إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...

انضم الينا
استراحات زايد الصفحة الرئيسية


إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-25-2012, 03:40 AM
عضو ماسي
بيانات محروم.كوم
 رقم العضوية : 503
 تاريخ التسجيل : Dec 2007
الجنس : female
علم الدوله :
 المشاركات : 2,100,611
عدد الـنقاط :3341
 تقييم المستوى : 2139

المعارضة البحرينية: فشل المسايرة والممانعة

عباس بوصفوان

بعد مرور نحو عشر سنوات على تعاطي الجماعات السياسية المعارضة مع سياسات النظام القائم، يمكنـــني القول، كمراقب للحدث العام، أن فريقي المعارضة الرئيسية (المسايرة/ المعــتدلة والممانعة/ المتشددة) قد فشلا إما في قراءة ذهنية السلطة والتنبؤ بخطواتها، أو فشلا في وضع استراتيجية أو مخطط لوقف الزحف السلطوي على الحالة العامة.

حين نأخذ تيار الجمعيات السياسية المرخصة، بزعامة جمعية الوفاق الوطني الإسلامية (الشيعية)، الذي يطلق عليه تجاوزا تيار المسايرة، وأحبذ تسميته بالتيار المعتدل، والذي كان وما يزال ـ فيما أظن ـ يملك القطاعات الأوسع من الشارع، فإننا نلاحظ أن هذه الجمعيات قد حاولت ـ منذ 2002 حتى 2011، وربما ما زالت ـ التعامل مع الحالة القائمة وفق سياسة التغيير التدريجي، من الداخل، أخذة بالاعتبار المعطيات الاقليمية والدولية المختلفة.

هذا ما جعلها: تقاطع الانتخابات النيابية (2002 ـ 2006)، بنفس مشارك، أو ما يمكن أن يطلق عليه المشاكعة (راجع نتائج المؤتمرات الدستوري 2004، ومدى بعد الجمعيات السياسية عن بنوده وتوصياته، وإفراغ أمانته العامة من قوتها، ووصولا إلى قتله عبر حقن متتالية، خشية التصعيد وأمور أخرى).


وقد توج ذلك بالمشاركة في المؤسسة النيابية (2006ـ 2010)، و(2010 ـ2011)، والقبول بالصيغة الدستورية، واقتراح تعديلات دستورية هشة (أقل هشاشة مما أقرته السلطة في 3 مايو 2012)، بهدف كسر التابو عن الدستور، وجعل اجراء تغيير دستوري أمرا ليس محرما، ضمن قناعة بأن باب التغيير ممكن وقائم، أو غير مغلق على الأقل.

منطلق هذه الرؤية قناعة ـ أقرب إلى أن تكون عميقة ـ باحتمالات تحقيق نجاحات من داخل النظام، تؤدي إلى تطوير الحياة النيابية تدريجيا، وتمكن من احتواء التجنيس من داخل البرلمان (باعتباره أكبر معضلة تواجه الحالة البحرينية)، والمشاركة في العمل التنفيذي والبلدي والخدمي، وبناء ثقة مع أطراف في العائلة الحاكمة، خصوصا ما اصطلح على تسميته بالجناح المعتدل أو المؤثر فيه، أي جناح القصر، بما يتطلبه ذلك من إعطاء فرصة أكبر لاختبار سياسات الملك حمد بن عيسى آل خليفة ووعوده بامكانية التغيير من داخل البرلمان، في ظل فهم بأن النمط الفردي السائد في الحكم قد تحنيه/ تطوعه أو تخجله علاقة فردية إيجابية، فضلا عما يتيحه خيار العمل من الداخل من فرصة لبناء الذات المعارضة مؤسسيا، خصوصا وأن خيار المقاطعة لن يجدي نفعا، فيما القناعة راسخة بتحاشي مواجهة حادة أو غير محسوبة العواقب مع النظام.

أما التيار الآخر (المتشدد أو الممانع)، فإنه يرفض التعامل مع الوضع القائم، منذ 2002 (لحظة إصدار الدستور الجديد)، وقد طرح خطابه السياسي تحت شعار إزاحة رئيس الوزراء وحق تقرير المصير وكتابة دستور عقدي، ومخاطبة الأمم المتحدة بشأن ذلك.
ويمثل هذا التيار ـ القليل العدد والبالغ التأثير، وقد زاد عددا وتأثيرا بعد انتفاضة 14 فبراير 2011 ـ الجناح المنسحب من جمعية الوفاق (سبتمبر 2005)، بقيادة عبدالوهاب حسين (الذي شكل لاحقا تيار الوفاء محدودة العضوية)، وحسن مشيمع (الذي شكل في نوفمبر 2005 حركة حق التي كانت نشطة أكثر بين 2006 ـ 2008).

وتحالف الزعيمان الشعبيان مع زعيم تاريخي عنيد آخر هو د. سعيد الشهابي المقيم في لندن منذ نحو أربعين عاما، وعبدالهادي الخواجه بنشاطه الميداني المبتكر، ولكن أيضا بخلفيته التي رسختها الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين الاسلامية، الداعية لإسقاط النظام.

