.. شو ما اعرفك انا؟ مستحيل تتعنى وتنزل لي المكتب الا اذا عندك مصلحة..
هزاع: هههههه.. أفا .. الحين انا استويت مصلحجي؟؟
راشد: وأكبر مصلحجي بعد.. ياللا خلصني.. شو عندك؟
هزاع: راشد.. أنا عندي لك صفقة بتخليني انا وياك نسبح في البيزات..
راشد (يبتسم): شو هالصفقة؟ وخبرت ابويه وعمي مانع؟
هزاع: لا . ليش أخبرهم.. يا راشد نحن مب صغار.. وعلى وشك انا نتزوج.. يعني لازم نأمن مستقبلنا..
راشد (بتوتر): مدري يا هزاع انا ما احب اخاطر وابويه مب مقصر ويايه.. بس بعد .. يمكن ادش وياك.. انزين خبرني شو هالصفقة؟
هزاع: اتفقت ويا مندوب شركة سيارات ألمانية.. ووعدني يسلمني عقب شهر.. مجموعة سيارات أول مرة تنزل في الخليج.. يعني نحن بنكون الموزعين الوحيدين في الخليج كله..
راشد: صفقة سيارات.؟؟؟ بس يا هزاع هاذي صفقة يبالها راس مال ضخم .. واللي عندي وعندك أي كلام..
هزاع (بابتسامة): لا تحاتي.. انته نسيت اني انا المسئول عن الشؤون المالية في الشركة.. يعني الخزنة عندي انا..
انصدم راشد: لا لا يا هزاع.. تباني اسرق ابويه؟؟ انته تخبلت..؟
هزاع: ومنو قال لك انه هاي سرقة.. نحن بنستلف المبلغ لا أكثر ولا أقل..
راشد: كم بتستلف.. مليون؟؟ مليونين؟؟ تتوقع انه ابويه وعمي ما راح يلاحظون؟
هزاع (بظيج واضح): انته ليش مب راضي تشغل مخك؟؟ ياخي الصفقة هاذي رابحة 100% .. يعني عقب شهرين أو ثلاثة بيرد المبلغ كامل للشركة ومحد بيلاحظ..
راشد (عقب تردد): انا بفكر بالموضوع.. وبرد عليك.. بس بصراحة ما أوعدك بأي شي..
هزاع: اسمع يا راشد انا اروم انفذ هالصفقة بروحي.. بس انته ولد عمي وتهمني مصلحتك.. وحبيت انك تشاركني..
وقف هزاع وطلع من المكتب وراشد يقول في خاطره.. تهمك مصلحتي ولا تدور لك حد تعق المسئولية عليه لو انكشف أمرك؟؟ والله انك مب هين يا هزاع..

في قسم العلاقات العامة.. كان سلطان يشتغل وعلى ويهه ابتسامة.. اليوم من بدايته حلو.. وابوه اليوم الصبح مر على مكتبه قبل لا يصعد الطابق التاسع.. يعني تقريبا علاقتهم ردت مثل قبل.. تقريبا..

رن التيلفون ورد سلطان من دون ما يطالع الرقم في الكاشف.. كانت شما متصلة..
شما: السلام عليكم..
سلطان: هلا والله وعليكم السلام والرحمة..
شما: سلطان.. أمايه تقول لك خاطرك في شي معين تسويلك اياه ع الغدا ؟
سلطان: لا فديتج .. قولي لها انه كل شي من ايدها حلو..
شما: أوكى غناتي .. ياللا بسير اخبرها..
سلطان: في أمان الله..

عقب ما بندت شما.. تذكر سلطان انه يباهم يسوون له فتوش .. ورد يتصل.. دق سلطان الأرقام .. وتفاجئ.. الرقم مقطوع.. رد يتصل مرة ثانية بس نفس الشي.. مقطوع.. وفجأة.. استوعب اللي صار.. واتصل على رقم غرفته.. مقطوع..

رد سلطان السماعة مكانها بقوة وطلع من المكتب بسرعة.. وهو يفكر .. معقولة ابوه غير ارقام البيت؟؟ وهند طول هالفترة كانت تتصل وتلاقي الرقم مقطوع.؟؟ آااااااه يا هند وانا اللي تحريتج نسيتيني وتخليتي عني.. طول هالفترة وانتي تحاولين توصلين لي وانا اللي مب حاس بالدنيا..

-------------------
طلع سلطان من الشركة وراح البيت على طول.. وفي باله فكرة وحدة يرددها كل ثانية عشان يقدر يستوعبها.. هند ما تخلت عنه.. هند بعدها تترياه.. !! أبوه أكيد غير الأرقام.. وهند حاولت تتصل فيه بس ما قدرت..

شما كانت يالسة في الصالة تطالع التلفزيون يوم دش سلطان ووقف جدامها ..
ابتسمت شما وقالت: سلطان؟ ليش راد من الدوام الحين.. الساعة بعدها..
قاطعها سلطان: أعرف الساعة كم مب لازم تخبريني..
شما (قلبها انقبض) .. وقالت في داخلها لايكون منايه دقت له؟
شما: سلطان بلاك؟
يلس سلطان حذالها وحط عينها في عينها..: متأكدة انج مب خاشة عني شي..؟؟
قامت شما ترتجف من الخوف الاحراج وقالت: لا.. ليش هالسؤال؟؟ شو بخش عنك يعني؟
سلطان: يعني .. وايد أشيا..
شما (بحدة): مثل شو.. ؟
سلطان (بعصبية): مثل انه ابويه غير أرقام بيتنا وانا اخر من يعلم..
تنهدت شما بارتياح ورد اللون لخدودها وقالت وهي تبتسم: وليش انته ما تعرف؟؟
سلطان: لا ما كنت أعرف.. شما ليش ما خبرتيني؟؟؟
شما: ما شفت انه شي ضروري عشان أخبرك.
سلطان: لا والله؟؟؟ مب شي ضروري... انتي تعرفين انه هند ممكن تتصل في أي لحظة وتلاقي الارقام مغيرة؟؟ شو بتقول عني؟؟
شما (ووقفت بعصبية): تقول اللي تبا تقوله.. سلطان انا ما صدقت انه ابويه رد وياك شرات قبل.. ألحين لازم تييب طاري هند؟
عصب سلطان ووقف وهو يسألها: وليش ما اييب طاريها؟؟ أعتقد انه انا وانتي متفقين انه السالفة كلها جذب من البداية ..
شما: انا ما قلت شي..
سلطان: امبلى قلتي.. شما ليش تغيرتي على هند.. ؟
سكتت شما.. مستحيل تقدر تفهم سلطان الا اذا خبرته عن سالفة منايه وهي مستحيل تسوي هالشي..
سلطان: شماني هند كانت وبتم اختج .. مهما صار المفروض ما تتغيرين عليها..
تأثرت شما بكلامه وقالت: هند أكثر من مجرد اخت.. هند توأم روحي.. بس هي قررت انها تتخلى عني وانا ما يرضيني اللي سوته..
سلطان: ومتى تخلت هند عنج؟ شماني اللي صار كان مب بإيدها.. انا متأكد انه لو ارقام بيتنا تمت على حالها .. كانت هند بتدق لج... ومتأكد انها وين ما كانت .. أكيد تشتاق لج..
دمعت عين شما.. وحظنها سلطان وهو يتوقع انها تصيح لأنها اقتنعت بكلامه.. بس في داخل شما كانت كتلة من الحزن والذنب.. كان خاطرها تخبره عن مكان هند.. خاطرها نقول اتصل بمنايه وخذ رقم هند عنها.. تبا تنهي عذابه وحيرته بأي طريقة..بس كل ما حاولت تبطل حلجها.. تفكر بأمها.. وتيود عمرها.. بسهم من العذاب والدموع.. الحياة لازم تستمر.. مع .. أو من دون هند..

