أسرار خطيرة وراء اغتيال "مغنية"

محروم.كوم · #1 05-19-2012, 12:10 PM

لا يزال "لغز" اغتيال القائد العسكري لحزب الله الحاج عماد مغنية ، وسط "المربع الأمني" لأجهزة المخابرات السورية، يثير المزيد من التساؤلات ، لاسيما لجهة وقائعه الميدانية والاختراق الأمني الذي قامت به جهات استخبارية عربية و / أو أجنبية ، أو لجهة عزوف النظام السوري عن نشر وقائع التحقيق الذي أجرته أجهزته الأمنية
من تورط في الجريمة شخص واحد هو العميد محمد سليمان : أكبر اختراق أمني يحققه الكيان الصهيوني في سوريا منذ قضية إيلي كوهين في الستينيات.

ضابط برتبة عقيد في المخابرات الجوية يدعى سهيل حسن (من قرية " بيت عانا" في جبلة) هو من كشف تورط ضابط من المخابرات السعودية في التنفيذ الميداني للجريمة، مستعينا بمواطنين فلسطينيين من حركة "حماس" كان سبق أن جندتهم المخابرات السعودية بالتعاون مع المخابرات الأردنية والصهيونية.

بعد يومين أو ثلاثة من وقوع الجريمة ، حصل العقيد حسن على معلومات حصريه من مصادره الخاصة تفيد بأن ضابط استخبارات سعوديا هو من قام بإدارة تنفيذ عملية الاغتيال الأرض ، بما في ذلك إدخال السيارة المفخخة التي استخدمت لتغطية عملية الاغتيال بواسطة قناصة من بناء مقابل للمكان ، أو لاستخدامها في تفجير سيارة مغنية إذا فشلت عملية الاغتيال قنصا... حيث جرى وضع السيارة المفخخة بجانب سيارة مغنية الذي كان يحضر حفلا في مؤسسة ثقافية إيرانية آنذاك مخصصا لعيد الثورة الإسلامية في إيران... وقد جرى تفجير السيارة فعلا بعد اغتيال مغنية بقناصة من بناء مقابل للمكان بينما كان يهم بفتح باب سيارته.

أما الضابط السعودي فلجأ إلى سفارة بلاده فورا بعد أن فشل في الهرب إلى خارج سوريا ... وحين عرض العقيد حسن معلوماته على رئيسه الجنرال جميل حسن،مدير إدارة المخابرات الجوية، لاسيما تأكيده أن الضابط السعودي لجأ إلى سفارة بلاده ، وأنه لم يزل يختبئ داخلها، لم يكن أمام الجنرال حسن سوى المجازفة بالموافقة وتنفيذ العملية دون الرجوع إلى السلطة السياسية، رغم أن اقتحام مقر بعثة دبلوماسية ينطوي على نتائج وخيمة ، خصوصا وأن الأمر يتعلق بدولة تتمتع بوضع حساس في علاقتها مع سوريا ، قبل وبعد اغتيال رفيق الحريري.
وكان سبب مجازفة الجنرال بالموافقة على تنفيذ عمل مقامر من هذا النوع وتبنيه هو أنه كان تسلم مهامه حديثا كرئيس للجهاز ، وأراد أن يسجل هدفا في مرميي المخابرات العسكرية والمخابرات العامة اللتين وقعت الجريمة على مبعدة أمتار قليلة من مقري إدارتيهما في حي كفر سوسة... وكان هذا نوعا من التنافس بين الأجهزة الأمنية.

نجح في مقامرته هذه ، بدليل أنه الآن ـ ومنذ أكثر من عام ـ المشرف الميداني وصاحب القرار الأول في إدارة العمليات الدائرة في سوريا ، ومن الصعب أن يقف أحد في وجهه ، حتى المخابرات العسكرية التي كانت صاحب القرار الأول والأخير في الشأن الأمني الداخلي منذ العام 1974 وحتى رحيل حافظ الأسد .

عندما اتخذ القرار بمداهمة السفارة السعودية، قام العقيد حسن بوضع لوحات عراقية على خمس أو ست سيارات دفع رباعي انطلقت من مقر فرع العمليات الخاصة في مطار المزة العسكري دون أن يعلم بمهمتها سوى الضابطين المذكورين ، بدليل أن العناصر الذين رافقوا العقيد حسن في مهمته لم يطلعوا على تفاصيل مهمتهم إلا وهم في الطريق ، وأن حاجزا أمنيا لجهاز أمني آخر، قريبا من المطار ، أوقف السيارات بعد خروجها من المطار بقليل وأراد اعتقال من في السيارات بعد أن تبين له أن لوحاتها مزورة ، إلا أن اتصالا بجهاز اللاسلكي من الجنرال حسن حال دون ذلك .

وعندما أبرقت السفارة السعودية لحكومتها في الرياض لإخبارها بما جرى ، بعد دقائق من تنفيذ العملية، كان واضحا من خلال البرقية التي حصلنا عليها أن أركان السفارة لم يكونوا أدركوا بعد ما الذي حصل تماما ، حيث ورد في البرقية ما يشير إلى أن عراقيين يعتقد أنهم من حزب الدعوة العراقي هم من نفذ العملية لصالح حزب الله! ولم يكن هذا صحيحا بالطبع... فقد اكتشفوا لاحقا ، وبعد أن أبلغتهم الحكومة السورية نفسها بما جرى، أن من قام بالعملية هم السوريون وليس غيرهم.

وعندما وضع الجنرال جميل حسن شريط اعترافات الضابط السعودي أمام الرئيس بشار الأسد ، اكتشف هذا الأخير أن في يديه الآن وسيلة ابتزاز سياسي ثمينة جدا ، فقد كان حلمه الأقصى هو المحافظة على العلاقة مع السعودية بأي ثمن .

ولهذا كان الثمن الوحيد الذي طلبه لطي الصفحة وعدم فضحها وإثارتها، هو أن يقوم الملك السعودي بزيارة دمشق ، وأن تساعد السعودية على حل ملف الأزمة اللبنانية من خلال الموافقة على مؤتمر الدوحة (مايو 2008 ) وعلى انتخاب الجنرال ميشيل سليمان رئيسا... وهذا في الواقع ما قاله بشار الأسد لموفدين سعوديين زاروا دمشق سرا لحل القضية.

وبعد بضعة أشهر من المبارزة بين الطرفين ، ورغم موافقة السعودية على حل العقدة اللبنانية في الدوحة ، قبلت السعودية بإيفاد وزير خارجيتها سعود الفصيل إلى دمشق لأول مرة منذ ثلاث سنوات ، حيث زار دمشق في 4 مارس 2009 .

إلا أن دمشق ظلت ترفض تسليم الضابط ، الذي كان مضى على اعتقاله أكثر من عام ، إلا للملك السعودي شخصيا... وهذا ما حصل ، ولكن بعد أكثر من ستة أشهر على ذلك ، حين قام الملك السعودي بزيارة إلى دمشق (أكتوبر 2009) وحمل معه في طريق عودته الضابط السعودي... وبهذا جرى طي صفحة اغتيال مغنية بين البلدين.

التحقيق مع الضباط السعودي فتح المجال أمام السوريين ، وتحديدا المخابرات الجوية، لتتبع عدد من الخيوط الأمنية التي قادت إلى اكتشاف العديد من الاختراقات الأمنية الكبرى لجهازي الإدارة والأمن في سوريا ، سواء لأسباب مالية محضة أو لأسباب سياسية، أو كليهما معا.

كان من أبرز ما توصل إليها جهاز المخابرات الجوية هو اكتشاف تورط الجنرال محمد سليمان ، العامل في المكتب العسكري الخاص لدى الرئيس بشار الأسد، في عمليات تجسسية خطيرة كلفته حياته لاحقا حين جرى إعدامه بأمر من الأسد واتهام جهاز الموساد الإسرائيلي ـ كذبا ـ بأنه يقف وراء الاغتيال.

فقد ظهر أن سليمان متورط ليس فقط في تقديم معلومات سهلت عملية اغتيال مغنية، بل وكذلك إبلاغه صيف العام 2007 إحدى السفارات الغربية بدمشق بأمر الصفقة السرية التي أبرمتها دمشق مع موسكو لشراء حوالي خمسين بطارية دفاع جوي من طراز Pantsir-S1، وإبلاغه الفرنسيين والأميركيين ، وربما الصهاينة أيضا، بمعلومات حساسة جدا حول الموقع العسكري الذي قصفته الطائرات الإسرائيلية في أيلول / سبتمبر 2007 في منطقة دير الزور ، الذي تعتقد واشنطن وإسرائيل أنه كان مفاعلا نوويا.

إلا أن ما اكتشفه السوريون هو أن سليمان كان أبلغ الصهاينة عن طريق الاستخبارات السعودية بوجود مشروع سوري ـ روسي ـ إيراني لنشر بطاريات دفاع جوي مصممة خصيصا لنصب الكمائن الجوية في منطقة درعا ، قريبا من الحدود الأردنية ، فضلا عن محطة استطلاع جوي خاصة تشرف عليها الاستخبارات العسكرية الروسية إلى الشمال من المنطقة المذكورة... وكانت أولى المعلومات التي تلقتها إسرائيل والولايات المتحدة عن محطة الاستطلاع هذه ( صورتها منشورة جانبا) من الجنرال سليمان نفسه.

يشار إلى أن "الحقيقة" كشفت بعد اغتيال مغنية بأقل من شهرين أن المخابرات السعودية متورطة في اغتيال مغنية... كما وكشفت في العام نفسه عن أن السلطة في دمشق هي من أعدم محمد سليمان، ولم يجر اغتياله من قبل الموساد.

----------
المصدر...
http://www.el3amal.net/news/news.php?i=40221 __DEFINE_LIKE_SHARE__

المواضيع المتشابهه
الموضوع	كاتب الموضوع	المنتدى	مشاركات	آخر مشاركة
أسرار خطيرة وراء اغتيال "مغنية"	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	05-19-2012 11:50 AM
أسرار خطيرة وراء اغتيال "مغنية"	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	05-19-2012 11:30 AM
" غوغل " تصلح ثغرة أمنية خطيرة في " كروم "	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	03-11-2012 06:10 AM
استشهاد والد نائب الأمين العام لـ"الوفاق" بعد اعتداء "مكافحة الشعب" عل	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	11-03-2011 08:20 PM
" أخطاء لغوية " تخدش " الهوية " والحلول " غائبة "	دلــــــــوعة الامارات	اخبار محلية و عالمية	2	12-27-2010 11:24 PM