بحثي عن جواسيس النظام

محروم.كوم · #1 05-05-2012, 07:40 PM

بحث في جواسيس ومخبري النظام

ذكرنا في بحث سابق، والذي أسميناه "بحث في الدفاع المسمى الدفاع المقدس" عن الإشكالات الواردة على عمليات الدفاع المقدس، ورددنا عليها، وبيَّنا ضعف هذه الإشكالات.

ذكرنا في نهاية البحث ملاحظة، وهي أنه يجب فضح واصطياد عملاء النظام ومخبريه كي لا يتضرر الثوار من عمليات الدفاع المقدس وغيرها من مختلف العمليات والتظاهرات السلمية، فأكثر الاعتقالات كانوا هم سببها، وهذا سيشكل رادعا لعدم انضمام الغير كجواسيس للنظام، ولن تحصل مداهمات واقتحامات للمنازل، فهم لا يعلمون هوية المتظاهرين والثوار المدافعين عن قراهم ومناطقهم، وارتأينا أن هذا الموضوع يحتاج لبحث أيضا، فنرجو تقبله بصدر رحب لنعالجه علاجا جذريا صحيحا ما أمكننا.

ونظرا لارتباط موضوع "الدفاع المقدس" بأمر التعامل مع مخبري النظام وجواسيسه، فإننا نرجو قراءته مع بحثنا السابق إن أمكن، وهذه هي الوصلة:

http://www.bahrain-times.co.cc/2012/01/blog-post.html

والآن نبدء البحث بسم الله:

ما هو تعريف "المخبر" و "الجاسوس" في الثورة البحرينية؟

هو الشخص الذي يسرب معلومات لقوات أمن النظام عن مواطنين يعملون حركات لا يريدها النظام - المتمثلين في شباب ثورة 14 فبراير الكرام -، ومنها التظاهرات والفعاليات السلمية والدفاع المقدس وما شابهها، مما يسبب قمع هذه التظاهرات وإيقافها سريعا، ومما يسبب اقتحام المنازل وهتك أصحابها واعتقالهم وتعذيبهم وما شاكل ذلك.

هل المعلومات التي يشي بها هؤلاء المخبرون والجواسيس صحيحة ودقيقة دائما؟
كلا، فهي معلومات تحتمل أحد ثلاثة أنواع:

أ- معلومات صحيحة في أن فلانا فعل فعلا هذه الأمور غير القانونية في نظر النظام.

ب- معلومات خاطئة اشتبه فيها هذا الواشي - كأن يقول بأن فلانا فعل كذا وكذا وهو في الحقيقة لم يفعل ذلك الفعل -.

ج- معلومات خاطئة كذب فيها هذا الواشي عمدا لأنه يكره هذا الشخص أو يحسده، ويريد الانتقام منه.

ملاحظة: طبعا في الثلاثة أنواع لا شك ولا شبهة بأن هذه الأنواع الثلاثة كلها خاطئة لأنها تضر الغير، ولكن هذا التقسيم سيفيدنا في النتيجة.

ما ما جنسيات هؤلاء المخبرين والجواسيس؟

هناك نوعين من المخبرين:

أ- بحريني الجنسية: وغرض الجاسوس البحريني هو كي يتظاهر مع الثوار كي لا يشكوا به، وهذا النوع يمكن أن يكون ما بين المحتجين والثوار ذي القرية الواحدة، ويمكنه أيضا أن يتوغل بين محتجين وثوار في قرى أخرى غير قريته كي لا يعرفه أحد.

ب- غير بحريني الجنسية، ولكنه يكون في مناطق الاحتجاجات كي لا يشك به أحد، كهندي المطعم الفلاني، وباكستاني الحلاق الفلاني وما شابه ذلك.

ملاحظة: لا تنافي بإمكان وجود بحريني الجنسية صاحب مطعم أو حلاق أو غيرهما في نفس الوقت ليرصد هذه الاحتجاجات ويبلغ عنها.

