![]() |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اتفهم أسباب حيرتك ياآنستي والتمس لك العذر فيها ولكن هناك بديل اخر لإقامتك مع أبيك بعد الزواج يمكن أن يحقق لك نفس الغرض النبيل الذي تسعين إليه وهو الا تدعي آباك لوحدته الكاملة وشيخوخته بغير أن يحرمك ذلك من حقك العادل في السعادة المشروعة أو يظلم زوجك الذي سعى للأرتباط بك واحبك ويرغب في السعادة معك.. أن والدك يرفض الزواج مرة آخرى ويرى انه قد فات الآوان لاتخاذ مثل هذه الخطوة في حياته الآن ويرفض في نفس الوقت القبول بإقامتك معه بعد الزواج ويعلل ذلك بأنه لايريد ان يستشعر طمع خطيبك فيه أو فيك بمثل هذه الخطوة وهو تعليل لا احسبه صادقاً فيه وإنما اظنه اباً حكيماً يريد لإبنته أن تهنأ بحياتها بغير أن يؤثر عبء رعاية اب شيخ على حياتها أو حياة زوجها استمرار لتضحيته السابقة من أجلها واعلاء لسعادتها على اعتباراته الشخصية ولعله يتحسب لما يمكن ان ينجم عن ذلك من مشاكل افتقاد الخصوصية سواء بالنسبة له أو لزوجك ومادام الأمر كذلك فانك تستطيعين الإستقلال بحياتك الشخصية عنه بعد الزواج دون أن يؤثر ذلك على قدرتك على رعايته والحدب عليه والإهتمام بأمره الا في اضيق الحدود وذلك بأن يتخلص خطيبك من شقته الجميلة الجاهزة ويستبدلها بآخرى ملائمة في أقرب مكان من مسكن أبيك وحبذا لو كان في نفس العمارة التي يقيم فيها أو في الجوار القريب منها وبذلك تتعاملين معه بنظرية الإقتراب عن بعد أو الإبتعاد عن قرب .. أو وفقاً لنظرية القنافد التي استشعرت ذات ليلة البرودة الشديدة فاقتربت من بعضها البعض لتشعر الدفء فأدمتها اشواكها فتباعدت عن بعضها البعض فاستشعرت البرد القارس فعادت للإقتراب بحكمة من بعضها البعض بحيث يتحقق لها الدفء ولاتؤذيها في نفس الوقت اشواكها.. والابنة المحبة العطوف لاتهجر آباها الوحيد حين تتزوج وتنتقل إلى بيت زوجها وأنما تحمل معها اليه همها بأمر ابيها اينما تكون وتستطيع أن تزوره كل يوم أو يوماً بعد يوم ولو لبضع دقائق تطمئن خلالها وتدبر له شؤون حياته وترعى امره وتشعره بوجودها بالقرب منه كما تستطيع كذلك أن تقضي عطلة نهاية الأسبوع مع زوجها معه وأن تستقبله يوماً أو يومين في بيتها كل حين وأن تدبر له من ترعى بيته خلال غيابها عنه وبوسائل الإتصال الحديثة تستطيع أن تتواصل معه كل ساعة وان هي الا شهور واعوام ثم تنجب له احفاداً يشغلون كل وقته بأجمل الشواغل والإهتمامات.. والزوج المحب العطوف يتفهم بسولة حرص زوجته على البر بأبيها الشيخ الوحيد الذي كرس حياته لرعايتها ورفض ان يتزوج بعد امها ويعينها على ذلك راضياً ومستبشراً بزوجة تؤدي حق أبيها عليها بحب وعطف وعطاء ولو تكبدت العناء في سبيل ذلك ويتوقع منها أن تعينه بدورها على الوفاء بحق ابويه عليه وعلى تنشئة أطفالهما على البر والتقوى والإحسان للوالدين وصلة الرحم وكل القيم الدينية والآخلاقية السامية.. فاحسمي أمرك يا آنستي ولاتترددي في تحديد موعد الزفاف وفي جني ثمار الحب والسعادة والوفاء.. وثقي من أن آباك سيشقى بوحدتك اذا اضعت فرصتك في السعادة ولن يهنأ بأيامه وهو يشعر انه قد حرمتك الأقدار الآليمة من قبل من عطف الأم وحدب الأهل عليك ولسوف تزداد سعادته ويتجاوز عناء وحدته المؤقتة في بداية الزواج كلما لمس توفيقك في حياتك الزوجية وسعادتك بها بإذن الله.. |
الساعة الآن 10:06 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir