خطاب يوم الجمعة لسماحة الشيخ علي سلمان -الأمين العام لجمعية الوفاق

محروم.كوم · #1 04-15-2012, 04:30 PM

في مسجد الإمام الصادق "ع" بالقفول- 13 أبريل 2011

خطاب يوم الجمعة لسماحة الشيخ علي سلمان -الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية

الوفاق - 15/04/2012م - 2:49 م | عدد القراء: 143

سنستحضر هذه العنواين: الثورة, السلمية, العنف, و نقف على حادث الإعتداء على المحلات التجارية و الإعتداء على المواطنين, نأخذ نموذج الإعتداء على محلات 24 ساعة, و نقف وقفة تأملية في موضوع الإنسان و شعوره أحياناً بالغرور الغير مبرر.

السلام عليكم جميعاً و رحمة الله و بركاته...
سنستحضر هذه العنواين: الثورة, السلمية, العنف, و نقف على حادث الإعتداء على المحلات التجارية و الإعتداء على المواطنين, نأخذ نموذج الإعتداء على محلات 24 ساعة, و نقف وقفة تأملية في موضوع الإنسان و شعوره أحياناً بالغرور الغير مبرر.

الثورة هو عنوان من أجل تغيير الواقع الذي يراه الثائرون بإنه سيء, و يذكرون في ذلك أسبابهم لثورتهم, الظلم, التهميش, السرقات, العناوين الإخرى. الثورة في البحرين بإذن الله مستمرة حتى إسقاط الديكتاتورية لصالح مبدأ "الشعب مصدر السلطات", و إنهاء تحكـُّـم أسرة لصالح عموم الشعب و حقه في إنتخاب رئيس وزراءه و حكومته بشكل مباشر أو غير مباشر.

- وتيرة الثورة و العمل الثوري: ندعوا و نتبنى إستمرار العمل الثوري بزخم السنة الماضية, والعمل على زيادة هذا الزخم بإستمرار, وصولاً إلى تحقيق هدف الثورة وهو إسقاط الديكتاتورية. فكل ما يصب في زيادة وتيرة وإيقاع الثورة علينا أن نعمل بإتجاهه وندعمه.

- الاسلوب: نتبنى في الثورة الإسلوب السلمي، اللاعنفي, بما يتناسب و المواثيق الدولية التي تكفل حرية التعبير الحقيقي عبر التجمع والإعتصام والتظاهر وغيرها من أساليب الثورات اللاعنفية التي شهدها العالم وأعطتها المواثيق والإتفاقيات الدولية مشروعيتها.
الثورة في تونس مشروعة و هي لم تستأذن من النظام التونسي, والثورة المصرية مشروعة, والثورة اليمنية مشروعة، والثورة السورية مشروعة, وكل التظاهرات السلمية المعبرة عن إرادة الشعب مشروعة في أي مكان, وكل هذه الثورات لم تخضع ورفضت أن تخضع للقوانين المقيدة للحرية والتعبير. فنحن نتبنى الإسلوب الثوري في الثورة بما يتناسب مع المواثيق الدولية, التي تكفل حق التعبير السلمي في التجمع والإعتصام والتظاهر, ونرفض القوانين المقيدة والمصادرة لهذه الحقوق, فالقوانين من المفترض أن تكون منظمة للحق لا مصادرة له كما هو في واقع هذه البلدان الديكتاتورية ومن ضمنها بلدنا.
فنحنُ مع المسيرات و الإعتصامات و التجمعات سواء أُخطر عنها أو لم يُخطر عنها, لإنها منسجمة مع المعايير الدولية و العالمية، ولأن النظام قد تعسف قانوناً وتطبيقاً بما يصادر هذا الحق المكفول في المعايير الدولية.
ماذا تعني المنامة؟ فالناس تتظاهر أمام البيت الأبيض في أمريكا, تتظاهر أمام رئاسة الوزراء البريطانية, لايتوقفون طوال العام, والناس تتظاهر في مختلف المناطق بالبلدان الديمقراطية, لاتتوقف المسيرات، ماذا يعني باب البحرين؟ ماذا يعني دوار اللؤلؤة؟ لماذا لا يسمح للناس بالتظاهر فيه؟ لماذا تمنعهم وتتعسف؟, فأنت تتعسف وتصادر الحق, وبطيبعة الرد عليك أن لا يعترف الناس بما تضعه من قيود مخالفة لما وقعنا عليه من إتفاقيات و مواثيق و معاهدات، فالعهد الدولي للحقوق المدنية و السياسية يكفل حق الناس في التظاهر والتعبير عن الرأي و يرفض قمعهم.

موضوع العنف:

الحديث هنا لن يناقش مشروعية العنف الثوري من عدمه, فهذا بحث له جوانب فلسفية وجوانب حقوقية وجوانب سياسية وجوانب شرعية.. له وقت أخر, وإنما الحديث يقتصر على المصلحة السياسية وفقاً للإجتهاد السياسي.
النقطة الإولى: من المسئول عن العنف الذي يتواجد في البحرين؟ إنطلقت الثورة في 14 فبراير وإستمرت حتى شهر نوفمبر تقريباً و هي عملية سلمية مطلقة. والبعض عبر عنها بأنها مفرطة في السلمية, لم تُستخدم فيها أي وسيلة عُنف ولو بسيطة في الرد على قمع النظام, في الوقت الذي إفتتحها النظام بالقتل في يومها الأول, و بإستخدام القوة المفرطة الغير ضرورية و الغير لازمة, "وفقاً لتوثيق تقرير بسيوني" منذُ يومها الأول إلى يوم صدور التقرير, قبل صدور التقرير ويوم صدور التقرير, وبعد صدور التقرير. وإستخدمت وسائل عُنف غير محددة, إستخدم الغازات والرصاص المطاطي ورصاص الخرطوش "الشوزن" والرصاص الحي, إستُخدمت المدرعات, استُخدمت الدبابات, استُخدم الدهس, استُخدم الضرب, إستُخدم الإعتقال, إسُتخدم التعذيب, إستُخدم الترهيب في نقاط التفتيش, إستُخدمت كل أساليب القمع المُحرمة, تم إستخدامها و بوتيرة ثابتة وأحياناً متصاعدة بنسبة حدث معين.. كُله قمع خارج إطار القانون و ما هو مسموح به.
جاءت ردة الفعل بعد شهر نوفمبر, بإستخدام بعض الشباب إلى قناني وزجاجات البنزين. وإقتصر إلى درجة كبيرة العُنف الثوري على هذه الوسيلة, مع بعض الوسائل "أسياخ أو حجارة". فمن المسئول عن العنف؟ مسؤول من بدأه في 14 فبراير 2011 واستمر فيه حتى هذه اللحظة.

تبني الخيار السلمي ورفض خيار العنف أو الإنجرار له إبتداءً, وتبنيه إبتداءً أو تبنيه كردة فعل هذا إجتهاد سياسي. نتبنى تشخيصاً للمصلحة التي نرى ونعتقد ووفقاً لإجتهادً سياسي يبحث عن مصلحة الناس ومصلحة هذا الوطن، فنتمسك بالإطر السلمية و ندين ونرفض الإطر الغير سلمية في العمل, هذا إجتهاد سياسي, وموضوع الشرعية قلت بأن البحث ليس فيه.

ندعوا السلطة للسماح لحرية التعبير وفقاً للمعايير الدولية و العالمية والإتفاقات التي وقعت عليها البحرين, وفي مقدمتها العهد الدولي للحقوق المدنية و السياسية, والتوقف عن قمع المسيرات السلمية في العاصمة وفي القرى وبالمناطق السكنية الإخرى. و في المقابل ندعوا المطالبين بالديمقراطية, إلى التوقف عن إستخدام الأساليب غير السلمية. بما في ذلك إستخدام زجاجات البنزين و غيرها, فالعملية مركبة, أن تسمح السلطات إلى التعبير السلمي وحرية التعبير السلمي بشكل حقيقي و لا تعمل على مصادرتها بأي كذبة مدعية بالقانون والقانون من ذلك برئ, فكل البحرين لا تساوي نقطة إقتصادية واحدة أمام شارع في لندن يتظاهر فيه الناس ليل نهار.
و ندعوا إلى نبذ كل أشكال العنف, إلا إننا واضحون إلى إن السلطة الديكتاتورية السالبة لحقوق الشعب و في مقدمتها حقه في إنتخاب حكومته و حقه في التعبير السلمي و التظاهر, هي التي تشكل الجلاد هنا وإن الشعب هو الضحية, ولا مساواة بين الضحية والجلاد, والمسئولية إبتداءً و إستمراراً بوجود العنف تقع على عاتق السلطة التي إستخدمته و لازالت تستخدمه.

هُنا دعوة للتأمل في مجموعة من النقاط، هناك 20 نقطة أذكر منها أربع نقاط فقط:

الإولى : لننظر و لنتأمل في ما حققته ثورتنا منذ إنطلاقتها حتى هذه اللحظة, من وجود على خارطة الربيع العربي رغم أنف كل القوى الديكتاتورية و دعم القوى الديكتاتورية و التغاضي من بعض الدول الكبرى, رغم أنفل كل هؤلاء ثبتت البحرين ضمن الربيع العربي, ضمن مشروعية الشعب في إختيار حكومته و إختيار مركزه السياسي, و ان هناك حراك ديمقراطي مُطالب بحقوق الإنسان, و هناك ديكتاتورية تقمع. هذا تحقق. و هذا له إستحقاقات, والعلم عند الله, لكن لم تعد الأسرة ولا هذا النظام يستطيع أن يتخلص من هذه الإستحقاقات, ما عاد بالإمكان, ولا تفيد مناورات كذب تفيد بأن هناك أيادٍ خارجية, لم تنجح و لن تنجح, ولا مخططات إثارة الفتنة الطائفية لم تنجح، وبوعيكم إن شاء الله لن تنجح, و في حال وجود إصطدامات طائفية لا سمح الله أو توتر طائفي لن تستطيع أيها الدكتاتور أن تبقى على دكتاتوريتك أو كرسيك حتى لونجحت في الضحك على البعض ودفعهم إلى صدام طائفي من أجل مصالحك.. لن يفيد, ستزيد الضحايا وسيزيد الألم, ولكن هذا لن يعطيك عمراً أطول في البقاء في كرسيك.. إنتهى. يجب أن يدرك النظام بإن هذا الموضوع إنتهى. ما عاد بالإمكان للنظام العودة لما قبل 14 فبراير وتعيين رئيس وزرارء ليس للناس إرادة فيه, إنتهى.. إنتهى.. إنتهى.. لا توجد إمكانية! أصبح خارج الإمكان السياسي، مهما فعلتم! لنتأمل في هذا الأمر, و لنسأل أنفسنا, هل تضيف أي إضافة عنف إضافة إلى هذه المكاسب؟.

التأمل الثاني: ما حققته الثورة التونسية و المصرية و اليمنية, بالرغم إنها سلمية بالإجمال, و حتى الأن نحن لم نخرج عن حدودهم, أدعوا إلى التمسك السلمية أكثر منهم, التونسيون حرقوا مراكز الشرطة, و سيارات الشرطة, و قتلوا أيضاً من الشرطة و المصريين فعلوا و بعض اليمنيين فعلوا! أنا أدعوا للتمسك بالسلمية بجانب في الثورات الثلاث, الذي حقق الإنتصار هو وجودهم في ميدان التحرير وأماكن أخرى في مصر وتمسكهم بالإطار السلمي وهذه الروح، وبعد فضل الله سبحانه وتعالى تحقق لهم تغيير أنظمتهم الديكتاتورية واسقاطها.

التأمل الثالث:لنتأمل فيما وقعت فيه الثورة السورية نتيجة لجنوح بعض فصائلها للعنف، وعندما نقول فصائلها فإن تقرير استخباراتي أمريكي عندما نوقش هذا الأمر أمام الكونغرس قال أن هناك 100 فصيل مسلح، ارتكبت من جرائم العنف الكثير وهذا لا يبرئ النظام من جرائمه، فمن حق أي شعب أن يعبر عن رأيه ولايجوز طلق رصاصة واحدة عليه ولايجوز قمعه ولا يجوز إعتقال الناس. ولكن لنتأمل في هذا الموضوع بحيث تمت عسكرة لمساحة من الثورة السورية ولننظر في النتائج الموجودة.

التأمل الرابع:وهو تأمل محوري ومهم، كلنا بلا استثناء نؤمن ولدينا من الدلالات والمؤشرات والشواهد اليومية، أن هناك من في النظام من يخطط ليلاً ونهاراً لجر الثورة عن الخط السلمي وادخالها في خط العنف المضاد، أيوجد أحد لديه شك بمقدار 1% على ذلك، بأن هناك من في مكتب رئاسة مجلس الوزراء وفي الديوان الملكي من يخطط على ذلك منذ 14 فبراير.
لماذا يريدون جرنا للعنف؟ لماذا اذا فشلوا في جرنا في العنف هم يذهبون ويرتكبون العنف؟ لماذا يذهبون لإتلاف بعض المحلات، والباص الذي احترق بنسبة 90% عمل استخباراتي، وقبل ليلة هناك من يقول أنه رأى رجال أمن يضعون سلندر صغير لتفجيره وتصويره قرب مركز الخميس، لماذا يضعون علم حزب الله ويصورونه ثم يغادرون قبل شهرين تقريباَ؟ لأنهم فشلوا في ادعاءاتهم.. فشلوا في ادعاء الطائفية فخلقوا صدامات الدوار السابع في مدينة حمد هم وراءها، واذا لم يستجيب أحد لهم ورفض الناس الاستجابة لهم فيهجمون على منطقة دار كليب، وعلى منطقة عراد.

هل تصدق أن المهاجمين والخارجين من بيوتهم هم سنة؟ لا هم أغلبهم موظفين في وزارة الدفاع ووزارة الداخلية والأجهزة الأمنية والمخابرات، ومنظمين ضمن ميليشيات معينة تنطلق من رئاسة الوزراء وتنطلق من الديوان.

لماذا يريدون جرنا للعنف؟ لأننا بالسلم نهزمهم وتصبح الهزيمة واضحة... تحتاج صبر وجلد ومثابرة واستمرار، وهذا ما قلنا عنه في البداية بأن الثورة مستمرة ونحتاج لزيادة وتيرتها بالأطر السلمية، وهذا التحدي، وهذا الذي يبدوا أكثر ضمانة للإنتاج، والوسائل الأخرى لن تسرع النتيجة، هي النتيجة محلية ولها ترابط أقليمي ودولي، وكل الثورات كذلك.
أكيد بلد مثل مصر يستطيع وضع نسبة المحلية أكثر، وبلاد أخرى تزيد نسبة الأقليمية والدولية على حساب المحلية لأنها بلاد صغيرة، فما يبدوا -والعلم عند الله- أن الإنتاج في أطر العمل السلمي والتمسك بها وتجنب كل أطر العمل العنيف هي التي أوضح توصل للهدف وتحققه.
لنتأمل في هذا المعنى... لماذا يخطط النظام عبر جهات متعددة فيه لجرنا للتخلي عن العمل السلمي والدخول في أساليب العنف المضاد، لتعرف عدوك يجب أن تفهم.

الإعتداء على محلات 24 ساعة:

سننتقل للتعليق على تسجيل الاعتداء على أحد المحال التجارية.. شاهدت تسجيلات أخرى لهذا المكان وأماكن أخرى للاعتداءات على عراد ودار كليب والبسيتين والاعتداء على عزاء المحرق وغيرها، التسجيل الذي انتشر مؤخراً للاعتداء على أسواق 24 ساعة التابعة لأحد رجال الأعمال، فالذي حدث هو دخول مجموعة من الملثمين وغير الملثمين وقاموا بتخريب المكان وسرقة بعض الحاجيات الموجودة فيه، وبعد عدة دقائق دخلت قوات الأمن وتعاملت بحميمية مع الموجودين وبعد وجود رجال الأمن دخل أشخاص آخرين من الملثمين وغير الملثمين واستمروا في التخريب وسرقة أدوات المكان.
رجال الأمن يقول لأحد هؤلاء الملثمين الذي سيكون إما ضابط استخبارات أو عميل استخبارات أو أحد هذه المجموعات، يقول له هذه الكاميرا تصور فيذهب ليكسر الكاميرا. لم نرى مسيل للدموع ولا هروات ولا رصاص مطاطي ولا رصاص حي.