كيف يصبح المخبر مخبرا؟

أ- بسبب المال والرشاوي، وهذا يمكن أن يكون بسبب سوء سريرته، وإما لحاجته الملحة للمال.

ب- أن يكون عاملا كموظف رسمي في وزارة الداخلية، وهي مقدمة للعمل معهم لكون المال مصدر معيشته.

جـ- بسبب تهديد قوات أمن النظام له بالاعتداء عليه أو على عائلته أو أصدقائه إن لم يساعدهم بالعمل معهم كمخبر.

ء- بسبب اعتداء قوات أمن النظام عليه أو على عائلته وأصدقائه فعلا، وتهديده بالمزيد إن لم يساعدهم بالعمل معهم كمخبر.

هـ- بسبب الانتقام الناتج عن إهانة أهل منطقته له، أو نتيجة ترك الناس له واعتباره "لا شيء"، أو نتيجة وجود أمور ليست عنده ويراها عند الناس، كعدم وجود صديق أو عائلة وعمل كريم وغير ذلك.

و- وجود بيئة سيئة أو أصحاب سوء أوصلوه إلى هذا العمل المشين.

ما الحل في التعامل مع المخبر؟

قبل بيان الحلول للتعامل مع المخبر يجب بيان بعض الحقائق:

أ) إن ضرر المخبر خطير جدا على الناس كما نعلم، ولذا فيجب علينا عقلا التعامل مع من نراه مخبرا "يقينا" لكسر تجسس النظام علينا، والحذر الشديد ممن هو "مشكوك فيه"، وسأعطيكم مثالين يوضحان سبب ذلك:

أ- لو كان هناك شخص يغتصب الأطفال جنسيا "يقينا"، فإننا لا يمكننا أن نأتمنه على أولادنا، وسنخبر الجميع بذلك حتى يشتهر شخصه حفاظا على أولادنا وأولاد الغير.

ب- لو كان هناك شخص "نشك" بأنه يغتصب الأطفال جنسيا، فإننا لا نستطيع أن نتعامل معه كشخص عادي، فلو ائتمنا أولادنا عليه وظهر في الحقيقة أنه ليس مغتصبا فلا إشكال، ولكن إن ظهر أنه كذلك فهذا سيجر مصائب على أولادنا، ولذا فالحذر وإبلاغ الغير عقلاني ومهم جدا، وهذا لا يعني أننا نتهمه دون استمرار التحقيق من قبل أصحاب الشأن حتى يتضح الواقع، فإذا اتضحت براءته فيجب نشر براءته كما نشرت التهمة عليه.

ب) الكثير منا يشتم المخبر ويلعنه ويتلفظ عنه بألفاظ غير مؤدبة ابتداء، ومن دون تفكير مسبق، وهذا أمر غير صحيح، وعلة عدم صحة ذلك هو أنه لو راجعنا الأسباب الستة الأساسية التي يكون بسببها يصبح المخبر مخبرا للاحظنا أنه معذور في بعض الأحيان كخوفه على نفسه وعائلته - طبعا هذا العذر جزئي فقط وليس كليا، وسنبين ذلك -، وفي أحيان أخرى يكون سبب تحول هذا الإنسان هو نفس أصحاب القرية، فبسبب نبذ الجميع وعدم احترامهم له فإنه سيسعى للانتقام منهم - طبعا أتكلم هنا عن طريقة تفكيره عن الغير، ولا أقول أن هذا التفكير صحيح -.

ج) يجب بيان أننا نريد التخلص من مشكلة "المخبرين" لا أن نساهم في تفاقمها وزيادتها، فمثلا:

لو شتم زيد عمروا، و رد عمرو شتيمة زيد بضربه له، فإن التحليل الصحيح لهذه القضية:
زيد وعمرو سببا هذه المشكلة الأخيرة معا، وهي "الضرب بينهما"، فزيد بدء المشكلة بالشتم، وعمرو زادها بالضرب، فلولا شتم زيد لما حصلت مشكلة، ولولا ضرب عمر لما زادت المشكلة وتراكمت.

