تخريفات سوسن الشاعر

محروم.كوم · #1 08-02-2012, 10:10 PM

تخريفات سوسن الشاعر

أن تمارس الكذب والتزوير ، الخداع والتضليل ، الباطل والتلفيق ، الفتنة والهدم ، في كتابتها لمقالها الصحفي اليومي- في جريدة تمثل السلطة - من أجل الحصول على المال الوفير وإشباع ذاتها المريضة بداء الحقد الطائفي والفتنة بين أبناء الوطن الواحد ، فهذا ليس غريبا عليها وهي التي قضت عمرها في هذا الانحطاط الأخلاقي والمهني لسنين عديدة . لكن الغريب في الأمر الحال الذي وصلت له الكاتبة (المخضرمة) من ضعف وهذيان في مقالاتها وأفكارها حتى اختلط عندها الحابل بالنابل والأبيض والأسود والعلقم بالسكر ! وإلا كيف نفهم أن هناك مؤامرة امريكية-إيرانية على الأمة العربية ، وأن البحرين هي من تمثل قمة الصمود في مواجهة هذه المؤامرة ، وأن الامريكان يدعمون المعارضة البحرينية ضد الحكم الخليفي في البحرين ... .

لنأخذ مقالا واحد من مقالاتها الكثيرة من أجل معرفة مستوى الهذيان والخرف الذي وصلت إليه الكاتبة في عمودها اليومي ، ونحلله بموضوعية لنرى ليس الانحدار الاخلاقي والمهني فحسب ، بل وحالة عمى الألوان والبؤس الفكري في مواضيعها التي أصبحت تثير الاشمئزاز والشفقة في ذات الوقت !

تقول السيدة سوسن الشاعر في إفتتاحية مقالها الذي كتبته اليوم 2-8-2012 " الترتيبات الأمريكية الإيرانية في المنطقة اصطدمت بالصمود البحريني، وربما فوجئت به، فقدر البحرين أنتكون حائط الصد الأول نيابة عن بقية دول مجلس التعاون. " منطق عجيب حقا ، كيف توجد مؤامرة أمريكية-إيرانية على دول المنطقة وعداوتهما شديدة ومستمرة منذو ثلاثة عقود ، في مقابل متانة العلاقة (الاستعمارية) بين أمريكا وجميع دول مجلس التعاون الخليجي ؟ وهذه المؤامرة (الخيالية) إصطدمت بالصمود البحريني ، والبحريني هنا في فكر الكاتبة هم ليسو المعارضة بمختلف أطيافها ولا جماهيرها الذين يشكلون أغلبية شعب البحرين ، بل هم الاسرة الحاكمة والبحرينيين الشرفاء من السنة والشيعة !

ثم تذكر الكاتبة في مقالها أن البحرين قوية ومتماسكة أكثر من أي وقت مضى ، إلا أنها تبدي مخاوفها من ضعف النظام الحاكم أمام الضغوطات الامريكية-الايرانية وتقديم التنازلات للمعارضة "موقف البحرين اليوم قوي بفضل من الله، ولكننا نخشى من نقطتي ضعف؛ الخيانة من الداخل، وهذه أمرها هين، أما الخشية من ضعف النظام السياسي واستسلامه للضغوطات، فهو ما نحسب له ألف حساب. لا يعتقد أحد أن البحرين تواجه حزباً سياسياً أحدث فيها ماأحدث.. لا أبداً فهؤلاء ليسوا سوى دمى تحرك عن بعد ... ". كما تبدي مخاوفها أيضا من ما أسمته (الخيانة من الداخل) بقيادة الوفاق وأن هذا الحزب (الجمعية) لم يفعل فعله إلا بالدعم الامريكي-الايراني ومع ذلك يبقى أمره هين ! من المعلوم أن المنظمات الحقوقية الدولية وإدارات الدول الغربية بما فيها أمريكا ، بل وتقرير بسيوني (الملكي) أشارو بالاجماع على عدم إرتباط الثورة والمعارضة بإيران أو غيرها . غير أن الكاتبة لا تملك بديلا أفضل وأنجع تستند عليه في زرع الفتنة وتشويش الوعي السياسي أكثر لدى الشارع السني البحريني والخليجي لمساعدة الحكم الخليفي في مواجهة اغلبية شعبه الساعي لتحقيق الدولة المدنية الديمقراطية .

وفي تنظير بائس لا يقبله إلا (المستحمرين) تتحدث الكاتبة عن طبيعة العلاقة الامريكية-الايرانية وتحقيق المصالح المشتركة بينهما في العراق ولبنان وأفغانستان ، بل وحماية إسرائيل ! "قدر للبحرين أن تواجه الولايات المتحدة الأمريكية ومعها إيران، اللذين عملا سوياً بانسجام تام في الملف العراقي والملف الأفغاني، واللذين اتفقا على حماية الحدود الإسرائيلية على خط الجولان، واللذين اتفقا على وقوف حزب الله عند مزارع شبعا وعدم تجاوزها في لبنان، فلا تطلق رصاصة واحدة أبعد من ذلك! البحرين تواجه هذا التحالف الشيطاني الأكبر". حسب منطق الكاتبة أن من كان يحمي الحدود العربية الاسرائيلية ويمنع الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية من الدعم (اللوجستي) العسكري والانساني ليس هي الانظمة العربية الحاكمة وعلى رأسها نظام آل سعود ونظام مبارك الساقط والاسرة الهاشمية في الأردن ، بل هم إيران والنظام السوري وحزب الله الذين تعاونوا مع الامريكان وأوجدو الحماية لإسرائيل ! من إحتل العراق وسبب الدمار الشامل فيها ولشعبها ليس الامريكان وتواطئ المجتمع الدولي معها بما فيها أنظمة الحكم العربية وعلى رأسها آل سعود ودعمهم للقاعدة والجماعات التكفيرية ، بل هي إيران بتحالفها مع الامريكان ، وقدر البحرين أن تواجه هذا (التحالف الشيطاني الأكبر) !

وفي زاوية أخرى من زوايا مقالها توجه الكاتبة إعتراضها لسياسة الادارة الامريكية التي تضغط فقط على حكومة البحرين من بين حكومات دول مجلس التعاون من أجل تطوير الديمقراطية فيها ، بينما تغض النظر عن بقية الدول الأخرى في المنطقة "وحدها البحرين من تضغط الإدارة الأمريكية عليها بكل ما أوتيت من قوة، لا من أجل الديمقراطية كما تدعي، فالبحرين قطعت شوطاً كبيراً فيها، إنما تضغط من أجل هدف واحدلا غير وهو تمكين عملائها الخونة سياسياً من أجل إيجاد الصيغة السياسية التي تمنحهم اليد الطولى في تقرير مصير البحرين، لتبدأ معهم الانطلاقة إلى بقية الدول الخليجية وتكتمل الترتيبات وتمر السبحة". واضح جدا أن الكاتبة تريد أن تقنع الشارع السني البحريني والخليجي أن أمريكا تسعى بقوة إلى أن تجعل من (عملائها) الوفاق يحددون شكل النظام السياسي مستقبلا من أجل تمكينهم من السيطرة على البلاد لكي تكون البحرين البوابة الكبرى للسيطرة الامريكية على بقية دول المجلس ! كل ذلك من أجل أن تساهم الكاتبة في تعطيل حصول الشعب البحريني على استحقاقاته السياسية والديمقراطية والحقوقية، وإرضاء ذاتها المشبعة بالحقد والأنانية ، وإرضاء سادتها الجاثمين على أنفاس أبناء الشعب .

ومن (الخزعبلات) الأوهام الكبيرة التي تطلقها سوسن الشاعر وتصدقها وتريد من الآخرين تصديقها أن " البحرين اليوم كلها سنتها شيعتها في مواجهة الخونة، وفي مواجهة الحزب الذي ارتضى أن يكون حصاناً لطرواده، ويكون أداة ولعبة ورقة وقفازاً تستخدمه الإدارة الأمريكية والنظام الإيراني في إعادة رسم المنطقة حسب مصالح هاتين الدولتين .". تريد الكاتبة أن تقنع كل البحرينيين أن ما يحدث في البحرين ليس ثورة ولا حركة شعبية من أجل تحقيق الديمقراطية وإنهاء حكم الاستبداد ، بل هو مجرد تحرك فردي من جمعية الوفاق التي تتلقى دعما كاملا من النظامين الامريكي والايراني ، إلا أنها مرفوضة من شعب البحرين سنة وشيعة .

وأخيرا تطرح الكاتبة في مقالها الحلول للتغلب على ما تتعرض له البحرين من مؤامرة كبرى امريكية-إيرانية وهي تتمثل في التالي "تماسك الجبهة البحرينية الداخلية وحده الذي سيهزم هذا المخطط، تمسكنا بالدستور صيانة للجبهة، تمسكنا بدولة القانون والمؤسسات صيانة للجبهة، تطبيقنا للقانون وعدم التدخل في القضاء ووقف العمل بأحكامه صيانة للجبهة، عدم رضوخ النظام السياسي لضغوط تدفعه لتجاوز القانون وتجاوز القضاء وتجاوز الدستور صيانة للجبهة. إعادة اللحمةالوطنية وعزل ذلك الحزب صيانة للجبهة، فلا نجامل أعضاءه ولا نرضخ لهم ولا نضعف..."لا شك أن ما تطرحه الكاتبة يمثل رؤية السلطة ذاتها ولا يمثل حلا ولا يحمي البحرين وشعبها ، ولا يخرجها من محنتها التي تتمثل في وجود قبيلة حاكمة مستبدة لأكثر من قرنين من الزمان ، بل يزيد الأمور تعقيدا ويجعل البحرين تدخل في نفق أكثر عتمة وظلمة مما هي فيه الآن ولا يعلم أحد كيف ستخرج منه ، وإن كان النصر حليف الشعوب دائما وليس الحكام مهما زادت غطرستهم وطال حكمهم .

لا يمكن أن نعد ما تطرحه الصحفية سوسن الشاعر في عمودها اليومي فقط في خانة إعلام السلطة الهابط أخلاقيا ومهنيا والذي يستند على الكذب والتزوير والفتنة بين أبناء الوطن الواحد ، بل نرى أنه وصل أيضا إلى مستوى متقدم من الهرطقة والخرف في كتابتها للمقال الصحفي ، وذلك بسبب قوة ثورة 14 فبراير وجماهيرها في مواجهة الحكم الخليفي ، وفي العمل على صياغة وعي سياسي طائفي متخلف ومخروق بأوهام باطلة للشارع السني البحريني والخليجي تقوم على نظرية الخطر (الامريكي-الايراني) وليس (الامريكي-الاسرائيلي) المتماهي مع مصالح الأنظمة العربية المستبدة في أغلبها وفي مقدمتها آل سعود في شبه الجزيرة العربية وآل خليفة في البحرين . __DEFINE_LIKE_SHARE__

المواضيع المتشابهه
الموضوع	كاتب الموضوع	المنتدى	مشاركات	آخر مشاركة
تخريفات سوسن الشاعر	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	08-02-2012 09:50 PM
فضيحة بجلاجل تلفزيون البحرين و هاردلك سوسن الشاعر خخخ	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	11-17-2011 12:20 AM
فلم : بمشاركة سوسن الشاعر وسميرة رجب	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	08-07-2011 09:30 PM
حلقة سوسن الشاعر عن المعارضة في لندن !! [ نص الحلقة كاملةً ]	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	10-26-2009 11:10 PM
سوسن الشاعر تتسأل عن 60 % الوفاق فهل من مجيب	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	08-09-2009 04:20 PM