إنضمامك إلي منتديات استراحات زايد يحقق لك معرفة كل ماهو جديد في عالم الانترنت ...

انضم الينا
استراحات زايد الصفحة الرئيسية

         :: تفسيرحلم الزواج للمتزوجة (آخر رد :نوران نور)       :: تفسير حلم دورة المياه للعزباء (آخر رد :نوران نور)       :: السياحة في مصر للعوائل (آخر رد :emad100)       :: رؤية طائرة في السماء في المنام (آخر رد :نوران نور)       :: رحلة انقاص وزنك تبدأ مع الرشاقة السعيدة (آخر رد :دارين الدوسري)       :: شركة سنت الفندقية (آخر رد :ريم جاسم)       :: الحمل في المنام للمطلقة (آخر رد :نوران نور)       :: تفسير حلم منزل جديد (آخر رد :نوران نور)       :: المحكمة في المنام (آخر رد :نوران نور)       :: البريعصي في الحلم (آخر رد :نوران نور)      

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-29-2011, 02:40 AM
عضو ماسي
بيانات محروم.كوم
 رقم العضوية : 503
 تاريخ التسجيل : Dec 2007
الجنس : female
علم الدوله :
 المشاركات : 2,100,611
عدد الـنقاط :3341
 تقييم المستوى : 2139

29-10-11 12:34 AM

?حديث الجمعة لسماحة الشيخ علي سلمان الموافق 28 أكتوبر 2011 م - مسجد الامام الصادق "ع" بالقفول

أعوذ بالله من الشيطان الغويّ الرجيم .. بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ وسلم على محمد وآله الطيبين الطاهرين وعلى صحبه والتابعين لهم بإحسان إلى قيام يوم الدين
السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته .....

أول ما نتواصى به وخصوصاً إذا كان القرآن يُقرأ، لاداعي لاستقبال أحد من الداخلين بالصلوات على محمد وآل محمد، فليستمر انصاتنا واستماعنا إلى القرآن وليأتي من يأتي أو يدخل من يدخل، في غير وجود القرآن أيضاً لا أحب من الإخوة أن يقفوا في موضع دخولي، جزاكم الله خير.



الحل الأمني، والحل السياسي في وطننا

وهو يعود إلى سؤال: هل المشكلة الموجودة في البحرين هي مشكلة سياسية، أم مشكلة أمنية؟

المعارضة تقول: بأن المشكلة الموجودة هي مشكلة سياسية متمثلة في التعبير ببساطة – الآن في الإستبداد والديكتاتورية، وغياب الديمقراطية– والديمقراطية التي تعني حق الناس (حق الشعب في اختيار حكومتهم) هذه تشخيص المعارضة إلى المشكلة.

هذه المشكلة السياسية نتيجة لعدم تمتّع الناس بحقوقها، فتقوم الناس بالمطالبة بهذا الحق، فيقوم الديكتاتور بمحاولة منعهم من الوصول إلى حقوقهم بالقوة، فتنتج المشكلة الأمنية، والحقوقية. هكذا تُقارب المعارضة الموضوع، وأحسب أن هذه المقاربة هي المقاربة الحقيقية ليس في البحرين، في كل مكان.

السلطة تحاول أن تأتي بمقاربة مختلفة، وهي مقاربة تقوم على المغالطة، وعلى محاولة إخفاء المشكلة السياسية، والإدِّعاء بوجود المشكل الأمني الذي قامت على أساسه بهذه الإنتهاكات وهي لا تعترف بأنها إنتهاكات! وإنما تدّعي لها إدِّعاءات بأنّ هناك مخالفة من الناس، وهي التي تقوم بتطبيق القانون والعدالة .

فتقوم تعتقل بمبرّرات – تخلق هي المبرّرات إذا غير موجودة – تشوّه التحركات، تقوم بأعمال العنف – إذا كان هذه الأعمال غير موجودة– حتى تخلق مبرّر بالقمع الأمني، وتغيّب أصل المشكلة. هذا كله الذي تحاول أن تعمله السلطة اليوم وفي كل مكان، وليس فقط هنا!.

سلطة وظيفتها الرئيسية اليوم، تحاول أن تُخفي حقيقة المشكلة السياسية والإستبداد، وتحاول أن تقول مشكلة أمنية؛ لأنّ يوجد هناك تجاوزات، ونحن نقوم بحفظ الأمن. وإذا أتت بعد ذلك (هنا الفكرة) بحـل . ماذا تأتي بحـل؟ تأتي بحل في الإطار الأمني، وتقول سأطلق سراح المعتقلين. (المعتقلين جريمة أنت فعلتها!) .

في إعتقادنا – وهذا أمر يشمل الغالبية العظمى للمعتقلين– عندك مشكلة سياسية معهم. يطالبون بالديمقراطية، وأنت جالس تمنعهم من هذا، وتحاكمهم، وتسجنهم . فهذه جريمة في وجهة نظرنا.

حتى من نادى بالجمهوريّة - تعال خلني أحاكم هذا الموضوع من قال بأنّ من نادى بالجمهورية لك الحق بأن تعتقله، وتقتله؟ هذا نزال سياسي تنازله سياسياً، نحن لسنا من دعاة الجمهورية، دعاة الملكيّة الدستوريّة ومن دعاة تطوير النظام ولكن من نادى بغير ذلك- هذا في ضمن المبادئ العالميّة لحقوق الإنسان التي موقعيّن عليها نحن– يسمونه حرية تعبير. يطرح سياسياً، تُنازله سياسياً هذا حدّك معه. فضلاً عن هذا الذي ذهب إلى اعتصام، أو أضرب عن العمل، وكافة أشكال المطالبات بالطرق السلمية.

فكل هؤلاء، ومعظم المعتقلين هم معتقلي الرأي، والإفراج عنهم حقّ، وهو رفعٌ لظلم وأقول: (ولا يستحق عليه أحد شُكر عندما يحدث) فضلاً عن أن يقدّم بأنّ هذا حل، (وخلاص اسكتوا، وانتهى الموضوع) .. لا ، كل الظلامات التي وقعت يجب أن ترتفع، ويُساءل عن من إرتكبها، والمطالبة بالحق السياسي قائمة.




زيارة إلى مصر

هذه الزيارة تأتي ضمن الأفق البسيط والعادي إلى موضوع العمل السياسي وحق كل إنسان في إبداء وجهة نظره حول أي شيء –وليس فقط التنظيم السياسي– شخص عادي من حقه أن يقول: (والله أنّ في البحرين هكذا وهكذا) أم ليس من حقه؟ أو نضع في أفواه الناس، ونغلق أفواههم؟

من حق كل إنسان أن يتكلم، من حقّه أن يتكلم في البحرين في بيته أو من حقّه أن يتكلم في الخارج؟ من حقّه أن يتكلم في البحرين وفي بيته، ومن حقّه أن يتكلم في الخارج. يقول: (والله أنا رأيت هكذا .. أنا وجهة نظري هكذا) هذا من حق كل الناس. ومن حق الجماعات والقوى السياسية. فهذا النوع من الزيارات هو ممارسة هذا الحقّ الطبيعي الفطري البسيط الذي لا جدال ولا نقاش فيه في الفكري الإنساني أبداً.

وهو جزء من طبيعة الكيان السياسي، لا يصح أن يكون كيان سياسي وليس له وجهة نظر يطبعها.. يتكلم فيها .. يعمل فيها محاضرة.. يتكلم في وسائل الإعلام.. يزور الناس.. يتكلم مع الناس، هذا معناه أن يكون لك وجهة نظر.

في ظل العالم اليوم هو عبارة عن قرية صغيرة ، الآن باللحظة أصبحت مساحة الناس التي تتعاطى بمتابعة الخبر ومعرفة وجهة نظر الأطراف الأخرى ، لم تعد تنتظر . إذا حدث الحدث قبل خمس دقائق يذهبون لمواقع التواصل في الفيس بوك والتويتر، ويرون ما يحدث!

خصصنا لمصر العزيزة أسبوع ، وهو كان مليء باللقاءات السياسية والإعلامية ولقاءات مع النخبة والمتخصصيين المصريين، وكان البرنامج يمتد من الصباح وحتى المساء. ووجدنا أنفسنا في دوامة من اللقاءات والعمل، بحيث لم نستطيع استيعاب الكثير من الشخصيات ووسائل الإعلام والقوى السياسية ، ونشعر أننا بحاجة إلى الذهاب مرة اخرة وثالثة ولن تستطيع اللقاء مع كافة هذه الجهات.

الملاحظ ان معظم القوى السياسية المصرية ومراكز الدراسات والعاملين في الاعلام وأهل الفكر، تدرك حقيقة ما يجري في البحرين، هناك بعض التأثير لدعايات التأثير بإيران والاتهام الطائفية، ولكنها تترك تأثيرها في مساحات محدودة وأماكن مغلقة محددة. انت تحاول تشرح له، ولكنه يقول أنه يعرف ويبدأ كلامه في حديث الاستقبال بأن البحرين جزء من الربيع العربي، ونحن نتضامن معكم. وهكذا معظم أهلنا وشعبنا في مصر ينظرون بهذه النظرة.

كان هناك إعجاب شديد بوثيقة المنامة. كل من قرأها عبّر عن إعجابه الشديد بها، وقد نظمت هذه الزيارة خمس جمعيات سياسية.




حادثة العزاء في المحرق:

وهي الحادثة الثانية من نوعها خلال هذه السنة.. وهذه بعض النقاط :

العزاء هو ممارسة للشعائر الدينية وفقاً لمذهب أهل البيت عليهم السلام ويمتد عمر هذه الممارسة إلى قرون في البحرين ، قبل كل الحكومات، فهي موجودة قبل أل خليفة وقبل أل مذكور، وقبل حكم آل عصفور وحكم العيونيين، فهذه الممارسات موجودة منذ قرون، بعض الممارسات قد تتطور ولكن أصل الإحياء لشعائر أهل البيت مبكراً من تاريخ الاسلام موجودة في هذه الجزيرة.

ولأنها ضاربة جداً في التاريخ، لما جاءوا في الدستور سنة 1971 قالوا هذه تسري وفقاً للأعراف والعادات المرعية في البلاد، لا نضع لها قانوناً خاصاً بها ، وهذه أقوى وأشد وضوحاً من القانون نفسه. فلا يصح أن تضع قانوناً ليأكل او يشرب أو يتنفس ، لأنها من درجة التركيز والوجود من هذا القبيل، فهي لا تحتاج إلى تقنين لإيجادها. هذا الأمر من الجذر موجود، وهو سابق لكل التركيبات والتنظيم.

معظم أهل البحرين سنةً وشيعة يشتركون تاريخياً في هذه الممارسات، بدرجات مختلفة. ومن أوجه الاشتراك حضور المجالس - أهل المحرق والمنامة أعرف بهذا الأمر – وتزداد النسة في حضور المواكب، وتكثر ظاهرة التبرع بالمال والمواد الغذائية وصناعة الأكل للمعزين بين السنة والشيعة. أناس لديهم نذورات وعادات، من أهل المنامة والمحرق.. هذا هو التاريخ.

الوقائق التي حدثت البارحة باختصار.. مجموعة قليلة ممن خرج عن ذوق وتاريخ وسماحة أهل البحرين تحاول عرقلة واستفزاز المعزين من أهل المحرق العزيزة، وجانبت هذه الفئة المحدودة والقليلة احترام العقيدة وممارستها وجانبت احترام القواعد والتي هي أكبر من القوانين المنظمة لهذه المراسم، وجانبت الأخوة الجامعة الانسانية والوطنية. والحمد لله ان المتصدي لها والمعترض عليها والمستنكر هم كل اهل البحرين من السنة والشيعة ، استنكاراً على الأرض واستنكتاراً باللسان واستتكاراً في الضمائر.. هذا ليس من فعلنا نحن اهل البحرين ، وهذا لسان السنة والشيعة.


الشكر لكل الأخوة الذين وقفوا ضد هذه الممارسة الشاذة، واعترضوا على هذا التصرف من أخوتنا وأعزتنا السنة، وأدعو إلى المحافظة على هذه المواكب وفقاً للعادات المرعية – هذا لفظ الدستور – والمحافظة على السلم الأهلي والأخوّة الجامعة، وتركيزها واستخدام هذه المناسبات وخطاب الموكب الحسيني والمنبر الحسيني يركز على ذلك، وكافة الممارسات.

وعلى الأجهزة الأمنية أن تقوم بدورها في منع هذه التصرفات الشائنة والحفاظ على هذه الممارسة التاريخة، وعلى هذا الحق الطبيعي للإنسان، وان تمنع أي نوع من تحوله إلى احتكاك اجتماعي بفعل هذه المجموعات المحدودة.




أخوّة الإنسانية:

هناك أفق أرحب من صلب الدين ولكننا نغفل عنه بلحاظ التفكير الجزئي والخصوصية والمحيط الذي نعيش فيه لأن المحيط له تأثير على تصرفاتنا ورُؤانا يؤثر علينا من خلال الراجع، عندما نتصرف تصرف معين هذا التصرف يكون له قبول أو رفض أو إهمال، الموضوع الإنسان عندما يدخل في دائرة الإهمال فعندما تفعل شيء يتعلق بالإنسان في بلد من بلدان الله الواسعة والتي لايعرف عنها المحيطين.. فردود الفعل عليك تكون محدودة، الناس تُقدر أن تقوم بعمل يتعلق بالقرية، أو بالأسرة، وأهل البلد يُقدرون أن تقوم بعمل لأهل البل ، يتضاءل الراجع وقد ينعدم إذا يمارس الإنسان دور يتعلق بالإنسانية بعيداً عن القرب من مكان التحرك ( السكن، المنطقة ) والقرب الديني والمذهبي وغيرها من الروابط القريبة ويمكن أن يكون أيضاً سبب تضاءل أو ضمور هذا النوع من الحس هو درجة الابتلاء التي نعايشها في مجتمعاتنا العربية والاسلامية والشرقية وخصوصاً الابتلاء السياسي الذي تسود فيه أنظمة الاستبداد فتسحب من الانسان قدرته على التفاعل مع المجتمع الانساني خارج إطار حدوده بتعبير ( الجرح يُسكنه الذي آلمه ) فالألم الذي تعيشه شعوب هذه المنطقة وأفرادها يجعلهم ينصرفون عن التفكير في آلام الآخرين لذا تجد في هذه المقاربة تجد نشاط إنساني في المجتمع الأوروبي أكثر من النشاط الإنساني في المجتمع العربي والشرقي، منظمات الإغاثة الكبرى ليست في الشرق.. منظمات الإغاثة الكبرى غربية، منظمات الإغاثة لأفريقيا أول ما يصل من مساعدات وتستمر أيدي المساعدات في أفريقيا غربية ومنظمات حقوق الإنسان التي تدافع عن الإنسان أياً كان دينه ولونه وجنسه غربية، ممكن السبب هو أن مجتمعاتنا مشغولة لحد هذه اللحظة بموضوع الاستبداد الذي يشغلها عن بقية العالم وأيضاً يضغظ عليها في هذه الممارسات.. أعود إلى الفكرة الرئيسية أخوة الإنسانية واستحضار الإنسانية في فكرنا وفي مشاعرنا وفي تحركاتنا .

الخلق عيال الله وليس المسلم بل الخلق (ولقد كرمنا بني آدم) والآيات التي تذهب إلى الإنسانية في القرآن بالعشرات إذا ما كانت تتجاوز ذلك في المعاني المرفقة فالإنسان كَوْن الإنسان محل عناية الله وكرامة من الله سبحانه وتعالى بغض النظرعن التقسيمات الأخرى التي تأتي على هذا الإنسان من ناحية العقيدة وأصل بعث الرسل– الله لايبعث الرسل إلى المؤمنين يبعث الرسل إلى بني آدم – الفكرة الرئيسية من الرسل أنهم يأتون إلى الناس كل الناس حتى ترشدهم إلى طريق الهداية والخير والسعادة لهم، ترى بأن الله يحب الناس كل الناس فيُرسل إليهم رسل، وهذا هو المنطلق الذي يجب أن نستحضره في تعاطينا مع الإنسان أينما وُجد، حب هذا الإنسان وحب الخير له، كنت تنقل مواد غذائية لإسعافه، تنقل مواد طبية لإسعافه، تتضامن معه في فيضان أو زلزال أو تنقل له ماتعتقد بأنه طريق السعادة و الهداية من رسالات، الرسل لاينطلقون من أن هناك مجموعة نحن نكرهها نريد نذهب بالسيف نفتحها، هؤلاء هم غير الرسل حتى وإن تسموا بأسماء دينية إسلامية أو يهودية أو مسيحية أو نزلوا في الموضوع وتسموا بأسماء عرقية وقوميات، يدخلون مغالبة أحدهم يحمل سيفه يدخل مغالبة من أجل استعباد الآخرين ومن أجل فرض الهيمنة على الآخرين أما الرسل ليسوا من هذا النوع، الرسل يحملون دعوة الحب والخير ورغبة يجدون السعادة في أقصى منطقة من الإنسانية هذا هو المنطلق، نحن أيضاً إذا انطلقنا في عمل من الأعمال بما فيه الأخوّة إلى الله سبحانه وتعالى فهي لا بد أن تنطلق من موضوع الحب لهذا الإنسان الذي ندعوه وليس رغبة السيطرة والهيمنة والتحكم في موارده التي يتمتع فيها ، في هذا الموضوع موضوع الإنسانية وبغض النظر عن الديانات والأعراق والمذاهب يجب علينا أن نربي أنفسنا على احترام حقوق الإنسان احترام حقوق الإنسانية في الإنسان وهي حقوق كثيرة منها حقه في الحياة فلا يجوز ولايجب أن يُبنى الفكر على أساس الاستهتار في حياة الآخرين – والله ليش ؟ هذا مو مسلم ! ، والله ليش ؟ هذا ليس من مذهبي ! هذا ليس من عِرقي - هذا التفكير ليس من ديني الذي نفهم التفكير الذي ينظر بازدراء

ونقص إلى ذلك الإنسان الذي يختلف معك في العرق ويختلف معك في الدين ويختلف معك في منطقة السكن- هذا ليس من الدين. حق الإنسان في الحياة والعمل على التعاضد في توفير هذا الحق، فإذا حدثت مجاعة فلا ينبغي أن تسأل: أهؤلاء مسلمون أم كفّار؟ مسلمون أم غير مسلمون؟

سأختم بالحديث المعروف "الأقربون أولى بالمعروف"، ولكن يجب تفسيره بهذا المنطق: ليس "أولى بالمعروف" يعني الآخرون منتقصةٌ حقوقهم وهم في ذهني لا يشكّلون شيئاً، وإذا سمعتُ خبراً بأن زلزالاً في منطقة غير إسلامية (في هاييتي) ليس عندي شعور؟! وإذا حَدَث في تركيا أتأثر! كلا، هنا تتأثر وهنا تتأثر (في كليهما)، هنا تتضامن بقدر إمكانيتك وهنا تتضامن بقدر إمكانيتك..




حق الحياة للإنسان

احترام حق كل إنسان في الحصول على العدالة.. لا نقول: والله العدالة والإنصاف لهؤلاء الناس: (العرب)، العرب في الدولة الإسلامية الأمَويّة لهم ميزة: عطاؤهم مختلف، مواطنيتهم ذات درجة عالية، بقية الناس الذين دخلوا الإسلام أمرٌ آخر، لا يُنظر إليهم بنفس الاحترام..

هذا ليسَ من الدين في شيء، دين محمّد (ص): الرّومي والفارسي والعربي والأسود والأبيض هم على قدم المساواة، وإذا اختلفت الروايات في هذا المعنى فأقول: اضربوه بعرض الحائط!


أحياناَ المجتمع يُفرز بعض الألفاظ، وإلا الأصل المتين الثابت في الدين هو: "أكرمكم عند الله أتقاكم".. لا يوجد فضل لعربي على أعجمي.. فضلُ محمّد "ص" بعمل محمّد، لأن محمّداً قلبه هو أكثر القلوب انشراحاً، وحبّاً للخير، وحبّاً للإنسانية، وذوباناً من أجل الإنسانية.. "لا تُذهِب نفسكَ" الله سبحانه يخاف عليه! هوَ هذا الذي قدَّمَ محمّداً، ما قدَّمَتهُ قريش.. في قريش (أبو لهب) وهو من نفس النَّسَب..

حق العدالة للإنسان أيّاً كان مذهبه ودينه ومكانه، والآيات والروايات كثيرة: إذا حكمتم بين الناس احكموا بالعدل، لا تظلِموا.

يمرّ علي بن أبي طالب "ع" في الكوفة على رجلٍ يتكفّف الناس، يسأل الناس، كبيرٌ في السِّن، قال: لماذا هذا يسأل الناس؟ قالوا له: نصراني (أو يهودي).. لعلي بن أبي طالب تلاميذ تشرّبوا من علي بن أبي طالب بحيث أصبحوا يعبّرون عن عليّ بن أبي طالب، أنا لا أعتقد أن الذي سأله هو مالك الأشتر، ولا الذي سأله هو سلمان الفارسي.. لا، ولكن مَن كان حول علي بن أبي طالب عقليته ليست عقلية علي بن أبي طالب، ليست عقلية الدين الحقيقية، للآن هو متشرّبٌ بجاهليّات، الجاهلية آخذةٌ مساحةً من ذهنه، فهذا من منطلق الجاهلية يقول: هذا نصراني يجوز أن تُمسح به الأرض، أو يهودي تُمسح به الأرض، أو يعيش جائعاً وأنتَ تمرّ عليه ولا تهتم وقلبكَ لا يرفّ له!

علي بن أبي طالب يقول: اصرِفوا عليه من بيت المال.. لو كان مسلماً لماذا كان يقول؟ اصرفوا عليه من بيت المال.. ما الذي استحضره علي بن أبي طالب؟ استحضرَ الإنسانية.. لهذا الإنسان -أيّاً كان دينه- حق، "الحقوق القانونية".. يمكن لهذه الحادثة تسميتها بهذا المعنى: الحق القانوني المتساوي مع الآخر.

علي بن أبي طالب أمام القضاء له أكثر من موقف.. موقفٌ يقف مع الخصوم فيناديه القاضي يقول له: (يا أمير المؤمنين)، يقول له: هنا لا يوجد أمير مؤمنين! الآن أنا خصمٌ وهناكَ طرفٌ آخر خصم، نادِني بنفس النداء الذي تنادي به الآخر. ولديه موقفٌ ثانٍ في خصومته مع أحد سكان الكوفة من اليهود، وأنه اختصم بأن هذا الدرع دِرعي، أنا فقدته وهذا دِرعي، والشخص الآخر يقول: لا، هذا دِرعي.. فذهبوا إلى القاضي، فهذا الذي ليس له علاقة بالإسلام يحتكم معه علي بن أبي طالب على قدم المساواة أمام فكرة القضاء (المكان الذي اختلف الناس فيه يذهبون حتى يُنصفهم القاضي).. فله الحق القانوني المتساوي مع أكبر رأس في تنظيم الإسلام (علي بن أبي طالب).





شراكة الحياة

رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وضع ميثاق المدينة، ونظّم الحياة، فكانت الحياة منظّمَةً لتشمل المسلم واليهودي وغير المسلم.. يبيعون، يشترون من بعضهم البعض، يتعايشون مع بعضهم البعض.. الحادثة تقول بأن رسول الله رهن درعَه عند يهودي.. هناك مسلمون في المدينة، هناك مسلمون أغنياء في المدينة، لكن "شراكة الحياة" مع هذا الإنسان. وعبارةٌ تتجاذب القول فيها إلى مَن: هي لعمر بن الخطاب أم لعلي بن أبي طالب: "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهم أحراراً" عندما اعتدى أحد أبناء المهاجرين والأنصار على أحد المصريين.

باختصار، في الدولة الحديثة – والإسلام لو أُخِذَ به كان أحدث من أيّ دولةٍ حديثة، ولكن البشرية ذاهبةٌ في هذا الاتجاه، تظلم نفسَها أحياناً كثيرة- في الدولة الحديثة "حق المواطنة الكاملة"، لا بدّ أن يتمتع كل إنسان بحق مواطنةٍ متكاملة، ونحن رأينا بعض النماذج من هذه السيرة الإسلامية في رسول الله وفي علي بن أبي طالب، وهي أكثر دلالات..

حق المواطنة الكاملة لكلّ إنسان، وحقه إذا لم يكن مواطناً في الإقامة وظروف الحياة التي تحترم إنسانيته. وأعتقد بأن عندنا في الأمرين جرائم؛ لأن أصل المواطنة ليست متحققة في كل الدرجات، فكرة المواطنة المتساوية غير متحققة في بلداننا العربية كافّة (تقريباً).

فكرة المواطنة المتساوية غير متحققة في بلداننا العربية كافة تقريباً. فضلاً عن موضوع حق الاحترام الحقيقي القائم على الإنسانية إلى غير المواطنين (من مهاجرين، عمال و..) . ننظر إليهم – عقليتنا مركبة تركيب خاطئ– تنظر إلى كثير من الأمم بازدراء.

وبلا أدنى إشكال، أوجد الإسلام (شاهد الإنسانية، ولا تتجاوزها، هذه الفكرة الرئيسية) ولكن أوجد الإسلام حقوق أخرى أكثر بين المسلمين – ليس على حساب الناس الآخرين .. لا– ولكن بين المسلمين "ويؤثرون..ولو كان بهم خصاصة"

يعني خذ من مالك، وإقتَـسم نصف مالك (مهاجرين وأنصار يأتون إليكم، ويتقاسمون البيت)، فتزيد شدة الموضوع . لا يوجد إنتقاص هناك، لا ننتقص من الأبعاد الإنسانية، ونقول: (هذا يهودي .. ودعه يموت!) . لا يوجد هذا في الدين . على قاعدة رئيسية "الأقربون أولى بالمعروف".

?http://alwefaq.net/index.php?show=ne...rticle&id=5972


Wall Photos

المصدر...
__DEFINE_LIKE_SHARE__
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نقط من حديث ليلة الجمعة - 20 أكتوبر 2011 للعلامة السيد عبدالله الغريف محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 10-20-2011 10:40 PM
السيد عبدالله الغريفي في حديث ليلة الجمعة 6 أكتوبر 2011 م: إذا استمرت محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 10-07-2011 10:10 AM
السيد عبدالله الغريفي في حديث ليلة الجمعة 6 أكتوبر 2011 م: إذا استمرت محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 10-07-2011 04:12 AM
نقاط من حديث الجمعة 22 سبتمبر .. لسماحة العلامة السيد عبد الله الغريفي محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 09-23-2011 12:10 AM
حديث الجمعة: الشيخ علي سلمان مسجد الإمام الصادق (ع) 9 سبتمبر 2011م محروم.كوم منتدى أخبار المواقع والمنتديات العربية والأجنبية 0 09-10-2011 02:40 PM


الساعة الآن 04:49 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.5.2 TranZ By Almuhajir

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML