في بداية ثورته تبنى الشعب مبدأ السلمية في كل تحركاته حتى مع الهجوم على الدوار الذي تكرر مرتين و ظل الثوار لمدة سنة تقريباً يتعامل مع المرتزقة و أجيابهم التي تقتحم القرى بكل سلمية و لم يتعرضوا لأي أذى إلا ما نذر، و بعد أن اشتد القمع و زادت الانتهاكات و زاد تساقط الشهدء و تعرض الحرائر للتحرشات و أصبح الوضع لا يطاق، فكان لا بد من التحرك لردع هذه المرتزقة الأجلاف من الاستمرار في الانتهاكات، فأصبح ردع الثوار لا يتوقف لأي عملية اقتحام للقرى بالملتوفات و السحق لأي معتدٍ آثم ..
لكن ذلك لم يغير من عقلية النظام القمعي شيئاً، فما زال مرتزقته تنتهك القرى و تعتدي على ممتلكات الأهالي يومياً، و بعد العملية البطولية في العكر الليلة الماضية ظهر من جديد ما يسمون بالبالبطجية و هدفهم الانتقام مما حصل البارحة بالمرتزقة في العملية, و هم الآن في دوار ألبا يعتدون على كل بحريني يمر عليهم لا ينتمي لطائفتهم بلا سبب , اعتداء جسدي و نفسي و بما يملك كذلك ..
هؤلاء البلطجية هم في الأصل بحرينيون حاقدون و ليس بالضرورة يكونوا كلهم مندسين من جهات معينة، فالبعض منهم متطوعون من أنفسهم للقيام بهذا الإجرام نتيجة تربيتهم الطائفية البغيضة التي تحلل الإعتداء على من لا ينتمي لطائفته ..
في تصوري أن رجوع ظاهرة البلطجية بهذا العنف لا يمر بسلام هذه المرة، فبلا شك بعض الثوار لن يظل ساكتاً على هذه الاعتداءات التي يبدو أنها لن تتوقف من البلطجية و سيرد الثوار باقتحام مناطق البلطجية انتقاماً على إجرامهم للقرى و أهلها المسالمين مما سيؤدي إلى ردة فعل أكبر من البلطجية و هكذا سيتعقد الوضع في البلد أكثر، بما يعني أن هناك مستقبل دموي ينتظر البحرين و الخاسر في النهاية هو الوطن ..
__DEFINE_LIKE_SHARE__