في ذكرى 1 مايو هذا العام وكما هو الحال في العام الماضي يحتفل المواطنون البحرينيون بهذه المناسبة وهم مثقلون بهذه الأرض الفتية التي أخرجت الأكف البيضاء الكادحة والجباه السمراء المناضلة والروح المعطاءة حباً للعمل والأرض والوطن.

شهوداً على ظلم السلطة الغاشمة الفظيع التي تتفنن في الظلم والقهر والحرمان، وكأنها من بقايا العصور الوسطى ومحاكم الكراهية البغيضة والاحقاد الدفينة، فيغيب عنا عامل شهيد.. وعامل سجين.. وعامل مفصول.. وطبيب مفصول.. وممرضة ومعلمة مفصولة.. والى غيرهم من ضحايا الإنتقام الظالم..

هؤلاء كلهم شهود على غياب العدل والإنصاف والحكم العادل، وإنتشار حالة الفوضى وغياب دولة المؤسسات والقانون وعودة حكم الغاب والطائفية والأحقاد ومحاكم العصور الوسطى.

لكل من ضحى عاملاً كان أو عاملة.. موظفاً كان أو موظفة.. طالباً كان أو طالبة.. أباً كان أو أماً.. أخاً كان أو أختاً: أنتم شرف هذه الأرض وفخرها، وقاتليكم وقاطعي أرزاقكم لهم الخزي والعار ولعنة التاريخ والإنسانية.


السلطة وعلى مدى عام كامل كشفت عن وجهها الحقيقي، وسقطت كل أقنعتها المزيفة، وكل شعاراتها الزائفة، وسقطت شرعيتها بعد كل هذه التعديات والإنتهاكات من قتل وفصل من الأعمال وتجويع وتشريد ونفي وظلم وسلب وإعتقالات وملاحقات وإمعان في الترويع والتخويف والتضييق لكسر العزائم.

ما بقى للمواطن البحريني هي الكرامة والعزة والسمو، حيث تحتفل دول العالم المتحضر بالطبقة العاملة وتكرمها وتفتخر بها، وفي جزيرة الرعب البحرين وعبر سلطة لا تعرف القيم، يتم قتل العاملين أو فصلهم أو سجنهم لمجرد التعبير عن الرأي!! أو لمجرد مطالبتهم بحقوقهم المسلوبة والمغصوبة وحقهم في الشراكة وتقرير المصير!!.

وتبعت السلطة إدارات شركات خاصة وحكومية لا تعرف معني الإنسانية ولا النظم والقوانين الدولية، تبعت تلك الشركات سياسة السلطة الغاشمة فكانت شريكاً حقيقياً في قطع أرزاق العاملين والموظفين، وكانوا شركاء في محاكم العصور الوسطى حيث شكلت اللجان التأديبية الطائفية بامتياز، وشكلت محاكم الفصل داخل الشركات والوزارات بصورة رجعية متخلفة جداً تفتقد لأدنى درجات الثقافة وأخلاقيات المواطن البحريني الشريف الغيور.

إننا في جمعية "أمل" نطالب بإنصاف الضحايا ومحاكمة القتلة وقاطعي الأرزاق والمحرضين من خلفهم وعلى رأسهم الإعلام الرسمي والتصريحات الرسمية وبعض النواب عديمي الحس الإنساني المتسلقين على أكتاف الفقراء والمحرومين والطيبين من أبناء شعب البحرين.


ونطالب بتطبيق العدالة الإجتماعية عبر الإستقرار الوظيفي، وإيقاف التجنيس الممنهج، وإعادة المفصولين إلى وظائفهم ومراكزهم التي كانوا يشغلونها، وإنصافهم ومحاسبة من تسبب في أذاهم، وتعويض عوائل الشهداء وجبر ضررهم والإقتصاص من القتلة والمحرضين.

ونؤكد في جمعية "أمل" على حقوق الموظفين والعاملين السياسية والإجتماعية، وحق التعبير عن الرأي بما تكفلة المواثيق الدولية وحقوق العمال والموظفين في كل دول العالم المتحضر.



الرحمة لشهدائنا الأبرار، والشفاء لكل الجرحى والمرضى، والنصر لك يا شعب البحرين.



جمعية العمل الاسلامي (أمل)

المنامة – البحرين

الثلاثاء 9 جمادى الثاني 1433هـ

الموافق 1 مايو 2012م