قال سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي (دام ظله) أن كل من يأتي إلى الديار المقدسة يبحث عن تطهير الذنوب وعن التحول في حياته من حالة الي حالة اخرى، ولكن بالرغم من ذلك فأن 3-4 مليون يحجون كل عام، لا نجد تحولاً أساسياً في حال المسلمين، بل وحتي في اوضاع الحجاج انفسهم؛ إذ يحج كل عام ولكن يعود بعدئذٍ الي حالته القديمة.
وتساءل سماحته ألا يمكن ان نجعل من الحج وسيلة الي تحقيق ذاك الهدف الذي بينه الرب سبحانه وتعالي في بداية الحديث عن الحج عندما يقول ” وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَىٰ صِرَاطِ الْحَمِيدِ “، ان يعود الحاج طيب القول والسلوك، وحميد الافعال الصفات؟.
وأضاف سماحته إن الحج بذاته؛ به كل مقومات الاصلاح، فحينما يضع الانسان ثيابه ويتوجه الي الله بكل وجوده، ويلبي للرب ويقول لبيك اللهم لبيك، لا يلبي للرب فقط للحج، إنما يعني ذلك بأن يقول لله: كل ما اردت مني في المستقبل فأنا على استعداد للاستجابة.
ورأى سماحته أنه بالرغم من أن أسباب الاصلاح في الحج كلها موجوده، ولكن لا تؤثر في كثير من الناس، مع أنهم يستغفرون بعمق وبنية صافية وإخلاص، وذلك يعود إلى أن ثقافتنا بالنسبة الي الدين محدودة وناقصة، فنحن لم نتعرف علي الدين الحق، والحقيقة أننا نستغفر من الذنوب التي ليست لها اهمية كبيرة؛ التي تسمي في الشريعة المقدسة بالكبائر، فالكثير من الناس لا يعتبرونها ذنوباً؛ بل يمارسونها ليل نهار بأعصاب باردة.
وضرب سماحته مثالاً على هذه الذنوب الكبيرة، بالصد عن سبيل الله الذي اعتبره جريمة وخطيئة كبرى، ولكن الكثيرين لا يعتقدون بأنها خطيئة بسبب عدم فهم لها. فتجد – مثلاً – البعض يمنع الآخرين من بناء مسجد أو حسينية أو مدرسة علمية متذرعاً بمسميات مختلفة؛ كأن يقال بأن القانون لا يسمح بذلك، معتبراً أن هذا القانون بحد ذاته صد سبيل الله؛ بل إن أكثر من 75 % من القوانين الموجودة في بلادنا تدخل تحت اطار الصد عن سبيل الله، فهي تعطل التجارة والزراعة والعمارة، وهناك من يعمل على استملاك الأراضي والسيطرة سواحل البحار ويمنع الناس من الاستفادة خيراتها. كل ذلك يعتبر من مصاديق الصد عن سبيل الله.
__DEFINE_LIKE_SHARE__
11-03-2011, 03:10 PM
قال سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي (دام ظله) أن كل من يأتي إلى الديار المقدسة يبحث عن تطهير الذنوب وعن التحول في حياته من حالة الي حالة اخرى، ولكن بالرغم من ذلك فأن 3-4 مليون يحجون كل عام، لا نجد تحولاً أساسياً في حال المسلمين، بل وحتي في اوضاع الحجاج انفسهم؛ إذ يحج كل عام ولكن يعود بعدئذٍ الي حالته القديمة.
العرض العادي
المواضيع المتشابهه 