البحرين:

اليوم السبت .. أول يوم لهند في جامعة البحرين.. الاسبوع اللي طاف راحت هند ويا ثريا الكلية اللي في مدينة حمد وسجلت أربع مواد هالكورس.. ومع انه هند كانت متظايجة وهي ياية الجامعة ، لأنها تكره الدراسة.. بس أول ما دشت مبنى الجامعة اللي في مدينة عيسى.. ابتسمت غصبن عنها..
كانت الكلية مثل خلية النحل.. مجموعة شلل .. كل شلة واقفة بروحها ويسولفون.. النشاط اللي فيهم كان منعش وحلو..طبعا الجامعة مختلطة وهالشي يديد على هند .. وتمنت في هاللحظة لو كانت شما وياها.. تشاركها هالتجربة اليديده عليها.. وتسولف وياها وتنهي وحدتها..
ما تعودت هند تروح أي مكان من دون شما اللي كانت أكثر من اخت بالنسبة لها.. ورغم انها كانت متولهة عليها من قبل.. بس الحين حست بشوق غريب لها.. وبوحدة فظيعة وهي تمشي بروحها.. تدور مبنى 11 اللي محاظرتها بتكون فيه.. الجامعة وايد عودة وين بتحصل هالمبنى؟؟

لفت هند المباني كلها وعقب ما يأست انها تلاقي المبنى.. سألت وحدة من البنات اللي شافتهم في طريجها ودلتها عليه..
دشت هند القاعة اللي بتدرس فيها ويلست ورا.. لأنها أول ما دشت.. كلهم اطالعوها.. واستحت وايد..
دش الدكتور وبدا يتكلم.. ودشت وراه وحدة أول ما شافتها هند بطلت حلجها من الصدمة.. كانت البنية قمة في الجمال والأناقة.. لابسة بودي أبيض وتنورة جينز.. وشعرها أحمر وناعم ..وهند كانت في خاطرها تقول.. هاذي عادي تطلع جذي من دون شيلة وعباه؟؟ .. اطالعت البنية الأماكن الفاضية وعقب تفكير يلست حذال هند..

ابتسمت لها هند .. بس يوم بدا الدكتور يشرح، غرقت هند في أفكارها الخاصة.. كانت تفكر بسلطان اللي تخلى عنها وما فكر يتصل فيها.. هند كانت تقدر تتصل بمنايه وتاخذ الرقم منها. .بس كرامتها ما تسمح لها تسوي هالشي.. اذا سلطان ما يباها.. مستحيل تفرض عمرها عليه.. يمكن سلطان عقب ما فكر عدل اتخذ قراره .. وفكر بمصلحة الكل.. طول عمره وهو مخلص لأهله وابوه بالذات.. ابتسمت هند باستخفاف وهي تقول في خاطرها: انتي غبية.. المفروض كنتي تعرفين انه سلطان مستحيل يفضلج على أهله..
وشما.. تولهت عليها وايد.. بس بعد ما اروم ادق لها.. مالي ويه اجابلها .. أنا سافرت ولا ودعتها حتى..

في هاللحظة.. حطت البنية الحلوة ورقة على درج هند.. قرت هند المكتوب في الورقة: صباح الخير.. شو اسمج؟
ابتسمت هند وكتبت: صباح النور.. أنا هند وانتي؟
خذت البنية الورقة وقرت المكتوب وردت عليها : انا مريم.. سعودية .. انتي امارتية صح؟
خذت هند الورقة وقرتها واستغربت.. وكتبت: كيف عرفتي اني اماراتيه؟
قرت مريم الورقة وابتسمت واطالعت هند وقالت: سيماهم على وجوههم..
ابتسمت هند وتريت بفارغ الصبر لين خلصت المحاظرة عشان تروم ترمس وياها على راحتها..

طلعو اثنيناتهم من القاعة ويلسوا في الكافتيريا اللي في مبنى 11..
مريم: انتي مستجدة ؟
هند: هى وانتي؟
مريم: أنا سنة ثانية .. بس رسبت في هالمادة ولازم اعيدها..
هند: أها..
سكتت هند والتهت بالدونت اللي في إيدها.. كانت مستحية من مريم.. واستغربت من عمرها.. كانت تتعرف على بنات وايد في المدرسة وطول عمرها وهي جريئة.. ليش الحين مستحية من مريم..
مريم: ههههه.. هند لا يكون تستحين مني..؟
هند: لا بس.. ما اعرف شو اقول لج.. توني متعرفة عليج وانا مب متعودة على هالمواقف..
مريم: بس شكلج اجتماعية وايد..
هند: كنت..
مريم: لا؟ وشو اللي غير هالطبع اللي فيج؟
هند: وثقت بناس ما يستاهلون ثقتي..
مريم: كلنا وثقنا .. وكلنا انخدعنا.. بس المفروض تتعلمين.. انه مهما صار اتمين قوية..
هند: ومنو قال لج اني مب قويه.. انتي بعدج ما عرفتيني عدل..
مريم (تبتسم): بس ناويه اعرفج.. اذا ما عندج مانع طبعا..
هند: هههه.. أكيد ما عندي مانع.. أنا ما صدقت أحصل لي حد أرمسه هني..
مريم: أنا بعرفج على كل حد هني.. كلهم يعرفوني..
هند: ماشالله عليج.. مع انج بعدج ثاني سنة..
مريم: إي أدري بس في سبب.. تدرين الحفلات ممنوعة هني في الكلية.. وأنا اصريت أسوي حفلة عيد ميلادي في الكافتيريا السنة اللي طافت.. عشان جذي انشهرت لأني تمشكلت ويا إدارة الجامعة وويا السفارة بسبب هالحفلة..
ابتسمت هند.. مريم هاذي شكلها مب هينة..
اطالعت مريم ساعتها وقالت .. : ألحين بتبدا المحاظرة.. أنا عندي في مبنى 15 وانتي؟
شيكت هند جدولها وقالت: مبنى 36 بس ما اعرف وينه..
مريم: تعالي أنا بدلج.. عقب ما تخلصين من المحاظرة انتظريني في الكافتيريا اللي عند قاعة التسجيل..
هند: أي وحدة .. شو اسمها؟؟
مريم: مالها اسم.. المهم هي الكافتيريا المختلطة الوحيدة في الكلية... لونها أخضر..
هند (بارتباك): وليش ما اترياج في كافتيريا البنات..
مريم: لا.. ملل.. ما احب اروحها.. انتظريني هناك محد بياكلج..
هند: أوكى خلاص.. ياللا تعالي وصليني مبنى 36..
طلعت هند ومريم من مبنى 11ومشوا لمبنى 36.. وطول محاظرة الساعة 10 وهند تفكر بمريم اللي يت من نفسها وتعرفت عليها.. وابتسمت وهي تفكر انه حظها اليوم حلو..
الممزر:

سعاد كانت في المطبخ ويا أم جمال.. يزهبون الغدا..
أم جمال: سعاد يا بنتي ما اتصلتي بهند؟
سعاد: اتصلت.. بس ما رضت تكلمني.. كالعادة
أم جمال: طب خليني أنا اتصل فيها .. يمكن ترضى تكلمني أنا
اطالعتها سعاد بنظرة حادة خلت أم جمال تتمنى لو صكت حلجها وما تكلمت..
سعاد: هند حقودة لأبعد الحدود.. لين متى بتم معصبة؟؟ مر شهر ونص على سفرها وبعدها مب راضية تكلمني..
أم جمال: وليش ما تسافري البحرين.. تطمني عليها .. وبعدين ما راح تهوني عليها هناك.. أكيد بتحاكيكي..
سعاد (بعد تفكير): بكلم حمدان.. مع انه هند ما تستاهل.. عقب كل اللي سويناه لها اياه.... شوفي كيف تعاملنا..
سكتت أم جمال .. شو بترد عليها.؟؟

سلطان ما رد الدوام.. ويلس في الصالة ويا شما.. بس أفكاره كانت ويا هند.. يا ترى وين ديارج الحين يا هند؟؟
وفجأة تذكر أم جمال.. أكيد أم جمال تعرف مكان هند.. تمنى لو يروح ويسألها الحين عن مكانها.. بس هي ألحين اكيد في المطبخ ويا هالظبعة سعاد,, بيتريى لين عقب وبيسألها..
من جهة ثانية كان هزاع شاغل تفكيره.. هزاع كان يتجنبه قد ما يقدر.. وسلطان غصبن عنه .. كان يحس بالشفقة عليه.. هزاع انسان مريض.. يستاهل الشفقة..

فجأة انتبه سلطان على صوت شما وهي تصيح وانصدم منها..
سلطان: شماني غناتي بلاج؟
شما: ماشي سلطان..
وقامت وراحت فوق وسلطان مستغرب..شو بلاها هاذي؟؟ ليكون زعلت مني؟؟

----------------

في الكافتيريا.. يلست هند تتريا مريم.. وكانت بتموت من المستحى.. الكفتيريا وايد زحمة .. وكل طاولة عليها شلة والحشرة فظيعة.. وهند هي الوحيدة اللي يالسة بروحها.. أول ما دشت كلهم اطالعوها.. كأنهم يقيمونها.. أو يمكن لاحظوا انها اماراتية؟؟ يلست هند على الطاولة اللي في الكورنر.. والطاولة اللي حذالها كانوا عليها اثنين مهابيل.. أول ما شافتهم هند لاعت جبدها.. واحد منهم كان دبدوب ولابس بودي ظيج وبنطلون عنابي.. والثاني لابس كندورة وظعيف وعيونه طالعة لبرى.. هند في البدايه اتحرته منصدم .. كانت ملامحه كأنه مندهش من شي.. بس عقب اقتنعت انه هاذي ملامح ويهه الطبيعية وقالت في خاطرها (عافانا الله شو هالاشكال)..

حست هند انه الدبدوب يطالعها واطالعته بطرف عينها وانقهرت يوم شافته ياكل وعيونه عليها.. أما الظعيف فكان بياكلها بعيونه.. حست هند بخدودها تحترق بسبب وقاحتهم..مول ما كانت متعوده على هالمواقف لأنها نادرا ما كانت تطلع من البيت..
الدبدوب: آاااه يا لافي.. قلبي يا لافي..
لافي (الضعيف): شو بلاه قلبك يا بعد قلبي؟
الدبدوب: ما تشوف الظبي اللي قاعد قدامك ولا انعميت؟
لافي: أشوفه بس يا ريت يحن ويعطينا نظرة.. بس نظرة..
انقهرت هند وحاولت تيود عمرها بس ما قدرت تقاوم انها تطالعهم بنظرة حاده.. بس للأسف بدل لا توقفهم عند حدهم ازدادوا وقاحة..
الدبدوب: أي يا قلبي .. بذمتك يا لافي .. شفت احلى من هالعيون؟

في هاللحظة يت مريم وقالت وهي حاطة ايدها على خصرها: بندر!!! ممكن تجلب ويهك؟
انقهر بندر وابتسم من دون نفس وقال: مريم؟؟ انتي تعرفينها؟
مريم: إي أعرفها.. هاذي صديقتي.. ممكن تجلب ويهك ولا مو ممكن؟
بندر: ممكن.. ممكن.. خلاص سامحينا..
مريم (بأرف): بحاول..
يلست مريم ويا هند وهي تبتسم.. بس هند كانت معصبة..
هند: تأخرتي وايد.. وهالوقح ما سكت من يوم يلست..
مريم: ههههههه.. ما عليج منه.. هذا بندر.. معروف بسخافته هني محد يسوي له سالفة هو ورفيجه...
هند: صج سخيف..
مريم: تخيلي محاظراته تبدا الساعة 2 الظهر .. بس هو أول واحد يجي الجامعة من الساعة سبع وهو هني.. ما يقدر يفوت على روحه..
هند: يفوت شو؟
مريم: شو بعد..؟ يبي يبصبص على كيفه..
هند: استغفر الله والله انه واحد فاظي..
مريم: ما عليج منه.. الا انتي وين ساكنة في السكن؟
هند: لا .. أنا ساكنة في الرفاع ويا خالوتي..
مريم: أها .. أحسن... خالتك هاذي متشدده ولا فري؟
فكرت هند: لا عادي وايد حبوبة..
مريم: يعني اذا مريت عليك اليوم عشان نروح السينما .. عادي بتروحين؟
ابتسمت هند وقالت: لا يا مريم ما اقدر
مريم: ليش؟
هند: مب متعودة اطلع بروحي..
مريم: خلاص تعودي انتي مو صغيرة..
هند: لا .. ما عليه خليها مرة ثانية
مريم: الظاهر انك مو واثقة فيني
هند: لا والله يا مريم انتي فهمتيني غلط.. انا
مريم: انتي شو؟ اذا ما رضيتي بزعل..
هند: بس خالوتي يمكن ما ترضى..
مريم: أنا بكلمها..
ابتسمت هند غصبن عنها وهي تقول في خاطرها.. شو هالورطة؟ ما ابا اطلع وياها.. الحين شو بيفكني منها هاذي؟

