إيران وأميركا: هل حان وقت التسويــة التاريخية؟

محروم.كوم · #1 04-04-2012, 08:50 PM

إيران وأميركا: هل حان وقت التسويــة التاريخية؟

أوباما وخلفه نظيره المكسيكي فيليب كالديرون في البيت الأبيض أول من أمس (لاري داوننغ ــ رويترز)

لعله اليوم ضرب من التحليل، الحديث عن اقتراب التسوية التاريخية بين أميركا وبين الجمهورية الإسلامية الايرانية. لكنه تحليل ربما يتحول إلى حقيقة بوتيرة أسرع مما قد يتخيل البعض. المؤشرات الميدانية والرسائل الدبلوماسية تدعم هذه الفرضية، التي تعززها أيضاً جدلية العلاقة بين إيران الثورة وبين العم سام

إيلي شلهوب

مجرد طرح السؤال عن إمكان حدوث تسوية أميركية ـــ إيرانية، قد يثير موجة من الاستياء لدى بعض المغالين من أتباع الجمهورية الإسلامية، ممن ربما يعتبرون أن التفكير بالمنطق التسووي إهانة لأكثر من ثلاثة عقود من الصراع مع «الشيطان الأكبر». بل حتى بعض المعتدلين منهم ربما يمتلكون بين أيديهم رزمة من القرائن والدلائل على استحالة ولوج مغامرة كهذه، وحججهم في هذا تتنوع بين الخلفية العقائدية وانتفاء الحاجة، خاصة مع انتصارات محور المقاومة. ولعل الدليل الملموس الذي يدعم هذا المنطق، رفض طهران، مرات عديدة خلال الأشهر الماضية، عقد مفاوضات ثنائية مع الأميركيين، برغم إلحاح واشنطن.
غير أن من يفهم جيداً فلسفة الثورة الإسلامية لعله يصل في تحليله إلى الاستنتاج أن إيران لم تكن يوماً أكثر قرباً من هذه الفترة من التسوية التاريخية المنتظرة مع اميركا. تحليل يستند إلى نظريات إمامي الثورة، الامام المؤسس الخميني والامام القائد حاليا علي خامنئي، كما يستند إلى منجزات عقود الصراع الماضية، وأخيراً إلى الاصطفاف الجيوستراتيجي الحالي على المستوى العالمي.
بداية، لا بد من التفريق بين رؤية الثورة لأميركا باعتبارها «الشيطان الأكبر» الذي يتزعم الاستكبار ويدعم الظالمين في العالم وفي مقدمتهم إسرائيل، وبين رؤيتها لهذه الأخيرة باعتبارها غدّة سرطانية يجب استئصالها. هذا في المقدمات المفهومية، مع ما يستتبعها من استنتاج بإمكانية إقامة علاقة مع أميركا ولو على قاعدة الخصومة أو العداء (وقد ظهر تيار في تسعينيات القرن الماضي يطالب بعلاقة كهذه مع واشنطن على غرار علاقة موسكو السوفياتية معها)، في مقابل استحالة التواصل مع الدولة العبرية باعتبار مجرد وجودها (شعب غريب يستعمر أرضاً ويستعبد شعباً) نافياً لكل البنية العقائدية التي قامت عليها الثورة في إيران (نصرة المظلوم ضد الظالم وفق المفهوم الكربلائي). وهذا الذي يجعل قواعد الاشتباك الإيرانية مع أميركا تختلف عن قواعد اشتباكها مع إسرائيل. وقد يكون أهم اختلاف هو أنه بات واضحا أن هناك تفاهماً ضمنياً بين أميركا وبين إيران على أن تبقى قواعد الاشتباك بينهما دون مستوى الحرب، وأن خاتمة الصراع بينهما لا بد أن تكون تسوية ترضي الطرفين. في المقابل، فإن استحالة التفاهم ومحورية خيار المواجهة العسكرية أبرز مقومين لقواعد الاشتباك مع إسرائيل بشكلها الحالي، بمعنى تلك الدولة الصهيونية العنصرية.
ولعل في حديث الإمام الخميني لوزير خارجيته علي أكبر ولايتي، اثناء توليه المنصب في ثمانينيات القرن الماضي، خير معبر عن هذا التفريق. وقتها قال الخميني لولايتي، «لا يمكننا أن نبقى على قطيعة مع أميركا إلى ما لا نهاية. لا بد أن يأتي يوم نحل هذه المسألة بما يتوافق مع المصالح العليا الإيرانية ومع ضمان عزّة إيران وعقلانيتها». عناصر ثلاثة عاد خامنئي واعتمدها اسساً لسياسته الخارجية: العزة والحكمة والمصلحة، على قاعدة أنه صحيح أننا نريد أن نكون أعزاء ولكن بحكمة مع الحفاظ على المصالح العليا للدولة. والمغزى من ذلك أن لا عزة قائمة على تهور ولا حكمة بلا عزة ولا مصلحة قائمة على دوافع براغماتية خالية من أي مبادئ.
كلام كرره، للمصادفة، رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام، علي أكبر هاشمي رفسنجاني، يوم أمس عندما قال إن «النمط الذي نتعامل من خلاله مع أميركا ـــ لا نتكلم معها وليس لنا أي علاقة بها ــــ لا يمكن أن يستمر بهذا الشكل. أميركا هي القوة الأكثر تفوقاً في العالم. بماذا تفترق أوروبا عن أميركا؟ وبماذا تفترق الصين وروسيا؟ من وجهة نظرنا، إذا كنا نتفاوض مع هذه القوى، فلماذا لا نتفاوض مع أميركا؟».
مهما يكن من أمر، المقصود من كل ما تقدم التوضيح أن الصراع مع واشنطن لم يكن يوماً صراعاً وجودياً، ولا صراعاً من أجل الصراع، بل كان دوماً يستهدف، إذا ما أخذنا بالاعتبار الوجه الإسلامي ــ القومي الإيراني، وقف استغلال واشنطن فقراء العالم ومقهوريه، ووقف دعمها لإسرائيل، والسعي الى انتزاع اعتراف أميركي بإيران كقوة إقليمية عظمى.
