|
إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...
انضم اليناالإسلام والشريعة أحكام الدين , واجبات المسلم , سيرة الرسول , غزوات الرسول , سيرة الصحابه , أناشيد أطفال |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
04-08-2009, 02:17 PM | رقم المشاركة : [ 11 ] | |
๑ . . Up мє Wờяld . . ๑ | -4- العبادة (1) إذا عَرَفنا أننا لم نُوجَد في هذه الحياةِ عبثًا، وأنَّ اللهَ سُبحانه وتعالى هو خالِقُنا العظيم، وأنَّه أرسل نبيَّه محمدًا -صلى الله عليه وسلم- إلى كلِّ الخلقِ يدعوهم إلى دِينِ الإسلام؛ نَعلَمُ أنَّه واجبٌ علينا أنْ نعبُدَ هذا الربَّ العظيمَ عبادةً يَرضَى بها عَنَّا؛ لِنفوزَ بالجنة، ونَبتعِدَ عن النار. (2) فالعِبادةُ: هي الاسْتِسْلامُ لأوامرِ الله، و القيامُ بما فَرَضَه اللهُ علينا، أو نَهانا عنه. ومِن أنواعِ العبادةِ المفروضةِ علينا: الصلاةُ، و الصِّيامُ، وبِرُّ الوالدَيْن، والإحسانُ معَ النَّاس. ونَهانا اللهُ سُبحانه عن أشياءَ قبيحةٍ سيِّئةٍ؛ مِنها: السَّبُّ، وإغضابُ الوالِدَيْن، والسَّرِقةُ، والإساءةُ إلى الآخَرين. (3) وقد يَسألُ الواحدُ مِنَّا نفسَه: لماذا نعبُدُ اللهَ سُبحانه وتعالى وَحدَهُ؟ فالجوابُ الوحيدُ: لأنَّ اللهَ سُبحانه وتَعالى هو الخالِقُ وَحدَهُ لِهذا الكونِ الذي نَراهُ؛ بأرضِه وسَمائِه، وجِبالِه وأنهارِه، وإِنْسِهِ، وحَيوانِه. فهُو -سُبحانه وتَعالى- المالِكُ لِكلِّ مَخلوق، الْمُوجِدُ لكلِّ الأشياءِ والخلائقِ مِن العَدَمِ والفراغ. وأيضًا: فنحنُ نعبُدُ اللهَ وحدَه؛ لأنهُ أعْطانا -بعدَ أنْ خَلَقَنا- نِعَمًا كثيرة، وسخَّرَ(1)لنا جَميعَ ما أحلَّ لنا مما خَلَقَ في هذه الأرض. فهُو الذي يَملِكُ كلَّ شيء؛ مِن أنفُسِنا، ومِمَّا نتمتَّعُ به. (4) انظُرْ إلى نفسِكَ: هل تَملِكُ يدَيْكَ؟ هل تَمْلِكُ رِجلَيْكَ؟ هل تَمْلِكُ أيَّ جُزءٍ مِن أجزاءِ جِسمِكَ؟ الجوابُ الوَحيدُ: لا، لا أملِكُ شيئًا مِن هذا. (5) لماذا لا تَمْلِكُ شيئًا مِن أجزاءِ جِسمِك، وأنتَ إذا أردتَ أنْ تُمْسِكَ شيئًا أمْسَكْتَه بِيدَيْك! أو أردتَ أنْ تذهبَ إلى مكانٍ تذهبُ على رِجْلَيْكَ! أو أردتَ أنْ تنظُرَ إلى شيءٍ نَظَرتَ بِعيْنَيكَ! لماذا هي لَكَ وأنتَ لا تَملِكُها؟ (6) لأنكَ مخلوقٌ للهِ. فاللهُ هو الذي خلَقَكَ: بِيَديْكَ، ورِجْلَيك، وعَيْنَيك، وكلِّ أعضاءِ جِسْمِك. فأنتَ لم تَخلُقْ شيئًا مِن جِسمِكَ! ولم تَخلُقْ شيئًا مِمَّا تَراهُ أمامَك! وكلُّ النَّاسِ -أيضًا- لَم يَخلُقُوا أنفُسَهُم، أو شيئًا غَيرَهُم. فالخالقُ هُو اللهُ سُبحانه وتَعالى. ــــــــــ (1) سخَّر: هيَّأ وذلَّل. __DEFINE_LIKE_SHARE__ | |
| ||
04-08-2009, 02:18 PM | رقم المشاركة : [ 12 ] | |
๑ . . Up мє Wờяld . . ๑ | (7) فكلُّ ما تراهُ أمامَك؛ مِن إنسانٍ، أو حَيوانٍ، أو جَمادٍ، وكلُّ ما تتمتَّعُ به، أو تَعمَلُهُ؛ ليس مُلْكَكَ، إنَّما هُو مُلْكُ خالِقِه ورَبِّه. قال اللهُ سُبحانه وتَعالى: {وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [آل عمران: 189]. وقال: {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ} [آل عمران: 109]. وقال: {إِنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ} [التوبة: 116]. (8) فالمالِكُ لنا، ولكلِّ شيءٍ في الوُجودِ هُو الذي تَجبُ علينا طاعَتُه، وفَرْضٌ علينا عِبادَتُه دون سِواه. لِذلكَ نحنُ نَعبدُ اللهَ. ونحن نَعبدُ اللهَ حُبًّا لهُ سُبحانه. قال اللهُ سُبحانه وتَعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران: 31]. ونحنُ نعبُدُ اللهَ سُبحانه طَمَعًا في جَنَّتِه. قال اللهُ سُبحانه وتَعالى: {وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ} [البقرة: 221]. ونحنُ نعبُدُ اللهَ ابتِعادًا عن نارِهِ وخَوفًا مِنها. قال اللهُ سُبحانه وتَعالى: {رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ} [آل عمران: 192]. فمَنْ هُو الفائزُ في هذهِ الدُّنيا؟ ومَن هُو الخاسِر؟ (9) الفائِزُ هُو المُنَفِّذُ لأوامِرِ اللهِ وفَرائِضِه. الفائزُ هُو الذي يَعبُدُ اللهَ سُبحانه حَقَّ العِبادَةِ. الفائزُ هُو الذي يَبتعِدُ عمَّا يُغضِبُ اللهَ مِمَّا نَهانا عنهُ. والخاسِرُ هُو الذي يَعصي اللهَ، ويُخالِف أوامِرَه وفرائِضَه. الخاسِرُ هُو الذي لا يقومُ بِعبادةِ اللهِ سُبحانه. الخاسرُ هُو الذي يرتكبُ المناهِيَ والمعاصِي، ويَفعلُ الأشياءَ التي نَهانا عنها ربُّنا وخالِقُنا سُبحانه. هذا هُو الخاسِرُ الحقيقيُّ. وذاكَ هُو الفائِزُ الحقيقيُّ. يقولُ اللهُ سُبحانه وتَعالى: {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ} [آل عمران: 185]. (10) ومِن أنواعِ العبادةِ الْمُهمَّةِ التي يُخْطِئُ كثيرٌ مِن الناسِ فيها: الدُّعاءُ. قال اللهُ تَعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ(1)} [غافر: 60]. وقال النَّبيُّ محمدٌ -صلَّى الله عليه وسلَّم: " الدُّعاءُ هُو العِبادةُ ". فأنتَ إذا أردتَ أنْ يُعطيَكَ اللهُ شيئًا؛ دَعَوْتَهُ، وقلتَ: " يا رَبِّ أدخِلْني الجنَّةَ ". " يا رَبِّ نَجِّني مِن النَّارِ ". " يا رَبِّ اغفرْ لِوالِدَيَّ ". وهَكذا، في كلِّ الأمورِ مِن شُؤونِ الدُّنيا والآخِرَةِ. فإنَّك عندما تدعُو اللهَ سُبحانه؛ تعتقدُ يَقينًا أنه وحدَهُ خالِقُكَ ومالِكُكَ، والقادِرُ على استجابةِ دُعائِكَ. فَدُعاؤُك اللهَ سُبحانه هُو خُلاصةُ عِبادتِك، وصِدقُ إيمانِك باللهِ سُبحانه. لذلك فأنتَ تدعُو اللهَ وحدَهُ، لا تدعُو أحَدًا مِن خَلْقِه، ولا تَسألُ أحَدًا مِن خَلْقِه، ولا تَستَغيثُ بأحدٍ مِن خَلْقِه. ــــــــــ (1) داخِرينَ: أذِلاّء. __DEFINE_LIKE_SHARE__ | |
| ||
04-08-2009, 02:19 PM | رقم المشاركة : [ 13 ] | |
๑ . . Up мє Wờяld . . ๑ | (5) الملائكة (1) ومِن أهمِّ أركانِ إيمانِنا باللهِ سُبحانه: الإيمانُ بالملائكة، والتعرُّفُ إلى حقيقَتِهم، وما كلَّفَهُم اللهُ سُبحانه به. فبِإيمانِنا بالملائكةِ نَعرفُ أُمورًا مُهمَّةً كثيرًا ما تَساءَلْنا عنها، وأحْبَبْنا الوُقوفَ على حَقيقَتِها. (2) والملائكةُ هُم: خلقٌ مِن خَلْقِ الله، غَيْبِيٌّ، غيرُ مَحسُوسٍ، ليس لَهُم وُجودٌ جِسمانيٌّ يُدرَكُ بالعُيونِ أو بالأيْدي. وقد طهَّرهُم اللهُ سُبحانه مِن الخطأِ والانْحِراف، ونزَّهَهُم عن الخطايا والذُّنوب. وهُم -أيضًا- ليسُوا كالناسِ المُعتادِين، فَهُم لا يَأكُلون، ولا يَشرَبُون، ولا يَنامُون؛ إذْ هُم عالَمٌ آخَرُ مُختلِفٌ عن عالَمِ البشرِ والناسِ الذين نَراهُم. (3) وأهمُّ ما يُميِّزُ الملائكةَ عن الناسِ: كثرةُ عِبادتِهِم لله؛ فَهُم دائمُو العِبادة، لا يَكْسَلون عنها. قال اللهُ سُبحانه: {لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: 6]. وقال: {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ(1)} [الأنبياء: 20]. فهُم مِن صَفْْوة خَلْقِ اللهِ سُبحانه وتَعالى؛ لِذا اختارهُم الله لأشرفِ الوظائف. (4) وهل هُناكَ وظيفةٌ أشرفُ مِن تَبليغِ الشرائعِ للأنبياءِ والرُّسُل؛ لِيَدْعُوا بِها الناسَ إلى عبادةِ اللهِ وَحْدَه؟ فهذهِ الوظيفةُ الشريفةُ اختصَّ اللهُ سُبحانه بها الملائكةَ. قال اللهُ سُبحانه: {الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ(2)السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [فاطر: 1]. ولَم تَكُنْ هذه الوظيفةُ لهُم لولا وُجودُ تلك الصفاتِ العظيمةِ المميِّزةِ لهم عن سائرِ خلقِ الله سُبحانه. ـــــــــ (1) يَفتُرون: يكسَلون. (2) فاطِر: خالِق. __DEFINE_LIKE_SHARE__ | |
| ||
04-08-2009, 02:20 PM | رقم المشاركة : [ 14 ] | |
๑ . . Up мє Wờяld . . ๑ | (5) ومِن صفاتِ الملائكةِ الخَلْقِية التي أخبرنا اللهُ سبحانه بها في القرآن العظيم؛ أنَّ لَها أجنحةً كما في الآية السابقة. وهذه الأجنحةُ ذاتُ أعدادٍ مُختلفة، فمِنهم مَن له جَناحان، ومنهم مَن له ثلاثة، أو أربعة، بل إنَّ مِنهم مَن له أكثرُ مِن ذلك بكثير، وهو جِبريلُ -عليه السَّلام-، فقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه رَأى جبريلَ لهُ سِتُّمائة جَناح. (6) ومِن صفاتِهم -أيضًا- أنهم قادِرون على الصعودِ والهبوط بين السماواتِ والأرضِ بسرعةٍ عظيمةٍ. قال الله سبحانه وتعالى: {تَعْرُجُ(1)الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ(2)إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} [المعارج: 4]. وسُرعةُ الملائكةِ لا تُقاسُ بسرعةِ البشرِ أو مَقايِيسِهِم؛ فلا وَجْهَ للشَّبَهِ أو المقارنةِ بينهما. (7) ومِن صفاتِهم -أيضًا-: أنهم مخلوقون مِن نُور؛ كما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم-. ولهم قُدُراتٌ خارِقةٌ عجيبةٌ لا يَستطيعُها أعاظمُ الرجالِ مِن البَشَر؛ مِن ذلك أنَّ ثمانيةً منهم يَحمِلون عَرشَ الرحمنِ سبحانه وتعالى. يقول الله سبحانه: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} [الحاقة: 17]. (8) ومِن الملائكةِ: ملائكةٌ كلفهمُ الله سبحانه بقبضِ أرواح الناس عند موتِهم. وسيدُ هؤلاءِ الملائكةِ "مَلَكُ الموت"، وله أعوانٌ مِن الملائكة. قال الله سبحانه: {قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ} [السجدة: 11]. وقال سُبحانه: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ} [الأنعام: 61]. (9) ومِن الملائكةِ: ملائكةٌ يُرسلهم اللهُ سبحانه لنصرةِ المؤمنين مِن البَشر. قال الله سبحانه: {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آَمَنُوا} [الأنفال: 12]. فإيمانُنا بهذا النوعِ مِن الملائكةِ يَجعلُنا نَعملُ على أن نستحقَّ مِن اللهِ تثبيتَه لنا بالملائكة. (10) ومِن الملائكةِ: ملائكةٌ جعلهم الله مُلازِمِين لنا، يَكتُبون أعمالَنا، ويُحصُون ما نقوم بِه مِن خيرٍ أو شَرٍّ. قال الله سبحانه: {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ} [الزخرف: 80]. فإيمانُنا بهذا النوع من الملائكةِ الكاتِبين الملازِمين لنا؛ يجعلنا في يقظةٍ دائمة، وانتباهٍ مُستمر؛ فنحذَرُ مِن الوقوعِ في الشَّر؛ حتى لا يُسجِّل الملائكةُ الكاتِبون ذلك علينا. وهذا -أيضًا- يَجعلُنا في أملٍ دائمٍ ورغبةٍ وافرةٍ لِفعلِ الخيرات، وعمل الطاعات؛ فتكتُبُها الملائكة، ويُسجِّلها الكاتِبون. (11) وخلاصةُ القَول: أنَّ الإيمانَ بالملائكةِ توسيعٌ لِمعارفِ الإنسانِ عن نظامِ هذا الكونِ الذي خَلَقَه اللهُ سُبحانه على صُوَرٍ مُتعددةٍ وأنواعٍ مُختلفة. فيكونُ لدى المؤمن معرفةٌ صحيحة، وإدراكٌ سليمٌ لِكثيرٍ مِن حقائقِ الكونِ الغائبة، عَرَفها المؤمنُ بما علَّمه اللهُ إيَّاه . . وهذا الإيمانُ نفسُه يُعرِّفُنا أنَّ الذين يَعصُون الله في هذا الكَون قليلون، لا نسبةَ لهم تُذكَرُ مُقارنةً مع خَلْقِ الله -وإن كانوا كثيرِين في بَنِي البَشر-؛ فإنَّ البشرَ كلَّهم ليسُوا إلى جانبِ الملائكة وبقيةِ مخلوقاتِ اللهِ الطائعةِ إلا قليلاً. والطائِعون -فقط- هُم الذين يَرضَى اللهُ عنهم ويُدخلُهم جَنَّتَه. ــــــــ (1)تعرُج: تصعَدُ. (2)الرُّوح: جِبريل. __DEFINE_LIKE_SHARE__ | |
| ||
04-08-2009, 02:22 PM | رقم المشاركة : [ 15 ] | |
๑ . . Up мє Wờяld . . ๑ | - 6 - القرآن الكريم (1) القرآنُ الكريمُ هو الكتابُ الذي أنزلَه اللهُ سُبحانه مِن السَّماءِ على نبيِّنا محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-، وفيه الهدايةُ كلُّها، والنورُ كلُّه، إذْ هو يَحوي كلامَ اللهِ سُبحانه المتضمِّنَ لصلاحِ الخَلْق، وخيرِ البشرِ والعالَم أجمعَ. قال اللهُ سُبحانه وتعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ} [الإسراء: 9]. (2) وكلمةُ (القرآن) أصلُها مِن: (قرأَ، يَقرأ)، أي: أظهرَ وبيَّن؛ فالقُرآنُ بيانٌ عظيمٌ، وإظهارٌ جَلِيل، فيه صَفوةُ ثمراتِ الكُتبِ السَّابقةِ له؛ كالتَّوراةِ التي أنزلَها االلهُ على اليهود، أو الإنجيلِ الذي أنزلَه اللهُ على النَّصارى. قال اللهُ سُبحانه: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ(1)بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ(2)وَمُهَيْمِنًا(3)عَلَيْهِ} [المائدة: 48]. (3) والقرآن الكريمُ هو كلامُ ربِّ العالمينَ جلَّ وعَلا، لكنَّ هذا الكلامَ ليس كَكَلام الخَلْق، لا، فكلامُ الخالقِ يختلفُ عن كلامِ الخلْقِ ولا يُشبِهُه. قال اللهُ سُبحانه وتعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى: 11]. وقال: {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا(4)مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} [الحشر: 21]. (4) والقرآنُ الكريمُ كتابُ هداية؛ فهو يَدعونا إلى التفكُّر في آيات الله سُبحانه، والاعتبارِ بِخَلْقِه، والتأملِ في مَخلوقاتِه، والتعرُّفِ على الحلالِ والحرام؛ لفِعل الخيراتِ، واجتنابِ السيِّئات. قال الله سُبحانه وتعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ(5)الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد: 24]. وقال: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ(6)} [القمر: 17]. (5) ولقد أنزلَ الله سُبحانه وتعالى القرآنَ العظيمَ إلى السماء الدُّنيا في ليلةِ القَدْر، وهي ليلةٌ مِن ليالي شهرِ رمضانَ المبارَك، ثم -بعد ذلك- أرسل مَلَكَه العظيمَ جبريلَ ومعه آياتٌ كريمةٌ مِن القرآنِ الكريمِ إلى رسولِنا محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-، ثم تَتابع نزولُه عليه سنواتٍ كثيرةً. قال الله سُبحانه وتعالى: { إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ - وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ - لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر: 1-3]. (6) نعم، إنَّ هذه الليلةَ المباركةَ خيرٌ مِن ألفِ شهر؛ لأنها ليلةُ نزولِ الكتابِ الكريم، والذِّكر الحكيم، والنُّور الحق، على رسول الخير و الهُدى، رسولِ ربِّ العالمين. قال اللهُ سُبحانه وتعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة: 185]. (7) ولقد استمرَّ نزولُ القرآنِ على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- أكثرَ مِن عشرين سنةً! فما هو السببُ في ذلك؟! إن ذلك تكريمٌ وتشريفٌ للرسولِ -صلى الله عليه وسلم-؛ فهو -بهذا- يشعرُ أنه مَحَلَّ العنايةِ الإلهية والرِّعايةِ الربَّانية، وأن ربَّه ومولاه لا يَنساه، فهو خالِقُه ورازقُه وحامِيه. ـــــــــــ (1) الكِتاب: القُرآن. (2) ما بين يديه من الكتاب: التوراة والإنجيل. (3) مُهيمِنًا: مُسيطِرًا. (4) مُتَصَدِّعًا: متشقِّقًا. (5) يتدبَّرون: يتفكَّرون. (6) مُدَّكِر: مُتَّعِظ ومعْتَبِر. __DEFINE_LIKE_SHARE__ | |
| ||
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
ميٍسراُ, الإُسلامِ, الإٍسلاُم, رُسالِة, فتيُان, إلِى |
| |