![]() |
وانتهى كل........... شئ !! وانتهى كل........... شئ !! المعركة التي دارت في الصباح، انتهت بعد سحق كامل المعسكر الصغير الذي كان جيش الامام الحسين يشكله. فقتل الرجال جميعا، وقتل الشاب، واحرقت الخيم.. فلم يبق من ذلك المعسكر أي أثر، وانتهت أقصر وأعظم معركة في التأريخ !! الأصوات هدأت.. القمر كان يرسل أشعته الخافتة على الجثث وبقايا الرماح والسيوف، فيزيد من وحشة الصحراء.. وهنا تحرك شبح إمرأة ! تحركت إمرأة من على بقايا خيام محترقة، أرادت أن تقف ولكن رجلاها لم تحملها.. سقطت مرة، فحاولت ثانية وأخرى.. ثم تحركت باتجاه ساحة الميدان، وبدأت تنظر.. وبدأت تفتش! ترى عم كانت تفتش تلك المرأة في تلك الليلة الموحشة؟! هل كانت تنفتش عن شئ ضيعته في ذلك النهار؟! هل كان هنالك شئ قد ضاع في تلك الصحراء؟! نعم لقد ضاع الشرف.. وضاعت الكرامة.. وضاعت الانسانية كلها !! تلك المرآة الحزينة الكئيبة الجريحة.... كانت "زيـــــــــــــنب "!.. جاءت الى كومة من بقايا رماح وسيوف ومجموعة من الحجارة.. أخذت تنحني بكبرياء هامتها بين فينة وأخرى لتلتقط أشياء صغيرة من على رمال تلك الصحراء.. فتأخذها وتقبلها.. ثم واصلت المسير مهامتها المكسورة.. حتى وصلت الى نحر مقطع تسطعه أشعة تلك الليلة المقمرة ! فقبلت النحر المقطع... طويلا! التأريخ لا يخبرنا ماذا قالت زينب لجثة أخيها الحسين، ولكن التأريخ يقول بعد حوار طويل مع نحر مقطع رفعت زينب تلك الجثة الى السماء لتلخص قضية أخيها الحسين، وتمزق صمت الزمان وأشباه رجاله بصرخة مدوية مازالت أصداؤها تتردد لتصل الينا وتستمر.. قائلة: "اللهم تقبل هذا القربان من آل محمد" !! (مشهد مستوحى من مقدمة كتاب الشهيد والثورة). |
الساعة الآن 04:43 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By
Almuhajir