الشيخ نعيم قاسم: الإعداد يفتح أبواباً لا نعلمها

محروم.كوم · #1 12-13-2011, 08:20 PM

إن الإعداد يفتح أبواباً لا نعلمها، فيسبب الخير الكثير والنصر للمؤمنين
" إن تنصروا الله ينصركم:
قال تعالى: { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} محمد/7، حيث يتحقق نصر الله تعالى بإتباع منهجه، والدعوة إليه، والدفاع عنه، والتقيّد بحلاله وحرامه، والعمل لتحقيق العدل ورفض الظلم والطغيان، فإذا تم اختيار هذه الطريق يتحقق نصر الله للمؤمنين كنتيجة، لأدائهم الصالح والمستقيم، بل يثبت أقدامهم بنصر يحمل طابع الثبات والاستمرارية بكل نتائجه المعنوية والمادية، وما دام المؤمنون متمسكين باستقامتهم، يكون نصر الله لهم جاهزاً، فالله تعالى لا يعطي النصر منحة من دون جهد وجهاد؛ لأنها إرادته في إعمار الكون وفق قانون البذل لتحقيق النصر، الذي يكون مشفوعاً بالتسديد الإلهي.

**********
لا يستخفن أحد بأهمية وقيمة المنهج الإلهي في تحقيق النصر؛ إذ يحمل دين الله تعالى كل عوامل التعبئة النفسية والمعنوية التي تزيد من قدرة المؤمنين وتدفعهم إلى الأمام، وفيه صوابية المسار بإقناع العقل البشري بخيار الحق واستحقاقه للدفاع عنه، ويدعمه سلوك النبي(صلى الله عليه وآله) والأئمة(عليهم السلام) في تجاربهم الغنية لهداية البشرية، وهذا ما يؤدي إلى تكوين الجماعة المؤمنة التي يطلق عليها القرآن الكريم تسمية" حزب الله"، وهي الجماعة الغالبة والمنصورة بإذن الله تعالى، {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْغَالِبُونَ} المائدة/56.

**********
إذاً، المطلوب إعداد العدة وعدم التراخي، فلا يستقيم الإيمان في حياة الناس إن لم يدافع المؤمنون عنه في مواجهة الكافرين، ولا عذر لأحدٍ في ادعاء الضعف بالمقارنة مع إمكانات لكافرين، إ لا بد من بداية، والبداية تكون ضعيفة، ولكن الإرادة والتصميم يؤديان إلى نمو القدرة مع الزمن، ولم يطلب الله تعالى منا أن ننافسهم بإمكاناتهم لنتفوق عليهم! بل أتاح لنا أن نبذل قدر استطاعتنا، وهو الكفيل بنصرنا عليهم، إذا كنا صادقين، وبذلنا ما فيوسعنا، قال تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ} الأنفال/60. يدلِّل هذا التوجيه للإعداد بحسب الاستطاعة على رفض الإستسلام، وأن الإعداد يفتح أبواباً لا نعلمها، فيسبب الخير الكثير والنصر للمؤمنين.
قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام): " فلما رأى صدقنا، أنزل بعدونا الكبت، وأنزل علينا النصر، حتى استقر الإسلام".
علينا أن نضع النصر نصب أعيننا دائماً، فهو متحقق لا محالة لو بعد حين، وإذا ما تأخر فلعلةٍ فينا، {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} الشورى/30. ربما كان عددنا قليلاً جداً فلنعمل على تكثيره، وربما كانت عدتنا غير كافية فلنعمل على تطويرها بما يتناسب مع الحد الأدنى المطلوب، وربما لم نرتب أولوياتنا في الحياة بشكل صحيح فلننتبه لهذه الأولويات ليساعدنا ترتيبها في التهيئة لمقدمات النصر، وربما لم يحن أوان استحقاقه. إن الوعد الإلهي بنصر المؤمنين محسوم، فمتى يكون المؤمنون جاهزين له؟

**********
عندما نرى الفاسدين والظالمين مسيطرين في أغلب حقبات التاريخ وعلى امتداد الكرة الأرضية، فذلك لعدم توفر العوامل الكافية لينتصر المؤمنون، وبما أن معادلة النصر مرتبطة بمقدمات، فعندما لا تتوفر هذه المقدمات لا يتحقق النصر. ولا تخفى سهولة الانحراف، وسيطرة الأنا، وسرعة انغماس الإنسان في شهوات الدنيا واتّباع الشيطان، فقد أخبرنا الله تعالى عن ظاهرة كثرة الذين لا يؤمنون، مبيناً أنهم لا يؤمنون على الرغم من أن الحق من عند الله تعالى الخالق الأحد، الذي أنزل الكتاب هادياً ودليلاً: {المر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ} الرعد/1، ولا يحكمون عقولهم بشكل صائب، مع أنهم يرون عظيم خلق الله للكون والحياة والإنسان: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ}العنكبوت/63، ولا يشكرون الله تعالى على ما وهبهم من نعمه بل يجحدون بها، {اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ}غافر/61.

وليس لنا أن نفاجأ أو أن نحبط طالما أن ما يجري منسجم مع القانون الإلهي على الأرض، في أن تكون للناس خياراتهم، ولو نتج عن ذلك كثرة الذين لا يؤمنون، ولا يعقلون، ولا يشكرون.. فإلى جانبه سنة إلهية حتمية في نصر المؤمنين وتثبيتهم، ووعدهم بأن يسود العدل على الأرض على أيديهم، {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ} النور/55، وأنه سيظهر في آخر الزمان رجل من آل محمد(صلى الله عليه وآله)، هو المهدي (عجل الله فرجه)، ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً، قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): " لا تقوم الساعة حتى تملأ الأرض ظلماً وعدواناً، ثم يخرج رجل من عترتي يملؤها قسطاً وعدلاً، كما مُلئت ظلماً وعدواناً".
مسؤوليتنا أن نهتم بفلاحنا ونجاحنا ونصرنا ورضا ربنا، فلا ننساق مع المنحرفين والظالمين والكافرين، ولا نحتج بكثرتهم للإستسلام فكل واحد منا يتحمل مسؤوليته بمعزل عن الآخرين."
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وأهلك عدوهم. __DEFINE_LIKE_SHARE__

المواضيع المتشابهه
الموضوع	كاتب الموضوع	المنتدى	مشاركات	آخر مشاركة
السيد حسن نصر الله يكرر الالتفاف خلف قيادة الشيخ عيسى احمد قاسم	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	10-24-2011 10:50 PM
الشيخ المعتقل محمد المقداد يدعو البحرينيين للإلتفاف حول الشيخ قاسم	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	08-27-2011 05:40 AM
لماذا لم يتطرق الشيخ عيسى قاسم لمنع صلاة الشيخ المقداد؟؟	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	09-24-2010 07:33 PM
مصور :. زيارة سماحة الشيخ عيسى قاسم إلى الشيخ الجدحفصي	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	11-01-2009 02:10 AM
صورة الشيخ عيسى قاسم و الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة .. خلف السيارة	محروم.كوم	منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية	0	06-21-2009 10:50 PM