لقد أظهرت هذه الجماعة قراءة أكثر فهما وعمقا للنمط الدكتاتوري القائم الذي سيرسخه دستور 2002، والذي لن يكون معه ممكنا تحقيق نجاحات دون حل إشكالية الدستور، والحد من سلطات الملك.

لكن إشكالية هذا التيار أنه لم يتمكن من استيعاب حقيقة أن التغيير لا يمكن أن يتحقق بمجرد اكتشاف العلة. فلم يعط أهمية للعديد من العناصر التي بدونها لا يمكن تكوين كتلة شعبية حرجة قادرة على التغيير داخليا، فتحرك وحيدا، دون أجنحة داعمة ورديفة، ولم يول الحالة الاقليمية والدولية ما تستحقه من عناية. (بعد 14 فبراير، ورغم الحضور الطاغي للحقوقي البارز نبيل رجب وزميلته مريم عبدالهادي الخواجه دوليا، وهما أقرب دون شك لتيار الممانعة وفق نهج مركز البحرين لحقوق الانسان الذي خطه الخواجه الأب، فإنهما لم يتمكنا من التعبير عن طروحات هذا التيار بمعانيه العميقة لأسباب تتعلق بموقعهما الحقوقي) .


وباسثتاء بعد شرعية التحرك التي تؤرق شخصا عميق التدين مثل عبدالوهاب حسين، وهي النقطة التي استغرقه طويلا، في ظل عدم مباركة آية الله الشيخ عيسى قاسم من حراك حسين حينها (2006ـ 2010)، فإن الاعتبارات الأخرى المتعلقة بـ الممكن والمتاح وموازين القوى وشبكة العلاقات والامتداد والنفوذ والتقاطعات، لم تكن تولى الأهمية التي ربما عادة ما توليها الحركات السياسية الكلاسيكية.

بمعنى أن نشاط حسين ومشيمع والشهابي والخواجه نحو التغيير، قد تم ـ والحديث دائما عما سبق أحداث 14 فبراير 2011 ـ بدون أن تتوافر كثير من عناصر القدرة، بما ذلك عدم النجاح في جذب لوبي الدستوريين إلى عمل أكثر علنية مع جماعات الممانعة، رغم أني أسجل الآن أن كلامهم (لوبي الدستوريين) عن الدستور أولا كان صوابا، وقد كنت أخطئهم.

إذا، بينما فشل تيار الجمعيات السياسية المرخصة في قراءة أهداف النظام ومراميه وظل حتى وقت قريب من انتفاضة 14 فبراير متمسكا ـ عمليا ـ بفكرة إمكانية التغيير عبر دستور 2002، (شارك في الانتخابات النيابية قبل عدة أشهر من انطلاق الانتفاضة الأخيرة، وانسحبت من البرلمان بعد انفجارها)، فقد فشل تيار الممانعة في إدراك أهمية المدخلات المختلفة في العمل نحو تحقيق رؤيتها في كتابة دستور عقدي، وهو ما تدركه الوفاق، بقيادة الشيخ علي سلمان ـ الشخصية النافذة والصبورة ـ والتي بنت شبكة معقدة ومتينة من العلاقات والمصالح والامتدادات في الداخل والخارج، على المستوى الشعبي، ومع مراجع سياسية ودينية، وتحالفات حزبية من مختلف الاتجاهات، ونسجت علاقات مع أذرع إعلامية ونقابية وحقوقية ومالية مهمة، باعتبار ذلك جزء من النفوذ وأوراق اللعبة، (مثل هذه العلاقات تفرض التزامات أيضا، وليس فقط نمط من الأخذ والدعم من طرف واحد، مثال العلاقة الوطيدة مع الغرب التي تمنع حل جمعية الوفاق في أكثر من محطة، قد تستدعي من جمعية المعارضة الرئيسية الأخذ بالاعتبار الرأي الغربي في النهج الذي سوف تسلكه).

وربما يكون هذان الفشلان ـ فشل التنبؤ بتغول النظام بالنسبة للجمعيات المرخصة (الوفاق وشريكاتها)، وفشل بناء منظومة الامدادات بالنسبة للجماعات الأكثر تشددا (التحالف من أجل الجمهورية) ـ مازالا سائدين، بشكل أو آخر، على الرغم من المتغيرات الكبيرة التي أفرزتها أحداث 14 فبراير 2011. ولا أريد أن انتهي بخلاصة تقليدية: جمع الرؤيتين للنهوض بالأداء المعارض، فالموضوع أكثر تعقيدا من ذلك.

صحافي وكاتب بحريني

__DEFINE_LIKE_SHARE__
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لجنة المصادرة ممتلكاتهم .. الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 03-10-2012 09:20 PM
نسيج | عباس بوصفوان | يـصعب على المعارضة ايقاف تنظيم فورمولا واحد ف ال محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 02-20-2012 04:10 AM
نسيج | عباس بوصفوان | لو كان بيد السلطة تغيير بل حرق علم البحرين لفعلت محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 11-08-2011 04:30 AM
نسيج | عباس بوصفوان | اتمنى من الائتلاف ، الوفاق ، الحقوقيين ، والناشط محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 10-10-2011 03:51 AM
نسيج | عباس بوصفوان | طوق الكرامة حقق الكثير من اهدافه قبل أن ينطلق ، محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 09-21-2011 04:30 AM


الساعة الآن 12:53 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML