منتدى استراحات زايد - هل المرأة العاملة فاشلة أسريا ؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أختي الفاضلة :شموع55
أشكركِ على الطرح القيم وهي من قضايا العصر الحيوية .

ومن طبعي أحب تكوين فكرة صحيحة عن كل القضايا وخاصة الحيوية منها والواقعية على وجه الخصوص .

بداية الموضوع من ناحية خروج المرأة للعمل :

من وجهة نظري وحسب فهمي للنصوص الشرعية أن عمل المرأة ليس حراماً بشروطه اللازمة لسلامة المرأة وحفظ كرامتها وصيانتها من كل عابث أو مغرض .

وكنّ النساء في عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يخرجن للعمل على اختلاف أعمالهن في المزارع أو الرعى أو تطبيب المرضى من النساء أو تعليمهن مايحتجن إليه من الأعمال كالخياطة وغيرها .

بل كانت خديجة رضي الله عنها ممن عملن بالتجارة وطلبت من الرسول صلى الله عليه وسلم قبل زواجها به العمل معها وكلفته بالسفر للشام للتجارة .

وكانت عائشة رضي الله عنها بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم تعلم الناس أمور الدين وكانت عالمة بالدين فزوجها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والوحي يتنزل عليه في بيتها غالباً ، وعالمة بالأنساب كأبيها أبي بكر الصديق رضي الله عنه وعالمة بالطب حيث كانت تكتب الوصفات الطبية من الوفود الذين يأتون إلى المدينة عند مرض الرسول صلى الله عليه وآله وسلم .

ومع ذلك لا يتعارض مع قوله تعالى ( وقرن في بيوتكن ) فقرارها في بيتها مع الخروج للعمل الشرعي أو الدنيوي الذي لايخل بالأدب والعفاف والحشمة من متطلبات ديننا الإسلامي الحنيف .
فأعمال المرأة متنوعة وكثيرة والمجتمع بحاجة لها كالمدارس والجامعات والطب النسائي وغيرها لا يمكن حصره في هذه العجالة .وخاصة في عصرنا الحاضر تتوافر للمرأة العمل خارج أو داخل بيتها مع وجود الوسائل الحديثة كالانترنت التي لم تستغل استغلالاً جيداً في عالمنا الاسلامي للآن ، وأبواب الأسهم الحلال انفتحت أبوابها للعاملين والعاملات فهل من مشمر ؟.

والنقطة الثانية المهمة المطروحة : هل المرأة العاملة فاشلة أسرياً ؟.

هنا لابد من مرعاة كون المرأة بنتاً أو متزوجة أو أماً أو أرملة .

وتختلف أحوال المرأة الجاهلة من المتعلمة كالرجل تماماً

فالمجتمع لا ينفعه الجاهل الكلّ على الغير وإنما يفيده المتعلم الذكي الذي يريد البناء لا الهدم .

فإعداد المرأة للعمل إعداداً جيداً ينشأ من البيت أولاً وهي مسئولية الأبوين وتنمية المهارات الموجودة فيها وتطويرها للأفضل للاستفادة منها للمجتمع فيما بعد بما يتناسب مع طبيعتها وحالها كامرأة منتجة ، ومما يؤسف في حال المسلمين اليوم إهمال البنت حتى في الأعمال المنزلية (القدر الأدنى من إعداد المرأة) .

ومن عجائب القصص في عمل المرأة : شكى رجل حاله وشدة فقره مع عمله البسيط لأحد العلماء فأرشده للزواج عملاً بقوله تعالى ( إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم ) فتزوج بالأولى فازداد فقراً فشكى حاله للعالم فأرشده للزواج فتزوج الثانية والثالثة ثم آخراً الرابعة التي كانت منتجة ومعدة إعداداً جيداً فجمعت الزوجات وعلمتهن الخياطة وأصبحن يعملن بجد حتى اغتنى البيت وحسنت أحواله .

فانظر أيها القارئ الفطن ماللإعداد المرأة من أثر فعّال في المجتمع المسلم الواعي وكذلك ماللمرأة الجاهلة كالرجل الجاهل :الحمل الثقيل على مجتمعه وعلى نفسه وعلى أقاربه .

بعد الإعداد الجيد على المرأة دور كبير في تنمية مهاراتها وتعلم المزيد من الأعمال المفيده في بيتها ومجتمعها وهنا لابد من الأشارة الى نقطة مهمة وهي أن المرأة في مجتمعنا لاتحاول تتعلم المزيد إلا اضطراراً فإذا اضطرت لتعلم الكمبيوتر تعاني الأمرين حتى تتقن استعماله ، وكذلك عندما ترزق بأطفال تبدأ الآن التعلم من غيرها ولذا يقال في مجتمعنا أن الطفل الأول هو (فار التجربة) وحقل من التجارب والمهارات تنهال عليه حتى ينعم بالتربية من جاء بعده أما الأول فهو الضحية لإسعاد إخوانه ، وهو واقع لبعض الأسر والأمهات الجديدات على الصنعة .

قبل الإجابة الفعلية للسؤال المهم ( هل المرأة العاملة فاشلة أسرياً )
ننسأل : هل حياتنا رخيصة علينا حتى نقضيها في الأغاني والأفلام والمسلسلات والقنوات المحبطة للعزائم والداعية للخمول ؟

وعلاقة السؤال بالموضوع علاقة الجدية في حياتنا ومدى استفادنا من وجودنا على ظهر الأرض هل هو للراحة على حساب الآخرين العاملين أم نسعدهم بما كانوا يسعدونا ونتعاون معهم في الجد والاجتهاد والعمل والانتاج ؟.

فالمرأة المتزوجة العاملة المنتجة مع زوجها أفضل من المرأة العالة عليه فقط

وعلى عاتق الزوج مسؤلية التعاون معها في أعمال المنزل ، وهل عمل الرجل في البيت مازال عيباً ومخلاً لرجولة الرجل ؟. إذن إقرأ في سيرة الرسول الأعظم صلوات ربي وسلامه عليه فقد كان في خدمة أهله وكان يخيط ثوبه وكان يعمل في بيته .

لماذا تحمل المرأة أعباء مساعدة زوجها خارج المنزل وهو غير مبالي بما تبذله داخل بيته ؟..

فالفشل الأسري للمرأة العاملة له أسبابه ونجاحه له أسبابه بمشاركة الطرفين على حد سواء .

ولايمكن وضع اللوم على المرأة فقط في حال الفشل كما لا يمكن انفرادها بالمدح في حال النجاح

فأبي رحمه الله علّمني أن الحياة كالخشبة الكبيرة لا بد من تعاون الزوجين معاً في حملها كل واحد من طرف ، ولا تترك أعباء الحياة على واحد فينهار سريعاً ، كما لا تحمل من طرف واحد فقط فننجح من جانب ونفشل في الجانب الآخر .

تحية طيبة