إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...

انضم الينا
استراحات زايد الصفحة الرئيسية

         :: نصائح اختيار شركة لإدارة حسابات وإعلانات السوشيال ميديا (آخر رد :حسن سليمة)       :: المحامية رباب المعبي : حكم لصالح موكلنا بأحقيتة للمبالغ محل الدعوى (آخر رد :حوااااء)       :: برامج الرشاقة السعيدة (آخر رد :دارين الدوسري)       :: تفسير الحلم بمعدات الصيد (آخر رد :نوران نور)       :: تفسير حلم انجاب ولد للمتزوجه (آخر رد :نوران نور)       :: تفسير حلم رؤية المطر (آخر رد :نوران نور)       :: تفسير حلم حادث دهس (آخر رد :نوران نور)       :: رؤيا اكل الحلوى في المنام (آخر رد :نوران نور)       :: تفسير حلم الخنفساء السوداء في المنزل (آخر رد :نوران نور)       :: شنط قماش هاند ميد| تحف فنية تعكس الإبداع والأناقة الشخصية (آخر رد :konouz2017)      

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-24-2012, 01:20 PM
عضو ماسي
بيانات محروم.كوم
 رقم العضوية : 503
 تاريخ التسجيل : Dec 2007
الجنس : female
علم الدوله :
 المشاركات : 2,100,612
عدد الـنقاط :3341
 تقييم المستوى : 2139

محطات من نضالات الشعب البحريني , مرورا بعين أم السجور التي ردمت من قبل الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان , الى بن رجب البحراني الذي ناضل ضد الاستعمار البرتغالي , فالاستعمار البريطاني والتاريخ الحقيقي للاستقلال , وصولا الى نضالات الشعب البحريني ضد الظلم الذي أسسه آل خليفة للسكان الاصليين , و الانتفاضات التي تلت دخول آل خليفة للبحرين , الشعب البحريني كان عصيا على الحكام المستبدين , وسيبقى يقاتل كل ظالم يسلبه الحرية والعزة والكرامة.
المحطة الاولى: عين أم السجور ( رمز الصمود):
عين ام السجور تعتبر من اشهر عيون البحرين التاريخية وهي قديمة بقدم جزيرة أوال، تاريخها الممتد من العصور والحضارات القديمة الى ديلمون والقرامطة والعيونيين وغيرهم وحتى يومنا ما زالت آثارها الشامخة تدل على شموخ هذا الوطن وعراقة أهله وأبنائه واصالتهم، ام السجور ما زالت تحوي الغازا وغموض وتحتفظ باسرار من تاريخ هذه الارض الطاهرة، ام السجور شاهد حي حتى بعد جفاف الوطن بقت شامخة بعطشها وعزلتها وانقطاع الناس عنها، هناك جلنا ونقلنا لكم بعض الصور التي لم يشاهدها الكثير من الناس.
معنى السجور: ذكر في المنجد إن معنى السجور: سَجر سجرا التنور أي ملأه وقودا واحماه/ وسجر الماء : فجره ،/ وُسجر البحر : هاج وارتفعت أمواجه.

بئر سجرُ: ممتلئة / السجرة : جمع سُجَر : الماء الذي يسجر أي يملأ النهر أو السيل الذي يملأ كل شيئ، وفي كتاب معجم ودليل فقه اللغة وسر العربية فإن معنى سجرت الناقة التي تمد حنينها فيقال : سجَرت.
وفي كتاب المفردات في غريب القرآن : سجر : السَّجْرُ تهيج النار ، يقال : سجرت التنور ، ومنه( والبحر المسجور)
قال الشاعر : إذا ساء طالع مسجورةً ترى حولها النبع والسمسما
وعلى أي حال فإن المعنى المستقى للعين إنها عين عظيمة ينفجر منها الماء ويتدفق كأنها بحر مسجور يؤدي إلى التدفق السريع في القنوات المرتبطة بها بكل قوة لتسيل على إثرها السهول والوديان . (1)
الموقع
تقع عين ام السجور في الجهة الشمالية الشرقية من قرية الدراز، تعتبر من اشهر المواقع الأثرية المهمة لوجود أكبر نبع ماء فيها، في وقت كانت البحرين تشتهر بعيونها العذبة قبل ان يتم تحلية المياه البحرية في العصر الحديث
ويعود عمرها إلى أيام الخلافة الأموية ويذكر التاريخ في بعض المرويات ويذكر أنها كانت تغذي القرى وتسقي الناس إلى قرية رأس رمان إلى الدراز وحواليها أي ما يقارب 10 كيلومترات مربعة.
وتمتد من هذه العين قنوات مائية تصل إلى المناطق المجاورة تصل بها الى القرى القريبة، تحيط بالعين حجارة كبيرة جداً مقطوعة على شكل قوالب مستطيلة ويتراوح طول الواحدة من 1-2 متر وعرضها من 50 – 70 سم تقريباً .(2)

كشف الباحث في شئون نظم الري يوسف النشابة، عن وجود قنوات مائية أرضية في قرى المقابة والقرية وداركليب وكرزكان ودمستان وأبوقوة وغيرها من القرى مشابهة لما هو موجود في قرية المرخ، معتقدا ان سلسلة القنوات المائية المتصلة بين قرى الشمالية تستمد ماءها من عين السجور بقرية الدراز، لتغذي عين "أبوعليوه".(3)

البعثات التنقيبية
قامت البعثة الدنمركية المخولة بأمر التنقيب في عام 1954 باكتشاف ذلك المكان الغني بتاريخه الحضري،وهو عبارة عن بئر ماء ذو فوهة دائرية يعود تاريخه لفترة دلمون 2000 قبل الميلاد، كما عثر فيه على تمثالين لكبشين من الحجر الرملي.
وفي عام 1994 اكتشفت البعثة اليابانية بعد تنقيبها في المكان ذاته جنوبي البئر السابق بئراً آخراً يعود للفترة نفسها ويتميز ايضا بوجود فوهة مربعة وله سلم يؤدي إلى نبع الماء كما تتصل به قناة للري اكتشفت بعض أرضيات غرف وأحواض من الجص بالإضافة إلى بعض الكسر الفخارية، هذا الاكتشاف الاثري من بعثات اجنبية يدل على وجود حضارات بحرينية عريقة.(4)
ام السجور في التاريخ
كان الاعتقاد إن عين أم السجور نشأت قبل بداية العصر الإسلامي وكانت أكبر ثلاث ينابيع مهمة في البحرين ، ولذلك فإن عاصمة البحرين في القرن السابع كانت تقع بالقرب من عين أم السجور لما تتمتع به من مقومات جيدة في ذلك الوقت ، حيث الزراعة المنتشرة والصناعة المتنوعة وصيد الأسماك واللؤلؤ ، وحيث زيادة عدد السكان وما يمتلك أهلها من صيت في قوتهم وشجاعتهم وذكائهم وفنهم في البناء والعمارة والنجارة ، وهذا يستقطب الكثير من الناس المحيطين بالمنطقة فضلا عن هذا فإن المجتمعات تكون متواجدة حيث وجود الماء ولأن الماء هو ماء عين أ م السجور الذي تمثل عذوبته ونقاءه ما يجعل المجتمع ملازمين تلك المنطقة , ولأهمية هذه العين فقد كتب عنها الكثير وسبب ردمها اتفقت الكتب على أن دفنها هي تلك القصة المعروفة بشأن الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان جاء إلى البحرين يقود جيشا كبيرا لغزوها بسبب ملاحقة السياسيين الهاربين من العراق بعد ما تملك المختار (رض) الكوفة وذلك بعد مقتل الإمام الحسين عليه السلام بالثورة التي تسمى بثورة التوابين . (يمكن مراجعة ذلك في كتب التاريخ ) وحين وصول الجيش المرواني إلى البحرين دار قتال عنيف بينهم حيث كان الفارس من أهل البحرين يعد بألف فارس فلم يتمكن عليهم حيث هزم الجيش المرواني في عدة مواقع بما يمتلكون من مهارة عالية في فن القتال واستخدام مهاراتهم الفنية في استعمال القنوات المائية الممتدة تحت الأرض ، ولكن الحيلة المروانية هي أن يستميال بعضهم بالرشوة والعطاء ، فستمال جهالهم وأشرارهم بقتل بعضهم على بعض فقتل شرارهم خيارهم على الطمع إلى أن استطاع الدخول والانتصار عليهم وأمعان في إذلالهم وإضعافهم فقد دفن عين أم السجور وعيون كثير . وقد استخدم في ردمها أكياس الطعام (نواة النخل) و حجارة كبيرة أتى بها من جزيرة جده مازالت تلك الحجارة إلى الوقت الحالي.

