الإمام الخميني(رض) والإشادة بموقف الأطباء ودورهم

محروم.كوم · #1 01-05-2012, 01:40 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

الثورة تغيير شامل يشارك الجميع في صناعته، والقيادة الإسلامية تتقدم الجميع في العطاء والبذل والتضحية بكل شجاعة وكفاءة، تجدها كافة فئات الشعب بينهم تشعر بهمومهم، وتواكب قضاياهم بكل أبوّة وحنو، وهكذا كان الإمام(رض) مفجر أعظم ثورة في القرن العشرين.
كان الإمام في شجاعته، وإصراره، وعنفوانه، ومتابعته، وعطفه، وإحساسه وتحسّسه بقضايا مجتمعه، فكان لكل حدث عنده حضور وذكر، ولكل موقف نبيل شهم عنده إشادة وشكر، تجسيداً لوصية مولانا أمير المؤمنين(عليه السلام) في عهده لمالك الأشتر(رض) حيث أوصاه:
" ثم تفقد من أمورهم ما يتفقده الوالدان" و " فافسح في آمالهم، وواصل في حسن الثناء عليهم،وتعديد ما أبلى ذوو البلاء منهم. فإن كثرة الذكر لحسن أفعالهم تهز الشجاع وتحرض الناكل إن شاء الله." ولئلا يبتلى القائد أو الحاكم أو المسؤول بالحزبية المقيتة فيذكر المقربين والمريدين وينسى الأبعدين من أهل الجهاد والبلاء الحسن كانت الوصية الذهبية التي لا يطبقها بحيادية إلا من كان ذو حظ عظيم وهي قوله (عليه السلام):
" ثم أعرف لكل امرئ منهم ما أبلى، ولا تضيفن بلاء امرئ إلى غيره، ولا تقصرن به دون غاية بلائه، ولا يدعونك شرف امرئ إلى أن تعظم من بلائه ما كان صغيراً، ولا ضعة امرئ إلى أن تستصغر من بلائه ما كان عظيماً". فهي وصية قرآنية جاء مثالها في قوله (تعالى):
{..وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}(المائدة/8).
من هنا وجدنا أن الإمام الخميني(رض) يعيش بين الناس، ويتحسس همومهم، ويتقدم في المواجهة الصفوف مشكلاً رأس الحربة، يتابع حتى القضايا التي تبدو صغيرة عند بعض الناس، فيتوقف عندها ويعطيها حقها، حتى لو كان الموقف لامرأة عجوز لا يعرفها أحد.
" ينقل لي أحد أصحابي انه رأى أثناء اندلاع المظاهرات في طهران، امرأة عجوز تمسك بيدها إناء فيه قليل من النقود فقلت في نفسي لابد أن هذه المرأة تريد أن تجمع بعض المال من هذه التجمعات، فاقتربت منها وسألتها:
ماذا تفعلين أيتها المرأة فقالت: إن الأسواق معطلة اليوم ولابد أن الناس يحتاجون إجراء بعض المكالمات الهاتفية وقلت إنني أتمكن من القيام بهذا الأمر من خلال توفير قطع نقدية يستعملها الناس لإجراء اتصالاتهم الهاتفية.
لقد ظهر هذا المستوى من الحس بين الناس، ظهر هذا القدر من حس التعاون بحيث أن المتظاهرين حينما يخرجون إلى الشوارع فان سائر الناس تخرج معهم أو تعينهم من داخل بيوتهم. إن هذا التحول ناجم عن إرادة الله.".
فكم يحمل هذا القلب الطاهر من تفاعل قل نظيره مع شعبه بكل فئاته، ويقدره!!

تقديره وإشادته بموقف الأطباء المبدئي الشجاع:
لم تسلم فئة الأطباء من قمع واعتقال وقتل النظام الشاهنشاهي المقبور، فقد كانت هذه الفئة حاضرة في عمق الحدث، واشتركت مع الناس في الإضرابات العامة التي شملت كافة القطاعات، وتحملت الكثير كضريبة للثورة المباركة.
والإمام (رض) بدوره لم ينس شكر هذا الجميل، والمواقف المبدئية لهذه الفئة المحورية في المجتمع. وهنا نقرأ هذه الشهادات والأوسمة التي قلدها لهذه الفئة العظيمة:

1ـ جريمة سجن الأطباء وحرمان الناس من خدماتهم العظيمة:
" إن بين شبابنا من حبسهم (هذا الحاكم) وهم في ريعان شبابهم وضيّع عشرة أو خمسة عشر عاماً من أعمارهم في حين كان بإمكان كل منهم- إذا كان من العلماء- أن يقضي هذه السنين في التأليف وهداية الناس، أو التأليف وتثقيف الناس إذا كان من المثقفين، أو في إنقاذ الكثيرين من الموت إن كان من الأطباء، إن جميع الذين سجنوهم منا- من مختلف التخصصات- قد حرموهم القسم الأكبر من أعمارهم بمعنى أن إلقاءهم في السجن يمنعهم من القيام بأي عمل، فكيف يمكن التعويض على ذلك و بماذا؟! هل يستقيم الأمر بقتل محمد رضا؟ وهل يتحقق التعويض بذلك؟!" صحيفة الإمام، ج‏5، ص: 345.

2ـ الأطباء أدرى بغيرهم بمآسي الشعب:
أ ـ " إنكم أيها العاملون في المستشفيات تعلمون ماذا حل بهذا الشعب، تعلمون قدراً منه، والعاملون في مستشفيات أخرى يعلمون قدرا آخر، وإلا فان الكثير مما حدث أُخفي عن عيونكم وعيون سائر زملائكم" صحيفة الإمام، ج‏6، ص: 99.

ب ـ " شهود عيان على الجرائم:‏
إن السادة العاملين في المستشفيات يعلمون بالمصائب بشكل أفضل من الآخرين حتى أفضل من أولئك المتواجدين في الشوارع. فمن كان في الشوارع رأوا مثلا أن شابا أصيب برصاصة ووقع، إلا أن العاملين في المستشفيات كانوا بالقرب من سريره ورأوا ما حل به، رأوا زيارة أبويه له هذا إذا كان قد سمح لهم فمن المؤكد أنهم جاؤوا لزيارته ورأيتم انتم كيف كان حالهم. وأما المصابين والجرحى والقتلى على أيدي هؤلاء فقد ذهبوا بهم إلى أماكن أخرى ولم تروهم انتم ولكن هو في عين الله." صحيفة الإمام، ج‏6، ص: 98.

ج ـ أنتم أعلم مني بمآسي الشعب:
" شكر الأطباء والممرضين‏:
أنتم على اطلاع أفضل بما عانى منه شعبنا، فقد كنتم في المستشفيات تباشرون طبابة المجروحين والمصابين والقتلى فانتم على اطلاع اكبر منا. تعلمون ماذا فعل أولئك ببلادنا تحت شعار التقدم، وكيف أرجعونا إلى الخلف تحت اسم الحضارة، وكيف أهدروا طاقاتنا البشرية وقضوا على كافة مصالحنا الوطنية.
إنني أشكركم أيها السادة على مواقفكم خلال تلك الفترة العصيبة وما تجشمتم من عناء مع المرضى والمجروحين والمصابين وهم منكم ومنا. وآمل أن تنالوا رضا الله عنكم جميعا.

لقد كنتم خلال تلك المرحلة من جنود الله وكنتم تؤدون وظيفتكم في سبيل الله. اشكر السيدات والسادة جميعا على ذلك. وأسال الله أن يمن عليكم جميعا بالعزة والسلامة والسعادة والحرية.
إنني اشكر جميع الأطباء الإيرانيين ومادمت في قم فإنني اشكر أطباء قم وكافة المستشفيات على ما أبدوه في هذه الأحداث من شعور بالمسؤولية وما قاموا به من أداء لوظيفتهم. عرّفكم الله جميعا بمسؤولياتكم، وهذا دعاء عظيم، ومنَّ عليكم جميعا بالسعادة والسلامة، وأنقذ بلادكم بمشيئته من شرّ الأجانب. ودمتم في رعاية الله." صحيفة الإمام، ج‏6، ص: 275.

د ـ آخر من ودع الشهداء:
" أدعو الله لكم جميعا يا من تحملتم من العناء الكثير من أجل هذا الشعب وتعبتم في سبيله. وأنا اعلم ما هو شعور من يكون منكم بالقرب من احد المظلومين المعذبين المجروحين وهو ينازع بين الموت والحياة، اعلم أن اغلبهم قد ماتوا أمام أعينكم واعلم ما تركه ذلك من اثر عليكم. اسأل الله أن يثيبكم، وان يمن عليكم بالسلامة." صحيفة الإمام، ج‏6، ص:99.

3ـ وصاياه للأطباء:
" إنكم أيها الأطباء تقع على عاتقكم مسؤولية جسيمة. إن الأطباء والممرضين والموظفين وموظفي المستشفيات يتعهدون وظيفة خطيرة وهي مسؤولية رعاية المرضى، مسؤولية التمريض، مسؤولية العلاج الذي يجب أن يكون كعلاج الأب لابنه، ورعاية الأم لأولادها. اعتبروا المرضى كأولادكم وأبنائكم، واستقبلوهم بالعطف والمحبة، واحرصوا على رعايتهم في مرضهم كرعاية وتمريض الأم أولادها، إن المرضى بمنزلة أبنائكم، وإخوتكم وأخواتكم. يجب أن تتم رعايتهم بشكل صحيح، وبالشكل الذي يرضاه الإسلام. وإني آمل أن تحل مشاكلنا إن شاء الله مع استقرار الجمهورية الإسلامية.
حفظكم الله ووفقكم، وسدد خطاكم. لخدمة بلدكم وخدمة إسلامكم وخدمة إخوتكم.
إنني أتضرع بالدعاء للجميع، وأنا خادم للشعب. وإنني آمل أن تتاح لي الفرصة لأداء هذه الخدمة. كما أرجو منكم أيها الأحبة والإخوة والأخوات، أن تدعوا الله لنا للمضي في هذا الطريق حتى النهاية. إنه صعب، وملي‏ء بالمتاعب، وقد حققنا ما حققناه بإرادة الله تعالى، وسنواصل المسيرة إلى النهاية إن شاء الله بمساعدة جميع فئات الشعب. وفقكم الله، والسلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته."

أيها الأحبة، يا ملائكة الرحمة:
لن ننسى دوركم المحوري، ولا خدماتكم العظيمة، وتضحياتكم الجسام.. لن ننسى شهامتكم ونبلكم وحضوركم العظيم. إننا نعتز بكم ونفتخر، بل نفتخر بأننا عشنا بين نفوس شهمة مثلكم.

هذا أقل ما نستطيع ذكركم به، أما ثوابكم الحقيقي فهو عند ربكم الذي نسأله أن يجزيكم خير الجزاء.
. __DEFINE_LIKE_SHARE__

المواضيع المتشابهه
الموضوع	كاتب الموضوع	المنتدى	مشاركات	آخر مشاركة
هل عرى الإمام الخميني(رض) ظهر من اختار الدفاع المقدس؟	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	01-04-2012 12:50 AM
الإمام الخميني: حتى الحيوانات لها هذه الخصائص!	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	09-24-2011 12:40 PM
الإمام الخميني (قده) يكشف عن المنافقين في وصيته!	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	09-03-2011 11:00 PM
شعار الموت للظالم في فكر وخطاب الإمام الخميني	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	08-20-2011 03:50 PM
الإمام الخميني (رض) يرد على الشيخ عيسى والوفاق ومن لف في حزبهم	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	08-15-2011 04:10 PM