![]() |
الإسر الحاكمة في الإمارات العربية المتحدة آل نهيان حكام أبوظبي لقد قدر لأبوظبي أن يكون لها شأن كبير, وأن تنجب رجالا عظماء يصونون هذا الجزء الغالي من الوطن العربي الكبير, ويصدون الشر عنه من كل جانب. إذ انه على امتداد مائتي سنة خلت استطاع حكام آل نهيان أن يقودوا السفينة إلى بر الأمان, وان يحافظوا على هذا البلد. لقد أعطى حكام آل نهيان بلادهم وشعبهم أقصى ما يستطيعون من طاقات العطاء, حبا ووفاء, لا منة ولاتكرما. وكتبوا في سجل الحكم والحكام أياما خالدة, وأقاموا شراكة خيرة بين المواطن والحاكم في جنى الثمار. كان بينهم الحاكم الصالح العادل. وكان من بينهم الحاكم المسئول بأروع ما تكون المسئولية. وكان منهم الحاكم المخلص على أسمى الصور. هكذا كانوا.. حاكما بعد حاكم. شخبوط بن ذياب تولى زعامة آل بوفلاح خلال الفترة من “1793 - 1816” وكان من طراز الزعماء ذوى الأفق الواسع, وفى عهده تأكدت زعامة آل بوفلاح على بنى ياس. واستطاع بمواقفه الصلبة, المشاركة في صد الغزوات الأجنبية التي تعرضت لها عمان من القوى الخارجية, وتحالف مع آل بوسعيد حكام مسقط, وأرسى بذلك بداية عهد من الألفة والمودة بين حكام آل نهيان, وحكام آل بوسعيد. ووسط خضم الأحداث التاريخية التي كانت تسود المنطقة , في هذه الحقبة قام الشيخ شخبوط بن ذياب بخطوة جريئة ذات أثر سياسي واقتصاد يبالغ في حياة إمارة أبوظبي ,إذ نقل مقر حكمه من ليوا في الداخل, إلى المدينة التي بدأت تتشكل في جزيرة أبوظبي , كما فتح أمام شعبه نشاط البحر بخيراته الواسعة, سواء في مجال التجارة أو الملاحة, أو الغوص, والصيد. وقد عاصر الشيخ شخبوط في أواخر أيام حياته “1833” خروج قبيلة آل بوفلاسة تحت زعامة آل مكتوم إلى دبي, واستقرارهم هناك, واستطاع بحكمته أن يوقف الصدام بين ابنه خليفة “1833 – 1845م” وبين آل بوفلاسة في دبي. طحنون بن شخبوط كان شخصية نشطة, محبة للعمل, وصارت أبوظبي في عهده “1818 – 1833 م” من القوى المهمة في ساحل عمان. وكان موضع تأييد بنى ياس . وعند وفاته في إبريل 1833 كانت أبوظبي كإمارة قوة سياسية وحربية كبيرة في جنوب شرق الجزيرة العربية. عيسى بن نهيان في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي استطاع الشيخ عيسى بن نهيان أن يجمع بنى ياس تحت لوائه وهو بذلك يعتبر أول حكام آل نهيان. خليفة بن شخبوط تولى حكم أبوظبى بعد أخيه طحنون, ودام حكمه “من 1833 إلى 1845 “ وقبل توليه مرت على أبوظبى فترة مضطربة من الصراع بينه وبين أخيه سلطان, الذي قاسمه الحكم في فترة من الزمن ثم استطاع خليفة أن ينفرد بالحكم وحده ومن خلال الصراع انفصل آل بوفلاسة عن بنى ياس, وذهبوا إلى دبي لينفردوا بالسلطة فيها. ذياب بن عيسى يعتبر الشيخ ذياب مؤسس المستعمرة الساحلية في جزيرة أبوظبي . وكان عادلا في تصريف الأمور, واتخذ مقر إقامته في سهل الحمرة الذي يقع إلى الشمال من ارض الظفرة, ولم يدم حكمه طويلا, وتوفى في وقت كان فيه آل بوفلاح في حاجة إلى الهدوء والاستقرار. سعيد بن طحنون تولى حكم البلاد خلال الفترة ما بين “1845 – 1855 “ وطوال هذه السنوات تواترت على ابوظبي سنوات قاسية في مواجهة الأخطار الأجنبية لكنه استطاع الدفاع عن حقوق بلاده وصيانة أراضيها.. تماما كما كان آباؤه من آل نهيان, واستطاع بحكمته أن يستميل إلى جانبه قبائل الظواهر والنعيم وغيرها بين مواطنيه, طبقا لأحكام الشريعة الإسلامية, وانسجاما مع تعاليم الدين. |
زايد الأول لقد قدر لهذا الحاكم أن يدير شئون إمارة أبوظبي مدة طويلة ما بين “1855 – 1909 م “ كما قدر له أن يقوم بدور كبير في حياة إمارة ابوظبي , وفى تاريخ ساحل عمان, حتى لقبه الجميع إجلالا وتقديرا “بزايد الكبير” بعد أن اصبح بلا منازع أقوى شيوخ الإمارات المتصالحة, وتقدمت البلاد في عهده إلى مصاف القوى الكبرى, بفضل إدراكه للمتغيرات السياسية في المنطقة. وفى يونيو سنة 1855 , اختارت عائلة آل نهيان الشيخ زايد بن خليفة, وكان لا يزال شابا في العشرين من عمره لحكم الإمارة خلفا لابن عمه سعيد بن طحنون,إذ اجتمعت له وهو في هذه السن المبكرة.. الشجاعة والرأي وحسن التصرف , وقد حالفه توفيق كبير من الاستقرار والهدوء والتلاحم بين القبائل. وصاهر الشيخ زايد بن خليفة كثيرا من قبائل ساحل عمان, والظاهرة, وألف بين قلوب القبائل في الإمارة , فاجتمعت كلها حوله, تسانده وتؤازره, وأنجب مجموعة من الأبناء الذين أدوا أدوارا كبيرة في حياة والدهم, وهم: خليفة وطحنون وسعيد وحمدان وهزاع وسلطان وصقر ومحمد. واستقطب زايد الكبير حوله مجموعة من أبناء البلاد الذين اشتهروا بالرأي والإخلاص من أمثال “احمد بن هلال الظاهرى, محمد بن شيبان الياسى, سالم بن فارس الياسى, محمد بن سالمين المنصورى, سلطان بن محمد بن سرور الظاهرى, محمد بن حم العامرى” وغيرهم. على أن عصر زايد الكبير لم يخل من أحداث جسام أثرت في تاريخ إمارة أبوظبي فحين اختارته الأسرة الحاكمة خلفا للشيخ سعيد بن طحنون لم يجد الطريق ممهدا , ولكنه استطاع بحنكته ودرايته أن يذلل العقبات, ويتخطى الصعاب, بإقامة علاقات الصداقة بين بنى ياس والقواسم, وبدأ عهدا من السلام والتعاون معهم, كذلك تعاون زايد الكبير مع آل مكتوم في دبي, ثم اتجه ببصره نحو البريمى ووطد نفوذه فيها واستطاع بأفقه الواسع أن ينهى هجرة قبيلة القبيسات خارج ابوظبي إذ سمح لأفرادها أن يرجعوا وأعاد إليهم كل ممتلكاتهم. وتوطدت في عهده العلاقات التقليدية بين ابوظبي ومسقط وعمان, وتبودلت الزيارات بين الحكام, ويحكى السيد برسي كوكس المقيم السياسي في مسقط في ذلك الوقت انه قام برحلة عام 1901 برفقة السلطان فيصل بن تركى حاكم مسقط وعمان “1888 - 1913م” متوجهين إلى إمارة ابوظبي في زيارة رسمية, ثم يروى المقيم السياسي كيف تابع رحلته بعد ذلك منفردا من ابوظبي إلى واحة البريمى ثم إلى مدينة ابوظبي إلى البريمى ثم إلى مدينة مسقط عن طريق وادي “سمايل” ويذكر انه طوال هذه الرحلة من مدينة ابوظبي وحتى مدينة “عبري “ كان في حماية ورعاية الشيخ خليفة بن زايد الكبير, وذكر السيد برسى كوكس في اكثر من موضع بمذكراته الصلاحيات الواسعة للشيخ زايد الكبير بقوله: “لقد ظل زايد بن خليفة حتى اليوم الأخير من حياته في عام 1909 يحتفظ بصلاحيات مطلقة لم تتعرض للتحدي في السنوات الثلاثين الاخيرة من حكمه, ولم يسبق لأي من حكام آل بوفلاح أو غيرهم من شيوخ الساحل أن مارس نفس السلطان الذي وصل إليه زايد في شرق الجزيرة العربية. إصلاحات اجتماعية واقتصادية وعلى الصعيد الاقتصادي فقد شهد مجتمع أبوظبي خلال عهده الطويل الذي أستمر أكثر من نصف قرن من الزمان , تطورا ملحوظا في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية فقد انتعشت التجارة وشهدت الزراعة توسعا ملموسا , وراجت مواسم الغوص , على الرغم من أن السنوات الاخيرة من القرن الماضي قد تميزت بكساد اقتصادي نتيجة تضخم الروبية الهندية وارتفاع سعر الريال النمساوي “ماريا تريزا” . وقد استطاع الشيخ زايد بن خليفة آل نهيان التغلب على تلك الأزمات الاقتصادية ولعل الإصلاحات الاجتماعية التي قام بها كانت أكثر أهمية من إصلاحاته الاقتصادية , حيث قام بعدة محاولات رائدة للتغلب على الفكر السياسي والاجتماعي الذي كان سائدا في مجتمع الإمارات من فرقة بين الهناوية والغافرية , وإعادة الوحدة والتماسك إلى المجتمع , وقد حقق نجاحا في ذلك بفضل مجموعة من التحالفات والمصاهرات السياسية التي أرتبط بها مع شيوخ الإمارات ومع القوى المجاورة , وكان حريصا على اجتذاب الشيوخ في مجالس أشبه ما تكون بالمؤتمرات والمنابر السياسية , كلما وقع أمر يؤثر على أوضاع المنطقة , وحرص الشيوخ من جانبهم على الاستجابة للمشاركة في تلك الاجتماعات لتسوية الأمور فيما بينهم والاتفاق على رأي موحد , وقد يكون من المناسب أن نشير بصدد ذلك إلى الاجتماع الذي دعا إليه في منطقة الخوانيج على مقربة من دبي في عام 1906 , وفيه وضح عدم تحمس الشيوخ للأعلام البريطانية , مما دفع المقيم البريطاني إلى أن يطلب من وكلائه تذكير الشيوخ بالاتفاقيات المبرمة بينهم وبين الحكومة البريطانية وإعادة توزيع نسخ من تلك الاتفاقيات عليهم . الحياة الفكرية والثقافية ولم تكن جهود الشيخ زايد بن خليفة آل نهيان قاصرة على ما حدث في المجتمع من تطورات سياسية أو اقتصادية , ولكنها أحدثت - كذلك - تطورا كبيرا في النواحي الفكرية والثقافية , ويتضح لنا ذلك في تراث كثير من العلماء والأدباء الذين ظهروا في مجتمع الإمارات خلال سنوات حكمه , نذكر من بينهم عبدالله بن صالح المطوع , صاحب كتاب الجواهر واللآلئ , والشيخ مانع بن مكتوم , الذي تنسب إليه خارطة قيمة لبحر الخليج وجزره , وما في مياهه من مغاصات وهيرات للؤلؤ , ومن علماء الدين الشيخ أحمد بن الشيخ حسن الخزرجى وعبدالعزيز المبارك وسليمان الجزيرى , ومن الشعراء والأدباء محمد بن قطامى وخلفان بن عبدالله وسالم على العويس وسعيد الهاملى وغيرهم كثيرون . ولا يرجع السبب في هذا إلى شخصية الشيخ زايد وكفاءته وحدهما ولا إلى الظروف المواكبة لفترة حكمه , وانما يرجع إلى أن ابوظبي كانت دائما القوة الإقليمية القيادية بين مشيخات الساحل. وليس هناك أبلغ من الوصف الذي أضفاه الرحالة والمؤرخ “كلارنس مان” وهو أحد الذين عاصروا زايد الكبير حين قال : “أن الشيخ الحالي لأبوظبي زايد بن خليفة يحكم إمارة مترامية الإطراف .. وهو أقوى شخصية في إمارات الساحل المتصالح, ويمتد سلطانه إلى البريمي”. ونتيجة للاستقرار الذي شهدته إمارة ابوظبي في عهد الشيخ زايد الكبير انتعشت الحياة الاقتصادية, وخاصة بالنسبة لتجارة اللؤلؤ الذي كانت له سوق رائجة ورابحة في عواصم أوروبا والهند. وتم توجيه اهتمام خاص إلى جزيرة دلما, إحدى جزر الإمارة حيث كان يلجأ إليها صيادو اللؤلؤ, عندما تشتد الرياح, لوقوعها قرب مغاصات اللؤلؤ, واصبح لأبوظبي من المراكب والصيادين على سواحل اللؤلؤ في الخليج اكثر مما تملكه أية إمارة اخرى, وكانت نسبة صغيرة فقط من الصيادين تتألف من المحترفين, اما الغالبية فكانوا من البدو, من الظفرة, والأراضي الداخلية التابعة لأبوظبي . وتمشيا مع تقاليد آل نهيان في رعاية شئون الزراعة والري في منطقة العين, أعاد الشيخ زايد بن خليفة حفر فلج “الجاهلى” المندثر , وقد استمر العمل في إصلاحه ستة عشر شهرا. كذلك أنشأ ابنه الأكبر خليفة بن زايد مزرعة غرب قرية هيلى, وهى المزرعة التي عرفت باسم مزرعة “المسعودى” وحفر لها فلجأ هو فلج “المسعودى”. وبنى الشيخ زايد الكبير قلعة “الجاهلى” المهيبة عام 1898م وهى تعتبر تحفة أثرية عظيمة مازالت قائمة حتى الآن. وتوفى زايد الكبير في عام 1909 م وترك شئون إمارة ابوظبي وهى مثال للأمن والنظام, أمانة في أيدي أبنائه وأحفاده من بعده. خليفة بن زايد حين وفاة الشيخ زايد بن خليفة اتفق في مجلس عائلة آل نهيان على أن يخلفه ابنه الأكبر الشيخ خليفة الذي كان يمتاز برجاحة عقله, واتساع افقه, وشخصيته القوية مثل أبيه, كما انه ينتمي من ناحية أمه إلى المناصير في ليوا, لكن الشيخ خليفة لم يقبل أن يخلف والده, فاستقر الرأي على اختيار الشيخ طحنون الابن الثاني للشيخ زايد الأول لتولى حكم الإمارة . طحنون بن زايد لم يستمر حكم الشيخ طحنون بن زايد سوى ثلاث سنوات “1909 - 1912” وقد سعدت إمارة ابوظبي في عهده برخاء اقتصادي لامثيل له,إذ شارك أهل ابوظبي مشاركة كبيرة في أعمال الغوص بالخليج بحثا عن اللؤلؤ, وكان لهم حينئذ من المراكب العاملة في هذا النشاط الحيوي اكثر من 410 مراكب , ويقدر عدد العاملين عليها من أهل ابوظبي في ذلك الوقت ما يعادل 20% من عدد الغواصين في الخليج كله, كما أصبحت جزيرة دلما التابعة لإمارة ابوظبي مأهولة بالسكان بصورة مكثفة. حمدان بن زايد عند وفاة الشيخ طحنون بن زايد عرض حكم إمارة ابوظبي على الشيخ خليفة بن زايد للمرة الثانية, ولكنه رفض مثلما رفض في المرة الأولى, فتولى السلطة أخوه حمدان “1912 - 1922م” واستطاعت ابوظبي خلال تلك السنوات العشر أن تعيش فترة كاملة من الهدوء والاستقرار والتقدم, بفضل تجارة اللؤلؤ المزدهرة. واشتهر الشيخ حمدان بن زايد بالسماحة والحلم, والكرم, وقد أحبته لذلك قبائل ابوظبي حبا جما, ومازال أهالي ابوظبي يذكرونه حتى الآن بكل خير , فقد كان ومازال حمدان بسيرته العطرة كشخصية والده زايد الكبير. سلطان بن زايد حكم الشيخ سلطان بن زايد البلاد خمس سنين, بين عام 1922 وعام 1926 م استمر خلالها في علاقات طيبة مع جيرانه من أمراء ساحل عمان, وقد ظهرت شجاعته وحكمته أثناء نزاع نشب بين بعض سكان عمان من ناحية وبعض قبائل إمارة ابوظبي من ناحية أخرى, وانتهى الأمر بفضل حكمته ومقدرته إلى استتباب النظام, وعودة الصفاء إلى النفوس. وقد ابتنى الشيخ سلطان له قصرا شرقي العين بعد وفاة والده زايد الكبير, ومازال هذا القصر قائما حتى الآن, وقد سجل على بابه تاريخ البناء وهو 3 شعبان عام 1328هـ أي منتصف عام 1910م. وقد أبدى الشيخ سلطان بن زايد اهتماما واسعا بأمور الزراعة والري وأمر بحفر فلج المويجعى , واستغرق ذلك عامين كاملين. مما أدى إلى ازدهار قرية “المويجعى”. صقر بن زايد وقد خلف الشيخ سلطان بن زايد بعد وفاته في 4 أغسطس عام 1926م, شقيقه الشيخ صقر بن زايد, وكانت فترة حكمه قصيرة, إلى درجة لم تمهله لإنجاز الكثير من الأعمال. شخبوط بن سلطان يعتبر الشيخ شخبوط أول من تولى حكم إمارة ابوظبي من أحفاد الشيخ زايد الكبير, وقد طالت فترة حكمه مدة ثمانية وثلاثين عاما “1928 - 1966م” وهو اكبر أبناء الشيخ سلطان بن زايد سنا, وقد تسلم السلطة وهو شاب في الثانية والعشرين, وتميز حكمه بالهدوء والسكينة, بفضل القسم الذي أخذه أفراد أسرة آل نهيان على أنفسهم, والذي استطاعت أن تحملهم عليه الشيخة المصونة “سلامة” والدة الشيخ شخبوط بعد فترة الاضطراب التي سادت الإمارة . ومما يؤثر عن الشيخ شخبوط عنايته الكبيرة بقضية مياه الشرب في ابوظبي , فقد تم في عهده مشروع مد أول خط لأنابيب مياه الشرب من منطقة الساد قرب مدينة العين إلى مدينة ابوظبي . وتنازل سموه عن الحكم لشقيقه الشيخ زايد بن سلطان في السادس من أغسطس 1966م, ذلك اليوم الذي كان موعد ابوظبي مع القدر. |
http://vb.ma7room.com/uploaded/838_01323078901.jpg الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لم يولد الشيخ زايد بن سلطان وفى فمه ملعقة من الذهب. لقد فتح زايد عينيه على قومه, وقد نالت منهم سنوات الحرمان والقهر.. وبدأت شخصيته كزعيم تتكون وسط هذا المجتمع الذي حرم من كل شئ إلا الكرامة والإباء. وكان تمسك الآباء والأجداد بكرامتهم هو النبع الذي ارتوى منه الأبناء, ليشبوا وكلهم حرص على هذه الكرامة, وكان هذا الحرص هو السياج الذي حمى التقاليد العربية والأصالة المتوارثة, رغم كل الظروف, حتى جاء الجيل الذي برز من بين فتيانه زايد بن سلطان.. والأمم تتواعد مع زعمائها , كما يتواعد زعماؤها مع القدر. وفى السنوات المبكرة من حياته.. كان زايد يمرح ويركض في رحاب قصر الحصن في أبوظبي حيث ولد. وكان زايد رابع أربعة أبناء رزق بهم والده الشيخ سلطان بن زايد الذي حكم إليها أبوظبي بين عامي 1922 و 1926 وكان ترتيبه الرابع عشر في سلسلة حكام آل نهيان . وقد عرف عن المرحوم الشيخ سلطان بن زايد شجاعته وحكمته وقدرته على بسط السلام والنظام وولعه بالشعر والنشيد واهتمامه بأمور الزراعة والري والبناء ووسط البيئة القاسية التي عرفها سكان إليها أبوظبي في تلك المرحلة من تاريخها تفتحت عينا زايد على الحياة وبدأ يتعرف على أهمية التمسك بالتقاليد العربية الكريمة وكان في مجلس والده بقصر الحصن ينصت لما يدور فيه من حديث ويتعلم أولا بأول دروس تصريف شئون وتسيير أمور الإمارة . وخلال السنوات الأولى من عمره بدأ الشيخ زايد في الاطلاع على أصول الدين وحفظ آيات القرآن الكريم ونسج من معانيه وهديه نمط حياته وبدأ يعي أن كتاب الله جل جلاله ليس فقط كتاب دين وإنما هو السجل المنظم الشامل لجميع جوانب الحياة. وبدأت المرحلة الثانية من حياة زايد عندما انتقل من أبوظبي الوطني العين وراح يظهر شغفه المتزايد بالمكونات التي يتصف بها العالمي الأصيل مثل الصيد بالصقور وركوب الخيل والهجن الأصيلة واستخدام البندقية وظل سموه شغوفا بمتابعة هذه الهوايات والاهتمامات منذ تلك الفترة, ولا يزال يشجع الجميع على ممارستها ويرصد الجوائز القيمة للسباقات السنوية التي يأمر بتنظيمها ويرعاها. وفى مدينة العين وضواحيها أمضى زايد السنوات الأولى من فجر شبابه وترعرع بين تلالها وجبالها واستمد الكثير من صفائها ورحابتها. جبل حفيت ويقول أحد من عرفوه جيدا في تلك الفترة كان زايد يصعد الوطني جبل حفيت على الحدود بين أبوظبي وعمان يقنص الغزلان بإصرار يثير الدهشة وكان أشجع صبى عرفته فلم يكن يهتم للطقس سواء كانت حرارته لا تحتمل أم كان باردا شديد البرودة, وكانت قدما الصبي تنطلقان بسرعة سعيا وراء أي هدف ولم يكن هناك ما يمنعه من ذلك”. وعندما أصبح زايد شابا يافعا كان قد أتقن فنون القتال والصول والجول وفى تلك المرحلة بدأت ثقافته تكتسب بعدا جديدا حيث ظهر اهتمامه بالأدب ومعرفة وقائع العرب وأيامهم وكان من أمتع أوقاته الجلوس الوطني كبار السن ليحدثوه عما يعرفونه من سير الأجداد وبطولاتهم. حاكم على العين عرفت مدينة العين والمناطق التابعة لها منذ أقدم العصور غير أن صناعة تاريخها الحديث لم تكتمل كما لم تبرز أهميتها إلا بعد أن تولى الشيخ زايد إدارة شئونها سنة 1946 وأحس على الفور بالحاجة لإدخال كل الإصلاحات الممكنة عليها استجابة لطموح مواطنيه ودعوتهم الدائمة لتحسين أحوالهم المعيشية. غير أن شح الإمكانات المالية وقف حجر عثرة دون تحقيق ما يصبو إلى المواطنون فلجأ الوطني تنمية الزراعة وحفر الافلاج وكان يشارك الرجال النزول الوطني جوف الأرض ويرفع التراب بيديه وبدأت في تلك الفترة عملية إصلاح زراعي وحل الاهتمام محل الإهمال الذي عانت منه العين بسبب الحروب والافتقار الوطني القائد المناسب وأثبت الشيخ زايد من وقتها أنه رجل الإصلاح الذي يعلى حقوق مواطنيه فوق كل الحقوق الأخرى. انطباعات رحاله وسجل الرحالة الإنجليزي المعروف “ولفرد ثيسيجر” في كتابه “الرمال العربية” انطباعاته عن أول لقاء له بالشيخ زايد في مجلس بقرية المويجعى من أعمال العين سنة 1948. يقول الرحالة “إن زايد رجل قوى البنية لحيته بنية اللون ووجهه ينم عن ذكاء حاد وعيناه ثاقبتان قويتا الملاحظة وهو يتميز بسلوك هادئ وشخصية قوية وكان بسيطا في لباسه يرتدى ثوبا من النسيج لعماني رمادي اللون وصدرية وكان يتميز عن مرافقيه بعقاله الأسود وبالطريقة التي يرتدى بها الكوفية فقد كان ينشر طرفيها على كتفيه بدلا من لفها حول الرأس كما مواطني الطريقة المعروفة هنا وكان يضع خنجرا وجنادا للرصاص الوطني وسطه والى جانبه على الرمال بندقيته”. “لقد كنت متشوقا للقاء زايد فله شهرة واسعة في أوساط البدو الذين أحبوه لسلاسة أسلوبه غير الرسمي في معاملته لهم ولعلاقاته الودية معهم واحترموا فيه نفاذ شخصيته وذكاءه وقوته البدنية وكانوا يعبرون عن إعجابهم به فيقولون : زايد بدوي مثلنا فهو يعرف الكثير عن الهجن ويركبها مثلنا وهو ماهر في الرماية ويجيد القتال”. ووصف الرحالة أسلوب زايد في إدارة دفة الحكم فقال : “زايد رب أسرة كبيرة يجلس دائما للإنصات لمشاكل الناس ويحلها فيخرج المتخاصمون من عنده بهدوء وكلهم رضا من أحكامه التي تتميز بالذكاء والحكمة والعدل”. وأورد النقيب البريطاني انطوني شبرد في كتابه “مغامرة في الجزيرة العربية” ما خرج به من انطباعات بعد لقاء سموه. فيقول شبرد : “كان زايد رجلا يحظى بإعجاب وولاء البدو الذين يعيشون في الصحراء المحيطة بواحة البريمى وكان بلا شك أقوى شخصية في الإمارات المتصالحة وكنت أذهب لزيارته أسبوعيا في حصنه وكان يعرض على عادة وضع السياسة المحلية بأسلوب ممتاز وإذا دخلت عليه باحترام خرجت باحترام أكبر لقد كان واحدا من العظماء القلة الذين التقيتهم وإذا لم نكن نتفق دوما فالسبب هو جهلي”. شجاعة زايد وكان العقيد بوستيد الممثل السياسي البريطاني أحد المعجبين بكرم الشيخ زايد وأسلوبه في التغلب على المصاعب التي تعترضه فقد كتب بعد زيارة الوطني العين: “لقد دهشت دائما من الجموع التي تحتشد دوما حوله في البريمى وتحيطه باحترام واهتمام “. “كان لطيف الكلام دائما مع الجميع وكان سخيا جدا بماله ودهشت على الفور من كل ما عمله في بلدته العين وفى المنطقة لمنفعة الشعب فقد شق الترع لزيادة المياه لري البساتين وحفر الآبار وعمر المباني الإسمنتية في الأفلاج , إن كل من يزور البريمى يلاحظ سعادة أهل المنطقة”. وفى عام 1953 بدأ الشيخ زايد يتلمس طريقه الوطني العالم الخارجي بحذر فكانت رحلته الأولى الوطني بريطانيا قبل أن يزور بعدها الولايات المتحدة الأمريكية ولبنان والعراق ومصر وسوريا والهند وإيران وسويسرا وفرنسا وغيرها من الدول فزادت مشاهداته من قناعته بمدى حاجة البلاد الوطني الإصلاح والانفتاح والتطور وعبر عن تشوقه ليحقق كل هذا بالكلمات المؤثرة التالية “كانت أحلامي كثيرة وكنت أحلم بأرضنا تواكب حضارة العالم الحديث ولكنى لم أكن أستطيع أن أفعل شيئا كبيرا ولم يكن بين يدي ما يحقق الأحلام ولكنني كنت واثقا أن الأحلام سوف تتحقق في يوم من الأيام”. حاكم لابوظبي يعتبر يوم السادس من أغسطس سنة 1966 - بحق - صفحة مشرقة في تاريخ الإمارات الحديث لأنه اليوم الذي تبوأ فيه صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي ونقطة الانطلاق باتجاه النهضة الشاملة”. ولقد أخذ سموه على عاتقه النهوض بمسئوليات بناء القواعد الصلبة