---------------------

الممزر:

الساعة 2 الظهر، كان سلطان في البلكونة يراقب بيت عمه حمدان وشما واقفة وياه وهي كارهه عمرها.. وأول ما شاف أم جمال طالعة ويا تينا ورايحين صوب الملحق.. قال حق شما: ألحين ياللا ناديها..
شما (بظيج): لا ما با.. تخيل أبويه سمعني بيذبحني..
سلطان: أبويه راقد.. شماني الله يخليج ناديها..
شما: مابا..
سلطان: والله يا شما.. إذا..
شما: خلاص خلاص.. (ونادت): أم جمال..
سلطان: بس؟؟ هذا اللي قدرتي عليه؟؟ أقول لج ناديها بأعلى صوتج..
شما: أف !! مابا.. أستحي أصرخ..
سلطان: وشو الحل الحين..
شما: ماشي حل.. واذا حد سمعني اناديها؟؟ اكيد بيعرفون انك انته اللي مطرشني..
سلطان: مممم.. انزين اتصلي بيتهم واطلبيها..
شما: انته تخبلت؟ واذا رد عليه راشد ولا ناصر.. ؟
سلطان: شما ابا اكلمها..
شما (كسر خاطرها سلطان): بطرش كوماري تناديها
استانس سلطان وحظنها وقال: انا بترياها في الحديقة.. لا تبطين شماني..
شما: أوكى حبيبي..
وراحت شما تنادي كوماري وهي بتموت من الظيج.. يعني لازم سلطان يكلم أم جمال... ودعت من خاطرها انه ام جمال ما تعرف مكان هند ورقمها.. حرام ترد المشاكل لبيتهم .. حرام

----------------

نهاية الحلقة الرابعة عشر

S._.alsuwaidi 05-10-2009 09:40 PM

الحلقة الخامسة عشر
على ألحان اغنية عبادي الجوهر "نساي" اللي حاطينها في الإف إم ، كانت هند تسبح في عالم من الذكريات الحزينة وتفكر بسلطان اللي نساها أكيد .. ومب منتبهة للدريول محيي الدين اللي من يوم طلعت من الجامعة وهو يالس يهذرب بروحه.. انتقلت أفكارها من سلطان لشما وامها وابوها.. ويلست تتخيلهم ألحين يتغدون.. وعقب الغدا بيسوون شاي وقهوة.. وأم جمال بتحط لهم الكيك .. راشد وناصر بيتمون في الصالة يلعبون ورقة للعصر وبيخلصون الكيك كله.. وأمها وابوها بيسيرون غرفتهم يرقدون.. وتمنت في هاللحظة لو كانت وياهم..

انسابت كلمات الأغنية ف إذنها .. وهي تحس بكل كلمة تحرقها أكثر وأكثر.. كلمات الاغنية كانت تذكرها بواقع أليم.. سلطان نساها.. خلاص نساها..

نساي ... و انت الهـوى بالنسبـه لـي و المـاي
اســمــع أنــــا صــوتــك و لا تـسـمــع نـــــداي
اشهق أنا باسمك ... و اشتاق له و انت معاي
بـكــل حـالاتــك أبـيــك .. بـكــل زلاتـــك أبــيــك
حـبـيــبــي انــــــت ... و الا الـــعـــذاب إنــــــت
و الا الــــــــــــفــــــــــــرح انـــــــــــــــــــــــــت
مــــــــــــــــــــــدري وش أســـــــمــــــــيــــــــك
نـــــــــــــــــــــــــــــــــســـــــــــــــ ــــــــــــــــــايii
تــغـــيـــب و الـــدنـــيـــا مــــعـــــاك تـــغـــيـــب
تــقـــطـــع خــــيــــوط الـــشـــمـــس عــــنـــــي
و يــــصـــــبـــــح الــــعـــــالـــــم كــــئـــــيـــــب
و أصــبـــحـــت أنــــــــا لــــوحــــدي عــــلــــى
أرضــــــــــــــــــــــــــك غـــــــــــــريــــــــــــــب

تأففت هند ومسحت دمعة نزلت على خدها .. وقالت بصوت عالي: بس عاد .. لى متى بتم أصيح وابكي على ذكراه.. أنا بعد يحق لي استانس مثل ما هو مستانس في حياته..!!
انتبهت هند انه محيي الدين يطالعها من جامة السيارة وضحكت وقالت له: طنش محيي الدين .. لا تحاتي .. ماما هند مافي مجنون.. هههههه ..

ابتسمت هند وهي تطالع الشوارع وفكرت بأبوها. فديته لين الحين يدق لها وهي ما ترضى ترمسه.. الحين يوم بترد البيت بتدق له.. لأنها صج تولهت عليه من الخاطر.. بس تبا تسمع صوته.. كلمة من شفاته كافيه عشان ترد لها روحها.. بتتصل وبتدلع عليه.. من زمان ما رفعت ضغط امها وخلتها تغار..