هذا الذي شاهدناه والذي حدث، وهو شريط ليس الوحيد، هناك عشرات الأشرطة الموثقة لمثل هذه الاعمال، إنما هذا التسجيل واضح وفاقع، ونرى في دار كليب سيارات الأمن موجودة والمجموعات ترمي مولوتوفات وأحجار على بيوتات مدينة حمد، وإنما هذا التسجيل يشكل صدمة ليس لنا، قلنا عن ذلك منذ زمان، فما يحدث في دار كليب هو هذا، ومايحدث في عراد وفي الهجوم على عزاء المحرق هو هذا.
هم ليسوا من الطائفة السنية الكريمة، السنة براء مما يحدث، هذه أجهزة شبه منظمة تتبع جهات في رئاسة الوزراء وفي الديوان الملكي، وتقوم بقية الدولة أما بالتنسيق معها وفي الحد الأدنى بالتغاضي عن فعلها، هذا ما كنا نقوله، فكنا نقول أن هناك تعذيب في السجون فيقال كذابين، ونقول أن هناك هدم للمساجد ويقال كذابين لا يوجد ذلك، نقول هناك سرقة لأموال الناس في البيوت وإتلاف لها فينفى ذلك، وكل ذلك كان يحدث لمدة عشرات السنين، وعندما جاءت ثورة 14 فبراير أصبح ذلك يحدث منذ 16 مارس 2011 بوتيرة منتظمة.

هذا التسجيل يقدم الدليل الذي لا يمكن التشكيك فيه أو انكاره، لا يوجد إمكانية لذلك فالكذب يصل إلى حد، هناك كذب وهو كذب ممنهج فاق النازيين واستراتيجيتهم فيه، فماهو أكثر من هذا؟.
هذا تسجيل موثق وواضح لا لبس فيه، فهل هذه حالة فردية أم حالة ممنهجة، طبعا هي حالة ممنهجة ابتدأت في نهاية فبراير 2011 واستمرت في مارس التالي إلى مجئ حالة السلامة الوطنية وتراجعت بعد الحالة لصالح القمع الرسمي، وتعود للاستخدام كلما وجد الدكتاتور الذي يمكن أن يخسر موقعه وأقدامه أن السلم والسياسة والحركة الوطنية تجري لغير صالحه فيحاول أن يحرف مسارها، فتعمل هذه الماكينات، فهي عملية ممنهجة وماشاهدناه في التسجيل لم يكن حدثاً فرديا.
في اعتصام البسيتين يضحكون بينما أحدهم كان يخطب فيهم، ويقال لنذهب لنخرب محلات 24 ساعة وتخرج مجموعة لتنفيذ ذلك، فيعودون بالغنائم. فهذا عمل ممنهج.
مادلالات هذا التسجيل؟ إنه يقول أن الحركة البلطجية والميليشاوية مرعية ومنسقة من الاجهزة الرسمية، فهي لا تمثل أبناء السنة بأي شكل من الأشكال، وليست صدامات من نوع طائفي أو توتر مذهبي، وإنما هي مجموعات منظمة تعمل رسمياً في الأجهزة الأمنية وفي أجهزة حكومية أخرى في اغلب أفرادها، تحرض من جهات في رئاسة الوزراء وجناح في الديوان، وتعجز أو تغض الطرف بدون عجز بقية الأجهزة الرسمية.
ودلالات ذلك، أن تحركات هذه المجموعات ليست سراً، فهم يعلنون عن برنامجهم قبل ذلك، فمن يريد أن يمنعهم يستطيع، فيوم التجمع قرب دوار ألبا كان هناك إعلان موجود ولم تكن هناك رغبة لمنعهم، فتم اتاحة تجمعهم وارتكبوا ما ارتكبوا من جرائم، وضربوا الناس وأنزلوهم من سياراتهم وأدموهم وكسروا سياراتهم ثم بعد ذلك هجموا على محلات 24 ساعة.

عندما جاء الحديث عن منطقتي الدير وسماهيج وأرادوا منعهم تم ذلك، فهذه التحركات ليست مخفية ومخترقة من المخابرات، فإذا لم يكن جهاز الأمن الوطني ليس ضالعا فيها فهو مخترق لها مليون اختراق، لايوجد شئ مباغت في كل هذه الأحداث ليقول أحدهم لم نكن نعلم، لا هم يعلمون فالإعلانات موجودة على الانترنت، ويعلمون أن هناك أشخاص تجمعوا في وقت معين إلى حين زادوا وأنت تتفرج.
الكاميرا الموضوعة على منزلي تظهر محيط البيت، فيأتون أطفال (وأطالب أن لايشترك الأطفال في مواجهات رجال الأمن فهي ليست مسؤوليتهم ولايدركون ما يفعلون وعلينا كآباء وكجهات سياسية تجنيبهم ذلك بأي شكل من الأشكال، وإذا كانت هناك مسيرة سلمية ويؤمن عدم وجود عنف فيها وأتى طفل مع والده فلا إشكال، وخارج هذا الإطار فلا.. نحن لا نتبنى أن يزج الأطفال في العمل الثوري والمواجهات، فإن كان راشداً ومكلفا، وبينا وجهت نظري عن العنف، وإن كان طفلا فيجنب، لا أشجع ذلك ولا أتبناه)، يأتون الأطفال فيتجمعون في مجموعة بسيطة فتأتي قوات الأمن والبواسل وتطلق الغازات وغيرها، لكن من يتجمع للتخريب والتكسير ويعلن عن تواجدهم فلا.
تتواجد قوات الأمن مع هذه المجموعات لتشكل مجموعة واحدة ليست مختلفة بينها، يسلمون على بعض ويؤشر له على الكاميرا ويفتح له الباب، يقوم فيها الملثمون المدنيون أو غيرهم بإرتكاب الجرائم أمام وفي حماية رجال الأمن.
عندما يلجأ بعض المتضررين والمعتدى عليهم للشرطة، فيقول لقد كسروا سياراتي فيجاب إذهب للمنزل قبل أن يذبحوك! هذا جواب رجل الأمن، يقول ساذهب لمنزلي فيجيبه إذهب أي مكان ثاني أحسن من أن يقتلوك، وجواب الشرطة "نحن لا نستطيع عمل شئ" لأن ورائهم رئاسة مجلس الوزراء والديوان الملكي.
لاتوجه هذه المجموعات لا بمسيلات الدموع ولا بالرصاص الحي ولا برصاص الخرطوش (الشوزن) ولا بأي وسيلة ردع، وبعض الأحيان يطلقون 3 أو 4 مسيل للدموع.
قبل ليلة، من الساعة 10:42 إلى 10:44 مساء، خلال دقيقتين من تجمع أمام منزلي، في منطقة صغيرة أطلقت 19 طلقة مسيل للدموع، وخلال 5 دقائق وصلت إلى 60 طلقة، في حين أن هذه المجموعات تسرح وتمرح، وإذا أخذ بخاطره أطلق طلقتين مسيل للدموع على المعتدين على دار كليب، وهي موجهة على دار كليب أكثر من المجموعات المعتدية.

لا يعتقل أحد من هذه المجموعات وهي تخالف القانون بشكل صريح، فتجمعاتها غير مخطر عنها، وهو السبب الذي يضرب لأجله الناس ويؤذون لأجله، ويقومون بالاعتداءات على المواطنين. وشرف لنا وفخر أن كل الثوار منذ 14 فبراير وإلى الآن لم يعتدوا على مواطن واحد، ولم يعتدى على محل تجاري واحد، وكل هذه المحلات التجارية في مرمى حركة المسيرات والتجمعات، كل المحلات لمختلف شرائح البحرين سنة وشيعة، أليست سترة مكان المصانع والمحلات التجارية؟ لأن الثوار شرفاء ونبلاء ولديهم درجة عالية من الإنضباط والوطنية والوعي، هذا فخر.. فقارن.
فلا يعتقل أحد من هذه المجموعات التي تخالف صريح القانون في أصل وجودها وفي الاعتداء على المواطنين، فهم قتلوا الشهيد عبدالرسول الحجيري، وجرحوا وكسروا وأدموا عدد آخر من المواطنين واعتدوا على الأملاك من السيارات والمحلات التجارية، أكثر من 54 اعتداء فقط على محلات تاجر واحد.
لا تقوم الشرطة ولا النيابة العامة ولا القضاء (تحته خط: النزيه، الذي لايعمل إلا وفقاً للتوجيهات السياسية) لا يعتقلون ولا يوجهون تهمة ولا يحققون بشكل جدي، وعندما سلط الضوء على الموضوع من خلال صحيفة الوسط وأصبح هناك حديث عن الموضوع، خرجت وزارة الداخلية المحترمة والواعية والتي عاثت فسادا في منطقة العكر من خلال اقتحام البيوت وضرب الناس رجالا ونساء وادماءهم واعتقالهم وصورتهم على أنهم مسؤولين، لكن منذ مارس 2011 ومنذ عام لم يعتقل أحد، يقولون اعتقلنا شخص في المنامة عن الاعتداء على أسواق 24 ساعة واعتقلنا 10 أشخاص في الرفاع والآن جاري التحقيق، إذا ماذا حدث؟ التسجيلات لديك منذ سنة للاعتداءات على المحلات التجارية وعلى منطقة دار كليب والمحرق وغيرها، تعرفهم شخص شخص.. لكن أين دولة القانون والنزاهة وكل الادعاءات؟

هذه الحوادث تفرغ الدولة من أي معنى.. لايوجد دولة، فما يحدث لاعلاقة له بالدولة. وهناك حوادث مشابهة من ناحية مسؤولية الجهات الرسمية فيها، فقد نشرت صور لجنود أمريكيين يتبولون على جثث وقتلى، فيعتذر الرئيس الأمريكي عن ذلك، وعندما حدث الاعتداء على القرآن الكريم حدث اعتذار آخر.
ان حماية قوات الامن لمثل هذه العصابات والاشتراك معها كما هو واضح في التسجيل الذي ظهر، يستجوب إدانة دولية واضحة وصريحة لهذا النظام، مثلما جاءت إدانة صريحة عن تفجيرات العكر.. ماهو الفرق؟ التفجير يؤدي إلى ضرر وقد يؤدي إلى إزهاق أنفس ونحن أدناه ونرفضه ولا نقبل به، وهذه التصرفات تؤدي أيضاً إلى إزهاق أرواح وممتلكات وتجاوز على القانون وبحماية الدولة، تلك جهة مجهولة وأدينت لكن هذه جهة معلومة هل تسدون آذانكم، هل هناك جرم أكثر منه؟.
في المقابل، اقتصرت مواجهات الثوار مع قوات الأمن طوال عمر الثورة ولم تقصد أي فرد ولا أي مكان عام أو خاص، وهذا فخر وشرف وعلينا أن نستمر فيه وعلينا أن نفشل مخططاتهم بإستمرار في خلق صدامات ذات طابع أهلي، مع أن هذه الميليشيات لا علاقة لها بالأهلية ولا بالطائفة السنية الكريمة، ولكن لا نعطيهم فرصة أن يشتبك مدني مع مدني، لتكون واضحة أن هناك قوات رسمية تقمع وتقتل الناس وهذا حقيقة الوضع.

غرور الإنسان:

يخالج الإنسان بعض الأحيان شعور بالذاتية المنفصلة عن الأسباب الحقيقية، فمثلاً يعتقد أنه صاحب فكر وقاد وفكرة مبدعة وإلتفاتة لم يسبق إليها أحد، فيشعر بالنشوة، ويعتقد أنه اتخذ الطريق والأسلوب المناسب الذي ثبتت بعد ذلك مجريات الأمور على صحته، فيشعر بالإنتشاء والتميز، ويشعر في صورة أخرى بأنه حقق مكاسب اقتصادية نتيجة لتخطيطه وأنه ادخر واستثمر أمواله في المكان المناسب على عكس الآخرين الذين يستثمرون في غير المكان المناسب، ويشعر أحياناً بالتميز عن الآخرين، عندما يقوم

http://www.alwefaq.net/index.php?sho...rticle&id=6370 __DEFINE_LIKE_SHARE__

المواضيع المتشابهه
الموضوع	كاتب الموضوع	المنتدى	مشاركات	آخر مشاركة
التسجيل الكامل للقاء المفتوح لسماحة الأمين العام لجمعية الوفاق الشيخ ع	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	01-23-2012 09:40 PM
التسجيل الكامل للقاء المفتوح لسماحة الأمين العام لجمعية الوفاق الشيخ ع	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	01-23-2012 05:50 PM
التسجيل الكامل للقاء المفتوح لسماحة الأمين العام لجمعية الوفاق الشيخ ع	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	01-23-2012 04:40 PM
الخطاب الكامل لسماحة الأمين العام لجمعية الوفاق الشيخ علي سلمان في الم	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	12-31-2011 01:40 AM
الفقرة السياسية من خطاب عاشوراء لسماحة الأمين العام الشيخ علي سلمان	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	12-29-2009 10:20 AM