الأصيلة التي ارتفع فوقها صرح الإمارة أولا والوطن الأكبر ثانيا فسعى لتوفير الحياة الكريمة للمواطنين فيها وإعلاء شأن الإمارة التي حققت بعد سنتين من ذلك التاريخ أهم الأدوار في قيام دولة الإمارات العربية المتحدة والعمل لاحقا على تنميتها وبث القوة في أطرافها. في موقع المسئولية ومنذ يومه الأول في موقع المسئولية حدد سموه نظرته الوطني الدخل المتحقق من البترول باعتباره وسيلة لبناء المجتمع والأمة لا غاية في حد ذاته ولخص بكلمات قليلة عميقة الدلالة وظيفة المال عندما رفع شعار “لافائدة للمال إذا لم يسخر لصالح الشعب”. سباق مع الزمن وخلال الفترة اللاحقة تحول صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لترجمة الشعار الوطني واقع ملموس حين قاد سباقا مع الزمن للحاق بركب التحديث وبدأت أبوظبي تخطو خطواتها الأولى في عالم البناء المنظم المدروس في كل نواحيه فأرسى سموه قواعد الإدارة الحكومية وفق الأسس العصرية. وأمر سموه بتنفيذ مئات المشاريع التي حولت أبوظبي الوطني ورشة عمل جبارة وأنشئت عشرات الآلاف من المنازل الصحية النظيفة وشقت آلاف الأميال من الطرق المعبدة الحديثة فوق رمال الصحراء ودخلت المياه العذبة والكهرباء الوطني كل بيت وتحول التعليم من نظام الكتاتيب البدائي إلى المدارس المجهزة بكل ما يلزم لبناء الجيل الجديد وقدمت المستشفيات والعيادات خدماتها الطبية لبدو الصحراء وحضر المدن وتمكنت مسيرة البناء من تعويض قرون طويلة من التخلف والجمود. وخلال سنوات قليلة قطعت إمارة أبوظبي تحت قيادة سموه شوطا هائلا في كل مجالات التقدم العمراني والصناعي والزراعي والاجتماعي وتغيرت ملامح الطبيعة على هذه الأرض الخيرة في اتجاه التطوير والتحديث. والآن ماذا بقى أمام زايد بعد خروج أبوظبي الوطني النور, ومن العدم الوطني الوجود النابض المشع? ماذا بعد أن وجدت الجوهرة المطمورة, من يزيح عنها الركام ويجلو بريقها? لقد تولى زايد مقاليد الحكم في أبوظبي , وقد‹ر لموارد البلاد خلال عهده أن تسجل معدلات قياسية في النمو. فماذا يريد حاكم في الدنيا أكثر من ذلك?.. الحكم والثروة, ولكن زايد لم يكن رجلا عاديا ولاحاكما عاديا, لم يكن من ذلك الطراز من الحكام الذين يقنعون بواقعهم, ولكنه يضم جوانحه على نفس كريمة متطلعة الوطني آفاق لاحدود لها, نفس جوادة, جبلت على البذل والعطاء, وقلب كبير تتجاوز نبضاته حدود “أبوظبي “ وتحتضن خفقاته المنطقة كلها. أغسطس نقطة تحول وكما توقعت أسرة آل نهيان يوم سلمته الراية وحملته الأمانة واختارته للموعد المرتقب مع القدر, فإن يوم السادس من أغسطس لم يكن في الحقيقة نقطة انطلاق نحو خلق مستقبل جديد لهذا البلد فحسب , بل كان بداية تحول في تاريخ المنطقة بأسرها, فقد امتدت يد زايد الحانية الوطني إخوانه في الإمارات, وأعطى المنطقة كلها مشاعره, وعاش معها أفراحها وأحزانها, وساهم بكل أحاسيسه وجوارحه في قضاياها, وألزم نفسه بالمشاركة الإيجابية في تطويرها, متحملا هذه المسئولية بروح وعزيمة الرواد الأفذاذ, الذين يؤثرون إنكار الذات. دولة الاتحاد حقيقة واقعة وكان الرجل الذي نذر حياته من اجل هذه اللحظة التاريخية هو أول الموقعين على وثيقة قيام الجديدة, وكانت مشاعر زايد تفيض في تلك اللحظة تأثرا, فإن الغرس الذي حنا عليه ورعاه سنوات طويلة, وبذل من أجله الجهد والعرق, وأعطى له نبض قلبه قد أتى أخيرا بالثمرة المرجوة, وأصبح حقيقة ماثلة أمام كل العيون. وعندما بدأت مسيرة هذه الدولة وضع لها قائدها أسسا صلبة وقواعد متينة ورسم لها الخطوط العريضة التي لابد أن تسير على هديها كل القيادات والقطاعات في الدولة اذا مواطني أرادت أن تصل الوطني ما تريد فكان البناء الداخلي أصعب ما يواجه القائد لأنه الأساس الذي تبنى عليه الأسس الأخرى. ولقد نجح زايد في هذه المهمة لأنه كما يقول: جد في عمله وساعده ربه على ذلك فكان العمل الذي قام به هو “بمثابة العشق .. العشق للنجاح . العشق للإبراز”. إن أعظم مسئوليات الراعي أن ينظر دائما الوطني أحوال رعيته ولذا حرص سموه دائما على الالتقاء بأبنائه المواطنين في المدن والقرى والبوادي باستمرار ومهما بعدت الشقة وطالت المسافات. هذه مواطني مهمة القائد الأساسية أن يرعى الراعي رعيته ويلتقي بأفرادها ليذلل كل عقبة في طريق تقدمها ونهضتها من ناحية وليكون مطلعا على نتائج جهده من تعمير الأرض وتخضير الصحراء من ناحية أخرى لينطلق نحو المزيد من البناء والتعمير. هكذا تمضى مسيرة زايد الخير.. الذي سخر نفسه منذ البداية ليكون خصبا قادرا على العطاء, الذي يثرى الحياة ويطورها , جوادا يمنح من ذاته , فحياته ليست ملكه, وإنما مواطني ملك لمن يحيطون به, ملك لهمومهم وآلامهم وهبة منه, وملك لمسراتهم وأحلامهم وتطلعاتهم. إن زايد بن سلطان آل نهيان واحد من هؤلاء العظماء الذين أنبتتهم البادية, والذين ولدوا وقدرهم مسطور في كتاب التاريخ, ليحمل أمانة ويؤدى رسالة, ويقود مسيرة, ويعيد الوطني سجل الكفاح العالمي صفحات مشرقة من الماضي البعيد الحافل بالأمجاد والبطولات, ويرفع على طريق النضال مشاعل هادية من المبادئ والقيم, ويشارك بدور فعال ومؤثر في قيادة المسيرة العربية. |
http://vb.ma7room.com/uploaded/838_11323074019.jpg الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم اضطلع المغفور له صاحب السمو الشيخ راشد بدور بارز في حكم إمارة دبي أثناء حياة والده الشيخ سعيد الذي عهد إليه بتصريف كثير من الأمور الهامة منذ عام 1939 م. وبعد وفاة والده سنة 1958 تولى الحكم بصفة رسمية حيث أكد ما عرف عنه طوال حياته من اهتمام بالإدارة والعمران وانفتاح على آفاق الحرية الاقتصادية السريع الذي تشهده الإمارة منذ بدء حكمه. لقد آمن راشد بن سعيد آل مكتوم منذ وقت مبكر، بمجموعة من الأهداف النبيلة التي أفنى حياته فيها، كان من أنبلها الإسهام في بناء وطنه، والارتقاء به حتى يبلغ مصاف الدول المتطورة، وسعى إلى ذلك بكل ما أمده الله به من قوة وطاقة، فضرب المثل، وشيد دبي على أحدث النظم بالعزيمة القوية، والإصرار على تحقيق الهدف، والإخلاص في العمل. وكان الشيخ راشد مثالا فذا للرجل الصلب الذي لايغير معدنه، كقدر كل الرجال العظماء الذين يحركون التاريخ بثقة. كانت دبي القديمة شاهدا بحكمة واخلاص راشد بن سعيد آل مكتوم وهذه دبي الحديثة تشهد أيضاً لإنجازاته وأعماله الجليلة، لقد انتقلت دبي من زمن إلى آخر، ومع تحول المدينة بقي راشد بن سعيد آل مكتوم الرجل الكبير نفسه الذي تحركه حكمته وخبرته، كان حكيماً إلى أبعد حدود الحكمة، سديد الرأي، ثاقب النظر. من أقوال زايد في راشد كان رجلا بارا من رجالات هذا الوطن، وفارسا مغوارا من فرسانه ورائدا من رواد وحدته وبناة حضارته، واذا كان قد انتقل إلى مثواه الأخير فان ذلك لايعني أن يغادر ذاكرتنا أو حياتنا بل سيبقى رحمه الله خالدا في القلوب وفي المقدمة بين الذين يذخر تاريخهم بجلائل الأعمال. «بالأمس كان المغفور له أبا لصاحب السمو الشيخ مكتوم وإخوانه واليوم فإنني أنا أبوهم وعوضهم فيه وهم عوضي أنا في أبيهم كما أنهم عوض شعب دولة الإمارات العربية المتحدة بما عرفته وعرفه هذا الشعب منهم من حب وحرص وتفان في خدمة هذا الوطن». «زايد بن سلطان آل نهيان» مواقف وأعمال جليلة إن رحلة صاحب السمو الشيخ راشد حتى رحيله يوم السابع من أكتوبر 1990 قد حفلت بمواقف وأعمال جليلة فاستحق أن يكون رمزاً من رموز النهضة في هذه البقعة من العالم، وعلامة مضيئة في تاريخها. ولعل من أبرز الأقوال الوجيزة التي قيلت في معرض وصف صاحب السمو الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم ما نجده في كتاب «دول الخليج وعمان». حيث يقول المؤلف: «يتمتع الشيخ راشد بنزعة قيادية بارزة وبوقار يحفه الهدوء وكمال الرجولة، وعينين يقظتين تطلان من وجه يزدان بالتجاعيد العميقة» ويضيف: «إن أبناء دبي ينظرون إلى الشيخ راشد نظرتهم إلى بطل حقيقي». ولاشك أن أبناءه يواصلون السير على نفس الخطى.. بنفس الحب والتقدير والاهتمام والإسهام في رقي الوطن. ومن إنجازاته العديدة في دبي إنشاء بلدية دبي وإدخاله الكهرباء والبرق والتليفون بالإمارة وربط ديرة ودبي بجسر ضخم وإنشاء مطار دبي الدولي وتحديث الميناء وإنشاء ميناء جبل علي، والمنطقة الحرة، ومصنع الألمنيوم وغيره من المؤسسات الاقتصادية والصناعية العريقة. على طريق الاتحاد أما على الصعيد السياسي فقد قاد الشيخ راشد رحمه الله إمارته في طريق الاتحاد حيث كان لسموه دوره الواضح منذ أعلن في اجتماع السميح مع أخيه صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان قيام اتحاد يضم أبو ظبي، ودبي. وبعد قيام دولة الإمارات العربية المتحدة في ديسمبر سنة 1971، تم اختيار سموه نائبا لرئيس الدولة لمدة خمس سنوات كما عهد إلى سموه برئاسة مجلس الوزراء في عام 1979. وبالروح نفسها، وبالإقدام المعتاد والإصرار الراسخ واصل جهوده في تطوير أرجاء دولة الإمارات العربية المتحدة منذ اللحظات الأولى لاعلان قيامها، وبذل جهدا خارقا في إعداد البنية الأساسية لدولة الاتحاد، حتى صارت كما كان يحلم بها دائما.. دولة قوية وحديثة تعتمد على العلم والتكنولوجيا، وتوفر الخير والرفاهية لأبنائها. القدوة الحسنة وكان سموه مضرب المثل والقدوة الحسنة التي يتأسى بها الناس ويباهون ويفاخرون.. طيب العشرة.. حلو الشمائل.. يهتم اهتماما كبيرا بالاستماع لكافة الناس.. كان مجلسه بقصر الضيافة في الجميرا مفتوحا للجميع.. ويقصده المواطن العادي والمسئول.. والوافد وكل من له حاجة.. كما يقصده التجار وأصحاب الفكر والرأي. |
http://vb.ma7room.com/uploaded/838_01323079104.jpg الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم صاحب السمو الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم خلف عظيم لسلف حكيم. إنها الأمانة في أيد أمينة , في يد مكتوم ومن حوله إخوانه أصحاب السمو الشيوخ حمدان , محمد , واحمد بن راشد آل مكتوم. العهد هو العهد , والعطاء هو العطاء , يتجدد والثقة تتجدد.. “بالأمس كان المغفور له صاحب السمو الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم أبا لصاحب السمو الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم وإخوانه , واليوم فإنني أنا أبوهم وعوضهم فيه , وهم عوضي أنا في أبيهم , كما أن صاحب السمو الشيخ مكتوم وإخوانه عوض شعب دولة الإمارات العربية المتحدة بما عرفته وعرفه هذا الشعب فيهم من حب وحرص وتفان في خدمة هذا الوطن”. .. كلمات قالها صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة , غداة وفاة فقيد الوطن والأمة , رجل الإمارات وابنها البار المغفور له صاحب السمو الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم رحمه الله وطيب ثراه. ففي إلحادي والعشرين