وصلت هند البيت الساعة وحدة الظهر.. يعني الساعة ثنتين بتوقيت الامارات.. وشافت ندى ونادية يالسات بروحهن في الصالة.. ويلست وياهن بشيلتها وعباتها..
ندى: ها بشري.. شو أول يوم في الجامعة؟
هند: لا تتخبرين تلعوزت من الخاطر..
نادية: تعرفتي على احد؟
ابتسمت هند : هى .. تعرفت..
نادية: بنت ولا ولد؟
هند: ههههههه.. لا تحلمين اتعرف على واحد من الشباب.. ولا حتى بروح صوبهم..
ندى: وليش يعني؟ تراهم زملائج
هند (باقتناع) : لا .. انا ما تربيت على جذي..
نادية: أنا بعد أقول جذي بس ندى تبي تروح الجامعة عشان ترابعهم.. وتقول انه بيصير عندها في السنة الأولى أربعة best friends شباب
شهقت ندى واطالعت نادية بنظرة حادة: انتي ما تعرفين تصكين هالحلج.. زين يا ناديوه..اللي يخبرج بأسراره مرة ثانية..
هند: ههههههههه.. بلاكم احتشرتوا.. ما تبوني اخبركم تعرفت على منو؟
ندى (بفضول) : إي والله .. تعرفتي على منو؟
هند: تعرفت على وحدة سعودية.. اسمها مريم..
نادية: مريم؟ حلوة؟
هند: إلا حلوة؟ تخبّل.. جنها ممثلة..
ندى: اعزميها هني نبي نشوفها..
هند: ما يحتاي اعزمها.. هي عزمت عمرها..
نادية: بذمتج؟؟
هند: هى والله.. اليوم اونه بتمر عليه عشان نروح السينما..
ندى: أي سينما؟ امي مستحيل ترضى..
هند: تبين الصدق انا اتمنى انها ما توافق.. بصراحة توني متعرفه عليها وما عرفت اطباعها عدل..
نادية: وشو المحاظرات..؟ فهمتي شي؟
هند: لا طبعا انا من متى انتبه.. ؟ انا حتى كراس وقلم مب شارية.. سايرة الكلية ما عندي غير البطاقة والجدول بس..
ضحكت نادية وقامت هند تتصل بيتهم..

في بيت حمدان بن ظاحي.. كانت الساعة ثنتين وكلهم يالسين يتغدون ..
سعاد: حمدان ذكرني أباك في موضوع مهم..
حمدان: ما يستوي تقولين الحين؟
سعاد: لا .. عقب بخبرك..
كانت سعاد مقررة خلاص انها تسافر البحرين تشوف بنتها اللي لين الحين مب راضية ترمسها.. وتمنت يوافق حمدان.. لأنها بعد من زمان ما سافرت..
سكت حمدان وعقب دقيقة تذكر شي والتفت على راشد ..
حمدان: راشد يا ولدي .. عمك محمد رد علي بموضوع عفرا والبنية وافقت..
راشد: أبويه الله يخليك أجل هالموضوع.. أنا ما ابا اعرس الحين..
حمدان: ليش يا راشد انا يوم رمست محمد .. رمسته لأني متأكد انك تبا البنية ومستعيل ع العرس..
راشد: أبويه فديتك مب الحين .. مالي نفس..
حمدان (بعصبية): شو مالك نفس ؟ هذا عرس مب لعبة..
راشد: بصراحة أبويه انا افكر اخطب أو أرمس في هالموضوع حتى الا لما ترد اختي البيت..
وقام راشد وطلع من غرفة الطعام.. ناصر نزل راسه وحاول بصعوبة يبلع اللقمة اللي ف حلجه.. مجرد ذكر اخته عور له قلبه.. وخلاه يتشجع اكثر انه ينفذ الخطة اللي اتفق عليها ويا سلطان..

يوم دش راشد الصالة سمع التيلفون يرن وشل السماعة ..
راشد: ألو؟؟؟
.....: ..................
راشد: ألو؟؟؟؟؟

على الطرف الثاني كانت هند.. أول ما سمعت صوت أخوها ما رامت ترمس.. كانت واقفة وقعدت.. وعلى طول نزلت دموعها وهي تسمعه يردد كلمة وحدة.. ألو؟؟ .. حاولت تتكلم.. بغت صوتها يطلع بس كانت مب قادرة.. دموعها والغصة اللي حست بها كانت قوية وايد.. وانفجرت دموعها وهي تسمع التيلفون يتبند في ويهها..

بند راشد التيلفون وهو متظايج وقال في خاطره .. صج ناس فاظية.. الحين هذا وقته يدقون ويستهبلون..؟ ويوم يا بيركب الدري رن التيلفون مرة ثانية.. فكر راشد يطنشه .. بس عقب غير رايه.. هو معصب ويبا يطلع حرته في حد .. واللي متصل الحين يستاهل اللي بييه.. شل السماعة وقال بنبرة حادة: ألو؟؟؟؟
تنفست هند وبصعوبة قالت: را... شد؟؟؟
سكت راشد يوم سمع صوت اخته...ما عرف يبتسم ولا يصيح.. ويلس وغمض عينه وهو يحمد ربه انه قدر يسمع صوتها مرة ثانية..
هند: راشد؟؟
راشد: عيون راشد وعمره ودنيته كلها..
ضحكت هند ودموعها تنزل وقالت: شحالك حبيبي ؟ تولهت علي؟
راشد (يبتسم): يمكن..
هند: أفا.. يمكن؟
راشد: هنادي لي متى بتمين هناك.. تعالي والله محد يتجرأ يقول لج شي.. تبيني ايي اخذج؟
ضغطت هند على عمرها.. كان خاطرها تقول له هى تعال الحين ردني البيت.. بس اشيا وايدة كانت تمنعها.. كرامتها.. حبها الفاشل لسلطان.. شكوك عمها ومرته..
هند: لا انا خلاص بديت اداوم في الجامعة..
راشد: هنادي من متى الدراسة تهمج.. فديت روحج والله لو تبين اليوم بييج على طيارة الساعة 6.. انتي بس اطلبي..
هند: لا يا راشد.. مابا ارد..
استغرب راشد: ليش يا هند؟ انتي رحتى غصبن عنج .. شو اللي ياج؟ عشان سلطان.؟ هالنذل ما راح يقترب منا مرة ثانية لا تحاتين..
هند: لا تقول عنه نذل يا راشد.. هزاع جذاب.. ليش كلكم مصدقينه؟؟
راشد: خلاص يا هند .. هذا شي انتهينا منه..
هند: لا ما انتهينا.. انته بتصدق منو.. انا ولا ولد عمك؟
سكت راشد .. وحس بظيج كبير وقال: هنادي ازقر لج ابويه؟
هند: لا يا بوسنيدة.. خلاص سديت نفسي .. مابا ارمس حد..
بندت هند التيلفون وهي مقهورة وراحت غرفتها ويلست على الشبرية وهي مب مصدقة انه راشد اللي طول عمره واقف وياها.. طلع مصدق هزاع.. !!

