تمر الذكرى الشهرية العاشرة لتفجر غضبكم المبارك في ثورة الكرامة والبطولة والفداء، ثورة 14 فبراير المجيدة، التي قدمتم فيها ما يزيد على 48 شهيداً من القرابين العظام وآلاف الجرحى والمعتقلين والمفصولين عن العمل. فطوبى لكم من شعب يسطر ملاحم البطولة ليبنى لنفسه وأجياله القادمة مجد العزة والكرامة في ظل حكم ديمقراطي جديد بلا أسرة ظالمة أو ملك متجبر.
إن الجرائم اليومية للنظام الفاشستي الدموي في البحرين، وإستمراره في مسلسل القتل العمدي وآخرهإ إستشهاد الشهيد المجاهد المؤمن علي القصاب، والإعتقال الوحشي والعنيف للحقوقية زينب الخواجة، وقمعه اليومي للمدن والأحياء الشعبية، وإستمراره في إعتنقال وتعذيب وإيذاء الأحرار والحرائر في السجون، والإستمرار في المحاكم بالرغم من الإعتراف الشكلي والمخادع للنظام لبعض جرائمه في تقرير بسيوني وقدوم لجنة الأمم المتحدة، لهو دليل واضح على إستمرار النظام في منهجه القديم الحديث في إبادة شعبنا ومحق شخصيته وإرادته.

شعبنُا العظيم
بعد أن تبين بوضوح تام للقاصي والداني إن النظام الخليفي المجرم لا يسعى مطلقاً لتحقيق أدنى تغيير أو إنفراج بالرغم من كل إدعاءاته ولجانه وحواراته ومجيء الوفود الأممية والغربية والحقوقية، فإننا نضع شعبنا أمام الحقائق التالية:


1- إن النظام الخليفي ليس له إلا حقيقة واحدة وهو سياسة البطش والتنكيل في قتل المواطنين وقهرهم وتعذيبهم ومحاولة تأجيج الفتنة الطائفية بين الفينة والأخرى، والتي كلما أوقدوا نارها أطفأها الله بوعي شعبنا وتكاتفه وتلاحمه.
2- إن النظام مستمرٌ وبشكل واسع في تمرير مخططه الإجرامي الكبير في تجنيس الألاف مستفيداً من الفسحة الزمنية الحالية، وقد قام مؤخراً بتجنيس عشرة آلاف من فدائي صدام المجرمين في الأشهر الأخيرة.
3- إن النظام الخليفي يحاول تخفيف الضغوطات الشعبية والحقوقية والدولية المتزايدة عليه بنفس أساليبه القديمة الجديدة بالوعود والأكاذيب والإطروحات الخادعة والتي ملّ شعبنا من سماعها من طغاة مردوا على النفاق والدجل والخداع.
4- إن النظام شعر بضرورة الإسعاف الغربي له بعد إختناقه الشديد جراء الحركة الميدانية الثورية لشعبنا، وبسبب تدهور الوضع الإقتصادي ووصوله الى درجة التزلزل الكامل، فلجأ الى بريطانيا.
5- إننا نرى إن كل الإشارات والإدانات الغربية والأممية للنظام الخليفي ومطالبته بتغيير مسلكياته، لا ترتقي الى درجة الضغط الحقيقي، وإنما لتخفيف الإحراج أمام الرأي العالمي المناصر لثورتنا، وهدفهم جيمعاً إعادة أوضاعنا الى ذات المربع الأول بعد إنتفاضة التسعينيات بإستمرار النظام الخليفي ليحكمنا مرة أخرى.

على ضوء كل المعطيات السابقة، فإننا نرى ضرورة الآتي:
أولاً: الإعتماد التام والكامل على الله تعالى في تحقيق معادلة النصر، فليس النصر إلا من عند الله. وذلك بالإعتماد على القدرات الذاتية والحركة الميدانية والتفكير والإقدام على كل الوسائل الممكنة التي تحقق لشعبنا النصر. مع الإستمرار في ممارسة العمل الحقوقي والإعلامي كوسيلة للتعريف بمظلومية شعبنا وفضح النظام وتعريته ومحاصرته معنوياً وليس لجني أي ثمرة عملية ورائه. فلن تنفعنا الأمم المتحدة ولا الجامعة العربية ولا المنظمات الحقوقية ولا الإدانات من هنا وهناك في تغيير أوضاعنا فضلاً عن تحقيق النصر لشعبنا، ولو كانت تفيد شعباً مظلوماً وقضية عادلة لأفادت الشعب الفلسطيني الذي عاني ولا يزال من أفظع الجرائم الصهوينية طوال أكثر من نصف قرن.
ثانياً: مقاطعة النظام من قبل كافة التجمعات السياسية والثورية والشعبية وبشكل تام ورفض كل محاولاته السقيمة لإجراء حوار أو مبادرة حل، فكلها هراء وأحابيل شيطانية خبيثة لا يجني منها الشعب شيئاً. تمهيداً للوصول بالحالة المعارضة الى مستوى العصيان المدني والتخطيط له.
ثانياً: تصعيد العمل الميداني والثوري والدخول في مرحلة الضغط الميداني على النظام بكل ما يتطلبه ذلك من وسائل وأساليب شعبية وثورية. فإن النظام بات مستهتراً بكل القيم وراغباً في تحقيق أوسع قتل وسحق وقهر ممكن لأبناء الشعب، وفي هذا المجال فإننا نُحي المبادرات والردود الثورية لطلائع الشعب الشبابية وفي مقدمتهم إتئلاف شباب ثورة 14 فبراير وبقية الحركات الشبابية الثورية والتي برزت بصورة واضحة خلال الأسابيع الأخيرة رداً على جرائم النظام الفظيعة، وفي الحديث: إن الحيف يدعو الى السيف، ورد الحجر من حيث أتاك.

إننا في ذكرى عيد الشهداء العظام، نستذكر كلمة قالها القائد المجاهد سماحة آية الله السيد هادي المدرسي دامت بركاته:
" تأكدوا أنه سيأتي يومٌ يحاكم فيه كلّ هؤلاء المجرمون: ملكهم، ووزراؤه، وجلّادوه، وقضاة محاكمه.و ستمضي الأيام، وسيتغيّر وجه التاريخ، ويصبح الإرتباط بآل خليفة وصمة عار عند الناس يتبرأون منها، مثلما كان الأمر كذلك بالنسبة إلى آل أميّة بعد سقوط دولتهم. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون" .
اللهم عجّل ذلك لشعبنا، سائلين الرفعة والرضوان لكل شهداء الوطن، إبتداءً من كبيرهم الشهيد جعفر لطف الله الى صغيرتهم الشهيدة الرضيعة ساجدة فيصل جواد مروراً بشهيدتهم الأولى بهية العرادي وإنتهاء الى آخر شهيد من شبابهم الشهيد المجاهد علي القصاب. والفرج العاجل لكافة المظلومين المعتقلين والمعتقلات، والشفاء للجرحى واليسر للمتضررين وأن يمنّ على شعبنا المظلوم بالنصر المؤزر ليقيم دولته الكريمة في ظل الإسلام العظيم.