منتدى استراحات زايد

منتدى استراحات زايد (http://vb.ma7room.com/index.php)
-   استراحة قصص وابداعات الاعضاء (http://vb.ma7room.com/forumdisplay.php?f=28)
-   -   { استبيــحڪ عـذراً . . .. (http://vb.ma7room.com/showthread.php?t=931063)

Mraim’ 09-01-2012 02:18 AM

.

,,








14

,,

ايــهـا الســاهــر تغفـــو
تــذكــر العهـد وتـصـحو
وإذا مــا الــتــأم جــرح
جــدّ بالـتــذكار جــرح
فـتـعلـم كـيـف تــنــسـى
وتــعـلـم كـيـف تـمـحـو
إبـراهـيم نـاجـي

دخلت غرفته..رأيته أمامي مُعطيني ظهره, تقدمت منه بأرجل متثاقلة كأنني امشي على خشبة متهتكة,
التفت والشر يملأ وجهه, رجعت للوراء حين نظر الي .. شرار الاتهام يلتهم سواد عينه,
بحدة: انتي اللي قربتيه من اهلي..انتي قلتيله يرابع رشود عشان يقدر ياخذ راحته فالبيت..صح!
خفت من ظنونه: انت شو اتقول! اصلا تفاجأت مثلك يوم جفته
ضغط على اسنانه بقوة: ردددي على سؤالي, انتي اللي خليتيه يرابع اخوي وعيال خالي ودخلتيه البيت!
دمعت عيناي: والله ان مايخصني فيه احلفلك! ولا ادري انه ربيعهم ولا اعرف عنه شي
تنفس كأنه كلب يلهث..غطيت عيني بيداي
وجلست لم اتحمل اتهاماته: والله ان مايخصني والله
تقدم بهدوء: حسبتج رزنتي و رد لج عقلج..حطيت فيج امل وقلت مردها تعرف غلطتها .. الايام اللي طافت ثبتت لي هالشي! قلت مسكينه لا تطلع ولا اتطب باب البيت حتى اهلها قطعتهم وحاطه بالها من اهلي وولدي..
غطيت اذني بيداي: قلتلك مااالي خص فييه مااالي شغل صدقني
اكمل بنفس النبرة:قلت تغيرت..استوت مريم اللي المفروض تكون جي من زمان..(مسك رقبتي فجأه) بس الزززباله عمرها ما تنظف.. بعدج تكلمينه صح! ترمسينه من وراي وتتفقين وياه على كل شي ها؟ اعترفي؟
(لم اتوقف عن الشهيق..رص على ذراعي) انا اصلا كيف صدقت انج نسيتيه بسهوله! كيف حطيت فبالي ان ممكن اخليج تحبيني دامي سنتين جدامج ولا حبيتيني يالظالمه!
دفعني على خزانة ملابسي بقوة ..صرخت من الوجع صرخة عالية! و اختفى من امامي..
بكيت في مكاني متألمه من يديه..اتحسس رقبتي نادبة حظي وحياتي,
زحفت لزاوية قريبة من الخزانة واغرقت رأسي بين رجلاي..تمنيت الموت ساعتها
بكيت بحرقة, ظليت لمدة لا اعرف دقائقها وانا بـمكاني..الملم شتات حروفه التي اوجعتني..
لم اتوقع رجوعه للغرفة ..كتمت شهقاتي
لمحته من طرف عيني يقترب بروية..رجعت خصلاتي وراء اذني وحضنت رجلاي..
نزل على ركبتيه ووضع عيناه في عيني, ملامحه جامدة..اوطأت رأسي منه..
كأنه اتى بعد تفكير..عيناه محمرتان يرسمن حزن عميق..
همس بحدة: ليش اتصيحين, مب انتي اللي اخترتي هالطريج! مب ضيعتي كل النعم اللي كانت بيدج ..محد خذ منج شي انتي اللي جنيتي على نفسج..كنتي عايشه احسن عيشه ومحد يقدر يمس شعره منج وانا موجود..انتي اللي ضيعتي كل شي منج..كنتي ترومين تحشمين نفسج عن الغلط وتصونين بيتج وريلج..(على صوته بوجههي) قوليلي انا فشو قصرت عليييييج..طلعيلي عذر واحد بسسسس يقنعني ..سبب واحد يخليج تخونيني مريم! (ضميت شفاهي المبللة بالدموع) ماعندج جواب صح؟ مثل ما توقعت..تمنيت اكون انا السبب عشان الوم نفسي اكثر مما الومج (بهت بوجهه عندما ادمعت عيناه) كنت كل شي لج..كل شي, بدّيتج على هلي ورضيت بشرطج عشنا ببيت بروحنا وتركت امي واختي بروحهم بلا ريال فالبيت..عشانج, شو السبب قوليلي ها؟ (يعد بأصابعه) لا اني ادوخ..ولا استعمل..ولا سكير..ولا اسهر برع البيت..ولا امد ايدي عليج ولا عمري صرخت عليج..اعطيج واييبلج اللي تبينه لو كان بآخر الدنيا, في شو قصرت! 60 وحده بمكانج تتمنى هالعيشه و 60 وحده كانت جدامي بس اخترتج..حبيتج..بس يا حســافة ,ياردى الحظ والعمر..حسافة

مجـروح قلـبي و {خـآطري} مجـروح..
كيف الجسد ينســى حنـان الروح !
احبــها آحبها // مدري وش اللي فقلبها
, إن خانت عهود الهـوا .. الله , ربي و ربـها
آه يا القهر..لو في يـدي كان الجفا حق الجفا
~لكن قدر..اني احب اللي نست عهد الوفا
مثل الزمان تغيرت..ما جت ولا هي اتعذرت . .
خلت لي الليل و سرت..ماقصرت, ماقصرت!

مشى مبتعداً .. احسست بـ ذله و وهو يمسح دمعته
طرقت رأسي على ركبتاي لاتوجع ولكن وجع الخيبة آلمني اكثر, ضاق نفسي من كلامه,
لم اتوقعه كاتم كل هذا في قلبه..غرز فيني سكاكين بأسئلة لم اجد لها اية اجوبة..
, شعرت بحقارتي ودرجة الغلط الذي ارتكبته في حقه..
عانقتنا ايام جميلة لم اتذكرها حتى كشف كذبتي..عرفت قيمته وقتما عرف وساختي!

حاولت الوقوف ..اسندت يداي على الطاولة و التَوت رجلي كدت أسقط..
اغمضت عيناي من وجع ظهري,, مشيت كالعرجاء الى باب الغرفة,
لمحته يتكلم بهاتفه باستعجال: خالد دلني بيته بالضبط..
قرصني قلبي لا اعرف لما تيقنت بأنه يقصد بيت عبدالله,. هرولت الى الحمام عندما لف لـ باب الغرفة , اختبأت قبل ان يدخل ورأيته يغير ملابسه ويـأخذ مفتاح السيارة, لم ارتاح ابداً, كأن مصيبة ستحدث ..
خرج ..ركضت للنافذة وفعلاً اتجه لباب الفيلا باستعجال..وضعت يداي على رأسي وانا ادور في مكاني..لن يخرج بهذه الحالة الا لأنه سيقابل عبدالله!
جلست .. احاول ترتيب ما حدث اليوم.. كيف تعرف عبدالله على راشد.. لما لم يخبرني محمد بأنه يعلم بالأمر مسبقاً.. ومن هذا الذي يدله على بيت عبدالله ولماذا؟ اشياء تشربكت ببعضها مثل كومة خيوط..
بقيت ساعة على هذا الحال ..هدوء المكان ذكرنـي بـ عمر .. خرجت من الغرفة و لم القاه في الصالة..
لم يكن مع محمد .. أين ذهب!
لبست غطاء رأسي واتجهت للفيلا..لم يكن بها احد..حاولت ان امسح من علامات البكاء في وجهي وخرجت للخادمة,,
وجدت عمر اول ما فتحت باب المطبخ, يبتسم لي ..
سلينا: بابا جيب قول شوفي شوي عشان انتي تعبان
اومأت واخذته بحضني..مسحت على جبينه الناعم
قلبت رأسي من التفكير لم اجد حلاً..
لن يترك عبدالله الموضوع بهذه السهوله ويستسلم!
ليتني لحقت به ولكن كيف وانا لا املك سيارة ,
سمعت صوت عزيز ورائي: ليش ما سرتي وياهم عند خالي؟
التفت ببطئ لعزيز..وانا افكر: انت ليش ماسرت
تنهد: راشد قال بيوديهم..انا صليت العشا واحين بسير..(سرح) اللي استوى توه لا يا على البال ولا على الخاطر, يعني دوم خالي يضارب ويا عياله ولا ويا خالو بس هالمرة العيال يضاربون مع بعض..
بللت شفاي متوترة:عزيز..مم ممكن طلب!
عزيز: آمري مرت اخوي
شبكت اصابعي: عادي اخذ سيارتك شوي..! ما بطول بسير العيادة وبرجع..احس بدوخه وجسمي يعورني,,
عزيز: افا عليج السيارة و راع السيارة تحت امرج..بس اذا تعبانه خليني انا اوصلج
تذكرت ان عبدالله صديقه..بلعت ريقي: لا عادي اروم اسوق..اوعدك ما بتأخر
يخرج مفاتيحه من جيبه: شو هالرمسه ..يودي معبنها بعد ولا تحاتين!
اخذته بيد ترجف..اغمضت عيني ..جلست على دكة المطبخ من التوتر..
عزيز بخوف: هاا هاا عن اتطيحين..خليني اوديج احسن انتي وايد تعبانه
تنفست: لا ماعليك..بروم امشي
مسحت على وجهي بيدي والتفت للخادمة: حطي بالج على عمر لين مارجع
حاول يساعدني اقف: قومي بوصلج الملحق..
وقفت ببطئ: عادي والله اقدر..مشكور وايد عزييز
ابتسم: ولو اني مب متطمن..بس ع راحتج
مشيت الى الغرفة وعيناي لم ترمشان من الارتباك..
لبست عبائتي وتوجهت للسيارة,
دق قلبي بقوة..لا اعرف ماذا سأواجه وماذا سأفعل..
لو رآني محمد سيأكد شكوكه بي,
حركت من مكاني وانا انظر بلا مبالاة الى الشوارع.. قدت السيارة على اكثر من راحتي ومرجحت افكاري على الطريق .. اضواء الشوارع تواسي خاطري بفتات اماني, اجتاحنـي خوف مما حولي كل شيء مخيف
النخيل المرفوعه..القمر المتوسد, ضباب الليل..
بين شاهقات دبي التي تحكي عني قصة حبكتها واندفنت فيني ..