إذا علينا جميعا أن نركز أيضا على عدم زيادة عدد المخبرين بسبب بعض أفعالنا، ولا نقتصر على فكرة أن كل مخبر سيء لأنه سيء السريرة وننسى أنفسنا، فمحو مشكلة المخبرين من جذورها غير ممكنة إلا إذا قمنا بعدم زيادتهم أولا، وليس بالإخبار عنهم فقط، فلا يمكن أن نفكك بين هذا وهذا عقلا.

الحلول لمشكلة المخبرين:

1- يجب أن نخلق جوا من المحبة والود بيننا وبين الغير، فالصداقة والأخوة السليمة تمنع الإنسان من أن يشي بإخوته وأصدقائه الذين يحبهم، فأن نكون مع إخوتنا في السراء - كحضور أفراحهم، وأن نزورهم ونلتيهم لنتسلى معهم، وأن نعاملهم بأرقى أنواع الاحترام والحب، أن نبعده عن أصحاب السوء بمرافقتنا إياه - والضراء - كمساعدته ماديا إن كان محتاجا، أو معنويا لإزالة همه وحل مشكلته - أمر مهم جدا، وهو يجعل الآخر يحيد عن الدخول في سلك الجاسوسية.

ملاحظة: المحبة والود أمر فطري وأخلاقي ومهم جدا جدا جدا، وقد بينته لنا شريعتنا الإسلامية بما لا يسع لذكره هنا.

2- يجب أن نشجع الجميع، وبالأخص المخبرين، على المصارحة في الكلام بأن هناك من أمره بالتجسس علينا تحت التهديد، واضمنوا له ولعائلته الحماية بأن تخبؤوهم وتسكنوهم في مكان آمن، ففي النهاية ستكون الفائدة مشتركة بينكم وبينه، فهو وأنتم في أمان من العدور الحقيقي، وأما إذا لم تضمنوا له ذلك، فإنه سيقول في نفسه أنه "لا يوجد من يدافع عني"، إذن فلنقطع عليه هذه الحجة بأن نحتضنه بيننا.

3- الاعتداء الجنسي يسبب للشخص اضطرابات كثيرة تحسسه بالنقص وحب الانتقام، فعلينا بأخلاقنا العالية ومحبتنا الكبيرة أن نبين للجميع أن المعتدى عليه من قبل هؤلاء الأزلام لا يعد منقصة له، ويجب أن يفهم أنه كبير في أعيننا كونه أعتدي عليه، وهو ما زال في صف الحق وأهله، وأنه شريف من الشرفاء، وعظيم من العظماء.

4- حاسبوا على ألفاظكم، فكم من حرب قامت ومات أهلها بسبب كلمة أو شطر كلمة، فلا استبعاد لزيادة عدد أعدائنا بسبب بعض أفعالنا وألفاظنا، فالغضب رأس كل شر وخطيئة كما بينت ذلك الآيات الكريمة والروايات الشريفة.

5- لا تعني النقاط السابقة عدم لجوئنا إلى تهديد وتخويف الغير من عاقبة كونه مخبرا، وأن عاقبته ستكون وخيمة إن قبضنا عليه متلبسا بجرمه هذا، فالمقصود أن بياننا يجب أن يكون مزيجا من الترغيب والترهيب، فالتشجيع على العمل الحسن، والتخويف على عاقبة العمل السيء أمران مهمان جدا لكي يرتدع من تسول نفسه للعمل في الجاسوسية، ويتشجع على تركه.

6- يمكن أن نستغل البعض بأن يكون عميلا مزدوجا لفترة من الزمن، بأن ينقل بعض المعلومات الخاطئة لقوات أمن النظام، والتي يمكن أن يستفيد منا الثوار حسب ما يرونه مناسبا، والحر تكفيه الإشارة.