واللافت في هذا الإطار أن إيران، تاريخياً، وعلى وجه الخصوص منذ انتهاء القرن التاسع عشر، تعودت اللجوء الى دولة كبرى لحمايتها من دولة ثانية عظمى، فاستعانت بالروس في مواجهة البريطانيين، وبالفرنسيين ضد الروس والبريطانيين، وبالأميركيين ضد البريطانيين. وحده الخميني في حينه من مارس نظرية التوازن السلبي التي كان يتبناها التيار الديني، وذلك مذ أسس ما بات يعرف بعلماء الدين المناضلين. سياسة قوامها الصمود في الساحة الدولية استناداً إلى المقومات الداخلية مع الامتناع عن تقديم أي تنازلات لأي من الأطراف الدولية المتنازعة في ما بينها استدراجاً لحمايتها.
لكن ماذا يعني من وجهة نظر إيران الاعتراف بها قوة عظمى إقليمية؟
لعل الترجمة العملية لهذا المفهوم، تعني بالحد الأدنى الاعتراف بالخليج والعراق وأفغانستان مناطق نفوذ إيرانية، والإقرار بحصة إيران في الدائرة الأوسع، اي آسيا الوسطى مروراً بلبنان ومصر والقرن الإفريقي، بالإضافة طبعاً إلى الاعتراف غير القابل لأي التباس بحق الجمهورية الإسلامية بامتلاك معرفة وتقنيات وأدوات انتاج الطاقة النووية السلمية.
وهل ترضى الولايات المتحدة بدفع هذا الثمن؟
حتى اللحظة الجواب يبدو كلا. لكنها لا تمانع تحقيق تسوية، خاصة مع انتصاف الولاية الثانية لجورج بوش الابن. كان الخلاف دوماً على الثمن. ما تعرضه واشنطن أقل مما يمكن لطهران أن تقبل به. وما تريده طهران يتجاوز ما يمكن لواشنطن أن تدفعه. وما كل هذه الصراعات المتنقلة من إيران نفسها إلى أفغانستان فالعراق واليمن والبحرين والمنطقة الشرقية في السعودية وسوريا ولبنان وحتى مصر وغيرها، سوى حروب مرحلية تستهدف تعزيز الأوراق المستخدمة على طاولة التفاوض.
من ناحية أميركا، تبدو الإجراءات التمهيدية للصفقة المنتظرة قد بلغت مداها، وما عاد هناك من مشكلة سوى الحليف الإسرائيلي. حسمت الإدارة الأميركية موقفها من إيران، بحسب تقديراتها الرسمية المعلنة، وانتقلت من مقاربتها على قاعدة أنها مجموعة من رجال الدين المجانين الذين يمكن أن يفجروا العالم في أي لحظة، إلى مقاربتها على أنها دولة عقلانية يقوم سلوكها على حسابات الربح والخسارة. بات التيار المنادي بامكانية تعايش واشنطن مع إيران نووية لا يستهان به في صفوف النخبة الأميركية، ويتقدمهم زبغنيو برزنسكي وهنري كيسنجر. وقد حسم عسكر أميركا قبل مدنييها أن الخيار العسكري ضد إيران ليس ممكنا وكلفته باهظة على الطرفين، لأن أي اشتباك مباشر سيتدحرج إلى حرب إقليمية. باتت سياسة الحوار، التي على أساسها وصل باراك أوباما إلى الحكم، السياسة الوحيدة المعتمدة (عصا وجزرة). ومع أن الخيار العسكري لم يُسحب عن الطاولة بعد، على المستوى النظري على الأقل، فإن هناك إشارات أميركية إلى أن سياسة الحوار هذه ستتعمق في حال التجديد لأوباما.
في المقابل، تبدو الصورة من ناحية إيران مناسبة هي أيضاً. الإمام خامنئي بات اليوم يقود القطار وحده، بلا منازع. ليس هذا فقط، بل نجح في إعادة جميع الركاب (قيادات البلد والثورة الذين اصطفوا جميعاً خلفه) كلاً إلى عربته، تاركاً معه في مقصورة القيادة مساعده المخلص ذائع الصيت قائد فيلق القدس قاسم سليماني. إيران في أوج قوتها وعزتها ومنعتها، بعدما نجحت في ربح معارك العقد الماضي والعامين الاولين من العقد الحالي كلها. يرغب خامنئي، على ما يفيد عارفوه، بتحقيق رغبة سلفه (قول الخميني لولايتي) وانهاء القطيعة مع واشنطن على حياته وذلك لعدة أسباب: أولاً، أنه أكثر من يمتلك المشروعية للقيام بأمر كهذا. ثانياً، أنه لا يريد أن يترك الأمر لبعض المغالين في تفسير المفاهيم الغيبية، على غرار بعض الحجتيين من أمثال الرئيس محمود أحمدي نجاد. ثالثاً، أنه يعتقد أنه بإنهاء القطيعة مع أميركا يكون قد أمّن الثورة من بعده، ذلك أنه يكون قد أزال من أمامها أحد أكبر التحديات. رابعاً، أنه يكون قد قدم نموذجاً لدول العالم الثالث بأنها قادرة على أن تبني نفسها وتنتزع اعترافاً بأنها قوة لا يستهان بها. ورابعاً، بكونه قدم نموذجاً على نجاح نظام ولاية الفقيه في انتزاع أمة من حالة التبعية المطلقة إلى مصاف الدول الكبرى.
الخريطة الجيوسياسية الدولية التي يجري العمل على تركيبها حالياً يبدو أنها تدفع في هذا الاتجاه. خريطة لا شك في أنها تتهدد الولايات المتحدة التي تهم في دخول غيبوبة الانتخابات الرئاسية، التي يُرجح أن تستفيق منها واشنطن لتجد عالماً آخر: تحالف أكثر من نصف سكان الأرض يضم دول البريكس (روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا) وإيران والعراق وسوريا ولبنان وقطاع غزة، كنواة صلبة، مدعوماً بدول عديدة من أميركا اللاتينية (كوبا وفنزويلا والأكوادور وبوليفيا) وأفريقيا (السودان وموريتانيا...) وآسيا.