الـعام اشـوفك فـي طمـوح دبـي لحـدود القمـر
واليـوم اشـوفك مـاورى شـمس الصباح الشـارقه
كـل شـي تغـير, كنـت اقـول العـام من حولـي زهر
والـيوم مـا حولـي زهـر , ويـن النخيـل الشـاهقـه
جلسـت فـي نفـس المـكان و عـدت في بالي صـور
هـلّـت بـي الـدمـعـه و عينـي بـالآمـانـي غـارقـه . .

وصلت حي عبدالله وخففت من السرعة.. مشيت الى بيته ولم يخب ظني..ضميت شفاي اول ما سقطت عيناي على سيارة محمد..خفت ان يكون في السيارة فلم اتقرب كثيراً..بقيت قليلاً..لاحظت ان اضواء السيارة مطفأة ولم ينزل احد..
تقربت بالسيارة من الباب ببطئ..كان مفتوح , انزلت النافذه لأطل برأسي في الداخل..لم اجد احد في الخارج
انزل؟ لا لن انــزل.. سيعرف محمد انني ادل بيته..لكن كيف اتحرك واتركهم؟
ضغطت على أسناني وانا اطرق المقود بأصابعي أفكر ماذا افعل.. سأنتظره حتى يخرج واطمئن انه بخير ثم اتحرك..هذا افضل من ان ابقى في البيت ولا اعلم ماذا يجري..
ظليت في السيارة اهز رجلي خوفاً , ليتني اعلم ماذا يحدث بالداخل..
التقت عيناي بعقارب الساعة التي تشير الى العاشرة والنصف..لم اجد في الوقوف اية معنى غير التوتر و كثرة التعرق من الارتباك..
لو نزلت سأقول له بأن راشد اعطاني العنوان.. لن يصدقني ولكنني لن انتظر هنا,,فتحت الباب بيد ترجف..أخذت هاتفي معي وأبقيت الحقيبة .. عدلت غطاء رأسي و خطوت نحو الباب..كان الهدوء سيد المكان..لم اجد سيارة عبدالله ,
توجهت نحو الصالة بأرجل ثقيلة..تذكرني بأيام فاتت و شطفها الوقت..
ابعدت الصور عن بالـي ووضعت اذني على الباب..لم اسمع شيء ,
لا أصوات ولا أثر ,
حركت مقبض الباب..اوطئت رأسي اتابع خطواتي..حتى دخلت ورفعته ,
لم اجد صعوبة في تفسير احاسيس مثل هذه المرة .. توتر مخيف,
بلعت ريقي وانا أرى محمد جالس على الكنبة .. منحني الظهر ..مشبك اليدين وموطئ الرأس..لم يكن احد معه..لم يكن أحد غيري انا وهو في الصالة..
كأنه لم يحس بي ولم يلتفت ,

..
قبل ساعة ونصف..
محمد:

