مقال في الإندبندنت عن ثورات البحرين واليمن وسوريا: أي طاغيةسيسقط الآن؟

محروم.كوم · #1 12-31-2011, 07:41 AM

مقال في صحيفة الإندبندنت حول ثورات البحرين واليمن وسوريا: أي طاغية سيسقط الآن؟

المقال بقلم الصحفي الأيرلندي باتريك كوكبرن

مُترجِم 14 فبراير: في ثلاثة من الدول العربية الواقعة شرق مصر -سوريا والبحرين واليمن- تحدَّى المحتجون حكوماتهم خلال السنة الماضية ولكنَّهم أخفقوا في إسقاطها. إن الأسباب التي تقبع وراء حالات الفشل هذه مختلفة بشكلٍ كبيرٍ على الرغم من وجود نقاط مشتركة. في كل حالة من هذه الحالات أصيب المحتجون بالإحباط لأن جزءاً مهماً من المواطنين كانوا سيفقدون الكثير لو تم إصلاح أو إسقاط النخبة الحاكمة.

في سوريا والبحرين تساعد الهوية الدينية على توضيح الولاء المكنون إلى السلطات. المحتجون في البحرين قد يصرُّون على أن برنامجهم كان علمانياً وديمقراطياً؛ ولكن الكل عرف بأن أي تصويت عادل سيلحق تأثيراً ثورياً بوضع الأغلبية الشيعية في الحكم بدلاً من الأقلية السنية. بالمثل في سوريا؛ الديمقراطية تعني بأن السُنَّة الذين يشكلون ثلاثة أرباع السكان سيحلون بشكلٍ فعالٍ مكان أفراد الطائفة العلوية -الطائفة الشيعية المبتدعة- كحُكَّام للدولة.

هذا لا يعني بأن المتظاهرين في كلا البلدين كانت لديهم أجندة طائفية سريَّة. ببساطة لقد قامت الانقسامات السياسية بالفعل بالجريان طوال الخطوط الطائفية. في البحرين كانت قوات الأمنية سنية بشكل كلي تقريباً، وبمضي هذا العام أصبحت الكراهية الطائفية شديدة.

في ذروة القمع؛ قامت الحكومة بهدم مساجد للشيعة ادعَّت بأنها اكتشفت فجأةً أنها لم تمتلك تراخيصاً للبناء. وعلى خلاف تونس ومصر؛ جعل التجانس الطائفي للنخبة الحاكمة في سوريا والبحرين من المستحيل على كبار مسؤولي الدولة أن يتخلصوا من النظام المكروه لكي يبقوا على سلطتهم وامتيازاتهم الخاصة. في سوريا؛ وصل العلويون إلى اعتقادٍ بأنه إذا خسر الرئيس بشار الأسد فسيخسرون هم أيضاً.

يترتَّب على الانقسام الشيعي-السني نتائج خطيرة أخرى. إن الصراع بين هذين المذهبين الإسلاميين، -المشابه بشكلٍ كبيرٍ للمعركة التي جرت بين الرومان الكاثوليك والبروتستانتيين في أوروبا في القرنين السادس عشر والسابع عشر- في تصاعدٍ منذ الثورة الإيرانية التي وقعت في عام 1979.الحرب العراقية الإيرانية التي جرت بين عام 1980 وعام 1988 والحرب الأهلية الشيعية-السنية في العراق التي جرت بين عام 2006 وعام 2007 عمَّقت الكراهية بين الطائفتين. بالطبع كان دائماً من مصلحة صدام حسين في العراق وعشيرة الأسد في سوريا وسلالة آل خليفة في البحرين بشكلٍ كبيرٍ أن يلعبوا بورقة الطائفية ويطلبوا التضامن الطائفي من إخوانهم في الدين. بالعودة إلى عام 1991؛ أتذكر قيام صدام حسين بجلب الجثث المشوهة للمسؤولين البعثيين من النجف حيث تم إعدامهم من قبل متمردين شيعة، مما دفع الأصدقاء السنة في بغداد -الذين كانوا معارضين للنظام سابقاً- إلى التعبير عن خوفهم من أن نفس المصير سينتظرهم إذا سقط صدام.

التنافس الشيعي-السني يفسِّر على نحوٍ ما سبب ظفر الربيع العربي بالنجاح في شمال أفريقيا وعدم تحقيق ذلك في شرق مصر. كل جانب منهما كان تحت قيادة دولتين مستوحاتين دينياً وهما المملكة العربية السعودية وإيران والتان كافحتا من أجل كسب السيادة في المنطقة لمدة 30 سنة. النظامان المحاصران وأعدائهما المتمردون كسبوا الحلفاء بشكلٍ تلقائي. من الممكن أن تكون حكومة الأسد معزولة؛ ولكن ليس إلى الدرجة التي كان عليها معمر القذافي قبل سقوطه، إذ تقوم إيران بعمل أي شيء تقريباً لتبقي أكثر حلفاءها أهميةً في العالم العربي في سدة الحكم. وعلى نفس المنوال؛ يصمم أعداء إيران الكثيرون غير القادرين على إسقاط حكومة طهران على إضعاف إيران عن طريق تغيير النظام في دمشق.

التنافسات الإقليمية تعمِّق الانقسامات الشيعية-السنية، والحركة الاحتجاجية الديمقراطية والمعروفة باسم الربيع العربي تجتمع لتنتج مقوِّمات أزمة طويلة الأمد. "سيكون عام 2012 أحد أكثر الأعوام غير المستقرة في أي وقتٍ مضى في الشرق الأوسط"، هكذا توقع أحد الوزراء في أحد الدول الخليجية. الوزي توقع ازدياد حدة العنف في كل دولة عربية تقريباً في الوقت الذي لا يظهر على الساحة فائزون بشكلٍ حاسم. سوريا واليمن يقعان على حافة الحرب الأهلية، البحرين تبقى منقسمة بينما تلقي الاضطرابات تأثيرها على الدول الأخرى في المنطقة. على سبيل المثال؛ أحد الأسباب التي دعت الحكومة الشيعية الإسلامية في العراق إلى مهاجمة زعماء عراقيين سنة هو في الأسابيع القليلة الماضية هو خوف بغداد بأنها من المحتمل أن تواجه على المدى القريب نظاماً سنياً معادياً في دمشق. تريد النخبة الشيعية الحاكمة أن تُحكِم قبضتها على السلطة حالياً.

بالنظر إلى الوضع في اليمن بعد مضي 10 أشهر؛ لا يزال المحتجون يخيِّمون في العاصمة صنعاء، والعديد منهم قُتِل وأصيب بواسطة القوات الحكومية. الرئيس صالح قد يذهب إلى الولايات المتحدة ليتعالج بشكل أكبر من الإصابات التي ألحقت به من القنبلة التي كادت أن تودي بحياته في شهر يونيو. ولكن المفاجأة في ذلك الوقت أن مغادرته إلى أحد المستشفيات في السعودية لم تعنِ انتصار الانتفاضة لأن ابنه أحمد صالح وهو قائد الحرس الجمهوري تولى زمام الأمور. المحتجون في الشوارع تم دفعهم إلى جانبٍ واحدٍ من قبل أعضاءٍ مريبين في المؤسسة الحاكمة كاللواء علي محسن الأحمر قائد الفرقة المدرعة الأولى وحميد الأحمر (ولا صلة قرابة بينهما)، وهو رجل أعمال ملياردير وزعيم عشائري، وتقوم القوات والمقاتلون الموالون لكلٍ من الرجلين بحماية المحتجين. هذه الانقسامات الحاصلة في القمة ليست بجديدة؛ فعندما كان اللواء الأحمر يحارب المتمردين الشيعة المعروفين باسم الحوثيين في شمال اليمن في عام 2009، حاولت حكومته -وذلك طبقاً لوثيقة للسفارة الأمريكية نشرها موقع ويكيليكس- أن تقتله عن طريق الطلب من الطائرات السعودية التي تحارب المتمردين أن تقصف مبنى اتضح أنه المقر الخاص باللواء.

في سوريا؛ وبدرجة أقل في البحرين، هناك خطر من أن المعارضة المحبطة ستتجه بشكلٍ تدرجي نحو العنف. في البحرين؛ يرى الشيعة أنهم ليسوا محرومين من الحقوق السياسية فقط، ولكنهم أصبحوا ضحايا لأبارتيد اجتماعي واقتصادي. زعماء المعارضة يقولون بأنه لن يكون من المفاجئ إذا قام بعض المتشددين بالاتجاه نحو العنف لمواجهة النظام الملكي.

في سوريا؛ من الواضح أن المعارضة ليس لديها استراتيجية فعالة للتخلص من بشار الأسد والحكومة البعثية. هي بإمكانها أن تواصل المظاهرات والدعاية الإعلامية، ولكن أولئك العارفين باللب الداخلي لنظام دمشق يقولون بأنهم واثقون من إمكانية صمود النظام. المعارضة مفتَّتة ومنقسمة بين المعارضين داخل وخارج البلاد، وليس هناك حكومة مؤقتة في الانتظار كما زُعِمَ وجودها –وإلى حد ما كانت موجودة- في ليبيا. يبقى لب القوات الأمنية السورية متحداً، العقوبات تعصر الحكومة ولكن كما حدث في العراق في التسعينيات؛ هذا يلقي بالضرر على الشعب -ويسبب استياءاً شعبياً- قبل أن يؤذي الحكومة. الحكومات المجاورة تكرر هذه العبارة "الأسد سيسقط حتماً"، ولكنها ليست متأكدة كيف ومتى.

"لا أحد يعرف ما الذي ينبغي أن يتم عمله حول سوريا"، قال أحد الزعماء في الشرق الأوسط. المعارضة تدعو عبثاً لتدخل عسكري أجنبي كما حدث في ليبيا، ولكن هذا ليس من المحتمل أن يحدث. المسلحون المتشددون السُنَّة النشطين سابقاً في العراق من الممكن أن يروا فرصتهم، وفي الظروف الحالية ليس من المستغرب أن التفجير الانتحاري الكبير الأول قد حدث في دمشق في هذا الشهر.

إن الآمال اللامعة للربيع العربي قد تلاشت، ومن الممكن أن الاحتجاجات السلمية قد انقضى وقتها في كافة أنحاء المنطقة بينما تهدد المواجهات المدنية بالتحول إلى حرب أهلية.

رابط المقال: اضغط هنا

http://feb14translator.blogspot.com/...post_9136.html
__DEFINE_LIKE_SHARE__

المواضيع المتشابهه
الموضوع	كاتب الموضوع	المنتدى	مشاركات	آخر مشاركة
مقال في الإندبندنت: التركيزعلى التعذيب يخفي التمييز الطائفي في البحرين	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	12-14-2011 02:50 PM
الإندبندنت: مقتل رضيعة بالغاز يلقى بظلاله على زيارة ملك البحرين لبريطا	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	12-13-2011 02:20 PM
نسيج \| مطار البحرين \| لقاء الأستاذ نبيل رجب الان بعائلته و يعود لقاء ا	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	10-06-2011 08:10 PM
النواب الايرانيون ينددون بدور الرياض في البحرين واليمن - afp	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	09-28-2011 05:20 PM
عباس المرشد > طائفيو الموالاة ضد الديمقراطية في البحرين وسوريا	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	08-15-2011 04:10 PM