منطق الأمور يفيد بأن واشنطن لن تسمح بتحالف كهذا أن يستكمل تشكله، وبالتالي تستعيد التجربة المؤلمة للمعسكر الشرقي في مواجهة المعسكر الرأسمالي، ولذلك يرجح أن تفضل التعامل مع عناصره، كل على حدة، على طريقة فرّق تسد. وبالتالي، يفترض أن يحتل الملف الإيراني الأولوية لدى الإدارة المقبلة، باعتباره ومعه تحالفه الإقليمي، يشكل رأس حربة المعسكر الجديد والمحور الساخن فيه. وضع ستكون فيه واشنطن مضطرة إلى الحسم، وعندها لن تجد صعوبة في إقامة التواصل المباشر، في ظل وجود ساحات ثلاث للطرفين فيها خطوط ارتباط ثنائي منذ أكثر من عقد من الزمن، هي العراق وأفغانستان ومجلس العلاقات الأميركية ــ الإيرانية في الولايات المتحدة والذي عمل صهر الرئيس نجاد، اسفنديار رحيم مشائي على تعزيزه، بغض طرف من الحكم في طهران، فضلاً طبعاً عن خطوط التواصل المفتوحة، غير المباشرة، وأهمها القناتان العمانية والسويسرية.
لعلها مقاربة واستنتاجات وتوقعات تحمل بعضاً من الدفع إلى الأمام. وهي ربما تتجاهل معوقات قد يكون تجاوزها مستحيلاً، بل يُحتمل أنها تحوي قصوراً معلوماتياً قاد التحليل إلى المكان غير المناسب، لكنه في النهاية سيناريو فيه الكثير من الواقعية أكثر مما قد يعتقد البعض، وترجمته ستتظهر خلال نحو عامين... والله العالم.