ركبت السيارة و رضّيت الباب من الغيض ..
قلت: كمّل..عقب الدوار شو؟
خالد: اول لفة على اليمين بيكون بيته..
-خلاص مشكور
-العفو طويل العمر بس...
اغلقته بوجهه..لست فاض لأسئلتك الفضولية يا خالد..
قدت السيارة مثل المجنون إلى بيته ..لن اترك ابن خالي معه ولا دقيقة واحدة..
سلطان مثل اخي واكثر..كبرنا معاً ودرسنا وتخرجنا معاً..الفرق اني اهتميت بالعمل اكثر من اي شيء..هو تزوج وانجب قبلي وانا همي احمل العبء عن أبـي..ليتني ابعدت فكرة الزواج من بالي تماماً بدلاً من هذه المصائب التي حلت علينا..
وصلت عند بيته لم يضيعني ابداً..كأننـي أدله من قبل,
الحي ليس بـغريب علي , لم اذكر متى اتيت الى هنا ..مشيت نحو الباب المغلق وطرقته بقوة..قرعت الجرس اكثر من مرة,رجعت طرقته هذه المرة وانا انوي اقتلاعه..
حتى سمعت خطواته..كوّمت قبضة يداي اشحنها .. حتى فتح الباب ولكمته بقوة..شديت أعصابي كلها بوجهه الغليظ..لكمته مرة اخرى وسقط على الارض
دخلت ..مشيت امامه وهو ماسك فكه ويزحف ليبتعد عني..
انحنيت له: هاه..اجوفك خفت! عيل حاط عينك بنص عيني توه وين المريلة الحين
تنفس: منو دلاك بيتي
-الجننني
-هههه..عيل حياكم البيت بيتكم
مسكت رقبته: شو تبا مني؟
وضع عيناه بعيني:كل شي تملكه
ابتسمت:نجوم السما اقربلك
بخبث: ما كان صعب علي اسرق..بس انا مب حرامي
ضغطت على عيناي: عشان جي سويت هالمسرحية كلها؟ تبا بيزات؟ وحياتك ما بتحصل فلس حمر مني,
ابعد يدي: مابا بيزاتك علي بابا..(بثقة) ابا مريم
سحبت انفاسي من الهواء..ونفختها مرة اخرى , قبضت يدي حتى لا اخنقه
اتفلت بوجهه: واطي
غطاه بيده: انته ماتحس مافيك دم؟ البنية ماتباك مب غصصصصب
هاج البركان في صدري: جببببب
نزلت ورصيت على فكه: كممم مرة بقوولك لاتيب هالطاري انته شو حيوان؟ ماتفهم؟ ولد خالي وين؟ وين وديته ارممممممس !
بلع ريقه: كنا متفقين نتزوج وتعيش وياي فهالبيت, انت خربت كل شي
عقدت حاجبيّ من الدهشة.. لم استوعب جملته
سمعت صرخة سلطان امام الصالة: محمد !!! هده
التفت له امامي..نظر الحقير الي بنظرات انتصار..حن قلبي على سلطان,
وقفت وتقدمت منه: بو مايد..ترى والله مايسوى ها كله..تعال بنتفاهم بينا اوعدك مايصير خاطرك الا طيب,
-مب ياي وياك مكان..اللي مديت ايدك عليه ضمني فبيته وهو حتى مايعرفني..انته شو سويت؟ هاا!!
-والله كل شي بيتصلح ,واوعدك اسير وياك لين المستشفى واعتذر من خالي بعد
- عقب شو حمود..اللي انقال الحينه انرسخ في بال كل من سمعه
-بس انت تدري اني ماقلت غير الصدق..سلطون لا تنكر اللي سمعته لانك كنت موجود وقتها..صح كنا صغار بس نفهم ونفطن..انت تعرف ابوك انا مابعلمك
-ابوي لو له احقد قلب فالعالم..ولو كان فرعون بيبقى ابويه ومارضى عليه..نزلت
كرامته الارض و بردت قلبك بس حرقت قلبه..شو ينفع احين فات الفوت وانا خوك
-صدقني.....
-مب مصدقنك..ومابا اسمعك زيادة ومن باجر مقدم استقالتي..لين هني وبس
اخذت طرف شماغي لأمسح جبيني.. امسح هموم الزمن من عاتقي
اصبحت بعدك غريب يا ابي , ليس لي مكان في هذه الدنيا ..
تطرقني الوحدة واشغر بغيابك كل يوم.. اشعر بالذل والمهانة..
تمسكن النذل وتقدم من سلطان,,ربت على كتفه : الله يصبركم
سلطان: تسلم والله ماقصرت..انا مروح ضاج صدري .. بسير البيت ارتاح
عبدالله: ماعليه ..
كأنني لست امامه, رمقته بنظرة لأذكـره بوجودي..
كأنه لم يراني خطف وسلم على ذاك,,
تنهدت في مكاني ومشيت بعدما خرج..اجر خطواتي للسيارة ليس لي مكان اذهب اليه, حتى البيت اصبح يخنقني..
سمعته ورائي: وين ماشي ما ضيفتك؟ ما كلت شي
التفت اليه باشمئزاز: كلك السرو
بخبث: وليش جي مغيض؟ تعال افا عليك خلنا ندخل داخل نسولف بهداوة
ليتني اشوه وجهه بيدي..تقدمت بسرعه ورجع بخطواته للوراء الجبان..
-لا لا ما اتفقنا على جي..بترد تمد ايدك بطلب الشرطه لا تنسى انك في بيتي
رجعت بخطواتي ليس لأنني خفت من تهديده..ولكن ليس لي حاجة بالوقوف اكثر, لا اريد ان اوسخ نفسي فيه..اوقفتني كلماته التي سقطت كـ كسف السماء ..
-يعني ما بتعترف انها هي اللي دلتك على البيت عشان تتعرف على ماضينا الجميل؟
لفيت ببطئ الى وجهه لاتأكد من جدية ملامحه..
-انت شو تقول؟
-هههه ايزي ماان..تعال نتفاهم داخل
-عيد اللي قلته اجوف؟
اشر: هالبيت كان مكان لقانا كل يوم..هالارض اللي انت واقف عليها..قبلك وطتها اقدامها الحلوه..كنا نقضي احلى اوقاتنا سوى,وبروحنا.. وانت يا مخلص خبر خير !
مشيت إليه كأنني أريد أن اسمع ما يقوله بوضوح..
اكمل بثقه: ولا مب بس جي..انا اللي قلتلها تأثت البيت لأن ذوقها روعه.. ولأنها حابة تسكن هني عقب ماتتطلق منك واخذها..تحب تشوف الاثاث؟
لا زلت في سكرة وقوفي..
مشى: حياااك..
صابني الفضول لأرى..دخلت..لم اكن واثق شعرت بكذبه..توقفت بسرعه ومسكته من اكمامه: قسمن بالله لو ماقلتلي انته على شو ناوي لأذبحك هني..تتحراني ياهل تقص عليه!!
اشر على الكنبات وعيناي لقطتها ..
نطق: هاي مب غريبة عليك؟
نظرت اليها..امعنت في النظر لأكذب عيني..نعم لم تكن غريبة..اين رأيتهم؟
تذكرت..عندما اردنا ان نعيد تأثيث البيت ..ذهبنا الى محل الأثاث واختارت هذه الكنبات..سألتها لماذا لأننا لا نحتاج اليهم سبق واخترنا طقماً جميلاً..ارتبكت وقالت ستأخذه لبيت اهلها لتفاجأهم..
ترتكته واخذت ألقط انفاسي ..تذكرت ايضاً لما لم يكون البيت غريب علي..لأنها طلبت مني ان اوصلها الى هنا عندما تعطلت سيارتها..قالت بأنه بيت صديقتها ولم اعترض ولم اسألها..اوصلتها برجلي إلى هنا, اوصلتها لتخوننــي..حسبت الموضوع مكالمات وتسكع وصور فقط!!
تكلم: بعدك مصدوم؟ اذا رخصت في عينك خلاص اطلق سراحها..
-اسكت
-ليش..تبغي اتجوف غرفة النوم؟
-قلت اسكت
-كانت دوم تيني فليل..شكلها حلو وهي راقدة مثل اليهال .. حتى عمور قام يزقرني بابا !
هذه المرة لم استطع الحركة..لم اقوم بـ ضربه, ولا نطقت.. انخرست في مكاني!
وقفت وكأن الحياة فارقتني..اطلت النظر امامي ..بدأت الذكريات تهج علي من كل ناحية..كل شي قالته كل شيء فعلته..كل مكالماتها الليلية كل طلعاتها كل هداياها كل اسألتها الغريبة كل مواقفها وتجاهلها لي...كل شيء.. حتى ابني خانني!
بقيت في مكاني وهو ينظر الي نظرة الانتصار مرة اخرى..
بعلامات الفوز: بعدك ما شفت شي..قلتلك بصفعك, بس مب بأيدي..ماصدقتني
نظرت امامي بجمود, لم اتحرك .. كل مافيني يبس!
يشبك يديه كأنه نادل: ع العموم البيت بيتك..بخليلك الباب مفتوح , انا ساير المستشفى عند خالك اذا حاب تيي وياي (رمقته بغلظ) ووو ولا شكلك مب حاب.. فمان الله!
ما اقذر الموقف..جلست لم اتحمل رجلاي اكثر .. لم اتحمل اي شيء آخر , اي شيء!
يتبع , ,

