(تن تن تتن) عنوان لمقال في صحيفة كويتية !!!
 

د. صلاح الفضلي


حكم محكمة الاستئناف في البحرين قبل أيام الذي قضى بتأييد حكم المحكمة العسكرية بالسجن المؤبد على 13 من قادة المعارضة في البحرين، وعلى رأسهم حسن المشيمع وعبدالهادي الخواجة وإبراهيم شريف، يؤكد أن السلطة في البحرين ليست في وارد خلق جو مناسب للحوار مع المعارضة، وفتح صفحة جديدة تخرج البلاد من المأزق الذي تمر فيه منذ ما يقرب من سنتين، وهو ما سيعقد الأمور ويعيدها إلى نقطة الصفر، وهو ما يؤكد أن السلطة البحرينية مصرة على الحسم الأمني، وأن الكلام عن مصالحة مجرد كلام للاستهلاك العالمي.
لنتمعن في التهمة المسندة إلى قادة المعارضة المحكوم عليهم بالمؤبد، وهي تهمة التخابر مع الخارج لقلب نظام الحكم، التهمة المسندة لرموز المعارضة وجهت لهم فقط لأنهم طالبوا بحكومة منتخبة، وبعضهم طالب بنظام جمهوري. هل التعبير عن رأي حتى لو كان شاذاً يعتبر تآمرا لقلب نظام الحكم؟ هناك في الكويت على سبيل المثال من يطالب حالياً بحكومة منتخبة وإمارة دستورية، فهل هناك من يجرؤ أن يقول إن هذه المطالبات انقلاب على نظام الحكم، والغريب أن كثيرا ممن يتبنون هذه المطالب في الكويت، إذا جاء الحديث عن نفس المطالب في البحرين يرفضها ويقول إن الوضع مختلف، ويردد الأسطوانة المشروخة التي تدعي ارتباط هؤلاء بإيران، وهو الاتهام الدائم الذي توجهه السلطة البحرينية لقادة المعارضة، مع أن تقرير لجنة بسيوني التي شكلها الملك حمد ذاته خلصت إلى عدم وجود أية دلائل تشير إلى تدخل إيراني في البحرين، ولكن الكثيرين ممن ينظرون للأمور بنظرة منحازة يتصرفون على قاعدة «عنزة ولو طارت».
إذا كان لنا أن نقارن بين المطالبات في البحرين والمطالبات في الكويت، فإن أحمد السعدون ومسلم البراك وفيصل اليحيى وعبدالرحمن العنجري على سبيل المثال ممن يطالبون بحكومة منتخبة يجب أن يحالوا للمحاكمة بتهمة التخطيط لقلب نظام الحكم، ولكن الأمور عند البعض كما هو واضح «باء تجر وباء لا تجر»، ما لكم كيف تحكمون؟
من بين الثورات العربية في ما سُمي بالربيع العربي لا نجد ثورة أكثر سلمية من ثورة الشعب البحريني، فرغم كل الحيف والجور والاضطهاد والإذلال الذي مُورس بحقه إلا أنه تمسك بسلمية ثورته حتى الآن، وهو لم يطالب بأكثر مما طالبت به بقية الشعوب العربية الثائرة، ولكن مشكلة ثورة البحرين تكمن في الموقف المسبق منها، فهي أشبه ما تكون بـ «مكروهة وجابت بنت»، فلسان حال من يرفض مطالب الشعب البحريني يقول «أنتو هم شيعة وهم تطالبون بحكومة منتخبة». بعد كل ما ناله الشعب البحريني من عذابات على يد السلطة هل نلومه إذا ردد «تن تن تتن».

http://www.alkuwaitiah.com/ArticleDe...bb2ODM.twitter