يوم بندت هند في ويه راشد.. كره عمره من الخاطر.. ويلس يفكر.. ويقول في خاطره.. ليش مب قادر أوثق فيها؟؟ ليش ما تكون هي الصادقة وهزاع الجذاب؟؟ انزين على الاقل لو جاملتها.. فديتها متصلة تبا ترمسهم وانا خربت لها مزاجها..
تنهد راشد ووقف عشان يخبرهم انه هند اتصلت وقبل لا يدش غرفة الطعام.. شاف كوماري خدامة بيت عمه مانع داشة الصالة.. وراحت صوب المطبخ..
طنشها راشد ودش غرفة الطعام.. وشاف امه مطنجرة..
سعاد: شو؟ غيرت رايك؟؟ ولا يعت ورديت تكمل غداك.؟
راشد: ابويه.. امايه.. هنادي اتصلت..
شهقت سعاد ووقف ابوه واقترب منه..
حمدان: متى اتصلت وشو قالت؟ هي بعدها ع الخط؟؟؟
راشد (بإحراج): لا ابويه بندت خلاص وسلمت عليكم.. كانت مشغولة..
حمدان: ليش ما زقرتنا فديتك.؟ نبا نطمن عليها..
راشد: ابويه كانت مستعيلة..
سعاد: بروح ادق لها..
طلعت سعاد من الغرفة وقبل لا يطلع راشد قال له حمدان: راشد ..
راشد: لبيه..
حمدان: ما اباك تشيل هم أي شي.. انا برمس عمك محمد وبخبره انا بنأجل موضوع الخطوبة شوي..
ابتسم راشد بارتياح وقال: ما تقصر يابو راشد..
وطلع وراح غرفته وهو مستانس.. بس أول ما رد يفكر بهند تظايج.. لو كان ظالمنها صج.. عمره ما راح يسامح نفسه.. ولا بيسامح هزاع..وقال في خاطره.. آااخ يا هزاع.. بس اعرف انه لك يد في اللي صار.. صدقني موتك بيكون على ايدي انا..
دورت كوماري على أم جمال في البيت بكبره.. وآخر شي لقتها في المطبخ وقالت لها: ماما شما يريد..
أم جمال: وينا شما.؟؟
كوماري: داخل بيت..
أم جمال: خلاص بس خلص اللي في إيدي وراح أجي لعندها..
كوماري: ماما شما خبر انته روح ورى داخل حديقة..
أم جمال: خلاص يا بنت الناس قلنالك جايين...
روحت كوماري وخلصت أم جمال شغلها ويا تينا بسرعة وطلعت.. وفي الصالة شافت سعاد يالسة تتصل وخافت تسألها وين رايحة.. بس سعاد كانت مشغولة وما انتبهت انه ام جمال مرت جدامها وطلعت من الباب..

طلعت أم جمال من البيت بسرعة ودشت بيت مانع.. ويلست تتلفت حواليها يمكن تشوف شما.. وكملت دربها لين وصلت الحديقة.. وشهقت يوم شافت شما يالسة ويا سلطان.. وبغت ترد البيت بس سلطان زقرها..
سلطان: أم جمال وين رايحة.؟؟
أم جمال: ها؟ لا .. نسيت انه ام راشد بدها اياني هلأ..
سلطان: شو هالمنكر بعد.؟ تعالي نباج ظروري..
شما: أفا يا أم جمال.. تشردين عنا؟
اقتربت ام جمال منهم ويلست وياهم على الكراسي..
أم جمال: كيفك يا سلطان يا حبيبي.. صار لي زمان ما شفتك..
سلطان: والله انتي اللي ما تسألين عني.. تدرين اني مستحيل أيي عندكم..
سكتت أم جمال وتكلمت شما: أم جمال نحن نباج تساعدينا..
أم جمال: أنا ساعدكم؟؟ كيف بقدر ساعدكم؟؟
سلطان: أم جمال خبرينا .. وين هنادي؟
سكتت أم جمال .. وبان عليها انها متوترة..
سلطان: لا تحاولين تخبين .. أنا متأكد انج تعرفين مكانها
وقفت أم جمال وقالت: حرام عليك يا ابني تقطع رزقي.. لو ام راشد عرفت اني جلست هون وحاكيتك .. راح ترجعني لبنان على طول..
سلطان: أم جمال.. هند بنتج.. يرضيج تتعذب؟؟
أم جمال: ومين قال لك انها تتعذب.. هند عايشة احسن عيشة..
سلطان: وين؟
أم جمال: ما بقدر خبرك... انته ما بتفهم؟؟
سلطان: أم جمال اترجاج الله يخليج خبريني مكانها.. صدقيني ما بسوي أي شي.. بس أبا اعرف مكانها..
اطالعته ام جمال بحيرة ولفت ويهها عنه وراحت..
مشى سلطان وراها وهو يحاول فيها وحمدت شما ربها انه أم جمال ما رضت تخبره بمكان هند.. شما متأكدة انه أم جمال خاطرها تخبره.. بس بصراحة سعاد تخوف.. ومجرد التفكير بردة فعلها اذا درت تخلي شما ترتجف من الخوف..

اتصلت سعاد البحرين وشلت ندى التيلفون..
ندى: ألو؟؟
سعاد: وين هند؟
ندى: منو انتي؟؟ وما تعرفين تسلمين؟؟
سعاد: أقول لج عطيني هند..
ندى: بسم الله.. بلعتيني.. شوي شوي علي..
نزلت ندى السماعة ونادت على هند.. ويوم ما ردت عليها راحت لها الغرفة..
ندى: هنادي تيلفون حقج ..
هند: مابا ارمس حد ندى قولي لهم اني راقدة..
ندى: وما بتشوفين منو ع التيلفون..
هند: منو بيكون يا حظي؟ أكيد مريم اللي متعرفة عليها.. وانا مالي نفس ارمسها.. أو امايه وبعد مالي نفس ارمسها..
ندى: خلاص على راحتج..
راحت ندى للتيلفون وشلت السماعة..
ندى: هنادي نايمة..
سعاد: انتي بنت ثريا؟؟
ندى: إي وانتي منو؟؟
سعاد: أنا ام راشد..
ندى: يعني منو؟
سعاد: أففف.. امج وين..
ندى: أمي بعد نايمة..
سعاد: لا تجذبين..
عصبت ندى: اسمعي انا مب جذابة... وانا ما ببند التيلفون في ويهج.. بس بنزل السماعة.. وانتي متى ما مليتي بندى أوكى؟؟
نزلت ندى السماعة وراحت تكمل المسلسل ويا نادية.. وسعاد بعدها ع الخط محتشرة.. بس محد يسمعها..

في الطابق الأول من بيت مانع.. وفي الغرفة قبل الاخيرة في الممر.. كان هزاع يالس ومركز كل تفكيره على الورقة اللي في إيده.. يحاول قد ما يقدر انه يضبط توقيع أبوه.. وعقب عدة محاولات.. ابتسم لنفسه بفخر وهو يشوف جدامه صورة طبق الاصل من التوقيع المعتمد في البنك..
عقب صلاة المغرب.. تلبست هند ويلست في الصالة تتريى مريم اللي قالت بتمر عليها الساعة سبع.. تنهدت هند وتمنت لو رفضت ثريا.. بس يوم سارت لها هند عشان تخبرها انها تعرفت على مريم وبتطلع وياها اليوم.. طارت ثريا من الفرحة وقالت لهند انها بتسوي أي شي عشان تطلعها من الجو الكئيب اللي عايشتنه..

الساعة سبع وعشر وصلت مريم، وأول ما طلعت هند في الحوي سمعت صوت حد يصفر.. ويوم اطالعت فوق شافت ندى في البلكونة..
هند: ههههههه.. انتي اللي تصفرين يالشيطانة؟
ندى: والله لو شفتي اللي شفته .. حتى انتي بتصفرين..
اطالعتها هند باستغراب ويوم طلعت فهمت قصد ندى.. سيارة مريم كانت تجنن.. رنج آخر موديل.. ولونها أسود.. وصوت الاغاني ينسمع بوضوح..

ركبت هند وياها وسلمت عليها.. ووطت على صوت الاغاني..
مريم: هنووده أنا غيرت رايي بنروح العدلية نتعشى..
هند: بس أنا قلت لخالوتي اني بروح السينما..
مريم: الفلم اللي حاطينه اليوم مب شي.. بنروح مطعم يجنن في العدلية صدقيني ما راح تندمين..
ابتسمت هند بارتباك: خلاص .. اللي تشوفينه..
تحركت مريم وراحوا العدلية.. كانت هاي مب أول مرة تروح فيها هند العدلية.. راحتها من قبل ويا ثريا وحبتها وايد.. لأنها شوي ذكرتها بدبي..
بس هاذي أول مرة تروحها عقب المغرب وويا مريم..
وقفت مريم عند مطعم الفرندا.. ودشت ويا هند ويلسوا في القسم الداخلي..
مريم: هاذي أول مرة اتين هالمطعم؟
هند (وهي تتلفت حواليها): هي اول مرة.. بصراحة الديكور روعة..
مريم: إي كل اللوحات اللي هني.. مب بس اللوحات.. الأثاث والمواعين .. كلها للبيع.. ترومين تشترين اللي تبينه..
هند: ههههههه.. شو هالمطعم العجيب..؟؟ وفي ناس يشترون؟
مريم: إي أكيد في.. مثلا واحد جاي هني ويا حبيبته.. ويبي يحتفظ بالذكرى.. يشتري المزهرية اللي كانت على الطاولة.. أو الكلاس اللي شربت فيه..
هند: والله ناس فاظية..
مريم: لا فديتك.. ناس رومانسية.. اش دراج انتي؟
هند: ما با اعرف..
مريم: انتي بعدج صغيرة.. بييج يوم وبتحبين..
ابتسمت هند بحزن وقالت: معاج حق.. أكيد هاليوم بيي..
مريم: أنا حبيت مرتين..
هند: مرتين؟؟
مريم: إي مرتين.. حبي الأول كان على أيام المراهقة.. وحبي الثاني مستمر للحين..
هند: انتي مخطوبة؟
مريم: لا .. وانتي؟
هند: لا..
مريم (بخبث): متأكدة انج ما تحبين؟
هند: لا عيل أقص عليج..
مريم: مدري بس في عيونج نظرة.. أعرفها زين..
هند: أي نظرة هاذي اللي ترمسين عنها؟؟
يلست مريم تدقق في عيون هند .. وهند تضحك.. بس مريم كانت مصرة تعرف سر نظرتها ..
هند: بس عاد لا تطالعيني .. والله بتنرفز..
مريم: هممممم... شو سر هالنظرة؟
هند: أووهوو.. مريم بس عاد..
غمظت هند عيونها .. كانت حاسة بإحراج.. وخايفة تكتشف مريم الشوق اللي في قلبها وكل المشاعر اللي تجمعت في نظرة عيونها..
مريم: بتفتحين عيونج ولا لأ؟؟
هند: أوكى بطلتهم .. بس لا تيلسين تأذيني..
مريم: ليش مب راضية تعترفين..
هند: أعترف بشو؟ تبيني أخترع لج قصة حب؟؟
مريم: والحزن اللي في عيونج؟
هند: مجرد شوق..
مريم: أها!!.. لمين؟
هند: لأبويه.. وامي .. واهليه كلهم..
مريم: اسمعس اذا ما بتعترفين بكيفج.. بس انا متأكدة من احساسي..
هند : كيفج.. أقول ما بتطلبين؟ تراني يوعانة..
مريم: إي لحظة..
ضغطت مريم على الجرس اللي على الطاولة.. ويت الفلبينية تتمخطر..
مريم: عايشة هاو آر يو؟
عايشة: آم فاين.. إنتي كيفك؟؟
مريم: تمام.. bring the usual order
عايشة: اوكى ..
وراحت عايشة تييب الطلب..
هند: شو طلبتي؟
مريم: اللي متعودة دوم اطلبه يوم أجي هني.. مأكولات بحرية.. بس شو تجنن؟
هند: أها .. زين انا احب المأكولات البحرية..
في هاللحظة وصلوا 3 شباب إماراتيين ويلسوا في الطاولة المجابلة لطاولة هند ومريم.. أول ما شافتهم مريم.. شهقت ومالت على الطاولة عشان تقترب من هند وقالت.. : شوفي وراج إهداء حقج..
التفتت هند ويت عينها في عين واحد من الشباب .. وردت تلتفت بسرعة وويهها أحمر من الاحراج.. عصبت من الخاطر وقالت لمريم: ليش خليتيني اطالع صوبهم؟؟
مريم: يجننون حرام عليكي تفوتي على نفسك الفرصة..
هند: فرصة شو؟
مريم: فرصة انك تشوفينهم... انا قلت يوم بتشوفين الاماراتيين بتستانسين.. هاذيلا ريحة بلادك..
هند (وهي مقهورة): ما كان لها داعي هالحركة.. وصدقيني مب محتاجة اشوفهم عشان اتذكر بلادي..
مريم: هههه.. أوكى سامحيني .. هاذي آخر مرة .. ولا بعيدها..
هند: أحسن.. تسوين خير..

يابت الفلبينية الأكل .. وحمدت هند ربها انها كانت عاطية الشباب ظهرها عشان تاكل على راحتها.. بس لاحظت انه مريم كانت تطالعهم بدلع.. وتبتسم.. واستغربت منها.. وتظايجت وايد.. بس قررت تطنش.. ما يخصها في تصرفاتها..
عقب ما خلصوا .. أصرت هند انها تدفع الحساب .. بس الفلبينية خبرتهم انه الحساب اندفع وعطتهم ورقة وراحت..
هند: شو يعني اندفع..؟؟ منو اللي دفعه؟؟
مريم: وانتي شعليج؟ المهم انه اندفع.. وخلاص.. عطيني هالورقة خل اشوف شو مكتوب فيها..
عطتها هند الورقة.. وقرتها مريم.. وتغيرت ملامحها .. وقالت وهي تطالع هند بنص عين: خذي هالورقة لج انتي مب حقي انا..
خذت هند الورقة وقرت المكتوب فيها..
"يا محور التفكير يا غضة العــود
.................... يامن ملكتي كل دنيــاي روفي
داوي ضحية نظرة عيونك الســود
.................... ردي علي قلبي وسمعي وشـــوفي*

فديت ريحة البلاد..
حميد .. فندق الخليج.. تحويلة 242 "
عصبت هند ويت بتقص الورقة بس يرتها مريم من إيدها وقالت : انتي ينّيتي؟؟؟ شفتي شكله حميد هذا اللي بكل سهولة بتقصين رقمه؟؟ يهبل.. وشكله راهي.. استفيدي منه يالخبلة .. شكله ذايب فيج..
هند (ببرود): مريم... خل نروح الحين!!
وقفت مريم وطلعت بسرعة وطلعت هند وراها .. وحست بعيون حميد وربعه عليها وهي طالعة..

وفي السيارة..
هند: مريم عطيني الرقم..
مريم: عشن تقصينه؟
هند: وإنتي شو بتسوين فيه؟؟
مريم: خليه ذكرى.. انا وايد استانست اليوم.. وابا احتفظ بالورقة هاذي ذكرى .. ممكن؟؟
تنهدت هند وقالت: سوي اللي تبينه..

وصلت هند البيت ونزلت وهي متظايجة.. كانت تعبانة وباجر عندها دوام في الجامعة الصبح.. دشت وخبرتهم انها تعشت وراحت غرفتها على طول عشان تنام..

بس أول ما غمضت عينها، غمرها احساس فظيع بالذنب.. ليش طلعت ويا مريم؟؟ كيف سمحت لنفسها انها تتعرض لهالموقف.. ؟؟ ليش ما قصت الورقة أو فرتها ..؟؟ ليش سمحت لمريم انها تحتفظ فيها؟ لو درى سلطان شو بيقول.. ؟؟ أكيد بيذبحها.. وأبوها ؟؟ يوم يابها هني ما توقع منها انها تسوي هالشي.. كيف تخون ثقته؟
تأففت هند وهي تقول: أنا ما سويت شي غلط.. وأهم شي اني ما سويت له سالفة.. وخلاص.. انتهينا..

في فندق الخليج.. حميد كان باله مشغول.. يفكر باللي خذت عقله وروحه بنظرة من عيونها.. كان متأكد انها اماراتية.. بس اللي وياها جنسيتها مب معروفة.. ومع انه ربعه حشروه عشان يطلع وياهم .. رفض
.. كان يبا يتم بروحه.. محتاج انه يتم بروحه..
وقال في خاطره: اكيد بتتصل.. ولا جان قصت الورقة او فرتها علي.. بس ربيعتها حطت الورقة في شنطتها.. أكيد بتتصل..

حميد مهندس في اتصالات بوظبي.. ياي البحرين ويك اند ويا ربعه.. وكان ملان من الخاطر ويلعن الساعة اللي فكر يروح فيها البحرين.. مع انه ربعه كانوا مستانسين بس هو كان متظايج .. وحاس بفراغ كبير..
بس الحين كل شي تغير.. رد قلبه يدق مرة ثانية .. وحس بإثارة افتقدها من زمان.. في شي في هالعيون شده لها على طول.. خلاه يتجمد في مكانه.. كان خاطره يكون بورحه وياها.. يبا يتخلص من ربعه بأي طريقة.. ما يباهم يشوفونها.. ولا يسمعون صوتها.. أو يحسون بوجودها .. احساس عمره ما حسه من قبل.. وعلى كثرة البنات اللي عرفهم من قبل.. عمره ما انجذب لوحدة شرات ما انجذب لهالانسانة اللي تمكنت منه بهالسهولة..

في هاللحظة رن تيلفونه ..وفز قلبه.. كان خايف يشل التيلفون ويطلع واحد من ربعه أو ادارة الفندق.. ولاواحد مغلط.. وبسرعة رد على التيلفون.. وابتسم من خاطره وهو يسمع صوت انثوي يرد عليه..
...... : مرحبا
حميد (يبتسم): مرحبتين .. هلا والله
.......: حميد؟
حميد: هى حميد.. انتي اللي في بالي .. صح؟
.......: يعتمد .. مين اللي في بالك؟
حميد( بدون تردد): اللي شفتها اليوم في الفرندا؟
.......: هههههههه .. إي .. أنا .. ماشالله كنت متوقع اتصالي..
حميد: كنت اتمنى هالشي والحمدلله انه تحقق.. انتي اماراتية صح؟
.......: ليش شكلي اماراتية؟
حميد: مدري.. يمكن اكون غلطان..
.......: أنا سعودية.. بس اللي كانت معاي امارتية..
حميد: يعني انتي الثانية؟ الشقرا؟
........: إي انا الشقرا.. مريم .. هذا اسمي على فكرة..
حميد (بدون نفس): عاشت الاسامي..
مريم: حميد انا ادري انك ما تبيني انا .. بس ما تقدر تنكر اني راح افيدك..
حميد: تفيديني.؟؟ كيف..؟
مريم: اللي كانت معاي اليوم اسمها هند.. ومع انها عنيدة بس انا اقدر اغير رايها..
حميد: عندج رقمها.؟؟
مريم: هههههههه .. مب الحين.. اصبر شوي.. خلنا نتفق..
حميد: أوكى .. انا موافق على كل اللي تبينه.. المهم اقدر اوصل لها..
مريم: وراح توصل لها.. بس هالشي بيكلفك..
حميد: مب مهم..
مريم: خلاص.. بكره في نفس هالموعد .. بتصل فيك.. وبخبرك شو راح نسوي..
حميد (وهو يبتسم): خلاص .. اترياج..

بندت مريم وعلى ويهها ابتسامة خبيثة.. كانت تعرف من اول مرة شافت فيها هند انها بتكون ويه خير عليها.. وبالفعل كانت توقعاتها في محلها.. وكبرت ابتسامتها وهي تفكر بحميد.. وهند.. وبالخطة الجهنمية اللي رسمتها لهم في خيالها..
----------------------

نهاية الحلقة الخامسة عشر


الساعة الآن 01:13 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227