Mraim’ 09-01-2012 02:25 AM

*


مريم:
دخلت الصالة..ناديته: محمد !
تجاهلني..تقدمت منه : حبيبي
رآني بنظرات عادية, كأنه بعالم آخر: شو تسوين هني
ارتبكت ,حاولت التبرير: انا خفت عليك و..وراشد دلاني البيت قلت اكيد انت هني! شو تسوي خلنا نرد البيت..
صدمني: وانتي ليش داخله لين الصالة جان اتصلتي؟
بلعت ريقي..جلست على ركبتي واقتربت منه: مادري سحبتني ريولي لين هني..حسيت انك مابترد عليه ودشيت! والله وايد خوفتني عليك
نزل نظراته للأرض..كأنه متضايق من شيء ما..
رفعت رأسه باصبعي: فيك شي؟
نظر الي كأنه أول مرة يرانـي..
همست: قوم خلى نسير بيتنا..شو تسوي فبيت هالحقير !
تنفس: ييت اخذ سلطان..بس ما لقيت حد
ابتسمت: عيل خلنا نروح!
سرح بعيداً.. همست:انت زعلان مني..؟ ترى كل شي قلته لي فالبيت انا نسيته ولا جني سمعته..حتى انت انساه!
لا زال بتلك النظرات..هزيته: تسمعني
بهدوء: اسمعج
رمقته: عيل ليش بعدك يالس؟ قوم خلنا نسير البيت يلا
تنهد بمكانه ووقف..تعمدت امساك يديه ولم يعترض..اخذت هاتفه الذي تركه على الكنبة ومشينا..استغربت من تصرفاته الغير طبيعية ابداً,
جالس في بيت عبدالله؟ ولم يسألني من أوصلني وكيف عرفت..ولم يسألني اساساً عن اي شيء, بعدت تلك الافكار من رأسي ..
رغم الغموض الذي يسكنه الا انني احببت نظراته وقربه..
قلت له: انا بلحقك لأني ياية بسيارة عزيز..
اومأ على الفور و ركب سيارته .. ركبت وانتظرته يحرك السيارة..كان جامد بمكانه..زمرت له حتى ينتبه..ما به مُسفه هكذا !
مشى امامي وحركت ورائه..كان بطيء القيادة, على كل إشارة يمشي متأخراً..
مسكت رأسي من الغيض: اللهممممممم صبببببرنييي على هالسواقة الملللللل
وصلتني رسالة , فتحتها وكانت من شما, حبيبتي اشتقت لهم كثيراً
(وينها الحلوة مب مبينه..عسى المانع خير) لم يكن معي الكثير لأتصل فارسلت (فديتكم وحشووتي اسفه قطعتكم بس ظروف..طمنيني عليكم)
انتبهت على صوت الزمرة بجانبي..فزعت,كنت سـ اخترق الحاجز الابيض وأصيب سيارة بجانبي..لولا الله ستر وتحكمت في الموقف, رأيت محمد امامي يأشر لي بـ ماذا حدث..اشرت له بأنني بخير..صحيح من قال أن الهاتف من اكثر اسباب الحوادث لأنه يلهي الشخص اثناء القيادة ويشتت ذهنه,
وصلنا عند باب البيت .. ركنت السيارة امام بيت خالتي ام عزيز ونزلت..وضعت المفتاح في حقيبتي ومشيت الى سيارته..وجدت محمد فيها لم يطفئها..
فتحت الباب فانتبه لي .. ركبت بجانبه و صد للجهه الأخرى ..
انزلت الحقيبة , تقربت منه قليلاً ..مديت يدي اليه لأتلمس دفاه,
اغمض عيناه , يتحسس لمساتي, رفعت يده وقبلتها بحرارة..
شالها ومسح على رأسي..ابعدت الشيلة عني ورميت نفسي في احضانه,
عانقتني رائحته وسط ظلمة المكان..و برودته, شعرت بالرعشة تسري في عروقي..
بقينا مدة حتى احسست بالنعاس بين يديه, وهو يلعب بـ شعري..ابتسمت مطمئنة بداخلي..لا يهمني ماحدث ولن اسأله عن أي شيء..يكفيني قربه الذي اعاده الله لـي..لا اريد الحرمان منه ابداً ..
همست: انا احبك..
سكت قليلاً..اصابني الاحباط من سكوته,
بصوت خافت: وانا بعد احبج
فرحت من داخلي..رفعت رأسي: يعني..كل شي بيرد مثل قبل صح؟
نظر الي ولم ينطق..اومأ بـ نعم
مسحت على خده: اوعدني انك تنسى كل شي وتفره ورى ظهرك..وانا اوعدك اني ابقى لك واوفي لك العمر كله..والله ماعيدها والله بس نرجع مثل قبل ..الله يخليك لا تحرمني منك..الايام اللي طافت عرفتني انت منو بالنسبة لي..وجرحتني يوم قلت اني سنتين ماحبيتك..من اول يوم وطت فيه ريلك بيتنا تطلبني واول مرة جفتك فيها انا حبيتك من قلبي,بس لا تسألني ليش سويت جذي لأن ماعندي سبب..والله ماعيدها محمد اوعدك (ادمعت عيناي وسط جموده..تقربت اكثر) انت مصدقني صح؟
لف وجهه عني كأنه يخفي شيء عني..
ابتعدت عنه يائسة, اخرجت الخاتم من حقيبتي..
الخاتم الذي اهداني اياه ,خبأته هنا بعد ما انتقلنا من البيت.. لبسته
قلت وانا اتأمله بأصبعي: تذكر كيف هديتني هالخاتم؟ (اغمضت عيناي) همست بأذني وقلتلي غمضي عيونج..لسبتني اياه بأيدي اليمين جنك تذكرني بيوم ملجتنا..وبستني على خدي (التفت اليه) عمري مابنسى اي شي عشته وياك..حتى ايام فرنسا (نظر الي) واتلانتس..والله ودي اسير مرة ثانية..اشرايك ناخذ عمر ونسير هالاسبوع!
سرح بوجهي مرة اخرى..هزيته: محمد؟ انت وياي
لم يرمش: وياج
خفت من تصرفاته .. ما باله! غريب جداً مثل الذي اصابه مسّ,
حاولت ان اغطي على الموقف: انزين ما بتنزل؟
نظر للأمام وتنفس: لا انزلي انتي..انا بسير المستشفى
ارتحت قليلاً..قلت: زين خذني وياك..بطمن على خالي
-نص الليل احين وعمر بروحه..باجر بوديج
اومأت: ان شالله..تحمل على عمرك
اخذت حقيبتي ..هممت لأفتح الباب..
فاجأني ومسك كتفي: مريم
نظرت اليه .. سكت يتأملني ..انتظرته ينطق
لفيت: في شي محمد؟
ضم شفاته..ابعد يديه ونظر الي..
قال هادئاً: انتي كل شي بالنسبه لي..انتي وعمر!
لم تكن تلك اللهجة غريبة علي..قد سمعتها باليوم الذي نمت فيه ببيت اهلي ورجعت ولم يفتح لي الباب..
نعم ارتحت بداخلي من كلامه..ولكن شيء ما بوجهه لم يكن مريح..هناك سؤال على لساني ولا اعرف ما هو..هل لماذا وجهه شاحب او ماذا حدث هناك..او شيء من هذا
وعرفت ايضاً انه لن يقول..لأنه كتوم لأبعد الحدود..كلامه لا يعكس ملامحه..
اومأت ونزلت من السيارة ,مشى من امامي على الفور.. ليتني بقيت ولم اطاوعه..
اريد ان امضي كل دقيقة معه, ندمت انني تركته!
دخلت وسمعت صوت عمر في المزرعة.. يحبو على الزرع ومعه الخادمة..
شهقت ماذا تفعل هذه الغبية..ركضت إليه وشلته من الارض,
بعصبية: سلينا شو ها؟ كيف تخلين عموري على الارض جذي وكله حشرات تبينه يمرض ولا يقرصه سمسوم شو هبله انتي
سلينا: والله سو سوي هو كله يبكي يبكي داخل! انتي في تاخير انا يبغى نوم مافي بابا مافي ماما مافي هند مافي بابا راشد وين سير انا هااا
اسكتها: بس بس كلتيني..سيري ارقدي خلاص
تتذمر: واله هزا بيت كلو مجنون انا وين سير
حضنته: حبيييبييي انا
مسك خدي: بيييبييي
ضحكت: هههههههه حبيييييبييييييييييي
يقلدني: بييييبييييي
شديته الي: فديييييته انا الحلوو فدييييييت روحه (قبلته بقوه)
متضايق: آآآآآآ
عقدت له حاجبي: شو آآ؟ بروحك وصخ احين يبالك سبووح ولبس مرة ثانية عشان ريحتك استوت فطيسة
سمعت راشد عند الباب: مادري اشدراني وينها (التفت نحوي) هاذي تعال عزووز
تذكرت المفتاح في حقيبتي: اوه..
اخرجته ومشيت اليهم..
نظر الي عزيز: اسف والله بس بسير اييب قوم اميه, شخبارج الحين
راشد: ليش بلاها
قلت: مشكوور وايد لا تتأسف.. الحمدلله احسن
عزيز: زين اشوى
راشد: جنكم لبستوني
قلت: جنه
راشد: ايي لا تتمصخرون
عزيز: شو تبا انته ليش اللقافه
دخلن خالتي وهند ورائهم..قبلت رأس خالتي التي بان عليها التعب..
وهند تتأفف : مادااني ريحة المستشفيات اففف
خالتي: مريم اميه وديني حجرتي ماروم امشي..
اعطيت عمر لـراشد: ان شالله
راشد: اممف هذا لاعب برع ؟
عزيز: لا لاعب هجوم
هند: هاتو الولد خله اسبحه
قلت: بتسوين خير والله هاي بشكارتكم بتيب لي المرض
هند: اكيد لعبته برع هالغبيه
قلت: يليت برع بس مخلتنه يسبح في الزرع
راشد: هخهخهخهخه يسبح وين ههخهخه
عزيز: انت ليش تضحك من خشمك؟
هند: ويدي والله هاي سلينو خديه
خالتي: لا ترمسين وايد وسيري غسلي الولد..وانتو ارقدو عشان تنشون من وقت ونسير عند خالكم..محمد وين؟
نظرت للأرض: قال بيسير المستشفى ..يبغي يتطمن عليه
سكتوا جميعهم..خطفتنا هند الى الملحق..واخذت خالتي الى الصاله بينما راشد وعزيز خرجوا من البيت..
كانت خالتي تتنفس بصعوبة وتركب الدرج على مهلها..
اجلستها على سريرها وافسخت عنها العباءة
قلت: خالو تبين اييبلج شي ؟
-ماي بس حبيبتي
-ان شالله
ساعدتها تتسطح على السرير ,
رحت للمطبخ.. سكبت لها الماء ورجعت اليها..وقفت بمكاني عندما رأيت دموعها تسْكب كالماء العذب.. جلست بجانبها واخذت يدها..نظرت الي بنظرة المألم المحزون,
بخنقة: اخوي تعبان بسبتي..كان طايح ومب حاس بحد حوله, ويوم فتح عينه اول كلمة قالي اياها انتي ماعرفتي تربين, تخيلت اخوي يروح مني وهو زعلان عليه
-اذكري الله ياخالو لا تقولين جي , الله يطول بعمره!
-آمين , ماتتصورين كيف طاح عليه كلام حمود مثل اليمر..مادري اعاتب اخوي ولا اوقف وياه.. حتى ولدي مالومه من حرته على ابوه سوا جي ,
-كلنا انصدمنا, بس عمي كان وياه حق انه غبى عنج..كنتي غاليه عنده لين الله خذ امانته
تمسح دمعتها: الله يرحمه..الله يرحمك يالغالي
-اجمعين ان شالله..هو شو قالو عنه اشحاله ..مب كان مرتفع ضغطه بس؟
-هيه الحمدلله مافيه شي..بس بيخلونه لين باجر يسووله فحوصات, (تغص بدمعتها) مايباني اتم وياه قالي روحي البيت..
حضنت رأسها: لا تصيحين خالو استهدي بالله..اكيد من حرته ولا يدري انتي كيف تحبينه
-يدري عشان جي سوا اللي سواه..لأني كنت وياه اطيب من الكل وريلي مد له ايده ووثق فيه..عشان جي كل حقي وحق عيالي
- لا تعيدين الماضي الحين اللي راح راح
-مابا اعيد شي والله ولا هامتني البيزات..بس غامضني الحال اللي وصلناله..عمري ما سمعت منه كلمه طيبه , وفوق ها خذلني وهانّي وانا مسامحتنه والله مافي شي فقلبي عليه..
-الله يصلح ما بينكم يارب..
وضعت الوسادة تحت رأسها: ارتاحي الحين ومن اصبح افلح..ان شالله باجر بتسمعين اخبار طيبه
تنهدت: ان شالله,
اعتدلت وحضنت وجهي: والله يا حظ امج فيج يامريوم..وياحظ ولدي يوم اختارج,
ابسمت مطمئنه: وياحظي يوم عندي حماة مثلج ياخالتي, الله يخليج لنا
حضنتني: الله يسعدكم يابنتي..ماعليه استحملينا هالايام , من ييتي اعتفستي بمشاكلنا ودخلناج فيها..المهم تحطين بالج على وليدج وريلج..ترى هم اللي يحتايونج اكثر من اي حد ثاني..
اوطئت رأسي: هم بعيوني ماعندي اغلى منهم..
ابتسمت: تسلم عيونج ..
وقفت:تصبحين على خير ,
-وانتي من اهله يمه,
اغلقت الاضواء وتركتها ترتاح..مشيت في الممر وانا افكر في كلامها كأنها تعلم بأن بيننـا شيء.. لـن ترضى علـى ابنهـا إن عرفت بما حصل ولن تغفر لي ..
بدأت اختنق من هذا الموضوع, كأن شيء ثقيل مستند على صدري..
ليتك تتركني في حالي يا عبدالله..لن ترتاح حتى تكفر عن ذنوبي معك,
لا اعرف اي خدعة عشتها وصدقتها وانا بين يديك..تجرعت سمك و بصقته حتى لا اموت..ولكن بقي اثاره التي تقتلني ببطئ,
كشفتك خائن غدار جشع..مـع الايام تتساقط اقنعتك واحد تلو الآخر,

وقفت امام ملحقي ورأيت هند وغاية وعفراء بالداخل, لست بمزاج ان أرى احد وخاصة هالعفراء ..
دخلت , سكتن كأنهن لم يردنني ان اسمع ما يقولونه..
وقفت غاية وبيدها عمر: مريووم,
سلمت عليها: هلا حبيبتي
تدمع: سمعتي شو استوى اليوم؟..
اومأت بحزن: هيه سمعت..
نظرت الى هند بعتب..
قالت تبرر: لازم يعرفون
تنفست: المهم محد صابه شي وخالي بخير الحمدلله
عفرا لهند: والله المفروض الغريب اللي ما ينقال له شي مب نحن,
لم اسكت لها..واجهتها: والله السالفة تخص ريلي يعني محد غريب الا الشيطان
تبتسم بخبث: عفوا.. من كلمج؟
مسكت اعصابي: انا ابغي ارقد تعبانة
غاية تقترب: انا بتم وياج لين ايي محمد
هند تقف: يلا عفروه بنسولف فحجرتي..
والتفتت الي وهي تنظر بحقد: شكلنا مب مرغوب فينا هني
تنفست بعصبية ليس هذا وقت أرضي فيه احد..
عفرا: هي احسن بالمره اتريا محمد, بتطمن وبرد البيت
مسكت ذراعها: انتي ماتستحين على ويهج؟؟؟ واشكره جدااامي
تستوجع: آآآي اقصد اتطمن على خالي هدينيي
هند تصرخ: هديييها .. اجوف ايدج طالت علينا مريم
بكى عمر لانه يخاف من الصراخ..ناظرتها باستغراب..كيف تكلمني بهذه اللكنه؟ وقعت عيني على عفرا التي رفعت لي حاجب كأنها تقول لي هذا جزاك, وملامح غاية ضائعة,
التفت عفرا لغاية تأخذ عمر, وقفت امامها ووضعت عيني بعينها: اطلعي برع..مابا اجوفج هني,
بحقارة: يوم بيستوي المكان مكانج ذيج الساعة بطلع ياهانم
رفعت رأسي بغرور: كل من هني يعرف هالمكان من صاحبه..انا ولا انتي!
زاد بكاء عمر وهو يلوح بيده إلي يريدني..وعفرا تنتظر هند لتدافع عنها ولكنها اعطتنا ظهرها ومشت..بقيت واقفه كالنخله امامها
هزت رأسها وهي بقمة قهرها: ماعليه..الايام بينا
ابتسمت كما تبتسم..رميت نفسي على الكنبة وقتما اغلقت الباب بقوة..جلست جنبي غاية واعطتني عمر..لم استطيع تمالك نفسي اكثر وسقطت في حضنها..احتجت لمحمد اكثر من اي وقت مضى, ليته هنا ليدافع عني امام تلك الساقطة, لا اعرف كيف تتجرأ وتعلن امام الجميع عن اهتمامها برجل متزوج,
الذي ادهشني بأن غاية لم تتكلم ولم تدافع عني امامها..
اعتدلت بعصبيه ومسحت على رأس عمر..
مسكت غاية كتفي وابعدت يدها..
استغربت من تصرفي: بلاج مريوم؟
بحدة: انتو تدرون ان هالحية اختج حاطه عينها على ريلي وتحبه وتخطط تاخذه مني (انزلت رأسها) يعني تدرين صح؟ وساكته غايو؟ جذي تسوين فيني وانا اللي وقفت وياج عشان سالفة زواجج؟
بندم: والله حاولت انصحها واكلمها بس ماتسمع من حد..ودها لو تطلقون اليوم قبل باجر..
صرخت: ليش ما قلتيلي ليش ما حذرتيني؟ اتجامليني وتضحكين بويهي وانتي تدرين بنواياها؟ كان عادي عندج لو طلقني وخذ اختج؟ كنتي بترتاحين
تبكي: والله مب قصدي ...
اغمضت عيناي ووقفت: خليني بروحي
تتقدم: صدقيني حاولت وياها ...
قاطعتها: مابا اسمع شي اطلعي وسكري الباب ورااج
وقفت بمكانها مثل المكسورة..صرخت: ماتسمعيييييين؟
التفت عني: ان شالله!
كسرت قلبي ملامحها..ولكنها اختارت بصف من تقف ولن اسمح لأحد ان يخرب بيتي بعد ان رممته..
تنفست بعمق وجلست مرة اخرى..حضنت عمر الذي بكى طول الوقت..
حتى احس بالهدوء وسكت..هدئته الى أن بدأ ينعس..
كنت مثل الميتة امرجح نفسي يمين وشمالاً لينام عمر وانا ارى الفراغ امامي دون ان ارمش..
دندنت بصوت حزينٌ خافت :
ألا يا آسري مثلي تشوقت
واشتاقت الروح
ترى يا ناظري ياخذني الوقت
وأيامي تروح
وغرامي اللي حبسته في فؤادي
يشيل الشوق وبصوته ينادي
وعسى وقتك يوافق
أنا يا سيدي عاشق
مرّنــي
مسحت آخر دمعة سكبتها عيناي.. لست اعرف من هو عدوي من صديقي بينهم, حتى محمد رغم هدوئه غريب معي..اشتقت لأمـي واهلي كثيراً ..
كان عمر قد غط في سبات عميق .. اخذته ووضعته في سريره بهدوء, هزيته قليلاً واغلقت الاضواء ..
سأجلس على الكنبة حتى يرجع ..فتحت الستائر, واجهتني انوار السماء العالية .. وسط برودة المكان شعرت بأشياء مألمه .. كـ جرح مفتوح, كـ شوق و حنين!
تعبت من كل شيء حولي يصيبني بالضجر , تخيلت انتقالنا هذا سيجعل علاقتنا افضل من قبل , مهما حاولنا سوف نجد شروخ كثير, كما الصورة الممزقة.. لو اردنا اعادة ترتيب قطعها ولصقها ببعض ستبقى اثار التمزيق واضحة,
شعرت بالنعاس حاولت أن أقاوم..تثاءبت كثيراً وعيناي تدمعان من شدة النعاس..برودة المكان وهدوءه اشعراني بالخمول!
اغمضت جفناي لأريحهم قليلاً .. ويداي متّكأة على طرف الكنبة.. بعد دقائق لم أشعر بـنفسي.. غطيت في عالم آخر لا أرى فيه ولا أسمع..سوى أحلام وأمنيات صغيرة تكبر كـاليرقات.. لأن كل حلم فينا شيء امتزج بالواقع, نحلم عن شيء لا نملكه او عاجزين ان نملكه, واخترنا سيناريو حبكته ونهايته.. اما البداية دائماً مجهولة كما بدايات الأشياء الجميلة في حياتنا ..
شعرت بأني سوف أسقط من مكاني وارتعبت .. نظرت حولي, التقت عيناي بعقارب الساعة التي تحكي حكايا الرابعة فجراً .. التفيت حولي ولم اجد محمد هنا..خرجت للصالة العتمة وفتحت الاضواء لم يكن بها احد..دخلت غرفته وكانت ظلمة وساكنة ,لم يرجع بعد اين ذهب؟
ربما نام عند اخيه او اعمامه , ولكنه لم يخبرني !
رجعت الغرفة لأبحث عن الهاتف,فتحته ووجدت رسالة من شما..
(الحمدلله كلنا بخير انا رجعت بيتي ..مري عند امي اتغدي باجر مشتاقين لج وايد انتي وعمور ) ,ابتسمت رغم الخوف في قلبي..
ضغطت على رقمه ,انتظرته يرن..انتظرت حتى آخر رنة.. لم يرد, قلقت!
اين يكون الان..أتى في بالي آخر مرة رأيته فيها و زاد خوفي عليه اكثر..
كنت سأتصل به مرة أخرى, وسمعت صوت المفاتيح في الباب..
التفت له, دخل بـهدوء واستغرب من إضاءة المكان..
تفاجأ من صوتي: وين كنت؟
نظر الي بدهشه ,اقفل الباب: ليش بعدج واعية
تقدمت منه: احاتيك ما لقيتك فالحجرة
شكله ارعبني..عيناه شديدة الاحمرار بسبب السهر ووجهه شاحب..
وضعت يداي على جبهته: انت شو بلاك؟ مريض؟
ابعد يداي وهو يسعل: مافيني شي
مشى عني ودخل غرفته..أصابني الفضول لأعرف أين كان وماذا فعل!
سمعت صوت خزانته..اغلقت الأضواء ومشيت الى غرفته ,
سألته بارتباك وهو يفسخ كندورته: ما بتقولي وين كنت؟ خوفتني عليك
نظر وكسر قلبي شكله: ليش انا ياهل
بلعت ريقي: احين يزاي مارقدت من الصبح اترياك وجي تقولي
كأنني لمحته يبتسم..أدار وجهه عني وأصابني فضول امسكه وانظر اذا كان فعلاً ييبتسم..
سمعته وهو متجه للحمام: بتفهميني انج مول مارقدتي؟ (التف نحوي) جفتي كشتج فالمنظرة؟
ابتسم بعرض وجهه ودخل..
احسست بالحرج دخلت غرفته بسرعه ونظرت لشعري المنكوش وملامحي التي فضحتني.. غبية, ضحكت على نفسي وانا ارتب خصلاتي على بعضها !
جلست على سريره امرجح قدماي..لمحت هاتفه..اصابني الفضول لأرى ان كانت هناك اتصالات من عفرا .. شعرت بنبضات يدي و عوار يملأ بطني..
سحبته ببطئ, وخاب ظني..كان مقفل وبه رقم سري ,
أرجعته بمكانه و مازال مضيء .. سمعت صوت باب الحمام وارتبكت وقفت من مكاني بسرعه انتظر متى يطفئ..هيااااا اطفئ ما أبطأك!! ..
خرجت من الغرفة ووقفت أمامه, وهو كعادته لا يمسح الماء عنه في الحمام ويخرج مبلل صدره وجسده..غرقت بأنظاري إليه..نظر إلي باستغراب وانا اسد مكان دخوله,
سأل: كيف يعني اتم جي لين باجر؟
لعبت بأسوارتي: شو المانع! احب اجوفك وانت جي..
كأنني حركت مشاعره..نظر إلي قليلاً ثم دفعني بخفة: خليني البس وارقد تعبان
مشى بجانبي, فاجأته وضمته من الخلف..وقف بمكانه وشعرت بنبضه تحت يدي..
اغرقت انفي في جسده لأشتمه, تعمقت في الشهيق لأشبع كل ذرة شوق فيني..
همست: اشتقت لك
ابعد يداي وواجهني..كأن على لسانه شيء ما يريد قوله ويتردد..
يلف بعينه حول ملامحي, أطال النظر الـي..
سألته: انت مب طبيعي اليوم..فيك شي؟
هز رأسه بـ لا وصد عني ..اسرعت ووقفت امامه: حط عينك بعيني وقول لا..
اخذ منشفة اخرى يمسح رأسه وجسده: لا
اخذتها عنه ومسحت وجهه بخفة..انزلتها ولمحت نظراته علي..
تقرب يقبل خدي وهمس: سيري ارقدي
بنفس النبرة: مابرقد الا يوم بتطمن عليك..
انزل رأسه: مب اليوم باجر بنتكلم
رفعت حاجبي: نتكلم عن شو؟
صد عني بقلق..
خفت: يعني استوى شي اليوم وما تباني اعرف صح؟ جفت عبدالله واتضاربتو؟
فاجأني بحدة: لا تيبين اسمه على لسانج
بلعت ريقي: لا بس كنت ابا اتأكد
بلل شفاته: باجر بتعرفين كل شي يلا خلينا نرقد
احسست بالراحة قليلاً لأن لم يكن عبدالله في الموضوع, وافقته عندما جمع بيني وبينه..معناها سـ ينام عندي,
ابتسمت: مع ان بيذبحني الفضول, بس بتريا لين باجر!
اخفى عني ملامحه وفتح الخزانه: ان شالله
مسحت قطرات الماء البائته على خديه: بترياك فالحجرة
تركته ينظر الي وخرجت من الغرفة,
فتحت خزانتي وانا ادور بعيني على شيء جميل ارتديه,
اخرجت لي قميص جميل..اخذته من فترة ولم ألبسه ,
شعرت بسعادة تغمر وجنتاي وتشع قلبي, فليت شعري ورفعت غرتي مشبك صغير أنيق, وضعت عطري البارد على رقبتي وتمددت على الفراش..
اعتارتنـي رعشة خفيفة, نظرت إلى عمر .. فكرت ان اسحب نفسي الى غرفته
خرجت وانا اشعر بنبضاتي لم يراني هكذا منذ مدة ..وضعت يداي على فمي وبدأت ادفئها لـ أهدّأ نفسي..
طرقت الباب وفتحته ببطئ .. كان يعبث بهاتفه, استندت على طرف الباب ورفعت رجلي اليسار قليلاً..
التفت, لم يخفي مفاجأته من شكلي بتاتاً, يرمق الى كل شيء فيني وهو فاتح فمه, كأنه لم ينظر إلي من قبل اضحكني شكله..
تقدم مني : انتي اتجننين
بغرور: ادري
لمس ذراعي: ليش عيل تعذبيني!
همست: ماعذبتك
خرج وسحبني اليه: تعالي ..
مسكته: عمر راقد هناك,
ظل يناظر وجهي بمكانه..
خجلت: بس استحي
ابتسم واقفل الباب..اغلق الاضواء واشعل المصباح, جلست على السرير, لم اصدق مايحدث حولي كأنني بحلم, انتبهت له ورائي يمسك يخصري ليأخذني اليه..
شديت على يديه واسقطت نفسي على السرير, تسطح جانبي وهو يحضني من الخلف..كنت في قمة راحتي لم ارد هذا اليوم ان ينتهي,
اغمضت عيناي وانا في سكرة قبلاته,
بصوت منخفض: احبج, سامحيني
همست: ليش اسامحك؟
كدت ارى ملامحه المتوترة وسط الضوء الخافت,
..سألت: ليش
اعتدل وتركني..شعرت بقلقه,
التفت اليه: حبيبي!
تنفس: عشان اللي قلته اليوم
مسحت على رأسه واغمض عينيه: انا قلبي عمره ما زعل منك..ادري انك كنت معصب بس انا الغلطانة مب انت
نظر الي: لا .. انا بعد غلطان,
بـحب: انت روحي لا تقول جيه
ابعد يدي: انا غلطت مثل ما انتي غلطتي..
استغربت: في شو مافهمت..
سكت ينظر لبعيد..
اصابني فضول: انت شو تقصد فهمني!
بلع ريقه كأنه مرتبك: مريم .. اوعديني انج ماتزعلين مني
دق قلبي: ليش
مسك يدي: بس اوعديني..
اومأت: اوعدك ..
تسابقت نبضاتي والافكار تتقلب في رأسي ..
نطق بعد صمت: تدرين مريوم..انا خشيت عنج اشيا وايد وو.. ومن متى ابغي اقولج بس متردد
اعتدلت: مثل شو!
جلس: يعني .. ماباج تعصبين بس, لازم تعرفين!! عشان ماتقولين اني خدعتج ولا قصيت عليج ,
عقدت حاجبي وانا محتارة: مابعصب..بس قولي شو!
نظر إلي ثم انزل نظراته: انا , انا خنتج!
ابتعدت عنه فجأه كأن احد كهربني..همست دون شعور: شو!
وضع عينه بعيني: انـا وعفــرا نحــب بعــض..
فتحت عيني..سحبت بنفسي على السرير لأبتعد اكثر عنه..
حاولت ان اكذب ماسمعت: شو قلت؟؟؟
ضم شفاته بألم: مريوم اسمعيني للآخر الله يخليج لا اتخليني اندم اني صارحتج!
تنفست كأنني اخرجت رأسي من الماء: انت اتقص عليه صح؟ ترمس جي عشان تسوي فيني مثل ما سويت فيك عشان تقهرني!!!!!
نظر بحنان: ليش ماتقولين عشان ما اخدعج مثل ما خدعتيني! تعالي اتقربي مني
رجعت اكثر كدت اسقط: قوم عنييييي.. انت لو صادق جان قلتلي من زمان
مسح عينه بيداه بتعب: خلاص لا اتصدقيني..وانسي اللي قلته
وقف ليخرج من الغرفة..دار رأسي,شعرت بنغزة في صدري اريد ان اعرف المزيد لأصدقه..
خرج للصالة.,نهضت بسرعة ووقفت امامه: من متى هالكلام ؟ ليش ماخبرتني من الاول وين كنت انا ليش اخترتني دامك تحبها, تكلم!!
حضن وجهي: اشششش..اهدي!
ابعدت يديه صرخت: هدني لا تلمسني,(اشرت الى عينه) عشان جي يبتني هني ,عشانها صح؟ تبا تكون قريب منها مب جذي ؟
انزل رأسه و أومأ بــ .. بنعم!!!
رجعت بخطواتي للوراء بذهول! هزيت رأسي بقوة ابعد كل الشكوك من رأسي..مر امامي كلام عفراء بالأمس..كيف لم الاحظ وكذبت عينااي , كيف كذبتها عندما قالت بأنه اتى هنا من اجلها!!
مسكت رأسي وتجمعت الدموع في عيني: ليش محمد؟ ليش سويت فيني جذي؟ ليش تخبرني الحيين ليش (ضربته بضربات عشوائيه على صدره وهو واقف مكانه يتأملني) لييييش لييييييش
غزرت عيناي بالدموع وقلبي يحترق على نفسي..نزلت بمكاني لم استطع الوقوف!
جلس على ركبته وامسك كتفي:عشان تسمعين مني مب من غيري! لنه الحين قلبها محروق عشان هديتها ممكن تسوي اي شي فيج, اعترف اني خذتج عشان اغايضها بالاول بس بعدين حبيتج صدقيني!
رفعت رأسي ببطئ لأراه بوضوح: تغايضها !
صد عني ,همس: انا اسف
تجمدت بمكاني ولا زلت بين يديه,
مرتبك: ولازم تعرفين شي ثاني,انا.. انا مابعت هذاك البيت ولا أجرته (فتحت عيني) كنت اشوفها هناك كل يوم, طلعتج من البيت لأن ماكان عندنا مكان ثاني نلتقي فيه, خفتج تحسين بشي لو قلتلج مابأجره, بس الحين خلاص ماباها واوعدج بنرجع هناك ونعيش نفس قبل ..انا ندمان واسف والله اسف سامحيني!
تنفست بعمق وانا اخنق البكاء في صدري: حقير .. حقيييير
يشدني اليه: قولي عني اي شي اضربيني صفعيني بس لاتخليني دخيلج
رفعت رأسي لأتأكد: شو كنتو تسوون فالبيت!!!
كأنني صدمته..تغيرت ملامحه وبلل شفاته بتوتر..
سألت مرة اخرى وانا ادقق على الحروف: شو كنتو تسوون؟
أنزل رأسه يخبأ الجواب..رفعت رأسه بأصبعي وضعطت عليه بحقد: رد عليه!!
بلع ريقه: مثل اللي اسويه وياج!
ابتعدت بسرعه..سديت اذناي بيدي بقوة لم اصدق ماسمعت...
تقرب: الله يخليج لا تسوين جذي خليني افهمج
مسكني ودفعته بقوة اشمئزيت من قربه..حك لحيته ليخبأ غضبه,
صرخت: قوووم عننننني لا اتدقني مابا اسمع منك شي (اختنقت) مابا اسمع شي
كأنني لمحت علامات الانتصار في وجهه, ارتاح لأنه اشعل بقلبي الغيض والغيرة مثلما فعلت به ..
حاولت الوقوف اسندت ظهري على الحائط..
سمعته يتنفس: حبيبتي..خلينا نفتح صفحه يديده, لو مب عشاني عشان ولدنا!!
التفت بصعوبه: انت لو فكرت بولدك جان ماسويت اللي سويته
غضب: لا تنسين ان نحن متعادلين..ومب بس انا الغلطان هني!
عليت صوتي: انا ما وصخت نفسي مثلك!!
انقض علي فجأه: احلفي؟ قولي والله انه ما لمسج!!
خفت منه انلقب بسرعه..
تذكرت لمسات عبدالله,
بحده: احححححلفي
نظرت اليه بخوف, حاولت الحلف ولم استطع تحريك لساني..رعبت كثيراً,
احلف وانا كاذبة ؟ كيف افهمه بأنه لمسني ولكن لم يحدث بيننا شيء فبالحالتين اخطأت..
شد يديه على فكي بقوه: تكلمي ليش سكتي تكللمي؟ يعني لمسج؟
هزيت برأسي: لاااا لاااااااا صدقني لا
ضرب رأسي الحائط وهو يرجعني للوراء بقوة , توجعت: آآآآآآي
تقرب من وجههي كثيراً, بلمحة بصر تحول انسان ثان: احلفيلي !
نظرت اليه بيأس.. لم استطع الحلف ,
صرخ بوجهي: احلفيييييييلي
سكت لا اعرف ماذا اقول , ابتعد عني متفاجأ: مثل ما توقعت
شعرته ضائع , الآن فقط رأيت فيه المتحسر و النادم على شيء,
اما علي او على خسارة عفراء لم افهمه, نزلت بمكاني مخنووقه,
بكييت بصوت عال لم استطع ان اخبأ غصتي أكثر..
اختفى من امامي لم اسمع سوى صوت قفل الباب..
بكييت بحرقة تقطع فؤادي ,
غطيت يداي بوجههي لم اصدق, مر شريط حياتي امامي..
منذ ان تزوجنا الى الآن, لم اشعر بغيابه سوى بعد الذي حصل,
حتى بعد انتقالنا كان كثير الغياب, لا يرجع الا على ساعات الفجر ..
معناها اليوم كان معها لذلك لم يخبرني أين كان, لمَ لم اشك بهم وكل شيء كان واضح كعين الشمس؟
شعرت بالخيانة لأول مرة, شعرت بشيء يطعن صدري ويزيد جرحه ملح!
تذكرت كيف ذاك اليوم ترك يدي عندما طلبت منه ذلك,
اتصالاتها تالي الليل.. وكلامها الذي يوحي لي وانا لم افهم,
جريت بنفسي الى غرفته وصرخت وانا اطرقه بقوة: طلقني ماباك خلاص سو اللي تباه ما عدت اتهمني.. ان شالله تحترقون انت وهي بس اتطلقني ومالك شغل فيييني ولا فولدي يالخااااااين يالحقير ! عمري ما بساامحك لآخر يوم فحيااتي مابسامحك ماباااك تسمعنيي
كنت اتكلم بسرعة لا اظن فهم مني شيء, ضاق نفَسي
سعلت بشدة وشعرت بالدم تجمع بوجهي..
حبيت بركبتاي الى الغرفة وانا اهلوس: من اللي انخدع سنتين انا ولا انت؟ ومسويلي كل هالتمثيلية اليوم ليش عشان اصدقك يالجذااب!!!!
كنت سأتقيأ من شدة السعال لأنني صرخت بقوة ..
سحبت نفسي الى الباب .. تعلقت بالمقبض وفتحته, وجدت عمر غارق بدموعه ويحاول الوقوف..اسرعت اليه وانا اعرج بقدمي ..
اخذته بحضني واختلطت دموعي بدموعه..
شعرت بالحسرة عليه: ماعليه حبيبي..خلاص ماما خلااص..انا هني ويااك خلاص اششششش
جلست على طرف الكنبة ..حاولت التقاط انفاسي!! لن ابقى هنا حتى دقيقة واحدة, بعد كل ما سمعته احسست كأني غريبة ليس لي مكان..
سعلت مرة اخرى وحنجرتي تتقطع من الالم..وضعت عمر الذي مازال يبكي على الأرض واخرجت حقائبي من فوق الخزانات..
لا اعرف كيف اخرج ولا اين اذهب الآن..فتحتها ووضعت ملابسي بشكل عشوائي , حز في نفسي لم يخرج حتى ليطمئن علي ..لن يواجهني بخيانته اكثر,
لانه كاذب كلهم يكذبووون كلهم خائنين!
مسحت دمعاتي واغلقت الحقيبة, وضعت ما يحتاجه عمر واخذت هاتفي..الساعة الخامسة والنصف الآن اتصل بمن ؟ كيف اتصرف!!
جاء في بالي راشد..فهم يسهرون حتى الصباح!
لم يهمني ماذا سيقول المهم اخرج من هنا ..
اتصلت بيد ترجف ولم يخب ظني رد علي..
باستغراب: ألو؟
لا اعرف لما بكيت: راشد.. انت وين
خاف: مريم شو بلاج؟ ليش اتصيحين عمر فيه شي؟
كتمت دموعي: لا لا مافينا شي بس..وين انت الحين؟
بسرعه: فحجرتي قوليلي شو مستوي وقفتي قلبي..
سمعت صوت سيف: بلاها شو مستوي؟
مسحت دموعي بـيدي: مافيني شي بس اباك توصلني بيت اهلي بتقدر؟
سكت كأنه يفكر.. بتعجب: الحين؟ اهلج فيهم شي
كذبت: امي تعبانه
بأسف: اووه..يلا اوكي بترياج في السيارة! حمود يدري؟
واريت: لا مابا اخوفه راقد
رد: يلا يلا اوكي
اغلقته وغطيت وجهي..آنست من ناري حرقات تملأ جسدي وقلبي..
بكيت بشهقات تتعب انفاسي , هذه المرة ابرة الألم تقتلني اكثر من اية مرة..
تجرعت فيها ما جرعته غيري, تذكرت دين الأيام من دور الزمن,
لم يخرج من غرفته قط ولم يأثر فيه بكائي العالي حتى, آلمتني نفسي !
لبست عبائتي وحملت الحقائب..حاولت المشي ولكنني توجعت ,
جريتها عند الباب وتركتها لأحمل عمر ..
رأيت راشد وسيف امامي وأشرت الى الحقائب..
استغربو منها ولكنهم اخفو ملامحهم..
شعرو بشيء ما يحدث ولكنهم كتمو ذلك .. لم اكن بمزاج للكلام..
ركبت بالخلف وأتى سيف معنا..
لف لي: انتي بخير
اومأت بـنعم ولم انظر,
سألني راشد: وين اوديج؟!
كنت سأقول بيتنا ولكن تذكرت أمي! ماذا اقول لها هي كثيرة الأسألة والإلحاح..لو رأتني بهذه الحالة لن تطبطب علي بل ستلومني وترجعني حيث أتيت..
ليس لـي غير بيت عمي ..
قلت بصوت تعب: بدليك بيت عمي لأن امي هناك..
راشد يحرك: اوكي..
خرجنا من البيت والحي بأكمله ..
بعدت من بالي كل شيء يبكيني ويألمني..
حاولت التركيز في تهدئة ابني والتركيز على الطريق..
ناظرت عمر..بـلمحة فكرت فيه كيف سوف يعيش ؟ كسر قلبي ليس له ذنب
بكيت بصمت ..مر كل كلامه في بالي اول ما اغمضت عيني وخرج مني صوت..
سيف يلتفت: خلاص اطمني ان شالله مافيها الا العافيه..
راشد بخوف: اذا تبين اوقف على صوب...
قاطعته: لا (مسحت دمعتي) لا كمل مافيني شي..
نظرو الى بعضهم ..نظرت إلى النافذة لاشتت ذهني قليلاً..
راشد ينبهني: وعقب هالاشارة..
تنفست: كمل سيدة!
لاحظت ان خيوط الصباح بدأت تخرج..وميض من الحياة يمضي وسط سماء تتنفس! مولود جديد من الأيام يصرخ بأغنية الصبآح ..
مآ آجمله ..ليتني استمتع بالنظر, ولكن ليس اليوم..!!
وصلنا عند البيت ,ارتبكت كيف اقرع الجرس في هذا الوقت..الأكيد انهم نائمون..
اتصلت بـ شيخة اكثر من مرة ولم ترد..ظلينا واقفين في الخارج..قلبي يدق من التوتر افكر لو لن ترد ماذا افعل, وهم ينتظرون معي!
ليس لدي حل غير ان انزل واقرع الجرس..لن ارجع عنده ولن اذهب الى بيتنا!
بخطوات ثقيلة جريت رجلي الى الباب..قرعت الجرس مرات وانا احمل عمر
انتظرت..التفت الى راشد الذي بدأ يخرج حقائبي من السيارة.,
قرعته مرات أخرى .. آتاني بصيص أمل بصوت اقدام..اخيراً سمعت صوت المفتاح!
لم اتوقع ان ألاقي شيخة امامي..كأن أحد ما سكب عليّ ماء بارد ,
فتحت عيناها وشهقت: مريوووم؟؟؟
لم اصدق عيناي انني اراها..اختبأت بسرعه خلف الباب وتذكرت راشد ورائي..
ادخل الحقائب وقال لي: اذا بغيتي اي شي خبريني!
حاولت ان اجمع حروفي وأرد ولكن حروفي خانتني..
دخلت وانا دمعتي على طرف عيني..كأنني لقيت الأمان ,
غلقت الباب: بلاااج ليش هالشنط شو مستوي!!
رميت نفسي وابني في احضانها..بكيت من قلبي !
حاولت تهدئتي, بكت معي وهي لا تعلم ما بي..بعادتها لا تسألني ما بك الا بعدما اهدأ ولكنها استغربت من مجيئي هذا الوقت..
اخذت عني عمر ومسكتني من ذراعي
قلت بصوت متقطع: انا اسفه
تدخلني: لا تتأسفين انتي اختي ! البيت بيتج..
دخلت ولم ارى احد..كان البيت مظلم ..
اشتقت لزواياه لرائحته لذكرياتي فيه لكل شيء !
لم اتحمل الوقوف رجعت للوراء واسندت نفسي على الحائط
صرخت: شوي شوي..عن اتطيحييين!!
حاولت ان اتنفس: كل شي انتهى شيخو..كل شي رااح!!!
بخوف: منو راح حد ماااات؟؟؟
هزيت رأسي: لااا,,انا اللي بمووووت (مسكت رأسي) اناااا
اخذتني الى غرفتها واجلستني: ارتاحي احيين..اتسطحي وارقدي لاتفكرين بشي!
بفرش حق عمر وبرد لج!!!
وضعت عمر بجانبي واختفت من امامي..شعرت بالتعب بكل انحاء جسمي ,
وضعت رأسي على الوسادة , كأن الصباح أتى ليزيح عني حمل ثقيل, يخرج من قلبي غلل وأسلال قيدتني .. نمت بسرعه ولم احس بشيء من حولي,,



,,
يسـألونـي ليه صـمتي, ما يـفارقنـي ثـوانـي
ليــه دمعـي في عيونـي مـآ يفـآرقني دقـيقة
ليـه حزنـي ضـيع الفرحـة بزماني
آه يا هـمي ذبحني , والله مو قادر اطيقه
ياعيونـي وش بدينـي ! فـي زمـن طبـعه انـاني
والليـالي لـو نسـيتي ,كلـها هـم وضـيقه ,,
الوفـا والحـب مضـى..تاهـت احلامـه
وتاهـت الخـطوة مـع الحب..والـحب ضـيع طريقـه



,,

8łβ αℓ3απα 09-01-2012 03:53 AM

تسلمييين ع هييكك ابداعع وربي اني دششيت جو صصراححه

لا تحرمينا من هالابداع

تقبلي مروري
خويتج:

رموش مراديف الغلا 09-01-2012 03:05 PM

اوووووه اوووه اوووه ،،،شو هالبارت يا مريوم ،،صراحه روووعه عيبني واايد وصار فيه اشياااء واايد ،،

اممم

احس انه محمد يجذب على مريم يبا يخليها تحس باللي حسه هو وتتعذب مثل ما تعذب وتحس بطعم الخيانه مثل ما هو جربها وحسها ،، ويبا يتاكد منها بعد ،،من الكلام اللي قاله عبدالله .><
.
وو مريم بتندم وبتتعذب اكثر من قبل ،،ماظني بترضى ترجع لمحمد الا اذا تاكدت انه بريئ
..
وما ظني انه محمد بيطلق مريم علشان ولده،،>>ولانه لو طلقها احس بتنتهي القصه ><
..
يعيبني الغموض اللي في محمد وشخصيته ^.*
..


ابدعتني صراحه مريووم ،،اسلوبج في الكتابه يعيبني ^^،،،ومنها للأمام ان شاءالله
وننتظرج في البارت الياي ،،^^


عنـ؛دي 09-01-2012 03:32 PM

ميمي الحب الكله ..
مساج ربي بكل خخيررر ..
ابدااااااااااااااعتي يا غلا ...
:( ... حزين البارت .. و يصيحح يقطلع القلب من الخاطر .. حال مريم تعبر عنه هل الابيات ..
يآشينھآ لآ جـآتگ ھمومــك جموع
ولآ عـــآد عندك للموآجھ شجــآعھ .!

ويآ شينھآ لو كآن لك حق مشروع
وآقربھم لقلبك سعى فــي ضيآعھ .!




انتظر البارت اليديد .. بكل شوووق ...


الساعة الآن 05:45 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227