ارتفع عدد حالات سقوط الأطفال من نوافذ وشرفات ذويهم من خمس حالات عام 2010 إلى ثماني حالات العام الماضي.
وقالت دراسة حديثة صادرة عن مركز بحوث شرطة الشارقة، حول حوادث سقوط الأطفال من النوافذ والشرفات في بيوت ذويهم، إن القضايا التي رصدتها شرطة الشارقة، تؤكد أن أهم أسباب هذا النوع من الحوادث هو الإهمال وترك الطفل وحده في المنزل، ووضع قطع الأثاث بطريقة غير مناسبة ما يساعده على تسلقها نحو النوافذ، إضافة إلى عدم وجود أقفال للنوافذ والشرفات، ما يسهل عليه دفعها والخروج منها.
وأوضحت الدراسة أن عدد حالات سقوط الأطفال عام 2011 بلغ ثماني حالات، نتجت عنها خمس وفيات (ثلاثة سوريين ومصري، ومواطن)، فيما سجل عام 2010 خمس حالات من هذا النوع، نتجت عنها ثلاث وفيات (باكستاني ونيجري وهندي).
وتضمنت الدراسة استعراضاً لمبادرة مراجعة مواصفات الأمن والسلامة بالمباني، لحماية الأطفال من السقوط من النوافذ والشرفات، التي تبنتها اللجنة العليا لحماية الطفل بالتنسيق مع الجهات المختصة مرحلةً أولى، والجهات المعنية باشتراطات الأمن والسلامة في مراحل لاحقة.
واشتملت المبادرة على إعداد كتيبات توعية باللغات العربية والإنجليزية والأوردية تشتمل على مجموعة من الإرشادات والنصائح تعد الخطوة الأولى لحماية الأطفال من المخاطر المنزلية.
ولفتت الدراسة، التي نشرت في مجلة الشرطي، الصادرة عن شرطة الشارقة، إلى أن حوادث سقوط الأطفال من المرتفعات، سواء من الطوابق العليا للمباني أو من نوافذ وشرفات المنازل، تعد من الحوادث التي تؤدي إما إلى التعرض لإصابات خطرة كالشلل أو الكسور أو الموت، والواقع أن أسباب هذا النوع من الحوادث كثيرة ومتنوعة، ويتركز مجملها في عدم اتخاذ الاحتياطات الوقائية المتبعة داخل المنازل أو المباني السكنية، فالأمن والسلامة داخل المنزل من المشكلات التي يواجهها الآباء والأبناء.
وحددت كتيبات التوعية مجموعة مؤشرات رئيسة لحماية الأطفال من السقوط عبر النوافذ، تتمثل في المراقبة اللصيقة للأطفال عند اقترابهم من النوافذ، وإغلاق النوافذ عندما لا تكون قيد الاستعمال لأن معظم النوافذ يسهل فتحه بالانزلاق بوساطة الطفل الصغير، ومن المهم التأكد من إغلاقها بإحكام، وتركيب القضبان المعدنية على النوافذ، وإبعاد الأثاث وألعاب الأطفال الكبيرة الحجم عن النوافذ، إذ يستطيع الطفل أن يرفع القطع الخفيفة الوزن إلى جهة النافذة ويصعد عليها ليرى ما يجري في الشارع مدفوعاً بفضول الأطفال.
وكانت بلدية الشارقة أصدرت قراراً في مارس الماضي، يتعلق بإجراء تعديلات عدة على الاشتراطات الخاصة بالنوافذ والشرفات في جميع المساكن في الإمارة، وقررت اتخاذ مزيد من الاشتراطات التي تحول دون سقوط الأطفال الناجم عن سوء استخدام الأثاث في المنازل، تتضمن إلزام المالك والمقاول بأن يكون ارتفاع النوافذ والشرفات 120 سم بدلاً من متر واحد. كماأ قررت إلزام السكان بتركيب أجهزة أقفال تحكم في النوافذ، لئلا تفتح أكثر من خمسة إلى 10 سم بالقوة العادية، حتى لا يستطيع الأطفال فتح النافذة أكثر من ذلك، إلا بمساعدة شخص بالغ، كما ستنظم البلدية حملات تفتيشية على المساكن للتأكد من تطبيق الاشتراطات الجديدة التي تم تطويرها بغرض تعزيز أمن وسلامة الأطفال