رددنا كثيراً شعارات لاتخدم أهداف الثورة الحقيقية.. وهذه الشعارات- كما أظن- استفاد منها عصابة النظام الجائر استفادة كبيرة في الترويج للطائفية وتشويه أهداف الثورة على أنها أهداف تخدم الطائفة الشيعية فقط.. ومن هذه الشعارات التي لا علاقة لها بأهداف الثورة بتاتا لا من قريب ولا من بعيد شعار (أخوان سنة وشيعة هذا البلد ما انبيعه)،، هذا الشعار يثير الاشمئزاز لدي كلما سمعته، فأسأل نفسي ماذا لو لم أكن شيعياً أو سنياً فما موقعي كواطن بحريني في هذه الثورة.. ألست مواطنا ومن حقي المطالبة بالحياة الكريمة.. ليست الثورة خاصة بهاتين الطائفتين، الثورة وطنية بحتة ليس من أهدافها أن تؤسس فقط للتعايش بين الطائفة الشيعية والطائفة السنية، إنما هي لتأسيس واقع وطني، المواطنة فيه هي الهدف الأسمى، فلا نريد برلمانا فيه نائب يمثل طائفته وتوجهاته وانتماءاته وحزبه وجمعيته، بل هو ممثل لكل مواطن بغض النظر عن هويته الاعتقادية.. لذا أتمنى من كل ثوري (سواء كان ثوريا بالقلم أو بالمشاركة في المسيرات والاحتجاجات والاعتصامات أو غيرها) تجنب رفع هذا الشعار وغيره كشعار لا سنية لا شيعية وحدة وحدة وطنية، والتأسيس لشعارات وطنية بحتة تخلو من الألفاظ الطائفية والمذهبية.. فهناك شعارات وطنية ترفعها عصابة النظام ونحن أولى منهم في رفعها.. فلو تجولنا في مؤسسات الدولة سنجد شعارات وطنية كثيرة علقتها هذه العصابة على الجدران ونحن أولى بها، كشعار (ولائي لوطني)، وحقيقة هذه العصابة لا ولاء لها للوطن إنما ولاؤها لمصالحها فقط.. فكل من اعطى ولاءه لهذه العصابة - سواء كان سنياً أم شيعياً- فلا ولاء له لوطنه إنما هو ولاءه لمصالحه.. فإن كانت شخصية ما أو فئة أو طائفة من الشعب مستفيدة من ولائها لهذه العصابة فلا وطنية لها، وتعتبر وطنيتها ساقطة، وهذه ينبغي أن تؤخذ بعين الاعتبار عند انتصار الثورة، أي ينبغي إعادة النظر في بقائها على المواطنة أو سحبها منها.. من الآن ينبغي العناية جدا في رفع الشعارات وخصوصا في الاعتصامات والمسيرات والاحتجاجات. نتمنى من أصحاب الأقلام الثورية أنتاج أكبر قدر من الشعارات الوطنية ومن المصممين العمل على إخراجها بما يخدم الثورة وليس الطائفة.. أي الابتعاد عن كل ما يمت بصلة بالاعتقادات الطائفية..