كثيراً ما أرى الثوار ومقاومتهم وأرغب أن أقترح عليهم بعض الاقتراحات لكني أتردد لأني أعتقد بالمثل القائل [B]" لقد نصحتهم ولكن لو كان يطاع لقصير أمر"[/B] .

لكنّي سأفرغ ما في جعبتي وأتمنى أن يلقى قبولاً من اخواني:

أولا: يجب التفريق بين المسيرة والمقاومة، فالأولى يذهب الناس لها ويكونون مستعدين للاعتقال والضرب وأي شيء لتحقيق هدفهم، لكن هذا الزمن ولّى وأتى زمن المقاومة ولا توجد فائدة لزيادة عدد المعتقلين لإثبات وجهة نظر أثبتت على مسيرة عام من الانتهاكات. ويتحتّم على المقتنع بهذا الكلام أمور:-

1- عدم ترديد الشعارات "وقت " المواجهة_ لا أقصد وقت المظاهرات، فقط المواجهة_ بل إن الصمت هو سلاح أقوى للمقاومين؛ لأن الصوت قد يؤثر على قرار الثوار في الهجوم أو التراجع لكن الصمت مع وجود الخطط الجاهزة لها نسبة أفضل في النجاح. كذلك من جانب آخر فإن الصمت يخلق حالة من الهدوء المرعب للعدو لأنه ينتظر بعكس الثوار الذين يختارون وقت الهجوم وربما يقعون في خيالاتهم وكوابيسهم دون تعب.

2- المقاومة الصحيحة تحتاج لاعداد صحيح، و السلاح الأهم في كل الحروب هو السلاح بعيد المدى، فمن غير المعقول أن تتوقع من أحد الثوار أن يستطيع رمي الحجارة لساعات بيده، لأن ذلك يتطلب مجهوداً عضلياً كبيراً ، ناهيك أنه لا يصل إلى مسافات بعيدة وغير دقيق. فالحل هو بإعداد سلاح رمي بعيد المدى والسلاح الفعال والقابل للتصنيع وبكثرة هو "النشابة" _ سلاح يشبه القوس بسرعة ودقة أكبر_. ولابد من العمل على تصنيعه وتصنيع النبال من الآن إن كانت هناك نية باستعماله بعد شهر، لأن هذه الأشياء لا تصنع من تلقاء نفسها. طبعاً لو كان عناك سلاح ناري كان أفضل لكنه غير متوفر حالياً. روي عن رسول الله (ص): "علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل"

3- على الثوار التفكير جدياً بمسألة القدرة على القتل، فإن المحتلّ لا يتورع عن ذلك، وهذه المسألة جداً فاصلة في التقدم بالثورة للأمام.

4- لابد من التفكير جدياً كذلك بما سيعمل بالمرتزق إن وقع في الأسر؛ لأن هذه الأمور لها حسابات وترتّبات وإن تركت " للحظة" فإن الفرصة قد تفوت واختلاف الآراء في تلك اللحظة لن يعطي الخيار الصحيح كما حدث سابقاً.

5 معرفة الأحكام الإسلامية في الدفاع عن النفس والعرض والمال والدفاع عن المسلمين؛ حتى يكون الثوار في اطمئنان مما يعملونه من مقاومة، ولا يتأثروا بأي كلام يقول إنهم على خطأ أو أنهم يعصون الله.

6- أخذ الرأي الفقهي بشأن تغسيل الشهيد الساقط في أرض المعركة؛ لأنه أمر أغفل وهو واجب كفائي على جميع الناس_ من يستشهد في الجهاد لا يغسل؛ لكنّ المسألة بها تفصيل_.

ثانياً: بعض التكتيكات العسكرية:

قبل التكلم عن التكتيكات العسكرية، لابد للثوار من معرفة بعض الأمور التنظيمية:

أ- لابد من وجود قائد في كل مجموعة سواء كانت من فردين أو مائة فرد، والقائد ليس له رفعة على الباقي لكن وجوده لتنظيم العمليات الميدانية لكي لا يكون هناك أكثر من رأي في اللحظات الحرجة ولحفظ تماسك المجموعة.

ب- اختيار القائد يجب أن يكون على أساسين هما شجاعته واقدامه في المقاومة، وحسابه الصحيح للمخاطر.

ج- لابد من إطاعة القائد في العمليات الميدانية بدون التفكير بصحة قراراته من خطأها؛ لأن عصيان شخص واحد قد يكون السبب في سقوط كل المجموعة، وترك الإنتقادات والملاحظات للاجتماعات بعيداً عن الميدان.

د- على القائد أن يعرف جماعته ولا يحملهم فوق طاقتهم ويعرف الشجعان من الأقل شجاعة ليعلم مدى فاعلية الخطط التي يضعونها.

ه- على القائد التذكر دائماً أنه يحارب الظّلّام والمتكبرين فعليه ألا ينسى ويصبح أحدهم.

و- ذكر الآية الكريمة " كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله والله مع الصابرين " دائماً. (البقرة: 249)

والآن لبعض التكتيكات العسكرية للمحتل وطرق مقاومتها:
على الشباب معرفة التكتيكات التي يستخدمها المحتلّ ويدرسوا كيفية مقاومتها واليكم بعضها ولكم تدارس الباقي:
* التمركز: دائماً يختار المحتلون الأماكن المفتوحة كما في الشكل المبين وذلك يضمن لهم أفضلية لوجود أسلحة الرميّ البعيدة_ مسيل الدموع، الشوزن، القنابل الصوتية_ وكشف الموقع، وهذا الأمر يسبب صعوبة للثوار للوصول إليهم لأن أسلحتهم _ الحجارة والمولوتوف_ لا تصل إلى المحتلين لبعدهم النسبي، لكن ذلك لا يعني عدم قدرة الوصول إليهم وهذا ما سأتكلم عنه لاحقاً.


* الفرق الراجلة: تعتمد الفرق الراجلة " المشاية" على تقسيم أفرادها لرامين وضاربين_ بالعصي والهراوات_ والمؤونة. عندما تهجم هذه الفرق تهجم دفعة واحدة لإثارة خوف الطرف الآخر واستخدام القنابل الصوتية وربما المطاط أو الشوزن، لكنهم إن كانوا سيهجمون لا يطلقون مسيل الدموع لأنهم سيتأثرون عند وصولهم. ولهؤلاء تكتيك آخر سنتحدث عنه لاحقاً.

*السيارات: هذه الفرقة ضعيفة داخل القرى لأنها تعتمد على السرعة وهو أمر غير متوفر في الأماكن الكثيرة الإنحناءات والضيقة بالإضافة للعمل الممتاز للثوار بسدّ المداخل فحدّوا من تأثيرها عليهم. ولهؤلاء تكتيك فهمه أغلب الثوار.

*الطائرة العمودية: تعتمد الطائرة العمودية بحسب تجهيزاتها إما على النظر بالكاميرات العادية أو كاميرات التحسس الحراري. لكن تأثيرها ليس قوياً عند معرفة نقاط ضعفها.

طرق المقاومة:
مضادات تمركز المحتلين:
* أهم نقاط ضعف "التمركز" هو أن موقعهم مكشوف، مما يجعلهم هدفا سهلاً للقنص والمتفجرات وعمليات "اضرب واهرب"
* كذلك الهجوم المتعدد الجهات لا يستطيعون مكافحته لذلك فهم يتراجعون تكتيكياً لعدم قدرتهم على مواجهة هجمات متفرقة. ويمكن عمل كمين بأن يهجم عليهم من جهات متعددة وفتح طريق واحد للهرب وما أن يسلكوا هذا الطريق يكون الكمين بانتظارهم.

* يستطيع الثوار عمل "مصدات" متفرقة تمكنهم من الإقتراب من المحتل وإلحاق الضرر بهم ويمكن عمل هذه المصدات من أي شيء خشبي أو معدني وعامل السرعة للثوار مؤثر في هذا الهجوم.

* في إطار الحرب النفسية يمكن إغلاق الإنارة وعمل المفرقعات في ظل الصمت الشديد مما يسبب أرق المحتلّ وتحفزهم وبالتالي إجهادهم النفسي، وقد يكون نافعاً قبل العمليات.

الفرق الراجلة:-
* هذه الفرق يجب توخي الحذر منها ليس لقوتها؛ لكن لقدرتها على التواصل عن طريق اللاسلكي بقيادتها وكذلك ربما كانت هناك الحوامة تساعدها، وهذا الشيء يجعل من حركتهم غير محسوبة وخطيرة.
* المقترح الوحيد لديّ لهذه الفرق هو خلق حالة خوف يجعلها تتردد في دخول القرى والمدن وذلك بتكرار عمليات " اضرب واهرب"، وعمليات القنص.
* هذا السيناريو مفيد مع الفرق الراجلة، ويمكن تكراره حتى زرع حاجز الخوف لديهم. الفكرة تعتمد على اختيار مكان ضيق ومليء بالمعوقات. عند مرور المحتلّين قربه يتم قنص أحدهم والهرب، فإن لحقوه يتم انتظارهم في النقطة الثانية لعلمية قنص أخرى والهرب، ثم الانتقال إلى النقطة الثالثة فإن لحقوه يتم قنصهم والهرب. الفكرة ليست المواجهة بقدر ما هي ضرب المحتل وخلق حالة رعب لديه من دخول القرى. كذلك من الجيد أن يكون في النقطة الثانية و الثالثة أناس متجهزين للقنص لكي يقللوا من الوقت المحتاج للهروب. على الثوار في كل الخطط عمل حساب لأماكن الهروب وخطط دفاعية ونشر مراقبين لينقلوا لهم تحركات المحتلّ وإن كان يعمل كميناً مضادّاً.

*بالالتفات إلى النقطة الأخيرة؛ يستطيع من ليس له القدرة على المواجهة الميدانية أن يكون في القوة الاستطلاعية. وهناك برامج محادثة لاسلكية يمكن الاشتراك فيها_ يجب الحذر الإلكتروني هنا_ لعمل مركز قيادة يأخذ المعلومات ويحدد للثوار حركتهم.
* في كل المواجهات يجب على الثوار معرفة أنهم ليسوا جيشاً نظامياً فليس المطلوب منهم مواجهة القوات بالساعات الطوال، بل عليهم اختيار الأوقات المناسبة لضربهم والاختفاء. هناك نقطة واحدة مهمة في ذلك تختلف فيها الحالة؛ وهي عند هجوم المحتل لاعتقال الشباب وخصوصاً في الفجر في هذه اللحظات لابد من مواجهة لكي تكون هناك منعة تحبس المحتلين من التفكير بالاعتقالات الليلة.


السيارات: كما أسلفت فإن الثوار التفتوا مبكراً لها وأفشلوا تحركاتها، ولاحظنا مؤخراً أن بعض الثوار بدأوا بعمل حواجز اسمنتية لمنع دخول سياراتهم. هذا العمل موفق ويمكن تحسينه بأن لا يكون مانعا من دخول السيارات بل مبطئاً لها_ الأهالي يحتاجون للمرور من هذه الأماكن كذلك_ فإذا عملت حواجز بهذه الطريقة أمكن مرور المركبات ولكن بسرعة أقل وهذا أمر مهم لأن معناه أنهم يستطيعون الدخول لكن الخروج سيكون صعباً_ بذلك يصبحون هدفاً سهلاً_.

ملاحظة مهمة: لا يجب عمل هذا الأمر إن كان الثوار غير مستعدين للمواجهة الشديدة لأن دخول السيارات يعطي المحتلّ أفضلية كبيرة.
ملاحظة أخرى: يمكن تطبيق " الحواجز المبطئة على الشوارع بدل المداخل الفرعية وذلك يزيل الحاجة المتكررة لغلق الشارع اليومية ولا يعطل المرور بشكل سيء_ في حالة الانتقال للمواجهة الشاملة_.

النقطة المهمة ضد المركبات ونقطة ضعفها الأكبر هي الزجاجة الأمامية وهي ما يجب على الثوار التركيز عليه. والسبب لا يحتاج شرحاً.

الحوامة:
* نقطة ضعف الطائرة العمودية الأولى أنها لا تغطي كل المساحات، لأن الإنسان بطبيعته لا يستطيع التركيز على كل شيء، لذا فهي ترصد التجمعات الكبيرة أولاً وإن رأت أسلحة أو حركة مريبة ثانية. فعلى الثوار في حالة وجودها التفرق والانتشار لتصعيب المهمة عليها والحركة الطبيعية حتى لا تشتبه واخفاء الأسلحة. لكن تجدر الاشارة أنه إن كانت المواجهة مباشرة فإن الطائرة غير ذات أهمية.

* النقطة الثانية هي أن الطائرة لا ترى من وراء الأسقف والمظلات وأي شيء يغطي. فهذه أماكن مفيدة للاختباء وعمل الكمائن. لكن العدد مهم لأن الطائرة إن كان لها كاشف حراري فإنها ستكشف مكان الكمين إذا كان العدد كبيراً ومريباً.

هذا ما أنا ملتفت له وأتمنى أن يكون مفيداً. والنصيحة الأخيرة والتي كتبتها قبلا:
" لابد من تصنيع السلاح الآن".
وأعتذر عن أي تقصير.

ملاحظة: إن أعجبكم الموضوع، أرجو رفعه ليتسنى للثوار رؤيته، أو نشره لهم.

يسقط حمد.