منتدى استراحات زايد - مئات الحجاج يصلون إلى الدولة «منهكين» لتأخر طائرات العودة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وصل إلى مطار دبي الدولي، أمس، نحو 2000 حاج قادمين من المملكة العربية السعودية «منهكين»، بعد أن أدوا مناسك الحج، واضطروا إلى الانتظار نحو 20 ساعة في مطار الملك عبدالعزيز في مدينة جدة، فيما لايزال عشرات الحجاج ينتظرون منذ أول من أمس في المطار نفسه، بسبب تأخر الطائرة التي كان من المفترض ان تقلهم.
وذكر السفير الإماراتي في السعودية العصري سعيد الظاهري، أن الحكومة الاماراتية استعدت بعدد من الطائرات لنقل الحجاج من الإمارات في حال لم تحل مشكلة الحجاج العالقين، لكنه أشار الى أن معظم الحجاج غادروا الأراضي السعودية بالفعل، وبقي منهم بضع عشرات في انتظار الطائرات التي ستقلهم في رحلة العودة.
وأفاد المنسق العام للجنة الحج في مطار دبي عبدالله علي لـ «الإمارات اليوم» بأن خمس طائرات للخطوط الجوية السعودية تأخرت عن مواعيد نقل نحو 2250 حاجاً من الإمارات. فيما ذكر حجاج علقوا في مطار الملك عبدالعزيز أنهم ينتظرون في صالة مدينة الحجاج منذ صباح الجمعة الماضي، من دون أن يتم تقديم أي وجبات طعام أو خدمات صحية، لاسيما الذين يعانون أمراضاً مزمنة. مطالبين الطيران السعودي بالالتزام بالمواعيد المحددة في التذاكر.
وتعذر الحصول على رد من مكتب الطيران السعودي في دبي بعد اتصالات عدة اجرتها «الإمارات اليوم».
وتفصيلاً، قال حجاج إن طائراتهم تأخرت عن الإقلاع من جدة لأكثر من 15 ساعة بسبب وجود عطل فني وفق ما أبلغوا به في المطار، ما أدى إلى تدكس المئات من الحجيج من دولة الإمارات في صالة واحدة. وأشاروا إلى أنهم ناموا على الأرض وتغطوا بـ«الكراتين»، بعدما تعذر الحصول على مكان للراحة.
ووصف المواطن علي مصبح في اتصال هاتفي مع «الإمارات اليوم» الوضع في المطار بأنه «مأساوي»، وقال «وصلنا إلى المطار في جدة عند الساعة الرابعة عصراً حيث كان موعد الرحلة في تمام السادسة مساءً»، مضيفاً «فوجئنا بوجود ازدحام نتيجة لتأخر رحلات حجاج آخرين من عمان والكويت وقطر والبحرين».
وتابع «المطار يفتقر إلى الكراسي الكافية، ما أجبر الجميع على الجلوس على الأرض، فضلاً عن عدم وجود مياه للشرب أو طعام». وأضاف أن القنصل الإماراتي أحمد المنقوش حضر إلى المطار ووعد بمتابعة الموضوع. وذكر حاج طلب عدم الاشارة الى اسمه، أن «عدداً من الحجاج تم إخراجهم من المطار بعدما تعرضوا للتعب، وأضاف أن الحجاج افترشوا الأرض، فيما عمل الرجال معا لتخصيص مكان للنساء ليتمكنّ من النوم فيه».
وحمّل عبدالرحمن محمد مسؤولية تأخر والدته وأسرته في الوصول الى دبي للطيران السعودي، وقال إن والدته وصلت عصر امس متأخرة يوماً كاملاً عن موعد وصولها، لافتاً إلى انها اصيبت بالإرهاق الشديد، إذ انها مصابة بالسكري والضغط، وكان صعباً عليها الانتظار لنحو 20 ساعة كاملة في المطار. وقال إن «السلوك الطبيعي الذي تلجأ اليه شركات الطيران في حال تأخر رحلاتها هو ان تؤمن المسافرين بفنادق للمبيت، لكن الطيران السعودي ابقى المسافرين في المطار لنحو 20 ساعة بلا طعام أو فراش للنائمين، وفي اجواء باردة لم يحتملها كبار السن»، لافتا إلى أن والدته كانت بين ثمانية افراد من اسرته، دفع كل واحد منهم نحو 4500 درهم، وهو اعلى سعر يمكن ان يدفع للمسافة بين دبي وجدة. ومع ذلك لم يحصل المسافرون على الخدمات التي يستحقونها.
وأوضح السفير الإماراتي في الرياض العصري الظاهري أن التأخير سببه الرحلات الاضافية التي اضطرت بعض الشركات لتسييرها لتأمين نقل الحجيج بأعداد كبيرة، وأضاف «أي تأخير في تلك الرحلات يسبب ارباكاً للمسافرين». مشيراً إلى أن الحجاج عانوا من وجودهم في المطار «غير المجهز بكامل الخدمات لساعات، خصوصاً أنهم كانوا مرهقين بعد تأديتهم مناسك الحج».
وأكد الظاهري أن معظم الحجاج من الإمارات سيصلون بحلول اليوم (الأحد)، ونوّه بجهود بعثة الحج الرسمية التي نسقت مع السفارة لتأمين الخدمات للحجاج المتأخرين، لاسيما لتوفير الفنادق للنوم في حال تطلب الأمر ذلك.
إلى ذلك، قال المنسق العام للجنة الحج في مطار دبي عبدالله علي إن السبب الرئيس في تكدس الحجاج في مطار الملك عبدالعزيز هو تأخر الطيران السعودي عن مواعيد الإقلاع المحددة باتجاه مطار دبي. وأوضح أن عدد الرحلات الجوية المتأخرة عن الإقلاع وصل إلى خمس، من أصل 13 رحلة، لافتاً إلى ان كل رحلة تقل بين 360 و480 حاجاً، من الإمارات، حسب حجم ونوع الطائرة. وتابع أنه من المفترض أن تصل طائرة الحجاج المنتظرين في مطار مدينة جدة منذ الساعة الثالثة عصر يوم الجمعة الماضي في تمام الساعة الخامسة والنصف تقريباً من اليوم نفسه، إلا أن الطائرة وصلت في الثانية و40 دقيقة ليل اول من أمس. وأشار إلى أنه تلقى الكثير من الشكاوى من الحجاج الموجودين في مطار الملك عبدالعزيز تتعلق بتأخر رحلاتهم وغياب الخدمات، وأنه تواصل مع مدير عام الخطوط الجوية السعودية في الإمارات، الذي نأى بنفسه عن المسؤولية حول تأخر الرحلات الجوية في السعودية، لأنه «مسؤول فقط عن الرحلات في دولة الإمارات». وأضاف أنه تواصل مع مدير عام دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري الدكتور حمد الشيباني، الذي أكد أنه سيعمل على إيجاد حل سريع لمشكلة الحجاج والتواصل مع الجهات المعنية في السعودية. وأوضح أن حاجة من الإمارات وصلت تبكي إلى صالة المطار من شدة الإرهاق الذي ظهر عليها، وجلست على الأرض ورفعت يديها شكراً لله على وصولها إلى مطار دبي. وأضاف أن لجنة الحج في مطار دبي استقبلت الحجاج بالورود احتفاء بوصولهم.

الامـــــــــــــــــــــــارات اليــــــــــــــــــــــــــوم ....