المعضلة الإسرائيلية

الحديث عن تسوية أميركية إيرانية لا يعني بالضرورة مصالحة، بل الأرجح ألا يكون كذلك. كل الحكاية لن تتجاوز استئناف العلاقات، على قاعدة تفاهمات تشمل مناطق النفوذ والترتيبات الأمنية والحصص الاقتصادية، والملف الإسرائيلي ليس تفصيلاً عابراً فيها.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو مدى قدرة الإدارة الأميركية على اقناع تل أبيب بتسوية أميركية - إيرانية لا بد أن تسأل إسرائيل عن الضمانات التي تحملها للحفاظ على أمن الدولة العبرية ومصالحها. وهل واشنطن قادرة على تقديم ضمانات كهذه بمعزل عن موقف إيران وطبيعة التسوية معها؟ وإن كان الجواب بالنفي، فإلى أي مدى الولايات المتحدة قادرة على فصل المسارين مع إسرائيل، بعدما بدأت مصالحهما تفترقان. خصوصا ان إيران تشكل بالنسبة لإسرائيل عدواً وجودياً، خلافا للحال مع أميركا حيث العداء مصلحي. فضلاً طبعاً عن الموقف الإيراني نفسه وكيفية إدارة الصراع مع إسرائيل في ظل التسوية مع أميركا.

اللعب على الخطوط الحمر: إنجازات عملانية وكيّ وعي مضاد

الحديث عن اتجاه أميركي نحو تسوية مع إيران لا ينبع قطعاً من رغبة في تصحيح خطأ أو اعتراف بخطايا، أو حتى استجابة لنزعة الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، على ما تفيد الوقائع، بل من إحساس بعجز متنام سبّبته المغامرات المبنية على حسابات ثبت بطلانها، بدءاً من غزو أفغانستان والعراق، وليس انتهاءً بالمواجهة الحالية في سوريا. وفاقمته الأزمات المتلاحقة التي أصابت الغرب عموماً والولايات المتحدة على وجه الخصوص، وخاصة المالية منها، التي جعلت أي تحرك يتطلب إنفاقاً كبيراً، فكيف إذا كانت العملية العسكرية مجهولة الأفق؟ علماً بأنه لو كان صانعو القرار في واشنطن، وخاصة جنرالاتها، يقدّرون وجود فرصة، أو إمكانية، لتحقيق نصر بتكاليف يمكن تحمّلها للقضاء على طموحات إيران، لما ترددوا في خوض النزال لحظة واحدة. وما الحروب الأميركية، مذ قررت واشنطن التخلي عن سياسة الانعزال التي خطّها الرئيس مونرو في عام 1823، وخوض الحربين العالميتين، ومن بعدهما الحروب المتنقلة من الشرق الأقصى وصولاً إلى الحديقة الخلفية في أميركا اللاتينية، إلا خير تعبير عن كيفية مواجهة أميركا للتحديات التي تتهدد مصالحها. ولذلك، فإن الامتناع عن اللجوء إلى الخيار العسكري أكبر دليل على حال العجز المشار إليها.
إلا أن تبرير الاتجاه نحو الحوار بوجود عجز أميركي فيه انتقاص من نضالات محور الممانعة، وتتقدمه الجمهورية الإسلامية التي جهدت على مدى عقود ثلاثة في مراكمة عناصر القوة، ونشرها، وتطويرها، بدءاً من إيران نفسها، وصولاً إلى سوريا ولبنان وفلسطين وأفغانستان والعراق واليمن وغيرها. وعناصر القوة هنا ليس المقصود بها القدرات الردعية العسكرية فقط، بل المقدرات العلمية والتقنية في كل المجالات، وبينها بناء المؤسسات على مختلف أنواعها، وتخريج أجيال من المتخصصين من حملة الشهادات الجامعية العليا.
عملية البناء هذه حصلت في ظل حصار عمره من عمر إيران الثورة، التي شُنت حروب لإجهاضها قبل أن تُكمل عامها الأول (8 سنوات حرب مع العراق)، وانتقلت مباشرة إلى ساحات أخرى، خاصة لبنان مع اجتياح عام 1982، وفلسطين مع اندلاع الانتفاضة الأولى في 1987، ومن يومها والمواجهات لم تتوقف لحظة.

مواجهات اعتمدت في خلالها الكثير من التكتيكات، وخيضت ليس فقط على المستوى العسكري، بل أيضاً على المستويات الاقتصادية والاجتماعية وحتى النفسية. الهدف الأساس كان تجاوز عقود من عملية كيّ الوعي العربي والإسلامي الذي بلغ مرحلة اقتنع فيها بأنه لا يمكن هزيمة إسرائيل والغرب، ثم تدمير الأصنام المفهومية التي بنتها إسرائيل والغرب عموماً وكيّ وعيهما بما يجعلهما يقتنعان بأن هزيمتهما على أيدي العرب والمسلمين خيار قائم بل أكثر احتمالاً.
ولعل سياسة حافة الهاوية التي مارسها حزب الله منذ تسعينيات القرن الماضي مع إسرائيل، ومارستها إيران مع الولايات المتحدة منذ عام ٢٠٠٥، بعد سنوات اليد الممدودة تحت عنوان حوار الحضارات الخاص بالرئيس السابق محمد خاتمي، تمثل أيقونة مناورات محور الممانعة، وكان الهدف منها اللعب على الخطوط الحمر الغربية ودفعها إلى الأمام من دون تجاوزها والمخاطرة بنزاع عسكري جهد هذا المحور لحصد نتائج النصر فيه من دون خوضه. ويمكن تلمّس نتيجة هذا التكتيك بين حزب الله وإسرائيل في كيفية تغيير مستوى الاستعدادات لدى الحزب التي تعتبرها تل أبيب تهديداً يتطلب رداً سريعاً: بدأت الحكاية بتحديد سقف معين لعدد الصواريخ في ترسانة الحزب، الذي لمّا تجاوزه، انتقل إلى نوعية هذه الصواريخ ومداها ودقتها وقدرتها التدميرية. ولما أيقن الإسرائيليون أن كيانهم كله في مرمى صواريخ حزب الله، بدأ الحديث عن الأسلحة المخلة بالتوازن، في إشارة إلى أسلحة الدفاع الجوي، أو الصواريخ ذات النوعيات الخاصة من حيث الدقة أو وزن الرأس المتفجّر.
كذلك الأمر حصل مع إيران حيث بدأت القضية برفض أن يكون لديها أي برنامج نووي، ثم القبول ببرنامج من دون امتلاك تقنية التخصيب، ثم القبول بامتلاك هذه التقنية، ولكن حتى نسبة معينة لا تجاوز 3.5 في المئة، قبل أن تتجاوز هذه النسبة الـ20 قي المئة، والقبول بامتلاك إيران القدرة (التي لا تمتلكها الآن سوى أميركا وروسيا وفرنسا) على إنتاج وقود نووي. حتى التقديرات الغربية لموعد امتلاك إيران لقنبلة نووية تغيّر، من 2009 إلى 2010 فـ2011 ومن ثم 2012 و2013...

http://www.al-akhbar.com/node/61530 __DEFINE_LIKE_SHARE__

المواضيع المتشابهه
الموضوع	كاتب الموضوع	المنتدى	مشاركات	آخر مشاركة
الأزمة بين مصر وأميركا.. إلى أين؟	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	02-12-2012 10:21 AM
الثورة البحرينية مستمرة.. وأميركا متوجسة - صدى الوطن	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	01-29-2012 05:40 AM
الثورة البحرينية مستمرة.. وأميركا متوجسة - صدى الوطن	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	01-29-2012 05:10 AM
بكرة البحرين ضد إيران في إيران لا يفووووتكم هههه	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	10-10-2011 02:40 PM
تحذير من سقوط قمر اصطناعي فوق بريطانيا وأميركا الشمالية	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	09-10-2011 07:50 PM