ليس الإحتشاد الجماهيري دليل على قوة الجمعيات فالجماهير اليوم اثبتت صمودها وقوتها وعلو سقف طموحها خصوصا عندما نقارن ذلك الصمود الجماهيري والزحف للمسيرات مع أداء ومدى تلبية فعاليات الجمعيات لسقف تلك الطموحات والإستعداد للتضحية ، قد اكون متطرفا عندما ازعم بأن الجماهير اضحت الحصان الأصيل من دون خيال بارع ؟! إذا صح التعبير ..
الجماهير اليوم تلجئ لمسيرات الجمعيات وخصوا تلك التي تكون من دوار عبد الكريم في جدحفص ؟! إلى ساحة المقشع في المقشع ؟! لأن الجماهيرمنسجمة مع خيار التحدي والنزول للساحات وليس امامها خيار الا ان تتواجد في الساحات والمسيرات ولكن لا يعني ذلك ان تلك المسيرات ترضي طموح وتلبي استعدادات الجماهير للتضحية وتملئ احساسها بالتحدي والصمود والا ماذا في مسيرة عبد الكريم من تحدي غير نزول الجماهير بإعداد هائلة ؟! وماذا في مسيرة عبد الكريم من ضغط على النظام وكسر شوكته ؟! وهل فكرة مسيرة من القرية الفلانية إلى ساحة المقشع ومن القرية الفلتانية إلى ساحة المقشع ألا ضعف ؟!
إن الحديث عن ضعف الجمعيات السياسية جميعها ليس تخوينا لها وليس شقا للصف وإنما هو وجهة نظر قد يتفق معها حتى مؤيدوا هذه الجمعيات، وضعف هذه الجمعيات وضعف فعالياتها قد يكون احد اسباب تأخر الحلول الناجعة لمحنتنا وسبب من اسباب حاجتنا للمزيد من الضحايا فضعف الجمعيات السياسية اهم مقومات شق المعارضة وتصنيفها وضرب فصيل معين وهو أيضا يغري النظام في ممارسة المزيد من التلاعب والخداع كما ويمنح حلفاء النظام القدرة على المناورة وتوظيف أداء الجمعيات في خلق تباين لسحق حركة الشارع الغير مؤطرة بأطر من قبيل قانون الجمعيات ولا تخضع لمجاملات اقليمية هنا او هناك ؟!
ما نلمسه من كلام مايكل بوزنر مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية يبين بوضوح رغبة الأمريكان في بقاء الجمعيات السياسية على أدائها الضعيف وليس مستغربا أن يشيد بوزنر بإعتصام ساحة المقشع بينما يصمت حول غلق دوار اللؤلؤة ويبرر للنظام ذلك ويحث الجماهير لعدم العودة للدوار، لأنه يعرف ان حديثه حول ساحة المقشع يدغدغ مشاعر الجمعيات ويدعم خيارها بعدم العودة للدوار المنطلق من ضعفها وعدم قدرتها على التصعيد حتى في ضمن حدود حق التجمع السلمي المكفول اصلا؟! وبات بوزنر قادرا على احراج الجمعيات عند الحديث عن الملتوف والعنف من المحتجين لأنها الجمعيات ضعيفة امام بوزنر وغير قادرة على احراجه وتحميل الأمريكان ان ذنب في تواطئهم ودعمهم للنظام الدموي في البحرين ؟!
إذا فالرهان لقلب الموازين هو مدى فاعلية حركة الثوار في ذكرى 14 فبراير ولذا على الثوار ان يبرهنوا ان ضعف الجمعيات السياسية لا يعني ضعف ساحات النضال الحقيقية وان حضور الجماهير في فعاليات الجمعيات الضعيفة لا يعني تسليما بغالبية الميل لقرار وسقف الجمعيات السياسية وأنها قادرة على ترويض الثوار وتحجيم طموحهم نحو الحرية الحقيقية، وانما هي فرصة لجماهير واعية تتواجد بقوة في شتى الميادين ولو قدر لها ان تبوح بصدق بقرارها الذي هو الفيصل فإنه سوف يكون دعم خيار الثوار والتماهي من سقف وطموح الثوار.
02-10-2012, 10:40 AM
العرض العادي
المواضيع المتشابهه 