و أول كشف علمي أجري على هذه العين قامت به بعثة الآثار الدنماركية في سنة 1954 . و قد عثرت البعثة على الماء في قاع هذه البئر ، كما لاحظت أن هناك تشابها بين الحجارة التي وجدت مختلطة بالمياه و بين الرمال الموجودة حول البئر على سطح الأرض . كما عثرت على تمثالين من الحجر الجيري لحيوانين متقابلين يشبهان الكبش راكعين عند سطح ماء البئر .
و يرجع تاريخ إنشاء العين و استنادا إلى ما وجد فيها من أواني فخارية و تمثالي الكبشين المتقابلين إلى عهد قبور باربار سنة 2000 قبل الميلاد .
يقع في الجهة الشمالية الشرقية من منطقة الدراز، ويعتبر من المواقع الأثرية المهمة وذلك لوجود أكبر نبع ماء فيه، وهذا النبع تمتد منه القنوات إلى المناطق المجاورة وتحيط به حجارة كبيرة جداً مقطوعة على شكل قوالب مستطيلة ويتراوح طول الواحدة من 1-2 متر وعرضها من 50 – 70 سم تقريباً

ولقد نقبت في هذا الموقع البعثة الدنمركية سنة 1954 واكتشف بئر ماء ذو فوهة دائرية يعود لفترة دلمون 2000 ق.م ، وعثر فيه على تمثالين لكبشين من الحجر الرملي.
وفي سنة 1994 نقبت البعثة اليابانية في نفس الموقع واكتشفت جنوبي البئر السابق بئراً آخراً يعود لنفس الفترة ذو فوهة مربعة وله سلم يؤدي إلى نبع الماء كما تتصل به قناة للري اكتشفت بعض أرضيات غرف وأحواض من الجص بالإضافة إلى بعض الكسر الفخارية.
تاريخها الحديث
أما فيما يمتد من معلومات قريبة قبل ثلاثة أجيال أو أربعة فقد ذكر رجال كبار في السن إن هناك من الشخصيات قد نزل عند عين أم السجور وحاول أن يحفر في منطقتها وهذا الشخص يدعى محمد محمد علي العرب جد سعود العرب من أمه وقد حصل على ماء صافي ونقي صالح للشرب إن لم يكن من العين نفسها فهو من قنواتها مما أوجد حلا لمشكلة المياه المرة في ذلك الوقت هذا ولمزيد من المراجعة في موضوع عين أم السجور يمكن التحقق من بعض المراجع . (5)
بالرغم من كثرة العيون الطبيعية في البحرين إلا أن عين أم السجور تعتبر أقدم عين طبيعية عرفها تاريخ البحرين القديم . و تقع العين في الناحية الغربية من قرية الدراز التي تشتهر بكثرة آثارها . و المشاهد الآن لا يرى إلا بعض بقايا هذه العين ، فقد غيرت الحوادث التاريخية كثيرا من ملامحها الأصلية . و هي الآن تبدو كفجوة منخفضة من الرمال . وإذا ما هبطنا إلى مقر هذه البئر صادفتنا كثير من الأحجار الكبيرة المربعة الشكل مرصوفة الواحدة جنب الأخرى بطريقة هندسية متناسقة .

و يعتقد الناس في البحرين أن هذه العين قديمة قدم البحرين ذاتها ، و أنها من أكبر العيون الطبيعية في البحرين ، و أنها كانت تروي الجزء الشمالي من البحرين الذي ما زال يشتهر بوفرة الزراعة فيه .(6)

وقد وجدنا موضوع منشور في مواقع ويكيبيديا الالكتروني عين أم السجور (السيور) التاريخية ونرفق بعض الاجزاء منه للفائدة:
تقع عين أم السجور في الجهة الشمالية الشرقية من قرية الدراز وتشتهر بأنها تحوي أكبر نبع ماء من ينابيع البحرين. وقد قامت البعثة الدنماركية في العام 1954 م بتحري الموقع والتنقيب فيه بشكل مختصر. ويتألف موقع النبع من حفرة بيضوية الشكل، أبعادها ( 40 * 70 ) مترا تحيط بها الرمال ، ويتبعثر في الحفرة عدد كبير من الكتل الحجرية الكبيرة والجيدة النحت ، أما مركز الحفرة فتشغله غرفة صغيرة تحت الأرض أبعادها (1,48 X1,40) متراً هي غرفة البئر .
ويهبط المرء إلى الغرفة بواسطة مرتقي ترابي عرضه متر يحيط به جدران متوازيان ، ثم يصل إلى الغرفة التي تشكل مع المرتقي والدرج زاوية قائمة ، ويشبه مخططها حرف (جـ) ولقد بنيت الغرفة من حجارة مغموسة بالطين ، وكسيت جدرانها من الجانبين بالملاط ، ومن المحتمل أن الغرفة والدرج كانا في الأصل مسقوفين بسقف لم يبق له أثر حالياً وبذلك يقل وصول الضوء إلى غرفة البئر . وقد غطيت فوهة البئر بكتلة واحدة ضخمة من الحجر جيدة النحت ، وبالمقابل يوجد في جدار الغرفة الشرقي عش صغير ، ربما لوضع مصباح أو نذور .
ومن خلال أعمال التنقيب، عثر على تمثالين من الحجر ، يمثل كل منهما كبشا ً جاثيا ً، صغير الحجم، حيث عثر على الأول منهما على درج البئر، والثاني في غرفة البئر، وكانا مقطوعي الرأس. والتمثالان صغيران لايتجاوز ارتفاع الأول 21 سم ، والثاني 20سم ، وقد نحتا بأسلوب خشن ، وللأسف لم يعثر المنقبون على رأسي الكبشين ولا على قاعدتيهما عند رأس الدرج.

ومن المحتمل أن يكون بئر أم السجور قد تم تشييده من قبل سكان مستوطنة الدراز الأثرية، التي لا تبعد أكثر من 300 متر عنه. أما عن تأريخ هذه العين، فإن اللقى الأثرية التي عثر عليها عند البئر أو في الغرفة أو من الفخاريات المعروفة باسم باربار، تدفع الباحثين إلى الاعتقاد بأنه يعود إلى أوائل الألف الثانية قبل الميلاد، أي في عهد ازدهار حضارة دلمون.كما أن البعثة اليابانية البحرينية المشتركة في عام 1994 م اكتشفت بئر آخر جنوبي البئر السابق ويعود لنفس الفترة، كما اكتشفت أيضا بعض الأرضيات للغرف.
ويعود عمرها إلى أيام الخلافة الأموية حيث أنه ردمها عبد الملك بن مروان بغضاً لأهلها لأنه ذهب ليطلب يد بنت لهم ليتزوجها فأبوا أن يزوجوه له لأنه كان معادياً وناصباً العداء للعقيدة التي كانو يدينون بها وهي التشيع وحب أولاد النبي محمد ويذكر أنها كانت تغذي القرى وتسقي الناس إلى قرية رأس رمان إلى الدراز وحواليها أي ما يقارب 10 كيلومتر مربع.
المحطة الثانية الشيخ بن رجب البحراني(قائد المقاومة ضد البرتغاليين):
مجاهد وعالم رباني، عرف بالتقوى واشتهر بالعلم والتواضع، كان افقه أهل زمانه، سلم له العلماء والعامة ومالت اليه قلوبهم وامتثلوا لطاعته، مجاهد من الطراز الأول، تصدى للاحتلال البرتغالي الذي جثم على تراب البحرين وتربع على عرش المقاومة والصمود حتى انخرط في اوساط الشعب يحرضهم على المقاومة والثبات بوجه المحتل، وبعد تحرير البحرين كان أول من يصلي الجمعة ويرتقي المنبر في مسجد الخميس ويخطب خطاب التحرير.

اسمه

هو الشيخ محمد بن الحسن بن رجب المقابي الرويسي البحراني
أصل قريته ومسكنه
ينسب الشيخ الى قريته مقابي وهي احدى قرى البحرين القديمة وتقع جنوب شارع البديع، وبعدها انتقل الى قرية الرويس واستقر فيها لفترة، ويذكر البلادي: الرويس بالتشديد تصغير رأس قرية من قرى البحرين والظاهر أنها الآن خراب.
وتعتبر الرويس احدى القرى البحرانية المندثرة التي هجرها اهلها لاسباب قيل انها أمنية عصفت باهلها وتسببت في تشريدهم وانتشارهم في الامصار والبلدان وما زال بعض اهلها يقطنون في بعض القرى المجاورة ومنها الدراز التي تسكنها عائلة ابو رويس.(1) وآل أبورويس ينسبون إلى الحاج علي بن أحمد الملقب بأبورويس وهو شخص عينه بنو رجب والياً على المنطقة الممتدة من داركليب إلى الدراز، فتزوج من الدراز وأنجب ذرية لا تزال تحمل لقب أبورويس. ويقال يوجد بعض العوائل التي تنحدر من نفس العائله ولاكن تحمل القاب ثانية.(2)

عصره وطبقته
عاش الشيخ في القرن الحادي عشر الهجري وقد عاصر فترة الاحتلال البرتغالي الذي تحررت منه البحرين في عام (1011هجرية- 1602ميلادية)، وكان الشيخ احد الداعين لمقاومة الاحتلال كما سيأتي. وهو من تلامذة الشيخ محمد البهائي ومعاصري استاذه السيد ماجد بن هاشم العريضي الصادقي المتوفي سنة 1028هـ. ويعتبر من طبقة الشيخ علي بن سليمان القدمي وقد تتلمذ كل منهما على الآخر.(3)
جهاده ضد البرتغاليين
قامت الدولة الصفوية كنظام سياسي في إيران على يد الشاه إسماعيل الأول الذي ملك بين الأعوام (1501م_ 1524م) حيث توفي في العام 1524م أي في العام 930هـ، وقد تولى بعده ملوك من الصفويين وكانت البحرين آنذاك تخضع للإحتلال البرتغالي، وأخذ أهل البحرين يكاتبون الشاه عباس الأول الذي يشترك معهم في المعتقد ضد البرتغاليين الصليبيين ليخلصهم من الإحتلال البرتغالي الذي طالت سنواته في بلادهم وقام الشاه عباس باستجابة طلبهم واستطاع أن يخرج البرتغاليين من جزيرة أوال ويضمها تحت مملكته وكان ذلك في العام 1601م.
وفي هذه السنة يقول السماهيجي في ترجمته للشيخ محمد بن حسن بن رجب: وهو أول من صلى الجمعة في البحرين بعد تحريرها على يد الدولة الصفوية (4).
ففي ذلك العام بعد خروج البرتغاليين اقيمت اول جمعة في مسجد الخميس حيث أمها الشيخ محمد بن رجب الذي صعد المنبر وخطب خطبة عظيمة كما يصفها الباحث النويدري في كتاب المشهد ذو المنارتين وحرض فيها الناس على الثبات على نهج الجهاد والتمسك بالتعاليم الاسلامية.
ويذكر انه نظم المقاومة ضد الاحتلال البرتغالي لبلاده والتي استمرت من 1521 – 1602م، ثم قام البرتغاليون بعد طردهم من البلاد بمحاولات يائسة خلال 1602 – 1622 لاستعادة نفوذهم عليها إلا انهم خابوا في ذلك.(5)
أفقه أهل زمانه
وصفه البلادي في انوار البدرين بانه هو الشيخ الفقيه المحدث ذو المرتبة الرفيعة في الفضل والكمال وكان أفقه أهل زمانه وكان شيخنا يذكر أنه لم يوجد في زمانه مثله ولا بعده ولا قبله في هذه البلاد في الفقه والفروع، وذكر أن السيد العلامة السيد ماجد البحراني (رض) كان يعظمه ويعرف فضله ويثني عليه.(6)
وذكره شيخنا العالم الرباني الشيخ علي بن سليمان القدمي البحراني في رسالته التي عملها في وجوب الجمعة وجوبا عينيا وذكر أنه يذهب إلى ذلك وبالغ في الثناء عليه في الفضل والكمال.

ونقل الشيخ الماحوزي ان الشيخ الفاضل علي بن نصر الله الليثي الجزائري قال في حقه (وجدته كالبحر الزخار ولو عرفته قبل ما قرأت على غيره.

وقال الشيخ يوسف البحراني (قدس) في اللؤلؤة في ترجمته وكان هذا الشيخ فاضلا فقيها إماما في الجمعة والجماعة.(7)
توليه القضاء
تولى الشيخ القضاء في البحرين وساهم في ازالة البدع والقضاء على الظلم في الكثير من المواقع حيث استطاع اعادة الكثير من المظالم لاصحابها وكان كما وصف نعمة من الله بها على البحرين حيث كان حسن السيرة لذا مالت اليه القلوب واقبلت عليه العوام والخواص واطبقت على تقديمه علماء البلاد.(8)
آثاره العلمية
ترك الشيخ العديد من المؤلفات والكتب ذكر بعضها في كتاب معالم الثقافة الاسلامية في البحرين(9) ومنها:
1- رسالة في (الفرايض والمواريث).

2- حواش متفرقة على (اللمعة) في الفقه.
3- حاشية واستدراك على بحث (القسم في النكاح).

4- كتاب في (الخطب) قال فيه صاحب الذخائر لم يعمل مثله.
تلامذته (10)
1- العلامة المعروف بأم الحديث الشيخ علي بن سليمان القدمي البحراني المتوفي سنة 1064هـ.

2- العلامة الشيخ جعفر بن كمال الدين البحراني المتوفي في حيدر اباد بالهند سنة 1088هـ.
3- المحقق الشيخ محمد بن ماجد الماحوزي المتوفي في حدود سنة 1105هـ.
4- العلامة الشيخ محمد بن علي المقشعي.
هجرته لطلب العلم

هاجر البعض من عائلة بن رجب إلى إيران، منهم من أهل العلم وعلى رأسهم الفقيه العالم الشيخ محمد بن الحسن بن رجب الذي جاء ذكره في كتاب أنوار البدرين، في زمن الدولة الصفوية، وهو الذي أقام أول صلاة جمعة في بلاده البحرين، وقد صحب هذا العالم الفقيه الشيخ محمد بن الحسن بن رجب في هجرته إلى إيران عدد كبير من أفراد أسرته ومن علماء الدين، وأسس هناك مدرسة دينية جعل لها فروعاً في ست قرى إيرانية منها مدرسة قرية الروين في المحمرة.
وقد ترك هذا الشيخ الجليل عوائل من ذريته يسمون جبر وملقي ورجب زاده، ولقد تقلد بعض أبناء هذه العوائل مناصب القضاء في إيران في أيام الدولة الصفوية، كما تقلدوا بعد ذلك العديد من المناصب الحكومية المختلفة.(11)

وفاته

مات في دار العلم شيراز بايران وبها قبره، ولم نجد تاريخ وفاته بالتحديد.

المحطة الثالثة حركة 1938 وتأسيس آليات العمل السياسي:

حركة 1938 وتأسيس آليات العمل السياسي المسيرات والمنشورات والكتابة على الجداران

في معرض الحديث عن سيرة الذاكرة الدستورية رأينا أن حركة 1938 كانت البداية الأولى للمطالبة الوطنية وإنها جاءت على إثر قناعة الجماعات السياسية بأن العمل المنفرد لا يأتي بالثمار ناضجة. ففي هذه الحركة كانت المرة الأولى التي يجتمع فيها الشيعة بأهل السنة لوضع مطالب سياسية مشتركة. وقد أشرنا إلى أنها كانت حركة ناضجة سياسيا



متأثرة بعوامل محلية وعوامل دولية استفادت منها كل جماعة سياسية بحسب تكوينها الاجتماعي والعقائدي.

ابتدأت الحركة باجتماع عقد في بيت سعد الشملان ضم ممثلين عن الشيعة وهم ( منصور العريض،محسن التاجر السيد سعيد السيد خلف، عبدالله ابو ذيب) وممثلين عن السنة وهم ( خليل المؤيد ، احمد الشيراوي، علي بن خليفة الفاضل) بغرض توحيد الطائفتين وتقديم مطالب سياسية مشتركة للحاكم، وزيادة في تعميق هذا الهدف أجرى المجتمعون اتصالات مع بعض الشخصيات في المحرق واستمرت اللقاءات ثلاث ليال على أمل استكمالها والحفاظ على سريتها إلا أن جبر المسلم وهو من الشخصيات التي تم الاتصال بها في منطقة الحد قد أخبر الشيخ حمد بن عيسى بمجريات الاجتماعات وما يدور فيها وهو ما جعل قادة الحركة التقدم بالمطالب إلى الحاكم قبل توحيد الطائفتين جماهيريا. التقرير الحكومي الذي وثقته الوثائق البريطانية يذكر أن هؤلاء الأعيان تقدموا بخمسة مطالب هي " تشكيل مجلس تشريعي، جعل القضاء بيد مواطنين بحرانيين وعدم اقتصاره على العائلة الحاكمة، تشكيل مجلس لإدارة شؤون التعليم إبعاد الشرطة الأجانب وإحلال بحرانيين مكانهم وإصلاح الجهاز الإداري " ألا أن المقال الذي نشرت الحركة في صحيفة الميزان العراقية بتاريخ 23-12-1938 قد احتوى على عشرة مطالب هي :

1- إنشاء مجلس تشريعي مؤلف من عشرين عضوا عشرة منهم سنة ومثلهم من الشيعة بانتخاب عام دون تدخل أية سلطة أجنبية ويعين الحاكم رئيسا للمجلس.

2- طرد الموظفين الهنود واستبدالهم بموظفين وطنيين وعند اللزوم عراقيين.

3- السعي إلى إيجاد حكومة منظمة ذات قوانين وأنظمة ومسئولة اتجاه الحاكم والأمة.

4- تعديل مالية البلاد بصورة تكفل اطلاع الأمة على مصروفاتها وواردتها.

5- إيجاد شرطة عربية من أبناء البلاد يحلون محل الأعاجم.

6- طرد الموظفين الخونة.

7- بذل الجهود لتعليم أهل البلاد وإرسال بعثات تعليمية خارج البحرين.

8- إصدار جريدة سياسية تنشر حرية الفكر والكلام وتنتقد أعمال الحكومة .

9- الاتصال بالهيئات والجمعيات السياسية العربية في الخارج للاستعانة بهم وبمعلوماتهم أدبيا وسياسيا.

10- منع اليهود من دخول البحرين وإلغاء جنسياتهم البحرانية.

ويمكن لأي ملاحظ أن يتعرف على مستوى الوعي السياسي ومدى مطابقته لأغلب المطالب المعاصرة من خلال النظر إلى المطالب العشرة التي تقدم بها قادة الحركة.

أدوات وآليات عمل حركة 1938

من ضمن الأمور التي تجب الإشارة إليها أن حركة 1938 لم تنفرد بتوحيدها الطائفي و مطلبها الدستوري فحسب بل إنها أسست أيضا لآليات عمل سياسية كانت هي المرة الأولى التي يمارسها الناس لمطالبهم السياسية و الحقوقية. على رأس تلك الأساليب هي توزيع المنشورات السياسية والكتابة على الجداران والخروج في مظاهرات سياسية. وكانت هذه هي المرة الأولى التي يحدث فيها توزيع منشورات واضحة المغزى بطريقة سرية ، وتنتشر فيها ملصقات تتحدى سلطة آل خليفة وتستهدف التدخل البريطاني السافر في شؤون إدارة البلاد وتطالب بالخصوص بإقالة المستشار تشارلز بلجريف فخلال شهر أكتوبر شاهد الناس منشورات على شكل ملصقات في كل من المنامة والمحرق وقد كتبت عليها شعارات عديدة منها:

" بشرى أيها الشعب النبيل ، سوف يزول الظلم عنكم ، ولقد سمعتم من زعماء الشعب وخطبائه في المجتمعات ما أثبت لكم زوال الظلم عنكم . كونوا على أهبة الاستعداد حتى يأتيكم أمر ثاني " وقد قامت الحكومة بإزالة معظم هذه الملصقات وعلقت مكانها إعلانات وأوامر تختص بمنع الناس من تنظيم العرائض ولكن الملصقات عادت مرة أخرى في نهاية أكتوبر وشوهد عدد منها على جدران المكاتب الرسمية ، جاء فيها : " نشكر نواب الشعب الوطني على البشرى التي أكدت لنا زوال الظلم ، ونحن متأهبون لصدور الأمر الثاني " كما ظهرت بعض الكتابات على جدران محكمة البحرين منها " يسقط المستشار . تسقط تسقط هذه المحاكم الظالمة " ، وتصاعدت المطالبة بإقالة مراقب التعليم ( فائق أدهم ) ، الذي كان تعيينه شرارة التحرك الطلابي الأول من نوعه عام 1930 . ووضعت في بيته رسائل تهدده بالقتل إذا لم يستقل من منصبه . كما قام بعض الشباب بتشويه الإعلان الذي وزعته الحكومة بخصوص منع توزيع المنشورات والملصقات . فقاموا بشطب اسم الشيخ حمد الذي ذيل به الإعلان وكتابة " الثور الأحمر " مكانه وكانوا يقصدون بذلك المستشار . وبعد أن قامت الحكومة والإدارة البريطانية باعتقال بعض قادة التحرك وبعض الشباب كانت منشورات عديدة قد وزعت موقعة باسم " الشباب الوطني " في المنامة والمحرق تطالب بإطلاق سراح المعتقلين وتدعو عمال النفط إلى الإضراب وتطلب من الناس مقاطعة السينما ، وتطالب بتكوين مجالس للإشراف على إصلاحات أجهزة التعليم والمحاكم وإنشاء نقابات عمالية .

وقد لا يسع المجال هنا لمناقشة موقف المعتمد البريطاني وبلجريف وموقف الحاكم إلا أن رسالة كتبها المعتمد البريطاني للمقيم في 8 ديسمبر طرح فيها وجهات نظره حول بعض القضايا وقال فيها أنه وبلجريف متفقان في كل النقاط وجاء في الرسالة :

" إن كلمة " تنفيذي " أو " استشاري " لا تعني شيئا ً لشعب البحرين فتكوين مجلس بأمر من الحكومة البريطانية سوف يفهم بشكل كامل على أنه سحب السلطة والقوة من الشيخ وحلفائه . وسيعتبر الشيخ والعائلة الحاكمة فرض المجلس عليهم من قبل الحكومة البريطانية خيانة للثقة التي أولوها للحكومة البريطانية ولصداقتهم الطويلة مع بريطانيا العظمى . وفي هذه الأيام التي تتصاعد فيها المشاعر المعادية لبريطانيا في هذا الجز من الشرق الأدنى فإنه من غير اللائق تقليص صلاحية أحد الحكام الطيعين وإغضاب العائلة الحاكمة والعرب في البحرين " وعن موقف العائلة الحاكمة من الفكرة قال المعتمد : " إن فكرة إنشاء مجلس نوقشت من قبل الشيوخ منذ بداية الاضطراب السياسي الحالي . ويعتبر جميعهم اقتراح المجلس نهاية حكم آل خليفة في البحرين ويعتقد الشيوخ أن الحكومة البريطانية لن ترغب في إضعاف موقعهم كحكام للبحرين . وأنهم متأكدون بأنه حال وجود مجلس في البحرين ( مهما كان شكله أو صورته ) فإن آل خليفة لن يبقوا حكاما ً للبحرين "


وتأتي هذه الرسالة بعد حملة قمع واعتقالات واسعة في صفوف قادة التحرك وفي صفوف الشباب المنطوي تحت قيادة الحركة ففي 6 نوفمبر 1938، اعتقلت الحكومة كلا ً من سعد الشملان وأحمد الشيراوي متهمة إياهما بالتحريض على الاضطراب ، وباستعمال كلمات غير لائقة ضد الشيخ حمد . وفي اليوم التالي ( الأحد 7 نوفمبر ) دعت " حركة الشباب الوطني " عمال شركة بابكو بالإضراب ، فتوقف العمل في مكاتب الشركة وفي حقول النفط ، وكان زعماء الإضراب من بين سائقي السيارات والفنيين وموظفي المكاتب . كما حدثت اعتصامات وتظاهرات في المنامة والشوارع الخارجة منها حيث تمكن المتظاهرون من منع العمال من الذهاب إلى الشركة . ولكن عددا ً منهم تم اعتقاله . على أثر ذلك تجمع عدد من أفراد حركة الشباب في جامع صلاة الجمعة وطلبوا رؤية المعتمد ، الذي رفض مقابلتهم . فما كان منهم إلا أن انتشروا في السوق وتمكنوا من إغلاق الدكاكين . وبعد قليل جاءت مجموعة من الشرطة إلى السوق واستعملت القوة لتفريق المتظاهرين مما أدى إلى حدوث إصابات بين المتظاهرين . وتم في الوقت نفسه اعتقال كل من علي خليفة الفاضل وإبراهيم كمال ، والأول كان أحد قادة الحركة .

وفي 12 نوفمبر جاءت أول وثيقة مشتركة وهي عبارة عن رسالة إلى الحاكم من خمس شخصيات تمثل طائفتي المسلمين في البحرين وهي كالتالي :

" إلى حضرة … الشيخ حمد بن عيسى الخليفة أطال الله عمره بعد تقديم جزيل الشكر والاحترام لمقامكم السامي نتشرف أن نعرض لجلالتكم بخصوص المسائل التي نلتمس إجراءها من حكومة البحرين الجليلة والتي نعتقد أن فيها راحة الحكومة ورضاء رعاياها وهي كما يأتي :

أولا ً : المعارف : تشكيل مجلس للمعارف يتألف من ثمانية أعضاء أربعة سنيين وأربعة شيعيين . يشرف المجلس على سير التعليم في المدارس وبمعرفته توضع برامج التدريس وكذلك جلب مديري المدارس والمعلمين وإرسال بعثات إلى الخارج .

ثانيا ً : المحاكم : إصلاح المحاكم بتغيير القضاة الموجودين في العدلية وتشكيل هيئة من ثلاثة قضاة لكل محكمة بحيث يكونون اثنين من الوطنيين الأهالي واحد سني وواحد شيعي ، والثالث حسب نظر الحكومة . وإنشاء محكمة خاصة للجنايات يكون يحكم فيها قاضي قانوني بمفرده يطلب من العراق ، وأن يكون من ذوي السمعة الحسنة وهو بصفة مؤقته إلى أن يوجد من الوطنيين من يحل محله .

ثالثا ً : إصلاح البلديات بتعيين الوطنيين في الوظائف محل الأجانب على السواء .

رابعا ً : تأسيس نقابة للعمال يعترف بها رسميا ً من الحكومة تتولى شؤون العمال الوطنيين جميعا ً سواء كانوا في الشركات أو في غيرها تنظر في شؤونهم وتحافظ على حقوقهم .

خامسا ً : تجنبا ً لما يحدث من سوء تفاهم غير مقصود في المستقبل بين الحكومة والأهالي نطلب اختيار ستة أشخاص ثلاثة من السنيين وثلاثة من الشيعيين يمثلون الأهالي للتفاهم مع الحكومة .

والأمر لكم ودمتم .

التوقيع : ( يوسف فخرو ، سيد سعيد بن السيد خلف ، منصور العريض ، محسن التاجر ، عيسى بن صالح ) .

في 19 رمضان 1357 هـ

ملحق عريضة مؤيدة للحكومة مقابل عريضة حركة 1938

في 24 رمضان 1357هـ ( 17 نوفمبر 1938 ) بعث عدد من أهالي الحد رسالة إلى الحاكم يعربون فيها عن عدم موافقتهم على رسالة قادة حركة 1938 وكانت كالتالي :

" إلى جانب عالي جانب الأجل الأمجد حاكمنا المعظم صاحب السمو الشيخ حمد بن عيسى الخليفة وحكومتنا الموقرة دام مجدها آمين . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته على الدوام .. أما بعد نحن الموقعين أسماءنا أدناه ، نفيدكم أنه قد بلغنا أنه قدم لكم مطالبنا وحنا ليس لنا ولا عن اطلاعنا وحنا راضين من حاكمنا وحكومتنا ليحيط بعلمكم حببنا اطلاعكم بذلك والسلام .

التوقيع : جبر بن محمد المسلم ، السيد أحمد بن يوشع ، أحمد بن محمد بن عبد الرزاق ، السيد إبراهيم بن عبد الله ، أحمد بن محمد آل محمود ، محمد الشيخ عبد اللطيف ، ناصر بن سالم السويدي ، خليفة بن زعل البوفلاسه ، حمد بن صغير البوفلاسه ، أحمد بن سيف السويدي ، عيسى بن حمد بن مفتاح ، سعيد بن مبارك ألسليطي ، صالح بن سيف المسلم ، فهد بن حسين المسلم ، أحمد بن راشد النعيمي ، عبد الله بن عيسى الوادي ، جبر محمد العماري . ثلاثينات القرن الماضي بداية التنظيمات السياسية وفترة المطالبة الدستورية

تحتاج عملية استيعاب التاريخ إلى عملية تذكير دائمة وإلى تحديد العوامل والنتائج. وفي حالات عديدة لا تقوى بعض الأطراف على حذف الأحداث التاريخية من الذاكرة لذا فهي تتجه إلى العبث بها وإطفاء عوامل التحريف عليها من أجل أن تكون الذاكرة التاريخية ذاكرة منقسمة على نفسها ومهمشة في شكلها الخارجي. وهذا ما يمهد الأرضية لوضع القوى السياسية المعاصرة في موقع الغريب والطارئ على التاريخ وعلى السياسة، من جهة ومن جهة أخرى إكساب الأوضاع الحالية شرعية سياسية وتاريخية. وإذا كان الاقتصاد هو الذي يؤثر بقوة على الحياة السياسية في البلدان الديمقراطية فإن التاريخ السياسي والذاكرة التاريخية تؤثر بقوة أكثر في مجريات البلدان غير الديمقراطية أو التي لم تنجز مهمة بناء الدولة الحديثة فيها بعد.

إن فترة الثلاثينات من القرن الماضي تعتبر فترة البداية الحقيقية للمطلب التاريخي في البحرين وهو مطلب إنشاء مجلس تشريعي منتخب يشارك في عملية صنع القرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي للمواطنين، كما تعتبر تلك الفترة فترة نمو وعي سياسي حقوقي وسياسي استمر لعقود يتراكم بتراكم الخبرات وزيادة الضغوط والمواجهة. وإذا ما أردنا بحث جذور ما طرح في انتفاضة التسعينات وما تلاها من سنوات فيمكن القول أن ما طالب به شعب البحرين في سنة 1938 من مطالب سياسية وحقوقية يعتبر الجذر الأول للمطالب السياسية الوطنية وجذر الخلاف المتجدد مع السلطة السياسية بشكل علني نابع من إجماع وطني يجمع الشيعة والسنة في حركة سياسية واحدة. ويشكل هذا الامتداد التاريخي ترسانة صلبة لا يمكن القفز على أفقها، بمعنى أن هذا التراكم التاريخي هو ما يجعل من المطالبة بمجلس تشريعي كامل الصلاحيات وبدستور عقدي مطالبة باقية ومستمرة يصعب على أية قوة سياسية أن تتنازل عنها إلا بتنازلها عن التاريخ والهوية السياسية للبحرين.

وسنحاول هنا استعراض تلك الفترة المهمة سياسيا وتاريخيا لكونها عنصرا أساسيا في تشكيل الهوية السياسية لقوى المعارضة ولغالبية شعب البحرين.

ولعل السؤال الأول الذي تجدر الإجابة عليه هو هل أن الوعي السياسي في تلك الفترة كان وعيا ناضجا ووعيا متقدما فعلا ؟ أم أن الأمر كما يحلو للبعض مجرد حركة عادية كانت تقف من وراءها مصالح شخصية أبرزها رغبة الشيخ سلمان بن حمد في تثبيت نفسه كولي للعهد مقابل الشيخ عبدالله بن عيسى؟ وجهة النظر الثانية سوف تستمر في طرح نفسها أمام كل مفصل من مفاصل التاريخ السياسي لإظهار التاريخ أنه مصنوع من قبل فئة محددة وتمتلك مصادر القوة والسلطة وبالتالي فإن القوة الشعبية وتنظيماتها ومطالبها لا تمثل تاريخا مجتمعيا ولا تمثل عنصرا تتشكل منه الهوية السياسي للبحرين. وبالتالي فإن الاستثمار المعاصر للذاكرة التاريخية سوف يظهر في وصف المطالب السياسية بدستور عقدي وبسلطة تشريعية كاملة الصلاحيات على أنها مطالب طارئة ولا تتوافق والخبرات التاريخية والسياسية للبحرين وللمنطقة عموما. وفي النهاية يجب التسليم بما تطرحه الرؤية الرسمية للإصلاح السياسي والقبول به كحد أعلى لأنها هي صاحبة الوعي وصاحبة الخبرة في التاريخ والسياسة.

التعاطي مع الأحداث التاريخية بشكل موضوعي لا يتسع ولو بشكل ضئيل لقبول وجهة النظر القائمة على سحب عنصر الوعي والتحرك الذاتي للناس. ويحيلنا ذلك إلى تحليل استراتيجيات السلطة في التعاطي مع المطالب السياسية وهي ما يمكن تسميته بإستراتيجية الاستثمار والتوظيف الجيد، بمعنى إن السلطة السياسية تبرع في استثمار الأحداث السياسية وتوقف مفعولها من خلال دخول بعض عناصرها في خلطة المجريات أو ما بات يعرف حاليا بوجود حرس قديم وحرس جديد. فهناك دائما أطراف تؤيد الاستجابة للمطالب السياسية، مقابل أطراف أخرى أكثر تشددا وتصلبا في رفض المطالب أو الاستجابة لها بأي طريقة. وهو ما يمكن السلطة السياسية في النهاية من الالتفاف على مطلب المجلس التشريعي والدستور العقدي.

مصادر وعي المطالبة الدستورية وبداية التنظيمات السياسية

بالعودة إلى نهاية العشرينات وبداية الثلاثينات يمكن التوصل إلى أن الوعي السياسي في تلك الفترة كان متصلا بشكل مباشر وغير مباشر بالوعي السياسي في المنطقة عموما وبحركات ونهضات سياسية مشابهة شهدتها المنطقة العربية. ورغم قلة الفئات المتعلمة أو القادرة على القراءة، إلا أن الناس كانوا على دراية بما يحدث ويمتلكون القدرة على الفهم والتحليل وبالتالي التقدم بمطالب سياسية وحقوقية عادلة. وهو أمر أثار دهشة بعض الأجانب الزائرين للبحرين مطلع العشرينات ووصول مبادي ولسون " رئيس الولايات المتحدة" حول حرية الأوطان والعدالة والحرية لأهالي القرى. فالشيعة كانوا على اتصال بما كان يجرى في العراق وإيران والهند وما تشهده تلك الدول من حركات دستورية بحكم توافدهم على زيارة تلك الدول إما للزيارات المقدسة أو للتجارة أو لطلب العلم، والسنة بعد ضعف الرابطة القبيلة في بداية العشرينات كانوا على اتصال وثيق بما يجرى في مصر وبلاد الشام وظهور الوعي القومي وتنظيمات سياسية كان الشيخ رشيد رضا صاحب المنار يؤيد إنشاءها وقد جند بعض تلاميذة الأزهر لعمل تنظيمات دينية في البحرين على غرار التنظيمات السرية التي أسسها في مصر وبلاد الشام.

وإذا ما تجازنا المصادر الخارجية كمصدر رئيسي لطرح المطالب السياسية، فإن التغييرات والتطورات التي شهدتها البحرين في تلك الفترة قد أرست قواعد العمل السياسي والتأسيس لمطالب سياسية وحقوقية وطنية. فمن ناحية الوضع الاقتصادي كان النفظ مسئولا عن تحولات اجتماعية واسعة أبرزها بروز العمال كفئة واضحة تضم أفرادا من كلا الطائفتين يعملون معا وتحت ظروف واحدة خلافا لنظام العمل الذي كان سائدا والقائم على الفصل بين الطائفتين وبسبب تدهور صناعة اللؤلؤ تحول الكثير من الغاصة إلى قطاع العمل المدني وهو ما وفر لهم وقتا واسعا لمناقشة قضاياهم بدلا من الانخراط في العمل لثلاثة شهور وأكثر في الغوص، وفي الوقت نفسه أزداد عدد التجار في مدينة المنامة والمحلات التجارية وبرزت كثير من القضايا التجارية ذات العلاقة بالمصالح المالية ولم يكن هناك نظام قضائي ونظام قانوني يستوعب مثل هذه التحولات. ومن ناحية سياسية فإن مرحلة الإصلاح الإداري كان من المفترض أن تستمر وأن تبدأ في تحويل المشيخة إلى دولة إلا أن الأمور ظلت ثابتة في محلها وبقيت المظالم مستمرة رغم التطور الإيجابي الذي حدث بعد إدخال الإصلاحات الإدارية إلا أن تطبيق بعض القوانين وعلى رأسها قانون ملكية الأراضي أوجد مظالم جديدة لم تكن السلطة السياسية مقتنعة بضرورة تفاديها كما إن الإدارة البريطانية قد أخلت يدها من قضية الإصلاح السياسي منذ عزل الحاكم الشيخ عيسى بن علي وكانت تهتم كثيرا بتعزيز موقع الحاكم ومن وراءه مؤسسة الحكم التي نالها الضعف الشديد.

فبالرغم من أن الإصلاحات كان قد تم العمل بها في عهد الشيخ حمد إلا أنه كان بطيئا ً في استيعاب معطياتها . إن حكومة الهند لم يكن لديها سياسات بعيدة المدى باتجاه البحرين . فقد فعلت وقامت بردة الفعل بطريقة عفوية . وكانت تتعامل مع كل حادثة أو أزمة حال حدوثها تقريبا ً ( أي بدون تخطيط مسبق ) . فأحيانا ً كانت تراهن على عامل الزمن ، وأحيانا ً كانت تتحاشى القضايا الحساسة في البلاد ولذلك تصاعدت الضغوط المحلية ونتجت عنها مطالب مشتركة بين الشيعة والسنة. وهذا ما حدث على أثر مطالب البحارنه التي تضمنتها في البداية العريضة التي قدمت في نهاية عام 1934 .

وفي الواقع كان إلغاء نظام السخرة ونظام الضرائب الطائفي إلغاءا شكليا إذ تحولت السخرة والضرائب الطائفية إلى تمييز اقتصادي واجتماعي لحق بالغالبية من السكان وما زال مستمرا حتى اليوم. فعلى سبيل المثال لم يحظى البحارنه بفرص عمل في شركة بابكو كما كان لغيرهم الأمر الذي دعا البحارنه في 28 يناير 1935 للاجتماع في مأتم مدن بالمنامة حضره جمع غفير من سكان القرى لمناقشة مسألة توظيف البحارنه في شركة النفط لأن أكثرهم كان بدون عمل ، وتم تسجيل أسماء العاطلين عن العمل على أمل رفع القضية للحكومة . وكان الحضور الهائل بمثابة صدمة للمستشار الذي اعترف فيما بعد بأن المطالب التي قدمت كانت بإقرار الجماهير وليس من جعبة الأشخاص الثمانية الشعية. وفي مجال الخدمة التعليمية كان ممنوعا على البحارنة التسجيل في مدارس أخرى وهو ما وفر غطاءا لاحقا في اختيار الطلاب المبتعثين للدراسة في الخارج حتى متنصف الأربعينات. وظلت القرى في آخر قائمة الخدمات الإنمائية لدرجة أن بعض القرى لا تزال حتى اليوم غير مجهزة ببنة تحتية حديثة. أما الجانب السني فقد شهد تحولا هو الأخر تمثل في انتقال كثير منهم من النظام القبلي إلى النظام المدني وفقدت كثير من القبائل سلطتها وشهرتها وكان عليهم الانخراط في النظام المدني والحضري وهو ما ولد لديهم نزعة سياسية ومطلبية مشابهة لما يحدث في القرى والمدن.

نتيجة لكل ذلك تبلور الوعي السياسي لدى المواطنين حول ضرورة الدفع بالإصلاح السياسي وتجديد المطالبة بالمجلس التشريعي والدستور العقدي وفي عام 1938 تمخض عن تفاعل الحوادث الداخلية في البحرين حركة شعبية واسعة كانت ثمرة إصرار البحارنه على تحسين الوضع السياسي في البلاد وبداية لحركات إصلاحية امتدت خلال نصف القرن الأخير من عمر البحرين.

ففيما كان وجهاء البحارنة ورؤساء القرى يجتمعون ويتداولون شؤون البلاد ويتدبرون في الخطوات التالية لتحركاتهم كان الوعي السياسي يزداد ترسخا ً في أوساط واسعة من الشباب الذين التحقوا بالمدارس وانفتحوا على العالم الخارجي . ولما كانت حكومة الهند قد تمادت في دعم الحكومة وإبقائها مسطيرة ومنفردة في الحكم وقمع التحركات المناوئة الأخرى ، فقد تمخض عن ذلك وعي جماهيري يمعن في المطالبة ليس بحقوق طائفية محدودة ، بل بحقوق وطنية شاملة تتسع حتى تصل حد المطالبة بمجلس تشريعي وتبلغ درجة طرح فكرة إبعاد المستشار البريطاني لحكومة البحرين تشارلز بلجريف عن البلاد.

ومع حلول عام 1938 كانت قضية الوضع في البحرين تأخذ بعدها الدولي فتظهر المقالات في الصحف العربية وغيرها تنتقد السياسة البريطانية وسياسة الحكومة في البحرين وتطالب الناس بالتحرك السياسي الواسع . وتظهر مقالات سياسية عن أوضاع البحرين في مجلات مثل " الناس " في البصرة و " المستقبل " في بغداد و " الرابطة العربية " و " الشباب " في القاهرة و " النهار " و " صوت الأحرار " في بيروت و " العمل القومي " في دمشق و " البيان " في نيويورك وكلها تتحدث عن الوجود البريطاني في البحرين وعن بناء قاعدة الجفير وعن نشاط المستشار البريطاني فيها.

المحطة الرابعة عهد هندرسون :


نهاية حركة الهيئة التنفيذية العليا : رحيل بلجريف وفرض قانون الطوارئ وجلب هندرسون

استطاعت الحكومة في ديسمبر 1956 أن تقضي على حركة الهيئة العليا وأن تنفذ أحكاما قاسية بحق قادة الهيئة ونفيهم إلى خارج البحرين، وهي نهاية محزنة ومؤسفة لأكبر حركة سياسية مرت بها البحرين آنذاك.

تدلنا تجربة الهيئة التنفيذية العليا على مجموعة من

القضايا التي تتحكم في مسار العملية السياسية في البحرين. وإذا استثنينا مسألة رفض الحكومة المطلق لأي مشاركة شعبية إذ كان الحكم يصر على استعداده للمفاوضة على كل شيء ما عدا التمثيل الوطني في البرلمان أو التمثيل النقابي، مقابل إصرار حركة المعارضة على مطالبها العادلة في مجلس تشريعي كامل الصلاحيات ودستور عقدي، فإن قضية إتقان الحكومة لفن اللعب بالأوراق وقدرتها على المناورة ، هي من أهم نتائج حركة الهيئة التنفيذية العليا. فأثناء هذه الحركة تعلم نظام الحكم فن المناورة وأبدى مقدرة عالية في التعامل مع الضغوط الداخلية مستخدما في ذلك كافة الأدوات والأساليب المتاحة أمامه.

فبعد أن قويت شوكة الهيئة وصارت بحكم تمثيلها الشعبي ب 18 ألف توقيع لم يكن بمقدور الحكومة أن تستعمل خيار العنف المفضل لديها وكان عليها أن تقوم أولا بعملية التفاف واستغلال لكافة الظروف والمعطيات من أجل جعل العنف الذي سيستخدم لاحقا عنفا مبررا. وسنجد أن هذا العنف الرسمي تحول إلى عقيدة أمنية يحرص النظام السياسي على تقويتها وجعلها في المرتبة الأولى من أولوياته. ومن هنا يمكن الذهاب إلى أن الحكومة تعاملت مع الهيئة العليا بأسلوبين وبشكل متوازن بفضل دعم وخبرة البريطانيين.

كان هم تشتيت قوة حركة الهيئة وإظهارها بمظهر الضعف الهدف الاستراتيجي الذي حددته الحكومة لمواجهة قوة الحركة سياسيا وشعبيا، ولهذا كانت إستراتيجية العنف مستبعدة في ظل تماسك حركة المعارضة واحتفاظها برصيدها الشعبي. ويعتبر هذا الأسلوب بمثابة قانون أولي يحكم العملية السياسية في البحرين فكلما كانت قوى المعارضة قوية ومتماسكة كلما قلت فرص المواجهة العنيفة وزادت فرص المناورة السياسية.

المناورة السياسية

على إثر إصرار حركة الهيئة العليا على مطالبها السياسية والنقابية قدمت الحكومة بعض الأوراق السياسية التي عدت بمثابة تنازل مؤقت ومحاولة لكسب الوقت انتظارا لفرص أفضل وتمثلت هذه الأوراق في قبول الحكومة بتشكيل مجلسين منتخبين واحد للتعليم وآخر للصحة، مقابل حصولها على تنازل من الهيئة في أمرين الأول تغيير أسم الهيئة التنفيذية العليا إلى مسمى آخر. والثاني القبول بوجود تشكيلات سياسية أخرى . وفي الواقع لا يمكن القول أن قبول حركة الهيئة بالأمرين هو تنازل لأن ذلك قد يحدث تلقائيا حتى وإن رفضت الهيئة العليا الموضوع برمته إلا أن طرح موضوع التنازل كان يستهدف خلق إرباك بين قادة الهيئة وإرباك وتشويش لدى القاعدة الجماهيرية. وقد أثمرت هذه المناورة في إنشقاق حسن بن رجب عن الهيئة وقيامه بتشكيل تنظيم آخر ودار خلاف بين قادة الهيئة حول استراتيجيتها السياسية بين القبول ببعض المكتسبات وبين الإصرار على الرفض والممانعة لحين إذعان الحكومة للمطالب حتى وإن استدعى ذلك المطالبة بإقالة الحاكم وعزله. من جهتها قامت الحكومة بتشكيل جبهة باسم جبهة مناصرة الشيخ وهي تحالف ضم حوالي ألف شخص من العوائل القديمة ومن أفراد القبائل وحثهم على دخول انتخابات مجلسي التعليم والصحة والانتخابات البلدية.

إلا أن أخطر مناورة هي استدعاء الشيخ دعيج بن حمد – كان رئيسا للمحاكم وهو الكل في الكل – أعضاء الهيئة وعرضه عليهم التوقيع على بياض والتعهد بتحقيق جميع المطالب التي يطالب بها أعضاء الهيئة على أن يطالبوا الحكومة البريطانية بإزاحة الشيخ سلمان عن الحكم وتنصيبه هو بدلا عنه، فقال الباكر كلمته المشهورة في ذلك الاجتماع : إننا نرفض هذا العرض ، ولن نقبل بأي حال من الأحوال بدل الشيخ سلمان حاكما لنا.

من جهة أخرى أقدمت الحكومة على طرح بعض القوانين المثيرة للجدل وأبرزها قانون العقوبات وذلك في سنة 1955 وبدأ واضحا أن هدف طرح ذاك القانون هو إشغال حركة الهيئة بمساحات جانبية وتحويل أنظارها إلى موضع ما ترغب فيه السلطة، حيث شكلت الحكومة لجنة لدراسته ودعت الهيئة للتفاعل مع مقترحات اللجنة، من جهة ومن جهة ثانية تصعيد المواجهة مع بريطانيا وإشراكها في مواجهة الهيئة العليا باعتبار أن القانون هو قانون انجليزي ويحتوي على مواد تجرم التعرض لملكة بريطانيا والدولة البريطانية وأن أي محاولة لإسقاطه فهو إشارة إلى المواجهة الصريحة مع البريطانيين. فهذا القانون قد أنجز ليطبق في محاكم الوكالات البريطانية المستعمرة، وهو قانون يجرم كل نشاط سياسي ويسمح لقوات الأمن استخدام القوة المفرطة بما في ذلك إطلاق الرصاص الحي،ففي البند 60 من المادة 2 اعتبر القانون "السجن مدى الحياة لكل من سبب للحاكم أو ولي العهد أذي جسميا أو عمل عملا قصد منه إشهار الحرب على الحاكم أو حرمانه من سلطاته أو حاول إجراء أي تغيير في شكل الدولة أو القوانين الموجودة" أما البند 92 فقد سمح لقوات الشرطة اتخاذ ما يلزم من التدابير لتفريق أشخاص تجمهروا بقصد القيام بعمل .. ولا يعتبر الشرطي مسئولا عن أية إجراءات جنائية أو مدنية حتى إذا كانت نتيجة استعمال القوة قد الحق أذي بالشخص أو سبب وفاته.

أعلنت الهيئة عزمها على إسقاط القانون وتم عرضه على الزعماء الدينيين في الأزهر والنجف وأفتى علماء النجف بعدم ملاءمته للقانون الإسلامي ، وبالتالي فإنه غير ذي جدوى ما دام معارضا ً لمعتقدات المسلمين .. وكان للتحالف الجماهيري ضد القانون الجزائي المذكور أثره على الرأي العام . بل أن أصداءه وصلت إلى القاهرة حيث نشرت مجلة " التحرير " في 9 أغسطس مقالا ً من صفحتين بعنوان : " البركان سينفجر الشهر القادم " وجاء في مقدمة المقال ما يلي :

" عندما تبدأ حكومة البحرين في العمل بقانون الجزاء في سبتمبر القادم فسوف تحدث ثورة . القانون ينص على أن كل المنظمات ، سواء ً المسجلة أم غير المسجلة التي تقوم بنشاطات محظورة سوف تحل . وستكون عقوبة الإعدام ضد من يعملون على قلب الدستور ، أم يثورون على الحكومات الإمبريالية في المنطقة أو يهينون الحاكم ، الشيخ سلمان بن حمد ( الذي يأخذ ثلث واردات البلاد راتبا ً شخصيا ً له ) "

التبرير للعنف

يصف بلجريف بعض الأجواء التي سادت العائلة الحاكمة والخيارات التي سوف تقدم عليها الحكومة بعد أن نفذ صبرها السياسي، فيكتب عن يوم الاثنين 5 مارس/آذار، 1956م " يوم صعب إلى حدٍ ما وملئ بما تطلق عليه الصحف بالنشاط السياسي. . كنت أريد رُؤية سموّه فخابرت للسُؤال ما إذا كان بالإمكان رؤيته في الرفاع وصلت هناك وهم في اجتماع عائلي سري لمؤيدي عيسى مع غريب واحد هو جبر المسلّم وقد دار الاجتماع على نحو جيد وجاد جدا. كانوا ينهضون ويقولون بما يعتقدون ومستعدون للقيام بأي عمل قوي. سموّه كعادته كان يصر على السؤال منهم عن رأيهم في حين كان هو حذرا بأن لا يبدي رأيا، العجوز الشيخ محمد كان أفضل وأكثر المتحدثين وكان مؤيدا للإجراءاتٍ الصارمة، إطلاق النار لو تطلب الأمر"

ويتحدث أيضا عن فكرة أستعانة الحكومة بقوات أمن عراقية بدل قوات الأمن الحالية نظرا لعجزهم عن المواجهة ونقص كفاءتهم العسكرية حيث قام خليفة بن سلمان بزيارة إلى العراق لجلب مزيد من الجنود لتعزيز قوتها البوليسية، استعداد للمواجهة العنيفة مع حركة الهيئة العليا. ويظهر من ملفات لاحقة أن هذا التكتيك لم يكن كافيا وأن الحكومة قامت بتشكيل ميلشات مدفوعة الأجر للقيام بأعمال تخريبية وأعمال عنف لتحريض الناس على قادة الهيئة وفك ارتباط الناس بالحركة ومحاولة التأثير على الفئات غير المسيسة، وفتح المجال لتطبيق قانون العقوبات بأسرع ما يمكن.

بعد العدوان الثلاثي على مصر سنة 1956 خرجت مظاهرات شعبية بتأيد من الهيئة وتم عقد اجتماعات شعبية في 2 نوفمبر 1956 وخرج المشاركون في مسيرة سلمية سرعان ما تحولت إلى أعمال عنف حيث أشعلت النار في شركة غري ماكنزي وحطمت نوافذ غرفة التجارة البريطانية والمؤسسات البريطانية الأخرى. وعلى إثر هذه الأفعال تم اعتقال قادة الهيئة ابراهيم فخرو وعبد العزيز الشملان وعبد الرحمن الباكر وعبد علي العليوات والسيد علي بن ابراهيم، وابراهيم بن موسى وهرب البعض الآخر . وعلى الفور أعلن الحاكم في 6 نوفمبر 1956" نظرا للاضطرابات التي حدثت خلال الأيام الماضية والتي لا تزال في بلادنا مسببة خطرا على السكان وضررا على ممتلكاتهم لذا وجب وضع حد لذلك حالا لمصلحة بلادنا ، نحن سلمان بن حمد نأمر بهذا : إن الفصول من 1 حتى 30 من قانون العقوبات البحرين الصادر في 1955 ستكون سارية المفعول ويعمل بها في الحال. وفرضت الحكومة حظر التجوال لمنع أي مظاهرات مؤيدة لقادة الهيئة و أصيب أربعة أشخاص برصاص الشرطة أثناء فرض التجوال وتم إنزال القوات البريطانية بدلا من قوة البوليس المحلية. وبالتالي دخلت البحرين تحت قانون الطوارئ وتم تشكيل محكمة خاصة لمحاكمة قادة الهيئة ومن الغريب ان رئيس المحكمة كان الشيخ دعيج بن حمد نفسه والشيخ عبدالله بن عيسى والشيخ علي بن احمد ال خليفة . أما التهم فأبسطها كان التأمر على قلب النظام بالقوة . وقبل جلسة الاستماع ونطق الحكم كان بلجريف يسعى جاهدا وبكل عزم على تلفيق الأدلة ضد قادة الهيئة عبر "تفحّص دقيق للبيانات التي أصدرتها الهيئة" التي علق عليها بنفسه قائلا " كل هذه الدلائل تؤشر إلى قضية خاسرة"

وفي المحكمة اعترف ثلاثة من الشهود في محكمة البديع أنهم تلقوا مبلغ 6 آلاف ربية للقيام بأعمال تكسير وتخريب كما اعترف بعض الشرطة بان بعض الحرائق لم يقم بها المتظاهرون يوم أن عدت الهيئة للاجتماع الجماهيري. إلا أن الحكم قد أعده بلجريف بالتعاون مع بعض أفراد العائلة ولم يكن هناك مجال للتراجع أو المثول أمام محكمة وقضاء عادلين.

خلاصة النتائج

مهما كان دور الهيئة العليا كبيرا ومهما إلا أن هناك مواطن خلل يجب الإشارة إليها ولو مختصرا:

1- خلل الهيئة كان خللا تكتيكا تمثل في قيام الباكر في أجراء اتصالات فردية مع بعض الانجليز ومطالبتهم ببعض القضايا الداخلية وكان من نتيجة هذه الاتصالات أن خففت المعارضة من درجة إصرارها على مطلب المجلس التشريعي وتأجيل مناقشته.

2- انقيادها للتجاذب الخارجي ورغبة بعض الأطراف التوسل بدعم جهات خارجية حيث مال الباكر إلى الناصرية في حين كان الشملان يتصل بشيوخ آل خليفة والسلطات البريطانية.

3- رفضها لكافة أنواع التسوية وربما كما يقول الخوري أن الرفض المطلق كان بمثابة غطاء لتوزع القوى وتشتتها الأيدلوجي فكان الرفض يعني الرغبة في الحفاظ على وحدة الصف وتماسك الهيئة.

4- عدم القدرة على تحويل التعاطف الشعبي إلى تنظيم دائم وموحد وفعال عن طريق تدرج السلطات والصلاحيات والنظم الهرمية فبقيت التنظيمات التقليدية القائمة على النفوذ الشخصي تعمل ضمن المعارضة وكأنها وحدات مستقلة وهذا أدى إلى تشتت التنظيم وتجزؤه الأمر الذي افقد المعارضة على قدرتها على التنسيق وإتباع سياسة الرفض والتصلب فخسرت المعركة.




القسم الرابع: ذاكرة التميز

ذاكرة التمييز : موروث هائل من ممارسات الإقصاء وانتهاك الحقوق

تدعى الحكومة أنها تقف على مسافة واحدة من جميع المواطنين، وتزيد تأكيد إدعائها بنفي وقوع تمييز اتجاه أي جماعة طائفية أو عرقية أو سياسية منذ 200 سنة على الأقل،أي منذ سيطرة العائلة المالكة على البحرين سنة 1783. مثل هذا الإدعاء يقابله واقع مختلف تماما في ذاكرته التاريخية وفي ذاكرته المعاصرة فجزء كبير من المواطنين يعيشون تحت وطأة التمييز المبرمج لدرجة تسمح لطرح فكرة التطهير الطائفي. إن التميز القائم على نظرة دونية وإستراتيجية الإقصاء والاحتكار لمصادر القوة والثروة، من شأنه جعل الدولة كيانا هشا وضعيفا ويفتقد التماسك الداخلي لذا فإن المجتمع يفتقد جراء التمييز ميزة الاستقرار السياسي ويبقى مهددا في نسيجه الاجتماعي. تخطى الدولة عندما تنكر أن هناك ممارسات قائمة على التمييز، وتخطى أكثر عندما تصور من يتحدث عن التمييز على أنه طامع ومجاهر بعدائه للدولة، وبين كلا الخطأين تقع أخطاء كثيرة وأخطاء كبيرة. أما الخطيئة الكبرى فهي أن تعمد بعض الجهات لوصف حديث التمييز والممارسات الواقعة على أنها شعور نفسي وعقدة يعاني منها قسم كبير من البحارنة، أو أن الحديث عن التمييز هو حديث طائفي، مع أن التمييز لا يقع على البحارنة فقط وأن هناك فئات يمارس ضدها التمييز أيضا والدليل هو قوة دفاع البحرين التي باتت محتكرة على فئة واحدة إذ من غير المسموح للهولة أن يوظفوا حالهم حال البحارنة مقابل سماح قوة الدفاع بتوظيف أجانب من خارج البحرين وتسهيل كافة الخدمات لهم، وهذا يعني أن الحدود المرسومة للتمييز هي حدود ضيقة جدا لا تستوعب سوى فئة صغيرة من فئات المجتمع المتعددة. ليس خطأ الشيعة أن يتحدثوا بصوت عال عن ظلاماتهم عندما يسكت الآخرون عن حقهم، وليس خطأهم أن يقع التمييز عليهم بدرجة أعلى من غيرهم. إن المساواة والعدالة بين المواطنين ليست هبات يتفضل بها الحاكم على رعيته بل هي حقوق يجب أن تؤدي وإلا وجب أخذها ووضع حد لمانعها، وعلى مثل هذه الرؤية قامت الدول الحديثة وتحركت الشعوب لنيل حريتها وحقوقها.

الغريب في الأمر أن المناهضين لحديث التمييز يتعمدون الخلط بين المفارقات الاجتماعية الناتجة عن طبيعة التفاعل الحر والطوعي أو تنتج عن الاختلافات في القدرات والسمات الشخصية، وبين التميز discrimination الذي يعكس سياسة رسمية تتحيز إلى فريق دون آخر سعيا وراء مصلحة الحكم ومنفعته ويؤكد الخوري أن سياسة التميز في المجتمع البحريني تدور حول مؤسسات الحكم والدولة حيث تتمركز العائلة الحاكمة وحلفاءهم من أصل قبلي في الوظائف الرسمية العليا وفي الوظائف المتعلقة بالأمن والدفاع والنظام والقضاء.

التمييز عقيدة الأجهزة الأمنية

أنني على يقين بأن التمييز هو سياسة متبعة وليس ممارسة فردية أو خطأ يمكن حدوثه في كل مؤسسة سياسية. ومع أن التمييز له غايات سياسية بحتة إلا أنه يتحول إلى غايات أخرى أبرزها الطائفية عندما تصبح سياسة التمييز غير مكتوبة أو سياسة خفية يناقضها القانون القائم. وبالتالي فإن إقصاء الشيعة ووقوعهم تحت التمييز المستمر له غاية سياسية في الأساس هي إبعاد المواطنين عموما عن مسألة تداول السلطة وتقاسم الثروة ومع مرور الوقت تكثف التمييز وأخذ يبحث له عن مبررات أخرى منها الطائفية. يؤكد هذا التفسير مجموعة من الحوادث على رأسها تضمين عقيدة قوات مكافحة الشغب بنزعة طائفية. إن مواجهة أي تحرك سياسي بخيارات العنف والقوة تبقى متوقعة وعلى هذا الأساس تقوم عقيدة أي مؤسسة أمنية، ولكن هذه القوة وهذا العنف إذا ما ضمن نزعة طائفية فهو يتحول إلى تمييز يضاف إلى جريمة استخدام العنف المفرط. وعلى هذا الأساس يمكن تفسير العقاب الجماعي ضد مناطق الشيعة عندما تشهد حركة سياسية مناهضة. وتحتفظ الذاكرة الشعبية بحوارات فضيعة تحتوي على نزعات طائفية تدور بين أفراد قوات الأمن البحرينية ومواطنين شيعة.

التمييز من 1979 إلى الانتفاضة الدستورية سنة 1994

ليس من المعلوم تاريخ إدخال النزعة الطائفية على العقيدة الأمنية لدى الأجهزة الأمنية المتعاظمة، إلا أن سنة 1979 تعتبر مفصلا ودليلا واضحا على ذاك التضمين. فبعد هذا التاريخ حكم على كل شيعي بأنه غير مؤهل لنيل شرف المواطنة وتم تسريح كافة الجنود الشيعة من قوة دفاع البحرين، وكان من المتوقع المجاهرة بالعداء للشيعة في مؤسسات عديدة مثل وزارة الإعلام ووزارة الداخلية ووزارة الخارجية وأغلب إدارات الدولة. لقد كانت الدولة تصور الشيعة على أنهم خطر كامن وعلى أنهم طابور خامس يعمل لمصالح إيران وهذا ما سهل للحكومة أن تعمم هذا الإدعاء على كل من يتحرك سياسيا بأنه عميل ويخدم أجندة خارجية.

قبل أن تندلع الانتفاضة الدستورية سنة 1994 كان التمييز قد أخذ مداه وأنتج واقعا مشوها لمجتمع تعددي. وقتها لم تتضح الحاجة إلى إبراز النزعة الطائفية داخل الأجهزة الأمنية لغياب الحركة السياسية عن الساحة وعندما وقعت الأجهزة الأمنية تحت قبضة المتظاهرين سنة 1994 وجدت الدولة نفسها من جديد بحاجة إلى وضع التمييز في إطار طائفي يعيد فرض شرعيته فظهرت عنوانين الصحف المحلية والتصريحات لوسائل الإعلام الوافدة تنفي وجود التمييز وتعيد اسطوانة التدخل الخارجي والطابور الخامس. كان اعتقاد الدولة أن مثل هذه الخطوة ستكون قادرة على تسديد الضربة القاضية على الانتفاضة الدستورية وكانت النتيجة هي استمرار الانتفاضة في مطالبها الدستورية خصوصا إيقاف التمييز والعمل بساسة موحدة لكل المواطنين. إن اللجوء إلى القوة والعنف قد يكون مفيدا في بعض الحالات لكنه سيقف عاجزا، ويفقد قوته على الإخماد، في حالات توسع رقعة المواجهة وإمكانية دخول أطراف أخرى ، ومن هنا يبدأ صناع القرار في الدولة في تدعيم مكانتهم عبر تحييد أكبر قدر ممكن من الأطراف والفئات الأخرى. ولن يكون هذا التحييد سوى توسيع حدود التمييز والتضييق على الفئة المقصودة من أجل فرض حصار سياسي واقتصادي واجتماعي بالإضافة إلى الحصار الأمني المفروض عليها. إن فترة التسعينات تعطينا نموذجا لما يمكن أن يكون عليه التمييز وفرص تحويله من مجاله السياسي المختص بمسألة السلطة إلى مجالات أخرى مثل المجالات الطائفية وأحيانا العرقية، والنتيجة التي نحصل عليها هنا هي أن التمييز هو خيار سياسي قد يستند إلى نزعة طائفية في ظل توافر ظروف متعددة منها الحاجة إلى تبرير العنف واستخدام القوة . وعلى هذا الأساس يتم بناء عقيدة الأجهزة الأمنية بناءا طائفيا لمواجهة التوترات الأمنية.

من المؤكد أن المشهد التسعيني ليس فريدا من نوعه، وأن كان هو الأكثر وضوحا في تفاصيله، فخلف هذا المشهد مشاهد كثيرة دفعت بالعديد من الباحثين إلى فحص علاقة الدولة بالمجتمع في البحرين وتحديدا علاقتها بالشيعة. وأفضت تلك الدراسات إلى اختلاف في تشخيص تلك العلاقة وتحديد محاورها، وإلى اتفاق عام على أن التمييز المطبق في البحرين هو سياسة متبعة تبحث لها عن وجوه وعن مبررات. وقد تنبه اسحاق الخوري إلى ما هو شبيه بهذا عند تحليله لعلاقة قوة العمل في البحرين ووجد أن المسار الذي سارت عليه الدولة في بناءها الإداري والسياسي هو نفسه الذي كان سائدا قبل إدخال الإصلاحات الإدارية سنة 1923 وبعد إعلان استقلال البحرين سنة 1971، وسرد في دراسته سنة 1975 أغلب التفاصيل الدقيقة التي يقوم عليها التمييز في البحرين وكان من ضمن ما كشف عنه أن العائلة الحاكمة ما زالت تسيطر على جميع الوظائف التي ترتبط مباشرة باستعمال القوة الفعلي أو بالتهديد باستعمالها او تلك الوظائف التي ترتبط بإعادة توزيع الثروة والضمان الاجتماعي ويؤكد الخوري أن الأوضاع قد تغيير بحسب الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية وبحسب الأهمية السياسية للوزارة أو الدائرة المختصة ويقول " في اللحظة التي تصبح لدائرة او لوزارة ما أهمية خاصة في ميزان القوى المحلية في تلك اللحظة بالذات تحال هذه الدائرة أو الوزارة إلى أشراف آل خليفة مباشرة" . وفي مجال آخر يتوصل الخوري إلى حقائق تدل بشكل واضح على أن التمييز هو سياسة وقانون تعمل من خلاله الدولة، فعندما بحث مسألة الإنجاز العلمي كمؤشر للكفاءة والمنهية وجد أن الشيعة والسنة من أهل المدن يتمتعون بأعلى نسبة في مستوى التعليم العالي ( 70%) إلا أن المسح التطبيقي أظهر أن 65% من الموظفين من آل خليفة يشغلون مراكز عالية في الحكومة : رؤساء دوائر، قضاة، وزراء، ضباط في الجيش.

لقد وفرت سياسة التمييز القائمة على أساس تطبيق مبدأ الأنساب على عملية توزيع المخصصات المالية والمناصب الحكومية وفرص العمل، للعائلة الحاكمة مجموعة من الخدمات التي كرست سياسة التمييز تفضيلها على أي سياسة أخرى وكان من أهم تلك الخدمات ( الفوائد) القدرة على استعمال مؤسسات الدولة لفرض الأمن والحكم، واشتداد سيطرة المجموعة الخاصة على الأفراد عموما، وفرض شرعية الأعراف بدلا من اللجوء إلى التمثيل الشعبي والقانون الموحد، وهو ما أدى في النهاية إلى اعتبار المجموعة الأقوى والأكثر نفوذا مجموعة منعزلة عن باقي فئات المجتمع.

بقلم: الاستاذ عباس المرشد

المصدر:http://www.jasblog.com/wp/

أعلم أن مكان الموضوع في ملتقى التاريخ والتراث لكن فضلت أن أضعه هنا لكي ننقش التارخ ونربطه بالحاضر ونستفيد , أعتذر اليكم على الاطالة .



__DEFINE_LIKE_SHARE__
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الاحمر البحريني لدخول التاريخ والنشامى لتحقيق اللقب الثالث .. في نهائي محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 12-22-2011 10:00 PM
الحقيقة كما هي : التاريخ ??فبراير ????م - الجيش البحريني يطلق الرصاص ا محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 11-23-2011 12:10 AM
فيديو: الشعب التونسي يدعم الشعب البحريني محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 10-30-2011 08:20 PM
نسيج|المحامي دشتي| الشعب الامريكي يقف مع الشعب البحريني قلبا وقالبا وا محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 10-29-2011 02:50 PM
هل الشعب البحريني شعب واعي ؟؟ محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 10-13-2011 04:11 AM


الساعة الآن 05:41 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML