?أيها الثوار الأبطال، لقد برهنتم للعالم كله عن صبر تزول له الجبال وصمود لا تزلزله الحوادث، بيد أن لكل صبر حدود، والشرع والعقل يأنفان أن يرضى المرءُ بالدنية أو الذل إذا مس التعدي شرفه وعرضه، فلتستعدوا من الآن فصاعداً لتصعيد الدفاع المقدّس بكل وسائله، ورد الحجر من حيث أتى، "فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم"، فإنّ نفوس هؤلاء الأوباش الساقطين لا تعدل التراب الذي تتعفرون به في مسيراتكم للجهر بمطلبكم الحق الذي لا بد أن تنالوه. لقد انتهى زمن الورود، فمن ينتهك الأعراض والمقدّسات لا تُقدم له باقات الورود، إذ أثبت هؤلاء الشواذ أن لغتهم البطش ومنطقهم الغل والتشفي ولغة الورود لا تناسبهم أبداً. ( من كلمة الائتلاف في تأبين الشيخ الجمري ).?