7- كون الشخص جاسوسا أم لا، أو كونه معذورا في عمله في التجسس أم لا، يختلف من استنتاجات شخص لآخر، فالقضية تشخيصية في النهاية، فينبغي الإشارة إلى التأكد قدر الإمكان قبل اتهام أي شخص، فهذا يؤثر عليه وعلى أهله ومن يحيط به كثيرا، ويسبب عدم الوثوق به من أهل القرية وغيرهم، مما سيؤثر سلبا على حياته، بل هناك احتمال أن يؤثر فينا أيضا، فلو افترضنا أن فلانا لم يكن مخبرا في الواقع، وتم فضحه اشتباها في التشخيص، فإن هذا يمكن أن يكون مقدمة لأن يعمل مستقبلا في سلك الجاسوسية لما فعله الثوار به، ولرغبته في الانتقام منهم، وسيقول في نفسه: " أنا جاسوس في نظر الناس في كل الأحوال، والفرق أنه إذا عملت كجاسوس فسأحصل على بعض المال مع حنق الناس علي، أما إن لم أعمل كجاسوس فإني لن أستفيد إلا حنق الناس علي"، فتأملوا ذلك جيدا يرحمكم الله.

8- عند القبض على الجاسوس يجب التحقيق معه، وأخذ المعلومات منه، ولكن بدون تعذيب وهتك كما نعلم، فنحن تربية القرآن، وتربية أهل بيت العصمة الكرام عليهم السلام، ولكن يجب عدم تركه يذهب بعد التحقيق، فإنه يجب عدم إطلاق سراحه كي يعلم عاقبة ما يمكن أن يحصل له لاحقا، ويجب إخبار أهله بأنه بخير، فهم إخوتنا في الدين، أو نظراؤنا في الإنسانية، فنحن أعلم من غيرنا بما يحصل للأهالي في كل يوم وليلة من الحزن والصراخ والعويل، ونحن أهل الغيرة والحمية، وأهل الرقة في التعامل مع عدونا، وهي أخلاق نبينا وأهل بيته عليهم السلام.

9- يجب علينا عدم نشر أي معلومات قالها المخبر إلا في ظرفها المناسب، فهي أوراق قوية تمثل حربا نفسية على النظام، فيجب استغلالها على أكمل وجه.

10- إذا تبين أن هذا المخبر ممن لا رجاء منه بأن يكون سيء السريرة، فيجب أن يتعامل معه بشدة، وذلك بفضحه إعلاميا، بل حتى لو أدى ذلك لإخراجه من القرية، وإخبار باقي القرى عنه، فقد طفح الكيل منه ومن أمثاله، فإن رسالتنا التي يجب أن تصل إليه: إن كنت معذورا بتجسسك علينا والتبليغ عنا، فنحن معذورون أيضا بفضحنا لك وطردنا إياك من قريتنا.

اللهم اجمع بين قلوبنا، وشتت شمل عدونا، وانصرنا على من ظلمنا، إنك سميع مجيب الدعاء، وأنت حسبنا ونعم الوكيل. __DEFINE_LIKE_SHARE__

المواضيع المتشابهه
الموضوع	كاتب الموضوع	المنتدى	مشاركات	آخر مشاركة
إعلامية الوفاء : النظام الخليفي بأفعاله الخبيثة رسخ مطلب إسقاط النظام	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	05-02-2012 12:30 AM
القطريون عملوا جواسيس للحلف في ارض ليبيا بأعتراف قائد الغزو الأطلسي	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	03-29-2012 07:50 PM
القطريون عملوا جواسيس للحلف في ارض ليبيا بأعتراف قائد الغزو الأطلسي	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	03-29-2012 07:10 PM
جواسيس ال سعود في القطيف	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	12-27-2011 01:10 PM
حرام على النظام السوري! حلال على النظام السعودي! حرام على النظام الإير	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	11-25-2011 04:40 AM