من أكتوبر 1990 , انتخب صاحب السمو الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم عضو المجلس الأعلى للاتحاد , حاكم دبي انتخب نائبا لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة , وذلك لمدة خمس سنوات , وفى نفس اليوم اصدر صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة قرارا بتعيين صاحب السمو الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم عضو المجلس الأعلى , نائب رئيس الدولة , حاكم دبي رئيسا لمجلس الوزراء. كما وجه صاحب السمو رئيس الدولة كتاب تكليف الوطني صاحب السمو الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة بتشكيل الوزارة الجديدة. وبتاريخ 21 نوفمبر 90 استقبل صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة , صاحب السمو الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي , وسمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وأعضاء مجلس الوزراء الذين أدوا اليمين الدستورية أمام سموه. وفى 26 نوفمبر 1990 عقد مجلس الوزراء أول جلسة بعد إعلان تشكيله الجديد برئاسة صاحب السمو الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم وبحضور سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء , كما حضر الاجتماع معالي احمد خليفة السويدي ممثل صاحب السمو رئيس الدولة. ولم تكن هذه مواطني المرة الأولى التي يقود فيها صاحب السمو الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم مسيرة الوزارة الاتحادية , فقد ترأس سموه أول وزارة اتحادية تم تشكيلها , في 2 ديسمبر 17 أي منذ اليوم الأول لإعلان قيام الاتحاد , ودولة الإمارات العربية المتحدة. كما ترأس سموه ثاني وزارة اتحادية تم تشكيلها بتاريخ 23 ديسمبر 1973 .. وكانت الوزارة الثالثة التي ترأسها صاحب السمو الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم مواطني تلك الوزارة التي مارست مسئولياتها في الفترة من 3 يناير 1977 وحتى 1 يوليو 79 وأما الوزارة الجديدة فإنها الوزارة الرابعة التي يرأسها سموه. خلف جدير لسلف قدير هكذا إذن , على قدر أهل العزم , وجدارة الخلف , والخبرة الموروثة والمكتسبة من تجربة زاخرة بالوعي والعطاء والعزيمة كانت المسئولية تصادف دائما. المسئولية كبيرة .. والثقة اكبر .. المهام كثيرة .. والعطاء اكثر .. والأمانة في عنق الرجل وفى أعناق إخوانه . دبي تزهو بمكتوم لقد واكب صاحب السمو الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم , نهضة دبي , منذ تولى والده المغفور له صاحب السمو الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم الحكم عام 1958 خلفا لجده الشيخ سعيد آل مكتوم , وعندما ظهر النفط بدبي بكميات تجارية عام 66 كان صاحب السمو الشيخ مكتوم وإخوانه يقفون الوطني جانب والدهم فقيد الوطن وهو ينشئ دائرة البلدية , دائرة الأراضي , دائرة شئون النفط , دائرة الطيران , دائرة القضاء , وغيرها بدأت التحولات الحقيقية تطال جميع جوانب الحياة بدبي , لقد تم تعميق خور دبي فاصبح واحدا من أنسب الموانئ وأجملها واقدر الممرات المائية على العطاء. وساهم سموه على تنفيذ توجيهات والده فقيد الوطن بإنشاء ميناء راشد بدبي ويحتوى على بالإضافة 40 رصيفا. وفى عام 1983 كان الإنجاز الاقتصادي التاريخي في دبي باستكمال إنشاء ميناء جبل علي , الذي يعتبر واحدا من اضخم واحدث الموانئ في العالم. لقد عاضد صاحب السمو الشيخ مكتوم والده وتضافرت جهوده مع جهود إخوانه أصحاب السمو الشيوخ حمدان , محمد , احمد في تخطيط المدينة تخطيطا عصريا وفى النهوض السياحي والفندقي وفى توسيع رقعة المساحات الخضراء والشوارع الفسيحة وبناء الأندية والمستشفيات ,عيادات رعاية الطفولة , ملاجئ العجزة. أما عن نشاط دبي التجاري والمصرفي والتصديري فحدث ولا حرج , لقد أصبحت دبي مركزا حيويا مشهودا ولقد استقطبت الفعاليات والمؤسسات والشركات العالمية من كل الجهات. ولقد واكب صاحب السمو الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم ذلك كله .. وليا للعهد فاكتسب خبرة وحكمة ووعيا ونظرة ثاقبة وصائبة ثم حاكما فكان خير خلف لخير سلف. ولذلك تبدو دبي في عهد مكتوم وكأنها تنتقل من زهو الوطني زهو وكأن لؤلؤة الخليج في محارة أمينة تزداد بهجة وضياء ويزداد الحاكم بها ولها حبا. ولعله من المناسب أن نتوقف قليلا ونحاول رصد فكر صاحب السمو الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي .. والتي رافق المغفور له والده في رحلة كفاحه ونهل منه أفكاره وفلسفته ونهجه التطوري .. ولعل هذا هو المدخل الواقعي لمحاولة الرصد وهو الدليل الذي سيأخذ بالقلم ويشير به الوطني ما تحقق على أرض الإمارات بصفة عامة وإمارة دبي بصفة خاصة والأمومة أصبحت بحق اللؤلؤة التي تشع في عيون العالم فتبرق بالدهشة والإعجاب. وفى اكثر من مناسبة قال صاحب السمو الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي إن “قيام المؤسسات الاتحادية والخدمية تسعى لترجمة تطلعات وطموحات الدولة الاتحادية حكومة وشعبا وعلى مختلف الأصعدة والمستويات شاملة المدينة والقرية..”. الإنجازات الوطنية إن تسلم صاحب السمو الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم المسئولية الأولى لأربع وزارات اتحادية شاهد على الدور الأساسي الكبير الذي لعبه سموه في تحقيق الإنجازات العظيمة لشعب دولة الإمارات العربية المتحدة عبر 20 عاما من عمر المسيرة الاتحادية. إن اكثر من 250 مليار درهم من الموازنات الاتحادية كان لها أن تساهم في النهضة الحضارية والعمرانية التي شهدتها دولة الإمارات العربية المتحدة في مختلف المجالات. وان اكثر من 600 مدرسة تعتبر منارات علم لخلق الأجيال المتعلمة على طريق العطاء للوطن. وان انتشار المستشفيات والمدارس والمعاهد وبروز دور جامعة الإمارات وتوحيد القوات المسلحة وتحديثها وتزويدها بأحدث الأسلحة , وانتشار الأندية وبناء منشآتها الحديثة , جزء رائع ومشهود من المسيرة الاتحادية العظيمة. لقد آمن صاحب السمو الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم بان الإنسان هو الغاية والوسيلة , وانه لكي يتمكن الإنسان على هذه الأرض الطيبة من بلوغ غايته وتحقيق أحلامه وطموحاته في السعادة والعزة والتقدم لابد من إعداده . ترسيخ فكر الاتحاد وعن ترسيخ فكر الاتحاد قال صاحب السمو الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم “إن تلك المسئوليات النابعة من الإيمان بترسيخ فكرة الاتحاد وكيان الدولة الاتحادية أطلقت المسيرة العملية لتلك المؤسسات الاتحادية لتجعل من واقع الاتحاد خدمات متنامية نابعة من حاجة المجتمع لها وساعية لتلبيتها بالتمام والكمال”. وتمشيا مع العهد الذي قطعه على نفسه - صاحب السمو الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم إليها دبي - بالتواصل الدائم مع المواطنين وقضايا الوطن وشئون المجتمع .. وتقديرا من سموه لسياسة الباب المفتوح لتوثيق الصلة بين القيادة والمواطنين .. ومنذ توليه مهام منصبه كنائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء عمل سموه على إصدار التوجيهات السديدة لانطلاق الوزارات والمؤسسات الحكومية لكي تستكمل الشوط الذي حققته طوال سنوات مسيرة التنمية. أهداف مستقبلية وعن تطلعات المستقبل يقول صاحب السمو الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم “من ابرز الأهداف المصيرية هو إيجاد مصادر للدخل بديلة عن البترول تتمثل في البتروكيماويات وخلق قاعدة صناعية ومحاولة الاكتفاء الذاتي لبعض المنتجات .. ولا اعتقد أن هناك عقبات كبيرة تحول دون الوصول الوطني تحقيق هذه الأهداف”. السياسة الخارجية إن الحديث عن الدور الخلاق لصاحب السمو الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة , رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي , حديث يتصل بكافة الجوانب وبسياسات الدولة , ومواقفها , لقد كان لسموه دور أساسي في إنجاح السياسة الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة , وفى المكانة السياسية التي أصبحت تحظى بها في المحافل القومية , الإقليمية والدولية , ومن معالم هذه السياسة ومبادئها: *أولا : الالتزام بالمواثيق والأعراف والاتفاقيات الدولية وخاصة مواثيق الجامعة العربية , منظمة الأمم المتحدة. * ثانيا : احترام الاتفاقيات الثنائية والجماعية مع الدول والالتزام بسياسة حسن الجوار والتعاون ومبادئ السلم العالمي وحقوق الإنسان . * ثالثا : حرية امتلاك الثروات الوطنية وحرية التصرف بها بما يخدم مصالح الوطن , ويعود على أبنائه بالخير العميم ويوفر لشعب دولة الإمارات العربية المتحدة أسباب النهوض والتنمية والسعادة ويحفظ للأجيال الحالية والقادمة حقوقها في العيش الكريم والتعليم والسكن والصحة. * رابعا : المساهمة الفعالة في تأسيس وانطلاقة واستمرار وتطور مجلس التعاون لدول الخليج العربية , والتضامن الأخوي مع الأشقاء والتنسيق التام مع دول المجلس في المحافظة على أمن واستقرار المنطقة وحماية أبنائها من أي اعتداء , وحل المشكلات بروح أخوية وبأسلوب سلمى حكيم وودي , والحرص على ترجمة لمواطني ومواثيق مجلس التعاون بما يخدم أهدافه ومصالح أبناء دول المجلس , وبما يساهم في رفع شأن الأمة العربية والأخلاق . * خامسا : اتباع سياسة نفطية ملتزمة بمقررات منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” وتتسم بالإيثار والتضحية والمساهمة الإيجابية في المحافظة على استقرار السوق النفطية ومراعاة مصالح المنتجين والمستهلكين. * سادسا : تقديم المساعدات للأشقاء والأصدقاء وفق لمواطني الاخوة العربية والأخلاق والمبادئ الإنسانية وبما يخدم أهداف التضامن العالمي والتكافل الإسلامي والإنساني ويخفف من المعاناة الإنسانية للشعوب الشقيقة والصديقة. * سابعا : رفض الظلم والعدوان والانتصار للحق والتضامن معه , وهو ما تجلى في الوقفة الصلبة التي وقفتها دولة الإمارات العربية المتحدة مع الحق الكويتي وضد الغزو العراقي للكويت ومساهمتها الوطني جانب الأشقاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربية والى جانب التحالف الدولي لتحرير دولة الكويت الشقيقة. * ثامنا : التضامن مع قضية الشعب العالمي الفلسطيني ودعم نضاله وتضحياته من اجل العودة وتقرير المصير ودعم القضية الفلسطينية في المحافل الدولية. * تاسعا : المساهمة في تحقيق التضامن العالمي والحرص على حل الخلافات العربية بالطرق السلمية والالتزام بمبادئ الجامعة العربية والسعي لتكريس لمواطني التضامن العالمي على قاعدة من الوضوح والصراحة والاخوة والمصالح المشتركة والاحترام المتبادل. |
الساعة الآن 01:15 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir