|
إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...
انضم الينا
#1
| ||
| ||
بسم الله الرحمن الرحيم
__DEFINE_LIKE_SHARE__
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مساكم الله بالخير . . في أحد أيام عام 2009 كنت أقود سيارتي الساعة العاشرة والنصف صباحاً على الطريق الشهير ( طريق الخليج العربي ) بالكويت العاصمة وبعد أن تجاوزت ( سوق شرق ) متجهاً جنوباً لاح لي بيت ذو طراز معماري مميّز ، يقف شامخاً رغم كهولته موليّاً وجهه شطر البحر . . إنه بيت ديكسون . . البيت . . من البداية تأسس بيت ديكسون في عام 1896 ميلادي ( 1314 )هـ ، وقد كان ملكاً لتاجراللؤلؤ الشهير محمد العصفور . استخدم هذا البيت لمدة تزيد عن الخمسين عاما كمقر للمعتمدين السياسيين البريطانيين ، والذين قاموا بتحويل طرازه المعماري المحلي إلى طراز مستوحى من "الطراز الكولونيالي " وهي البيوت ذات الشُرف التي بناها البريطانيون لأنفسهم في مستعمراتهم الحارة خاصة في الهند . صورة جوية تبين موقع بيت ديكسون ( 2009 ) يتكون البيت من طابقين يحتوي الطابق السفلي من البيت على 20 غرفة من بينها غرفة تشبه الديوانية المتعارف عليها بين أهل الكويت وهناك أربع غرف للخدم . وهناك ثلاثة أبواب رئيسية للبيت بالطابق السفلي تطل جميعها على شارع الخليج العربي إلى جانب باب رابع على يسار المبنى، أما الطابق الثاني فيحتوي على 10 غرف . الفناء الداخلي للبيت والغرف الملحقة به ويبدو إلى اليسار اسطبل الخيل بيت . . (( ديكسون )) ! ؟ سمي هذا البيت ( بيت ديكسون ) نسبة إلى مندوب بريطانيا في الكويت ( الكولونيل . هارولد ديكسون ) H.DICKSON الذي اتخذ من هذا البيت مسكناً له عند تعيينه في الكويت . وبعد وفاته ظلت زوجته فيوليت VIOLET (أم سعود) في هذا البيت حتى عام 1990م ( 1410 ) هـ . هارولد ديكسون . . المولد والوفاة وما بينهما ولد هارولد ديكسون في بيروت عام 1881 م ( 1298 )هـ ، كان والده القنصل العام البريطاني بالقدس ، تلقى هارولد ديكسون تعليمه في مدرسة سانت إدوارد بأكسفورد ثم أكمل تعليمه بكلية وادهام بجامعة أوكسفورد . تقلّد العديد من المناصب العسكرية والسياسية كان آخرها إرساله للكويت ليشغل منصب الوكيل السياسي البريطاني في الكويت في عام 1929م ( 1347)هـ . وكان المندوب السابع والأخير لبريطانيا في الكويت . وعندما تقاعد من العمل عين ممثلاً محليا أعلى لشركة نفط الكويت وتوفي في الكويت عام 1959م ( 1379 ) هـ . أسرة ديكسون والكويت عاش ديكسون جلّ حياته في الكويت ، ومن شدة محبته للكويت طلب في وصيته أن يدفن فيها ، ودفن في مدينة الأحمدي جنوب الكويت . لم يكن حب الكويت متمكناً من قلب ديسون لوحده بل تمكّن من قلب زوجته فيوليت كذلك حيث أنها عاشت ثلثي عمرها في الكويت . ومن شدة تأثرهما بالمنطقة أسميا ابنهما ( سعود ) أم ابنتهما فقد أسمياها ( زهرة ) . وقد أدى طول مقام ديكسون وزوجته في الكويت إلى نتاج ثقافي حيث ألّف هو وزوجته العديد من المؤلفات ، فمن مؤلفات هارولد ديكسون (عرب الصحراء ) و (الكويت وجاراتها ) . كما ألفت زوجته فيوليت ( أربعون عاما في الكويت ) و ( النباتات قي شبه الجزيرة ) . عاشت أم سعود في بيتها ( بيت ديكسون ) حتى جاء الغزو العراقي وخرجت من الكويت نتيجة لكبر سنها ومرضها . آخر صورة ملتقطة لأم سعود قبل وفاتها وتوفيت أم سعود قبل شهر واحد من تحرير الكويت وعمرها ( 94) عاماً . أمضت ( 61 ) سنة منها في الكويت . تمنت أم سعود أن تدفن بجانب زوجها في الأحمدي لكن لم يُقدّر لها ذلك ودفنت في بريطانيا . أخيراً . . ( مركز بيت ديكسون الثقافي ) في عام 1992م ( 1412 ) هـ ضم البيت لإدارة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وحول إلى متحف تحت اسم ( مركز ديكسون الثقافي ) . ــــــــــــــــــــــــــــ من معروضات البيت قبل أن أواصل العرض أذكر إخواني الأعزاء بأن البيت يحوي العديد من المشاهدات الجديرة بالتوثيق ولكن ضيق الوقت لم يسمح بالكثير. . الشيخ مبارك بن صباح الصباح ( مبارك الكبير ) ـ رحمه الله ـ سابع حكام الكويت والمؤسس الحقيقي للكويت صورة ملتقطة في الكويت عام 1327هـ للشيخ مبارك الصباح والأمير عبد العزيز آل سعود ( الملك عبدالعزيز ) رحمهما الله تعالى . ديكسون وزوجته في الصحرا أم سعود وبعض أحفادها في رحلة برية سيارة ديكسون طاولة تحوي العملات الكويتية قديماً وحديثاً الصورة الأعلى : أم سعود في غرفة المعيشة ويبدو طباخها الهندي يقوم بوضع الطعام . الصورة السفلى : غرفة المعيشة ذاتها كما بدت في المتحف . في الختام كلمة . . حظي بيت ديكسون بالكثير من العناية والاهتمام لا لعمره المديد وطرازه المعماري فقط بل لما لأهله ( أسرة ديكسون ) من ذكرى عطرة . لقد مر على دولة الكويت الكثير من المفوضين والسفراء البريطانيين والأجانب عامة لكنهم مروا على الذاكرة الكويتية مرور الكرام باستثناء أسرة ديكسون كان لها أثر لا يندرس ؛ فقد كسبوا ود الكويت ـ حكومة وشعباً ـ بالتعامل الحسن والتواضع الجميل والاحترام لتقاليد وعادات البلد المضيف. دوّنت هذا التقرير عن هذا البيت وأهله ( غير المسلمين ) لما كان لهم من ذكر حسن . . وكلي أمل بأن أعي ويعي كل فرد مسلم أنه في بلده وكذا في خارجها هو سفير لدينه ووطنه وأهله فليحرص كل الحرص على حسن سفارته ، وأن يترك بصمة واضحة في كل مكان يحل فيه بطيب شمائله واستقامة أخلاقه وحسن تعامله مع الآخرين . دمتم بخير ، ، |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |